وضع داكن
26-04-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 076 - التوحيد والأنا.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام، نتواصل في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
المذيع:
 التوحيد هو واحد من أهم الملفات التي تمر على المسلم في حياته، فما بالنا لو ارتبط التوحيد بالأنا؟ عنواننا: التوحيد والأنا، الفضيلة هي حسنة تقع بين سيئتين، فالاعتدال في النفقة هو فضيلة، وحسنة تقع بين سيئة الإسراف وبين سيئة البخل والتقتير، والأنا كذلك، منا من عظم الأنا فكان مغروراً، ومنا من استحقر ذاته والأنا فكان مهمشاً بإرادته بين الناس، كيف يمكن أن تكون نظرتنا إلى الأنا؟ وكيف نربطها في عالم التوحيد؟

أسرار التوحيد :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين.
 الحقيقة الدقيقة أن هناك خطاً شاقولياً، عليه إشارتان، إشارة سفلى وإشارة عليا، أي موضوع تجاوز الإشارة العليا خطأ كبير والهبوط عن الدنيا خطأ أكبر، أنا لي مكانتي كمؤمن أتواضع، ولكن لا أذل نفسي، لا أتكلم كلاماً عن نفسي غير صحيح سيئ جداً، هذا ليس من التواضع، نفسك مطيتك فارفق بها.
الحقيقة الوسطية الوضع المتوازن بين التطرف والتخلف، بين الشطط والتقصير، بين الطرفين الحادين، المنطقة الوسطى بينهما هي الكمال، والفضيلة وسط بين طرفين، هناك تهور و جبن الشجاعة بينهما، هناك إسراف في الإنفاق وتقتير أن تنفق بالمعروف وسط بينهما، لكن يوجد نقطة دقيقة جداً أن كلمة المعروف وردت بنصوص كبيرة جداً قرآنية ونبوية، معنى ذلك أن الله فطرك، أو ولفك، أو برمجك بالتعبير المعاصر على منهجه، فأودع فيك أن الأشياء الحسنة تعرفها بفطرتك، والأشياء السيئة تعرفها بفطرتك، باخرة غرقت وصل مع أمه إلى جزيرة ما، يوجد طعام، صاد أرنباً وأكله وحده، لو لم يتلق توجيهاً دينياً بحياته من أي دين سماوي ألا يشعر أنه ارتكب خطأ مع والدته؟ الله عز وجل تفضل علينا بالفطرة، الفطرة معرفة نفسية ابتدائية من دون تعليم، من دون توجيه، من دون مدرسة، هذه الفطرة، فديننا دين الفطرة، ما من شيء أمرك به إلا فطرك على محبته، وما من شيء نهاك عنه إلا فطرك على كراهيته، لذلك عندنا مرض عام في العالم اسمه: الكآبة، إنسان لم يتلق كلمة دينية بحياته، لا دين إسلامي، ولا مسيحي، ولا يهودي، لأنه ارتكب خطأ يناقض هذه التعليمات السماوية يحس بكآبة، الكآبة مرض العصر، قال لنا دكتور في علم النفس يعد من كبار العلماء: المشكلة الأولى في العالم الغربي الكآبة، الكآبة نسبتها بالمجتمع الغربي تقدر بمئة و اثنتين و خمسين بالمئة، احترنا بهذه النسبة، سبعون بالمئة، ثمانون بالمئة، قال: مئة إنسان معهم كآبة، واثنان وخمسون معهم كآبتان، ما هي الكآبة؟ محاسبة الفطرة لصاحبها، ارتكبت خطأ، سئل شخص مرة باستبيان: لماذا لا تخون زوجتك؟ أدنى إجابة جاءت من ألف استمارة لا أستطيع تبدو أنها تعمل معه في المحل، الأرقى منها لا أحتمل الشعور بالذنب، الأرقى والأرقى لا أحب الخيانة، أنا أقول: الإنسان عندما يصل إلى الله عز وجل تطهر نفسه، يشتق من كمال الله كمالاً، الله رحيم يرحم من تحته، والنص الدقيق جداً:

(( إن كنتم تحبون رحمتي فارحموا خلقي ))

[ الديلمي عن أبي بكر]

 وهناك معنى آخر دقيق جداً، قال تعالى:

﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾

[ سورة الأعراف: 180 ]

 أي تخلق بأخلاق مشتقة من أخلاق الله، أقبل بها على الله، ترحم من دونك يرحمك الله، أقبل على الله حتى تشتق منه كمالاً يعينك على أن تقبل عليه مرة ثانية.
المذيع:
 هذه من أسرار التوحيد.
الدكتور راتب :
 وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، والتوحيد ألا ترى مع الله أحداً، هو المعطي، هو المانع، هو الرافع، هو الخافض، هو المعز، هو المذل، هو كل شيء.
المذيع:
 والأنا دكتور...

 

الالتفاف و الانفضاض :

الدكتور راتب :
 لو فرضنا قلت لي: من كتب هذه الرسالة بهذا الخط الجميل؟ أقول لك: أنا، هذه لا يوجد بها كبر، هذه إعلام، هناك ألف إجابة أنا لا يوجد بها كبر، لا يوجد بها استعلاء، ولا تشفّ، لكن إذا قلت: أنا، تخلى الله عنك، وإذا قلت: الله، تولاك، مثلاً الآية الدقيقة الدقيقة:

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾

[ سورة آل عمران : 159 ]

 هذه الباء باء السبب، أي يا محمد بسبب رحمة استقرت في قلبك من خلال اتصالك بنا كنت ليناً معهم، فلما كنت ليناً معهم التفوا حولك، وأكرموك، و لو كانت منقطعاً عنا لامتلأ القلب قسوة، وهذه القسوة تنعكس على الناس غلظة، فانفض الناس من حولك، هذا اسمه قانون الالتفاف والانفضاض، الأب يحتاجها، هناك أب لا يحب أن يلتف أولاده حوله، يخدمونه، يحبونه، والأم كذلك، مدير الدائرة عنده عشرة موظفين، إما أن يلتف موظفوه حوله أو ينفضوا عنه، يحتاجها أعلى منصب في البلد، إما أن يلتف المواطنون حوله أو ينفضوا عنه، الآية تقول:

﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ﴾

[ سورة آل عمران : 159 ]

لو كنت منقطعاً عنا لامتلأ القلب قسوة وفظاظة، فانعكست غلظة، وانفضوا من حولك، هذا قانون أساسي في حياتنا، فأنت بالتفاف إلى الله هذه فطرة أقبلت عليه، أنا أقول: موضوع التوحيد هو الدين كله، أنا كنت أقول كلمة: هل يمكن أن تضغط التجارة بالأرض بكلمة واحدة؟ يوجد شركات في العالم ميزانياتها فوق ميزانيات الدول، ممكن، إنها الربح، فإن لم تربح فليست تجارة، وفي الدين التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، من هو العاص؟ لم يكن موحداً، رأى أن هذا المال يأخذه سرقة يستغني بها بلا جهد، ما رأى الله موجوداً سيفضحه، انظر إلى هذا الدعاء ما أجمله، اللهم أرنا الحق حقاً- لا يكفي- وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، هو موضوع رؤية أي عمل، السرقة رؤية، رأى أن كسب المال بلا جهد أكثر غنى وأريح فنسي أن هناك سجناً وحبساً وقطع يد أحياناً، ما نظر إلى هذه، أنت حينما تعتني برؤيتك تكون مطابقة للمنهج.
المذيع:
 نريد أن نربط بعد كلام فضيلتكم في أنا، نحن، لكل إنسان منا كيانه، واحترامه لذاته، واعتباره، لكن أحياناً يفيض عن هذا فيصبح الأنا فيه غرور قد تتنافى مع الإخلاص بلحظة من اللحظات، يتنازل عن الأنا فيكون متسامحاً أكثر من اللازم، الضابط الشرعي في هذه القضية..
 حياكم الله شيخنا شيخ الشباب..
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 كنا قد بدأنا كلامنا عن الأنا، الأنا الغرور والأنا في تهميش الذات.

 

الإنسان حينما يصل إلى أهدافه المادية يمل من الحياة :

الدكتور راتب :
 هل تسمح لي أن أعلق على كلمة شيخ الشباب. من هو الشاب؟ الذي له أهداف أكبر منه، فهو شاب حتى لو كان في التاسعة والتسعين، من هو الشيخ بالمعنى السلبي؟ من لا هدف له إلا المال فقط، فإذا بلغه ملّ من الحياة، هذه نقطة دقيقة جداً، مادام هدفك أكبر منك فأنت شاب ولو كنت في التسعين، لأن الإنسان حينما يصل إلى أهدافه المادية يمل من الحياة.
أنا أذكر تماماً بعد إنشاء جسر اسطنبول الأول، هذا ثاني أطول جسر في العالم، والمهندس ياباني، وافتتاحه من قبل رئيس الجمهورية، القصة قديمة في تركيا، أثناء قص الشريط المهندس ألقى بنفسه في البوسفور، فذهبوا إلى غرفته في الشيراتون، كتب ورقة: ذقت كل شيءٍ في الحياة فلم أجد لها طعماً، فأردت أن أذوق طعم الموت.
 الإنسان بلا هدف، بلا دين، بلا رسالة، تافه، حياته مملة، حياته روتينية لا تحتمل، تجد شاباً صغيراً دخله لا يكفيه مصروف أسبوعين، معه رسالة يقنع صديقه بالدراسة أن يصلي، فصلى، شعر بسعادة كبيرة، إذا كنت تحمل رسالة فأنت كبير عند الله، وإذا لم يكن لديك رسالة فلا وزن لك أبداً، لذلك أنا أقول: الذين حققوا أهدافهم المادية في الدنيا يبدأ شقاؤهم بعد بلوغها، أما الذين طلبوا هدفاً كبيراً فهذا الهدف الكبير يفوق حياتهم سعداءز
 قد تسألني هذا السؤال: لماذا الإنسان مصمم هكذا؟ الإنسان في أصل التصميم مصمم لمعرفة الله، فجعل الله نفسه لا نهائية، فحينما تختار هدفاً نهائياً محدوداً تشقى به بعد بلوغه، باللغة الدارجة بعض الأغنياء يَقرف ويُقرف، آكل أطيب الطعام، ساكن بأجمل البيوت، راكب أجمل السيارات، يقرف، والتكبر عنده يقرف.
المذيع:
 الله يمد بعمركم، دكتور الأنا هل من حق الإنسان في الإسلام أن يبحث عن الأنا عن ذاته وأن يمجدها أم عليه أن يكون مهمشاً لها؟

الابتعاد عن جلد الذات :

الدكتور راتب :
 الأنا عند المؤمن موضوع ثان، ورد: نفسك مطيتك فارفق بها، هذه النفس مطيتك إلى الله، لا تجلد نفسك دائماً، عندنا حالة مرضية اسمها: جلد الذات، أحياناً جلد الأمة، نحن لا ننفع، نحن مقصرون، لا يوجد نظام، لا يوجد قيم، نحن عندنا مليون ميزة أمام الغرب، لم لا ترى هذه الميزات؟ أنا أذكر شاباً أحب فتاة في أمريكا فاستأذن والده من الزواج منها، قال له: لا يا بني إنها أختك وأمك لا تدري، يبدو أن والده كان زير نساء، فلما أحبّ ثانية أختك وأمك لا تدري، و الثالثة كذلك، ضجر من أبيه، وشكا إلى أمه، قالت له: خذ أياً شئت أنت لست ابنه وهو لا يدري.
 فوضى، تفلت، شهوات، انغماس بالمال، حتى يعبده من دون الله، والله نحن على ضعفنا وعلى حياتنا الخشنة عندنا قيم تملأ الأرض، أنا متألم أشد الآلام من حالة مرضية اسمها: جلد الذات.
 أقول لك كلمة: عندنا في الشام يمكن يوجد رقم لا تصدقه، مئة ألف إنسان باع بيته في دمشق العاصمة واشترى أربعة بيوت في الريف حتى يزوج أولاده، يقابلها لي صديق ذهب إلى فرنسا رأى شاباً متألماً على نهر السين، أحب أن يسأله قال له: أفكر بقتل أبي. كإنسان مسلم شرق أوسطي مرعبة هذه الكلمة، لماذا؟ قال: أُحب فتاة فأخذها مني. نحن أين؟ يبيع بيته في العاصمة ويسكن في الريف، يشتري أربعة بيوت يزوج أولاده، والله عندنا بطولات في بلادنا والأردن نفس الشيء سيدي هذا شرق فيه دين.
 مرة كنت في أستراليا فلما غادرتها ودعني رئيس الجالية الإسلامية، قال لي: بلغ أخواني بالشام أن مزابل الشام خير من جنات أستراليا، سيدي الأردن من الشام أتكلم كلاماً دقيقاً، أنا هذا الكلام لفت نظري، وأنا ما شاهدت بلاد أجمل من أستراليا، زرتها خمس مرات، ومرة بقيت بها شهراً ونصف، قارة من أجمل قارات العالم، فيها جبال، فيها سهول، فيها هضاب، فيها ثلوج، فيها أماكن حارة، فيها فواكه لا تعلم ما أسمائها، هذا البلد فيه فقط ثمانية عشر مليوناً، ثمانية عشر مليوناً يستثمرون قارة بأكملها...
قال لي: بلغ أخواني بالشام أن مزابل الشام خير من جنات أستراليا، قلت له: والله ما فهمت عليك، اشرح لي؟ قال لي: ابنك سيكون خمسين بالمئة ملحداً، أو خمسين بالمئة شاذاً...، هذه أشد إثماً من الانحراف مع امرأة، وإذا لم تصدقني فاسأل... نحن أين؟ أين الأب عندنا والأولاد؟ الولد ولد، الأم أم، الأخت أخت، كم أخت باعت بيتها لتزوج أخاها؟ والله عندنا فضائل في بلادنا أقسم بالله أنا مرة أقول أحياناً شخص يطبخ رز بحليب، وهذه الطبخة يسكبها في أوان زجاجية، ماذا يبقى في الوعاء؟ قحاطة، نحن بقي عندنا قحاطة مروءة، قحاطة رحمة، قحاطة تماسك أسري، نحن عندنا كنوز في بلادنا لكن ينبغي أن نعرفها ولا نتجاهلها، لكن لا تعرفها إلا إذا غادرتها.
المذيع:
 أعود مع فضيلتكم إلى موضوع الأنا، كنت أعلق على قضية واعتبرتها سلبية وهي جلد الذات أنت ضد هذه القضية.
الدكتور راتب :
 نحن دائماً نتهم بلادنا، نتهم وضعنا العام، بغير بلاد انحرافات لا يعلمها إلا الله.
المذيع:
 ماذا على الصعيد الفردي ليس على صعيد الدول هل من الصواب أن يهمش الإنسان نفسه؟

تدخل الشيطان بحياة الإنسان لإضعاف همته :

الدكتور راتب :
 أنت تصلي خمسة أوقات، تصوم رمضان، تحج البيت، لا تعرف إلا زوجتك، لا يوجد عندك انحراف، هذه أشياء أساسية في الحياة، مألوفة عندك، لماذا لا تنظر إلى قيمتها؟ أنت مؤمن بخالق، مؤمن بجنة بنار.
المذيع:
 عفواً دكتور أفهم من كلامك الإنسان الذي يشعر أن وضعه سيئ ودائماً تذمر ويشكو من بلاده هذه سلبية.
الدكتور راتب :
 لكن هذه ما أساسها، يكون الإنسان متفلتاً غير منضبط، عندما يستقيم يأتيه الشيطان، الفاتحة أنت قرأتها لا تصح الفاتحة فيها عشر شدات، هذا من أجل أن تضعف همته، لذلك ماذا قال الله عن الشيطان؟

﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾

[ سورة الأعراف: 16]

الإنسان عندما يستقيم يدخل الشيطان، الآن بدأ عمله، يريد أن يزهده في الدين، يريه الدنيا أجمل، يزهده بالاستقامة، يغريه بالمعصية، بأكل مال حرام..

﴿ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾

[ سورة الأعراف: 16]

 الآن عندما يستقيم يتخذ قراراً بمعرفة الله، بدأ دور الشيطان:

﴿ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ ﴾

[ سورة الأعراف: 17 ]

 أنت إذا لم تبك في الصلاة، لم تصلي؟ قال تعالى:

﴿ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ﴾

[ سورة الأعراف: 17 ]

 أنت شاب اكسب شبابك وذق أكثر من امرأة، قال تعالى:

﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ﴾

[ سورة الأعراف: 17 ]

 ماذا يوجد في بالمستقبل؟ لا شيء، قال تعالى:

﴿ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ﴾

[ سورة الأعراف الآية: 17 ]

 هذا الماضي كله كان تخلفاً، قال تعالى:

﴿ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ ﴾

[ سورة الأعراف: 17 ]

 الأعمال الصالحة يتهم بها المسلم..

﴿ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾

[ سورة الأعراف: 17 ]

 في الآية ملمح دقيق أغفلت الأعلى والأدنى، عن أيمانهم، شمائلهن، من بيد أيديهم، أمامهم، ومن خلفهم، أربع جهات، أين فوق وتحت؟ الطريق إلى الله سالك، لا يوجد شيطان، والافتقار إلى الله سالك، تفتقر إلى الله نحو الأسفل، تتعلق بالله نحو الأعلى، أما أربع جهات مخيفة، من بين أيديهم أمامهم، من خلفهم عن شمائلهم، ولا تجد أكثرهم شاكرين، مثلاً يقول أحدهم: السوق مسموم، عنده بيت في العاصمة، وبيت في المصيف، وبيت على البحر، وعنده ثلاث سيارات، ودخله كبير، لكن هذه السنة لم يربح خمسة ملايين، ربح أربعة ملايين، يسم بدنه...

﴿ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾

[ سورة الأعراف: 17 ]

نعم الله لا تعد و لا تحصى :

 مرة وزير سأل أمير المؤمنين، قال: يا أمير المؤمنين، بكم تشتري هذا الكأس لو منع منك؟ قال: بنصف ملكي، قال: لو منع إخراجه؟ قال: بنصف ملكي الآخر. عندما تشرب كأس ماء تعرف قيمته، عندما تنام أعرف شخصاً لا ينام، والله يدفع مليون لينام ليلة واحدة، هذا مرض لكنه نادر جداً. أنت تنام نوماً عميقاً تستيقظ صباحاً وأنت نشيط، زوجتك معك، بناتك، أولادك، أنا أتمنى على الأخوة المستمعين فقط أن يحصوا النعم التي ألفوها لأنها لا تعد ولا تحصى، هذا معنى قوله تعالى:

﴿ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ﴾

[ سورة إبراهيم: 5 ]

 يوم نصرك، يوم سترك، يوم رزقك، يوم دافع عنك، يوم صرف عنك مصيبة كبيرة.
المذيع:
 لكن نحن أحياناً لا نرى هذه النعم، فيظل الإنسان يشعر أن وضعي صعب والأنا، هو بحاجة إلى إعادة النظر من جديد.
الدكتور راتب :
 أقول: أنا ساكن في بيت، يوجد فوقي سقف من البيتون، لا يوجد خيمة، هناك مئات الألوف ينامون بالخيم، فإذا كان هناك مطر وخيمته بمكان منخفض امتلأت ماء، وعنده اثنا عشر ولداً، ثانياً: أتفقد أهلي مساء لا يوجد نقص، هذه نعمة، لا يوجد ولد مقتول، كم هناك قتلى الآن، الثالثة عندك طعام يومك، لذلك..

(( مَنْ أصبَحَ منكم آمِنا في سِرْبه، مُعافى في جَسَدِهِ، عندهُ قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها ))

[ الترمذي عن عبيد الله بن المحصن ]

المذيع:
 نعود إلى الأنا بين الأنا التي يحقق الإنسان ذاته ويحقق طموحاته ويجد نفسه، وبين الأنا التي يستعلي بها على خلق الله، فيرى نفسه فوقهم، وبين الأنا التي لا يرى لنفسه قيمة في هذه الحياة، كيف أكون أنا؟

 

عزة الإنسان تقتضي إذا بغي عليه أن ينتصر :

الدكتور راتب :
 أولاً: حينما إنسان يتطاول عليك ظلموا أنفسهم، أنا حينما أقف وقفة متأنية، قال تعالى:

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

 البغي: العدوان، هذا قرآن، اعتدي على ماله، اعتدي على بضاعته، اعتدي على كرامته، المؤمن عزيز...

اجعل لربك كل عزك يستقر ويثبتُ
* * *

 فلذلك العزة تقتضي أنني إذا بغي عليّ أن أنتصر، قال تعالى:

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

 البغي العدوان.
المذيع:
 أضرب مثالاً من حضرتكم...أنا قد أسيئ إليّ من إنسان قد شتمني كيف أنتصر لنفسي هنا؟

 

جزاء السيئة سيئة مثلها :

الدكتور راتب :

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

 كيف أنتصر؟ قال تعالى:

﴿ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

 يرد له الصاع بعشرة أصواع، هذه خلاف الدين...
المذيع:
 هل الأولى أن آخذ حقي؟
الدكتور راتب :
 واحدة واحدة، قال تعالى:

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

 البغي: العدوان، عدوان على مكانتك، كلام غير لائق، عدوان على مالك، على صحتك، وضع لك في المادة الغذائية مادة مسرطنة، وبلغك الأمر:

﴿ وَالَّذينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ ﴾

[ سورة الشورى: ٣٩]

 لكن إذا انتصرت لنفسك، قال تعالى:

﴿ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

 فقط، كلمة أكيل له الصاع عشرة هذه خلاف الدين، جزاء السيئة سيئة مثلها.

 

من غلب على ظنه أن عفوه عن المذنب يصلحه ينبغي أن يعفو :

 أما الثالثة:

﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

إذا غلب على ظنك أن عفوك عنه يصلحه ينبغي أن تعفو عنه، والله عز وجل يتولى إكرامك، مثلاً سائق سيارة يمشي ببطء شديد، طفل صغير قفز أمامه، ومشى فوقه، ما أصابه بالعجلات، رضوض فقط، هذا السائق ما أخطأ لأنه يمشي ببطء بمكان مزدحم طفل طائش قفز أمام السيارة، مشى فوقه من دون العجلات، صار معه رضوض، قال تعالى:

﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

 الأب يدرك أن السائق ليس مخطئاً أبداً، أما بالقانون فهو مخطئ، أما هو فليس بمخطئ، قال تعالى:

﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

 هذا سائق أجرة، والسيارة ليست له، وإذا دفع مبلغاً ضخماً سوف يعيش شهرين بلا طعام، فإذا غلب على ظنك أن عفوك عنه يصلحه ينبغي أن تعفو عنه، والجزاء عند الله، مثل بسيط: لو أن ملكاً كلف مدرساً أن يعطي ابنه دروساً، هذا أعطاه أول درس، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس، العاشر، و لم يقبض شيئاً، قال لابن الملك: أين الأجرة؟ قال له: أستاذ كم تريد؟ قال: على الدرس ألف، قال: هذه عشرة آلاف، كان الأب الملك ينوي أن يعطيه بيتاً وسيارة، فعندما طلب العشرة لا يوجد بيت ولا سيارة، إذا غلب على ظنك أن عفوك عنه يصلحه ينبغي أن تعفو عنه و أجرك على الله.
 أعرف شخصاً أخذ من مال المحل التجاري لجيبه، خطأ كبير، صاحب المحل أراد أن يبلغ عنه الشرطة كي يسجن، صاحب المحل له صديق نصحه ألا يفعل هذا، قال: لعله يتوب، بالنتيجة لم يقبل، فأعطاه المبلغ وتولى صديق صاحب المحل المتابعة، تابعه دربه على الاستقامة حتى صار إمام مسجد، ثم تبين أنه انتقل إلى أمريكا فصار داعية الآن، إنسان عفوت عنه، إذا غلب على ظنك أن عفوك عنه يصلحه ينبغي أن تعفو عنه، والله عز وجل يتولى مكافأتك.
المذيع:
 الأنا أن أطالب بحقوقي، بعد أن وجدت الإنسان يستعلي عليّ أتابع وإذا وجدته مخطئاً أتنازل عن حقي.

 

الإحسان فوق العدل :

الدكتور راتب :
 سيدي الكريم، قصة أرويها، امرأة تزوجت في الشهر الخامس من زواجها كان حملها في الشهر التاسع، واضح هناك خطأ مرتكب، ماذا فعل؟ جاء لها بمن يولدها، ولدت، وحمل المولود تحت عباءته، وتوجه إلى جامع الورد في دمشق بحي تراثي اسمه سوق ساروجة، وبقي واقفاً أمام الباب حتى نوى الإمام الصلاة، دخل ووضعه إلى جانب الباب والتحق بالمصلين، فلما انتهت الصلاة وهي طويلة، بكى هذا الصغير، تحلق المصلون حوله، تأخر هو حتى يكتمل تحلق المصلين حول الطفل، ثم اقترب، قال: ما القصة؟ قالوا: تعال انظر! مولود لقيط، قال: أنا أكفله، فأخذه أمام أهل الحي بأكملهم على أنه لقيط ودفعه إلى أمه من أجل أن تربيه، فاستحق هذا الإنسان أن يبشره النبي الكريم أنه رفيقه في الجنة، سيدي الإحسان فوق العدل، والله يوجد فرص للعمل الصالح ترقى بها إلى أعلى عليين.
المذيع:
 هل من حق الإنسان أن يمدح نفسه أم يكون له أنا يتحدث عن إنجازاته؟

من حق الإنسان أن يمدح نفسه لكن بشروط :

الدكتور راتب :
 يحق له مثلاً، أنا أعرف ميتماً في الشام من أرقى المياتم، لكن يحتاج إلى مبلغ فلكي، كنا ندعو أهل اليسار والغنى، وأنا ألقي كلمة فيه فيقول واحد: مئة ألف، له شريك يقول: أنا مئة ألف، شخص ثالث يقول: مئتا ألف، وله شريك يقول شريكه: أنا أيضاً مئتان، لو أنا أعطينا أوراقاً فارغة وقلنا لكل شخص: اكتب رقماً، كنا سنجمع مبلغاً لكن لن يكون عشر المبلغ الأول، جاء مرة مسؤول منع هذه الطريقة قال: أعطوا أوراقاً، لا نريد شيئاً معلناً، جمع عشر المبلغ، قال تعالى:

﴿ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ﴾

[سورة البقرة: 271]

 أنا الحل الذي أقترحه إذا كان المشروع مشروعاً عاماً، معهد شرعي، بناء مسجد، صحيفة إسلامية، ينبغي أن تعلن، وإذا المال لأشخاص ينبغي أن تصمت، إن تبديها صار هناك تنافس.
المذيع:
 ماذا عن النفس بعيداً عن الصدقة؟ هل من حق الإنسان..

 

من حق الإنسان أن يتحدث عن إنجازاته ليكون قدوة لغيره و ليس للافتخار :

الدكتور راتب :
 أنا إذا تكلمت عن تجربة معي ناجحة جداً ولها آثار كبيرة أتكلم عن نفسي.
المذيع:
 بعيداً عن الجانب الدعوي أتحدث عن نفسي، عن إنجازاتي، أنا حققت، أنا مميز بهذا الجانب ...
الدكتور راتب :
 والله أنا أعتقد هذه ليس لها فتوى، إذا فقط للافتخار غير مقبولة، لك هدف لا يوجد مانع، إذا أردت أن أعلم ابني ونحن نجلس في سهرة أنا تعبت كثيراً في حياتي، عملت كذا وكذا وصار معي دكتوراه، يكون هذا هدفاً، أن تكون قدوة لمن حولك.
المذيع:
 ماذا عن تهميش الذات، يوجد إنسان يسيء لذاته كثيراً.

تهميش الذات :

الدكتور راتب :
هذا خطأ ثان كبير جداً، تهميش الذات أو جلد الذات هذا خطأ، أنت عندك مئة نعمة، تحدث عن النعم المشتركة وليس عن النعم الخاصة بك، قال تعالى:

﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾

[سورة الضحى: 11]

 أي نعمة؟ ليس دخلي كذا، بيتي مساحته خمسمئة متر، سيارتي روز رايز، لا، ليس هكذا، النعم المشتركة؛ نعمة الهواء، نعمة الماء، نعمة الصحة، نعمة الزوجة الصالحة، تتحدث عن النعم المشتركة، حتى يحب الناس ربهم، أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمه.
المذيع:
 كل إنسان يحب نفسه وذاته والدليل حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه ))

[ متفق عليه عن أنس بن مالك ]

 هل يوجد خلل عندما يحب الإنسان لنفسه الخير ويكون له الأنا في حياته لكن دون أن يعتدي على الآخرين؟

 

محبة الخير للنفس دون الاعتداء على الآخرين لا شيء فيها :

الدكتور راتب :
 لا يوجد مشكلة أبداً.
المذيع:
 أي لم نطالب بتهميش أنفسنا، لكن المشكلة أن تتعالى على الآخرين؟
الدكتور راتب :
 الاستعلاء هو الغلط، هناك عبارة بالحديث عن نفسك: تبدأ حريتك في الحديث عن نفسك حينما تبدأ حرية الآخرين، مثلاً أنت في جلسة وأنت تاجر، ومعك مبلغ معقول، في الجلسة يوجد عشرون شخصاً، أكثر من ثلثي الحاضرين كانوا موظفين، أنت تعمل رحلة إلى أوروبا تدفع ثمن عشرة رواتب سنة بأكملها، عندما قلت: أين نزلت بأي فندق خمس نجوم، وركبت سيارات، وذهبت إلى الأماكن الجميلة، هذه ماذا تفعل بالحاضرين؟ هذه ليست من الحكمة، يجب أن تنظر إلى الجو المحيط بك، ليس جو تجار كبار، ليس من الحكمة ولا من الأدب الجم أن تتحدث عن دخلك، ولا عن سياحتك، ولا عن قضاء شهر العسل، أين قضيته، ليس من الحكمة، هذا اجتهاد مني واضح جداً، وذلك لأنك حرقت قلب هذا وهذا.
المذيع:
 أعود لقضية انتصار الإنسان لذاته.

انتصار الإنسان لذاته :

الدكتور راتب :
 إذا غلب على ظنك أن انتصارك لذاتك يصلحه، ينبغي أن تنتصر لذاتك، شخص أخذ سيارة والده وكان طائشاً بها، سار بسرعات غير معقولة، ابني أنا أعاقبه.
المذيع:
 إن لم يكن هدفي إصلاحه هدفي أن أنتصر لذاتي أنا لا أحب أن أسامح، إذا اعتديت عليّ سأرد الصاع عشرة.
الدكتور راتب :
 لا، الصاع بصاع مسموح به، والدليل، قال تعالى:

﴿ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

 يرد له الصاع بعشرة أصواع هذا خطأ.
المذيع:
 من حق الإنسان إذا اعتدي عليه أن يأخذ حقه بمقداره.
الدكتور راتب :
 بقدر ما أسيئ إليه..
المذيع:
 هل هناك مرتبة أعلى لمن يعفو لوجه الله؟

 

العفو و الإحسان :

الدكتور راتب :
 طبعاً الآية دقيقة جداً، قال تعالى:

﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾

[ سورة الشورى: ٤٠]

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾

[ سورة المائدة : 13]

 عندك إحسان، هو أخطأ عفوت عنه، أخطأ عفوت عنه، وكتمت غيظك، أخطأ أحسنت له، أنا أذكر قصة شخص من علماء الشام الكبار يبعث للنساء اللواتي خرجن عن الجادة الصحيحة مبلغاً من المال، لعل الله يأخذ بيدكن إلى الآخرة، تاب قسم كبير منهن، أحياناً يكون العمل الصالح غير مقبول عند العامة، لكن هذه امرأة، أنا أذكر في بلد إسلامي هناك أكبر عدد من هؤلاء، عرض عليهن الزواج وأكثرهن تابوا.
المذيع:
 وهنا تكون الحكمة أن تعيدهم إلى طريق الله عز وجل وإذا عاقبتهم تزيد الشيطان قوة عليهم، نختم بدعاء...

 

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، وكل الشكر موصول لكم مستمعينا الكرام، حلقتنا لبرنامجنا أوشك على النهاية، وكان حديثنا فيها عن الأنا، وعن الذات، والتوحيد والأنا، نسأل الله أن يتقبل منا و منكم، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور