- ندوات تلفزيونية / ٠03برنامج دٌرر - قناة مكة
- /
- ٠2درر 2 - الحقوق
مقدمة :
الأستاذ بلال :
السلام عليكم ؛ يقول تعالى :
﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾
من المرأة الصالحة ؟ وكيف تكون حافظة للغيب بما حفظ الله ؟ ثم ما هو النشوز ؟ ثم إن وقع هذا النشوز فما هي طريقة المعالجة القرآنية التي ترضي الله تعالى ؟ كيف يعظ الرجل زوجته ؟ كيف يهجرها في المضاجع ؟ ثم كيف يضربها وما هي حدود هذا التأديب ؟ وما هي ضوابطه ؟ وما هي مبرراته ؟ هذه الأسئلة وغيرها تتابعون الإجابة عليها بعد قليل في هذه الدرة الجديدة من درر الشريعة ..
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أخوتي الكرام أينما كنتم أسعد الله أوقاتكم بالخير واليمن والبركات والطاعات ، ونحن في مستهل حلقة جديدة من برنامجكم درر ، حيث نتحدث عن القيم في تعامل الزوجة مع زوجها ، وبعبارة أخرى حقوق الزوجة على زوجها ، أو حقوق الزوج على زوجته ، ونحن في لقاء سابق كنا قد بدأنا في قوله تعالى :
﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾
وبيّن لنا أستاذنا الكريم معنى القوامة ، وأنها تكليف وليست تشريفاً ، كما بيّنا أنها تلك الدرجة ، درجة القيادة التي يمتاز بها الرجل عن المرأة في قيادة الأسرة ، اليوم نتابع فهمنا لهذه الآية ، وبادئ ذي بدء علينا أن نرحب بفضيلة أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي ، حياكم الله أستاذنا .
الدكتور راتب :
وبكم .
الأستاذ بلال :
أستاذنا الكريم اليوم نتابع الآية ، وفي الحق الأول للزوج على زوجته ، وهو حق القوامة ، تحدثنا عن معنى القوامة وننتقل اليوم إلى تتمة الآية ، يقول تعالى :
﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾
من المرأة الصالحة التي تعنيها هذه الآية والتي لا تحتاج أساليب المعالجة التي سيأتي ذكرها فيما بعد ؟
تعريف بالمرأة الصّالحة :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين .
المرأة الصالحة التي إذا نظرت إليها سرَّتك ، تعتني بهندامها ، تعتني بأناقتها ، كي يغض زوجها بصره عن محارم الله ، فإنها إن اعتنت بقوامها وزينتها فإن زوجها يغض بصره، أي تسهم في أن يغض بصره عن غيرها ، هذا شيء أساسي في السعادة الزوجية ، وإذا غبت عنها حفظتك ، في عرضها ومالك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، لذلك هذه المرأة :
(( إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا ، وَصَامَتْ شَهْرَهَا ، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا ، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا : ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ))
كأن دين المرأة أهون بكثير من دين الرجل ، هي لا تكسب المال هي تربي أولادها، وترعى زوجها ، والشيء الذي يلفت النظر ، النبي صلى الله عليه وسلم فيما ورد في الأثر :
(( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها ، وطلبها مرضاته ، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله ))
يعدل الجهاد في سبيل الله ، قد ترتقي المرأة إلى مرتبة الجهاد ، والجهاد كما هو ثابت :
(( ذروة سنام الإسلام الجهاد ))
فأي بشارة وأي تكريم للمرأة فعله الإسلام معها ؟؟ إنها ترقى بطاعتها لزوجها ، وحسن إدارتها لبيتها ، وحسن تربيتها لأولادها ، إذا عبدت ربها فيما أقامها ، فهي معي في الجنة كما ورد في بعض الآثار ، ويعدل عملها الجهاد في سبيل الله ، والجهاد ذروة سنام الإسلام .
أنا أريد من أخواتنا المؤمنات أنت حينما تقدمين لزوجك حاجاته أنت تعبدين الله فيما أقامك ، لأن بين أن تفعل هذا العمل إرضاء لزوج وقد تتوهم أنه لا يستحق هذا الإرضاء وبين أن تعبد ربها فترضي زوجها عبادة لله ، أنا أكاد أقول مرة ثانية : إن عظمة الزواج الإسلامي أن الله بين الزوجين ، كل طرف يخشى الله أن يظلم الطرف الآخر ، وكل طرف يتقرب إلى الله بخدمة الطرف الآخر ، هذا الذي يفرق به بين الرسالة وبين الوضع العادي ، زوجة مثل أي زوجة ، تأكل وتشرب وتطبخ وتخدم البيت ، أما حينما تحمل رسالة فالأمر اختلف ، هي حينما ترعى زوجها يرتقي عملها إلى الجهاد في سبيل الله ، حينما تربي أولادها تأتي الآية الكريمة :
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾
أي أعمال ذريتها في صحيفتها ، فهناك إغراءات في الإسلام كبيرة جداً للمرأة ، فالمرأة حينما تعرف ربها ، وتعرف سرّ وجودها ، وغاية وجودها ، وتعرف حكمة كونها أنثى وعدها الله بأشياء كثيرة جداً ، فبين أن ترعى زوجها ، وبين أن تربي اولادها ، وبين أن تكون صوّامة قوّامة ، أبواب الجنة مفتحة للمرأة وهي في بيتها دون أن تخرج ، هناك طرق سالكة إلى الجنة من بيتها .
الأستاذ بلال :
جزاك الله خيراً ، كأني فهمت :
﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ ﴾
هذه تحفظه في غيبته ، في عرضها وماله .
نعمة عفة الزوجة وصلاحها لا تعدلها نعمة :
الدكتور راتب :
أخي الكريم بارك الله بك ، أحدنا يسافر شهراً لأمريكا مثلاً لا يخطر في باله لثانية واحدة أن رجلاً أجنبياً دخل بيته ، هذه نعمة لا تعدلها نعمة ، هي نعمة الإسلام ، نعمة الزوجة الصالحة ، أنا أرى ملايين مملينة من بني البشر المسلمين إذا سافروا لشهر أو شهرين لا يخطر في بال أحد منهم أن رجلاً دخل إلى بيتهم ، فنعمة عفة الزوجة وصلاحها لا تعدلها نعمة ، ولكن أريد أن أذكر أخوتي المشاهدين أن النعم التي ألفناها قد ننساها ، من هنا جاء دعاء النبي عليه الصلاة والسلام :" اللهم أرنا نعمك بدوامها لا بزوالها" . دخلت بيتك الزوجة صالحة ، مطمئن إلى عفتها واستقامتها ووفائها ، وأنها كما تتمنى ، هذه نعمة لا تعدلها نعمة .
الأستاذ بلال :
أستاذنا لو انتقلنا إلى النوع الثاني من النساء ونسأل الله ألا تكون نساء المسلمات منهن :
﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ ﴾
من المرأة التي نخاف نشوزها ؟ وما الملمح في قوله واللاتي تخافون ولم واللاتي ينشزن ؟
على المؤمن أن يكون ذكياً لماحاً و يكتشف الخلل قبل أن يصل إليه :
الدكتور راتب :
والله هناك معنى عميق جداً ، الزوج الصالح عنده إدراك دقيق ، فإذا أدرك أن هناك في حياة زوجته جهة أخرى فيجب أن يدركها بوقت مبكر ، حتى يصلح ما فسد ، حتى يقوّم الاعوجاج ، حتى يطبب ، حتى يعالج ، أما هناك من يغفل عن هذه الناحية ، إلى أن يقع المحظور ، تخافون أي لم تنشز بعد ، لكن هناك اهتمامات لا ترتاح لها ، كأن هذه الآية تريد من المؤمن أن يكون ذكياً ، يكون لماحاً ، أن يكتشف الخلل قبل أن يصل إليه ، وهذه بطولة في الإنسان ، هذه القيادة ، الحقيقة ما من مؤسسة في الأرض إلا وتحتاج إلى قيادة ، والزوجان متساويان في التكليف والتشريف والمسؤولية ،
لكن هذه المؤسسة لا بد لها عند الأزمات من قائد واحد
أنا أقول : كيف أن الطائرة فيها طياران كلاهما يملك من المؤهلات ما يقود بها الطائرة ويقلع بها ويهبط بها ولكن عند الأزمة الشديدة القرار للقائد ، أنا أقول : هناك مشاركة مع الزوجة يسألها وتسألك ، تأمرها وتأمرك ، من باب المشاركة لكن هناك أزمة في البيت القرار للزوج ، أية مؤسسة في أي مكان لا بد لها من قيادة ، والقيادة أحادية ، أنا أضرب مثل الطائرة في الأزمات القرار لواحد .
الأستاذ بلال :
جزاك الله خيراً ، بعد الفاصل نتابع الآية الكريمة ...
السلام عليكم ، عدنا أيها الأخوة الأكارم لنتابع الحديث عن الحق الأول من حق الزوج على زوجته وهو حق القوامة ، ونتابع الحديث في حق القوامة وقد كنا قبل الفاصل تحدثنا عن قوله تعالى :
﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ ﴾
فالرجل حينما يخشى أن تخرج المرأة عن طاعته ، تكون في مكان لا يرضي الله عز وجل ينبغي أن يتنبه ، ويبدأ بالعلاج كما بينتم جزاكم الله خيراً ما هو العلاج القرآني ؟
﴿ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ﴾
أريد أن نبدأ بهذه الأساليب وضوابطها .
أساليب و ضوابط قوامة الرجل على المرأة :
1 ـ الوعظ :
الدكتور راتب :
أولاً : فعظوهن ، أنا لا أتصور تكليفاً من دون بيان ، أنا أبين لها ما أريده منها ، أبين لها ما آلمني من تصرفاتها ، أبين لها تقصيرها ، حينما أبين أحاسب ، أما أن تحاسب على توهم منك أيها الزوج أنها خالفت ما تتمنى فهذا خطأ كبير ، أعلمتها بما تتمنى ؟ أعلمتها بما يزعجك ؟ أعلمتها بما يرضيك ؟ فلذلك أنا أتمنى أن يكون هناك حوار ، هذا الحوار بين الزوجين من حين لآخر ، هذا التصرف يؤلمني
أنت امرأة غالية عليّ ، يثني عليها دائماً ، النقد يحتاج إلى مدح قبله ، حتى تطمئن ، أنا لست حاقداً لكن هذه حياة مشتركة ، وهذا زواج مشروع مستمر ، هذه الكلمة تؤلمني ، هذا التصرف يؤلمني ، فتح النافذة بهذه الطريقة يؤلمني ، مثلاً ، هذا الاتصال الهاتفي معه أشعر أنه لا ينبغي أن تتصلي مع أقربائك مثلاً يؤلمني ، أنا أريد أن يبين ، لذلك قالوا : البيان يطرد الشيطان ، بيّن ، إذا بينت حاسب ، لكن الحساب ليس من المرة الأولى ، ممكن من المرة الأولى أن يكون هناك استمرار للخطأ ، أو لا يوجد قصد بتنفيذ الأمر ، المرة الثانية ، الثالثة فيها محاسبة ، والبطولة في الزواج أن إعراض الزوج فقط يعد أكبر عقوبة لزوجته ، إعراضه عنها ، الإحسان إذا تتابع من الزوج يصبح الإعراض عقاباً شديداً ، كيف أن قوله تعالى بحق المؤمنين ، أحياناً يقصر المؤمن ، تزل قدمه في مخالفة في الشرع :
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾
والأثر معروف : تخلقوا بأخلاق الله ، فأنت ينبغي أن تعظها وتبين لها الصواب ، وهذا خطأ ، والبطولة مع الدليل :
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾
دائماً أقنع ولا تقمع ، أنا هذا الموقف يؤلمني ، آثاره المستقبلية خطيرة ، هذا يسبب سمعة لا نرضاها لك مثلاً ، دائماً أبين ، أقنع ولا أقمع ، أما حينما ترتكب الخطأ مرة ثانية نحن نبهناك سابقاً ، المرة الثالثة يجب أن تعرض عنها إلى حين ، وهذا يعد أكبر تأديب ، كلما ارتقت علاقة الزوجة بزوجته يصبح الإعراض عنها أكبر تأديب لها .
الأستاذ بلال :
هذا الوعظ ؟
2 ـ الهجر في المضاجع :
الدكتور راتب :
الوعظ ، الشيء الثاني فو قوله تعالى :
﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾
هناك ملمح في الآية مذهل ، لو أنه تألم منها فنام في غرفة أخرى ، في غرفة الجلوس ، الأولاد اكتشفوا أن هناك مشكلة ، فكأن الله يريد منا إن كان هناك خلاف بين الزوجين أن يبقى في غرفة النوم ، فلو خرج من غرفة النوم ونام في غرفة الجلوس مثلاً علم الأولاد أن هناك مشكلة بين أبيهم وأمهم ، فكأن الله يريدنا أن تبقى هذه المشكلة محصورة بين الزوجين فقط:
﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾
الأستاذ بلال :
أستاذنا الفاضل العلاج الأخير وآخر الطب واضربوهن :
﴿ وَاضْرِبُوهُنَّ ﴾
وهذه الكلمة كثيراً ما يشكل فهمها على الناس .
3 ـ الضرب غير المبرح :
الدكتور راتب :
والله أنا أحاول أن أوضحها بالمثل التالي ، إذا كان هناك طفل يتيم ، ويعمل في محل تجاري ، والطفل ليس له أب ، وأمه تعيش من أجرته ، فلو أن هذا صاحب المحل كشف خطأ من أخطاء هذا الطفل فطرده ، فقد عمله ، لا ، أنت أدبه وأبقه عندك ، هذه أفضل بكثير ، أفضل بليون مرة ، الزوج يستطيع أن يطلق زوجته ، من لها غيرك ؟ أخطأت ، فالبطولة أن يحتمل هذا الخطأ ، أنأ أذكر مرة أن رجلاً تزوج إنسانة ، بالشهر الخامس من زواجه كان حملها في الشهر
التاسع
واضح هناك خطأ مرتكب ، كان بإمكانه أن يطلقها ، أو أن يسحقها ، أو أن يفضحها ، فالدولة معه ، والقانون معه ، والشرع معه ، وأهلها معه ، ماذا فعل ؟ جاء لها بمن يولدها ، ولدت ، فحمل المولود تحت عباءته ، وتوجه إلى جامع الورد في ساروجة في دمشق ، وبقي واقفاً أمام الباب حتى نوى الإمام الصلاة ، قال : الله أكبر ، دخل ووضعه إلى جانب الباب ، والتحق بالمصلين ، فلما انتهت الصلاة بكى هذا الصغير ، تحلق المصلون حوله ، وتأخر هو حتى يكتمل تحلق المصلين حوله ، ثم اقترب ، قال : ما القصة ؟ قالوا : تعال انظر! مولود لقيط ، قال : أنا أكفله ، فأخذه ، ودفعه إلى أمه من أجل أن تربيه ، فالذي يلفت نظري في القصة وصاحبها رجل له مكانة كبيرة رأى رسول الله عليه الصلاة والسلام ، قال له النبي في الرؤيا : بلّغ جارك فلاناً أنه رفيقي في الجنة .
أنا أستنبط من هذه القصة المؤثرة أن العدل مطلوب ولكن الإحسان فوق العدل ، الإحسان فوق العدل ، وأنت أيها المؤمن كما أن الله أمرك أن تكون عادلاً أمرك أن تكون محسناً، أنا أقول هذه رسالة ، عندك ابن ، عندك زوجة ، عندك شريك ، هناك خطأ فك الشركة سهل ، والطلاق سهل ، والضرب المبرح سهل ، لكن البطولة أن تصلح ، فالإصلاح فيه أجر كبير ، بلّغ جارك فلاناً أنه رفيقي في الجنة .
الأستاذ بلال :
وهذا الضرب ولو حصل فهو فهو الضرب غير المبرح .
الدكتور راتب :
غير المؤلم من أجل جرح ، إعطاء خبرة مؤلمة ، أحياناً الأستاذ يترك الطالب واقفاً على الحائط ، هو لم يضربه ، الكل جالس وهو واقف لأنه لم يكتب وظيفته ، العقاب ليس المهم منه الإيلام لكن الغرض منه أن تضعضع المكانة الاجتماعية.
الأستاذ بلال :
ابن عباس رضي الله عنهما يقول : بالسواك ونحوه . أي أن يؤدب بالسواك .
الدكتور راتب :
مرّ معي نص لطيف :
((والله لولا خشية القصاص لأوجعتك بهذا السواك))
الأستاذ بلال :
النبي عليه الصلاة والسلام كما صح لم يضرب امرأة قط .
استيعاب الزوج لزوجته و تأديبها إن أخطأت :
الدكتور راتب :
لكن أعداء الدين يأتون لهذه الآية ويكبرونها ، هؤلاء قناصون ، يريد أن يقنص ، أعيد مرة ثانية : هذا اليتيم الذي يعمل عندك لو أخذ من مكان المال مبلغ مئة ليرة ، أنت بإمكانك أن تطرده لكن هو ليس له أحد غيرك ، لو أدبته وبقي عندك أفضل بكثير ، أنا أقول : الزوجة أخطأت ممكن أن تطلقها ، لكن لو طلقها وانكشف الخطأ الذي وقعت به ربما تعاني ما تعاني من أهلها ، وقد تنتهي حياتها أحياناً ، حينما استوعبها وأدبها ، والله له أجر لا يعلمه إلا الله ، فهذا الذي اكتشف أن زوجته وقعت بفاحشة ثم سترها ، وأخذ المولود ، وقدمه لها بعد ساعات على أنه لقيط وسترها قال تعالى :
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾
الأستاذ بلال :
جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ، وأحسن إليكم ، طبعاً سيدي الوعظ ، الهجر في المضاجع ، واضربوهن مرتبة ، أي لا ينبغي أن يلجأ إلى الثالثة قبل الأولى أو الثانية .
الدكتور راتب :
الضرب رمزي . يسمونه إحداث خبرة مؤلمة واجتماعية .
خاتمة و توديع :
الأستاذ بلال :
جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ، وأنتم أخوتي الكرام لم يبق لي في نهاية هذا اللقاء الطيب إلا أن أشكر لكم حسن متابعتكم ، سائلاً المولى جلّ جلاله أن ألتقيكم في أحسن حال ، إلى الملتقى أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .