- أحاديث رمضان
- /
- ٠16رمضان 1430هـ - الفوائد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من لم يفكر بعظمة الله عز وجل و آياته لن يرتقي إيمانه أبداً:
أيها الأخوة الكرام، مع فائدة جديدة من فوائد كتاب الفوائد القيّم لابن القيم رحمه الله تعالى.
هذه الفائدة حول قوله تعالى:
﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ (21) ﴾
أيها الأخوة، هذه الآية ومثيلاتها وقد تصل مثيلاتها إلى ألف وثلاثمئة آية، ما علاقتنا بها ؟ أريد أن أقدم لكم مثلاً للتوضيح، لو فرضنا هناك جامعة كبيرة فيها أساتذة كبار، و فيها مستخدم مهمته أن يقف على باب الجامعة، هذا المستخدم له في هذه الجامعة ثلاثون عاماً، وهناك أستاذ كبير مشهور له باع طويل في العلم، كلما دخل إلى الجامعة وقف له وحيّاه، ثلاثون سنة معلومات هذا المستخدم عن هذا المدرس الكبير لا تزيد، كلما دخل يقف له، و يسلم عليه، أما الطالب الذي يستمع إلى محاضراته كلما سمع محاضرة يكبر حجم الأستاذ عنده ما هذا العلم ؟ كلما ألقى محاضرة حجم معرفة الطالب بالأستاذ تزداد، هناك فرق دقيق، المستخدم معلوماته عن هذا الأستاذ لا تزيد، إلا أنه أستاذ عندنا في الجامعة، ومشهور، والطلاب يحبونه، هذه كل معلوماته لثلاثين عاماً لا يستطيع أن يقول كلمة أخرى عن هذا الأستاذ، أما الطالب المتفتح المدرك لقيمة علمه كل محاضرة يزداد حجم الأستاذ عنده، لدرجة بعد مضي عام يقف أمامه بمنتهى الأدب.
أنا مرة دخلت إلى أحد الجوامع لأصلي، هناك رجل قصير القامة، منحني الظهر قليلاً، يرتدي ثوباً أبيض، أنا كنت مع صديق لي، هرعت إليه، وسلمت عليه سلاماً في أعلى درجات الأدب، صديقي لفت نظره اهتمامي بهذا الشخص، هو يبدو إنساناً عادياً جداً، كبيراً بالسن ـ بالثمانينات ـ وقصير القامة، ونحيف، ومنحني الظهر، وأنا هرعت إليه، وسلمت عليه بأعلى درجات الأدب، سألني صديقي من هذا ؟ قلت له: هذا عميد كليتنا، عميد كلية الآداب وكان مختصاً بالنحو، والحقيقة معلوماتي الدقيقة أنه يتمتع بسمعة في الشرق الأوسط، أحد أكبر علماء النحو في الشرق الأوسط، فأنا لأنني داومت عنده أربع سنوات، وكل يوم أسمع منه إلى حقائق جديدة، فأنا امتلأت إعجاباً فيه، أما صديقي لا يعرفه، أخذه بالثوب الأبيض، وقصير القامة، ونحيل، ومنحني الظهر.
فأنا أريد أن أقول لكم كلمة: يمكن أن تصلي ثمانين سنة، وتصوم ثمانين سنة، وتحج مئة حجة ـ لا يمكن مئة لأن ثمانين سنة أقل من مئة ـ يمكن أن تؤدي العبادات كلها، وإذا لم تفكر بعظمة الله عز وجل، و لم تفكر بهذه الآيات، لن يرتقي إيمانك بالله ولا شعرة، هذا معنى:
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) ﴾
والدليل:
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾
التفكر في خلق السماوات والأرض أوسع باب ندخل منه على الله وأقصر طريق إليه:
ماذا أقول لكم ؟ كأن التفكر في خلق السماوات والأرض أنا أصفه بأنه أقصر طريق إلى الله، وبأنه أوسع باب ندخل منه على الله، أنا أتصور حينما تتفكر في خلق السماوات والأرض تضع نفسك وجهاً لوجه أمام عظمة الله، مثلاً لو قلت لك تمشي في الطريق تستمع إلى صوت سيارة، تنحرف نحو اليسار، ما الذي حدث ؟ تقول لي لم يحدث شيء، لا:
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ﴾
الذي حدث أن الله عز وجل أودع في دماغك جهازاً بالغ التعقيد،حينما أطلقت المركبة بوقها، هذا البوق من جهة اليمين أو اليسار، فإن كانت السيارة من اليمين وصل الصوت إلى الأذن اليمنى قبل اليسرى بفارق بينهما واحد على ألف وستمئة وعشرين جزءاً من الثانية، هذا الجهاز أدرك أن الصوت جاء من اليمين، فيعطي الدماغ أمراً أن تنحرف نحو اليسار، هذا خلق الله، صدق ولا أبالغ هناك لقطات بخلق الإنسان، لقطات في الأكوان، تصعق الإنسان، تعرف من هو الله، فرق بين المستخدم الذي بثلاثين سنة كلما دخل الدكتور يقف، ويحترمه، لكن معلوماته عن الدكتور أنه أستاذ قديم عندنا، وعالم كبير ومحبوب، و بين الطالب الذي يتكلم عن المحاضرة الفلانية والفلانية، ورأيه في الموضوع الفلاني، وكتابه، ومحاضراته، وحضور مؤتمراته، يحكي عنه عشر ساعات ولا ينتهي الحديث.
الكلمة إذا كثر تردادها فقدت معناها:
أنا أتمنى ألا تكون علاقتنا بالله أنه خلق السماوات والأرض، إله عظيم لا إله إلا هو، هناك كلمات عامة يرددها المسلمون والله الآن لا تؤثر إطلاقاً.
عندنا قاعدة في اللغة ؛ الكلمة إذا كثر تردادها فقدت معناها، أوضح مثل، ما معنى قتله ؟ أي أرداه قتيلاً، ذبحه أو أطلق عليه النار، من كثرة استعمال هذه الكلمة إذا إنسان دفع إنساناً بيده يقول لك: قتله، من كثرة استعمالها فقدت معناها، كلمة الحمد لله، يقولها أحياناً إنسان ملحد، كيف حالك ؟ يقول: الحمد لله، أنت
ملحد تحمد من ؟ هناك كلمات ليس لها معنى، المشكلة بعدما الدين يستمر إلى أمد طويل أحياناً تفرغ مصطلحاته من مضمونها، يأتي العيد نقول: الله أكبر، نكبر، هكذا السنة، في الطريق تكبر، عقب الصلوات تكبر، أنت إذا أطعت زوجتك في معصية، وعصيت ربك، ما قلت الله أكبر ولو ذكرتها بلسانك ألف مرة، لأنك رأيت أن طاعة الزوجة أكبر عندك من طاعة الله، والله وأنت حينما تغش المسلمين بمادة مؤذية والسعر يرتفع، تضع هرموناً على النباتات ليزداد حجمها، و يصلب قوامها، وتباع بسعر مضاعف، وهذا الهرمون مسرطن، أنت حينما تؤثر دخلاً زائداً على حساب صحة المسلمين والله ما قلت الله أكبر ولا مرة، ولو رددتها بلسانك ألف مرة.
من هان أمر الله عليه هان على الله:
أيها الأخوة الكرام، حينما هان أمر الله علينا هنّا على الله، ليس لأسباب بسيطة المسلمون متخلفون الآن، أمرهم ليس بيدهم، خمس دول إسلامية محتلة، بمعظم الدول هناك حرب طائفية، في اليمن، والصومال، وفلسطين، والعراق، والطرف الآخر يتفنن بإثارة الفتن والمشكلات عندنا، نحن أين ؟ نحن كهذا المستخدم نعرف أن هذا الدكتور أستاذ قديم في الكلية، ومحبوب وعظيم فقط، لا تستطيع أن تتكلم عنه كلمة ثانية، أما الطالب الذي حضر له ثلاثين أو أربعين محاضرة كل سنة يحكي عنه عشر ساعات، يسلم عليه بكل أدب.
أنا الذي صار معي أنني هرعت إلى هذا العميد، مع أنه هو بسن متأخر جداً بالثمانين، ومنحي الظهر، ورقيق وقصير القامة، استغرب صديقي هذا الاهتمام، قلت له: هذا عميد كليتنا، أنا سمعت دروسه، وتابعت محاضراته، و تحليلاته الدقيقة.
ليلة القدر من أجل أن نعرف الله و نتبع أوامره:
فيا أيها الأخوة، أنا أتصور أن ليلة القدر من أجل أن نعرف الله، الدليل:
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾
كيف نقدره حقّ قدره ؟ قال:
﴿ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ ﴾
أنت تصور أرضاً تدور حول الشمس بمسار إهليلجي، هناك قطر أطول و قطر أصغر، الآن الأرض تمشي، الأرض صخور، الصخر يعقل ؟ يدرك ؟ يحاكم ؟ أرض صلبة وفيها ماء، تمشي من قطر مسارها الأطول إلى قطر مسارها الأصغر، الآن الأرض في اتجاه إلى القطر الأصغر، المسافة في القطر الأصغر قلّت، الجاذبية ازدادت، فهناك احتمال أن تنجذب الأرض إلى الشمس، لأنه كلما قلّت المسافة ازدادت الجاذبية، التجاذب يحكمه المسافة والكتلة، فحينما قلّت المسافة ازداد التجاذب، فاحتمال أن تنجذب إلى الشمس قائم، وإذا انجذبت إلى الشمس تبخرت في ثانية واحدة، كلها بجبالها، بصخورها، بجبال الثلج، الأرض ترفع سرعتها، من رفع سرعتها ؟ من علم أن في رفع السرعة بقاءً على مسارها، عندما ارتفعت سرعتها نشأت قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة فبقيت على مسارها.
أنت حينما ترى أن الأرض تتحرك بحكمة بالغة من المحكم ؟ بعلم من ؟ العليم، بتيسير رائع من المسير ؟ من المصمم ؟ من المنفذ ؟ هنا الذي أتمنى أن يكون واضحاً لديكم، مثلاً أنت خطر في بالك أن الأرض تدور لو أنها دارت هكذا تنتهي الحياة، لأن الليل صار أبدياً والنهار صار أبدياً، لأنها تدور على محور مواز لمستوى دورانها حول الشمس، إن دارت هكذا تنتهي الحياة كلياً، الوجه المقابل للشمس ثلاثمئة وخمسين درجة قاتلة، والطرف الآخر مئتين وسبعين تحت الصفر.
لو دارت على محور متعامد مع مستوي دورانها، هنا الأشعة عمودية، صيف إلى أبد الآبدين، وهنا شتاء إلى أبد الآبدين، التغت الفصول، من صمم أن تدور على محور مائل فالأرض هنا والشمس هنا ؟ الأشعة هنا عامودية، في شمال الكرة صيف، وفي الجنوب شتاء، عندما تنتقل إلى هذا المكان الأشعة عامودية على الجنوب، ومائلة على الشمال، هنا صيف، وهنا شتاء، أنا كنت مرة في سوريا الحرارة تقدر بخمس وأربعين درجة، كدنا نخرج من جلودنا، ذهبت إلى سيدني صليت الصبح بجامع في لكامبا، بحياتي لم أبرد كهذا البرد، الحرارة ثلاث درجات أو أربع، من خمس وأربعين إلى ثلاث أو أربع.
التفكر بخلق الله يزيد الإنسان تعظيماً لله و طاعة له:
أنأ أقول لكم لو فكرت بدورة الأرض، والله، والله أنا ناصح لكم كلما تفكرت بخلق الله تزداد تعظيماً له، تزداد طاعة له، تزداد خشوعاً له، تماماً كالطالب الذي سمع له مئة محاضرة، وكل محاضرة يزداد حجم الأستاذ عنده، والمستخدم ثلاثون سنة يسلم عليه معلوماته محدودة، لذلك:
﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3) ﴾
ألف شهر تعبده عبادة من دون تفكر، ما خطر في بالك هذا السؤال ؟ إذا آية فيها أمر ينبغي أن تأتمر، إذا آية فيها نهي ينبغي أن تنتهي، إذا آية فيها مشهد لأهل الجنة ينبغي أن تسعى إليها، إذا آية فيها مشهد لأهل النار ينبغي أن تفر منها، إذا آية فيها هلاك أمة سابقة ينبغي أن تتعظ، يجب أن يكون لك موقف من كل آية، فإذا قال الله عز وجل:
﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ (21) ﴾
مرة قرأت مقالة لعالم اسمه مالتوس ينبئ بجفاف الينابيع، وانتهاء الحياة من على وجه الأرض، بسبب ازدياد السكان، والمياه محدودة، والغرب دائماً يخوفنا، مرة يقول لك: حرب مياه، مرة حرب قمح، مرة حرب بترول، مرة حرب طاقة، إلى آخره تخويف، قرأت مقالة كنت في العمرة بمجلة علمية رصينة، تقول: سحابة بالفضاء الخارجي يمكن أن تملأ محيطات الأرض ستين مرة كل يوم بالمياه العذبة:
﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ (21) ﴾
قرأت مرة مقالة عن السمك في البحر، لولا أن السمك الكبير يأكل الصغير لجفت مياه البحر، وأصبح البحر أسماكاً فقط، هناك تصميم إلهي، أنت كلما قرأت شيئاً عن الكون تزداد تعظيماً لله، لذلك بعد أن تعظمه تعد للمليون قبل أن تعصيه، لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر على من اجترأت.
التفكر بآيات الله عز وجل دليل ازدياد إيمانك بالله تعالى:
أنا هذا منهجي، وهذا إيماني، وأنا أقول: ما دام هناك ألف وثلاثمئة آية قرآنية تتحدث عن الكون موقفك منها التفكر، اعتبر هذه الآيات منهجاً، كيف سابقاً نقول: كلما مرّ معك قانون ضع تحته خطاً، الآن ضع خطاً بالقلم الأخضر تحت كل آية كونية، وكل يوم بعد الفجر فكر بواحدة، ليس هناك مانع من أن تستعين بكتاب علمي، اسأل عالماً بهذا الاختصاص، تجد أن حجم معرفتك بالله صار كبيراً جداً.
بالجنين لا يوجد هواء، لكن هناك رئتين، الرئتان معطلتان لأنه لا يوجد هواء، الجهاز جاهز لكن لا يوجد هواء، عندنا دورة صغرى من البطين إلى الرئتين، من الأذين إلى الرئتين إلى البطين، دورة معطلة لأن الهواء غير موجود، ما الذي يحدث ؟ الله فتح ثقباً بين الأذينين، ما دام الجنين في بطن أمه ينتقل الدم من أذين إلى أذين، ويتجدد الدم عن طريق المشيمة، المشيمة يتم من خلالها تجديد الدم بالأوكسجين، الآن ولد والمشيمة نزلت، قال الطبيب: تأتي جلطة وتغلق هذا الثقب، هذه يد من ؟ إغلاق الثقب بعملية تحتاج إلى أربعمئة ألف.
والله أيها الأخوة، يمكن أن ينمو إيمانك نمواً مذهلاً بالتفكر، الله عز وجل قال:
﴿ إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ {190} الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " الويل لمن لم يتفكر في هذه الآية ".
تحب أن تسمع عن ثقب بوتال، تسمع عن منعكس المص، أنت غارق في النوم يزداد اللعاب بفمك، تذهب رسالة من الفم إلى الدماغ، الدماغ يتلقى رسالة أن اللعاب ازداد يعطي أمراً للسان المزمار، يفتح طريق المعدة، ويغلق طريق الرئتين، وأنت نائم تبلع ريقك، أما عند طبيب الأسنان لا تستطيع أن تبلع ريقك لأنك فاتح فمك يضع لك شراقة.
تصميم من أن الإنسان وهو نائم يتحرك لسان المزمار يغلق قصبة الهواء ويفتح المري ؟ والله يا أيها الأخوة، بجسم الإنسان وحده والله يمكن أن تمضي كل حياتك بجسمك فقط، لذلك حينما تعرف هذه التفاصيل تعد إلى المليار قبل أن تعصيه.
ليلة القدر هدفها التفكر في خلق السماوات والأرض من أجل أن تقدر الله حقّ قدره:
لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر على من اجترأت. والله العبد الفقير لا أفهم من ليلة القدر إلا أن تتفكر في خلق السماوات والأرض من أجل أن تقدره حق قدره، والدليل:
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾
وكأن الله رسم لنا طريق التقدير، التفكر في خلق السماوات والأرض، وأختم هذا الدرس بقوله تعالى:
﴿ إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ {190} الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾
أنا أتكلم كثيراً عن التفكر، بالعكس أحد أكبر محاور الدعوة هنا التفكر، لكن أتمنى أن تنتقلوا من سماع هذه المعلومات إلى تطبيقها، افتح كتاباً، افتح الانترنيت، ابحث على هذا الموضوع، اجمع معلومات حتى تعرف من هو الله، الله عز وجل كلما ازددت تعظيماً له ازددت خشوعاً في صلاتك وطاعة له.