- الحديث الشريف / ٠1شرح الحديث الشريف
- /
- ٠5إتحاف المسلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الدين المعاملة :
أيها الأخوة: حديث في صحيح مسلم؛ يقرؤه الناس, ويسمعون شرحه, ومع ذلك يفهمون أن الدين هو أن تصلي, وأن تصوم, وأن تؤدي العبادات، مع أن هذا الحديث الشريف فيه من العمق, والخطورة, ما يحمل الإنسان على أن يعتقد أن التدين الصحيح في المعاملة. يقول عليه الصلاة والسلام:
((أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ ـ المفلس بالمفهوم العام: من لا درهم له, ولا دينار؛ لا يملك مالاً إطلاقاً ـ فقالوا: المفْلسُ فينا من لا درهم له, ولا متاع, فقال: إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة؛ بصلاة, وصيام, وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ ـ قبل أن يُقْضى ما عليه ـ أُخِذَ من خطاياهم؛ فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار))
كلام واضح كالشمس؛ إنسان يغتاب, إنسان يطعن, إنسان يأكل ما ليس له, إنسان في الإرث يأخذ النصيب الأكبر بدعوى لا قيمة لها, إنسان غمَّاز لمَّاز؛ ويصلي, ويصوم, ويحج كل عام, ومصيره إلى النار, هذا هو الدين! الدين عبادات تعاملية إن صحت صحت العبادات الشعائرية؛ التعاملية: أن تكون صادقاً, أن تكون أميناً, أن تكون عفيفاً, أن تكون منصفاً, أن تكون رحيماً, أن تكون متواضعاً, هذه العبادات التعاملية إن صحت صحت العبادات الشعائرية؛ عندئذ تصح الصلاة, والصوم, والحج, والزكاة.
العبادة الشعائرية لا تصح ولا تقبل إلا إذا صحت العبادة التعاملية :
هذا المعنى أيها الأخوة يفتقر إليه المسلمون كثيراً, هم يتوهمون أن كل من دخل, وصلى فهو مسلم؛ المسلم من سلم المسلمون من لسانه, ويده, والمؤمن من أمِنه الناس على أموالهم, وأعراضهم, أي الصفة الصارخة في المؤمن ليست صلاته, ولا صيامه, ولا زكاته, ولا حجه؛ الصفة الصارخة صدقه, وأمانته, وعفته, والصحابة الكرام حينما سئل سيدنا جعفر من قِبل النجاشي عن رسول الله, ما قال: بعث الله فينا رجلاً يصلي, ويصوم, قال سيدنا جعفر: " كنا قوماً أهل جاهلية، نأكل المَيتَة, نعبد الأصنام, نأتي الفواحش, نقطع الرَّحم, نسيء الجوار ـ هذه جاهلية؛ جاهلية أخلاقية ـ حتى بعث الله فينا رجلاً نعرف أمانته, وصدقه, وعفافه, ونسبه ـ هذا هو النبي، إنسان صادق, أمين, عفيف ـ فدعانا إلى الله؛ لنعبده, ونوحده, ونخلع ما كان يعبد آباؤنا من الحجارة, والأوثان, وأمرنا ـ انظر لم يذكر الصلاة ـ بصدق الحديث, وأداء الأمانة, وصلة الرحم, وحسن الجوار, والكف عن المحارم والدينار" هذا الدين.
تعريف جامع مانع للدين، الدين استقامة, وأمانة, وصدق, وعفة, ورحمة, وعدل, وإنصاف؛ هذا الذي يرفع الإنسان, هذا الذي يجعل الناس يدخلون في دين الله أفواجاً.
حدثني شخص, قال لي: والله إنسان يصلي في الصف الأول, وله طلاقة بلسانه عجيبة, ساكن في بيت أجرة, له صاحبة من تركيا فقيرة جداً, البيت ثمنه سبعة ملايين, استطاع أن يأخذه منها بسبعمئة ألف فقط؛ بأساليب, وباحتيالات, وبإيهام, أنا خطر في بالي أن مثل هذا الإنسان الذي أعطى عشر ثمن البيت لصاحبته؛ بأساليب لا ترضي الله, يمكن أن يضع صلاته, وصيامه, وحجه في الحاوية, هذا واقع المسلمين، عداوات, اغتصاب أموال, تطلّع إلى ما عند الآخرين, إطلاق البصر في المحرمات, سهر وراء الأقمار, وفي النهاية نصلي, ونصوم, ونحج, ليس هذا هو الدين، هذا الحديث يجب أن يكون شعار كل مسلم:
((المفْلسَ مَنْ أتى بصلاة, وصيام, وصدقة, وحج, وقد شَتَمَ هذا، وضرب هذا، وأكل مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ ـ قبل أن يُقْضى ما عليه ـ أُخِذَ من خطاياهم؛ فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار))
الإنسان يتألق بأخلاقه لا بعباداته :
الشيطان دائماً يُوهم الإنسان أنت صاحب دين؛ تصلي, تصوم, تحج, لا, قل له: صاحب الدين هو الصادق؛ صادق ويصلي, طبعاً بالمقابل مرفوض أشد الرفض أن تقول: إنسان مؤدب لكن لا يصلي, لا, هذا ليس له علاقة؛ صادق ويصلي, أمين ويصلي, رحيم ويصلي, منصف ويصلي, عفيف ويصلي.
فهذا الحديث أيها الأخوة وضع فيه النبي عليه الصلاة والسلام يديه على جوهر الدين؛ هذا الدين, هكذا كان هو وأصحابه.
لذلك التألق لا يأتي من الصلاة, والصوم, شخص يصلي, يصوم, لكنه كذاب, محتال, أي ليس مستقيماً, مُرَاوِغاً, يأخذ ما ليس له بأساليب شتى, مثل هذا الإنسان نقول له: تصلي, وتصوم؛ لكن ليتك تضيف إليهما الطاعة, والاستقامة, وإلا لا قيمة لهذه الصلاة, والصوم.
الشيء الدقيق أيها الأخوة أن فهم الصحابة للدّين هو الذي جعل الناس يدخلون في دين الله أفواجاً, وفهمنا السقيم للدّين هو الذي جعل الناس يخرجون من دين الله أفواجاً, صار هناك قناعات عند الناس عجيبة لا نريد صاحب الدين؛ لأنه غشاش, ومحتال.
قال لي أخ: أنا أعمل دهَّاناً, ولي شريك، صاحب البيت قال لنا: الهاتف على حسابكم, لم يخطر في باله المكالمات الخارجية, خطر في باله أن خبّروا, لا يوجد مانع, فاتصل شريكي بالسعودية؛ لأن له أخاً, وأقرباء, قال لي: أول مكالمة, الثانية, الثالثة, العاشرة, قال لي: الفاتورة أصبحت بالألفات, نصحته كوني شريكاً له قلت له: أنت صاحب دين؛ ولك مظهر ديني, وتصلي, وتغتصب من صاحب البيت آلاف الليرات كمكالمات خارجية؟ قال لك: خبِّر، لا يوجد مانع؛ لكن لم يقصد خارجياً, قصد محلياً.
تجد الإنسان عندما تأتيه فرصة يضع صلاته, وصيامه, وحجه في الحاوية, ويرتاح في البيع, والشراء, و العفة, والاستقامة, والصدق؛ الإنسان يتألق بأخلاقه, ولا يتألق بعباداته، عباداته بينه وبين الله، يتألق بمعاملاته, فإذا صحت معاملاته أحبّ الناس الدِّين, أما الآن: هناك من يكره الصلاة مع أنها عبادة؛ لأنه يعرف أن هناك من يصلي ويكذب, من يصلي ويحتال, من يصلي ويأخذ ما ليس له.
الدين استقامة و ورع و ضبط لسان :
فيا أيها الأخوة: حتى نوفر وقتنا العمر ثمين, أحياناً ألاحظ الحلاق بالمقص عشرين, ثلاثين قصة في الهواء, ثم يضرب بشعرة ، أنا أريد الملايين, أريد الضربة الصائبة؛ من أجل أن تأتي, أن تصيب الهدف؛ دينك يعني استقامتك, دينك يعني ضبط لسانك, دينك يعني ورعك, دينك يعني نزاهتك, انظر:
((الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ))
المؤمن الصادق لا يمكن أن يأكل درهماً حراماً, ولا قرشاً حراماً, إنسان ورع, والمؤمن الصادق لا يمكن أن يتكلم كلمة من دون علم؛ كلمة شاطحة, فيها تجاوز, لأنه بذلك يفقد اتصاله بالله عز وجل, أما إذا كان الإنسان مقطوعاً عن الله عز وجل لم يعبأ بشيء, أما الذي وصل بالله عز وجل أدنى خطأ يحجبه عن الله، أصبح عنده حساسية, من هنا كان ضبط اللسان.
الحديث السابق يبين لنا حقيقة الدين :
أيها الأخوة: هذا حديث أساسي, مفصلي, حديث يبين حقيقة الدّين، هناك عبادات تعاملية, وعبادات شعائرية, والله لي قريبة توفي زوجها؛ زوجها متزوج امرأة سابقاً وتوفيت, له منها أولاد, فأول ما توفي الزوج قالت لهم امرأة أبيهم: لأبيكم خمسمئة ألف استثمار في محل تجاري, قال لي مرة: هذا المبلغ لك إذا توفيت, لا يوجد ورقة, ولا يوجد توثيق, ولا يوجد شاهد، الكلام بينه وبينها, فلما توفي بلغت أولاده بذلك, فذهبوا إلى الرجل؛ وأعطوه تنازلاً, وعملوا وصلاً باسمها ببساطة, زوجة أبيهم, وصادقة, الأب قال: الخمسمئة لزوجتي, و بعد فترة أعطوها تسعة آلاف متأخرها, ثم أخذوه منها, قالوا: نحن سألنا الشيخ, فقال: تسعون ألفاً على القيم الجديدة؛ أعطوها تسعين ألفاً, أعطوها الحصة من البيت, فهم أدوا ما عليهم بالضبط، لكن لأن الآن المستقيم نادر, فعلهم كان غريباً جداً؛ أعطوها المتأخر بالسعر الجديد أي بسعر الذهب, وأعطوها الخمسمئة ألف بكلمة تكلمتها؛ من دون أية وثيقة, من دون أية شهادة, انظر, كم أسرة يموت الأب، ترك الزوجة, وعنده أولاد من زوجة أخرى؛ يطردونها من البيت في اليوم الثاني, ثاني يوم يضعونها خارجاً، فهذا الدين! الدين أن تعطي الحق.
أعرف أخاً من أخواننا الأب ترك ابناً, وابنة؛ الابنة متزوجة من رجل ميسور, وتسكن في بيت ملك, ولا يوجد عليها شيء, أما البيت الذي تركه الأب للابنة حصة فيه, وهو جيد جداً, جاء الابن وقيّم البيت فارغاً, وأعطى أخته حقها بالتمام؛ كم أخ يفعل هذا؟ يقول لها: هذا بيت الأسرة, بيت العائلة, تعالي اسكني فيه إذا كنت تريدين؛ يستهلكه لوحده, وحق أخته موجود, وأخته لها زوج, وتسكن في بيت ملك، ليس لها حاجة, لكن هذا الحق.
دين الإنسان يظهر في التعامل المادي :
أنا أشعر أن دينك يظهر في التعامل المادي فقط؛ بالدرهم, والدينار, بضبط اللسان, أما أن أعمل عبادات وأوهم الناس أنني صاحب دين, أنا أسمي العبادات زعبرة, وتلبسة, وهي فارغة من مضمونها كلياً؛ عندما تأكل قرشاً من حرام, فرَّغت العبادات من مضمونها، هذا الدين لا يتحمل غلطاً أبداً, لأنه دين الله:
((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً))
لا يقبلك الله إلا مستقيماً, نزيهاً, إذا كنا نحن بهذا الشكل؛ لماذا الناس لم تُسلم؟ لماذا لا تجد الأمة كلها تعلن إسلامها؟ أما الأمة كلها نافرة من الإسلام، المسلم يعني إنسان مخادع, المسلم يعني إنسان يمكن أن يجد فتوى ويأكل المال, المسلم يمكن أن يأكل أموال أخواته, يمكن أن يستولي أكبر أخ على المال كله؛ وله دعوة أنه مسلم, وصاحب دين, هذا المفهوم الخاطئ مفهوم الدين بالعبادات الشعائرية مفهوم مرفوض؛ الدين بالعبادات التعاملية, فإن صحت صحت العبادات الشعائرية.
كنت أضرب مثلاً: طالب تسعة أشهر في المدرسة, ويوجد عنده كل يوم دوام, وكل يوم ست محاضرات, والمحاضرات لها أساتذة, ولها كتب؛ فهذا لم يداوم إطلاقاً, ولم يقرأ, ولم يفتح أي كتاب, جاء الامتحان فذهب إليه؛ ستة أقلام, سندويش, حبة أسبرين, ترمس شاي, ترمس ماء, يريد أن يكتب, ماذا يكتب!؟ ماذا تفعل بثلاث ساعات؟ ثلاث ساعات ليس لهم معنى إطلاقاً, الثلاث ساعات لإنسان دارس, لإنسان يدرس تسعة أشهر, ثلاث ساعات لهم معنى؛ يوجد عنده ورقة, يكتب, أما إنسان لم يدرس إطلاقاً فلا معنى لهذه الساعات أبداً.
العبادة التعاملية هي العام الدراسي, والدوام, والانتباه للمدرس, والقراءة, والمراجعة, والعبادة الشعائرية ثلاث ساعات, الامتحانات ليس لها معنى إطلاقاً إذا لم توجد دراسة, إنسان لم يفتح كتاباً, ولم يقرأ كلمة, لكن ذهب إلى الامتحان.
على الإنسان أن يؤدي الذي عليه و يطلب من الله الذي له :
تجد إنساناً يصلي؛ ليس مع الصلاة, ليس مع الله عز وجل؛ لأن عمله السيئ حجبه عن الله عز وجل؛ ليس مع الله عز وجل, ليس مع الإقبال على الله، فهذا الحديث لا يضعه في جزدانه, يضعه في صدره:
((من هو المفلس؟ الذي أتى بصلاة, وصيام, وصدقة، وقد أكل مال هذا، وشتم هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته ، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ ـ قبل أن يُقْضى ما عليه ـ أُخِذَ من خطاياهم؛ فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار))
فأنت ديِّن بقدر ما تؤدي الحقوق, تقول: أخي ليس بحاجة؛ هذا ليس عملك، هذا:
﴿إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا﴾
غني أو فقير هذا ليس عملك؛ أدِّ الذي عليك, واطلب من الله الذي لك، هذا المؤمن.
أنا أحكي قصة: أحد أخواننا يعمل في دائرة وهو فقير جداً, موظف معاشه محدود, له مدير عام, قدم له إجازة ستة أيام, المدير العام قال له: لا يوجد عندنا وقت لكي نعطيك إجازة, قال له: أنا استهلكت هذه الأيام, قال له: كيف استهلكتهم؟ فشرح له أنه كان يحضر دروساً في الطاغوسية، كل يوم مدة ربع ساعة، فجمعهم كلهم حتى أصبحوا ستة أيام فقدم فيهم إجازة, نظر إليه باستغراب؛ لأنه لم يمر معه مثل هذا الموظف؛ يذهب كل يوم ربع ساعة ليصلي الظهر, ويرجع, اعتبر الدوام ملك الوظيفة, هو عندما أخذ الربع ساعة اقتطعها من الوظيفة, فقدم ستة أيام إجازة؛ حتى يكون معاشه حلالاً, قال لي: والله مديرنا قليل الإيمان, سألني: أين جامعك أنت؟ من هو شيخك؟ و بعد أن سأله تفاجأ في الجمعة الثانية أن مديره كان جالساً في الدرس, قال لي: أنا أعتقد أنه لا توجد قوة تأتي به إلى الجامع؛ و لكن عندما لقي موظفاً يحاسب نفسه على الدقيقة, من الذي رباك على هذا؟
هذا الدين؛ أنت لا تعمل للناس صدمة بورعك, واستقامتك, المؤمن من يقول الحق, ولو على نفسه.
سمعت عن إنسان سمَّان في زملكا له درس؛ طالب علم, لكن عليه إقبال شديد, سبب إقباله استقامته في البيع, والشراء, لا يكذب أبداً, يتكلم الصدق؛ عندك بيض: نعم, إذا لم يوجد عنده بيض يقول للزبون جاري الآن أتى بالبيض, خذ من عند جاري؛ لا يكذب أبداً, و هناك إنسان لا يصدق أبداً, ويأتي إلى الجوامع, ويفعل كل الشعائر الإسلامية, ولكن الكذب جزء من حياته.
الله عز وجل لا يتعامل مع التمنيات يتعامل مع العمل الصادق :
المشكلة الآن: أخواننا الأجانب يسلمون, هم صادقون مع الله عز وجل, يتألقون تألقاً في بلادهم, ثم يأتون إلى الشرق منبع الدين, يتفاجؤون؛ يجدون الكذب, تأتي فتاة مثلاً أمريكية, ألمانية تسلم, تتألق في بلدها تألقاً, تأتي إلى الشرق تجد ليس معقولاً هؤلاء المسلمات يا شيخنا؟ لذلك أنا أقول: لو جاؤوا إلى الشرق قبل أن يسلموا لما أسلموا؛ لكنهم يسلمون نظرياً, يتوهمون أننا نحن في الشرق استقامة, وأخلاق, يجدون العكس؛ لا يوجد عندنا: استقامة, نحن عندنا شعائر إسلامية, عندنا شعائر صارخة فقط, أما استقامة فلا يوجد أبداً.
فيا أيها الأخ الكريم: أنت لا يهمك الناس، الناس كلهم انحرفوا لينحرفوا, أنا عليّ من نفسي, هذا الدين، كن ورعاً:
(( ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط ))
كن صادقاً؛ لا تكذب أبداً, لا تبع دينك بشيء رخيص, حتى الله عز وجل ينظر إلينا بالعطف, اثنا عشر ألفاً لا يغلبون في العالم, نحن مليار ومئتا مليون قلبنا مقطوع, إذا كان هناك عمل تفجيري في مكان, والذي فعله مسلم, معنى هذا أن الضربة لنا, أصبحنا نحن مستضعفين, المليار والمئتا مليون مستضعف؛ إذا قاطعونا نموت من الجوع, إذا منعوا الطيران عنا نموت من الجوع, ما هذه الحياة؟ هذه ليست حياة عز؛ لأنه لا يوجد استقامة, الله لم ينصرنا لأننا لسنا أهلاً للنصر؛ الله لا يتعامل مع التمنيات, يتعامل مع العمل الصادق, والإنسان إذا كان مؤمناً, صادقاً, الله يعامله معاملة خاصة.
هذا الحديث من أخطر الأحاديث, ويجب على الإنسان أن يحفظه غيباً, ويضعه في ذهنه, يضعه في دفتره, يضعه في جيبته, يعلِّمه لأولاده؛ الدين ليس معناه ألاَّ تصلوا ـ أعوذ بالله ـ معنى ذلك أن الدين أساسه المعاملة؛ إن صحت صحت العبادة, وإلاَّ العبادة لا تقدم ولا تؤخر.
النبي قال:
((بني الإسلام على خمس))
الخمس غير الإسلام؛ هؤلاء أعمدة, أما هذا البناء أخلاقي, أساسه هذه العبادات.