وضع داكن
28-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 066 - ادعوني أستجب لكم.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام على الهواء مباشرةً، في مجلس علم وإيمان، نتواصل في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 نتحدث هذا اليوم عن الدعاء، عن هذه العبادة العظيمة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:" الدعاء هو العبادة "، و أن الدعاء هو مخ العبادة، وقال أيضاً سيدنا أبو هريرة: ليس شيء أكرم على الله من الدعاء.. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من لم يسأل الله يغضب عليه ".. وهو الذي أرشدنا أن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً خائبتين، قال تعالى:

﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾

[سورة الفرقان: 77]

 حول الدعاء تدور حلقتنا، ونبدأ مع فضيلتكم الدعاء هو لله، لكن هل نحن ندعو الله تعظيماً له أم ندعو الله عند وجود حاجة من خالقنا؟

الدعاء هو الدين كله :

الدكتور راتب :
 كلاهما، الأساس هو الآية التي تفضلت بها:

﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾

[سورة الفرقان: 77]

ماذا تعني كلمة لولا دعاؤكم؟ المؤمن حينما يدعو الله فهو يقيناً مؤمن بوجوده، ومؤمن بأنه يسمعه، ومؤمن بأنه يعلم، يفكر، إن تكلمت فهو يسمع، وإن تحركت فهو يشاهد، وإن أضمرت شيئاً فهو يعلم، بالتكلم يوجد سماع، بالحركة يوجد علم، بإضمار شيء يوجد معرفة ببواطن الإنسان، هذه الآية دقيقة جداً:

﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾

[سورة الفرقان: 77]

 أي إن لم تؤمنوا بالدعاء، وإن لم تتخذوه وسيلة لتحقيق مآربكم من الله عز وجل، إذاً الله عز وجل لا يعبأ بنا، يعبأ بنا إذا دعوناه، من لم يدعني أغضب عليه:

(( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع ))

[ أخرجه الترمذي والبزار في مسنده وابن حبان عن أنس بن مالك ]

 إن الله يحب من عبده أن يسأله حاجته كلها، الدعاء هو الأصل، الدعاء هو العبادة، لكن أنا أريد أن أبين للأخوة المستمعين أنك حينما تدعو الله عز وجل أنت حكماً وبديهةً مؤمناً بوجوده كواحد، وأنت مؤمن بأنه يسمعك، وأنت مؤمن بأنه قادر على إجابتك، وأنك مؤمن بأن الله يحب أن يجيبك، مؤمن بوجوده، بسمعه، ببصره، بعلمه، بمحبته لك، إذاً هذه الآية أخذت أبعادها كاملة:

﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾

[سورة الفرقان: 77]

 من لا يدعني أغضب عليه، لذلك:

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ﴾

[ سورة البقرة: 176 ]

 أخي الكريم بارك الهَ بك أكثر من اثنتي عشرة آية:

﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾

[ سورة البقرة: 219 ]

﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ﴾

[ سورة البقرة: 219]

 اثنتا عشرة آية هكذا صياغتها إلا آية الدعاء لم يكن بين الفقرتين قل، قال تعالى:

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾

[ سورة البقرة: 176 ]

 ليس هناك وسيط بينك وبين الله، قال تعالى:

﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾

[سورة النمل: 62]

 أي مضطر ولو كان غير مؤمن إذا دعاه، موضوع الدعاء هو الدين كله، الدعاء هو العبادة، هو مخ العبادة، هذا المخلوق الحادث الطارئ الناقص حينما يدعو الله يكتسب قوة من الله، وعلماً من الله، وسعادة من الله عز وجل، الدعاء يكاد يغطي العبادة كلها.
المذيع:
 لذلك كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء هو العبادة، وفي رواية هو مخ العبادة، الآية الكريمة:

﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾

[ سورة البقرة: 176 ]

 هل تتعلق استجابة دعائنا بشرط إذا نحن دعونا الله عز وجل؟ أحياناً يصيبنا كرب ونبتعد عن الدعاء..

الأخذ بالأسباب و التوكل على رب الأرباب :

الدكتور راتب :
 هناك دعاء شكلي لا يعني شيئاً، مثلاً الله يفرجها، أنت ما أخذت بالأسباب، أنا سوف أدخل إلى موضوع أعده أخطر موضوع في الدين، أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، وأن تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، سهل جداً أن آخذ بالأسباب، وأن أعتمد عليها، بل أن أؤلهها وأنسى الله هذا لا يسمى أخذاً بالأسباب إلا إذا رافقها توكل على رب الأرباب، هذا قسمي فيما أملك، أنا أخذت بالأسباب، يا رب أنت وفقني، مثل بسيط بأيام الأعياد يتنزه الناس، لو أخ مقيم في عمان أحب أن يذهب للعقبة مثلاً، دقق هذه المركبة، راجعها مراجعة تامة، الزيوت في المحرك، العجلات، القشط، راجع كل شيء مراجعة تامة تامة، بعدها يقول: يا رب أنت الحافظ، وأنت المسلم، العالم الغربي أخذ بالأسباب أخذاً رائعاً، وزلت قدم الغرب إلى الشرك، والمسلمون لم يأخذوا بها، وزلت قدمهم إلى المعصية، أنت بين مجتمع أخذ بالأسباب واعتمد عليها وألهها ونسي الله، وبين مجتمع لم يأخذ بها أصلاً، فالبطولة أن تأخذ بالأسباب.
المذيع:
 إذا توكل على الله ودعاه دون أخذ بالأسباب لا من قريب ولا من بعيد.
الدكتور راتب :
مرفوض، لأن سيدنا عمر رأى راعياً معه جمل أجرب، قال له: يا أخا العرب، ما تفعل بهذا الجمل الأجرب؟ قال: أدعو الله أن أشفيه، قال: هلا جعلت مع الدعاء قطراناً؟ هذه مشكلة العالم الإسلامي، يظن أنه عندما يدعو الله تأتي معجزة تهلك عدوه، وتأتي معجزة ترفع قدره، لا، هناك أسباب ما لم نأخذ بها فهذه استهانة بقوانين الله عز وجل، أنا أرى أن الذي يتمنى نتائج باهرة من مقدمات سخيفة هو يستهزئ بهذا الدين، أنت تطلب النصر، النصر له أسباب هل أعددت العدة؟ هل أخذت بأسباب النصر؟ قال تعالى:

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾

[ سورة الأنفال : 60 ]

 ما استطعتم تعني استنفاذ الجهد، من لاستغراق أفراد النوع، مثلاً سألت شخصاً: هل معك مال لشراء هذا المحل التجاري؟ يقول: ما معي مال، أي لا يوجد معي المال الكافي لهذا المحل، قد يكون معه ألف دينار، المحل يحتاج إلى عشرة آلاف دينار، أما إذا قال: لا يوجد معي من مال، ما معه ولا دينار، هذه من لاستغراق أفراد النوع، فأنا حينما أستخدم كلمة من أي استغراق أفراد النوع، الله عز وجل يحب من عبده أن يسأله حاجته كلها، حاجاته المادية والمعنوية، الدين كله عبادة، الدين كله دعاء، هناك مخلوق ضعيف، ضعيف في كيانه، في علمه، في قدراته، في ملكاته، في مهاراته، الآن يستعين بالله، لذلك الصحابة الكرام هم قمم البشر، في بدر افتقروا، وأخذوا بالأسباب فانتصروا، وهم هم ومعهم سيد الخلق، في حنين اعتمدوا على الأسباب، قالوا: لن نغلب من قلة، ولم يتوكلوا على الله، فلم ينتصروا وهم الصحابة، بعضهم قال: لو أن الصحابة انتصروا في أحد لسقطت طاعة رسول الله، ولو أنهم انتصروا في حنين لسقط التوحيد، عدم انتصارهم في التوحيد توجيه إلهي أنتم اعتمدتم على عددكم :

(( لن نغلب من قلة ))

[ أبو داود والترمذي والحاكم عن ابن عباس ]

﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً ﴾

[ سورة التوبة:25]

المذيع:
 دكتور في كلا المعركتين هناك مخالفة بعدم اتباع أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي حنين خطأ بالتوحيد، في بدر ألا يمكن أن نقول إنه لم يكن هناك أخذ كامل بالأسباب كان فقط توكل على الله رغم ذلك كان النصر حليفاً للمسلمين؟

إعداد القوة المتاحة لمحاربة أعدائنا :

الدكتور راتب :
 لا أخذوا بالأسباب، كل ثلاثة على راحلة، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة، أخذوا الرواحل..
المذيع:
 لكن كانوا أقل عدداً..
الدكتور راتب :
ما من مشكلة، انظر قال تعالى:

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾

[ سورة الأنفال : 60 ]

 الله عز وجل ما طالبنا بالقوة المكافئة، كلام دقيق جداً، طالبنا بالقوة المتاحة فقط، والباقي عليه في علاقتنا بالحرب، في فتوحاتنا، في حروبنا، ما كلفنا أن نحقق القوة المكافئة لعدونا، بل أمرنا أن نحقق القوة المتاحة لنا، قال تعالى:

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾

[ سورة الأنفال : 60 ]

المذيع:
 لم تتمكن من التقدم فتدعو الله، وهنا قد أخذت بالقوانين، هل هذا يضمن تحقيق النصر مئة بالمئة؟

أقم أمر الله فيما تملك يكفك ما لا تملك :

الدكتور راتب :
 قبل أقم أمر الله فيما تملك يكفك ما لا تملك، قد لا تملك أن تنتصر على جيش جرار، لكن تستطيع أن تعد كل ما تملك، والمجموع متواضع جداً، أنت أخذت بالأسباب وعندئذ توكل على رب الأرباب.
المذيع:
 هل هذا يجب أن يفضي إلى النصر أم حكمة الله قد يكون النصر أو عدمه؟
الدكتور راتب :
 أولاً: الحكم على المستقبل ليس من شأن المؤمن، أنا آخذ بالأسباب، وأتوكل على رب الأرباب، والذي سيحصل إن الله عز وجل أعانني وانتصرت أو لحكمة بالغة إن لم أنتصر، أنا لست عبد النصر أنا عبد الناصر.
المذيع:
 قوله تعالى:

﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾

[ سورة غافر: 60 ]

 هذه الآية هي حث الخلق على الدعاء لله سبحانه وتعالى ليستجيب لهم بلحظة من اللحظات، قد يكون الإنسان في كرب لا يدعو، لكن قلبه موصول بالله، هو في ظرف حساس عليه أزمة كبيرة مالية لم يدع: اللهم فرج كربي.

الصدق في الدعاء :

الدكتور راتب :
 هناك آية تغطي هذا قال تعالى:

﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ﴾

[سورة مريم: 3]

أنا كنت في سفر إلى اللاذقية في بلدي، في جبلة رأيت مسجداً رائعاً جداً على البحر، مكان فارغ لا يوجد به أبنية، دخلت لأصلي به صلاة، فإذا أخ كريم يدعوني لغرفة في هذا المسجد، قال لي: أنا بنيت هذا المسجد، قلت له: لكن المكان لا يوجد حوله مدينة؟ قال: لا يمكن أن يعطوا رخصة من دون مدينة، أما قصة هذا المسجد قال لي: أنا بعت ما تملك أخواتي من حلي ذهبية، والدته، وعمته، وخالته، باع كل هذه الأساور، واشترى بطاقة إلى الخليج، قال: وأنا في الطائرة شفتاي لم تتحركا قلت: إذا أكرمني الله - وهذا خاطر داخلي - سأبني لله مسجداً في هذا المكان بالذات، والمكان على الساحل لكن لا يوجد مدينة حوله، ولا يمكن أن تعطى رخصة لبناء مسجد إلا أن يكون ضمن مجمع سكاني، ذهب إلى الخليج وكان دعاؤه خفياً، ما حرك شفتيه، فالنتيجة الله أكرمه ونفذ، وكيف أقنع محافظ طرطوس، وكيف وافق المحافظ لا يعرف، ليس مسموحاً أن يوافق بمكان لا يوجد به سكان، شاهد هذه القصة أنه بخاطره لم يتكلم، لم يحرك شفتيه، قال تعالى:

﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ﴾

[سورة مريم: 3]

 ليس شرطاً أن يكون الدعاء صوتاً، يكفي أن يكون الدعاء في خاطرك..
المذيع:
 الفكرة في الصدق في الدعاء كان صادقاً مع الله.
الدكتور راتب :
 الله يريد قلبك وإخلاصك.
المذيع:
 هل يلزم المسلم بالدعاء اللفظي وكنت تقول: إنه قلبي؟

الدعاء قلبي أو لفظي حسب المواقف :

الدكتور راتب :
 يمكن قلبي ويمكن لفظي:

﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ﴾

[سورة مريم: 3]

 أحياناً يكون بموقف صعب لا يمكن أن يحرك شفتيه، دعا الله بقلبه.
المذيع:
 في قوله تعالى:

﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ﴾

[سورة يونس:10]

 ما المقصود بالدعاء بالآية الكريمة؟

تمجيد الله وتعظيمه أصل الدعوة إلى الله :

الدكتور راتب :
 هنا الدعوة إلى الله، أي تمجيد الله وتعظيمه أصل الدعوة، أن يعرف الإنسان ربه، لابد من ذكر فقرة دقيقة جداً، إذا عرفنا الله، وعرفنا أمره ونهيه، تفانينا في طاعته، أما إذا عرفنا الأمر، ولم نعرف الآمر، تفننا في معصيته، فكأن هذا النص الذي ذكرته قبل قليل يشير إلى معرفة الآمر.
المذيع:
 ومن الآية نفسها:

﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾

[سورة يونس:10]

الله تعالى بيده الخير دائماً :

الدكتور راتب :
 أهل الجنة حينما تحضرهم الوفاة يرون مقامهم في الجنة فيقولون: لم نر شراً قط، وأهل النار يرون استحقاقهم للنار يخضعون لهذا الأمر يوم القيامة:

﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾

[سورة يونس:10]

أي قوله تعالى:

﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ﴾

[سورة آل عمران:26]

 لم يقل: بيدك الخير والشر، قال: بيدك الخير، لماذا؟ لأن إيتاء الملك خير، ونزعه خير، ولأن الإعزاز خير، والإذلال أحياناً خير، متكبر متعجرف، ماله حرام، تأتيه مصيبة، أنا أذكر حوادث كثيرة جداً، يوجد كبر، يوجد استعلاء، أتت مصيبة صار في أعلى درجة من القرب من الله عز وجل، الله قد يسوقنا إلى بابه بالمصائب، قال تعالى:

﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾

[ سورة السجدة : 21]

المذيع:
 دكتور قوله تعالى:

﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ﴾

[ سورة الأعراف:55]

 ما المقصود بهذه الآية؟

حاجة كل إنسان إلى الدعاء :

الدكتور راتب :
 أحياناً الإنسان يشعر بقوته يحتل منصباً رفيعاً، يتمتع بصحة جيدة، عنده ثروة كبيرة، هذه القوة المادية والمعنوية والاجتماعية قد تبعده عن حقيقة الدعاء، يرى أنه ليس محتاجاً إلى الله، فجاءت الآية:

﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ﴾

[ سورة الأعراف:55]

 ينبغي أن تتضعضع أمام الله، وخفية، أنت حينما تدعو دعاء جهورياً بكلمات منمقة، بنصوص رائعة، تكتسب مكانة اجتماعية، هناك حالات أنت بحاجة إلى الله، لست بحاجة إلى مكانة اجتماعية، يأتي دعاؤك سراً بينك وبينه، الإنسان عندما يتهم نفسه بالرياء فيدفع صدقة كبيرة ولا يذكرها لأحد انتهى الرياء، أنت تستطيع أن تلغي الرياء، افعل عملاً صالحاً ولا تخبر أحداً به، ومن ترك العمل الصالح خوف الرياء فهو من الرياء.
المذيع:
 المهم أن يكون القلب موصولاً بالله سواء اطلع الناس أم لم يطلعوا.
 معنا اتصال الأخ خليل..
 والدتي توفاها الله ماذا أدعو لأمي؟

كيفية بر الوالدين بعد موتهما :

الدكتور راتب :
أجاب النبي عن هذا السؤال، أحد الصحابة سأله: ماذا بقي عليّ من بر والدي بعد موتهما؟ فقال: أربعة أشياء، أن تصلي عليهما صلاة الجنازة، وأن تدعو لهما، ربي اغفر لي ولوالدي، وأن تصل الرحم التي لم يكن لها صلة إلا بهما، وأن تصل صديقهما. هذا الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما، ربي اغفر لي ولوالدي، ربي ارحمها كما ربياني صغيراً.
المذيع:
 لو أراد أن يزيد من عنده: اللهم نور قبرهما وأسعد حياتهما.
الدكتور راتب :
 نعم الدعاء لا يقيد بكلمات معينة، الله عز وجل يريد قلبك وإخلاصك.
المذيع:
تفضل أخي يزن...
 المداخلة الأولى: ابني دخل المستشفى وقال الأطباء: إنه سوف يموت، وبفضل الدعاء تغير قدره.
 والثانية: إذا كان هناك شبهة بمال الإنسان وطعامه، لا يستجيب الله له لأن مأكله حرام.

من كان ماله حراماً فعليه أن يتخلص منه ثم يدعو ربه :

الدكتور راتب :
 والله إذا عنده يقين أن جزءاً من ماله حرام، مثلاً كان فيما مضى يقبض رشوة من المواطنين، فرضاً موظف بمنصب حساس ثم تاب إلى الله، هو آخذ من عشرة آلاف مواطن هل يعرفهم؟ هل يستطيع أن يؤدي الأمانة لهم؟ هناك فتوى أعجبتني، الدولة مكلفة تكليفاً بمساعدة الجمعيات الخيرية، فأنت إذا قدرت مبلغاً أخذته بخلاف منهج الله، ودفعته لهذه الجمعيات كأنك أديت هذا الدين.
المذيع:
 هذا الجانب المالي، ماذا عن جانب الدعاء هل يستجاب دعاء من كان جزء من ماله حرام؟
الدكتور راتب :
 بعد التوبة، عليه أن يتخلص من المال الحرام ثم يدعو.
المذيع:
 إذا دخل على قلبه القنوط أن الله لن يستجيب لي.
الدكتور راتب :
 نجيبه بالآية، قال تعالى:

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ﴾

[ سورة الزمر: 53 ]

المذيع:
 أبو عمر تفضل...
قال تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ*وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

[ سورة الأنفال:33-34]

 يخاطب الكفار، كيف يخاطب الكفار أن يستغفروا؟

من طبق سنة النبي فهو في مأمن من عذاب الله :

الدكتور راتب :

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

[ سورة الأنفال:33]

يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، أي مادامت سنتك مطبقة فيهم فأمتك في مأمن من عذاب الله، فإذا زلت أقدامهم، واستغفروا، هم أيضاً في مأمن من عذاب الله، هم في مأمنين، مأمن الاستغفار، ومبدأ تطبيق منهج النبي صلى الله عليه وسلم، الآية دقيقة:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

[ سورة الأنفال:33]

 لست أنت بجسمك، أنت بسنتك مطبقة في بيعهم وشرائهم، وأخذ أموالهم، وإنفاق أموالهم، ومعاملة أصدقائهم، واختيار زوجاتهم، وتربية أولادهم، موضوع طويل جداً.
المذيع:
 دكتور تتمة الآية:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

[ سورة الأنفال:34]

الدكتور راتب :
 فإن زلت القدم وقع في خطأ، عنده باب الاستغفار، هم بابان؛ باب الطاعة وأنت فيهم، وباب الاستغفار إذا زلت قدمهم..
المذيع:
 أخونا أبو عمر يقول إن هذه الآية تنزلت للمشركين كيف يطالب الله مشركاً بالاستغفار؟
الدكتور راتب :
 المطلق على إطلاقه، القرآن الكريم المطلق على إطلاقه، أنا لا أقدر أن آية عامة أحددها بحالة واحدة:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾

[ سورة الأنفال:34]

 للطرف الآخر للمشركين وأنت فيهم، هذا الإنسان الذي طبق منهج النبي صلى الله عليه وسلم صار في مأمن من عذاب الله ثم زلت قدمه يستغفر، عندهم مأمنان؛ مأمن طاعة رسول الله، ومأمن الاستغفار.
المذيع:
 أبو عبيدة تفضل باتصالك...
 بمناسبة اليوم بالدعاء نسأل الله أن يبارك لنا بك دكتور..
تفضل عدي..
 أدعو الله ولا يستجيب لي..

الاستسلام لله عز وجل بإجابته للدعاء أو عدم إجابته :

الدكتور راتب :
 أنت مكلف أن تدعوه ولك أجر بالدعاء، وقد لا تكون الاستجابة لصالحك، الله هو العليم، هو الإله، هو الرب، إذا لم يكن هناك استجابة يجب أن تستسلم لله عز وجل، وأن ترضى بعدم الإجابة.
المذيع:
 هل يمكن أن نقوم نحن البشر ببعض السلوكيات التي تحول قبول الله لدعائنا؟

موانع إجابة الدعاء :

الدكتور راتب :
 طبعاً، قال تعالى:

﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾

[ سورة الجن: 16-17 ]

 إذا لم يكن هناك استقامة ممكن أن يكون أحد أنواع العقابات عدم استجابة الدعاء، اللهم أجب دعوتي، أقل عثرتي.
المذيع:
 المال الحرام وقطيعة الرحم، هل هي موانع لإجابة الدعاء؟
الدكتور راتب :
 ممكن أن تكون كذلك، إذا كان هناك معصية مقيم عليها فالدعاء لا معنى له، أنا أقول بشكل مؤكد: لا تستطيع مع المعصية أن تدعو الله من قلبك، قد تدعوه بلسانك، أما أن تتجه إلى الله بقلبك وأنت في معصية فمستحيل..
المذيع:
 في الحديث:

((.. يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ؟ ))

[مسلم والترمذي عن أبي هريرة ]

الدكتور راتب :
 أبداً، أبداً.
المذيع:
 أبو سمير تفضل...
 الدكتور قال: إذا كان هناك كفر في العمل وسوء بالاعتقاد، هل الدعاء بالعمل يحجب عن الله ويذكرنا بالكفر دون كفر؟

أنواع الكفر :

الدكتور راتب :
 هناك كفر اعتقادي واحد، وكفر قولي اثنان، وكفر سلوكي ثلاثة، لو أن شخصاً ألقى المصحف على الأرض ليهينه، هذا كفر، هذا كفر سلوكي، لو قال: الله غير موجود، هذا كفر قولي، لو اعتقد أن الله غير عادل، دول تتمتع برخاء يفوق حدّ الخيال، ودول مسلمة تعاني ما تعاني، عندنا كفر اعتقادي ما تكلمت أنت كأنك تصورت أن الله ظالم، والثلاثة كفر، لكن واحد بفكرك، وواحد بلسانك، وواحد بعملك.
المذيع:
محمد تفضل..
 السؤال: عندما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا تدعو لنا؟ عندما عذبتهم قريش، قال لهم: إنكم قوم تستعجلون كان يؤتى بالرجل ينشر من مفرق رأسه، هل نحن نستعجل بالدعاء وما نرى من أحوالنا؟

على الإنسان أن يدعو الله و يستسلم لمشيئته :

الدكتور راتب :
 والله أنا أقول ادع الله واستسلم لمشيئته، ادع الله كما أمرنا، أنا لو دعوت الله بشيء قد أتضرر، مثلاً دعوته بمال وفير، وأنا الله يعلم حالي، علم ما كان، وعلم ما يكون، وعلم ما سيكون، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، أنت الآن دخلك محدود، لو جاءك مليون دينار كل شهر، هل تعلم أنت ماذا ستكون بعد هذا؟ الله عز وجل يعلم، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، فأنت حينما تستسلم لله استسلمت لعلمه الكبير بك برحمته، أنا عليّ أن أدعو، أدّ الذي عليك من الدعاء، واطلب من الله الذي لك، إذا حقق لك هذا يكون هذا الخير، وحينما لا يحقق يكون هذا الخير، قال تعالى:

﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ﴾

[ سورة آل عمران: 26 ]

 ما قال: والشر، معنى ذلك أن الإعزاز خير، والإذلال خير، شخص متكبر، يذله الله بموقف صعب جداً فيتوب إلى الله، سبب توبته هذا الإذلال، شخص مسرف ينفق المال بغير روية، هذا يفتقر، افتقاره حمله على التوبة من تبذير المال.
المذيع:
 تفضل أخي محمد ...
 هل يجوز التضحية عن المتوفي؟

جواز التضحية عن المتوفى :

الدكتور راتب :
 نعم، يصل للمتوفى قراءة القرآن، والعمل الصالح.
المذيع:
 أبو أنس تفضل...
 عندما أكون أنا بالمسجد أشاهد عندهم أخطاء، أنصحهم أن يتقيدوا بالسنة، هل لي أجر على هذا؟

ما من عمل إلا و للإنسان عليه أجر :

الدكتور راتب :
 ما من عمل مهما رأيته صغيراً إلا لك عليه أجر إن شاء الله، تضع اللقمة في فم زوجتك هي لك صدقة، وأن تميط الأذى عن الطريق صدقة، ما من عثرةٍ ولا اختلاج عرقٍ ولا خدش عودٍ إلا بما قدمت أيديكم.
المذيع:
 يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

((لا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ، ولا يردُّ القدرَ إلَّا الدُّعاءُ))

[ ابن ماجه عن ثوبان]

 هل نوضح هذا القول؟

المصيبة باب من أبواب الله ليتوب العبد إلى ربه :

الدكتور راتب :
 لو فرضنا طبيباً فحص مريضاً إحدى كليتيه توقفت، فقرار الطبيب استئصال الكلية، موعد العملية بعد أسبوع، بعد أسبوع عمل فحص الكلية فوجدها تعمل هل يستأصلها؟ لا، الله عز وجل عندما يسوق مصيبة لهذا الإنسان من أجل أن يتوب إلى الله، فإذا تاب توقفت المصيبة، هذا رد القضاء، لو لم يتب المصيبة مستمرة، فلما تاب أنهى أسباب المصيبة.
المذيع:
 هل هناك أوقات تنصح المستمعين أن يكثفوا الدعاء؟

أفضل أوقات للدعاء :

الدكتور راتب :
 وقت الفجر:

(( وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا ))

[ متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 قال تعالى:

﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً ﴾

[ سورة المزمل: 6 ]

 وقت السحر، وعند الحاجة..
المذيع:
 حينما لا يجاب الدعاء هل أنا محجوب عن الله عز وجل؟

من رحمة الله بالعبد عدم إجابة دعائه إن كان لا يرضي :

الدكتور راتب :
 لا، لو فرضنا للتوضيح ابناً طلب من أبيه أن يشتري سكينة، حتى يجرح بها أخاه، هل يستجيب له والده؟ إذاً الله يعلم ما تبطن، إذا أنت ترغب بشيء لا يرضي الله قد لا يستجاب دعاؤك رحمة بك.
المذيع:
 ما الدعاء الذي تنصح به هل أدعية القرآن أم السنة؟

الإخلاص في الدعاء :

الدكتور راتب :
 أنا أولاً أقول كلمة دقيقة: الله يريد قلبك في الدعاء، وإخلاصك، لو قلت: يا رب خلصني من هذه المشكلة، الله لا يريد فصاحة، لا يريد دعاء مأثوراً، لا يريد قافية، بالدعاء يريد قلبك، أي دعاء صادر عن قلبك بإخلاص يستجيبه الله.
المذيع:
 هل الأولى أن يدعو الإنسان لنفسه أم يؤمن على دعاء الآخرين؟

على الإنسان أن يعمم و لا يخصص في الدعاء :

الدكتور راتب :
 الأولى أن يعمم ولا يخصص، اللهم اهدني، لا، اللهم اهدنا فيمن هديت.
المذيع:
 هل الأولى أن نستمع دعاء عاماً أم أنا أدعو في بيتي؟

الأدعية يجب أن تكون سراً دائماً :

الدكتور راتب :
 والله أنا اجتهادي وأرجو أن أكون على صواب، الأدعية يجب أن تكون سراً دائماً، عفواً شخص عنده بضاعة بالجمرك، عليها مشكلة، وثمنها مليون لا تدخل، هذا خلال شهر لا يوجد عنده مشكلة إلا هذه البضاعة، هذا عنده ابن معه التهاب سحايا، ممكن أن يموت، همه ابنه، كل واحد عنده مشكلة، لا يوجد دعاء واحد للكل، فأنا أؤثر الدعاء بينك وبين الله، كنت أنا في بعض البلاد الإسلامية، لا يوجد دعاء جهري إطلاقاً، بعد الصلاة يوجد دعاء خاص، هذا عنده مشكلة مع زوجته، وهذا مع ابنه.
المذيع:
 دعاء خاص كل فرد بشكل شخصي.
الدكتور راتب :
 الدعاء العام بعضهم قال للتعليم، النبي صلى الله عليه وسلم دعا دعاء عاماً حتى يعلمنا الدعاء، لكن الدعاء علاقة شخصية بينك وبين الله، والأقوى أن تكون بينك وبين الله.
المذيع:
 هل من أمور يفعلها مع الدعاء لمزيد من استجابة الله؟

الصدقة تقرب إجابة الدعاء :

الدكتور راتب :
 الصدقة تقرب إجابة الدعاء لأنه يوجد آية دقيقة جداً، الدعاء مع العمل الصالح أقوى.
المذيع:
 هل لنا من دعاء من فضيلتكم...

الدعاء :

الدكتور راتب:
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور