- ندوات إذاعية / ٠09برنامج حياة المسلم - إذاعة حياة إف إم
- /
- ٠1برنامج حياة المسلم 1
مقدمة :
المذيع:
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، وأتمّ الصلاة وخير التسليم على حبيب قلوبنا ، على نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، و أهلاً ومرحباً بكم معنا على الهواء عبر أثير إذاعتكم حياة fm ، نرحب بكم ونرحب بفضيلة العلامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، أهلاً ومرحباً بكم شيخنا و أستاذنا .
الدكتور راتب :
بارك الله بكم ونفع بكم .
المذيع:
حديثنا سيكون بعون الله عن الاختلاط ، والعلاقة التي تجمع الرجال بالنساء بهذا الكون الذي نعيش فيه ، دكتور الله سبحانه وتعالى خلقنا في كون واحد يجمع الرجال والنساء ولم نفصل في الخلق في كونين منفصلين ، لكن دائماً هناك تحذيرات من العلماء بخطورة اختلاط الرجال بالنساء ، نريد أن نفهم النظرة الشرعية لمبدأ وجود الرجل والمرأة في ذات الكون ؟
الفطرة و الصبغة :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين ، لو كان الرجال في كوكب والنساء في كوكب لانقرض النوع البشري ، لا يوجد إنجاب ، الله عز وجل خلق الذكر والأنثى ، ولحكمة بالغة بالغة بالغة حبب المرأة إلى الرجل فطرة ، ولحكمة بالغة بالغة بالغة حبب الرجل إلى المرأة ، إلا أن هذه الفطرة يقابلها صبغة ، ما الصبغة ؟ الفطرة أن تحب الجمال ، الفطرة أن تحب الصدق ، الفطرة أن تحب العدل ، أن تحب الكمال ، أن تكون كاملاً صبغة ، أي إنسان كائناً من كان على وجه الأرض يحب العدل ، لو أن مجموعة لصوص سرقوا بيتاً يقولون لرئيسهم : اقسم بالعدل ، هو سرق بيتاً ، الفطرة في أصل تركيب الإنسان ، بتعبير آخر ما من شيء فطرك الله عليه إلا يتوافق تماماً مع الشريعة ، قال تعالى :
﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه﴾
أي أمر أمرت به أنت فطرت على محبته ، وأي أمر نهيت عنه أنت فطرت على كراهيته ، فالإنسان إذا تاب إلى الله توبة نصوحة قبل كل شيء اصطلح مع نفسه ، السعادة التي يحبها التائب لا توصف ، لماذا ؟ اصطلح مع فطرته ، هو مبرمج على الصدق ، لا يعني أنه صادق ، مبرمج أن يحب الصدق ، مثلاً لو تجاوزنا الإنسان إلى قطة ، لو ألقيت لها قطعة لحم تأكلها أمامك ، فإذا خطفتها تأكلها بعيدة عنك ، هذه الفطرة ، لذلك الآية الأصل في هذا اللقاء الطيب :
﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه﴾
أي أن تقيم وجهك للدين حنيفاً هذا ما جبلت عليه ، هذا ما فطرت عليه ، هذا ما برمجت عليه ، ما هي السعادة التي يحظى بها المؤمن إذا تاب إلى الله ؟ الجواب لطيف جداً وسهل لأنه اصطلح مع فطرته ، هذه السيارة المارسيدس غالية جداً ، وفيها ميزات مذهلة ، إلا أنها مصممة لطريق معبد ، فإذا سرت بها في الوعر تكسرت في حفر وأكمات وصخور ، هذه مصممة للطريق المعبد ، لا تكتشف خصائصها الكاملة إلا في الطريق المعبد ، وأنت لا تعرف إعجاز الخلق في خلق الإنسان إلا حينما تصطلح مع الله .
الله عز وجل أودع فينا حبّ النساء ، وأودع نحو النساء الميل إلى الرجال ، هذه الفطرة الربانية ، إلا أنه إن صح أن تكون هذه الشهوة للمرأة مئة وثمانين درجة سمح لك بمئة درجة ، وهناك مئة أخرى ممنوعة ، سمح لك أن تتزوج ، وسمح لك أن ترى بملء عينيك أمك ، وأختك وابنتك وعمتك وخالتك ، المحارم ، ممكن أن تملأ عينيك ولكن كتعقيب دقيق جداً الأم والأخت والعمة والخالة قال عنها العلماء ثياب الخدمة ، الخدمة أي نصف كم وتحت الركبة ، وقبة عالية ، ترى أمك ، لكن لا نقول : تفتح الباب على أمك ، النبي عليه الصلاة والسلام علمنا أن نستأذن على أمهاتنا ، وهناك صحابي تعجب كيف نستأذن على أمهاتنا ؟ قال : أتحب أن تراها عريانة ؟ انتهى الأمر ، لا يقدر الأب المسلم الورع أن يفتح باب ابنته دون أن يستأذن، أنا أبوها ، خير إن شاء الله وإذا كنت والدها أتحب أن تراها عريانة ؟
المذيع:
دكتور في العلاقة التي تجمع الرجل بالمرأة وكما تفضلت هل الفطرة أن يميل الرجل للمرأة ؟ وأن تميل المرأة للرجل ؟ لماذا خلقنا معاً في كون واحد ؟ وكان التشريع أن نبتعد، قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ولا يجوز الاختلاط بلا ضرورة ، ما الحكمة من ذلك ؟
الحكمة من غضّ البصر :
الدكتور راتب :
الحقيقة هو ما منعك ، منعك من الطريق الخطأ ، منعك من أن تميل إلى امرأة لا تحل لك ، لها زوج ، منعك من أن تقيم علاقة من امرأة لا تحل لك ، منعك أن تملأ عينك من محاسن امرأة أجنبية ، هذه كلها لها مضاعفات ، سوف أقول لك كلمة دقيقة جداً : أنت عندما تنظر إلى وردة جميلة أنت استمتعت بمنظرها ، شجرة سرو رائعة ، لكن لا تشتهي أن تضمها لك ، أن تتأثر بالجمال شيء وأن تنظر إلى امرأة شيء آخر ، هنا يوجد شهوة ، لا شيء في الإسلام بالعلاقات الزوجية له حد ، هذه الصخرة عندما تكون في رأس جبل وأنت تريد أن تدفعها إلى الوادي ، لكن تقول : سوف أدفعها متراً واحداً فقط في طريق الوادي ، لن تستقر إلا في الوادي، نظرة فابتسامة فموعد فلقاء وبعد ذلك أكمل ، كل الأعمال الخطيرة فيما بين الذكر والأنثى البدء كان بسيطاً ، البدء كان إطلاق بصر ، البدء كان حوار غزل ، البدء كان تقرباً معقولاً لكنه تطور ، العلاقة بين الذكر والأنثى تتطور ، ولو بحثت عن علماء النفس وسألتهم لقالوا لك : إن أكثر الجرائم الجنسية تبدأ بعلاقة عادية ، ثم تطورت ، لذلك الشرع هو الخبير ، الله وحده قال تعالى :
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾
أنا أملك أغض بصري وهي تملك أن تتحجب ، إن لم تتحجب لا تحرجني أنا أغض بصري عنها ، أنا أملك غض البصر ، وهي تملك أن تكون محجبة ؟
المذيع:
دكتور لتوضيح الآية هل الأصل أن الاختلاط منهي عنه في شريعتنا بين النساء والرجال ، أي يفترض ألا يكون هناك اختلاط ، أم أن الاختلاط متاح لكن بضوابط كالتقيد باللباس وما شابه ذلك ؟
غض البصر العبادة الأولى في الإسلام :
الدكتور راتب :
هناك ضوابط ، الضوابط في المرأة والرجل ، لو أن المرأة كشفت بعض مفاتنها للرجل ، ماذا يفعل الرجل ؟ يغض بصره ، ولو أن الرجل أيضاً كان بأناقة غير معقولة وعطر درجة أولى أيضاً المرأة المؤمنة تغض بصرها .
﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾
هذه العبادة الأولى في الإسلام ، والآن هي للشباب الأولى ، دائماً تطور الأمور تطور إنفجاري ، هناك تطور حسابي و رياضي و إنفجاري .
المذيع:
دكتور ما هي ضوابط الشريعة الإسلامية في الاختلاط ؟
ضوابط الشريعة الإسلامية في الاختلاط :
الدكتور راتب :
ثياب المرأة ضابط ، كلمة دقيقة كل سنتمتر من ثياب المرأة متعلقة بدينها ، وكل كلمة يقولها الرجل متعلقة بدينه ، قال تعالى :
﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾
هي تشتري قماشاً لماذا قلبك قاس علينا ؟ وهي تكلم البائع ، نحن جيرانك ، ألا تحب جيرانك ؟ هذا كلام خضوع بالقول ، فطمع الذي في قلبه مرض ، أذكر قصة وقعت في مدينة ، تشتري قماشاً ، هي خضعت له بالقول ، ويغلب على ظني أنها لا تقصد شيئاً آخر ، وهي تسكن إلى جوار البائع ، فبعد أن ذهبت طرق بابها ودخل ، وكان زوجها وصار هناك مشكلة كبيرة ، هي خضعت في القول تقول له : لماذا قلبك قاس علينا ؟
المذيع:
وهو اعتقد أنها دعوة . والأصل أن يغلق هذا الباب .
الدكتور راتب :
أبداً ، كلام :
﴿ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾
كم سعرها ؟ ممكن أن تخفض لنا في السعر ؟ لا ، شكراً ، تمشي ، فقلبك قاس وقلبك طري ، ونحن جيرانك ، لا تخاف من الله ، هذا كله كلام مرفوض ، ومع الأسف الشديد أكثر البيوع في المحلات التي تبيع بضاعة للنساء فيها هذا الحوار الغزلي .
المذيع:
دكتور ضوابط الاختلاط أن يكون هناك تقيد تام في اللباس بين الرجل والمرأة ، وأن يكون هناك رزانة في الكلمات ، ولا يوجد أي خضوع أو ميوعة لا من قبل الرجل ولا المرأة ، هذا ضابطان هل هناك ضوابط أخرى ؟
الدكتور راتب :
أنا أعرف أن المؤمن لا يمكن أن يبدل ثيابه أمام أحد ، مسموح فقط أمام زوجته ، أمام أولاده غير مسموح ، ليس مسموح للبنت أن ترتدي ثياباً شفافة أمام أخيها ، أنا سوف أقول كلمة خطيرة : إذا كان بالعالم ما يسمى زنا محارم فسبب ذلك التفلت ، ليس من المعقول بنت بالثامنة عشرة أعطاها الله شيئاً من الجمال ترتدي ثياباً شفافة أمام أخيها ، أخي !! وإذا كان أخوك ؟ أتريد أن تراها عرينة ؟ يجب أن يكون هناك ثياب محتشمة سماها العلماء ثياب الخدمة، ثم قماش غير شفاف ، ينبغي ألا تشف لون بشرتها ، أما الثانية فألا تصف خطوط جسمها ، ترتدي بنطالاً ضيقاً ، خطوط الجسم كلها مرسومة ، أنا محجبة وأضع حجاباً فوق رأسي .
المذيع:
دكتور خارج المنزل حرام ، أما داخل المنزل فلو لبست هذه الثياب هل هذا محرم؟
الدكتور راتب :
والله خطوط الجسم عورة ، أمام الأخوة ، هذا إيماني والله .
المذيع:
دكتور مطالبة بالحشمة أمام أبيها وأخيها ولا تتوسع بالتراخي .
الدكتور راتب :
الثياب الفضفاضة جزء من حجاب المرأة ، لا تبرز خطوط جسمها .
المذيع:
دكتور واضح .
الدكتور راتب :
بوابة ثانية وألا يكون لون الثياب ، قال تعالى :
﴿ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ﴾
هناك ألوان صارخة ، و ألوان محترمة .
المذيع:
دكتور من الذي يحدد أن هذا اللون مقبول أو مرفوض ؟ العرف ؟
الدكتور راتب :
العرف هذه آية :
﴿ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ﴾
المذيع:
دكتور فاقعة تأتي بعيون الرجال فالأولى للمرأة أن تلبس الألوان المحترمة .
الدكتور راتب :
البني الداكن ، والأسود ، والكحلي الداكن .
المذيع:
دكتور ألا تدخل من باب الضائقة .
الدكتور راتب :
اللون الذي تحبه ترتديه لزوجها ، أول إنسان عليه أن يرى الثياب الجميلة ذات الألوان الفاقعة التي تسر الناظرين الزوج ، ومع الأسف الشديد الشديد هي تبدو في أسوأ ثياب أمام زوجها فإذا خرجت إلى الطريق ترتدي أجمل ثياب ، هذه مشكلة كبيرة جداً ، هذه الثياب الأنيقة لمن ؟ حتى فيما أعلم أن السلف الصالح - من بعض الأحكام التفصيلية الشرعية - لا يجوز أن ترتدي المرأة ثياباً جديدة وأن تريها هذه الثياب لغير زوجها أولاً ، هذه الثياب الجديدة يجب أن يراها الزوج ، أما الذي يقع فهي مهملة لثيابها في بيتها ، مهملة لمكياجها ، مهملة لزينتها ، أما إذا خرجن فكل أناقتها وكل مكياجها وكل ثيابها للخارج ، هذه مشكلة كبيرة ، النبي عليه الصلاة والسلام سئل : من أعظم الرجال حقاً على المرأة ؟ قال : زوجها ، فلما سئل : من أعظم الناس حقاً على الرجل ؟ قال : أمه .
المذيع:
دكتور كنا نتحدث عن ضوابط قبول الاختلاط في الشريعة ، فقلت حضرتك أن يكون هناك تقيد بالثياب والاحتشام ولا يكون هناك خضوع بالقول .
الدكتور راتب :
ألا تشف الثياب عن لون البشرة ، وألا تصف خطوط الجسم ، وألا تكون فاقعة تسر الناظرين .
المذيع:
دكتور حتى لو كان الحجاب يغطي كل الجسد وواسع وغير شفاف وكانت ألوانه براقة ؟
على المرأة إخفاء زينتها إلا ما ظهر منها عن غير قصد :
الدكتور راتب :
﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾
لا بالعكس ما معنى زينتهن ؟ هي طويلة ، إلا ما ظهر منها ، طولها لا تستطيع أن تخفيه ، ترتدي معطفاً دقيقاً ، لا تستطيع تغيير لون الثوب ، دائماً إلا ما ظهر منها عن غير قصد .
﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾
أما هناك أشياء فتظهر منها لون بشرتها ، ثيابها شفافة ، ضيقة .
المذيع:
دكتور المكياج مسموح للتوضيح خارج المنزل ؟
الدكتور راتب :
لا والله أبداً .
المذيع:
دكتور الكحل ؟
الدكتور راتب :
عليه إشكال ، لها زوج ، الرجل أول إنسان على المرأة أن تؤدي له حقه ، بأن تعينه على غض بصره ، أنا أقول هذه الكلمة وتكون واضحة ، ما هي أعظم عبادة للرجال على الإطلاق ؟ الجهاد في سبيل الله ، المجاهد وضع روحه على كفه أليس كذلك ؟ وما أعظم عبادة للمرأة ؟ إعفاف الشباب ، تعف الشباب إن لم تبد مفاتنها للآخرين .
المذيع:
دكتور لماذا لا نقول هنا نفس القضية أعظم عبادة للمرأة أن تعف الشباب وأعظم عبادة للرجل ان يعف النساء ولا يخضع بالقول ولا يتزين ، لماذا قلنا الجهاد أعظم للرجال ؟
الحكمة من أن الجهاد أعظم عبادة للرجل :
الدكتور راتب :
الجهاد سيدفع روحه ، هي ليست مكلفة بالجهاد ، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، دفع حياته لذلك :
(( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها ، وطلبها مرضاته ، واتباعها موافقته ، يعدل ذلك كله – أي يعدل الجهاد في سبيل الله- ))
كلام دقيق جداً ، أي إذا ساهمت في إحصانه ساهمت في إعفافه ، أما هو في البيت لم ير شيئاً مرتباً أبداً ، بالطريق كله بأعلى درجة من الزينة .
المذيع:
دكتور قد يستمع إليك إنسان ويقول : دائماً أنتم الدعاة تركزون على هذا الموضوع، أن تعف زوجها أي تتزين إليه ، الحياة الأسرية مليئة بملفات أخرى التربية ، التنشئة ، تنظيف البيت ، احترام المتبادل ، لماذا يكون التركيز على هذه القضية ؟
سبب التركيز على قضية الاختلاط :
الدكتور راتب :
والله قرأت كتاباً سابقاً أنا لا أصدق أن يكون هذا الكتاب في اعلى درجة من الدقة؛ الاختلاط بين الذكور والإناث في العالم ليس عندنا ، الذي كتبه أخذه من وثائق صحفية وإخبارية ، ما دام هناك اختلاط هناك تجاوزات ، وما دام هناك تجاوزات هناك جرائم ، لأن الدافع الجنسي أقوى دافع بالإنسان ، فلذلك أنت عندما تمنعه لا تستطيع منعه ولكن تحوله ، من نكاح إلى سفاح .
(( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ... ))
تنتهي هذه العلاقة بين الذكر والأنثى إن لم تفعلوه ؟ لا تنته ، تأخذ مسار السفاح، فكلما ضيقنا شروط الزواج اتسعت دائرة السفاح ، كلما قيدنا شروط الزواج شددنا بشروطها لدرجة صار شبه مستحيل ، يريدون بيتاً بالمدينة بالعاصمة ، ويكون ملكه ، هذا مستحيل ، أسمع بلدة في الشام اجتمع وجهاء القرية ، فاتفقوا أن يكون المهر خاتم سحب فقط ، بلغني يقيناً لم تبق فتاة إلا تزوجت في هذه البلدة ، عندما تضع عقبات حولّنا العلاقة من علاقة نكاح إلى علاقة سفاح .
أقول لك كلمة أخطر : هل تصدق أن مشكلة العنوسة هي أخطر مشكلة تواجه الشعوب الإسلامية ، الآن في بعض البلاد خمسون بالمئة نسبة العنوسة في بلاد قريبة منا ، النساء عوانس ، وهذه ظاهرة خطيرة جداً ، كلمة دقيقة أنا لا أقول تجاوزاً ، الزواج للشاب أحد فصول حياته ، عنده دراسة جامعية ، و تحصيل علم ، و فرصة عمل ، أقول كلمة مؤلمة : أما الزواج للمرأة فكل فصول حياتها ، لأنها عندها دافع الأمومة أكبر دافع في الإنسان ، تريد أن تربي طفلاً ، هذا الطفل ، امرأة قالت لي : أتمنى عليك إنسان يتزوجني وأنجب طفلاً فقط ، لا أريد شيئاً .
فنحن عندما نعالج قضايا العنوسة نكون أبطالاً ، أقول لك كلمة ثانية : هذا الشاب ماذا يريد ؟ أنا أقول : سقفه منخفض جداً ، يريد فرصة عمل ، ويحتاج إلى زوجة ، وإلى مأوى ، عندما يهتم أولو الأمر بتأمين فرص عمل للشباب ، وتأمين مساكن شعبية بالتقسيط المديد بلا فوائد ، وزواج ، أنت أعطيت الشاب حقه الكامل ، الآن هو في خدمة الأمة ، في خدمة المجتمع ، أما إن لم يكن عنده أمل ليتزوج ، ولا أمل ليسكن في بيت ملك ، ولا فرصة عمل ، فهو أمام تطرفين - كلامي دقيق - تطرف تفلتي ، وتطرف تشددي ، التفلتي إباحية ، التشددي التكفير ثم التفجير ، يكفر ويفجر أو يتفلت .
المذيع:
دكتور حتى تكون العلاقة التي يختلط فيها الرجل بالمرأة ، التقيد باللباس ، الانضباط بالقول ، وأن يكون هناك حاجة ، أي للضرورة ، مبدأ الاختلاط كمبدأ إن لم يكن هناك حاجة فهو مرفوض ، أنا طالب أدرس في الجامعة والجامعات في الأردن كلها مختلطة ، هل يجوز أن أذهب أنا وزميلاتي لنشرب الشاي ونتكلم ؟
رفض الاختلاط رفضاً تاماً :
الدكتور راتب :
ليتك لم تسألني هذا السؤال ، أنا أعتقد لا يوجد علاقة بين ذكر وأنثى تبقى عند حد معين ، تتطور ، اقرأ الأمن الجنائي في العالم ، أكثر الكوارث الناتجة عن الاختلاط في البداية لم يكن هناك شيء غير طبيعي ، تطور ، وحبب إليكم هذا الشيء مودع بفطرتنا له في الإسلام ضوابط .
المذيع:
دكتور المثال الذي ضربته لحضرتك مضبوط أم مرفوض ؟
الدكتور راتب :
مرفوض طبعاً .
المذيع:
دكتور مبدأ الدراسة في جامعة مختلطة ولا يوجد بديل عنها ؟
الضوابط التي تراعى عند الاضطرار للاختلاط :
الدكتور راتب :
مضطر ، قال تعالى :
﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾
يغض بصره ، أقسم لك بالله .
((من غض بصره عن محارم الله أورثه الله حلاوة في قلبه إلى يوم يلقاه))
أقسم لك بالله ، الله عز وجل لما أمرك بغض البصر أعانك عليه ، تسمع إنساناً ذهب للجهاد في أفغانستان ، فذهبت رجله ، أريد أن يذهب مرة ثانية ، الله يتجلى على المجاهد تجلياً استثنائياً ، هو أسعد إنسان بالجهاد ، والله يتجلى على الشاب ، ما من شيء أحب إلى الله تعالى من الشاب التائب ، إن الله يباهي الملائكة بالشاب التائب يقول : انظروا عبدي ترك شهوته من أجلي ، ليس من السهل أن تغض بصرك وأنت شاب أول حياتك والدنيا ترقص أمامك ، ليس من السهل أن تبتعد عن كل جلسة لا ترضي الله ، اعتذر ، اخرج ، هذا هو الإيمان ، إذا لم يكن هناك شيء يقابل الإيمان فالدين باطل ، والله المؤمن عنده سعادة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم ، مثلاً عندنا إنسان ذكي جداً لكنه فقير ، تبرع له إنسان محسن بكرت طائرة لباريس ، ليدرس في السوربون ، لكنه لا يملك مصروف الدراسة ، فيشتغل في الليل بمطعم يجلي الصحون ، وفي النهار يدرس ، بعد سبع سنوات أخذ دكتوراه من السوربون موعود بأعلى منصب ببلده إذا معه هذا الاختصاص ، بعد ما أخذ الشهادة وصدقها من الخارجية والسفارة وقطع تذاكر الطائرة ووضع رجله في سلم الطائرة هذا الموت عند الإنسان المؤمن ، تعب ، غض بصره ، ضبط لسانه ، ضبط إنفاقه ، ضبط كسبه ، ضبط كل شيء ، أقام الدين في بيته ونفسه ، الآن سوف يغادر الدنيا ، هذا الطالب عندما أخذ الدكتوراه الآن سوف يسافر إلى بلده ويصير وزير صحة ، وله بيت في أرقى أحياء المدينة ، وبيت في الريف ، وبيت على البحر ، و ثلاث سيارات ، وسيادة الوزير ، هذا كله نتيجة دراسته ليلاً نهاراً ، وجلي الصحون في الليل ، والدراسة بالنهار ، حتى أخذ الدكتوراه .
(( تحفة المؤمن الموت ))
الموت عرس المؤمن ، هذا الإيمان ، أنت عندما تبذل ثمناً غالياً تكون النتائج باهرة، الثمن غال النتائج باهرة .
المذيع:
دكتور ملخص ما كنا فيه أن الأصل أننا كون واحد فيه نساء ورجل ، ومن فطرتنا أن يميل كل طرف للآخر ، لكن بالمقابل يفترض أن نبتعد ، يقبل جمعنا معاً وهو الاختلاط بضوابط ، تقيد باللباس ، كلام متزن ، قضية أطرحها وهي التبسط ، والتي تحصل مع كثرة الألفة بالاختلاط ، شاب يدرس في كلية معه بنت أربع سنوات يراها أكثر من شقيقته ، الموظفون في العمل في المكتب يراها أكثر من زوجته ، مع الوقت يصير هناك ألفة ويقل الأمر الرسمي وتصبح القضايا تبسط ، بعضنا ينادي بعضاً بالأسماء دون أخ أو أستاذ أو أستاذة ، أحياناً نأكل مع بعضنا البعض في أماكن العمل ، يصير هناك تواصل شخصي ، نحكي لبعض عن بعض القضايا هل هذا مقبول هذا التبسط ؟
التبسط و كثرة الألفة نتيجة الاختلاط :
الدكتور راتب :
والله أول شيء أعجب به في الغرب ، مهما كان مقامه كبيراً ينادى باسمه فقط في أمريكا ، أحمد ، هذه بسيطة ، أما في حفل رسمي فالدكتور فلان ، الأستاذ فلان ، التعامل اليومي ينشئ تبسطاً ، ولكن أنت تقدر أن تنظر إلى المرأة دون أن تدقق في تفاصيل جسمها ، هذا كلام دقيق ، أما إن دققت أكثر فهناك مشكلة .
المذيع:
دكتور قصة التبسط في العمل لو أفطرنا معاً رجالاً ونساء ، وهي معي في العمل ثماني ساعات في نفس القاعة هل هناك خلل ؟
الدكتور راتب :
يكون الكلام غير مثير .
المذيع:
دكتور نريد أن نفطر معاً ؟
الدكتور راتب :
هل هناك كلام مثير ؟ مثلاً تقول له : ما شاء الله كم أنت ذكي ، مالت ، ولا تخضعن بالقول ، يقول لها : أنا لي أخت مسكينة جمالك يضاهي جمالها ، هذا صار غزلاً ، أما كم الساعة ؟ الثامنة والربع ، عندنا اليوم كذا وكذا .
المذيع:
دكتور الأمثلة التي تضربها إذا كان هناك ضرورة للتواصل بالعمل ، إذا كان لغير ضرورة مثلاً نشرب شاي معاً ، نفطر .
الدكتور راتب :
أنا لا يوجد عندي فتوى بهذا ، غير مقبولة .
المذيع:
أي حرام ؟
الدكتور راتب :
لا أقول : حرام ، أبعدني عن الحرام والحلال ، أنا عندما أريد أن أجلس مع امرأة وأشرب كأساً من الشاي أنا أين عيوني ؟ أنظر إليها ؟ معقول أنظر إلى الجهة المقابلة ؟ ليس من المعقول ، أنظر إليها لفت نظري لونها ، طولها ، ذكاؤها ، هذا ...
المذيع:
دكتور في قصة النظر جزء من تواصلنا الفكري كبشر عندما نتكلم مع أحد والآن أنا أنظر إليك وأنت تنظر إلي ، لو أردت أن أتحدث مع امرأة جزء من طبيعة التواصل ...
كيفية التعامل مع النساء :
الدكتور راتب :
هناك نقطة دقيقة جداً جداً ، مسيلمة الكذاب قبض على صحابيين قال للأول أتشهد أني رسول الله ؟ قال : ما سمعت شيئاً ، فقطع رأسه ، سأل الثاني : تشهد أني رسول الله؟ قال : أشهد أنك رسول الله ، ماذا قال النبي لأصحابه ؟ قال : أما الأول فقد أعزّ دين الله فأعزه الله ، وأما الثاني فقد قبل رخصة الله .
أنا أدعو المنقبة ألا تعترض على المحجبة ، المنقبة غطت وجهها ، والمحجبة مكشوف وجهها ، ألا تعترض المنقبة على المحجبة ، وألا تعترض المحجبة على المنقبة ، المنقبة أعلى شيء والمحجبة أقل شيء .
المذيع:
وكلاهما في سلم الإيمان ؟
الدكتور راتب :
أبداً ، لما قال : ما سمعت شيئاً قطع رأسه ، سأل الثاني : تشهد أني رسول الله ؟ قال : أشهد أنك رسول الله ، ماذا قال النبي لأصحابه ؟ قال : أما الأول فقد أعزّ دين الله فأعزه الله ، قال: وأما الثاني فقد قبل رخصة الله . الإسلام وضعك بموضوعات كثيرة بين حد أدنى وحد أعلى ، في الجامعة هناك مقام مقبول وهناك مرتبة شرف .
المذيع:
دكتور في تعاملي أنا مع النساء امرأة لا تحل لي ، بائعة في محل ، زميلة في العمل .
الدكتور راتب :
أسألها كم سعرها ؟ غالية ، ممكن أن تنزلي لنا في السعر ، كلام عادي .
المذيع:
هل يجوز لي أثناء الحوار ان أنظر لها ؟
الدكتور راتب :
الوجه قضية خلافية .
المذيع:
نظر تواصل ليست نظرة غريزة .
الدكتور راتب :
العلماء قالوا : إذا كان الوجه غير معقول يجب عدم النظر إليها ، ادخل إلى صف في مدرسة - هذه الميزات كشفها عالم سوفيتي اسمه بوس رسم خطاً بيانياً بكل شيء تتصوره - هناك خمسة بالمئة من الطلاب متميزون جداً ، وخمسة متخلفون ، وتسعون بالمئة وسط ، ادخل إلى صف تجد تسعين بالمئة الوجه عادي ، تجد وجهاً شاطح بالجمال ، فيه تألق، نحن الخمسة بالمئة إيجاباً والخمسة بالمئة سلباً ، والباقي وسطاً ، ممكن أن تنظر إلى وجهها فقط أما إذا كان جمالها شاطحاً فيجب أن تغض بصرك .
المذيع:
دكتور جزء من مسألة الاختلاط الخلوة ، أحياناً موظفة تعمل سكرتيرة لدى طبيب في عيادة ، ولا يوجد الآن مرضى ، والباب مغلق هل هذا يعد خلوة ؟
الخلوة :
الدكتور راتب :
سيدي النبي عليه الصلاة والسلام قال : " ما خلا - ما قال : رجل ، ما قال : كافر - رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " وإذا أنت لك ثقافة في موضوع إدارة الأمور تأتيك أرقام مخيفة أن الخلوة أكبر مشكلة بين الرجل والمرأة ، رأساً دخل الشيطان ، كلمة نظرة .. سأقول لك كلمة أدق من ذلك : أكثر الجرائم التي بنيت على الاختلاط في البداية ما كان أحد يريد أن يعمل ، ولكن كله تطور لأن المرأة محببة والرجل محبب .
المذيع:
في المثال الذي ضربته هل ترى فيه خلوة أم لا ؟
الدكتور راتب :
والله أنا كنت مدير ثانوية وعندي قسم للبنات ، وتأتي لعندي الموجهات ، والدنيا شتاء والبرد لا يحتمل أقول لها : رائحة مازوت افتحي الباب لا أقبل أن يكون الباب مغلقاً .
المذيع:
هذا الأفضل أن يكون الباب مفتوحاً .
الدكتور راتب :
إذا أغلق الباب تصبح مشكلة ، عفواً المهر يجب بالخلوة و لو لم يحصل شيء، خطب وكتب كتابه ، وجلس معها بغرفة ، والباب يفتح لكنه مغلق ، توجب نصف المهر ، لأنه صار هناك خلوة آمنة .
المذيع:
دكتور في علاقة الرجل بالمرأة الآن لو أنا أعمل في مؤسسة ولي زميلة تعمل فيها ، وتسكن بالقرب مني هل يجوز بسيارتي الشخصية وأنا أعود من عملي أن أصحبها معي أم أن هذا مرفوض ؟
النهايات المخيفة تبدأ ببدايات معقولة :
الدكتور راتب :
تجلس في المقعد الخلفي ، وعند الضرورة .
المذيع:
هل تشجع الشباب على مثل هذا الأمر ؟
الدكتور راتب :
لي بالدعوة أربعون سنة ، أنا أرى كل النهايات المخيفة بدأت ببدايات معقولة ، هذا اجتهاد لي ، وأنتم يجب ألا تدعوني إلى هذا اللقاء .
المذيع:
نحن لم ندعُ فضيلتكم إلا لنستمد من علمكم .
الدكتور راتب :
هذا الوضع أراه ، أنا لي بالدعوة أربعون سنة عندي بالأسبوع عدة مشاكل عن الاختلاط .
المذيع:
دكتور هل في حياتك مثلاً أثناء تنقلك من منطقة لمنطقة اصطحبت معك فتاة ليست من محارمك ؟ ليست شقيقتك ؟ بالنسبة لك المبدأ مرفوض حتى تجلس بالمقعد الخلفي الفكرة مرفوضة عندك ؟
الاضطرار يعفي الإنسان من المسؤولية :
الدكتور راتب :
طبعاً مرفوضة ، أنا ما فعلتها .
المذيع:
دكتور ولكن لمن اضطر كاضطرار .
الدكتور راتب :
لا يوجد مشكلة إذا اضطر .
﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾
أنا مرة عاتبت أخاً ، له أخت بمنطقة غير ملتزمة شاهدها بين مئة رجل تنتظر الباص ، ومعه سيارة و لك يدعها للركوب ، أنا أقمت عليه القيامة ، هذه أختك ، هو يعاقبها لأنها غير محجبة .
المذيع:
دكتور ماذا عن الاختلاط الإلكتروني ؟
الاختلاط الإلكتروني :
الدكتور راتب :
أنا أريد أن أعتذر من الأخوة المستمعين لعلي قسوت في الفتاوى ، هذه قناعتي والأخ المستمع حر يأخذ أو لا يأخذ هذه قناعتي .
المذيع:
الاختلاط الإلكتروني عبر الانترنيت والفيس هل يقاس عليه هذه الأحكام ؟
الدكتور راتب :
أنا أتمنى أن يكون معك معلومات دقيقة ، والله مئات الجرائم الجنسية بدأت الكترونية والله ، مراسلة على الفيس بوك ثم صار هناك موعد .
المذيع:
دكتور يقاس عليها أحكام الاختلاط ؟
الدكتور راتب :
أبداً ، هذا الميل طبيعي بالإنسان لا تتجاهله ، وأنا أقول : الله ما أغلق الشهوة ، الشهوة مفتوحة ، لكن بقنوات نظيفة ، الوقود السائل إذا وضع في المستودع المحكَم ، وسال في الأنبوب المحكم ، وانفجر في الوقت المناسب ، وفي المكان المناسب ولّد حركة نافعة ، أقلّتك هذه السيارة أنت وأهلك في يوم جميل ، أما إذا صبّ على السيارة ، أعطها شرارة ، أحرقت المركبة كلها .
المذيع:
دكتور قضية الاختلاط بين الأهل ، مرات يزور ابن عمه ، كثير من العائلات تجلس جلسة واحدة هو وابن عمه وزوجات كليهما ، ما توجيه فضيلتكم الشرعي في هذه القضية؟
الاختلاط بين الأهل :
الدكتور راتب :
أنا منهجي هكذا ، أنا اجتماعي إلى أقصى درجة ، وأعمل ولائم وزيارات ، لكن نحن لا يوجد عندنا اختلاط ، الجو الذي حولي كله هكذا جامعي ، هكذا النساء بمكان ، والرجال بمكان .
المذيع:
حتى إذا زارك ابن عمك ؟
الدكتور راتب :
مستحيل ، أبداً ، والله أنا ما خالفت بحياتي ، أنا اجتماعي جداً ، عندي زيارات بعدد كثيف جداً ، أنا أزور والأخوان يزوروني ما عندنا جلسة مشتركة إطلاقاً ، إن كان في عمل بوزارة أجلس أغض بصري .
المذيع:
انتهى العمل ينتهي التواصل .
الدكتور راتب :
أبداً .
المذيع:
دكتور فتح الله عليك ، نختم هذه الحلقة بدعاء من حضرتكم .
خاتمة و توديع :
الدكتور راتب :
اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا، اقْسِم لنَا من خَشْيَتِكَ ما يَحُولُ بيننا وبين معاصِيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا ، اللهم أمتعنا بأسماعنا ، وأبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، اللهم اجعل هذا المنبر الإذاعي دعوة لك خالصة يا رب العالمين ، و اجعل المستمع الكريم ينتفع بما قيل في هذه اللقاءات الطيبة ، لأن الحق أحق ان يتبع ، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، والحمد لله رب العالمين .
المذيع:
الحمد لله رب العالمين ، بارك الله بكم فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي وكان حديثنا فيها تحت عنوان : علاقة الرجال بالنساء والاختلاط ، ألخص أنا : ربنا خلق لنا كوناً واحداً لنعيش حياة هادئة في هذا الكون ، لكن للرجال أماكن يفترض ألا يلتقوا بها بالنساء إلا لضرورة كالعمل والدراسة ، ويكون حاجة تواصلنا عند هذه الضرورة فقط ، والتقيد بالكلام الموزون دون الخضوع بالقول ، وبالتقيد التام باللباس ، وحتى بين الأقارب يفترض أن تكون العلاقة الاجتماعية واسعة لكن للنساء مكان وكذلك مكان للرجال لا يلتقوا به ، والاختلاط اللكتروني تقاس أحكامه على الاختلاط العادي ، والحذر الحذر من الخلوة التي ينفرد بها رجل بامرأة ، بارك الله بكم فضيلة الدكتور .
الدكتور راتب :
أول خطبة ألقيتها في حياتي عام أربعة وسبعين ، فلما قادني خطيب المسجد القديم خطب به سبعين سنة هو ابن عم والدي ، وقادني أمام المصلين إلى المنبر أنا تهيبت هذا الموقف ، أذكر أني ناجيت ربي يا رب أنا لست أهلاً بهذا المنبر أعاهدك ألا أقول كلمة لا أطبقها في حياتي اليومية ، فقط ، هذا رأس مالي الوحيد ، أنا أطبق وأقول ، إذا قلت ولم أطبق صغرت عند الله ، وسقط هذا الداعية من نظر الله عز وجل ، أنت كذلك يا عبدي ألا تستحي مني ؟ أنا رأس مالي الوحيد لا أتكلم كلمة لا أطبقها في حياتي ، أخجل من الله أن يأتي العتاب، أنت كذلك أما تستحي مني ؟ هذا الذي أتمنى أن يكون واضحاً .
المذيع:
نتعلم منكم ، الله يتقبل منا ، سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أنك لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك ، والسلام عليكم .