وضع داكن
28-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 056 - الرضا
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام على الهواء مباشرةً، نتواصل في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 حديثنا لهذا اليوم عن الرضا، الله عز وجل وصف الصحابة فقال:

﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾

[سورة البينة: 8]

 وأيضاً الأحاديث النبوية في ملف الرضا كثيرة منها دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء، نحب أن نبدأ معكم دكتور عن الرضا كمفهوم ما هو الرضا؟ ولماذا له هذه المكانة الشرعية؟

 

تعريف الرضا :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آل بيته الطيّبين الطاهرين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الحقيقة أن كلمة الرضا أن ترضى عن الله، معنى ذلك أنك تعرفه، عرفت أسماءه الحسنى وصفاته العلا، عرفت رحمته، وحكمته، وعلمه، وقدرته، وغناه، وعرفت محبته لعباده، هذه المعارف المتنوعة عن الله عز وجل هذا يقتضي يقيناً وقطعاً أن ترضى عن أفعاله، فالرضا عن أفعاله هو الرضا، هذا جعله عقيماً، هذا جعل امرأته ولوداً، هذا جعله وسيم القامة، هذا أقل وسامة، هذا يتمتع بذكاء عال، هذه الحظوظ، الحظوظ أخي الكريم جمع حظ، الذكاء حظ، والوسامة حظ، والقدرة على التفكير حظ، واتخاذ القرار السليم حظ، والقدرة على التأثير بالناس حظ، هذه الحظوظ وزعت في الدنيا توزيع ابتلاء، وسوف توزع في الآخرة توزيع جزاء، مثلاً إنسان كان امتحانه مع الله أنه غني، حظه من الدنيا الغنى، إنسان آخر لحكمة بالغة بالغة كان حظه في الدنيا الفقر، هذا الفقير لو أنه نجح في امتحان الفقر فتجمل وتعفف ولم يتضعضع أمام قوي وغني ورضي عن الله عز وجل بفقره، هذا نجح بالفقر، هذا يستحق الجنة إلى الأبد، والذي أوتي المال الوفير فاستعلى بماله، وتكبر على خلقه، ولم يهتم بأمر الله، رسب في امتحان الغنى، هذا سوف يتحمل وزر رسوبه أن يكون في نار جهنم إلى أبد الآبدين، فالبطولة هذه الدنيا المحدودة أن تنجح في الابتلاء، وأي شيء أصابك ابتلاء، أي شيء منحته ابتلاء، أي حظ أوتيته ابتلاء، أي شيء فقدته ابتلاء، لذلك ما قرأت دعاء جامعاً مانعاً لهذا الموضوع كهذا الدعاء وهو:

(( اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ اللَّهُمَّ وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ ))

[ الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ الْأَنْصَارِيِّ ]

 فأنت في العطاء والمنع، في القوة والضعف، في الحكمة وخلافها، في السلامة وخلافها، أنت ممتحن، والبطولة ليس ألا تبتلى، البطولة أن تنجح في الابتلاء، لأن هذه الحظوظ وزعت في الدنيا توزيع ابتلاء، والتوزيع مؤقت، مثلاً فرق كبير بين رئيس غرفة التجارة الذي هو أحد أكبر أغنياء البلد ويملك المليارات وبين بائع متجول، فرق كبير بين أستاذ جامعي ومعلم في قرية، قال تعالى:

﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾

[ سورة الإسراء:21 ]

 الابتلاء في الدنيا مؤقت ينتهي بالموت، الموت ينهي قوة القوي، وضعف الضعيف، وينهي غنى الغني، وفقر الفقير، وينهي وسامة الوسيم، ودمامة الدميم، وينهي ذكاء الذكي، ومحدودية المحدود، الموت ينهي كل شيء، فالبطولة أن تنجح في هذا الابتلاء، إن نجحت به ورثت جنة عرضها السماوات والأرض.
المذيع:
 إذا أردنا أن نعرف الرضا بكلمات هل هو القبول بالأمر؟
الدكتور راتب :
 أن تقبل حكم الله لك، مثلاً أنا أولاً لست مخيراً في كوني ذكراً أو أنثى، هذا قدري، أنا عند الله ذكر، وهذه أنثى، فأنت قبلت اختيار الله لك أن تكون ذكراً.
المذيع:
 ما معنى قبلت؟ تعايشت معه..

 

اختيار الله للإنسان هو لصالحه يوم القيامة :

الدكتور راتب :
مادمت تؤمن أن الله عز وجل إله حكيم، قرر أن أكون ذكراً في الدنيا ولست أنثى، هذا اختيار الله لي، قد أكون من أبوين عالمين، أو من أبوين بعيدين عن الدين، أيضاً اختيار ثان، أنا ليس لي خيار في كوني ذكراً أو أنثى، و ليس لي خيار في والدي؛ كبراء، صغراء، أتقياء، غير أتقياء، لا خيار لي في بلد ولدت فيه، أنا جئت في الشرق الأوسط، يوجد إنسان يأتي في شيكاغو، ليس لي خيار في كوني ذكراً، ولا والدي، ولا مكان الولادة، ولا في قدراتي العامة أو الخاصة، الشيء الذي لم أخير فيه دقق هو لصالحي يوم القيامة، فإذا كشف الله عز وجل لي يوم القيامة عن حكمة كذا وكذا يجب أن أذوب محبة لله، لذلك قال تعالى:

﴿ وآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الحَمْدُ لِلَّه رَبّ العالَمِينَ ﴾

[ سورة يونس : 10 ]

المذيع:
 ما الرابط بين الرضا وبين القضاء والقدر؟

 

الرابط بين الرضا وبين القضاء والقدر :

الدكتور راتب :
 الحقيقة كل شيء وقع بقضاء وقدر، ما القضاء؟ القضاء هو الحكم، والقدر هو التقدير، أنت كطبيب تمر على مريض، السكر مرتفع جداً عنده فوق الحد المعقول، فالقضاء حكمت عليه أن السكر في دمه عال جداً تعطي أمراً بمنع السكريات له، لا يوجد قهوة فيها سكر، ولا شاي، ولا حلويات، هذه كلها ممنوعة، فأنت حكمت وعالجت، القضاء حكم والقدر معالجة، مريض آخر السكر عنده منخفض جداً، فهو في خطر، فأعطيت أمراً أطعموه الحلويات، و ضعوا سكر زيادة في الشاي والقهوة، فالقضاء حكم والقدر تقدير.
المذيع:
 وما الرابط بينه وبين الرضا؟
الدكتور راتب :
أنت حينما تعلم يقيناً أن الذي فعل معك هذا، والذي قرر هذا، والذي قدر عليك هذا هو الله عز وجل، جامع الأسماء الحسنى، والصفات العلا، العليم، القدير، الحكيم، المحب، ترضى لأنها منه، أحياناً الإنسان يتلقى ضربة من إنسان بعصا، العصا أداة، و أغبى الأغبياء هو الذي يحقد على العصا، العصا خشبة، من هو الضارب؟ إذا كان هذه المصيبة جاءت من الله، الله رحيم وحكيم، لكن هذه المصيبة قد يكون فيها نقلة نوعية إلى الله عز وجل، نقلة نوعية إلى عمل صالح، أحياناً إنسان متساهل قد يأكل الربا دون أن يشعر، لا يوجد عنده ضوابط، تأتيه مصيبة شديدة، يتوب إلى الله، بعدها يوجد نقلة إيمانية نوعية، هذه النقلة سببها هذه المصيبة، لذلك المصيبة سميت مصيبة لأنها تصيب الهدف، مسرف بإنفاقه يفلس، أنا أعرف جنوداً في جيش، في الشتاء يلقون الخبز في القمامة، فجاءت موجة ثلج خمسة أمتار منعت عنهم أي اتصال، أو أي سيارة، فعادوا إلى هذا الخبز الذي كانوا يلقونه في القمامة وأكلوه، هذا تأديب، فالإنسان كلما كان مع الله متأدباً أكثر كان معافى أكثر.
المذيع:
 علاقة الرضا بالبلاء، وأنطلق من ذلك:

((إنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ))

[أنس بن مالك جامع الترمذي]

 ما الرابط بين الرضا وبين الجزاء؟

 

الرابط بين الرضا و الجزاء :

الدكتور راتب :
 كلمة ابتلاء كلمة دقيقة جداً قد توحي للسامع أنها مصيبة، لا، البلاء حيادي، قد تبتلى بالغنى، قد تبتلى بالوسامة، قد تبتلى بالمال.
المذيع:
 هل ابتلاء الغنى مثل ابتلاء الفقر؟
الدكتور راتب :
 هناك فرق، لكن كلمة ابتلاء تسع المعنيين معاً، الناس دائماً في بعض المصطلحات إذا أطلقت صرفت إلى جهة واحدة، فلان عنده أخلاق، هناك أخلاق ذميمة، عنده أخلاق المقصود الأخلاق الراقية، يوجد أشياء إذا أطلقت انصرفت إلى جهة واحدة، وإذا جاء مقتضاها الثاني أخذت معناها الآخر، أخلاقه ذميمة واضحة، فأنا أعتقد الابتلاء امتحان فقط، ولا يوجد إنسان على وجه الأرض إلا ممتحن، قال تعالى:

﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾

[ سورة المؤمنون : 30]

هذا كلام مستمر مع الزمن، لا يوجد إنسان يشم رائحة الجنة من دون ابتلاء، يبتلى بماله، بأهله، بوالديه، بصحته، بمن حوله من الأقوياء، يبتلى بالغنى، بالفقر، بالصحة، بالمرض، بالقوة، بالضعف، فأنا أقول: هذه مادة امتحانك مع ربك، الذي آتاك الله إياه هو مادة امتحانك مع ربك، والذي زواه عنك مادة امتحانك مع ربك، يا رب ما رزقتني مما أحب فاجعله عوناً لي فيما تحب، أعطاني طلاقة لسان، اجعل هذه الطلاقة في الحق، أعطاني مالاً، اجعله قربة إلى الله في إطعام المساكين والمحتاجين، زوي عني المال، اجعل هذا الفقر الذي أنا فيه فراغاً لي عندك أتفرغ إلى عبادتك، فأنت بالحالتين تماماً كالمنشار، في الصعود تنشر وفي الهبوط تنشر.

(( عَجَبا لأمر المؤمن! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر، فكان خيراً له، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر، فكان خيراً له ))

[ مسلم عن صهيب الرومي ]

المذيع:
 في الحديث:

(( .. فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ))

[جامع الترمذي عن أنس بن مالك]

 ما المقصود بذلك؟

 

من صفات المؤمن أنه راض عن الله في السراء و الضراء :

الدكتور راتب :
من رضي عن الله رضي الله عنه، من رضي عن الله في عطائه، في قضائه وقدره، رضي الله عنه هذه وردت في الأثر، شخص قال: يا رب هل أنت راضٍ عني؟ وقع في روعه، أن يا عبدي هل أنت راض عني؟ قال له: كيف أرضى عن الله وأنا أتمنى رضاه؟ فوقع في قلبه إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله.
 أنت عندما تأتي مصيبة تسر بها، الله أصابك بمصيبة لحكمة بالغة بالغة، أنت الآن رضيت عن الله.
المذيع:
 هذا صعب دكتور..
الدكتور راتب :
 هذا من صفات المؤمنين، إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله.
المذيع:
 أخشى أن تكون النقمة علامة غضب من الله.
الدكتور راتب :
 هذا موضوع آخر، أحياناً يكون هناك ذنب واضح يأتي عقاب له، أحياناً يكون الإنسان ماشياً بشكل صحيح ولا عنده معصية فيبتلى، هذا ابتلاء ترقية.
المذيع:
 شيخنا الكريم أقرأ على فضيلتكم حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

(( من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط الناس عليه ))

[ الترمذي عن عائشة أم المؤمنين ]

الإنسان مخير :

الدكتور راتب :
 أولاً: مستحيل وألف ألف مستحيل أن تطيعه وتخسر، كما أنه مستحيل وألف ألف مستحيل أن تعصيه وتربح، إلا أن تأخر النتيجة، تأخر العقاب أو تأخر الثواب يحقق الاختيار، لو جاءت النتيجة فور المعصية ألغي الاختيار، أنت مخير، الخيار يثمن عملك، ماذا معنى إنسان حمل الأمانة؟ أنت ممكن أن تعصيه لفترة طويلة أو أن تطيعه، ترى مسجداً فيه درس، وهو ممتلئ، وهناك ملهى وهو ممتلئ أيضاً، هذا اختار الملهى ليمارس المعصية، وهذا اختار الجامع ليمارس الطاعة، فالإنسان مخير، إذا ألغي الاختيار ألغيت الجنة والنار، الاختيار يثمن العمل، أعطاك عقلاً، وفطرة، وكوناً، وقرآناً، ومنهجاً، لكن أهم شيء أعطاك الاختيار، قال تعالى:

﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾

[سورة الإنسان : 3]

﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾

[سورة البقرة: 148]

المذيع:
 ربنا خلقنا لعبادته صحيح؟ لماذا سمح لبعضنا أن يكفر أو أن يعصي؟

 

إلغاء الاختيار إلغاء لهوية الإنسان :

الدكتور راتب :
 ما سمح، خلقنا مختارين، لو ألغى اختيارنا ألغى هويتنا، أنت إنسان لماذا؟ أنت في عالم الأزل قبلت حمل الأمانة، قال تعالى:

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب : 72 ]

فلما قبلت حمل الأمانة هذا وسام شرف لكل البشر، أولاً: سخر الله عز وجل لك ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه، تسخير تعريف وتكريم، أعطاك الكون، أعطاك العقل، أعطاك الشهوة، أعطاك الفطرة، أعطاك الاختيار، هذه عوامل التكليف، خصائص التكليف، عندما أنت قبلت حمل الأمانة في عالم الأزل:

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب : 72 ]

 في عالم الذر قبل عالم الصور:

﴿ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب : 72 ]

 لأنك من بني البشر أنت في عالم الأزل قبلت حمل الأمانة، فلما قبلت حمل الأمانة، سخر الله عز وجل لك أيها الإنسان ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه، تسخير تعريف وتكريم، الموقف الكامل من تسخير التعريف أن تؤمن، الموقف الكامل من تسخير التكريم أن تشكر، فإذا آمنت وشكرت حققت الهدف من وجودك في الدنيا، وعندئذ تتوقف جمع المعالجات الأرضية.
المذيع:
 كيف يلتمس رضا الناس بسخط الله عز وجل؟

 

كيفية التماس رضا الله بسخط الناس :

الدكتور راتب :
 مثلاً أدعى إلى حفل تدار فيه الخمور، وأنا لي مكانتي الاجتماعية مدير شركة مثلاً، ألبي الدعوة والخمر أمامي، ولو لم أشرب لكن يوجد خمر، أنا حينما أعتذر عن قبول هذه الدعوة أنا أرضيت الله بسخط من دعاني، أنا لي رأي لأني ضربت هذا المثل، لو فرضنا إنساناً مؤمناً ملتزماً متمسكاً بدينه، دعي إلى حفل لا يرضي الله، هذا الذي دعاه رئيسه في الدائرة له مكانة كبيرة، أنا قبل يومي آتي هذا المدير العام مع هدية فرحاً بزواج ابنته، وأعتذر لأسباب أيديولوجية عن حضور الدعوة، عندما قدمت هدية قبل يومين لن ينقم عليّ، دعاني لحفل اختلاط لا يرضي الله بحكم أنه مدير عام، وأنا حتى أضمن أنا ما خالفتك تعنتاً ولا جفوة أنا خالفتك التزاماً مع الله..
المذيع:
 توضح دكتور لو حدث معك نفس السبب؟
الدكتور راتب :
 لو أنا موظف بشركة، ولها مدير عام، هذا المدير العام زوج ابنته دعاني إلى حفل، والحفل مختلط، وقد يكون بمكان لا يرضي الله، قد يكون هناك مشروبات لا ترضي الله، فأنا ماذا أفعل كمؤمن؟ هذا الحفل ممنوع أن أدخله.
المذيع:
 ولو مجاملة.
الدكتور راتب :
 لا يوجد مجاملة، نساء كاسيات عاريات، كل مفاتن المرأة ظاهرة.
المذيع:
 نجلس على الطاولة الأخيرة لا نرى شيئاً دكتور.
الدكتور راتب :
 لا، لا يوجد مصلحة لنا.
المذيع:
 أنا أتحدث عن لسان بعض الناس.
الدكتور راتب :
 أعرف أنا أداعبك، ماذا أفعل؟ قبل يومين أزور هذا المدير العام ومعي هدية، وهناك كلمات لطيفة، أنا أبارك لك زواج ابنتك، أنا بهذا أكون قد حققت الهدف، أنا لبيت دعوته في بيته، وبينت له منهجي في الحياة، لا يسمح لي أن أحضر مثل هذه الحفلات.
المذيع:
 توضح سبب انقطاعك الشرعي أم تعتذر بانشغالك؟
الدكتور راتب :
 لا بالعكس، قال تعالى:

﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾

[ سورة فصلت: 33 ]

 أحياناً يكون هناك خمر، اشرب، لا، أنا معي التهاب معدة، لا، أنا مسلم لا أشرب الخمر.
 جاءت وزيرة نفط بريطانية، فاستقبلها نظيرها في بلد عربي مع مجموعة من موظفيه الكبار، الموظف رقم ثلاثة من كبار الموظفين، مدت هذه الوزيرة يدها كي تصافحه قال لها: أنا آسف، اعتذر، إني لا أصافح النساء، ملتزم، فانزعج الوزير منه انزعاجاً كبيراً، قال له: كانت ستأكلك لو صافحتها؟ هناك دعوة على الغداء قال له: لا تأتي، لم يتحمله، هذه الوزيرة على الغداء قالت للوزير: عندك موظف لم يصافحني أين هو؟ شعر هذا المجير بالحرج قال لها: اعتذر، قالت له: أتمنى أن ألتقي به، فطلبه جاء، سألته لمَ لم تصافحني؟ قال لها: أنا مسلم وفي ديني لا يجوز مصافحة امرأة أجنبية، وأنت امرأة أجنبية، فالتفتت إلى الوزير وقالت له: لو كنتم أمثال هذا لكنا تحت حكمكم.
المذيع:
 هي تفهم هذا الموضوع، أعود للمثال الذي حضرتك ذكرته، لا يجوز لي أن أشارك وأنا لا أشرب الخمر وإذا كان الخمر موجوداً هنا يحرم عليّ المشاركة؟
الدكتور راتب :
 الأصل لا يجوز، الخمر لعن شاربها، وعاصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، و من يعلن عنها اليوم.
المذيع:
 إذا لم يكن الحفل شخصياً عرس ابنته مثلاً، لو كان جزءاً من العمل وأنا ملزم به..

 

على المؤمن تقدير الحكمة في عمله :

الدكتور راتب :
 أغض بصري وأمتنع عن أي معصية، هذا موضوع ثان، يقول سيدنا عمر: "ليس بخيركم من عرف الخير، ولا من عرف الشر، ولكن من عرف الشريَّن، وفرق بينهما واختار أهونهما".
 أنت بعملك تستطيع أن تقيم أمر الله، وتوجه المؤسسة للخير والأعمال الطيبة، ولك دور إيجابي في تأسيسها، وفي بقائها، وفي منع الغلط فيها، ودعيت لحفل لا بد من أن تحضره، أغض بصري ولا آكل شيئاً يمنعني من ديني.
المذيع:
 على المؤمن أن يقدر أين الحكمة وليس من باب الترف.
الدكتور راتب :
 من عرف الشريَّن، وفرق بينهما واختار أهونهما، مثال السيارة فيها تأمين، والتأمين حرام، البديل تركب المواصلات العامة، بناتك وزوجتك، وأحياناً يوجد تحرش ومشكلة في المواصلات العامة، أنا أختار أهون الشرين.
المذيع:
 إذا المؤسسة عملت هذا الاحتفال وأنا أخشى من غضب المدير عليّ وأن يخصم من راتبي.
الدكتور راتب :
 أضطر أن أقول لك هذه القصة، مسيلمة الكذاب قبض على صحابيين، قال للأول: أتشهد أني رسول الله؟ قال: ما سمعت شيئاً، فقطع رأسه، سأل الثاني: تشهد أني رسول الله؟ قال: أشهد أنك رسول الله، ماذا قال النبي لأصحابه؟ قال: أما الأول فقد أعزّ دين الله فأعزه الله، وأما الثاني فقد قبل رخصة الله.
الدين أعطاك معياراً أعلى وأدنى، الأعلى بطل، والأدنى مقبول، مثل الجامعة فيها مرتبة شرف، وجيد جداً، ومقبول.
المذيع:
 معنا أخي موسى تفضل...
 أنا شخص امتحنني الله بفقدان البصر، لكن أنا ولدت بعائلة فقيرة وهمجية جداً، ولم أجد من يوجهني، عمري خمس وعشرون سنة، منذ شهر أنا أصلي والتزمت، وأنا راض عما ابتلاني الله به، ولم أجد من ينصحني.

الإسلام يجبُّ ما قبله :

الدكتور راتب :
 أنا هذا الكلام لا يهمني، الذي يهمني أنت مادمت قلت: يا رب أنا تبت إليك، لا تقلق، إطلاقاً، قال تعالى:

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

[ سورة الزمر: 53 ]

 أسرفوا، مادام أنت في هذا السن عرفت الحقيقة، الإسلام يجب ما قبله.
المذيع:
 تفضل أخي موسى...
 نحن المكفوفين نواجه صعوبات ولكن مع وجود الطيبين والإذاعات الكريمة مثل إذاعة fm.

 

الحرص على الدين ثمن الهداية و التوفيق :

الدكتور راتب :
 أنا أبشرك مادمت أنت حريص على دينك، هذا الحرص وحده ثمن الهداية، وثمن التوفيق، ودائماً وأبداً البطولة ليس بالبصر بل بالبصيرة، كم إنسان فقد بصره وعنده بصيرة تفوق المبصرين، اشكر الله.
المذيع:
 أم محمد تفضلي..
 بالنسبة للرضا هل يتنافى موضوع الدعاء مع الرضا، في حال الإنسان أصيب بابتلاء فالدعاء لدفع هذا الابتلاء هل يتنافى مع الرضا؟

الدعاء لا يتنافى مع الرضا لأن الدعاء قمة الدين :

الدكتور راتب :
أبداً لا يتناقض الدعاء مع الرضا، الدعاء قمة الدين، الدعاء هو الدين، العبادة هي الدعاء، أنت ماذا يعني الدعاء؟ أي أنت مؤمنة بوجود الله، مؤمنة بقدرته، مؤمنة برحمته، مؤمنة بمحبته ، قال تعالى:

﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾

[سورة الفرقان الآية : 77]

 الدين كله دعاء.
المذيع:
 أنت قلت دكتور: المؤمن يجب أن يرضى بالسراء كما يرضى بالضراء هذا يتنافى مع الدعاء؟
الدكتور راتب :
 لا، أنت اعتبرته قضاء وقدراً، وأنت مكلف أن تسأل الله الشفاء الفرج، أنت بشر، النبي بشر، ولولا أن النبي بشر، تجري عليه كل خصائص البشر، لما كان سيد البشر، إذا إنسان أصيب بمرض يدعو الله بالشفاء، ويتصدق لعل الله يشفيه.
المذيع:
 كيف يكون راضياً مع هذا الدعاء؟
الدكتور راتب :
 هو يؤمن أن كل شيء ساقه الله له محض رحمة، قد تكون الرحمة حققت هدفها، انتهت..
المذيع:
 القلب راض، واللسان لا يتلفظ بعبارات السخط، لكن أدعو الله لعله يخفف عني..
الدكتور راتب :
 يجب أن ندعو الله.
المذيع:
 تفضل أخي يزن..
 إنسان صائم قائم كيف نوفق بين رضا الله عز وجل وبين الخواطر؟

 

التوفيق بين رضا الله و بين الخواطر :

الدكتور راتب :
 أنا أطمئنك الله عز وجل لا يحاسب إلا على العمل، جميع الخواطر التي تأتيك لا تقدم ولا تؤخر، أما عندما تفعل شيئاً منها فتحاسب، الله عز وجل يحاسب على العمل.
المذيع:
 تفضلي أختي نهى...
 والدي توفي منذ شهر كان من المستمعين إليك، وقبل حوالي ساعة من موته جاءت سيرتك، وتكلمنا معه، هو قال: أنا أسمعه على الراديو، وبعد أن توفي رجعت أنا أسمع كل شيء وأتعلم منك، أنت تتكلم عن الرضا.
الدكتور راتب :
 قبل، تستطيعين أن تفتحي على موقع النابلسي، كل شيء ألقيته بحياتي بالعمر كله موجود في النت، يوجد نص وصورة وصوت.
المذيع:
 بالنسبة لرضا الناس أنا أتكلم عن نفسي، نحن نركض لنكسب رضا الناس، وأمنيتي أن ألتزم بالحجاب الشرعي الكامل، أريد أن تشجعني، وأهل زوجي يتكلمون عني أنني لبست هكذا لأنني لا أعرف أن ألبس.

الإنسان مستقل في دينه عن أي إنسان آخر :

الدكتور راتب :
أنا سوف أقول لك: أعظم عمل للرجال الجهاد في سبيل الله، وهو ذروة سنام الإسلام، أعظم عمل تفعله المرأة أنا أسمي هذا العمل إعفاف الشباب، بستر المفاتن، هذا الشاب بينه وبين الزواج عشرون سنة قادمة، فإذا المرأة تعرض مفاتنها في الطريق، هذه مشكلة كبيرة جداً.
المذيع:
 ماذا لو كان من حولها لا يهتمون بإصلاح حجابهم؟
الدكتور راتب :
 بالمناسبة الإنسان دينه متعلق به شخصياً، من أطاع مخلوقاً في معصية الله معنى هذا إيمانه ضعيف جداً، لذلك الله عز وجل جعل امرأة فرعون آسيا صدّيقة، قال تعالى:

﴿ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾

[ سورة التحريم: 11]

 لماذا؟ سيدنا إبراهيم أبوه مشرك، سيدنا نوح ابنه مشرك، لماذا جعل الله هذه القرابات القريبة في تناقض؟ حتى يؤكد لك الإله العظيم أن الدين مرتبط بك شخصياً، ولا يوجد إنسان يحط عن إنسان، لا تزر وازرة وزر أخرى، الإنسان مستقل في دينه عن أي إنسان آخر .
المذيع:
 معنا حسن تفضل..
 موضوع الرضا يحتاج إلى جهاد، لكن سؤالي الدعاء لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، أحد الأخوة قال لي: القضاء يرد، قل: اللهم إني أسألك رد القضاء وأسألك اللطف فيه..

 

ابتغاء رضوان الله و خطب وده :

الدكتور راتب :
 كلامه صحيح، لماذا أنت تقول للإله العظيم: لا بد من ضربي بحجر، اعمله فقط حجراً صغيراً، لا، يعفو عنك الله كلياً بعفوه وكرمه، كأن هناك جهة فوق الله تمنعه أن يرد لك الجواب، أبداً، لا أصل لهذا الدعاء، اللهم اشفني وعافني واعف عني.
المذيع:
 قد يكون بمعنى لا أسخط على قضائك ولكني أسألك اللطف فيه.
الدكتور راتب :
 أنا راض يا رب، لكن أرجوك أن تزيح عني هذا البلاء. في الطائف عندما سخروا من النبي الكريم وضرب وكذب، قال:

(( يا رب إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا رب المستضعفين إلى من تكلني؟ إلى عدوٍ ملكته أمرني، إن لم يكن بك غضبٌ علي فلا أبالي ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي ))

[ الطبراني عن عبد الله بن جعفر]

 فالإنسان لا يطلب المصيبة، عافية الله للإنسان أوسع له.
المذيع:
 قال تعالى:

﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾

[سورة التوبة : 100]

الدكتور راتب :
 كما أنك تبتغي رضوان الله عليك، الإله العظيم خالق السموات والأرض يتودد إليك برضائه عنك، كما أنك خطبت وده يخطب ودك، كما أنت خفت منه يريد لك الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى:

﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴾

[سورة البروج: 14-16]

المذيع:
 كيف أشعر أن الله راض عني؟
الدكتور راتب :
 والله هذا الشيء لي جواب دقيق فيه، مستحيل وألف ألف مستحيل أن يرضى الله عنك ثم لا يشعرك أنه راض عنك، من وقف في عرفات، ولم يغلب على ظنه أن الله غفر له فلا حج له، يغفر لك، ويشعرك أنه غفر لك، هذه نقطة مهمة جداً، يلقي في روعك أنه قبلك وغفر لك.
المذيع:
 يوجد دعاء النبي: اللهم إني أسأل الرضا بعد القضاء. ماذا يعني هذا؟

 

الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين :


المذيع:
 يوجد قضاء غير محبب للإنسان، فقد ماله بحريق، هذا رضا غير محبب، أين بطولتك؟ أن ترضى عن الله بالقضاء المكروه، لذلك قيل: الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، يفقد الإنسان ماله كله، عنده ابن يحبه كثيراً توفي، الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، أما بالقضاء فكل الناس تحبه.المذيع:
 ما المقصود بأرفع درجات اليقين؟
الدكتور راتب :
 اليقين بكمال الله، وحكمته، وعطائه، وغناه.
المذيع:
 إذا أراد الإنسان أن يدعو الله أن يرضى عنه بأي كلمات عليه أن يدعو؟ وهل هناك دعاء من السنة؟

دعاء من السنة يدعو به الإنسان لكسب رضا الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 اللهم ألهمني طاعتك، وأغنني برضاك، أنا أغتني برضا الله عز وجل، أحس بغنى، إذا طفل جاء لوالده بعلامات عالية كلها ممتاز، وهناك ثناء على أخلاقه، لا يوجد أب بالأرض لا يقبّل ابنه ويضمه، لله المثل الأعلى، أنت تخطب ود الله، تطلب رضوانه، يا رب ليس لي غيرك هل أنت راض عني؟ يلقي في روعك أنه يحبك، وإذا لم يلق فهناك مشكلة، ذنوب حالة بينه وبين أن يأتي من الله هذا التطمين.
المذيع:
 وإذا لم يلق في روعي هناك حجاب من الذنوب هذه قاعدة.
الدكتور راتب :
 ابحث عن السبب.
المذيع:
 هل لنا بدعاء شيخنا تدعو لنا أن يرضى عنا الله عز وجل.

الدعاء :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آل بيته الطيّبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، متحدثاً عن الرضا، رزقنا الله وإياكم الرضا والقبول، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك. 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور