وضع داكن
26-04-2024
Logo
محفوظات – جلسات إرشادية – الدرس : 006 - سهرة خاصة ولقاء مع مجمع سلطان العلماء - تفاءلوا
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته، وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

التوحيد هو ألا ترى مع الله أحداً :

 الحقيقة الدقيقة أن الإيمان مرتبة رائعة جداً ، مرتبة علمية ، مرتبة أخلاقية ، مرتبة جمالية ، مرتبة علمية ؛ عرف الله ، عرف منهجه ، عرف الطريق إليه ، عرف أسباب رضوانه، عرف أسباب الخسران في الدنيا والآخرة ، عرف الدار الآخرة ، معلوماته الدقيقة الدقيقة تتطابق مع علة وجود الإنسان ، وغاية وجوده .
 فلذلك يوجد جانب معرفي ، وجانب أيديولوجي ، وجانب عقلي ، هذا النوع يتميز به المؤمن ، له هدف بالحياة ، نقل اهتماماته الكبرى إلى الآخرة ، إلى عالم الأبد ، إلى أبد الآبدين ، نقل اهتماماته إلى أخلاق ، لا إلى مكاسب مادية ، هناك آلاف الفروق الصارخة بين شخصية المؤمن وشخصية غير المؤمن ، لذلك التفاؤل من صفاته .
 من هنا الإنسان لماذا يتفاءل ؟ يوجد سبب أيديولوجي كبير ، هو التوحيد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، التوحيد ؛ ألا ترى مع الله أحداً ، أن ترى أن الله فعال ، الأمر بيده ، والمرجع إليه ، هو المعطي ، هو المانع ، هو الرافع ، هو الخافض ، هو المعز ، هو المذل ، هذا هو التوحيد ، عقيدة المؤمن وحدها تجعله يبتعد عن الشرك الخفي ، والحقيقة الدقيقة أن الشرك الجلي انتهى في حياة المسلمين ، بقي الشرك الخفي ، والوصف الخفي جداً :

(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية . قلت: يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك ؟ قال : نعم ، أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولكن شهوة خفية ، وأعمال لغير الله ))

[أحمد عن شداد بن أوس ]

 المشكلة الكبرى ذلك الشرك الخفي ، ما التوحيد ؟ ألا ترى مع الله أحداً ، هو الفعال، هو المعطي ، هو المانع ، هو المعز ، هو المذل ، هذا هو التوحيد ، فلذلك الله عز وجل يقول:

﴿ فَاعْلَمْ ﴾

[ سورة محمد: 19]

 ما قال : فقل .

﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾

[ سورة محمد: 19]

 هذا هو التوحيد ، لا معطي ، لا مانع ، لا معز ، لا مذل ، لا رافع ، لا خافض إلا الله ، فأنت إذا كان الإدراك العميق ، والفهم الدقيق أن كل الأمور بيد جهة واحدة صارت الحياة مسعدة ، لك علاقة مع الله طيبة ، وكل ما سوى هؤلاء الخصوم بيد الله عز وجل .
 تصور إنساناً يواجه عشرين وحشاً كاسراً ، وحشاً كاسراً مخيفاً مفترساً ، لكن هذه الوحوش الكاسر بيد جهة رحيمة ، حكيمة ، عليمة ، فعّالة ، فعلاقتي مع الوحوش أم من يملك هذه الوحوش ؟ طبعاً مع من يملكها ، فأنا أقيم علاقة طيبة جداً مع من يملكها ، من هنا جاءت الآية :

﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ﴾

[ سورة هود: 55]

 تحدّ :

﴿ ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

[ سورة هود: 55 ـ 56]

 هذا هو التوحيد ، لا ترى مع الله أحداً ، لا ترى معطياً ، ولا مانعاً ، ولا معزاً ، ولا مذلاً ، هذه الرؤية الإيمانية الصحيحة سبب سعادة المؤمن الكبرى ، علاقتك مع جهة واحدة .

(( ابن آدم اطلبنِي تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))

[ تفسير ابن كثير]

 هذا التوحيد ، أحياناً الإنسان ، عفواً ؛ يكتب جانب اسمه د. ، ماذا تعني د. ؟ أي معه دكتوراه ، ابتدائي ، وإعدادي ، وثانوي ، ولسانس في الآداب ، وبكالوريوس بالعلوم ، ودبلوم عامة ، ودبلوم خاصة ، ماجستير ، دكتوراه ، ثلاث وعشرون سنة دراسة حتى يكتب د. ، أما كلمة مؤمن سعيد لأبد الآبدين ، فهذه تحتاج إلى ألف دكتوراه ، أن تعرف الله ، أن تعرف عظمته ، أسماءه الحسنى ، صفاته العلا ، أن تعرف حقيقة الدنيا ، حقيقة البرزخ ، الآخرة الأبدية ، أن تعرف آلاف الحقائق الدقيقة ، والله الذي لا إله إلا هو أقول : إن لم تنقلب مقاييس الإنسان مئة وثمانين درجة بعد معرفته بالله فإيمانه ضعيف ، تنعكس المقاييس ، يسعده أن يعطي لا أن يأخذ ، أن يَخدم لا أن يُخدم ، إن لم تنقلب مقاييس الإنسان مئة وثمانين درجة لا يعد كما ينبغي ، فلذلك ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .

 

أهم المراحل في حياة الإنسان العلم والحركة :

 النقطة الدقيقة جدا : عندنا مراحل أساسية ، أول مرحلة العلم .

﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ﴾

[ سورة النحل: 43]

 اطلب العلم ، تعلم ، اقرأ ، لابد من طلب العلم .
 الشيء الثاني : عندنا حركة ، إما حركة إيجابية ؛ عمل صالح ، أو سلبية ؛ استقامة فلابد من حركة تؤكد هذه الحقيقة .
 إذاً لا بد من علم حركة وثمرة ، الثمرة ؛ الاتصال بالله عز وجل ، هذا الاتصال سر السعادة ، أما التشاؤم ، والسوداوية ، فمرجعه إلى الشرك الخفي .

(( أخوف ما أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية . قلت: يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك ؟ قال : نعم ، أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً ولكن شهوة خفية ، وأعمال لغير الله ))

[أحمد عن شداد بن أوس ]

الإنسان مخير :

 الآن الشيء الدقيق جداً : أن الإنسان مخير .

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

[ سورة الكهف: 29 ]

﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾

[ سورة الإنسان: 3 ]

 لذلك :

﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا ﴾

[ سورة الأنعام: 148 ]

 أي أعاد شركه إلى الله عز وجل .

 

التفاؤل قرار ينبثق من داخل النفس وهو أحكم قرار يتخذه الإنسان :

 لذلك أتمنى أن يكون هذا اللقاء الطيب هو لوضع لمسات لطيفة كي تنقذ الناس من السوداوية ، من التشاؤم ، من اليأس ، أنا أرى أن اليأس والسوداوية ، والتشاؤم تقترب من الكفر، لذلك هناك أمراض تصيب النفس ، هذه الأمراض تصبح وبائية عند الملمات والنوازل ، عند الملمات والنوازل تغدو هذه الأمراض التي كان من الممكن أن تصيب الإنسان وباء ، التفاؤل يجعل الفرد قادراً على مواجهة الحياة ، لذلك لا بد من أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يحب الفأل الحسن ، فالتفاؤل روح تسري بالنفس ، تجعل الفرد قادراً على مواجهة الحياة ، وعلى توظيف إمكاناته بالخير ، وعلى تحسين الأداء ، وعلى مواجهة الصعاب ، والناس يتفاوتون في ملكاتهم المتعلقة بالتفاؤل ، الله عز وجل قال :

﴿ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ﴾

[ سورة فاطر: 1 ]

 والناس جميعاً قادرون على أن يكونوا متفائلين بإيمانهم فقط ، فالتفاؤل يصنعونه بأيديهم ، والجبرية المطلقة خطر كبير على العقيدة والسلوك ، إن في العقيدة أو في التصور يأس مطبق أحياناً ، وانتحار بطيء ، واعتقاد المرء أنه ريشة في مهب الرياح ، وعندئذٍ يصبح رهناً للطبائع والأمزجة التي ركب عليها ، أو ورثها من والديه ، أو تلقاها من بيئته الأولى ، وأن ليس أمامه إلا الامتثال ، هذا إهدار لكرامة الإنسان ، فلابد من اتخاذ قرار بالتفاؤل ، والتفاؤل قرار ينبثق من داخل النفس ، هذه أول حقيقة في هذا اللقاء الطيب ، التفاؤل قرار ينبثق من داخل النفس ، وهو أحكم قرار يتخذه الإنسان ، اليأس ، والتشاؤم ، والسوداوية تقترب من الكفر ، ونحن قادرون جميعاً على أن نصنعه بأيدينا لأننا واثقون بربنا ، معتمدون على التوحيد ، وما علمت العبيد أفضل من التوحيد .

 

قيمة الرجل بعلمه وبأخلاقه وبعمله الطيب :

 الله عز يقول :

﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ﴾

[ سورة الكهف: 26 ]

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 متى أمرك أن تعبده ؟ بعد أن طمأنك .

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، لذلك لا يمكن للمرء أن يكون متطامناً ، منغلقاً على نفسه ، متقوقعاً ، ينبغي ألا يكون سوداوياً ، ولا يائساً ، وعلى أنه كريشة في مهب الريح ، كلام فارغ ، ولا تقول : المسلمون انتهوا ، أعداؤهم أقوياء ، أذكياء ، أغنياء ، يخططون لنا ، قرارهم هو النافذ ، كل هذه المقولات من فعل الشيطان .
 إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا ربي ماذا وجد من تركك ؟ وماذا فقد من أقبل عليك ؟
 لكن الإنسان أحياناً لا يخلو من عيب ، هذا العيب لا يقدم ولا يؤخر ، أحد التابعين كان قصير القامة ، أحنف الرجل ، مائل الذقن ، ناتئ الوجنتين ، غائر العينين ، ليس له شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بنصيب ، دقق الآن ، وكان مع ذلك سيد قومه ، إذا غضب غضب لغضبته مئة ألف سيف ، لا يسألونه فيمَ غضب ؟
 فقيمة الرجل بعلمه وبأخلاقه ، وبعمله الطيب ، املأ قلبك بالطيبة ، لا تكن مشككاً، لا تكن قناصاً ، لا تكن سيئ الظن ، ولا سيئ الخلق ، ولتكن نواياك طيبة ، لا تحسد الآخرين ، قال تعالى :

﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾

[ سورة النساء: 54 ]

 افرح للناجحين ، اكتب لهم رسالة ، أثنِ عليهم ، ابتسم لنجاحهم ، هنئهم على نجاحهم ، تكن شريكاً لهم ، ولا تجعل نجاحك على حساب نجاح الآخرين ، تسلقاً على أكتافهم، أو تتبعاً لعوراتهم ، لا تجعل الناس مادة لسخريتك .

(( طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ))

[البزار عن أنس بن مالك ]

 إذا كان ثمة نجاح ، وطموح فاسأل الله من فضله ، إن كنت تريد المزيد من الدخل، أو المكانة ، أو المجد الدنيوي فاسأل الله تعالى هذا الشيء ، الله عز وجل خلقنا ليسعدنا وليرحمنا ، والدليل :

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود: 119]

 خلقنا ليسعدنا ، ليرحمنا ، لنكون في جنتين ، جنة في الدنيا هي جنة القرب ، وجنة في الآخرة جنة الأبد ، فلذلك اسأل الله عز وجل ، عاهده على أن يكون للضعفاء ، والفقراء والمحاويج ، وللبسطاء حق عليك .

 

التفاؤل من صفات المؤمن وهو شيء أساسي في حياته :

 ومن السيرة النبوية عندما كان النبي عليه الصلاة والسلام عائداً من الطائف التي كذبته وسخرت به ، بل أغرت صبيانها بالنيل منه بالأذى ، قال له زيد : يا رسول الله ! أترجع إلى مكة وقد أخرجتك ؟ فقال عليه الصلاة والسلام - هذه النقطة الدنيا بحياته الدعوية ، يوجد نقطة عليا ونقطة دنيا ، هنا النقطة الدنيا - : إن الله ناصر نبيه .
 هذه الثقة بالله عز وجل ، طبعاً أُهدر دمه ، وضعت مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، تبعه سراقة ، وهو مهدور دمه ، قال له : يا سراقة ! كيف بك إذا لبست سواري كسرى ؟ شخص ملاحق ، دمه مهدور ، لمن يأتي به حياً أو ميتاً مئة ناقة ، يقول : كيف بك إذا لبست سواري كسرى ؟ هذا هو الإيمان ، الإيمان كله تفاؤل ، زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، الكم لا يدخل في النصر ، لا الكم ، ولا النوعية ، ولا السلاح ، إما :

﴿ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾

[ سورة محمد:7 ]

 لذلك يا سراقة ! كيف بك إذا لبست سواري كسرى ؟ أي أنا سأصل سالماً ، وسأنشئ دولة ، وسأنشئ جيشاً ، وسأحارب أكبر دولتين ، وسأنتصر ، وسوف تأتيني غنائم كسرى ، ويا سراقة لك سوار كسرى .
 هذا هو الإيمان ، الإيمان أن تثق بالله ، وأن الله عز وجل لا يتخلى عن عباده المؤمنين ، والله الذي لا إله إلا هو زوال الكون أهون على الله من ألا ينصر عباده المؤمنين .
 الإنسان المؤمن يَسعد ويُسعد ، وغير المؤمن يَشقى ويُشقي ، الإنسان أحياناً يكون شعوره ناتجاً من نظرة سوداوية ، يرى كل شيء حوله قاتماً ، وهذا خطأ كبير ، التفاؤل من صفات المؤمن ، التفاؤل من صفات الموحد ، من صفات الذي عرف الله عز وجل ، فالتفاؤل شيء أساسي في حياة المؤمن .

 

من ظنّ أن الناس أغبياء فهو أغباهم :

 شيء آخر : من ظن أن الناس أغبياء فهو أغباهم .

(( الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ))

[ البيهقي عن جابر]

 أذكر قصة وقعت قريباً ، إنسان كل ثروته ، أو كل أسباب معيشته بزيت الزيتون ، جمع المحصول بثلاث وثلاثين صفيحة ، أراد نقلها إلى القدس ليبيعها ، في أثناء السير يوجد حاجز احتجزه ، قال له : هذه الكمية لا تنتقل إلى القدس إلا بثمن ، قال : ما الثمن ؟ قال : أن تسب محمداً ، قال له : هذه لا افعلها مهما كلف الأمر ، فأطلقوا النار على كل صفيحة من أسفلها ، ثلاث وثلاثون صفيحة كل ما يملك ، مصروف السنة ، أقساط أولاده ، أجور البيوت ، وانتهى الأمر ، الذي لا يصدق أنه عاد إلى البيت بعد أن خسر كل ما يملك ، وجد في بيته ثلاثاً وثلاثين صفيحة زيت ، هذه أمة لا تموت ، هذه أمة حية ، النبي الكريم يقول :

(( الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ))

[ البيهقي عن جابر]

(( مثل أمتي كالمطر ، يجعل الله في أوله خيراً وفي آخره خيراً ))

[الطبراني عن عمار بن ياسر ]

 لذلك أحياناً إنسان يتهم بالسذاجة ، وقد يكون متفائلاً ، واثقاً من نصر الله ، واثقاً أن الله لا بد من أن ينفذ قوانينه ، والسنن الذي جاءنا بها ، لذلك ما من شيء في حياته ، مؤامرة قنص ، خطة جهنمية ، خطأ كبير ، أنا بحاجة إلى الحقيقة ، لا إلى التشاؤم ، أنا فيما أتصور المتشائم ، والسوداوي ، واليائس ، هذه الصفات أقول تحفظاً تقترب من الكفر .
 سيدنا عمر له مقولة رائعة جداً ، قال : لست بالخَب ، ولا الخَب يخدعني ، لست من الخبث بحيث أَخدع ، ولا من السذاجة بحيث أُخدع .

 

كليات الدين :

 لذلك هذا الدين العظيم فيه كليات ، هذه الكليات ، العقيدة كلية ، الحركة كلية ، الثمرة كلية ، العقيدة هي صحة إيمانك بالله ، خالقاً ، مربياً ، مسيراً ، أسماؤه حسنى ، صفاته علا ، هذه الكلية الأولى .
 الكلية الثانية : أن تؤمن بهذه الرسالة الخاتمة ، رسالة خاتمة مع سيد الأنبياء والمرسلين ، فإذا آمنت بالله خالقاً ، مربياً ، مسيراً ، وبهذا النبي الكريم المعصوم داعياً ، وأباً ، ورفيقاً ، ورحيماً ، ثم أن تؤمن أن لهذه الحياة نهاية ، فالبطولة أن نعيش الآخرة ، والآخرة فيها في القسم الأخير من حياتنا حدث خطير هو مغادرة الدنيا .

(( عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت ))

 من هنا الكلية الأولى العقيدة الصحيحة ، الإيمان بالله ، خالق ، مربّ ، مسير، أسماؤه حسنى ، صفاته علا ، هذه الناحية الأيديولوجية ، الناحية الثانية الحركية ، يوجد حركة سلبية ، الاستقامة ، أنا ما أكلت مالاً حراماً ، أنا ما كذبت ، أنا ما غششت ، أو الإيجابية ؛ العمل الصالح ، علة وجودنا بعد الإيمان بالله واليوم الآخر العمل الصالح ، سمي صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله، وصواباً ما وافق السنة .

 

العمل الصالح بعد الإيمان بالله واليوم الآخر هو علة وجودنا الوحيدة :

 لذلك العمل الصالح بعد الإيمان بالله واليوم الآخر هو علة وجودنا الوحيدة ، الدليل:

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴾

[ سورة المؤمنون: 99]

 أي قال :

﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

[ سورة المؤمنون: 100]

 ما قال : لعلي أتم الطابق الخامس بالبناء .

﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

[ سورة المؤمنون: 100]

 فكأن الله عز وجل من رحمته بنا سرب لنا الأسئلة التي سنسأل عنها ، الأسئلة معروفة هيئ الجواب لهذه الأسئلة ، العمل الصالح هو حجمك عند الله ، والدليل :

﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾

[ سورة الأنعام: 132]

 والعمل الصالح سبب وجودك .

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

[ سورة المؤمنون: 99 ـ 100]

 لمَ سمي العمل صالحاً ؟ قال : لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ قال : إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة ، فلذلك هذا الدين منهج حياتنا ، هذا الدين هو حياتنا ، هذا الدين هو هدفنا ، هذا الدين سبب رفعتنا ، هذا الدين سبب سلامتنا .

 

حرص الإنسان على سلامته وسعادته واستمرار وجوده :

 في الأرض الآن تقريباً ثمانية مليارات إنسان ، هل هناك إنسان يتمنى الفقر أو المرض أو القهر ؟ مستحيل ، نحن إذاً بحاجة إلى السلامة ، أجسادنا ، نفوسنا ، من حولنا، أولادنا ، أقرباؤنا ، هذه حاجة أولى .
 هناك حالة ثانية : السعادة ، من منا لا يحب أن يكون سعيداً في بيته ؟ مع أهله ؟ مع أولاده ؟ مع أصهاره ؟ مع كنائنه ؟ بعمله ؟ بمكانته الاجتماعية ؟ كله كذلك ، من منا لا يحب أن يعيش عمراً مديداً بالأعمال الصالحة ؟ كل هذه التمنيات الفطرية في الإنسان محققة في هذا الدين ، الإنسان حريص على وجوده ، وعلى سلامة وجوده ، وعلى كمال وجوده ، وعلى استمرار وجوده ، إلا أن استمرار وجوده يحتاج إلى أن تربي أولادك تربية إسلامية ، إيمانية ، علمية ، لأن الابن امتداد لوالده ، أنا لا أصدق أن إنساناً بالأرض يسعد وأولاده أشقياء ؟!

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾

[ سورة الطور:21]

 ألحقنا بهم أعمال ذريتهم ، أي أكبر تجارة على الإطلاق أن تتاجر مع الله بتربية أولادك .

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾

[ سورة الطور:21]

 فلذلك أرجو الله أن يحفظ لنا إيماننا ، وأهلنا ، وأولادنا ، وصحتنا ، وأموالنا ، واستقرار بلادنا .
والحمد لله رب العالمين

 

المذيع :
 جزاكم الله خيراً دكتور ، حفظكم الله ، ونفع بكم ، وأحسن إليكم .
الدكتور محمد راتب :
 بارك الله بك وحقق له مرادك إن شاء الله .
المذيع :
 رفع الله قدركم سيدي .
الدكتور محمد راتب :
 أستغفر الله .
المذيع :
 حفظكم الله ، الأخوة الآن الموجودون معظمهم من المعلمين في الداخل السوري ، وفي مناطق اللجوء ، نحن نريد أن توجه كلمة لهؤلاء المعلمين .

التعليم أكبر تجارة مع الله لأنه صنعة الأنبياء :

الدكتور محمد راتب :
 كلمة سهلة جداً ، لا يوجد نص ديني يفوق هذا النص من أجل المعلمين ، قال عليه الصلاة والسلام :

(( وإنما بعثت معلماً ))

[أخرجه الحارث في مسنده وأبو داوود الطيالسي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ]

(( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))

[البزار في مسنده والإمام أحمد عن أبي هريرة ]

 فالمعلم هذه المهنة صنعة الأنبياء ، يجب أن تفتخر أن الله سمح لك أن تكون معلماً، لا تقل : أنا معلم ، أنا مدرس ، أستاذ جامعة ، لا ، سمح لي أن أكون معلماً ، لأن هذه صنعة الأنبياء ، عفواً النجار مع الخشب ، والحداد مع الحديد ، والبائع مع الأقمشة ، وأنت مع أطهر فئة في المجتمع ، أنت تبني أمة ، تبني شخصية متوازنة ، شخصية مؤمنة ، شخصية محسنة ، لذلك :

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾

[ سورة الطور:21]

 أكبر تجارة مع الله أنت تكون في التعليم ، لأنها صنعة الأنبياء ، هذا وسام شرف ، وأنا أتمنى من أعماقي أن يقول أحد المعلمين : يا ربي لك الحمد أن سمحت لي أن أكون معلماً أو معلمة ، صنعة الأنبياء .

(( وإنما بعثت معلماً ))

[الحارث في مسنده وأبو داوود الطيالسي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ]

(( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))

[البزار في مسنده والإمام أحمد عن أبي هريرة ]

 عفواً ، ليست قضية ارتزاق ، تلقي الدرس وتمشي ، هناك إنسان أمامك ، عنده مشكلة نفسية ، عنده شيء من التقصير ، عنده شيء من الانحراف ، أنت تربي نفوساً بتعبير أدق ؛ أنت تربي إنساناً ، أنا أذكر آلاف التلاميذ يثنون على مدرسيهم بالابتدائي .
المذيع :
 تكلم لنا سيدي كيف كنتم تعاملون الطلاب في التدريس عندما عملته للطالب خمسة أخطاء ؟

 

كيفية معاملة الطلاب في التدريس :

الدكتور محمد راتب :
 لي خبرة متواضعة ، حتى أبتعد عن العقاب ، والاضطراب ، وآخذه للمدير ، وأحضر والدك غداً ، أنا أقول للطلاب : أنا مؤمن أن كل بني آدم خطاء ، فكل واحد له حق منكم أن يخطئ خمس مرات بالسنة كلها ، ما كتب وظيفته هذا غلط ، تأخر عن دخول المدرسة هذا غلط ثان ، أنواع الأغلاط كلها ، مسموح لك بخمسة فقط ، فأنا : أين وظيفتك ؟ لم يكتبها ، أستاذ ولا كلمة ، لا أعمل شيئاً ، هذه إشارة ، استنفذت فرصة ، انتهى ، والله كنت بالتعليم مدة عشرين أو ثلاثين سنة ما اضطررت أن أستخدم خمس نقاط ، ما دام هو له خمس نقاط ، وهذا واقع ، كان عنده سهرة ، كلفه والده بعمل بعيد ، جاء الساعة الثانية عشرة تعبان نام ولم يكتب وظيفته ، لك حق بخمسة أخطاء فقط ، ترتاح من كل شيء ، الأخطاء لها تسجيل ، أضع على اسمه إشارة ، اثنتين ، الثالثة ، الرابعة ، الخامسة تحضر والدك ، ما لزمني أن أصل إلى الخامسة والله .
 الشيء الثاني ؛ الاسم يعمل مودة بالغة ، أنا كنت أضع أسماء الطلاب وأماكن جلوسهم على الطاولة أمامي ، وفوق الطاولة لوح من البلور ، أي ثابتة ، ألتفت نحو الطالب أقول سعيد ، فلان الفلاني ، أقول له اسمه ، يصير هناك مودة بالغة ، وأتتبع أموره ، لماذا ثيابه غير وظيفة ؟ له سيرة ذاتية عندي ، السيرة الذاتية مهمة جداً ، أول أيام السنة يكتب كل طالب سيرته الذاتية ، وجدت هندامه غير جيد تكون أمه مطلقة ، أعذره ، مثلاً لم يكتب وظيفة لأنه يعمل بالفرن للساعة الحادية عشرة ليلاً ، أعطيه علامة تامة ساعتئذ ، أنا عندما أعرف الأسباب تخف عليّ أخطاء الطلاب ، أصبح أنا مثل أب لهم ، فالحقيقة أن التعليم ليس وظيفة عادية، التعليم صنعة الأنبياء ، سيدي الناس كلهم مع الأشياء المادية ، الحداد مع الحديد ، النجار مع الخشب ، الطبيب مع المرضى ، المحامي مع المنحرفين ، أما أنت بالتعليم فمع أطهر فئة بالمجتمع ، مع أطهر فئة فيها براءة ، فيها لطف ، هذه الفئة بنيتها بناء صحيحاً ، والله يوم القيامة أعظم عمل هو التعليم .

(( وإنما بعثت معلماً ))

[الحارث في مسنده وأبو داوود الطيالسي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ]

(( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))

[البزار في مسنده والإمام أحمد عن أبي هريرة ]

المذيع :
 بارك الله بكم سيدي ؛ أنا آخر سؤال عندي أيضاً الآن الهجمة الأخيرة التي كانت حول شخص النبي صلى الله عليه وسلم ، والأشياء التي دارت حولها ما هي الكلمة التي توجهها لنا نحن كتلاميذ عندكم ؟

 

الحق يقوى بالتحدي :

الدكتور محمد راتب :
 أقسم لك بالله بكل خلية في جسمي ، وكل قطرة بدمي تؤمن أن هذه الحملة المسعورة نقلت الدعوة إلى الأوج ؟ ربّ ضارة نافعة ، العالم كله يبحث عن : ما هذا الإسلام ؟ ما هذه العظمة ؟ دائماً وأبداً الحق يقوى بالتحدي ، لا تقلق على هذا الدين إنه دين الله ، ولكن اقلق ما إذا سمح الله لك أو لم يسمح أن تكون جندياً له ، هذه الأشياء محفزة ، ربّ ضارة نافعة، الإقبال على الدين ، والله عندي صور مسيرات بالعالم شيء لا يصدق ، خمسة ملايين إنسان يمشون بطريق واحد بالباكستان ، بالهند ، بالصين ، ما هذا ! شيء لا يصدق ، ربّ ضارة نافعة ، والله لو علم الطرف الآخر أن هذه الحملة تزيد التمسك بالدين عشرة أضعاف ما كانوا فعلوها ، الله يقلب تخطيط الآخر إلى شيء لصالح المؤمنين .
المذيع :
بارك الله بكم سيدي .
 أعط الكلمة لفضيلة الشيخ أبو نصر عطار الآن ، تفضل شيخنا .

المعلم والمتعلم شريكان في الأجر :

الشيخ أبو النصر :
 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
الدكتور محمد راتب :
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
الشيخ أبو النصر :
 أشكر أستاذي ، وسيدي ، وشيخي ، كنت أجلس بين يديه طالباً لمادة الإعجاز في دمشق ، وأنا الآن طالب أيضاً فقط لأشكر سيدي ، وشيخي على ما تفضل به .
الدكتور محمد راتب :
 هذا من تواضعك.
الشيخ أبو النصر :
 والله يا سيدي لا أقولها إلا من باب أن أضع صوتي أمامك .
الدكتور محمد راتب :
 لكن المعلم والمتعلم شريكان في الأجر ، هكذا قيل ، المعلم والمتعلم شريكان في الأجر ، الآن أنت إذا كنت معلماً فقط لا يوجد عندك زبائن ، ماذا تفعل ؟ الذي قبل يسمع درسك يكون فضّل عليك ، المتعلم يحقق هدف المعلم .
الشيخ أبو النصر :
 أبدأ من آخر كلمة تكلمتم فيها حضرتكم ، حفظتها منكم ، وهي قولكم حفظكم الله : سيأتي يوم القيامة أناس - هكذا حفظت منكم - عملوا كثيراً في خدمة الإسلام ، وسيكبون في نار جهنم ، لأنهم عملوا من أجل إفساد الإسلام ، وإذ عن طريقهم انتشر الإسلام ، فأنا هذه الكلمة حفظتها منكم .

خدمة أعداء الدين للدين وهم لا يشعرون :

الدكتور محمد راتب :
 ربّ ضارة نافعة ، والله نقلة نوعية مذهلة بالعالم كله بعد ماكرون ، والله نقلة نوعية مذهلة بالعالم كله ، تضاعف الإيمان بهذا الدين آلاف الأضعاف ، ودائماً الأحداث هذه تعمل فصلاً بين الحق والباطل ، ربّ ضارة نافعة ، والله لو علم أعداء الدين لما فعلوا هذا .
 أقول هذه الكلمة الدقيقة : أعداء الدين ، مجتمعون متفرقون ، ملونون ، لو علموا أنهم بعدائهم للدين ضاعفوا قوته ، وضاعفوا الانتماء له ، وضاعفوا الحرص عليه شيء لا يصدق ، فالله عز وجل يستخدم الأعداء من حيث لا يريدون ولا يشعرون لخدمة هذا الدين .
لي اجتهاد متواضع ، الصحوة الإسلامية الآن المعاصرة ما سببها ؟ أقسم لك بالله أعداء الدين ، بظلمهم ، وقهرهم ، وكذبهم ، ونفاقهم ، وقسوة قلوبهم .

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر  وقتل شعب مسلم مسألة فيها نظر
***

 الخاشقجي العالم قام ولم يقعد .
 الغرب انكشف ، الغرب الآن مكشوف ، لم يعد يستطيع أن يقنع الناس بموقف له ، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .
المذيع :
 لو تكرمت بالكلمة الأخيرة ، ما هي التي ذكرتها الآن ؟
الدكتور محمد راتب :
 ما من محنة أو مشكلة تصيب المسلمين إلا ولها - ما ظنها من فعل كذلك- نتائج إيجابية ، زاد التمسك بالإسلام والله ، زاد الكره للكفار والله ، دون أن نشعر ، بشكل عام الذي حصل تماماً مثل إنسان واجه ناراً مشتعلة تأكل شيئاً ، فجاء وأطفأها بالبنزين ، إطفاء النار بالبنزين هذا الذي حصل ، هذه النار ازدادت ، التمسك ازداد ، الولاء ازداد ، والله أناس أبعد شيء عن الدين تألموا من هذا العمل ، هذا الشيء جمع الأمة ، أعداء الدين سيدي يفعلون أفعالاً لو تصوروا نتائجها ما فعلوها ، بل ندموا على فعلها .
 مرة ثانية : الصحوة الإسلامية الرائعة في كل البلاد ، في كل أطراف الأرض يعود الفضل إليها لأعداء الدين ، وحدهم والله أعداء الدين ، خبث ، نفاق ، كذب ، قهر ، تناقض .

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر  وقتل شعب مسلم مسألة فيها نظر
***

بارك الله بكم .
المذيع :
 أكرمكم الله سيدي ، أنا أحث أخوتي ، وسادتي الزملاء الأفاضل ، المدرسين بنصيحة مما أفدته من سيدي وشيخي الأستاذ محمد راتب النابلسي حفظه الله ، نحن بحاجة لتدريس العقيدة الإسلامية بما سمعناه بهذه المحاضرة ، هذه العقيدة الإسلامية ، والحاجة إلى مدارسة القرآن أيضاً ، كما عرض سيدي الشيخ محمد راتب النابلسي في مجلدين رائعين هما آيات الله في الآفاق ، وآيات الله في الإنسان ، أكرمنا الله تعالى بدراستهما على يديه الكريمتين الشريفتين الطاهرتين ، نحن بحاجة لعرض هذا الشيء بهذه الطريقة ، وأنا أحث أخوتي الأفاضل المدرسين ، وخاصة هذه الشريحة النخب التي الآن بفضل الله تعالى عقول شباب المسلم ، والأطفال المسلمين الآن في أيديهم ، أن تبث العقيدة بهذه الطريقة التي تحبب دين الله إلى عباده ، أشكركم سيدي .

 

لا يخافن العبد إلا ذنبه ولا يرجون إلا ربه :

الدكتور محمد راتب :
 كلمة واحدة : أتحب كلمتين ، قليلتين ، بليغتين ، محققتين ؟

(( لا يخافن العبد إلا ذنبه ولا يرجون إلا ربه ))

[سعيد بن منصور في سننه عن علي]

 لا تخاف إلا من ذنبك ، ولا ترجو إلا من ربك ، فقط ، ضغطنا الدين كله بهاتين الكلمتين .

(( لا يخافن العبد إلا ذنبه ولا يرجون إلا ربه ))

[سعيد بن منصور في سننه عن علي]

 بارك الله بك .

 

خاتمة وتوديع :

المذيع :
 أكرمكم الله سيدي ، وبارك الله بكم ، أترك المجال لأخوتي الآخرين بعد أن أشكر سيدي الشيخ محمد راتب النابلسي ، اللهم أمده بالصحة والعافية ، اللهم أعطه مدداً من عندك لتعزيز هذه الأفكار التي يبثها دائماً في حب الله تبارك وتعالى ، وحب دينه ، والفكر الإسلامي النقي الصالح الطاهر ، وبعث الأمل في الأمة ، وتحطيم ما هو مناقض للدين من التواكل والكسل ، والوهن والضعف ، مما يناقض ديننا مما أصيب به بعض أمتنا ، وهو خوف العدو ، ورجاء العدو ، وضعف الثقة بالله ، اللهم يا رب مد الشيخ بالصحة والعافية ، بارك لنا في عمره، وبارك لنا في عمله ، وبارك لنا في صحته ، وبارك لنا في محاضرته ، وارزقنا يا ربي أن نراه وهو في أتم الصحة والعافية ، واجعلنا وإياه على طريق ومنهج سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
أشكر تكرمكم سيدي ، وأشكر هذه المحاضرة .
الدكتور محمد راتب :
أقل واجب .
المذيع :
 وهذه هي أول واحدة مع السادة العلماء ، ولكن سيدي الطمع بأن تكون دائمة ومستمرة .
الدكتور محمد راتب :
 أنا أتمثل قوله تعالى :

﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾

[ سورة غافر:60]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور