وضع داكن
29-03-2024
Logo
فاسألوا أهل الذكر - الندوة : 16 - الاستقامة والعمل الصالح.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
 أيها الأخوة الكرام:
 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أهلاً ومرحباً كم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم أسألوا أهل الذكر.
 أيها الأخوة يقول الله سبحانه وتعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(72)﴾

( سورة الأنفال الآية: 72 )

 أيها الأخوة الكرام:
 ماذا بقي من رمضان ؟ ما الذي نستطيع أن نقوم به في الأيام والليالي الباقية القليلة، ماذا يمكن أن نفعل مع أنفسنا، مع الآخرين، ماذا يمكن أن نعمل كي نرضي الله عز وجل في هذه الليالي الباقية المتبقية من شهر الخير والبركة، في هذه الليالي كان عليه الصلاة والسلام يشد المئزر كان يكثر من القيام، وكان يكثر من الزكاة، في هذه الأيام القلية الباقية المتبقية من شهر الخير والبركة ماذا يمكن أن نفعل لأنفسنا كي نرضي الله عز وجل.
 في هذه الحلقة أيها الأخوة يحدثنا فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق، خطيب جامع النابلسي، والمدرس الديني في مساجد دمشق عن الاستقامة والعمل الصالح السلام عليكم ورحمة الله أهلاً بكم دكتور.
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 ولتوجيه الأسئلة والمداخلات بالإمكان الاتصالات على الرقم 4465564 والفاكس 4448374.
 تفضل أستاذي الكريم.
 الأستاذ راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 بادئة ذي بدء حينما نقرأ قوله تعالى في كتابه العزيز:

 

﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾

 

( سورة الإسراء الآية: 9 )

 الأمة الإسلامية تعاني ما تعاني وهي في وضع حرج جداً، وقد استبيحت حرماتها، واغتصبت أراضيها، ونهبت ثرواتها، فأين نجد الحل في القرآن الكريم، أليس كتاب الله، أليس منهجنا القيوم، أليس هادينا إلى الصراط المستقيم، أليس الله سبحانه وتعالى يعلم ما بنا ؟
 أيها الأخوة الأكارم حينما نتلو قوله تعالى:

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(72)﴾

 

( سورة الأنفال )

 كتعليق على هذه الآية من هو المؤمن ؟ المؤمن من آمن بالله حق الإيمان، وعلامة حق الإيمان أن يحمله إيمانه على طاعة الله.

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا﴾

 أي تحرك، ليس في الإسلام إيمان سكوني، لا بد من أن تتحرك، لا بد من أن يترجم إيمانك إلى عمل، لا بد من أن تعطي لله وأن تمنع لله، وأن ترضى لله، وأن تغضب لله، وأن تصل لله، وأن تقطع لله، الهجرة بمفهومها الواسع تعني الحركة، ما إن يستقر الإيمان في قلب المؤمن إلا ويعبر نحو ذاته بحركة نحو الخلق، فالذين أمنوا هاجروا في سبيل الله.

 

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا﴾

 والجهاد ذروة سنام الإسلام.

 

 

(( من لم يجاهد ومن لم يحدث نفسه بالجهاد مات على ثلمة من النفاق ))

 وهناك جهاد النفس والهوى وهو الأصل، كيف أن هناك التعليم الأساسي، أنت حينما تنتصر على نفسك يمكن أن تفعل كل شيء من أجل دينك ووطنك.
 سؤال:
 البارحة تكلمت من أجل المذي والودي، لكني لم أصل إلى إجابة وافية، لأن الأستاذ راتب تكلم أن المذي والودي ليس له وضوء، أنا أعرف أنه له وضوء.
 لا يوجب الغسل.
 أنا سمعت منك لا يوجب عليه الوضوء ؟
 لا يجيبان الغسل.
 لكن إعادة وضوء ؟
 هل إذا أتيا الثياب هل هما طاهران ؟ إذا أردت إجابة وافية من أجل أن أوفي التشريع، سمعت أنهم إذا جاؤوا على الثياب يجب تطهيرها إعادة تطهيرها مكان وقعهم على الثياب ؟
 الأستاذ زهير:
 توقفنا عند جهاد النفس.
 الأستاذ راتب:
 جهاد النفس هو الجهاد الأساسي في حياة المسلم، حينما ينتصر على نفسه يمكن أن ينتصر على أعداءه، أما حينما يضعف أمام نفسه لا يستطيع أن يواجه نملة كما قلت سابقاً.

 

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ﴾

 والجهاد بالمال وبالنفس، وقد بدأ الله بالمال لأن إنفاق المال أسهل من إنفاق النفس، وكل الآيات التي تتحدث عن الجهاد ورد فيها جهاد المال قبل جهاد النفس لأنه أيسر، ولكن في آية واحدة جاءت النفس مقدمة على المال في آية البيع:

 

 

﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ﴾

 

( سورة التوبة الآية: 111 )

﴿ وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُوا ﴾

 قدموا كل المساعدات لكل الذين يقعون في محنة جديدة، وهذا يؤكده قول النبي عليه الصلاة والسلام:

 

(( من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ))

 شيء آخر:

 

﴿ أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾

 هذا مجتمع المؤمنين فيه إيمان صحيح، وفيه جهرة إلى الله ورسوله، وفيه جهاد بالمال والنفس في سبيل الله، وفيه تعاون إلى أقصى درجة بين المؤمنين، النتيجة أنه في آية ثانية تليها:

 

﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً﴾

 

( سورة الأنفال الآية: 74 )

 طيب الذي آمن ولم يستقيم على أمر الله ليس مؤمناً حقاً، الذي آمن ولم يهاجر ليس مؤمناً حقاً، الذي آمن ولم يجاهد ليس مؤمناً حقاً.

 

﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)﴾

 

( سورة الأنفال )

 أما الآية المفصلية هذه.

 

﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾

 

( سورة الأنفال الآية: 73 )

 كيف أن المؤمنين أمروا أن يتعاونوا ويتناصروا ويضحي بعضهم من أجل بعض، كيف أن الله وصف مجتمع المؤمنين بأنه مجتمع التعاون مجتمع التضحية، مجتمع الهجرة، مجتمع الجهاد، قال:

 

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾

 

﴿إِلَّا تَفْعَلُوهُ﴾

( سورة الأنفال الآية: 73 )

 هنا هذا الضمير على من يعود ؟

 

﴿إِلَّا تَفْعَلُوهُ﴾

 أفعل ماذا ؟ قال علماء التفسير هذه الهاء تعود على الآية السابقة، يعني إن لم تؤمنوا، وإن لم تهاجروا، وإن لم تجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله، وإن لم توؤا وإن لم تنصروا:

 

 

﴿تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)﴾

 

( سورة الأنفال )

 نحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن نؤمن الأيمان الحق الذي من مقتضياته:
 الهجرة ـ والجهاد بالمال والنفس ـ والتعاون ـ والتناصر ـ والتضحية ـ
 إما أن نكون مجتمعاً كما أراد الله، إما أن نطبق الإسلام تطبيقاً صحيحاً يمكننا من قطف ثماره، وإما أن تكون فتنة نفتن عن ديننا، تؤخذ أرضنا، تنتهك حرماتنا، يمارس علينا كل أنواع التجهيل والاستغلال والتعذيب، هذه المحنة التي تمر بالمسلمين هي محنة لها ما وراءها فالحل أن نعود كما أراد الله، الحل أن نؤمن الإيمان الحق الذي من مقتضياته الهجرة الحركة بمعناها الواسع، قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه:

 

(( عبادة في الهرج ـ يعني في زمن الفتن ـ والفتنة كهجرة إلي ))

 

 أنت حينما تنتصر على نفسك في مجتمع الفسق والفجور، مجتمع النفاق، مجتمع الظلم، أنت حينما تنتصر على نفسك فأنت مهاجر ورب الكعبة، الإيمان الحق الذي يمكن أن ينجينا من عذاب الدنيا ومن عذاب الآخرة هو الذي يحملنا على طاعة الله.

﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ "﴾

 من أدق الآيات، هذا الضمير لا يعود على اسم واحد، يعود على آية بأكملها، إن لم تفعلوا مثلهم، إن لم تفعلوا فعلهم، إن لم تؤمنوا الإيمان الحق، إن لم تهاجروا إن لم تجاهدوا بأموالكم وأنفسكم، إن لم تتعانوا.

(( مَنْ جَهّزَ غَازِياً في سَبِيلِ الله فقد غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً في أهْلِهِ بخير فَقَدْ غَزَا ))

 إن لم تكونوا كما أراد الله فسوف ترون الأهوال في الدنيا.

 

﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾

 

( سورة مريم )

 المشكلة أن الانتماء إلى الدين لا يقدم ولا يؤخر.
 سؤال:
 أريد أن أسأل فضيلة الشيخ سؤال، إنسان توفي والده وأصبح ملزماً بأخوته، فهل يصح له أن يدفع صدقة الفطر إليهم، هم بحاجة لهذه الصدقة وهو يدفع صدقة عن صيامهم ـ يعني يريد أن يدفع لأخوته يعني ـ لأخوته ولهم، منهم ولهم، يعني صدقة الفطر لسد حاجة الفقير وهم فقراء هل يصح أن يدفع هذا المال إليهم ؟
 الأستاذ زهير:
 توقفنا أستاذي عند حديثك عن الانتماء للدين، قلت الانتماء للدين لا يقدم ولا يؤخر.
 الأستاذ راتب:
 وهذه مشكلة المسلمين اليوم هم يعلنون إسلامهم، ويؤدون صلواتهم، ولكنهم في باقي التفاصيل ليسوا كما أراد الله عز وجل، يعني النبي عليه الصلاة والسلام حينما سأل أصحابه:

 

(( أَتَدْرُونَ مَنْ المُفْلِسُ ؟ " قالُوا المُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ الله من لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: المُفْلِسُ مِنْ أَمّتِي مَنْ يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةِ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَد شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فيقعُدُ فَيَقْتَصّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصّ عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمّ طُرِحَ في النّارِ ))

 

[ أخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه ]

 مفهوم العبادة التعاملية ضعيف جداً، مفهوم العبادة الشعائرية قوي كل إنسان صلى يظن أنه مسلم إسلاماً صحيحاً، هذه الصلاة والصيام والحج والزكاة تماماً أركان للإسلام لكن حينما قال النبي:

 

(( بني الإسلام على خمس ))

 

[ رواه بخاري ومسلم ]

 ضع خمس أصابعك وضع فوقها كتاب فالإسلام هو الأصابع أم الكتاب.

 

(( بني الإسلام على خمس ))

 هذه العبادات الشعائرية هي دعائم الإسلام أما ليست هي الإسلام، الإسلام منهج خلقي، أنا هذا الذي ألح عليه، مادام الإسلام أداء للصلوات في المساجد، مادام الإسلام صيام لهذا الشهر الكريم حج لبيت الله العظيم، إنفاق للزكاة، وانتهى كل شيء ونعيش في حياتنا في بيوتنا، في أعمالنا، في تجارتنا، في كسب أموالنا، في لهونا، في مناسبات الفرح، في مناسبات الحزن كما نشتهي، أو كما يحلو لنا، أو كما نرى في المجتمعات الغربية، يعني بيت غربي له غلاف رقيق إسلامي، هذا الذي أعطبنا، هذا الذي جعلنا في أدنى مرتبة بين الشعوب لأننا نعرف الحق ولا نطبقه، إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني، فالحقيقة دائماً ينبغي أن تكون مرة، لأنه كل شيء مزعج هو الصح، الدراسة المتعبة وراءها في ثمرات يانعة، الاستقامة التامة فيها ثمرات يانعة، فنحن لا ينبغي أن نجامل أنفسنا، أن يمدح بعضنا بعضاً أن نثني على هذا الدين العظيم، أين ثمرة هذا الدين، نحن أهل وحيين أهل حق، معنا الدين الصحيح، معنا سيد الأنبياء، ونحن في مؤخرة الأمم وهؤلاء هم في كل أنواع الفجور والفسق والعدوان وهم في المقدمة ومعهم الباطل، طيب ما هذه المفارقة ؟ المفارقة.

 

 

﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59)﴾

 أجمع العلماء على أن إضاعة الصلوات لا يعني تركها، يعني تفريغها من مضمونها، وإتباع الشهوات هو الذي يحول بين الإنسان وربه، ما لم تكن هناك استقامة على أمر الله ليس هناك اتصال بالله، هذه الحقيقة التي أريد أن أنوه بها.
 سؤال الأول:
 عندي عدة أسئلة ممكن، بعض المسلمين يدفعون صلاة الفطر من أول يوم في رمضان، هل تسقط عنهم ؟
 سؤال الثاني:
 ورد في الحديث الشريف الصحيح:

 

((الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ))

 سؤالي ما معنى النصيحة في اللغة العربية، وفي مصطلح الشرع كيف تكون النصيحة لكتاب الله ولله ورسوله ؟
 سؤال الثالث:
 أيضاً وردت كلمة الفتنة عدة مرات في القرآن الكريم في أكثر من عشرين آية هل لها نفس المعنى مثلاً في سورة طه الآية40:

 

﴿ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً ﴾

 يتحدث الله عز وجل عن سيدنا موسى ؟
 سؤال الرابع:
 هل وقف العلماء على الحكمة التي تبين لماذا يقول الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة ص الآية 24:

 

 

﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ﴾

 وفي سورة هود الآية 40:

 

 

﴿ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) ﴾

 وفي سورة الرعد أيضاً الآية الأولى:

 

 

﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) ﴾

 ما الحكمة من أن الذين أمنوا قيل مع أن الحق هو الإيمان ؟
 الأستاذ زهير:
 نتابع أستاذي الكريم.
 الأستاذ راتب:
 من آيات الله البينات التي تعد علاجاً ناجعاً لما يعني منه المسلمون قوله تعالى:

 

 

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

 

( سورة الرعد الآية: 11 )

 يعني مستحيل وألف ألف مستحيل أن ننتظر التغيير من الله دون أن يرى الله منا التغيير في حياتنا، فما لم يكن هناك حركة نحو الأفضل لا يمكن أن ننتظر من الله التغيير، أما هذا التفكير الساذج البسيط هو أننا ننام ونستيقظ على معجزة النصر هذا لن يكون، ومثل هذا الإنسان حالم أشد الحلم وبعيد عن الواقع.

 

﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾

 

 الأستاذ زهير:
 نتوقف قليلاً لعناوين أخبار الساعة وبعد ذلك نعود ونتابع وإياكم أيها الأخوة هذه الحلقة من برنامجكم اسألوا أهل الذكر.
 بسم الله الرحمن الرحيم، نعود ونتابع وإياكم أيها الأخوة هذه الحلقة من برنامجكم اسألوا أهل الذكر.
 أستاذي الكريم توقفنا عند سؤال الأخت مؤمنة وكنت تدعو إلى تغير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا.
 سؤال:
 أريد أن أسأل أن هناك جامع يعمر بحيينا وطلبوا منا تبرعات ونحن تبرعنا بصدقة جارية لواحد متوفى، الآن نريد أن نتبرع بزكاة المال يصح الزكاة أن تتبرع للجامع أم لا ؟
 سؤال الثاني:
 يوجد آية في القرآن تقول:

﴿ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ ﴾

﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) ﴾

﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ﴾

 ما تفسير هذه الآيات ؟
 سؤال ثالث:
 صلاة الوتر أنا كنت أتابعها بأحدى المحطات الفضائية فكانوا يصلون بآخر صلاة التراويح صلاة الوتر، فانقطعت، متى تصلى صلاة الوتر، وكيف تصلى، وكم ركعة، وممكن تصلى بآخر الليل، بأول الليل وأيضاً نقوم نصلي قيام الليل عدى صلاة الوتر ؟
 الأستاذ راتب:
 بقي فكرة واحدة بالموضوع الآية السادسة، أولاً يقول الله عز وجل:

 

﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)﴾

 

( سورة إبراهيم الآية: 46 )

 الطرف الآخر، الآن تصور أن جبل قاسيون هذا الجبل المتواضع الصغير جداً لو أن قوى الأرض اجتمعت على أن تنقله إلى درعا لا تستطيع يقول الله عز وجل:

﴿ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)﴾

 شيء مخيف، يخططون يتآمرون يعتدون، يخططون أن يعيشوا وحدهم، طيب ما الحل ؟ آية ثانية قال:

 

﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾

 

( سورة آل عمران الآية: 120 )

 الحل بيدنا معناها، هذا كلام خالق الأكوان، زوال الكون أهون على الله من ألا تحقق هذه الآيات.

 

﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا﴾

 لمجرد أن نتقي الله وأن نقيم الإسلام في بيوتنا، وفي أعمالنا، وفي علاقاتنا، لمجرد أن نعدل فيما بيننا، وألا يظلم بعضنا بعضاً، فإن هذا المكر المخيف الذي يمكن أن يزيل الجبال ينتهي.
 إذاً: أول شيء علينا أن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بهم علينا أن نتقي ونصبر حتى يلغي كيدهم ومكرهم وعدوانهم وقصفهم واستباحتهم للدماء، وانتهاكهم للأعراض، وقتلهم للصغار، علينا أن نصبر، وأن نتقي حتى يلغي كيدهم، والشيء الأول حينما نعبد الله حق العبادة ونؤمن، ونهاجر، ونجاهد بالمال والنفس، وأن نتعاون لا تكن فتنة ولا يكن شقاء كبير، هذا ملخص الحلول القرآنية لما نحن فيه.
 سؤال:
 أريد السؤال عن سجدة التلاوة هل يشترط أن يقف القارئ ويسجد أم أنه يسجد وهو جالس أثناء قراءة القرآن ؟
 سؤال ثاني:
 ما حكم الرقص في المناسبات في الإسلام هل هو محرم، أم مكروه، أم ماذا ؟
 الأستاذ زهير:
 السؤال الأول وردنا أستاذي الكريم من الأخ محمود يسأل عن المزي والودي هل يستوجبان تطهير الثياب ؟
 الأستاذ راتب:
 أنا ذكرت في لقاء سابق فيما أذكر أن الله سبحانه وتعالى أودع في الإنسان غدة عظيمة النفع هي البروستات وإنها تقع عند ملقى مجرى الخصيتين ومجرى المثانة، فالإنسان إذا أراد اللقاء الزوجي فلا بد من أن يطهر هذا المجرى الذي كان مجراً للبول، فهذه الغدة تفرز مادة مطهرة هي المذي، ثم تفرز مادة معطرة، ثم تفرز مادة مغذية للحيوانات المنوية.
 شيء ثاني: أما إذا أراد الإنسان إفراغ مثانته تفرز مادة قلوية تتفاعل مع المادة الحامضية أو تعدلها كي يبقى المجرى سليماً من الحموضات التي تخرش هذا المجرى، هذه الغدة تعل ثمانين عاماً دون كلل أو ملل فالودي والمذي يوجب الوضوء لا الغسل.
 شيء آخر: لو أن المني الذي يوجب الغسل كان على ثوب أحدنا وجف كان النبي يفركه وينتهي الأمر، فهذه ماء الحياة، هذا ماء منه خلق الإنسان، فالذي أعلمه أن هذا المذي والودي يوجد الوضوء ولا يجب الغسل والله أعلم.
 سؤال:
 أريد سؤال فضيلة الشيخ بالنسبة للعلاقة الصداقة بين الشباب والبنات إذا كان أساس هذه العلاقة علاقة الصداقة فقط، ما يتعدها أي شيء ثاني، فقط علاقتهم وقت الحاجة فقط، نظرة الشاب للبنت، ونظرة المعلم إذا علمها، و الأخ والصديق، وللذي يكسب منها ثواب، وهي كذلك بالنسبة له، فهل هذا عليه إثم شرعاً، ووقت الحاجة فقط يتصلون ببعضهم وأساسها هي تبادل المعارف والخبرات المكتسبة بهذه الحياة.
 سؤال الثاني:
 حكم السلام فتاة على فتاة مسحية يوجد فيه إثم، أو شاب مسلم و شكراً لك ؟
 الأستاذ زهير:
 شخص توفي والده هل يمكن أن يدفع الزكاة لأخوته وهم فقراء ؟
 الأستاذ راتب:
 لأخوته ؟ هو المال لمن ؟ أولاً لا يجوز دفع الزكاة للفروع و الأصول و الزوجة، فحينما يتوفى الوالد يصبح المال للورثة، أنا يمكن أن أعطي زكاة مال لأخوتي الفقيرات أو الفقراء، فالمال ما دام هو مال هذا الأخ السائل والمستفيدة من الزكاة أخته، أما إن كانت أخته تسكن معه في البيت ونفقتها عليه فدفع الزكاة لها مما يلغي الإنفاق عليها، يعني بشكل عام أنت حينما تدفع الزكاة فتلغي الإنفاق هذه ليست زكاة.
 سؤال:
 أستاذي الكريم: سمعنا من الأستاذ هشام الحمصي جزاه الله خثراً أنه أباح قراءة القرآن للحائض والنفساء وميز بين العارض السماوي والعارض الأرض فاعتبر الحيض والنفاس من العارض السماوي، وأن ثلث عمر المرأة هو أن يكون حائضاً أو نفساء، علماً أن المذاهب الأربعة على تحريم قراءة القرآن للحائض والنفساء إلا بالضرورة وهي أن كانت تتعهد قراءة القرآن كل يوم أو شهرياً، ولضرورة تضاب العلم، أطلب من الأستاذ راتب استيضاح ذلك.
 سؤال ثاني:
 بين يدي دراسة عن العلاج بأسماء الله الحسنى لقوله تعالى:

 

 

﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾

 وقد حددت هذه الدراسة أسماء الله عز وجل والأمراض التي تعالج بها وعدد مرات قراءتها فما رأي الدكتور راتب علماً أنه له ترتيب في شرح أسماء الله الحسنى في كتابه موسوعة أسماء الله الحسنى، علماً أن الأخذ بهذه الأمور لا يضر وإنما هو من باب الذكر وإن لم يشفي المرض الجسدي فقد يشفي المرض الروحي.
 سؤال ثالث:
 ما الفرق بين ألوا الأبصار وألوا الألباب ؟ علماً أنهم قصاص للمؤمنين حقا، وقد عرض الله عز وجل أولوا الألباب بقوله في سورة الزمر في الآية 17 ـ 18 ـ:

 

 

﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) ﴾

 وذكر:

 

 

﴿لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13) ﴾

 بسورة آل عمران في الآية 13، ولا أذكر أنه ورد أولوا الأبصار في غير هذا الموضع بينما كلمة ألوا الألباب زيلت في الكثير من آيات القرآن أرجو إيضاح ذلك ؟
 الأستاذ زهير:
 كان معنا اتصال من الأخت مؤمنة دفع زكاة الفطر في أول يوم من أيام رمضان ؟
 الأستاذ راتب:
 جائز ولاسيما عند الإمام الشافعي.
 سؤال:
 البارحة سألتكم عن تفسير آية المائدة الثالثة ولم تجاوبوني ويوجد كلمة في سورة المائدة الآية الثالثة والثامنة ؟
 الأستاذ زهير:
 أستاذي كان هناك سؤال من الأخت مؤمنة الدين النصيحة ما معنى النصيحة لغة وشرعاً؟
 الأستاذ راتب:
 لغة النصيحة الشيء الخالص، يعني أنت حينما ترى إنساناً متعلقاً بغير الله تنصحه أن يتجه إلى الله وأن يعبده، نصحته لله، كان متجهاً لشرك أرضي، لوثن أرضي، لشهوة لا ترضي الله، إذا اتجه لغير الله تنصحه أن يتجه لله، إذا كان يعصي الله تنصحه أن يطيع الله، هذا معنى النصح لله.
 أما لكتابه أن تطبق أحكام القرآن في حياتنا، لو طبق أحكاماً بعيدةً عن القرآن، لو طبق أحكاماً جاءتنا عن الغرب تنصحه لاتخاذ القرآن منهجاً وأما إذا كان متبعاً لمنهج آخر تنصحه بمنهج سنة رسول الله تنصحه أن يكون لله، وأن يقرأ القرآن، وأن يتعظ بما في القرآن، وأن يتبع سنة النبي عليه الصلاة والسلام، وعليه أن ينصح أئمة المسلمين وأن ينصح عامتهم، النصيحة أن تقدم إرشاداً خالصاً لوجه الله، دون أن يكون هذا التوجيه أمام ملء عندئذٍ يغدو فضيحة، إن كنت مخلصاً لهذا الذي تنصحه تقدم له إرشاداتك بأسلوب لطيف جداً، بأسلوب مهذب جداً بينك وبينه، تنصحه أن يكون لله، أن يجعل الله هدفه، وأن يجعل عمله لوجه الله، وأن يهتدي بكتاب الله، وأن يتبع سنة رسول الله، ثم إذا كان موظفاً وله من هو أعلى منه وكان هناك خطأ في التصرفات بأدب جم وفيما بينه وبينه تقول هذا الشيء لا يجوز، وهذا الشيء يزعزع مكانتك عند الله إذا نصح من هو فوقه ثم ينصح عامة المسلمين.
 الأستاذ زهير:
 تسأل أيضاً عن الفتنة وردن في القرآن عدة مرات هل لها المعنى نفسه ؟
 الأستاذ راتب:
 نعم الحقيقة أن الكلمة في القرآن لها سباق ولها لحاق ولها سياق مثلا ً:

 

 

﴿وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً ﴾

 أنت لماذا قتلت هذا الإنسان وكان من آل فرعون، كان قوياً، الدولة كلها وراءه، هو لم يقتله وكزه فقضى عليه، انتصر للحق ولم ينتصر للباطل إذاً فتن بالحق، الفتة إظهار ما في النفس، إنسان فرضاً خلى بامرأة، في إنسان خرج من البيت فوراً فتن فنجح في الفتنة، امتحن فنجح، وإنسان وقع في الفاحشة كلمة فتنة امتحان حيادية، نحج أو لم ينجح، فقد يفتن إنسان بالحق فيتبعه وقد يفتن بالباطل فيتبعه.
 الأستاذ زهير:
 وهناك سؤال للأخت مؤمنة أيضاً عن الآيات في سورة ص وهود والآية 40 في السورتين، والآية الأولى من سورة الرعد ؟
 الأستاذ راتب:
 الإنسان ركب من شهوة ومن عقل فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة وإن سمت شهوته على عقله فأصبح دون الحيوان فلإنسان يتحرك أحياناً لا بقنعاته بل بشهواته، وحينما يعم الفساد في الأرض، حينما تثار الفتن، حينما نرى في الطريق الكاسيات العاريات حينما نرى المعصية في كل مكان، في أي مكان أينما التفتنا الفساد عام والحركة تكون وفق الشهوة لا وفق العقل، فلذلك يعم الفساد أي يعم المنحرفون، تشيع المعاصي في الأرض، يكون كما قال الله عز وجل:

 

 

﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾

 

( سورة الأنعام الآية: 116 )

﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102)﴾

( سورة الأعراف )

 الأستاذ زهير:
 سؤال وردنا مكتوب من إحدى المستمعات، هل يجوز للمستحاضة الصوم وقراءة القرآن؟
 الأستاذ راتب:
 يجوز للمستحاضة أن تصوم وأن تقرأ القرآن في حكم الطاهرة إلا أنها تتوضأ لكل صلاة، والاستحاضة ليست حيضاً، بل هو عرق تفلت ودمه أحمر، ودمه زهر فاتح تقريناً.
 الأستاذ زهير:
 هل يجوز التبرع بالزكاة لبناء مسجد.
 الأستاذ راتب:
 لا، لا يجوز الزكاة للفقراء إنما الصدقات للفقراء حصراً، يجب أن تنتهي إلى إنسان.
 الأستاذ زهير:
 رب المشرقين والمغربين تفسير هذه الآية ؟
 الأستاذ راتب:
 الشمس تشرق من مكان وتغرب من مكان فالله عز وجل رب المشرق والمغرب ولكنها في الصيف تشرق من مكان وفي الشتاء من مكان نهايتين، من له بيت مرتفع على الجهة الشرقية في الصيف تشرق من أقصى الشمال، فالأشعة تأتي عامودية أما في الشتاء تشرق من الجنوب تقريباً نحو الجنوب فأصبح الله رب المشرقين، أما هو في كل ثانية هناك شرق في الأرض وهناك غرب الأرض تدور حول الشمس فالله عز وجل رب المشارق والمغارب، المشرق جهة الشروق وجهة الغروب والمشرقين نهاية الصيفية والشتوية للشروق، والمشارق كل مكان، وكل يوم في شروق معين.
 الأستاذ زهير:
 أيضاً سألت الأخت أم حسام متى وقت صلاة الوتر ؟
 الأستاذ راتب:
 قبل النوم، في الأصل قبل النوم.
 الأستاذ زهير:
 الأخت أم محمد تسأل عن سجود التلاوة ـ لا يحتاج إلى الوقوف ـ وتسأل عن حكم الرقص في المناسبات.
 الأستاذ راتب:
 أنا متشدد في هذا الموضوع.
 الأستاذ زهير:
 الأخت وعد سألت عن علاقة الصداقة بين الجنسين حتى ولو في أغرض نبيلة.
 الأستاذ راتب:
 هذا ليس مقبولاً أبداً، أنا أضرب هذا المثل علاقة بريئة بين البارود والنار هذه ليست علاقة تنتهي إلى انفجار، لأن الله سبحانه وتعالى ركب في طبع الإنسان حب المرأة، فيمكن أن تكون صداقة بريئة بين شابين أو بين فتاتين أما بين شاب وفتاة هذه تبدأ بريئة ولا تنتهي بريئة.
 الأستاذ زهير:
 ما حكم السلام على أهل الكتاب، أو حكم سلام بنت مسلمة على مسلم.
 الأستاذ راتب:
 المصافحة بين الرجل والمرأة الأجنبية لا تجوز.

 

(( إني لا أصافح النساء ))

 

[ أخرجه الترمذي والنسائي عن أميمة بنت رقيقة ]

 أما السلام، الشابة ينبغي ألا يطرح عليها السلام لأنه أصبح طريق إلى الحديث والابتسامة وما شاكل ذلك، أما إذا في ضرورة ها أحكامها الضرورة.
 الأستاذ زهير:
 الأستاذ أمل تسأل عن قراءة القرآن للحائض والنفساء.
 الأستاذ راتب:
 والله الأستاذ هشام جزاه الله خيراً أجاب إجابة واضحة، هي قنعت بها ينبغي أن تبقى قانعة بها، لا تحتاج إلى مفتي آخر.
 الأستاذ زهير:
 العلاج بأسماء الله الحسنى ولك كتاب بذلك، وما رأيك بذلك ؟
 الأستاذ راتب:
 والله أنا الدراسة وصلتني ولم أقرأها، أنا أميل إلى أن نبقى في الأمور الواضحة، يعني أنا حينما أدعو الله باسم الرحيم يعني أنا أرحم الخلق حتى يقبلني الله عز وجل، أدعو الله باسم العدل ينبغي أن أكون منصفاً، أفهم أن الآية على هذا الشكل.

 

﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾

 

( سورة الأعراف الآية: 180 )

 في كمال إلهي أنا كلما تمثلت هذا الكمال كنت قريباً من صاحب الكمال، كلما تمثلت الرحمة والعدل والحكمة والإنصاف واللطف والوقفة القوية مع المنحرف أكون قد تمثلت الكمال الإلهي عندئذٍ يرضى الله عني يعني بشكل ملخص إن أردتم رحمتي فارحموا خلقي، أما القراءة اطلعت عليها إطلاع سريع أن الاسم الفلاني للمرض الفلاني يقرأ كذا مرة، لا أدري ما الأدلة على هذه الدراسة، لكن إن شاء الله أقرأها في وقت آخر.
 الأستاذ زهير:
 أيضاً سألت عن أولي الأبصار وأولي الألباب ما الفرق بينهم.
 الأستاذ راتب:
 الحقيقة أن أولي الألباب هم أصحاب العقول والأبصار أصحاب البصائر فكيف أن هذه العين لو أنها ترى أدق رؤية دون استثناء المصطلح الطبي 12 على 10 في لوحات توضع أمام من يفحص عيونه سي إلى أين اتجاهها آخر سطر لو عرفت اتجاه حروف السي لأخذت 12 على 10 من يملك بصراً حاداً وليس هناك ضوء حكمه كالأعمى، إذاً لا قيمة لهذه العين من دون نور يتوسط بينها وبين المرء، الآن العقل مهما كان متفوقاً حكم العقل من دون وحي إلهي كحكم العين من دون نور أرضي، إذاً الغرب مشكلته أنه اعتمد على عقله فقط، فالعقل ينتهي إلى تدمير صاحبه، ما يعانون من أمراض جنسية، ما يعانون من تفكك أسرة، ما يعانون من مخدرات، مجتمعاتهم في درجة عالية جداً من الشقاء، لأنهم حكموا عقولهم وشهواتهم ولم يتحصنوا بمنهج الله عز وجل، فكما أن العين من دون ضوء لا قيمة لها والعقل من دون وحي لا قيمة له، فالبصائر من استنار بنور الله.

 

﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً (174)﴾

 

( سورة النساء الآية: 174 )

 والألباب أصحاب العقول، فهو العقل يدلك على الله، والوحي يدلك عليه، وكنت أقول سابقاً الإنسان في أربعة خطوط تتقاطع في دائرة واحدة خط النقل الصحيح، وخط العقل الصريح، وخط الفطرة السليمة وخط الواقع الموضوعي، إذا تقاطعت في دائرة واحدة كانت هذه هي الحق لأن العقل من خلق الله عز وجل، والفطرة من خلق الله، والواقع هو خلق الله، والوحي كلام الله، والأصل هو الله، إذا اتحدت الفروع في اصل واحد فهي متحدة فيما بينها.
 الأستاذ زهير:
 سؤال الأخير من الأخت ميسون تفسير الآية 3 ـ 8 من سورة المائدة ؟
 الأستاذ راتب:

 

﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ ﴾

 أي ضربت بعامود....ضربت فماتت.

 

 

﴿ وَالْمُتَرَدِّيَةُ ﴾

 من مكان مرتفع.

 

 

﴿ وَالنَّطِيحَةُ ﴾

 التي نطحتها.

 

 

﴿ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ ﴾

 والتزكية إخراج الدم من الذبيحة.

 

 

﴿ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ﴾

 من أجل زيد أو عبيد، من أجل الأوثان.

 

 

﴿ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ﴾

 أن ترسلوا سهماً فيكون هذا السهم بمكان دون مكان عندئذٍ تسافرون أو لا تسافرون.

 

 

﴿ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ ﴾

 أي في ضرورة.

 

 

﴿غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)﴾

 هذه الآية تتحدث عن أشياء كان يفعلها الجاهليون من عبادة الأصنام واستقسام بالأزلام، وأكل لحم الميتة والنطيحة والمتريدية وما إلى ذلك فجاء التوجيه الإلهي بتحريم كل ذلك.
 الأستاذ زهير:
 فيما يتعلق بالآية الثامنة أستاذي ؟
 الأستاذ راتب:

 

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ ﴾

 قوامين جمع قوام اسم فاعل مبالغ فيه، يعني كن متشدداً في سبيل الله، كن مطبقاً أحكام الشرع كن راغباً فيما عند الله.

 

 

﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴾

 بالعدل.

 

 

﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ ﴾

 أي لا يحملنكم الشنآن هو العداوة والبغضاء.

 

 

﴿ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا ﴾

 يعني أنت حينما تعامل كافراً حينما تعامل مجوسياً ينبغي أن تعامله بالعدل فإذا ظننت متوهماً أن هذا كافر، ينبغي أن آخذ ماله، هذا كافر ينبغي أن أغشه، فأنت بعيد جداً عن العدل، فهذا الكافر غير المسلم إن عدلت معه قربته إلى الله وإن عدلت معه قربته إلى نفسك.

 

 

﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا ﴾

 اعدلوا معهم.

 

 

﴿ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾

 النبي الكريم يقول:

 

 

(( من غشنا فليس منا ))

 

[ أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة ]

 أما الحديث الأوسع من غش إنساناً كائن من كان ليس منا فالمسلم إنساني وليس عنصري، لو أنه استقام مع المسلمين فقط فهو عنصري أما هو مسلم، إنساني النزعة.
 الأستاذ زهير:
 جزاكم عنا كل خير أستاذنا الكريم، باسمكم جميعاً أيها الأخوة نشكر فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ المحاضر في كلية التربية في جامعة دمشق، خطيب جامع النابلسي، والمدرس الديني في مساجد دمشق نشكر ابتسام في التنفيذ على الهواء مباشرة، شكراً لجميع الأخوة والأخوات الذين تواصلوا معنا في حلقة اليوم، نلتقي في حلقة جديدة إن شاء الله لكم الخير.
 والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

إخفاء الصور