وضع داكن
18-07-2024
Logo
الفتوى : 38 - أرجو النصيحة لي علاقة مع شاب بنيت على الحب من خلال العمل وهو يريد الزواج بي لكن أهله يرفضون ذلك ماذا أفعل ؟ .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سؤال:

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 في الواقع أشعر أنه من الضروري أن أتكلم في مشكلتي نظرا لأنها تتعدى كونها مشكلة شخصية, و بسبب الألم الذي تركته في نفسي. أنا فتاة, الحمد لله الذي منحني الكثير, على الصعيد الشخصي أكرمني بالدين و الأخلاق و الجمال و التحصيل العلمي العالي و الاجتماعي من ناحية وضعي في المجتمع ( عملي متميز في شركة مرموقة) و ناحية أهلي أخلاقيا و دينيا و اجتماعيا من كلا طرفي الأم و الأب و كلا العائلتين. منذ عام تقريبا ظهرت فجأة بيني و بين زميلي في العمل مشاعر الحب فعرض علي الزواج فورا و بدوري طبعا وافقت و كلانا شعر بسعادة قصوى نتيجة هذا الارتباط كوننا نتفق و ننسجم إلى درجة كبيرة في كثير من النواحي فكريا و اجتماعيا و حتى في العمل و طبيعة الانسجام الروحي بيننا و حتى أن كلانا كان فخورا بارتباطه بالآخر. أهله سوريون مقيمون في السعودية و هو قرر العودة لوطنه و العمل هنا, مستقل بنفسه ماديا, بمجرد أن طرح عليهم فكرة الزواج بي ثاروا عليه و رفضوا رفضا شديدا لحجج سخيفة مثل أني دمشقية و هم من مدينة أخرى ! و يريدونه أن يتزوج من نفس مدينته علما أن أخته تزوجت لرجل من غير محافظة, و أسباب أخرى كوني أكبره بأقل من سنة و أني لست من اختيارهم بل اختياره !!! حين أصر جاءت والدته إلى سوريا كما تفعل كل عام , سألت عني الجيران و حتى أنها ذهبت للمختار و سألته عن أفراد عائلتي بالتفصيل ( أعمامي و و .....)و كل ما سمعته يدعو للفخر . أتت لزيارتنا و ليتها لم تأت ! كان واضحا أنها لم تأت راغبة و إنما محاولة منها لتجد أي سبب تقنع ولدها فيه لرفضي و تصرفت معي بطريقة جارحة, و و لكن قابلتها باللطف و عادت لتخبره أنها لم تجد بي أي عيب و لكنها لا تريدني و انتهى و هددوه بسلاح الغضب و الرضا إذا تزوجني , علما أن موضوع زواجنا عرف عند الجميع في العمل و للأسف بسبب الثرثرة علموا أنها جاءت و رفضتني. في الواقع شعرت بجرح و ألم كبيرين أمام زملائي في العمل و أمام أهلي الطيبين و أمام نفسي. لكننا لم نستطع أن نفترق بسبب التعلق الشديد بيننا و العمل اليومي و رغبتنا بهذا الارتباط و حاول معهم ثانية و كان دائما يعدني أنه لن يتزوج غيري مهما فعلوا و لن يرضخ لظلمهم , و لكن مصيبتي أنه فجأة أصابني بصاعقة منذ أسابيع حين أخبرني أنه بالرغم من حبه الشديد لي لم يعد يريد الارتباط بي لأن هناك ما هو أكبر:أن والدتي من طائفة أخرى !!!!!!!!! نطق بكلمات جارحة جدا تمس عقيدتها و أنه لا يناسبه أن تكون جدة أولاده من تلك الطائفة لأنه يخشى عليهم!!!! ! و أصبح يعطيني أمثلة عن أناس منحلين ينتمون لتلك الطائفة و أن الصفة السائدة تعم على الجميع. تمالكت نفسي و ناقشته أن الدين الإسلامي يرفض هذه الفتن و التعصب, و أن المسلم الحقيقي هو المتمسك بالقرآن و السنة منهجا و ليس قولا بغض النظر عن اسم ملته أو طائفته, أتيت له بشواهد من القرآن الكريم, و أن الإسلام دين واحد و أن ما يفعله مرفوض دينيا و أخلاقيا و سلوكيا. كلمته كثيرا عن والدتي لأنها إنسانة تقية جدا و الكل يتحدث عن دينها و يشيد بأخلاقها و تربيتها لنا علما أن ليس لها أي اتجاه مخالف للقرآن و السنة , و هي مسلمة حقيقية و بريئة من كل ما نسب من اتهامات لمجموعة من الأشخاص ,هي التي أنشأتني نشأة دينية حقيقية و علمتني القرآن قبل أن أعرف القراءة , ربتني بأحسن خلق و دين , علمتني أن المسلم لا يظلم و لا يعتدي , علمتني أن أحب الله و رسوله , و غرست في نفسي بذور الإسلام الحقيقي.و لكن عبثا بل كان يصعقني بإجاباته التي لا تحتمل ! أنا مصدومة و متألمة أشد الألم , لا أصدق أن شخصا بطيب نفسه و قلبه و معرفتي بشخصه يفعل هذا , و يظلمني و يسبب لي الألم القاتل , بل و يظلم نفسه و يظلم الإسلام بهذه التصرفات و القناعات الجاهلية التي يجب على إنسان واعي و متعلم مثله أن يرفض حتى مجرد التفكير بها. أهكذا هو مسلم !؟ يظلم الآخرين و يفتري باتهامهم !لا يحافظ علا الأمانة ! يترك فتاة وعدها و تعلقت به كثيرا دون أي شعور بالخطأ و بدون أي مبرر مقنع ! لم أعد أدري كيف أتصرف, لا أستطيع التعامل معه في العمل و الضرورة تقتضي ذلك ,و لا أرغب بترك عملي بعد ما حققته من نجاح, و لا أستطيع نسيان ما حدث , الصدمة شديدة على نفسي , و السبب الذي تركني من أجله بعد أن صبرت على ظلم أهله و إزعاجهم لي ! تعلقي به يؤلمني و الإنسان يتألم لفراق شخص عزيز مهما كان الحال ,علما أنه حتى الآن يسأل عني و يهتم لشؤؤني !. لا أدري كيف أنقذه من أوهامه أو ماذا أقول له ,و كل من حوله خطأ , أدعو له بالهداية كل يوم لأني أخشى عليه من وزر ما فعل, احتسبت لله عز و جل, و لكن ألمي كبير و تخنقني الدموع و التفكير بما حدث حتى أني لم أعد قادرة على الابتسام. أرجو من فضيلتكم عدم طرح المشكلة على الموقع نظرا لحساسية وضعي و إرســال كلماتكم على البريد الالكتروني الخاص بي. مع شكري و الدعاء لكم بالخير و التوفيق .
وجزاكم الله عنا كل خير

 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد .
الأخت الكريمة
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
 هذه مشكلة بل مأساة تتكرر في حياتنا الاجتماعية يوم عم الاختلاط بين الجنسين في العمل والدراسة وغيرهما ...وفتح الشبان والشابات قلوبهم دون تبصر، وأطلقوا لعواطفهم العنان دون وضوابط ...وفي غمرة هذه النشوة ( الطائشة ) تجاوزوا أهلهم، ولايخفى ماعند الأهل من تجارب صقلتها السنون، وحكمة علمتها التجارب والأيام ... وجعلوا من عواطفهم التي ينتابها المد والجزر، بل ينتابها أحيانا التقلب لتصبح كرها، مصدر تصرفاتهم ...فكانت النكسات المريرة ...الحب الحقيقي بين الجنسين هو الذي يعقب الزواج وليس الذي يسبقه ...بصراحة: إنك بدأت بدايات خاطئة وحصدت منها نتائج محبطة ...فماعليك إلا أن تطوي تلك الصفحة المؤلمة وتستعدين لجولة جديدة تدخلين فيها البيوت من أبوابها، مستنيرة بآراء الأهل، عاملة بتوجيههم ...لقد أطلت في الرد لأن المشكلة عامة كما ذكرت بداية .
الدكتور محمد راتب النابلسي

 

تحميل النص

إخفاء الصور