وضع داكن
05-06-2025
Logo
مدارج السالكين - الدرس : 044 - المحاسبة - 1 التعريف الدقيق للمحاسبة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 

منزلة المحاسبة:


أيها الإخوة الكرام؛ نستأنف دروس مدارج السالكين، في مراتب إيّاك نعبد وإيّاك نستعين، ومع الدرس الرابع والأربعين من هذه السلسلة، ومع منزلةٍ جديدة من منازل مدارج السالكين ألا وهي منزلة المحاسبة.
سيدنا عمر عملاق الإسلام يقول: حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أنَّ ملكَ الموت قد تخطاكم إلى غيركم، وسيتخطى غيركم إليكم فخذوا حذركم، من حاسبَ نفسه حساباً عسيراً كان حسابهُ يوم القيامة يسيراً، والتاجر حينما لا يُجري محاسبة دقيقة من حين لآخر يشعر بقلقٍ شديد، وحينما يُجري محاسبة ما له وما عليه، يشعر براحةٍ كبيرة، والإنسان المؤمن الصادق دائم المحاسبة لنفسهِ، يُحاسبها قبل أن يُحاسبهُ الله، يُحاسبُها قبل أن يؤدبهُ الله، يُحاسبُها قبل أن يقتصَّ الله منه، يُحاسبُها ويحلُّ مشكلاتها قبل أن يصل إلى طريقٍ مسدود مع الله.
 

التعريف الدقيق للمحاسبة:


أيها الإخوة؛ التعريف الدقيق للمحاسبة أن تُميّز ما لكَ وما عليك، فتؤدي ما عليك، ولكَ أن تُطالب بما لكَ، أي مثلاً الله عزّ وجل أنبأنا من خلال نبيه عليه الصلاة والسلام أنكَ إذا عبدته مخلصاً لكَ حقٌّ عليه ألا يُعذّبُك،

(( عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، أَتَدْرِي مَا حَقُّهُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: أَلا يُعَذِّبَهُمْ. )) 

[ صحيح البخاري ] 

أدِّ الذي عليك واطلب من الله الذي لك، فالمحاسبة أن تخلو مع نفسك في اليوم دقائق، ماذا فعلت؟ ماذا تركت؟ لِمَ أعطيت؟ لِمَ منعت؟ لِمَ وصلت؟ لِمَ قطعت؟ لِمَ غضبت؟ لِمَ رضيت؟ لِمَ ابتسمت؟ لِمَ عنّفت؟ لِمَ ضربت؟ لِمَ حاسبت؟ لِمَ آذيت؟ هيّئ لله عزّ وجل عن كل موقف جواباً فأنت أعقل العقلاء، حاسبْ نفسك، أنصفِ الناس من نفسك، والحقيقة الذي يُحاسب في الدنيا قضيته سهلة، أمّا إذا كنت أباً من يُحاسبُك؟ الابن يُحاسبه أبوه، والزوجة يُحاسبها زوجها، والطالب يُحاسبه المعلم، من هو الذي في أمسِّ الحاجة إلى المحاسبة؟ الذي من طبيعته ألا يُحاسب، ممكن أن تكون أباً ولا يجرؤ أحدٌ على أن يُحاسبك، بطولتك أن تُحاسب نفسك وأن تعتذر، قد تكون معلماً في صفّ، مَنْ مِنَ الطلاب يستطيع أن يُحاسبك؟ بطولتك أن تُحاسب نفسك، أن تعتذر من طالب صغير.
 

من حاسب نفسه سريعاً رحمه الله عز وجل:


حدثني أخ كريم، قال لي: أنا طبيعتي عندي مزاج عصبي، فتناقش مع زوجته، فكلّمته كلمةً قاسية، فصبَّ كُلَّ غضبهِ على ابنه، وضربه ضرباً مُبرّحاً، فلما انتهى من ضربه صحا، ما ذنبُ هذا الصغير؟ خلافه مع زوجته، صبَّ جام غضبه على ابنه وضربه، قال لي: دخلت إلى غرفتي وبدأت أبكي، ثم أخذت ابني وقبّلته، قلت له: سامحني يا بني، الابن يعفو، أي حاسب نفسك، ضربت، لِمَ ضربت؟ لِمَ عبست؟ لِمَ خاصمت؟ إن حاسبت نفسك فأنت مؤمنٌ وربِّ الكعبة.
وقف إنسان ضعيف أمام جبّار، أمام الحجاج، قال له: أسألُكَ بالذي أنت بين يديه أذلُّ مني بين يديك، وهو على عقابِكَ أقدرُ منكَ على عقابي، سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مرة يمشي فسمع صوت غلام يصيح من شدة الضرب، فإذا أحد أصحابه يضربه قال له: اعلم أبا ذر أن الله أقدر عليك منك عليه.
إخواننا الكرام؛ الفكرة الأولى: قد تكون طفلاً، الأب يُحاسبُكَ، قد تكون زوجة، الزوج يُحاسب، قد تكون طالباً، المعلم يُحاسب، قد تكون موظفاً، رئيس الدائرة يُحاسب، أما إذا كُنتَ أنتَ الأب من يجرؤ على أن يُحاسبك؟ إذا كُنتَ أنتَ رئيس الدائرة من يجرؤ على أن يُحاسبك؟ تشتدُّ الحاجة إلى المحاسبة حينما تكون في موقعٍ لا تُحاسبُ فيه، لذلك إن حاسبت نفسك سريعاً رَحِمَكَ الله عزّ وجل.
 

العاقل من حاسب نفسه حساباً شديداً قبل أن يُحاسَب:


قصة سمعتموها مني كثيراً، لكن مناسبة في هذا الموضوع، كنت مرة في العمرة، صديق حدثني عن إنسان يملك أرضاً في شمالي جدة، فلما امتد العمران إلى قُرب أرضه نزل ليبيع هذه الأرض، مكتب عقاري خبيث احتال عليه، أوهمه أنَّ ثمنها بخس، فاشتروها منه بثمنٍ بخس، ريالاتٍ معدودات، وأنشؤوا عليها بناءً شامخاً، وسيربحون الملايين المملينة، قال لي: أول شريك وقع من سطح البناء فدُقّت رقبته في الأرض، الشريك الثاني دهسته سيارة، الشريك الثالث انتبه، أراد أن يُحاسِب نفسه، بحث عن صاحب الأرض ستة أشهر إلى أن عثر عليه، ونقده ثلاثة أمثال ما أعطاه سابقاً، عن حصته طبعاً، فقال له هذا البدوي: ترى أنت لحقت نفسك، حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، اعتذر، قدّم هدية.
أنا أعرف رجلاً -القصة قديمة جداً-يعمل في سلك الدرك، عندما كانت الشرطة في المدن والدرك في القرى، أخطأ وضرب إنساناً ضرباً مُبرّحاً وهو بريء، ظنّه سارقاً، ثُم اكتُشف أنه ليس بسارق، السارق ظهر، أقسم بالله وسّط إنساناً ليدعوه إلى طعام الغداء، وكان هو أيضاً مدعواً، وأمره أن يضربه كما ضربه لينجو من عذاب الله، حاسب نفسك، كلما كنت ذكياً تُحاسب نفسك حساباً شديداً، وعلامة المؤمن أنه يرى ذنبه جبلاً جاثماً على صدره، وعلامة المنافق أنه يرى ذنبه كالذبابة، يقول لك: ماذا حصل؟ ماذا فعلنا يا أخي؟ هذه علامة النِّفاق، ماذا حصل؟ وماذا فعلنا؟ هذا منافق، أما حينما لا تنام الليل، حينما تذهب إلى بيته تعتذر منه، تقول له: سامحني، حينما تُقدّم له هديةً، حينما تطلب العفو منه فأنت قريبٌ من الله.
 

الله غنيٌّ عن العالمين لا يقبل مخلوقاً إن لم يكن كاملاً:


إخوانناالكرام؛ هناك حقيقة دقيقة سأقولها لكم: القوي أحياناً يُريد أتباعاً، فأي إنسان أعلن الولاء يقبل به، قضية سهلة، شخص ينقصه زبائن، أي إنسان قدّمَ له الولاء يقبل به، إلا أنَّ الله غنيٌّ عن العالمين، الله عزّ وجل كامل، لا يقبل مخلوقاً إن لم يكن كاملاً، لا يقبل، لأنه غنيّ، قال تعالى:

﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)﴾ 

[ سورة الزُمر ] 

لا يُمكن أن تتقرّب إلى الله وأنت ناقص، إنَّ الله طيبٌ ولا يقبل إلا طيباً، الله لا يقربك، يا محمد مثّل بهم كما مثّلوا بعمك الحمزة؟ قال: لا أمثّل بهم فيمثّل الله بي ولو كنتُ نبياً، هذا موقف، تعرف عدالة الله، تعرف أن الله لن يسمح لك أن تقترب منه، لن يتجلّى على قلبك إلا إذا كنت أديباً، كاملاً، متواضعاً، منصفاً، مؤدياً الحقوق، قائماً بالواجبات، هذا هو الدين، أي إنسان يعمل في عمل معين، عنده موظف يستضعفه، يبخسه حقه ويُصلي! هذه الصلاة لا قيمة لها، قال:

(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْطُوا الأجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ. )) 

[ الجامع الصغير: أخرجه ابن ماجة في سننه: حسن ] 

 

وضع المجتمع كما وصفه النبي في زمن التخلف:


والله إنسانة قالت لأهلي: أين الله؟ إنسانة تقول: أين الله؟ أي على وشك الكُفر، لِمَ؟ قالت: لأنَّ زوجها –عندها رجل-الشهر الثالث من غير راتب، قال له رب العمل: لم يعجبك مع السلامة، لا يوجد نقود، أجرى حفلاً لابنته في أرقى فنادق دمشق، يُنفق بغير حساب، أمّا هذا الذي يعمل عنده انتظر، قالت: من أين نأكل؟ وترى كيف يُنفق، ذهبت لتعمل لم يقبلها أحد بحجابِها أبداً، موظفة أبداً، اخلعي الحِجاب كي نوظِفَكِ، هذا المجتمع سوف يُحاسب حساباً عسيراً، الإنسان حينما يدفع امرأةً إلى أن تخلع الحِجاب من أجل أن تأكل، أو حينما يدفع رجلاً إلى أن يُتاجر بالأفلام الإباحية من أجل أن يأكل، هذا المجتمع يُحاسب حساباً عسيراً، إن أردتم رحمتي فارحموا خلقي، هناك قول أنا قانع به تماماً: كاد الفقرُ أن يكونَ كُفراً، فإذا ضيّقت على إنسان حتى لا يجد ما يأكل وكفر فأنت الذي كفّرته، أنت الذي جعلته يكفر، وتحمل أنتَ وِزرَ كُفره، قالت: أين الله؟ زوجي بِلا عمل، وأنا ما قبلني أحد إلا بخلع الحِجاب، هذا المجتمع؟! يريدون أن يستمتعوا بها وهي في العمل، هكذا بكل وقاحة! 
كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً؟ قالوا: أوكائن ذلك يا رسول الله؟ قال: كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف، هذا وضع المجتمع، لذلك: انْجُ سَعْدٌ فَقَدْ هَلَكَ سعيدٌ، انجُ بدينك، أنصف الناس من نفسك، حاسب نفسكَ قبل أن تُحاسب، ثم يتبيّن من خلال هذا الدرس أنَّ المحاسبة مرتبطة بالتوبة، لعلَّ التوبة تحمِلُ على المحاسبة، ولعلَّ المحاسبة من نتائج التوبة، لذلك قالوا: التوبة بين محاسبتين؛ تُحاسب نفسكَ فتتوب، وتتوب فتحاسب الآخرين.
أدِّ الذي عليك، أي إذا شخص في جاهليته عليه ذِمم للناس، ما الذي يمنعه وهو في الدنيا، وهو في موقعٍ يستطيع أن يُسوّي الحسابات، ما الذي يمنعه أن يؤدي ما عليه؟
 

قصة تائب:


حدثني أخ قال لي: عندي معمل، دائماً هناك نقص بضاعة، والنقص أي أضع في جيبي مبلغ ألفين أفقدها، صار عنده رغبة في معرفة من هذا السارق؟ قال لي: فرّغت إنساناً للمراقبة، السارق ذكي جداً، يأخذ الأموال والبضائع ولم نستطع أن نضبطه، ثم انقطعت هذه السرقة، قال لي: بعد عشر سنوات جاءني شاب وسيم الطلعة، في وجهه نور، قال لي: أنا كنت عندك موظفاً قبل عشر سنوات وكنت أسرق منك، وجئتُكَ مستسمحاً وسأدفع لكَ كل الذي عليّ، قلتُ له: والله نظير هذه التوبة، ونظير هذا الاعتراف، أنت مُسامح بكل ما أخذته، وإن أردت أن تعمل عندي فلكَ أعلى مكان.
 

الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن:


موضوع المحاسبة قضية دقيقة جداً، وطّن نفسك أن تُحاسب نفسك، وطّن نفسك أن تعتذر، تقول له: سامحني، أنا أخطأت بحقك، أنا تسرّعت، أنا اتهمتك اتهاماً باطلاً، عندها الله يرضى، أمّا إذا شخص كان موقعه قوياً، أحياناً رئيس دائرة، مدير ثانوية، مدير مستشفى، أي بموقع قوي، لا يجرؤ أحد أن يُحاسبهُ، مثلُ هذا الإنسان تشتدُّ الحاجة إلى أن يُحاسب نفسه. 

(( قال عليه الصلاة والسلام: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الإِيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكَ لا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ. )) 

[ صحيح أبو داود ] 

أي المؤمن مُقيّد، الشرع قيّده، الشرع ألجمه.
 

الغني والقوي في أمسّ الحاجة إلى الصبر:


الحقيقة قد يقول أحدكم: إنَّ الفقير يحتاج إلى أن يكون صابراً، لا، الذي يحتاج إلى أن يكون صابراً هو الغني والقوي، لماذا؟ هذا كلامٌ غريب، ماذا عندَ الفقير من خيارات؟ هذا الدخل المحدود، وهذا البيت، من عمله إلى بيته، لو أراد أن يسهر في فندق فخم أيقدر؟ لا يوجد معه نقود، لو أراد أن يرتاد أماكن اللهو  أيقدر؟ لا يوجد عنده إمكانية، أمّا هذا الذي يملك المال، وهو مسافر في بلد أجنبي، وليس هناك رقيب، هو في أشدّ الحاجة إلى الصبر، هذا الذي يضبط نفسه، يضبط مشاعره، يضبط أعضاءه، يضبط حواسه، يضبط بصره، سمعه، إنفاقه.
إخوانناالكرام؛ أنا أعتقد أنَّ الغني والقوي في أمسّ الحاجة إلى الصبر، وصبره بطولي.
 

المحاسبة تكون قبل التوبة:


 المحاسبة تكون قبل التوبة، حاسَب نفسه فاتّخذ قراراً أن يتوب، أو تاب فاتّخذ قراراً أن يؤدي ما عليه للناس، هذه المحاسبة، هناك آية قرآنية تُفيد هذا المعنى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)﴾ 

[ سورة الحشر ] 

ماذا قدّمت؟ وماذا أخّرت؟ قال تعالى:

﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)﴾ 

[ سورة الانفطار ] 

﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)﴾ 

[ سورة التكوير ] 

أنتَ ماذا أعددت لله عزّ وجل؟ أحياناً تجد شخصاً بالسبعين بالقهوة يلعب الطاولة، لا يُصلي، يا رب أين عقلُ هذا الإنسان؟ ماذا قدّم لآخرته؟ ماذا يقول لله عزّ وجل وهو بين يديه؟

أما تستحي منا ويكفيك ما جرى؟         أما تختشي من عقِّنا يوم جمعنا؟

أما آن أن تُقلع عن الذنبِ راجعــاً         وتــنظــر ما بـه جــاء وعدُنـــا؟  

[ علي بن محمد بن وفا   ] 

* * *

هذه الآية الأولى في هذه المرتبة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾  أي إخوانناالكرام؛ حاسب نفسكَ من حين إلى آخر، حاسب نفسكَ يومياً، وحاول أن تسوّي الحسابات مع الناس.
أود أن ألفت النظر إلى أنك لو حججت حجاً مبروراً، وسعيت سعياً مشكوراً، لا تخرج من ذنوبك كما ولدتك أمك، هذا وهم، تخرج من الذنوب التي بينك وبين الله فقط، أما الذنوب التي بينك وبين العباد فهذه لا تسقط إلا بالأداء أو المسامحة، أكبر دليل، هذا الذي قدّم روحه في سبيل الله، هل يُغفر له كُل ذنب؟ نعم إلا الدَّين لا يُغفر، قدّم روحه؟! لا يغفر، لأنَّ الدَّين من حقوق العباد، وحقوق العباد مبنيّةٌ على المُشاححة، بينما حقوق الله عزّ وجل مبنيّةٌ على المُسامحة.
 

ضرورة تحري الحلال دائماً:


مرة إنسان أعطوه عشرين دونماً، من الفرح اختلَّ توازنه، فقير جداً، له شيخ قال له: يا بُني هذه الأرض حرام أن تأخذها لأنها ليست لك في الأصل، أُخِذت من صاحِبِها غصباً، أُعطيت لك، هذا حرام، هذه الكلمة من الشيخ أطفأت سروره، جعلته يقنط، قال له: اذهب وحاول أن تشتريها منه تقسيطاً، ذهب إليه، يا سيدي أعطوني من أرضِكَ عشرين دونماً، وقال لي شيخي: إنَّ هذه الأرض حرامٌ أن آخذها منك، هل تبيعني إياها تقسيطاً؟ قال له: يا بني والله ذهب لي أربعمئة دونم، لم يأت لعندي أحد إلا أنت، هذه هدية مني لك، حررها، أخذها حلالاً، لا يوجد إنسان يتحرّى الحلال إلا الله عزّ وجل يُكسبه الحلال ورضوانه، الحلال والأرض.
 

هذه الدنيا تغرّ وتضرّ وتمر:


قول ذكرته قبل قليل: حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وأعلموا أنَّ ملكَ الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، لاحظ نفسك، تمشي بالطريق فلان توفي رحمة الله عليه، هنا عميد أسرتهم، هذه الشابة، هذا الشاب، هذا الطبيب الفُلاني، هذا إلخ، يجب أن توقن أنه في أحد الأيام سيقرأ الناس نعوتنا، لابُدَّ منها. 
والله منذ فترة كُنا بسهرة، هناك رجل كآبته صارخة، التفت وسألته: خير إن شاء الله؟ فلم يجبني، بعدها فهمت أنه أصيب بسرطان في الجلد، مكان، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، أجرى خمس عمليات، كلما أجرى بمكان ظهر في مكان آخر، هو على علم عالٍ بالطب، التقيت معه مرةً ثانية فكل توجهه أنَّ موته من السرطان، مات باحتشاء القلب، سبب الموت ليس له علاقة بالمرض الذي ظنَّ أنه سيُميتُهُ، جميعاً نحنُ تحت ألطاف الله، لا أحد يضمن منّا حياته ساعة، أبداً، فلذلك حاسبوا أنفسكم قبل تُحاسبوا، المؤمن البطل جاهز للمغادرة، الآية الدقيقة:

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)﴾ 

[ سورة الإنفطار ] 

عندما يقول ربنا:

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)﴾ 

[ سورة فاطر ] 

واضحة، أي شخص يظن أنَّ العلبة مليئة، هي لا تحتوي على شيء، وجدها على الأرض، فرح بها، حملها، ثم وجدها خاوية، خاب ظنه، نقول: اغترَّ بها، ظنها ممتلئة.
كان هناك شاب عنده دُعابة، كان بمحل تجاري، يكنس المحل، يضع الأوساخ في علبة فخمة، يلفها بورق هدايا، يضع لها شريطاً أحمر، يضعها على الرصيف، يأتي شخص ينظر فيرى العلبة، يا ترى فيها مطيف ألماس؟ والله بيجوز، يحملها ويركض، وهو فرح، يمشي مئتي متر ينزع الشريط، مئتي أخرى ينزع الورق، مئتي أخرى يفتح العلبة، فيجد فيها أوساخ المحل، يسب، نقول: هذا الإنسان اغترَّ بهذه العلبة، ظنها شيء وهي شيء آخر: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾  تغرُّ وتضرُّ وتمر، وأحياناً الإنسان وهو في أوجهِ يُنزعُ منها، بعدما عاش الإنسان أربعين، خمسين سنة في منزل تحت الأرض، صغير، رطب، هو يجمع المال حتى اشترى بيتاً في أرقى أحياء دمشق، أنا البيت أعرفهُ، لهُ شرفة تُطِلُّ على دمشق بأكملِها، جلس بالشرفة، أمر زوجته بإحضار القهوة، قال لزوجته: يا امرأة الآن قد تأمّنَ مستقبلنا، هذا منزل، وبعد أسبوع واحد وافته المنية، هذه الدُّنيا تغرُّ وتضرُّ وتمر.

العاقل من يعدّ لساعة الموت عدتها:


شخص آخر اشترى في شارع الميسات، صاحب ذوق رفيع، أخذ شقتين في الطابق الثاني عشر، صاحب ذوق رفيع الكسوة لم تعجبه كسرها كلها، كسّر السيراميك، قلع النوافذ، قلع  البلاط، عمل سنتين بكسوة من أعلى مستوى، فعلاً شيء جميل جداً، أحد إخواننا يسكن تحت، يقول: لم يكن هناك مصعد، يصعد ماشياً في اليوم يصعد مرتين أو ثلاث لمدة سنتين، بعد أن انتهى رتّب كُلَّ شيء، جاءه ملك الموت، تفضل، الآن؟ قال له: الآن، الآن أنسب وقت تفضل، لذلك الإنسان يجب أن يُهيئ نفسه لهذه الساعة التي لابُدَّ منها، أنا أتمنى من الإنسان أن يتبّع جنازة لو لم يعرفها، يُلاحظ عندما يوضع النعش، يُفتح غطاء النعش، يُحمل الميت، البارحة كان في الفراش، زوجته بجانبه، ابنه بجانبه، بابا هل تريد شراب الليمون؟ لا، قهوة؟ مرتاح إن شاء الله؟ بين زوجته وأولاده، الآن:

﴿ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)﴾ 

[ سورة القيامة ] 

أنا مرة لاحظت إنساناً وهو يُكفّن، أحضروا قطعة قماش طويلة، غمسوها بالماء، عندما ربطوها علقت فشدوها:

﴿ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)﴾ 

[ سورة القيامة ] 

وُضِعَ بالقبر، أُهيلَ الترابُ عليه، انفضَّ أهلهُ إلى بيوتهم، وبقي وحده في البيت، عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معكَ ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت، واضحة.
 

من ظنّ أنَّ الله لن يُحاسبه فقد اغترَّ بالله:


لكن كيف نفهم: يا أيها الذين آمنوا ﴿فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾  واضحة، لا ترونها بحجمٍ أكبرَ من حجمِها، أمّا كيف نفهمُ قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ ؟ طالب توّهم أنَّ الأستاذ فقير، أُعطيه ألفي ليرة قبل الامتحان، آخذ الأسئلة، بلا هذا التعب، هكذا  توهم فارتاح، العام الدراسي كله مرتاح، طرق الباب قبل الفحص بيومين، عرض على الأستاذ هدية فطرده الأستاذ، قال له: الأسئلة؟ ضربه، اخرج، نقول: هذا الطالب اغترَّ بأستاذه، أي ظنه يبيع الأسئلة، وهذا المُخاصم اغترَّ بالقاضي، ظنه يرتشي وهو ليس كذلك، إذا ظننت بالله ظنَّ السّوء فأنتَ قد اغتررتَ بالله، إذا ظننتَ أنَّ الله لن يُحاسبكَ فقد اغتررتَ بالله، إذا ظننتَ أنَّ الله لن يُعاقب الجاني قد اغتررتَ به، إذا ظننتَ أنَّ الله لن يأخذَ من القوي للضعيف فقد اغتررتَ بعدالته، هذا معنى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ .
 

أدوات المحاسبة:

 

1-الأداة الأولى هي العلم: 

السؤال الثاني الذي يهمُنا: كيف نُحاسب أنفسنا؟ فهمنا بصُلب الدرس لابُدَّ من أن تُحاسب نفسك، الآن آلات المحاسبة، أنا معي آلة حاسبة، أجمع، يوجد دفاتر، أسأل المحاسب أنا كيف أحاسب نفسي؟ قالوا: الأداة الأولى هي العلم، أنت بالعلم تعلم ما إذا كنتَ على حقٍّ أو على باطل، ما إذا كُنتَ مذنباً أو غير مُذنب، بالعلم، العلم أداة المحاسبة، احضر درس علم، تجد أنكَ أنت في نفسِكَ مُخالفاً للشرع، احضر أحكام البيوع، احضر درساً بالعلاقات الزوجية، احضر درساً بالأخوة الإيمانية، يوجد غيبة، يوجد نميمة، احضر درساً مثلاً بالحوالة والوكالة والكفالة، تجد نفسك مُخالفاً، لن تُحاسب نفسك إلا إذا كُنت على علم، العلم نور، أوضح من ذلك، لو أحضرنا إنساناً في الصف الرابع الابتدائي، قلنا له: اقرأ هذا النص؟ إذا كانت والدته لا تقرأ ولا تكتب هل تستطيع أن تحاسبه على أغلاطه؟ يمكن أن يرتكب مئة غلطة بالصفحتين، تقول له: جيد جداً، الأم لا يوجد عندها مقياس، أما لو كان والده يحمل ليسانس في اللغة العربية، قال له: تعال إلى هنا واقرأ النص؟ كل كلمة غلط، صحح؛ هذه غلط، هذه مبتدأ، هذه خبر، هذه مفعولاً به، هذه حال، هذه تمييز، هذه مجرور، هذه ظرف، لن تستطيع أن تُحاسب إلا إذا كنت عالماً، كذلك لن تُحاسِب نفسك إلا إذا كنتَ عالماً، تعرف أنَّ هذا القرض جرّ نفعاً فهو رِبا، هذا الإيجار باطل، هذا العقد باطل، هذه السلعة مُحرّمة، إذاً التجارة بها باطلة، هذه النظرة للأب، ما برّ أباه من شدّ نظره إليه، هذه باطلة، ما برَّ أباه، النبي عليه الصلاة والسلام رأى شاباً ورجلاً، قال له: من هذا؟ هو يعلم من هذا، قال له: هذا أبي، قال له: أبوك؟ لا تمش أمامه، ولا تجلس قبله، ولا تستبَّ له، ولا تناده باسمه، إذا أنتَ تعرف الحديث، وشاهدت إنساناً يمشي أمام والده، جلس قبله، ناداه باسمه مثلاً، عملَ عملاً سيئاً فشتمه الناس، يكون قد خالف، لن تستطيع أن تُحاسب إلا إذا كنتَ عالماً، فأول أداة هي العلم، بالعلم تُميّز بين الحق والباطل، والهُدى والضلال، والضار والنافع، والكامل والناقص، والخير والشر، بالعلم تعرف مراتب الأعمال، راجحها ومرجوحها، مقبولها ومردودها، وكلما كان نصيبكَ من العلم أوفر كان التمييز أقوى، العلم نور، أحضر مصباحاً ضئيلاً، يكشف لكَ الطاولة، أما الإبرة فلا تشاهدها، الإبرة لا تُشاهدها على السجاد، أما إذا امتلكت مصباحاً خمسة آلاف شمعة فتشاهدها، فكُلما اشتدّ مصباحُكَ تكشف أدق الحاجات، وكلما اشتد النور في قلبك تكشف أدق المخالفات، والله أحياناً ابتسامة سخرية تُحاسب عليها، أحياناً كلمة هكذا، قال: قذف محصنة يهدم عمل مئة سنة، أحياناً يقول لك: واثق، لم تتكلم أنت ولا كلمة، لا تعرفه أنت قد يكون أفضل منك مثلاً، فكلما اشتدَّ النور الذي في قلبك كشفتَ أدقَّ المخالفات، هذه أول واحدة. 

2-الأداة الثانية سوء الظن بالنفس:

الأداة الثانية: سوء الظن بالنفس، كلما أسأت الظن بنفسك تكون أرقى عندَ الله عزّ وجل، وكلما أحسنت الظن بها تكون ساذجاً، أنا نصيحتي بالغ بإساءة الظن بنفسك وبحُسن الظن بالآخرين، هذا المؤمن، أمّا الشيء المضحك أنَّ هناك أشخاصاً يُحسنون الظن بأنفسهم ويُسيئون الظن بالآخرين، هو مُبّرأ من كُل خطأ أما غيره غير مُبرّأ، بالغْ بسوء الظن بالنفس وبحسن الظن بالآخرين، فسوء الظن تشتدُّ الحاجةُ إليه، لأنَّ حُسنَ الظن بالنفس يمنع محاسبتها، يقول لك: ماذا بي؟ ما شاء الله حولك، يرتكب أكبر المخالفات ويقول لك: ماذا فعلت؟! حُسنُ الظن بلاء بالنفس، كلما أحسنت الظن بنفسك منعتها من أن تُحاسب.

عين الرِّضا عن كل عيبٍ كليلةٌ            كما أنَّ عين السُّخطِ تُبدي المساويا

[ الإمام الشافعي ] 

* * *

إذا عَلِمَ المُسيء أنه مُسيء لم يعد هناك مشكلة، لكنَّ المُسيء لا يعلم أنه مُسيء، يتوهم أنه على حق، قال: ولا يُسيء الظن بنفسهِ إلا من عرفها، ومن أحسن ظنه بنفسه كان من أجهلِ الناس. 

3-الأداة الثالثة أن تميز بين النعمة وبين الفتنة:

الأداة الثالثة: أن تُميّز بين النعمة والفتنة، النعمة هي التي تنقُلُكَ إلى الطاعة والشُّكر، وأما النعمة التي تنقُلُكَ إلى المعصية والكِبر فهي فتنة وليست نعمة، أكثر الناس تلتبس عليهم الأمور يظن النِّعم نِعماً، هي قد تكون نِقماً، النعمةُ التي تحمِلُكَ على الكِبر هذهِ نِقمة، النعمة التي تحمِلُكَ على معصية هذهِ نِقمة، النعمة التي تحمِلُكَ على أن تزهوَ على الآخرين هذهِ نِقمة، أمّا النعمة التي تقودُكَ إلى الله وإلى طاعتهِ وإلى شُكرِهِ هذهِ نِعمة، وهذا يؤكدهُ قوله تعالى:

﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17)﴾ 

[ سورة الفجر ] 

أي يا عبادي ليس عطائي إكراماً ولا منعي حِرماناً، عطائي ابتلاء وحِرماني دواء.
أيها الإخوة؛ أدواتٌ ثلاثة، أن تُميّز بين النِّعمةِ والنِّقمة، وأن تُسيء الظن بنفسِك، وأن تطلب العلم، هذه أدوات المحاسبة، إن ملكتَ هذهِ الأدوات حاسبتَ نفسكَ حساباً عسيراً، فكانَ حسابُكَ يوم القيامة يسيراً.

﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)﴾ 

[ سورة النور ] 

هذه ثِمار المحاسبة، إن أردتَ أن تكون مستقيماً، وحَرِصتَ على ذلك، يهديكَ الله إلى الصراط المستقيم: ﴿وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ .
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

الملف مدقق

والحمد لله رب العالمين

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

نص الدعاة

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور