وضع داكن
29-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 071 - آداب المساجد.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام في مجلس العلم والإيمان مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وحفظ لكم إيمانكم.
المذيع:
 اللهم آمين، يقول الله عز وجل:

﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾

[سورة الحج:32]

 هذا يقودنا إلى عنوان حلقتنا لهذا اليوم الدكتور محمد راتب النابلسي يحدثنا عن آداب المساجد، وأبدأ عن قيمة المسجد ومكانته في الإسلام ونتحدث عن بعض السلوكيات الخاطئة.

 

من علامة الإيمان تعظيم شعائر الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين..

﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾

[سورة الحج:32]

 تعظيم شعائر الله من علامات الإيمان
الله عز وجل عظيم ينبغي أن نعظمه، وأن نعظم أمره ونهيه، وأن نعظم أوامره التعبدية والتعاملية، ما دام الإنسان يقدر الأمر من الآمر، فكلما علا شأن الآمر عظم أمره، وكلما انخفض شأن الآمر انخفض أمره، هل هناك إلا الله خالق السماوات والأرض المبدع العليم الحكيم؟ أسماؤه حسنى، صفاته علا، كمال مطلق، ذات كاملة، لا يوجد جهة يمكن أن نعظمها أكثر من الله، لذلك علامة الإيمان تعظيم شعائر الله عز وجل، فالذي يعظمها أحد هذه الشعائر بيوت الله، دقق الأثر القدسي: " إنّ بيوتي في الأرض المساجد ، وإن زوّارها هم عمّارها، فطُوبى لِعَبْد تطهّر في بيته ثمّ زارني، وحُقّ على المزور أن يُكْرم الزائر"، أي في الجامع إذا إنسان صلى هل يوجد فنجان قهوة أم كأس من الشاي؟ لكن الله ألهمك رشدك، أكبر عطاء إلهي إذا ألقى في قلبك النور ترى به الحق حقاً، والباطل باطلاً، إذا منحك الحكمة تسعد بها ولو فقدت كل شيء، منحك السكينة، منحك الرضا، منحك التوفيق، أعظم عطاء إلهي التوفيق، قال تعالى:

﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ﴾

[ سورة هود: 88 ]

 هناك من يوفق في زواجه، يوفق في عمله، يوفق في صحته، يوفق في دعوته، لذلك العطاء الإلهي كبير جداً، ونحن بهذا العطاء الإلهي نسعد في الدنيا والآخرة، لا بد من تعظيم شعائر الله.
المذيع:
 وهل بيوت الله من الأشياء التي يجب أن تعظم؟
الدكتور راتب :
 بيته في كل مكان، وبيت الله الحرام في مكة، وبيت نبيه في المدينة.
المذيع:
 كل المساجد يطلق عليها بيوت الله، لماذا بيت الله في مكة نقول: بيت الله الحرام؟

 

تعظيم بيت الله الحرام لأنه بيت الله في الأرض :

الدكتور راتب :
 لأن هذا البيت هو الأول في الأرض، قال تعالى:

﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ﴾

[سورة آل عمران:96-97]

 هذا البيت الإنسان عنده طابع مادي في أصل كيانه، فحينما يتخذ الله له بيتاً في الأرض، وأنت شددت الرحال لهذا البيت تشعر انك ذهبت إلى الله، قال تعالى:

﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي ﴾

[ سورة الصافات:99 ]

 بيت الله الحرام بيت الله في الأرض
هكذا قال سيدنا إبراهيم، الله عز وجل عندما اتخذ بيتاً في الأرض موافقة للجانب المادي في كياننا، هذا الإنسان ترك بيته، ترك مقعده الوثير في البيت، ترك زوجته التي يحبها، ترك أولاده، بناته، ترك كل من حوله، ولبى دعوة الله إلى بيته الحرام، العبادات كلها تؤدى في بيتك، الصلاة قد تصلي في البيت، والصيام، والزكاة، والشهادة، إلا الحج هذه عبادة تؤدى في مكان مخصص، وفي زمن مخصص، فالذي يلبي النداء، عندما تقول: لبيك اللهم لبيك، كأن الله يقول لك: تعال يا عبدي، تعال و ذق طعم القرب مني، تعال وذق حكمتي، ذق جمالي، ذق مودتي، هناك دعوة من الله، كلمة لبيك إجابة عن دعاء، تعال يا عبدي لأُريحَكَ من هُموم كالجبال، تعال لأذيقك طعم مودتي، طعم قربي، تعال كي ألقي في قلبك نوراً ترى به الحق حقاً، والباطل باطلاً، أنا أقول: كلمة لبيك اللهم لبيك إجابة لطلب، هذا الطلب هو الله عز وجل، طلبك إليه، دع زوجتك، وأولادك، وعملك، وشأنك، ومكانتك، وغناك، ووسامتك، وشبابك، وتعال إليّ، تعال إليّ مفتقراً خاضعاً، كلما افتقرت إلى الله جاءك المدد من الله، كلمة الحج أنت الآن في زيارة بيت الله الحرام، كلما تواضعت هناك وتذللت قال تعالى:

﴿ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾

[ سورة الرحمن: 78]

 صفتان مذهلتان، الجلال العظمة، والإكرام المودة، فبقدر عظمته بقدر مودته، أنت أحياناً تحب العظيم، تقدره، قد يكون هذا العظيم أستاذاً جامعياً كبيراً، يحمل أعلى شهادة في العالم، لكن معاملته قاسية جداً، أنت تعظمه ولا تحبه، وأحياناً يكون مع أم غير متعلمة يحبها حباً جماً لكن لا يعظم أفكارها، هناك من تحبه ولا تعظمه، وهناك من تعظمه ولا تحبه، أما أن يجمع الإنسان بين التفوق في العلم والكمال فهذا شيء رائع جداً، الله عز وجل ذو الجلال والإكرام يجب أن تحبه بقدر ما تعظمه، ويجب أن تعظمه بقدر ما تحبه.
المذيع:
 نتحدث عن مسجد وبيت الله الحرام هل له في آدابه تفاصيل مختلفة عن باقي بيوت الله أم كل بيوت الله لها آداب واحدة؟
الدكتور راتب :
 كل بيوت الله، لكن هو متميز الصلاة فيه بمئة ألف ركعة، هذا من فضل الله عز وجل.
المذيع:
 الآن نتحدث عن آداب المساجد، ما هي الآداب التي يجب أن يطبقها المسلم؟

 

آداب المساجد :

1 ـ الابتعاد عن الأحاديث الدنيوية في المسجد :

الدكتور راتب :
 أنا أرى أنه إذا كان الحديث في بيت الله الحرام بالدنيا فهناك مشكلة.
المذيع:
 في بيت الله الحرام أم في أي مسجد؟
الدكتور راتب :
 الحديث في المسجد يكون متعلقا بالله أو مصالح المسلمين
في أي مسجد، لكن هنا المخالفة أكبر، أنت جئت من بلد بعيد، قد تكون جئت من ألمانيا، من أمريكا، من اليابان، أنت مسلم من اليابان، قاطع مئات ألوف الكيلومترات، ودافع مبالغ فلكية من أجل أن تتحدث عن أنواع الطعام في بيت الله الحرام؟! عن تجارتك؟ عن أرباحك؟ عن دخلك؟ عن أولادك؟ مستحيل، هذا مكان مقدس، يجب أن تناجي ربك به، وإن حدثت أخاك في البيت حديثاً دينياً، كيف أحوالك، كيف صلاتك، ما عندك من أعمال طيبة، فهذا البيت مكان مقدس وزمان مقدس، فكلما عظمت الله عز وجل كانت خشيتك في بيته أكبر.
المذيع:
 عن كل المساجد في الأرض ما هي الآداب التي يفترض للمسلم أن يلتزمها؟
الدكتور راتب :
 أنا أبدأ الحديث في هذه الأماكن المقدسة يجب أن يكون متعلقاً بالله عز وجل، أو بمصالح المسلمين، أنت التقيت بجامع بإنسان مسؤول عن شيء في الحياة، إذا رفعت له حاجة المسلمين لا يوجد مانع، يجب أن تتكلم كلاماً ينفع المسلمين في آخرتهم أو في دنياهم.
المذيع:
 هذا عن الشأن العام ماذا عن الحديث بالشأن الخاص؟

الحديث في الشأن الخاص يجب أن يكون مشجعاً لمشكلة يعاني منها الإنسان :

الدكتور راتب :
 الشأن الخاص هو الدعاء.
المذيع:
 لا الحديث بيني وبين شخص آخر يتحدث عن الدراسة عن آخر أخبارنا هل يجوز؟
الدكتور راتب :
 إذا كان هناك فائدة من السؤال والجواب لا يوجد مانع، مثلاً شخص قال لك: أنا أدرس رياضيات، لكن أنا قلق من هذا الفرع، تقول له: الله يعينك، أنت تشجعه، إذا كان الحديث في الشأن الخاص يمكن أن يكون الحديث مشجعاً لمشكلة يعاني منها الإنسان...
المذيع:
 ماذا عن الصوت هل هناك درجة يجب أن يلتفت إليها المسلم بدرجة ارتفاعه؟

2 ـ خفض الصوت :

الدكتور راتب :
 قال تعالى:

﴿ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾

[سورة الأعراف: 19]

 قرآن كريم، هذا الذي يتكلم بصوت عال يشوش على المصلي صلاته هناك نهي كبير جداً، أحياناً شخص غير ملتزم بالأدب يتكلم مع صديقه التاجر عن صفقاته، و هناك صلاة، هذا يصلي الوتر، هذا يصلي السنة، سمع صوته وكل تفاصيل حديثه، يجب أن يكون الكلام همساً في الجامع، ليس همساً بل صوتاً منخفضاً، لا يتجاوز المتر أو المترين.
المذيع:
 هل من السنة حينما يدخل المسلم المسجد أن يؤدي ركعتي تحية المسجد؟

 

3 ـ أداء تحية المسجد :

الدكتور راتب :
 أبداً، هو يغني عنها طواف القدوم.
المذيع:
 هذا في بيت الله الحرام أما في المساجد؟
الدكتور راتب :
 ركعتا تحية المسجد.
المذيع:
 هذه للرجال والنساء، هل يمكن للإنسان أن يشرك مع هاتين الركعتين عبادة أخرى، مثلاً دخل قبيل صلاة الظهر فله أن يصلي بذات الركعتين السنة القبلية؟

جواز إشراك عبادة أخرى مع تحية المسجد :

الدكتور راتب :
 هناك بعض الآراء ممكن، ذكروا ذلك عقب شهر رمضان يوجد ستة أيام، الذي عليه دين بعض العلماء أجازوا دمج اليومين مع الستة...
المذيع:
 لكنها فريضة وسنة، لكن في المسجد لو أشرك نيتين في صلاة واحدة.
الدكتور راتب :
 لا يوجد مشكلة، أنا لا أريد أن أكون مادياً تقليدياً، نويت أداء ركعتي الفجر الله أكبر، النية ليست نصية، ليست لفظية، مثلاً إنسان يقول: نويت الصيام غداً، لماذا استيقظت الساعة الثانية ليلاً؟ أنت تنوي الصيام فالنية عمل القلب، الفقهاء بعضهم ترجموا هذه النية إلى أقوال، أنا من أنصار أن تبقى عمل القلب.
المذيع:
 لكن الفكرة أن تكون الصلاتان في صلاة واحدة، ويكون هناك إشراك في النية.
الدكتور راتب :
 لا يوجد مانع.
المذيع:
 أحياناً يضيق الوقت قبل إقامة الصلاة فإذا صلى تحية المسجد والسنة القبلية ممكن أن يدمجهما معاً؟
الدكتور راتب :
 ممكن إذا دخل والإمام بدأ الصلاة، الأولوية للصلاة هنا.
المذيع:
 لازال حديثنا عن آداب المسجد، وأن يكون حديثنا في المسجد بسبب وجودنا لعبادة الله، أو ما ينفع المسلمين في شأنهم العام، ولو كان خاصاً بين اثنين أن يكون بوقت قصير ولا يشوش على أحد، والأدب الثاني الصوت المنخفض، وأن نصلي تحية المسجد..
 هل هناك جلسة معينة يجلسها أم يجلس براحته؟

4 ـ عدم اتخاذ المسجد للنوم :

الدكتور راتب :
 إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق وحبيب الحق وسيد ولد آدم ما رئي ماداً رجليه قط، والله أنا أرى شباباً يجلس ويمد رجليه الطويلتين، أين جالس؟ هل تستطيع أن تجلس هذه الجلسة أمام وزير؟ أمام كبير من كبراء القوم؟ من سوء الأدب أن تتخذ المسجد للنوم
لا تقدر، يجب أن تتقي الله، أن تستحي من الله، هذا بيته، هذا مكان مقدس، أما النوم في المجلس ينام، إذا إنسان مسافر ولم يتمكن من أن ينزل بفندق، وغلبته عينه بطرف المسجد وبأدب ثنى رجليه، ممكن أن نتغاضى عنها، أما هو مرتاح يريد أن ينام في المسجد والمسجد مكيف، متى نراها؟ بمكة والمدينة المساجد مكيفة، في الخارج الحرارة عالية يريد أن ينام، أنا أقول: من سوء الأدب مع الله أن تتخذ المسجد للنوم.
المذيع:
 لو كان معتكفاً.
الدكتور راتب :
 جزء من اعتكافه أن ينام، لكن أحياناً عندنا الجامع الأموي له باب من الحميدية، وباب من الطرف الآخر، يتخذ الجامع ممراً فقط، هذا خطأ، هناك طريق أطول بقليل جانبي لكن كان فقط ممراً لو دخلت وصليت ركعتين مقبول، أما تتخذه ممراً ففيه إشكال.
المذيع:
 هل من إشكال لو كان المسجد يسهل الطريق على الناس؟
الدكتور راتب :
 صار المسجد طريقاً، جامعة هل تقبل أن تكون طريقاً؟ لا تقبل، المسافة عشرون متراً، زيادة أربعون متراً.
المذيع:
 هل تعد ساحات المسجد جزءاً من حرم المسجد؟
الدكتور راتب :
 نعم نوع واحد، صحن وحرم، طبعاً الالتزام بالصحن أقل من الالتزام بالحرم.
المذيع:
 لو تحدثنا عن الأخوة الذين يقرؤون القرآن الكريم إما قبل الصلاة أو بعدها ويرفعون الصوت خشوعاً؟

5 ـ عدم رفع الصوت والتشويش على المصلين :

الدكتور راتب :
 سيدي هذه تحتاج إلى ذوق كبير جداً، يجب ألا تشوش بقراءتك للقرآن على مصل آخر، إذا صوتك فيه أخطاء بالتجويد كبيرة جداً لا تعرف ماذا تقرأ، والذي حولك يعرفون بالتجويد، هنا ما جاء بالمد، وكذا، شوشت الحاضرين، أفضل الذكر إخفاء الذكر، يكون ذكرك بينك وبين الله، كلما كان صامتاً كلما كان معه إخلاص شديد، الله يسمعنا.
المذيع:
 إذا كان متقناً لأحكام التجويد هل يجوز له أن يرفع صوته؟
الدكتور راتب :
 لا، لا يجوز، يشوش على الحاضرين، الأول يقرأ القرآن شوشت عليه، الثاني يصلي صلاة سرية شوشت عليه.
المذيع:
 هناك أولوية هي للمصلي أم لقارئ القرآن الكريم؟
الدكتور راتب :
 كلاهما عبادة، المصلي أولى.
المذيع:
 لا يحق لقارئ القرآن أن يرفع الصوت ويشوش على المصلي، وماذا لو كانت حلقة لتعليم التجويد؟
الدكتور راتب :
 لا يوجد مانع، هذا صار درساً، شيء مشروع، لكن إن وجد درس و أراد أن يصلي يبتعد عن الدرس ويصلي، أحياناً يكون هناك درس يرفع صوته بالقراءة، غير معقول وصل صوته لآخر الجامع، أنا أراها بشكل غير معقول، أنت ممكن أن تكون قراءتك جهرية بصوت مقبول، وممكن أن ترفعها عشرة أضعاف الصوت، بهذا شوشت على المدرس في المسجد.
المذيع:
 دكتورنا حينما نتحدث عن الدروس الدينية وما فيها من مواعظ وكلام يذكر الخلق بالخالق عز وجل، هل لها آداب معينة في أوقاتها؟

آداب الدروس الدينية :

الدكتور راتب :
 أحياناً ترى المصلي يريد أن يسند ظهره بالحائط بعيد عن الحلقة مسافة اثني عشر متر، بعثرة المصلين في الجامع ليس من الأدب، الدرس في مكان إذا اجتمعنا حوله هناك مودة، قرب منك، أما يجلس بمكان بعيد، ويسند ظهره بالجدار، ويمد رجليه فهذه ليس فيها أدب.
المذيع:
 أحياناً يكون الدرس طويلاً.
الدكتور راتب :
 الجلوس من الاحترام في الدروس الدينية بالمسجد
خطأ أن يكون الدرس طويلاً، أنا قناعتي الآن أطول درس عبارة عن عشرين دقيقة، وأقل درس خمس دقائق، الآن بالفضائيات كلها الدرس عشر دقائق، هناك دراسة نفسية عميقة الإنسان لا يركز أكثر من عشر دقائق، أحياناً درس تفسير ممكن أن يكون عشرين دقيقة، أنا أطول درس بحياتي عبارة عن أربعين دقيقة، درس تفسير مهم جداً أسبوعي، يحضره خمسة آلاف، أما عشرون فأولى، وعشرة أولى، كلما كان الكلام مركزاً وواضحاً تقطف ثماره.
المذيع:
 لو كان الإنسان متعباً، والدرس بعد صلاة المغرب، وهو منذ الصباح في العمل، ولم يتحوقل مع طلبة العلم في حلقة، جلس قرب الحائط هل يعد هذا سوء أدب؟
الدكتور راتب :
 طالما الجلسة فيها أدب، أحياناً إنسان يقابل وزيراً يلف رجلاً على رجل، هذا سوء أدب، هناك جلسة فيها أدب، واضطجاع فيه أدب، واضطجاع لا يوجد به أدب، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(( أدَّبني ربي فأحسن تأديبي ))

[ من الجامع الصغير عن ابن مسعود ]

 وما رئي ماداً رجليه قط.
المذيع:
 بعض الأخوة الذين يمدون أقدامهم.
الدكتور راتب :
 عفواً هناك آلام ركب، هذا المريض معذور، هناك إنسان لا يستطيع معه التهاب بركبته.
المذيع:
 إذا لم يكن لديه مرض ولكن كان يرتاح بهذه الجلسة.
الدكتور راتب :
 إذا عنده جلسة طويلة لا يوجد مانع مادام هناك توقير لله في الجامع بشكل أو بآخر مقبول.
المذيع:
 ماذا عن أن تكون القدمان باتجاه القبلة هل هناك نهي؟
الدكتور راتب :
 نعم يوجد نهي، الأولى أن يكون رأسه باتجاه القبلة.
المذيع:
 حينما نتحدث عن الدروس ومجالس العلم أحياناً يوزع شيء من القهوة أو الحلويات هل هذا يتنافى مع آداب المسجد؟

 

6 ـ توزيع الطعام في المسجد لا يتنافى مع آداب المسجد :

الدكتور راتب :
 لا، أبداً، هناك طعام جافة له غلاف، هذا مكان اجتماع المسلمين، في الحرم المكي والنبوي الأكل كله فيه، لكن يوجد أغطية بلاستيكية منتظمة، والأكل لطيف، تمر، كأس لبن، أشياء لطيفة.
المذيع:

الأكل في المسجد لا يتنافى مع آداب المسجد

 الجوال في هذا الزمان هل من آداب المسجد أن يتحدث ويجري اتصالاً؟

7 ـ إطفاء الجوال قبل الدخول :

الدكتور راتب :
 من الأدب إطفاء الجوال قبل دخول المسجد
من آداب المسجد إطفاء الجوال قبل الدخول، إنسان يرن جواله، مرة كنا بالجامع، ويبدو أن الجوال لابنته، وقد وضعت فيه أغنية ساقطة، ولم يعرف أن يوقفه، أمام الناس والغناء يصدح في المسجد، أثناء الصلاة شيء لا يصدق، الجوال إما أنك مالكه تماماً، أنا عندي بالدخول اجعله صامتاً، أو أطفئه إطفاء كاملاً، كان عندي جوال ممكن أن تطفئه ساعة فقط ثم يعمل بنفسه.
المذيع:
 بعيداً عن صوت الجوال، فكرة إجراء اتصال مثلاً تنتهي الصلاة ثم يتحدث بمكالمات.
الدكتور راتب :
 عفواً لو فرضنا شخصاً دهس ابنه، يخبرون الأب، أحياناً يوجد حالات قاهرة الإنسان هنا معذور، إذا كان هناك رقي ديني لا يتصل بالإنسان في الجامع إلا لسبب قاهر، أو أمر خطير.
المذيع:
 ردة فعل بعض المصلين على من يرن هاتفه عنيفة، بعد الصلاة يعنفونه كثيراً، وقد لا يعرف أن يتعامل مع الجوال.

من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف ومن نهى عن منكر فليكن نهيه بغير منكر :

الدكتور راتب :
 الجواب من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف، ومن نهى عن منكر فليكن نهيه بغير منكر، اللطف، ممكن أن تستأذنه الهاتف يرن، علمت قصة مذهلة، اثنان يتكلمان باللغة العربية في لندن، فلما دخل صديقهما قطعوا كلامهما بالعربية وتكلموا بالإنكليزية، هو لفت نظره كانوا يتكلموا بالعربية فلما عاتبهم ظاناً أنها إهانة له، قالوا له: لا، بالعكس..

((إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه فإن ذلك يحزنه))

[مسلم عن أبي الربيع]

 سمعت أن هذا كان سبب إسلامه..
المذيع:
 هي آداب يتحلى بها المسلم عندما يكون في بيت من بيوت الله، نقاط كثيرة طرحناها تحدثنا أن يكون الحديث مرتبطاً بالشأن العام، ولا يشوش على من يقرأ القرآن، وأن يبدأ بتحية المسجد، ولا يمد قدميه، وإن كان لا بد فلا يكون باتجاه القبلة...
 سأطرح قضية وقد تكون غريبة عن المشاجرة والخصومة في المساجد، بعض المصلين يقعون فيها، يختلفون، هناك أعداد كبيرة من المصلين قد يقترب أحدهم بقدمه فيضعها أما قدم الآخر، قد يأخذ مكاناً وهو لا يعلم أنه لشخص آخر، الواقع يقول إن هناك خصومة تنشأ في المسجد؟

 

السؤال مفتاح العلم :

الدكتور راتب :
 سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا الأدب الذي أنت فيه؟ قال:

(( أدَّبني ربي فأحسن تأديبي ))

[ من الجامع الصغير عن ابن مسعود ]

 العلم مفتاحه السؤال
والله يوجد مواقف فيها أدب صاحبها يسعد بها، أحياناً إنسان يسألك سؤالاً سخيفاً بالتدريس، يأتي سؤال من طالب، أنا لا أسمح لأي طالب أن يضحك، هذا العلم مفتاحه السؤال، فإذا شخص سخر من آخر يحطمه، أذكر تماماً أن طفلاً أمام حفرة قال له رجل: إياك يا غلام أن تقع في الحفرة، والسائل أبو حنيفة، قال: بل إياك يا إمام أن تسقط، إني إن سقطت سقطت وحدي، وإنك إن سقطت سقط معك العالم. فالإنسان عندما يغلط وله مكانة كبيرة تجد لا يوجد تناسب بين علمه وبين سلوكه، عنيف، يوجد عنف شديد، والعنف لا يلد إلا العنف، هناك مدرسون جبابرة إذا إنسان أخطأ يعاقب، أو يشتم شتماً كبيراً جداً، أنا أقول: أنت مدرس وهذا الطالب أخطأ، أنت تحطمه بخطئه، لن يسأل ثانية بحياته، انتهى العلم، ومفتاح العلم السؤال، يبدو عند البعض كان واضحاً لكن عنده لم يكن واضحاً.
المذيع:
 ماذا تقول للذين يختصمون داخل المسجد؟

 

الامتناع عن الخصومة داخل المسجد :

الدكتور راتب :
 أساساً الخصومة ممنوعة فكيف داخل المسجد؟! يوجد عندك مكان وزمان، المسجد المعصية فيه أكبر من أي مكان آخر، والزمان المعصية برمضان أكبر من غير رمضان، يوجد مكان مقدس، وزمن مقدس، أنا أتمنى على الأخوة المستمعين المكان المقدس هو الجوامع، وبيت الله الحرام، والمسجد النبوي، والزمان المقدس الصيام، شهر رمضان مثلاً، فالإنسان عندما يتجاوز حدوده في يوم فضيل ومكان فضيل يكون ما عظم شعائر الله.
المذيع:
 لو تعرض إلى إنسان شاجره ماذا يفعل؟
الدكتور راتب :
 سامحك الله.
المذيع:
 لا يحق لك أن تأخذ حقك في المسجد.
الدكتور راتب :
 الموقف الكامل درس بليغ له.
المذيع:
 ما رأي فضيلتكم في تدخل بعض المصلين في شؤون إدارة المسجد مثل الإنارة والمراوح؟

تدخل بعض المصلين في شؤون إدارة المسجد خطأ كبير :

الدكتور راتب :
 خطأ كبير، أو مثلاً الجو حار جداً، يوجد مكيف، المكيف لا يناسبه، ابتعد عنه، لا يريد أن يحرم كل الحاضرين من التبريد لأنه لا يناسبه، يريد أن يكون مكانه قريباً من المتكلم، فيطفئ المكيف، مرة هناك درس قائم، يأتي إنسان يريد أن يصلي المغرب، لا يوجد مانع، لكن تصلي بأعلى صوت، معقول؟ أنت تريد صوتاً مسموعاً لك، أما أن يصل الصوت إلى المحراب فهذه قلة الذوق.
المذيع:
 ماذا عن اللباس قال تعالى:

﴿ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾

[سورة الأعراف:31]

 بماذا تنصح المسلمين بآداب؟

 

آداب اللباس في المسجد :

الدكتور راتب :
 أنا متألم ألماً لا حدود له من ثياب الناس في المسجد، يأتي بلباس المنزل أحياناً، بجوارب غير نظيفة، يزعج من يصلي، وراءه إزعاج غير محدود، هذا المسجد بيت الله، يحتاج إلى تجمل، تعطر، جوارب نظيفة، ملبوسة أول مرة، وليس أول مرة بتاريخ الجوارب، مغسولة، هناك من يسجد قرب قدميك، مثلاً جزار يأتي بثياب الجزار، لا يصح.
المذيع:
 ماذا يفعل دكتور؟
الدكتور راتب :
 صلِّ بمحلك، لا يوجد مانع.
المذيع:
 ويهجر الجماعة؟
الدكتور راتب :
 غير ملابسك، لا يصح، المهم يمنع الرائحة عن الآخرين، أنا لا أحرص على سنة بترك فرض، عدم الإيذاء فرض، مرة رئيس جمهورية في فرنسا، زاره رئيس وزارة تظاهر أنه مع الشعب فليس مثلهم، وقلب القميص إلى فوق، فرفضه رئيس الجمهورية، ألا تعلم مقام الرئاسة؟! هذه ثياب تزور بها رئيس جمهورية؟ هذه ليست سهلة، أنزلوا الناس منازلهم، أنت الآن في بيت الله عز وجل، الضحك العالي لا يجوز في بيت الله عز وجل، ممكن تبتسم أما تضحك ضحكاً عالياً.
المذيع:
 ماذا عن لباس مثل ملابس الرياضة الخفيفة هل هناك إشكال في هذا؟
الدكتور راتب :
 لا يوجد إشكال، أحياناً يكون اللباس جيداً جداً وسميك، أما ثياب رقيقة، عفواً أحياناً تكون ثيابه تشف عن الملابس الداخلية، هذه غلطة كبيرة جداً، أما الذي يرتدي ثوباً طويلاً تحته لباس طويل، سراويل، فلا مانع، أما إذا لم يلبس بنطالاً تحت هذا الثوب فمشكلة كبيرة جداً.
المذيع:
 ماذا عن ناحية الأناقة والمنظر، خاصة في الصلوات الليلية والفجر البعض يأتي بثياب النوم؟

التجمل من السنة :

الدكتور راتب :
 التجمل من السنة ومن يعظم شعائر الله، قال تعالى:

﴿ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾

[سورة الأعراف:31]

 أحياناً يكون عنده ثياب عادية لكن عنده عباءة تغطي كل شيء، أما إذا كان ثيابك متواضعة جداً، تضع فوقها عباءة، ثياب مقبولة غير منفرة.
المذيع:
 ماذا عن الرائحة، بعض المصلين يأتون وقد أكلوا الثوم والبصل؟

 

من أكل الثوم والبصل فلا يقرب المسجد :

الدكتور راتب :

((من أكل الثوم والبصل فلا يقربنّ مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم))

[ مسلم عن جابر]

 من آداب المسجد عدم أكل الثوم والبصل قبل دخوله
صلِّ في بيتك.
المذيع:
 ورائحة المدخن؟
الدكتور راتب :
 نفس الشيء، يوم الجمعة يوم عبادة ممكن أن يأكل طعاماً نصفه ثوم وأكثر، هذا منتهى الإيذاء، والله أعرف إنساناً إيمانه ضعيف، وحديث عهد بالتوبة، ترك الصلاة، صلى مرة فكان إلى جانبه إنسان جواربه منذ سنة لم يغسلهم، لم يتحمل فلم يعد يأتي إلى المسجد، وشخص ثان بالعكس طفل عنده حذاء جديد دخل إلى الجامع فقده، سرق، فبكى بكاء، مرّ أحد المحسنين سأله: لماذا تبكي؟ قال له: عندي حذاء سرق، اشترى له أغلى منه يقسم بالله العظيم ما ترك الصلاة بحياته، إكراماً لهذا الشخص، جبر الخواطر منتهى الكمال.
المذيع:
 دكتورنا الفاضل ماذا عن بعض السلوكيات في رص الصفوف، فراغ لا يتسع لإنسان فيدخل فيضيق عن يمينه وعن شماله؟

 

بعض السلوكيات في رص الصفوف :

الدكتور راتب :
 يوجد حكم شرعي يصلي بصف جديد لوحده، ويربت على كتف أحد المصلين أمامه ليأتي لعنده.
المذيع:
 إذا كان هناك فراغ يتسع لنصف إنسان نتركه فراغاً؟
الدكتور راتب :
 عندما يكون الفراغ بسيطاً كل واحد يبتعد عن أخيه ولو سنتمتر، فيتسع المكان.
المذيع:
 لو جاء إنسان وضيق على الجميع؟
الدكتور راتب :
 آثم.
المذيع:
 ماذا عن وضع الأحذية على باب المسجد؟

حكم وضع الأحذية على باب المسجد :

الدكتور راتب :
 معلوماتي المتواضعة في معظم المساجد يوجد علب مع مفتاح، لأن الآن يوجد مشكلة وهي سرقة أحذية، أذكر شخص فرنسياً رئيس جامعة في فرنسا، هداه الله إلى الإسلام، جاء إلى الشرق الأوسط، ثمن حذائه حوالي عشرة آلاف سرق، جهة محسنة اشترت له حذاء أغلى، هذه فضيحة، شخص جاء إلى بلاد مسلمة، أنا في الجامع عندي أربعة أشخاص لا يصلون في صحن المسجد يراقبون الأحذية، حذاء غال جداً، يوجد أربعة أشخاص عندي يصلون بعد الصلاة حتى لا أحد يأخذ حذاء ليس له.
المذيع:
 ما رأيكم في إحضار الأطفال إلى المسجد؟

حكم إحضار الأطفال إلى المسجد :

الدكتور راتب :
 هذا الطفل جنبوا مساجدكم مجانينكم وأطفالكم، إذا الطفل بمستوى مجنون، أما إذا فيه وعي فأحضره معك، وصعب أن نحدد العمر، عندنا عمر عقلي وعمر زمني، تجد ولداً في الحادي عشر وعمره العقلي خمسة عشر

إن لم يكن طفلك واعيا فلا تحضره إلى المسجد

مادام عنده عقل معقول تأخذه معك، أما البطولة في الآباء، ابنك إلى جانبك ولا تفلته على الناس، هو صلى أول صف، وابنه يلعب، ويضحك، ويضرب، تجد أحياناً معارك في المسجد، إما أن تأخذ ابنك معك يجلس إلى جانبك أو لا تأخذه.
المذيع:
 في أدب المسجد هل لك نصيحة؟

نصيحة في أدب المسجد :

الدكتور راتب :
 ديننا كله أدب، هذه كلمة لا حياء في الدين، الدين كله حياء، ما هذا الأدب؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(( أدَّبني ربي فأحسن تأديبي ))

[ من الجامع الصغير عن ابن مسعود ]

 إذا لم تر صفات المؤمن مرتفعة بالأدب فهو بعيد عن الله عز وجل.
المذيع:
 أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً، نختم بدعاء شيخنا الكريم..

 

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

 

خاتمة و توديع :

المذيع :
 يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها"، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن بيوت الله في الأرض المساجد، وإن حقاً على الله أن يكرم الزائر".
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور