- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (007)سورة الأعراف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الإخوة الأكارم، مع الدرس السابع والثلاثين من دروس سورة الأعراف .
نسبة المصائب إلى النعم قليلة لذلك يؤرخ بها :
ومع الآية الثلاثين بعد المئة، وهي قوله تعالى :
﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ(130)﴾
أيها الإخوة، السنة هي العام، والسنوات جمع سنة، والسنين والسنون جمع آخر، عندنا جمع مذكر سالم، وجمع مؤنث سالم، وجمع تكسير، لكن هنا السنين المصائب لماذا؟ السنوات الاعتيادية تتتابع، لكن في يوم خطير يُؤرَّخ به .
التاريخ المعاصر يقول لك: الحادي عشر من أيلول هذا يوم قبله هناك سياسة، وبعده هناك سياسة، الأصل أن النعم تترى على الإنسان، لكن المصائب نسبتها إلى النعم قليلة جداً، إذاً يُؤرَّخ بها، هذا معنى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ
الله عز وجل ثبت بعض القوانين و حرك بعضها لحكمة منه :
طبيب درس بأمريكا، يعمل بعقد عمل في الخليج، عنده مريض من الهند، الدواء صنع الصين، لولا أن البنية التشريحية للإنسان واحدة، مكان الشريان، مكان الوريد، مكان العصب، لولا أن البنية التشريحية للإنسان موحدة، ولولا أن الوظائف الفيزيولوجية موحدة ما كان هناك طب أساساً .
لو تتبعنا هذا الأمر، القلب من أجل أن نجري عملية قلب مفتوح نحتاج إلى أن نوقفه، نوقفه بالتبريد، يقف، نجري هذه العملية، نرقّع شرياناً، نزرع شرياناً، نرقّع دساماَ، نزرع دساماً، وننتهي بعد سبع ساعات، نعطيه صعقة كهربائية يتحرك، لو لم يتحرك، لو أن القلب مصمم أنك إذا بردته لن يتحرك أُلغيت عمليات القلب كلها، لو أن العظم لا يلتئم ألغيت عمليات جبر العظام .
فالإنسان في أصل خلقه يعني :
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
عنده صيانة ذاتية، سمعت بحياتك أن إنساناً كُسر معه عمود في سيارته، فذهب إلى من يصلحها له قال له: تلتئم وحدها؟ مستحيل!.
الله عز وجل حرك الصحة والرزق ليكون التأديب عن طريقهما :
إذاً الأصل الله ثبّت القوانين، والخصائص، البذور هي هي، تزرع جوزاً تحمل جوزاً، تزرع فستقاً تحمل فستقاً، لو أن الحديد يغير خصائصه، ننشئ بناء ثلاثين طابقاً، غيّر خصائصه الحديد من حالة إلى حالة وقع البناء، ما الذي يمنحك الأمن؟ بناء لن يتزعزع، إلا إذا شاء الله طبعاً، يوجد قوانين ثابتة، خصائص المعادن، خصائص المواد، خصائص أشباه المعادن، قوانين الدوران، قوانين الأفلاك، قوانين الفيزياء، قوانين الكيمياء، قوانين الضوء، قوانين الحركة، كل هذه القوانين ثابتة، ثبات سرمدي أبدي، لذلك المحصلة استقرار، عندنا قوانين، عندنا مقدمات، عندنا نتائج .
لكن الله عز وجل لأنه رب العالمين حرّك أشياء بحياة الإنسان، حرك له صحته، وحرك له رزقه، فالصحة غير ثابتة، يكون في أعلى درجات نشاطه تنمو بعض الخلايا نمواً عشوائياً، انتهت حياته، فالله عز وجل حرك الصحة وحرك الرزق، ليكون التأديب عن طريقهما .
التهطال والجفاف يوزع من الله عز وجل على البلاد تربية وتأديباً :
﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ﴾
﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) ﴾
القرآن الكريم منهج من الله تعالى علينا تطبيق أوامره لا أن نقدسه ظاهرياً فقط :
ونحن كمسلمين ولو أننا أقمنا القرآن الكريم، طبعاً ممكن نقرأه، ممكن نتبارك به، ممكن أن نضعه في مقدمة مركبتنا، أو ممكن أن نضع آيات في صدر محلاتنا:
﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً(1) ﴾
لكن هذا العرض، وهذا التقديس الظاهري، وهذه الطبعات الرائعة الملونة هذه لا تقدم ولا تؤخر، لأن القرآن منهج.
يعني شخص مريض وزار طبيباً وصف له أدوية، جاء بهذه الورقة التي عليها خط الطبيب اعتنى بها، جعل لها إطاراً، وعلقها في غرفته، قال: يا له من طبيب! أدويته ناجحة جداً، لكن ما اشترى الدواء، ولا استعمله، العناية بهذه الورقة، وتغليفها، ووضع إطار لها، هل يشفي صاحبها؟ هذا حال المسلمين اليوم.
القرآن نقرأه، نضعه في مكان مقدس في بيتنا، في الصدر، في مكان مرتفع، لكن القرآن يجب أن يُعمل به.
الشدائد التي تصيب الإنسان رسائل من الله تعالى ليرجع إليه و يتوب :
إذاً: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ﴾
﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) ﴾
هذه الصواعق، وحديثاً الصواريخ ﴿أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾
﴿أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً﴾
﴿وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾
اطمئنان المستقيم و خوف الظالم في البلاد العادلة الطيبة :
﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾
لذلك دخل مرة على عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي وفد، تقدمهم غلام صغير فلما رآه غضب، فتوجه إلى حاجبه وقال: ما شاء أحد أن يدخل عليّ حتى دخل، حتى الصبيان! فهذا الصبي الصغير كان فصيحاً، قال له: أصلح الله الأمير، إن دخولي عليك لم ينقص من قدرك، ولكنه شرّفني، أصابتنا سنة أذابت الشحم، هناك عظم، هناك لحم، هناك شحم، أول سنة أذابت الشحم، وسنة أكلت اللحم (بالتعبير الدارج جلدة وعظمة)، وسنة دقّت العظم جفاف، سنوات عجاف، وبيدكم فضول أموال، فإن كانت لعباده فعلامَ تحبسونها عنهم؟ نحن عباده، وإن كانت لكم تصدقوا بها علينا، وإن كانت لنا نحن أحق بها، فقال هذا الخليفة: والله ما ترك لنا هذا الغلام في واحدة عذراً، فصاحة ما بعدها فصاحة .
أنا مرة ذكرت غلاماً صغيراً، رسم منهج دولة، أطفال في أحد أزقة المدينة يلعبون رأوا سيدنا عمر، كان ذا هيبة كبيرة، تفرقوا إلا واحداً منهم، لفت نظره، لما وصل إليه قال: أيها الغلام لمَ لم تهرب مع من هرب؟ قال له: أيها الأمير لست ظالماً فأخشى ظلمك، ولستُ مذنباً فأخشى عقابك، والطريق يسعني ويسعك .
يعني البلاد الطيبة المباركة يجب أن يطمئن المستقيم، وأن يخاف المذنب، فأنت لست ظالماً فأخشى ظلمك، وأنا لست مذنباً فأخشى عقابك، والطريق يسعني ويسعك .
أصناف المصائب :
أيها الإخوة الكرام:
﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ(155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ(156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(157)﴾
لأن الله يحبنا، لأن الله يريد أن يرحمنا، لأن الله يريد أن يتوب علينا، لأن الله يريد أن يطهّرنا، لأن الله خلقنا لجنة عرضها السماوات والأرض، يريد أن يؤهلنا إليها، يسوق لنا هذه المصائب.
تتابع المصائب على المؤمن من أجل تطهيره :
أقسم لكم بالله أن المؤمن الذي تأتيه المصائب متتابعة من أجل تطهيره معنى ذلك أن الله يحبه.
كنت مرة بتركيا بمتحف توبي كابي، هناك ألماسة بحجم البيضة، قالوا: إن ثمنها يزيد عن 150 مليون دولار، القصة من عشرين سنة، الآن أغلى بكثير، 150 مليوناً، والألماس أصله فحم، لو أتينا بفحمة بحجم هذه الألماسة كم ثمنها؟ أقل من ليرة، والألماس أصله فحم من شدة الضغط أصبح ألماساً، الآن هناك ألماس صناعي، فحم مضغوط يسمونه زيركون، فالفحم على الضغط الشديد، وعلى المعالجة الشديدة، وعلى الحرارة الشديدة، صار ألماساً.
وأنت أيها المؤمن كلما أخطأت يأتي التأديب، أحد إخواننا عنده معمل ألبسة متواضع، أخ كريم علم أن عنده معمل ألبسة، قال نشتري من عنده على العيد، عنده أولاد ودخله محدود قال له: أريد لهذا الولد، انزعج صاحب المعمل، يبيع بالجملة هو، يبيع مئتي دزينة، ثلاثمئة دزينة وليس قطعة أو قطعتين! قال له: أنا لا أبيع مفرق، قال له: لا تؤاخذني بكل أدب انسحب، أقسم لي بالله: 33 يوماً ما دخل لمعمله إنسان، تكبرت أن تبيعه؟ قطعة واحدة أو قطعتين؟ بعد هذا الدرس يبيع قطعة واحدة، وبكل احترام، الله يؤدب .
كلمة غلط، كلمة قاسية، يؤدب، إنسان خبير بالكمبيوتر للمعامل، القصة طويلة لكن ملخصها طلب سعراً من معمل، ضغط عليه كثيراً، قال له: هذا سعري، أنا لست بحاجة لك، أنت بحاجة لي، إن تحب سأعمل، أقسم بالله عادة ساعة، ساعتين، يوم، أول يوم ثماني ساعات ما بيّن معه الخلل، ثاني يوم ثماني ساعات، ثالث يوم، رابع يوم، خامس يوم، سادس يوم، سابع يوم، ثامن يوم، فتوقف، طلب إجازة يوم، راجع نفسه، أين الخطأ؟ تذكر أنه قال له: أنا لست بحاجة لك، أنت بحاجة لي، فاستغفر الله، ودفع صدقة، وباليوم العاشر بربع ساعة حلُّت القضية.
بطولة الإنسان أن يكون له مكانة عند الله عز وجل :
الله يؤدب، لو أنك تفهم على الله الكلمة الغلط وراءها تأديب، تصرف غلط هناك تأديب، ابتسامة بغير محلها هناك تأديب، استخفاف بإنسان هناك تأديب، الله كبير، فالله يربينا فالمربى يصير غالياً، يصير ألماساً، متواضعاً، أديباً، واقعياً، أحكامه موضوعية، ما فيها شطح، ما فيها مبالغة، يقدم واجباته بالتمام والكمال، يرعى حق الصغير، يحترم الكبير، يحترم الفقير.
زرت مرة بيت أحد إخواننا توفي رحمه الله، غرفة الضيوف عنده ما مرّ معي غرفة أصغر منها، كراسي، والمسافات الفارغة قليلة جداً، خجل، قلت له: تخجل! سيد الخلق وحبيب الحق كانت غرفته لا تتسع لصلاته ونوم زوجته، ومن أنت؟ ارتاح سبحان الله.
يا إخوان! بطولتك أن يكون لك مكانة عند الله .
(( ابتغوا الرفعة عند الله ))
والرفعة عند الله بيدك، باستقامتك، بإخلاصك، بصدقك، بأمانتك، بتواضعك، بخدمة الخلق.
بطولة الإنسان أن يعرف ربه في الرخاء قبل الشدة :
أيها الأخوة ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾
﴿لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾
أحياناً الإنسان يكون غارقاً بالنعم، لكن ينسى أن يعزوها إلى الله، لكن بساعة من ساعات الغفلة يفتقد بعض النعم .
والله أيها الإخوة، صديق صديقي درس في فرنسا اختصاص نادر، وتعين ببلدنا بمرتبة عالية جداً دون الوزير بقليل، وبيت بأرقى أحياء دمشق، ومركبة، وشباب، وهو شاب وسيم، أموره كلها كما تمنى، فقد بصره، راعوه شهر، يرسلون له البريد إلى البيت، وموظف كبير يقرأ له المعاملة، يقول له موافق، لست موافقاً، بعدها سرحوه، زاره مرة صديقي، قال له: والله، أتمنى أن أتسول في الطريق وليس في ملكي إلا هذا المعطف، وأن يرد الله لي بصري .
يكون هناك أسباب بين يديك، تفقد واحدة تتذكر الله عز وجل، ليتك تذكره والدنيا بين يديك، ليتك تذكره وأنت معافىً، وأنت شاب، وقوي، المشكلة نحن جميعاً من دون استثناء عند الشدة نذكره.
من أغرب ما سمعت هناك بلاد عاشت سبعين سنة ترفع شعار لا إله فقط، نحن لا إله إلا الله، هم لا إله، ملحدون، يوجد عدد من خبراء هذا البلد ملحدون أيضاً، كانوا على متن طائرة، دخلت هذه الطائرة في سحابة مكهربة فاضطربت اضطراباً شديداً كانت على وشك السقوط، يقسم لي أحد الركاب، كان في طريقه من دمشق إلى موسكو، يقسم لي بالله أن هؤلاء الخبراء الملحدين رفعوا أيديهم إلى السماء، ودعوا ربهم، راكب طائرة مرتاح واضطربت، يا رب، لا يوجد غيرك.
لا مانع أن يقول الإنسان عند الشدة يا رب، لكن البطل يقول يا رب وهو قوي، وهو صحيح، وهو غني، وهو في ريعان الشباب، لا يوجد عنده ولا مشكلة، كل شخص عند الشدة ما له إلا الله عز وجل، لكن البطولة أن تعرفه في الرخاء.
ورد في بعض الآثار :
(( تَعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يعرفْك في الشِّدَّةِ ))
من عزا المصائب التأديبية من الله إلى الدين فهذا شأن إبليس :
أيها الإخوة ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾
﴿ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ
هذا شأن الغافل عن الله، كل إمكانياته إيجابية يقول: أنا درست، تعبت، بنيت نفسي، تحديت الزمن، انتصرت على واقعي المر، بذلت جهوداً جبارة، دربت نفسي على العطاء، كل ما عنده إما شهادة علمية عالية، أو تجارة رائجة، أو عنده زوجة وأولاد، بتعبي، وكدّي، وعرق جبيني، الله عز وجل يرسل له مصيبة، لماذا الخيرات كلها تنسبها إلى ذاتك، وإذا أدبك الله عز وجل تأديباً بسيطاً تعد تديّنك سبب هذه المشكلة؟ هذا موقف غير صحيح.
﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ﴾
﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي
﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ﴾
﴿أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ﴾
كل أنواع التشاؤم لا أصل له و لكن الله يعاقب كل إنسان على عمله :
الآن هناك خرافات لا يعلمها إلا الله:
رقمه 13 يتشاءم، اليوم الأربعاء يتشاءم، لا طِيَرة، ولا هامة، كل أنواع التشاؤم خرافات، أخذ صفقة، قبل التوقيع دخل إنسان قال له: امهلني يقول لك: أُلغيت، قدمه شؤم، غير صحيح هذا الكلام، ارتكب معصية كبيرة فعاقبه الله عقاباً كبيراً، يقول من الزوجة قدمها نحس، لا غير صحيح هذا الكلام، هذه كلمات الجهلاء، خيرك منك لا من زوجتك، وشرك منك لا من رقم محلك، كل أنواع التشاؤم ما لها أصل أبداً، لا يوجد إلا الله عز وجل .
﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ﴾
من عزا أخطاءه إلى السحر و الشعوذة فهو إنسان جاهل و لو كان مثقفاً :
﴿أَلَا إِنَّمَا مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ﴾
﴿أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾
﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
﴿
هناك آية أوضح من هذه الآية ؟ ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾
﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ
والله أيها الإخوة، مع الأسف الشديد مثقفون، ومثقفات، يعزون أخطاءهم إلى السحر والشعوذة، هذا موقف
الفعل فعل الله والاختيار اختيار الإنسان :
يعني تروي الروايات أن الأمطار في عهد سيدنا موسى حُبست أمداً طويلاً، فخرج مع قومه للاستسقاء، فدعوا ربهم كثيراً ولم يمطَروا، كان كليم الله، ناجى ربه، فسمع من الله أن فيكم عاصياً، فقال سيدنا موسى لأصحابه: من كان عاصياً لله فليغادرنا، ما غادر أحد والأمطار انهمرت كأفواه القُرب، سيدنا موسى سأل ربه، قال له: يا رب من هذا العاصي؟ الذي كان عاصياً، ورد في بعض الروايات عجبت لك يا موسى أستره وهو عاصٍ وأفضحه وهو تائب ؟.
إخوانا الكرام :
الفعل فعل الله، والاختيار اختيار الإنسان، الإنسان يختار، الله عز وجل يقلب اختياره إلى فعل، فالفاعل هو الله، أما العمل يُقيَّم من خلالك، أنت الذي اخترته .
أفعال الإنسان من كسبه و الله عز وجل لا يجبر أحداً على فعله :
لذلك :
﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(13)﴾
يعني الله عز وجل لا يجبر أحداً على فعله، ولو أجبر الناس على أفعالهم لمَا أجبرهم إلا على الهدى، ولكن أفعال الإنسان من كسبه.
﴿
والحمد لله رب العالمين