- ندوات إذاعية / ٠09برنامج حياة المسلم - إذاعة حياة إف إم
- /
- ٠1برنامج حياة المسلم 1
مقدمة :
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، اللهم صلِ وسلم ، وزيد وبارك على محمد الصادق الأمين ، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، ومرحباً بكم مستمعينا الأكارم في مجلس العلم والإيمان مع فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، فحياكم الله شيخنا وأستاذنا الكريم ، أهلاً بكم يا دكتور .
الدكتور راتب :
بارك الله بكم ، ونفع بكم ، وأعلى قدركم .
المذيع :
شيخنا يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم :
﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾
حلقتنا عن التوكل على الله وعن التفويض إلى الله سبحانه وتعالى ، وأبدأ مع فضيلتكم بتوضيح هذه المصطلحات ، ما معنى حينما يقول العبد أفوض أمري إلى الله ما المراد بهذه الكلمة ؟
النجاح الحقيقي يحققه من استعان بالله وفوض أمره إليه :
الدكتور راتب :
أريد قبل أن أجيبك عن هذا السؤال القيم أن أقول مقدمة متعلقة بهذا اللقاء الطيب :
قالوا : الفضيلة وسط بين طرفين ، والحقيقة وسط بين نظرتين ، والإسلام وسط بين نوعين من المبالغة سلباً أو إيجاباً ، فلذلك كلمة الإسلام وسطي ، هو الإسلام وسطي في إسلام فقط ، حينما فهم الإسلام فهماً غير صحيح ، يوجد مبالغة بالفكر على حساب السلوك ، أو السلوك على حساب الفكر ، ظهر إسلام توسطي .
لذلك نحن نريد الحقيقة ، والحقيقة هي الهدف ، والإنسان حينما يعرف الحقيقة يعرف كل شيء ، والحقيقة الدقيقة أن تعرف الله خالقاً ، مربياً ، مسيراً ، فكما تفضلت السؤال .
المذيع :
﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ﴾
ما المقصود بهذه الكلمة دكتور ؟
الدكتور راتب :
هنا تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ، أنت طبقت هذه الآية .
﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ﴾
أما الذي يتكاسل في الأخذ بالأسباب ، ثم يفوض لا معنى لهذا التفويض .
المذيع :
مامعنى التفويض أصلاً دكتور ؟
الدكتور راتب :
التوكيل ، أنت كائن ، الإدراك محدود ، الفهم محدود ، القوة محدودة ، أنت بكل شيء محدود كإنسان ، أما خالق الأكوان مطلق ، بيده كل شيء ، قادر على كل شيء ، الإله مطلق والإنسان محدود ، هذا الإنسان إذا فوض أمره إلى الله انتقل من حالة المحدودية إلى حالة مطلقة ، مهما كان العدو قوياً الله أقوى ، فإن فوضت أمرك إلى الله أعانك على الانتصار ، مهما تكن الأمور جافة في الحياة الله بيده كل شيء ، هذا الموضوع دقيق جداً ، أنت إذا فوضت الله ملكت كل شيء بهذا التفويض ، فإذا ابتعدت عن الله عز وجل ، الإنسان إذا ابتعد عن الله خسر كل شيء ، الله هو كل شيء ، الإنسان يحب الكمال ، والجمال ، والنوال ، أي إنسان في الأرض بالمليارات ، ثمانية مليارات من البشر كلهم يريد التفوق ، العطاء ، لكن من يريد تحقيق النجاح الحقيقي هو الذي استعان بالله عز وجل وفوض أمره إليه .
لكن أنا لا أفهم التفويض إلا أن تطبق أمره أولاً ثم تفوض ثانياً ، إن لم تطبق فهناك مشكلة .
المذيع :
إذاً المراد بمصطلح وكلت أمري أو فوضت أمري إلى الله أنني استعنت بالله أن يعينني في حاجاتي .
معنى التوكل والتفويض :
الدكتور راتب :
هذا الناقص المحدود بكل شيء استعان بالمطلق ، فحقق كل شيء ، المعركة أوضح شيء ، أحياناً الله ينصر الأمة المؤمنة القليلة على الأمة الكثيرة ، التغى العدد .
﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً ﴾
حتى الشيء الذي يقف الناس عنده ملياً الاختراع ، الإبداع ، قال عنه العلماء : قفزة المجهول ، ما الذي لمع أمامك حتى رأيت الحقيقة ؟ الله عز وجل ، هو المبدع ، أي إنسان أراد الإبداع والتفوق قد تلمع أمامه فكرة من فعل الله عز وجل ، لذلك قالوا : الإبداع قفزة المجهول ، الإنسان محدود بمعلوماته ، بخبراته ، بتجاربه ، بدراساته ، بمعلوماته ، أما حينما يستعين بعلم الله ، بقدرته ، بتوفيقه ، بقوته ، بربوبيته ، بألوهيته ، صار أقوى ، فإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك؟
المذيع :
جميل جداً ، دكتور ، إذاً التفويض والتوكل هو أن تسلم أمرك اعترافاً أنك ناقص كبشر إلى الله الكامل المطلق سبحانه وتعالى .
الدكتور راتب :
ما الأدب في التفويض ؟ أن تأخذ بالأسباب .
المذيع :
لا تتعارض دكتور مع فهمنا فكرة التوكل لأن ربنا الضار والنافع .
الدكتور راتب :
قال له : يا هذا ، جمل أجرب ، ما تفعل بهذا الجمل الأجرب ؟ سيدنا عمر ، قال له : أدعو الله أن يشفيه ، قال له : هلا جعلت مع الدعاء قطراناً ؟
المذيع :
هذا تمام التوكل .
الدكتور راتب :
أنا أقول كلمة أخطر كلمة بهذا اللقاء : مشكلة المسلمين يتواكلون ولا يتوكلون بمعنى أنهم يتوهمون أنهم مقربون إلى الله ، لكن الله عز وجل لا يريدك أن تكون متواكلاً ، كسولاً .
المذيع :
ما هو التواكل دكتور ؟
الدعوة إلى التوكل على الله ونبذ التواكل :
الدكتور راتب :
التواكل هو أن تقول توكلت على الله دون أن تأخذ بالأسباب .
المذيع :
هذا تواكل ، مع أنني مرتبط بالله .
الدكتور راتب :
طبعاً ، هذا كلام ، أما إذا أمرك الآمر ، الإله ، الرب قال لك : خذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، ثم توكل على الله ، أي عليه ، وكأنها ليست بشيء .
المذيع :
مثلاً : أنت مسافر إلى العقبة بمركبتك ، أنا أقول : أنت كمسلم ، كمؤمن ، تبتغي رضوان الله ، تراجع كل شيء في السيارة ، المحرك ، الزيت ، العجلات ، الهواء في العجلات ، تراجع كل شيء ، وبعدها وأنت في أعلى درجات الإفتقار إلى الله تقول : يا رب أنا مسلم احفظنِ ، الذي قال أنت المسلم وما راجع شيء ارتكب معصية ، معصية لم يأخذ بالأسباب ، والذي أخذ بالأسباب واعتمد عليها خرج من الإيمان ، ألهها . تقريباً الغرب أخذ بالأسباب بأعلى درجة ، لكنه ألهها ، واعتمد عليها ، وقع في الكفر ، الشرق لم يأخذ بها أصلاً ، وقع في المعصية .
فأنا أرى هذا اللقاء خطورته يغطي كل شيء في حياتنا ، تريد زوجة صالحة ؟ لا تتزوج أول امرأة ، ابحث يا أخي ، اسأل عن أهلها ، عن بيتها ، عن مبادئهم ، عن قيمهم ، يجب أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، وحينما تتخذ قراراً تقول : يا رب الذي كلفتني به أجريته ، بحثت وسألت ، الآن هذا علمي به ، هذا علمي بذلته ، أسألك أن تقسم لي ما هو لصالحي ، أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء .
المذيع :
من أخذ بالأسباب وحدها دكتور خرج من كمال الإيمان .
الدكتور راتب :
دعنا من التقييم ، ألهها ، واعتمد عليها ، ولم يعتمد على الله ، ومن اعتمد على الله دون أن يأخذ بالأسباب عصى الله .
المذيع :
هذا للمتعمد دكتور ، صح ؟ مثلاً عندي امتحان يوم غد ، أقول أنا لن أدرس ، وأنا وكلت أمري إلى الله سبحانه وتعالى وأدعوه أن ينجحني هذه معصية .
الإنسان حينما يكون عند الله معذوراً يعينه الله و يكرمه :
الدكتور راتب :
إلا أن الإنسان حينما يكون عند الله معذوراً لضعف أخذه بالأسباب ويعلم الله منه ذلك يعينه .
المذيع :
نفس مثل الدراسة ، أنا تعمدت ترك الدراسة هذه معصية .
الدكتور راتب :
أنا أذكر تماماً أن شاباً في الشام بار بوالديه بشكل كبير ، وعنده شهادة ثانوية ، وهي شهادة مصيرية عندنا ، تحدد مصيرك ، طب ، أو طب أسنان ، أو مهندس ، أو غير ذلك، وقبل الامتحان بشهر تقريباً والده مرض مرضاً شديداً ، وتقتضي بنوته لأبيه ، وبره بأبيه أن يتفرغ لخدمته ، تفرغ شهراً ، فلم يدرس ، لأنه كان يأخذه من طبيب إلى طبيب ، تحاليل ، أشعة، أدوية ، بعد عشرة أيام الأب تحسنت حالته ، فبدأ يقرأ ، والله نجح ، كيف نجح والله لا أعرف ؟ لكن الله سبحانه وتعالى إكراماً له ببر والديه ، كأنه دون أن يشعر توجه إلى موضوعات مهمة ، أنا مؤمن بها هذه أصبحت كرامة .
أنت حينما تؤثر طاعة الله هناك احتمالان ، إما أن تدفع ثمن هذه الطاعة ولك أجر في الآخرة كبير ، أو أن الله إكراماً لك نوع من الكرامة يرسل لك النجاح بشكل أو بآخر .
المذيع :
بدلاً من هذا العمل الصالح ، مكافأة عليه . لكن هذا دكتور لمن كان أصلاً يدرس وتعطل لطارئ ، لكن لو إنسان من البداية مقصر ولا يدرس وكان باراً بوالديه ؟
الدكتور راتب :
والله يقيني لا ينجح .
المذيع :
ولو كان باراً بوالديه .
خرق النواميس شهادة الله لأنبيائه ورسوله أنهم أنبياؤه ورسله :
الدكتور راتب :
لا يكفي والله أن يكون باراً بوالديه فقط ، أما إذا كان بره بوالديه منعه أن يدرس فهذا موضوع ثان .
المذيع :
وهذا شيء استثنائي ، هنا يكون تمام التوكل على الله .
الدكتور راتب :
التوكل التام الذي أريد من الأخوة المستمعين أن يعقلوه تماماً أن تأخذ بالأسباب التي وضعت أسباباً للنتائج التي تبتغيها ، هذا نظام الكون سيدي ، الله عز وجل لا يغير هذه الأنظمة لإنسان .
المذيع :
حتى ولو كان مسلماً .
الدكتور راتب :
ولو كان مسلماً ، أما يغيرها للنبي كمعجزة ، مثل سيدنا موسى ضرب البحر فأصبح طريقاً يبساً ، هل تعطل القوانين أو تبدل القوانين يغير إذا كان لصالح الدعوة إلى الله ، الله عندما يرسل رسولاً يقول : أنا رسول الله ، يُكَذَّب .
﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً ﴾
كيف يشهدالله له أنه رسوله ؟ ضرب البحر سيدنا موسى طريقاً يبساً ، رفع يده :
﴿ هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴾
ألقى عصاه :
﴿ فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ﴾
خرق النواميس شهادة الله لأنبيائه ورسوله أنهم أنبياؤه ورسله ، شهادة من الله ، هذه للأنبياء خاصة ، أنا أقول إذا قلنا هذه معجزة للأنبياء أن يضرب البحر فإذا هو طريق يبس ، أو أن يضرب :
﴿ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ﴾
هذه من الأنبياء معجزات ، من المؤمنين كرامات ، المؤمن له كرامة عند الله .
المذيع :
ما يخرق العادة والقوانين كرامة .
عدم الأخذ بالأسباب خروج عن منهج الله :
الدكتور راتب :
لكن لحكمة بالغة ، أما الذي لا يطيع الله بالأخذ بالأسباب هنا في معصية ، عدم الأخذ بالأسباب خروج من منهج الله عز وجل . فلذلك أنا أرى الإنسان يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، ثم يتوكل على الله وكأنها ليست بشيء .
المذيع :
هذا الترتيب ترتيب مقصود للأحداث ، يبدأ بالأخذ بالأسباب ، لكن يأخذ بها .
الدكتور راتب :
أنا حدثني أخ ، هو في الجامعة في الدبلوم ، أعلى من اللسنس ، أقسم لي بالله العظيم أنه يسلك طريق الإيمان بأعلى درجة ، له قريب يقدم امتحان الثانوية ، وفي ثلاثة أيام ، أربعاء ، وخميس ، وجمعة ، الفحص السبت ، فهذا القريب ألح عليه أن يبقى معه ثلاثة أيام ، وهذا الأول عنده مادة بالجامعة أخطر مادة اسمها علم النفس التربوي ، والنجاح فيها ستون من مئة ، القصة هكذا سمعتها من صادق ، فهذا استعان بقريبه ، الذي هو طالب جامعي ، وهو يقدم امتحان الثانوية ، وجلس معه ثلاثة أيام ، ظن أنه لن ينجح بالامتحان ، المادة هي كتابين الأول والثاني الأول قرأه ، الثاني لم يقرأه ، أقسم بالله وهو عندي صادق ، هو قدم عمل لله عز وجل ثلاثة أيام ، فتح الكتاب لا على التعيين ، وجاء موضوع الذكاء بين الدراسة والمحيط ، ثماني صفحات قرأهم بعناية بالغة ، دخل الامتحان هو السؤال الأساسي الوحيد ، نجح بعلامة تامة .
هذه الأشياء لا تروى بالإذاعة رويناها غلط ، لكن معنى ذلك أنت عندما تعمل عملاً عظيماً لله تخدم عباده لا ينساك من فضله ، لا يضيع عليك شيء إطلاقاً .
هذا العمل الصالح يبدو أن الشخص فقير جداً ، وبحاجة للدراسة ، وهذا أستاذه العربي ، قال له : أرجوك ابقَ معي ثلاثة أيام ، قال لي : بقيت معه ثلاثة أيام ، جاء الفحص هو أيقن أنه لن ينجح بالمادة ، اسمها مادة علم نفس تربوي مادة مهمة جداً .
المذيع :
هو عادته يدرس وينجح .
من يؤثر الأعمال الصالحة على مصلحته الشخصية فالله لن يضيعه :
الدكتور راتب :
طبعاً هو مجتهد ، لكن هذا عمل صالح كبير ، بقي معه ثلاثة أيام ليلاً نهاراً .
المذيع :
فإذاً القاعدة كما تفضلت دكتور الأخذ بالأسباب وإن حال طارئ لعمل صالح فإن الله يجبر .
الدكتور راتب :
يتولى الله المكافأة ساعتئذٍ .
المذيع :
لكن ليس مع إنسان ديدنه التقصير .
الدكتور راتب :
أعوذ بالله لا ينالها .
المذيع :
وإن قام بعمل صالح .
الدكتور راتب :
أبداً ، ليس لها علاقة ، عندنا قوانين ونظم ، ذكرتها استثناءً ، فعندما تعمل عملاً طيباً ، وتضحي بمصلحتك الشخصية الله أجل وأكرم من أن يضيع عليك هذه المصلحة .
المذيع :
ونعم بالله رب العالمين ، الله يفتح عليكم يا دكتور . لا بدلنا من المزيد في توضيح معنى التوكل وتفويض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى . دكتور وضحنا قضية بالغة الأهمية أن التوكل الحق هو أن تأخذ بالأسباب كاملة وكأنها كل شيء ، بالترتيب ثم أن تتوكل على الله وحده الضار النافع والمعطي لكل شيء ، وأوضحت أن التواكل هو أن تنسب الأمر إلى الله دون أن تأخذ بالأسباب وأن الأخذ بالأسباب وحدها معصية ، كل هذه المفاهيم مهمة في حياتنا .
الدكتور راتب :
الاعتماد على غير الله .
المذيع :
سبحان الله ، هذه المفاهيم بالغة الأهمية .
أسئلة المستمعين :
المذيع :
موسى ، أهلاً وسهلاً بك معنا باتصال هاتفي نبدأ به بمشاركة الجمهور ، تفضل .
المستمع :
الله يجزيك الخير ، أنت والعلامة الدكتور محمد راتب النابلسي . سيدي الكريم ، أنا أريد أن أتكلم للشيخ عن الموضوع الذي كان يحكي فيه بالحلقة ، أنا لي قريبة ، ابنة عمتي ، واخترتها زوجة على دينها وأخلاقها ، أنا أعرفها جيداً لكن الذي لم أفكر فيه أن وضعي المادي سيء ، فهنا أنا أكون ارتكبت معصية ، وفوضت أمري إلى الله ، والله يجزيكم الخير .
المذيع :
أنت سؤالك باعتبار وضعك المالي ما كان مرتاحاً بشكل كامل ، فهل تعني إقبالك على الزواج في هذه المرحلة ؟
المستمع :
نعم .
المذيع :
دكتور ، هو أراد أن يتزوج فتاة صالحة من أقاربه ، لكنه مالياً غير مقتدر بالشكل المطلوب .
الدكتور راتب :
والله إيماني من طلب الحلال أعانه الله عليه ، يعني مستحيل وألف ألف مستحيل أن تطلب الحلال ، وكان بالإمكان أن تفعل الحرام ، لكنك خفت من الله ، أنا أرى أنه من سابع المستحيلات ألا يوفق هذا طالب الحلال إلى ما يغطي كل نفقات الزواج ، هذا إيماني بالله .
المذيع :
ألا يعتبر تقصير بالأسباب دكتور ؟
الدكتور راتب :
أحياناً يكون في ضرورة للزواج ضرورة شديدة ، فمضطر أن يستعين بالله ، الله كيف يعين ؟ يهيئ له أسباب ، يوجد آلاف القصص ، ما دام طلب الحلال .
المذيع :
أسأل فضيلتك دكتور : الأخذ بالأسباب في قضية التهيؤ للزواج هل هي بأن يتوفر عندي مبلغ المال ، أو أني أسعى وأعمل بغض النظر ما الذي توفر ؟
الدكتور راتب :
النقطة الدقيقة أن تبحث عن امرأة صالحة ، هذا أخطر شيء في الزواج ، المرأة الصالحة نعمة الله في الأرض .
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾
المرأة الصالحة حسنة الدنيا .
المذيع :
إذاً أول قضية شيخنا هي أن يبحث عن الزوجة الصالحة ، ثم أن يتهيأ بالحد الأدنى مالياً وليس بالحد الأعلى .
من أخذ بالأسباب يعينه الله على تحقيق مراده :
الدكتور راتب :
لا ، الأدنى .
المذيع :
لو كان يعمل دكتور ، وعمله بسيط نقول هنا أخذ بالأسباب .
الدكتور راتب :
والله عندي مئة قصة ، هذا الذي أخذ بالأسباب بقدر ما يستطيع ، والحاجة إلى إتمام الزواج يحتاج لمبلغ لا يستطيعه ، يعان عليه والله .
المذيع :
وحديث النبي عليه الصلاة والسلام :
(( ثلاثة حقّ على الله عَوْنُهم : . . والناكحُ الذي يريد العَفَافَ ))
الدكتور راتب :
يوجد قصص الإنسان يدهش لها .
المذيع :
إذاً حتى يسمع الشباب دكتور ، التوكل أن تعمل ضمن طاقتك ، سواء وصلت أو لم تصل إلى مرحلة تغطية التكاليف ربنا يجبر .
الدكتور راتب :
شخص عنده مكتبة في الشام ، فتاة في ريعان الشباب متفلتة وقفت أمام المحل ، أغرته أن يتبعها ، تبعها ، هذه القصة منه سمعتها ، هو كان قد حجّ مع والده ، كان شاباً ، معقول يغلط! وكان يوجد تورام في الشام .
المذيع :
ما هو التورام دكتور ؟
أجمل ما في الدين معاملة الله لك بعد أن تصطلح معه :
الدكتور راتب :
ترين ، أي حافلة كهربائية ضمن المدينة تمشي على السكة على الكهرباء ، وصل حتى الترين ، ثم تراجع ، يقسم بالله العظيم بعد يومين جاء شخص من وجهاء الحي ، قال له : يا بني هل أنت متزوج ؟ قال له : لا يا سيدي ، قال له : أرسل والدتك لعندنا ، ماذا توهم هو مسكين ؟ أن ابنته ليست جميلة ، لا تعجب أحداً فدفعه إليها ، عندما ذهبت والدته لم تصدق عينيها ، فتاة جميلة جداً ، ووالدها غني كبير ، قال له : مناسبة جداً ، قال له : ما المهر ؟ قال له : هذا ليس عملك ، أقسم بالله أمّن له بيتاً ، ووضعه عنده موظف ، أبوها تاجر كبير ، ويقول: يا رب خرجت من المحل التجاري ، وتبعت فتاة ، ثم خفت من الله ، وعدت لمكان آخر، ثاني يوم شيء لا يصدق .
أقول لك كلمة ثانية ؟ يمكن أجمل ما في الدين معاملة الله لك بعد أن تصطلح معه، أجمل شيء في الدين ، أنت خفت مني ورجعت ، ولن تتابع المعصية .
"ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه"
أقسم لك بالله : زوال الكون أهون على الله من أن تدع شيئاً له ، وأنت بحاجة إليه خوفاً منه ثم لا يجبر خاطرك في هذا الموضوع ، وهذا إيماني والله ، ما عندي شيء في حياتي ينقضه أبداً .
المذيع :
الله يفتح عليكم يا دكتور محمد . من جديد مشاركات المستمعين ، أبا البراء مرحباً بك.
المستمع :
السلام عليكم ، بارك الله فيك ، وبارك الله في الدكتور على هذا البرنامج الطيب المبارك أستاذ نديم أعتقد أن الحلقة الموضوع شيق وشائك وطويل ولن تكفي حلقة له ، التوكل على الله يعني للتذكير فقط ، وشيخنا ما شاء الله علامة في المواضيع كلها ، يقول ابن تيمية : أن التوكل على الله هو نصف الدين ، والنصف الثاني هو العبادة ، عبادة ، وإنابة ، واستعانة ، بمعنى إياك نعبد وإياك نستعين ، والرسول صلى الله عليه وسلم وصى ابن العباس لما كان رديفاً له قائلاً : إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، لذلك لا بد من أن يكون الإنسان المتوكل على الله واضع كامل الثقة بالله سبحانه وتعالى ومفوض أمره إلى الله ، ومحسن الظن بالله سبحانه وتعالى .
المذيع :
الله يكرمك يا أبا البراء تأذن لنا حتى نأخذ جولة من المشاركات من كل المستمعين شكراً جزيلاً لك يا أبا البراء بارك فيك ولكلامك الطيب . أم مراد ، أهلاً بك معنا .
المستمع :
السلام عليكم ، جزاكم الله كل خير ، يعطيكم العافية ، أريد أن أستفسر من الدكتور عندما يأخذ الإنسان بالأسباب على سبيل المثال بالنسبة للزواج ، إذا خطب بنتاً من بناتنا ، مثلاً الإنسان سأل وأخذ بكل الأسباب ، وفي الآخر يحدث خلاف ، ما معنى هذا ؟
الشر المطلق لا وجود له في الكون :
الدكتور راتب :
أنا مؤمن إيماناً يقينياً أنك إذا أخذت بالأسباب في موضوع ما وشاءت حكمة الله ألا تتحقق هذه الأسباب اعلمِي يقيناً أن هذا الشيء برؤيتك المحدودة لا يصلح لك ، فصرفه الله عنك ، هذا المؤمن .
المذيع :
هي رضيت مثلاً بالزواج ، وجاءها خاطب لابنتها ، أخذت بالأسباب بكل شيء وسألت وتوكلت على الله .
الدكتور راتب :
بعد ذلك ما وافق .
المذيع :
أو عفواً وافق وتم النصيب ، ولم يكن خيراً ، كان على سبيل المثال سيئاً مع ابنتها ، كيف يوفق الإنسان بين فهمه معنى وكلت أمري لله لكن النتائج سيئة ؟
الدكتور راتب :
أقول لك كلمة دقيقة ، لكن أوسع من هذه ، هذه المقولة تصلح للإجابة عن أي سؤال في الدين : كل شيء وقع ، أو حادث في العالم ، بالخمس قارات من آدم إلى يوم القيامة أراده الله ، ما معنى أراده ؟ لا تعني أبداً أنه أمر به ، ولا تعني أبداً أنه وافق عليه ، لكن سمح به ، كيف ؟ أب تزوج ولم ينجب إطلاقاً ، بعد عشر سنوات أنجب طفلاً آية في الجمال ، تعلق به تعلقاً مذهلاً ، ثم اكتشف الطبيب الأب أن هذا الابن الذي تعلق به معه التهاب في الزائدة ، فهذا الاب الطبيب يسمح بتخديره التخدير الكامل ، وشق بطنه ، واستئصال الزائدة .
فكل شيء وقع أراده الله ، يقابلها معكوسة ، وكل شيء أراده الله وقع ، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة ، معنى الحكمة المطلقة الذي وقع لو لم يقع لكان الله ملوماً ، والذي وقع لو لم يقع لكان نقصاً في حكمة الله ، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق ، أول نقطة الشر المطلق لا وجود له في الكون ، لأنه يتناقض مع وجود الله ، يوجد شيء سلبي أو شر موظف للخير .
المذيع :
هل إذا توكل العبد على الله يقيناً سيكون نتيجة هذا السلوك دنيوياً خير ، أم يمكن أن تكون حكمة الله في اتجاه آخر ؟
الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات التوحيد :
الدكتور راتب :
قد يكون توكل على الله وفق الأصول ، وأخذ بالأسباب والشيء لم يتحقق ، يكون بعلم الله لا يصلح له هذا الشيء .
المذيع :
ولو حصل هذا الشيء وكان فيه شر لي ، مثلاً لي تجارة وتوكلت على الله ، وأخذت بالأسباب وخسرت فيها ، كيف يمكن أن أفسر ما الذي يحصل معي هنا ؟
الدكتور راتب :
أنا مؤمن أن المؤمن راضٍ عن الله في السراء والضراء ، وقالوا : سرورك بالمصيبة أعلى درجات التوحيد ، بتعبير أدق : الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات التوحيد ، الرضا بمكروه القضاء شيء لا يعجبك ، لكنك مؤمن ، مثلاً هذه البنت أُعجبت بها كثيراً ، وأهلها كما تتمنى ، ما وافقوا ، معنى ذلك هناك حكمة ، هذه الحكمة بإيماني لا بد من أن تراها بعد حين ، أن ترى الحكمة من عدم موافقة الأهل .
المذيع :
الله يفتح عليكم يا دكتور . أبو عمر باتصال جديد تفضل .
المستمع :
السلام عليكم ، والله يعطيكم العافية ، وجزاكم الله كل خير ونفع في علمكم وبركتكم إن شاء الله يا رب . أنا أحب أن أتشرف وأدخل بمداخلة بسيطة ، تجربة شخصية أنا مررت بها، كنت أعمل في أحد البنوك ، تقريباً من خمس سنوات ، وعقدت النية لله أن أترك البنك ابتغاء وجه الله والحمد لله رب أكرمني أكثر من وظيفة بنفس الوقت ، وبعد سنة تماماً ربنا أرسل لي عملاً بثمانية أضعاف راتبي بالإمارات ، والحمد لله أنا رجعت للأردن بمنصب أعلى من الذي كنت فيه بالإمارات ، ولله الحمد ، لأن هذا الذي تركته فعلاً ابتغاء وجه الله .
الدكتور راتب :
هذا تأكيد لما قلته :
"ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه"
في دينه ودنياه ، ما دام هو لم يعصِ الله بقي خطه مع الله ساخناً في دينه ودنياه ، جاءه خير مما تركه .
المذيع :
دكتور ، بعض الحكايات لأشخاص مثل أخينا الفاضل أبو عمر ، كان يعمل في بنك ربوي ترك هذا العمل ، وجلس ستة شهور ، وجلس عاماً ولم يجد عملاً آخر ، كيف نفسر ما الذي حصل معه هنا ؟
الحساب الختامي اليقيني يوم القيامة :
الدكتور راتب :
توهم أنت بمجرد أن تترك هذا العمل ستجد عملاً بأضعاف مضاعفة ، لم يعد هناك مؤاثرة لله ، لابد أن يأتي الفرج بعد الحرمان فترة طويلة .
المذيع :
ربنا ربما يكافئه مباشرة ، ويمكن أن تتأخر مكافأته .
الدكتور راتب :
على الأغلب تتأخر ، لو أنها جاءت فوراً عندها كأنه يتاجر مع الله تجارة وليس عبادة، العبادة غير التجارة ، أنت تعرف أنك إذا تركت هذه الوظيفة التي دخلها محدود ، سيأتيك عشرة أضعاف ، لا ، قد تبقى بلا عمل شهرين أو ثلاثة ، لا بد من مرحلة تأتي بعد المؤاثرة .
المذيع :
كيف يكون التوكل في هذه المرحلة النفسية الصعبة دكتور ؟
الدكتور راتب :
هنا تبدو الثقة بالله عز وجل ، تركت هذا لله ، فأنا راضٍ ، حتى لو انقضى أجلي ولم يتحقق هدفي كسبت الآخرة ، نحن الآخرة ليست ضمن حسابات الناس صراحة ، الناس يؤمنون بها إيماناً شكلياً ، أما هناك آخرة ، هناك أبد ، فإنسان تضيع عليه بعض الدنيا من مواقفه ، أحياناً يوجد ظرف يحدث فيه فساد كبير ، الحِرف التي دخلها كبير لم يستطع العمل بها ، هو لا يقبل رشوة مثلاً ، يأتي الربح من الرشوة ، موظف جمرك يريد رشوة ، فهناك وظائف الربح فيها غير الراتب الحقيقي ، الدخل الإضافي ، فإذا ترك الإنسان هذا العمل الذي فيه دخل كبير بشكل غير مشروع ، وبقي على راتبه الصغير ، لو فرضنا وافته المنية قبل أن ينتقل لعمل آخر ، فقد ربح جنة للأبد . كلامي دقيق ، الله يكافئ بعض المحسنين في الدنيا تشجيعاً للآخرين ، ويعاقب بعض المسيئين تحذيراً للآخرين ، ولكن الحساب الختامي اليقيني يوم القيامة .
﴿ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾
الفرق بين الورود والدخول :
لماذا الإنسان يوم القيامة يطلع على أهل النار ؟ لا يدخلها .
﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾
الورود غير الدخول ، الدخول لا خروج منه .
﴿ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ﴾
الورود غير الدخول ، فهناك مرحلة قبل دخول الجنة تتطلع بها على أهل النار ، ترى كبار المنحرفين ، كبار الطغاة أين هم ، كي تتأكد من عدل الله ، لأن أسماءه في الدنيا كلها محققة إلا اسم العدل ، محقق جزئياً ، تجد طغاة لهم جنازة غير معقولة ، أين بقي العدل ؟ عاش عمره كله طاغية ، ومات بأحلى جنازة ، من أجل أن تتأكد من عدل الله لابد من أن يرد المؤمن النار .
﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾
واردها أي يزورها زيارة . مثلاً يأتي ضيف من دولة عظمى إلى بلد عربي ، ووزير الداخلية يستقبله ويأخذه على السجن ليريه الحضارة في السجن ، والغرف المهيئة للسجناء ، هنا ليس القصد أن الوزير الضيف أتى ليسجن ، هذا ليس سجيناً ، هذا جاء ليرى المظاهر الإيجابية في السجن . فورود النار للمؤمن في الآخرة غير دخولها ، الورود زيارة النار ليرى عدل الله المطلق ، ليتأكد من هذا الاسم المحقق في الدنيا تحقيقاً جزئياً .
المذيع :
دكتور في آخر دقيقة معنا في البرنامج : التوكل الآن دكتور هو شيء قلبي يقيني ؟
الدكتور راتب :
طبعاً ، السلوكي اليقيني ، الفعل بيد الله ، والمعطي هو الله ، والمانع هو الله ، والمعز هو الله .
المذيع :
كيف أعزز هذا الإيمان في القلب أن أوكل أمري حقاً لله ؟
الدكتور راتب :
يجب أن أتفكر في خلق السماوات والأرض ، لأن هذا الإيمان بالله يحتاج إلى تفكر والدليل :
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
فالتفكر طريق معرفة الله عز وجل ، إن عرفت الله عرفت كل شيء ، فلذلك المؤمن واثق بوعد الله ولو تأخر ، ولو وافته المنية ولم يحصل هو راضٍ عن الله .
المذيع :
ونعم بالله رب العالمين ، نشرع بدعائنا في ختام هذه الحلقة دكتور .
الدعاء :
الدكتور راتب :
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك ، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، واحقن دماء المسلمين في كل مكان ، واحقن دماءهم في الشام ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .
خاتمة و توديع :
المذيع :
الحمد لله رب العالمين ، بارك الله بكم فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، حلقتنا عن توكيل الأمر إلى الله .
سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته