وضع داكن
29-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 041 - المسلم السعيد.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام على الهواء مباشرةً في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 أهلاً وسهلاً بكم، حديثنا في هذه الحلقة تحت عنوان: "المسلم السعيد"، وأبدأ مع فضيلتكم قد يدور في بال كثير من الناس، هل الأصل أن يكون المسلم سعيداً في هذه الحياة أم يفترض أن يكون المسلم بين شقاء وبين ابتلاء وبين كرب فالسعادة هي علامة تنافي الإيمان؟ وهذا هو مطلع حديثنا مع فضيلتكم دكتور؟

الابتلاء علة وجودنا و السعادة لا تتناقض مع الابتلاء :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين.
الحقيقة الدقيقة أن السعادة لا تتناقض مع الابتلاء، قال تعالى:

﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾

[ سورة المؤمنون : 30]

 علة وجودنا في الدنيا الابتلاء، قال تعالى:

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾

[ سورة الملك : 2 ]

 الابتلاء لا يعني معنىً سلبياً، الابتلاء امتحان، والذي نجح في الامتحان هم الأنبياء، والصديقون، والمؤمنون، والصادقون، وبقية من يمشي على منهج الله عز وجل، إذاً نحن خلقنا في الأصل للسعادة، والدليل:

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود:119]

 خلقنا لجنة عرضها السماوات والأرض، نحن مخلوقون للجنة، وجاء الله بنا لندفع ثمن الجنة، كي نشعر أننا دفعنا ثمناً باهظاً لقاء نتيجة غير متصورة من السعادة، فأنت حينما تؤمن أنك المخلوق الأول في الأرض، وأن الله جاء بك إلى الدنيا كي تحقق سعادة أبدية يدفع ثمنها في الدنيا طاعة لله عز وجل، واستقامة على أمره، الآية تقول:

﴿ وَمَن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾

[سورة القصص: ٥٠]

 المعنى المخالف الذي يتبع شهوته وفق منهج الله لا شيء عليه، يوجد توازن، في الإسلام لا يوجد حرمان لكن يوجد تصعيد، فبين أن تتزوج امرأة صالحة تسعد بها وتسعد بك، تنجب منها أولاداً طيبين بنات وشباب، يأتيك الكنائن والأصهار، وأنت في أوج سعادتك، وبين أن تمارس هذه الشهوة بطريقة غير مشروعة، مسافة كبيرة جداً بين الحق والباطل، الحق كله سعادة، لا يوجد حرمان، قال تعالى:

﴿ وَمَن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾

[سورة القصص: ٥٠]

 الذي يتبع شهوته وفق منهج الله لا شيء عليه إطلاقاً، أنا أريد أن أؤكد للأخوة المستمعين ليس في الإسلام حرمان إطلاقاً، لكن يوجد تصعيد، ما من شهوة أودعها الله فينا إلا جعل لها قناة نظيفة طاهرة نرقى بها، ونسمو بها، أقول لك والله لا أبالغ: سعادة المؤمن بزوجته التي خطبها وفق منهج الله، وعاملها وفق منهج الله أضعافاً مضاعفة عن سعادة أي إنسان بامرأة لا تحل له أبداً، أنت حينما تبحث عن منهج الله تبحث عن سلامتك، وعن سعادتك.
المذيع:
 هل لك أن توضح لنا ما هو مفهوم ومصطلح السعادة؟ ما معنى السعادة؟

تعريف السعادة :

الدكتور راتب :
هذا السؤال دقيق جداً، لو أن إنساناً بجامعة، ودخل الامتحان، وهو محضر بشكل جيد لهذا الامتحان، وكتب، وقد يأخذ العلامة التامة، يشعر بسعادة لا توصف، مع أنه لا يوجد ممتع، مقعد خشبي، وقلم، وورقة، ومراقبون، لكن لو تناول شطيرة من أطيب أنواع الشطائر ولم ينجح في الامتحان هو من أشقى الناس، حينما تحقق الهدف من وجودك أنت سعيد، أنا حينما أحقق الهدف من وجودي أنا طالب في الجامعة حينما أنجح بتفوق أكون من أسعد الطلاب، أنا تاجر حينما أحقق ربحاً في التجارة مشروعاً أنا أسعد التجار، أنا موظف حينما أؤدي خدمة لأمتي ووطني في هذه الوظيفة أنا أسعد الناس، السعادة مفهومها دقيق جداً حينما تحقق الهدف، أنت خلقت لمعرفة الله، إن عرفته عرفت كل شيء، فالإنسان يجب أن يعرف لماذا خلق، من الذي يشقى؟ المتع كلها أحد أسباب الشقاء، المتعة الحسية ليس لها أمد طويل، حينما تصل إليها تنتهي، فالإنسان إذا اشترى بيتاً واسعاً بعد أسبوعين أو ثلاثة صار البيت عادياً، اشترى سيارة عادية، كأن الله عز وجل ما سمح للدنيا أن تمد الإنسان بسعادة مستمرة بل متناقصة، أما إذا عرفت الله فقد عرفت كل شيء:

(( ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء))

[ تفسير ابن كثير]

المذيع:
 نلاحظ اليوم أن جمعاً من الذين لا يؤمنون بالله، أو الذين يسيرون بكثرة وتعمد على معصيته، فإنهم يعيشون وفق ما نعتقد بسعادة، لديهم أموال، الابتسامة لا تفارق محياهم، الدنيا قد فتحت لهم، ألا يعيش أولئك بسعادة دكتورنا الكريم؟

الفرق بين السعادة و المتعة :

الدكتور راتب :
 الحقيقة هذه متعة، يجب أن نفرق للأخوة المستمعين بين السعادة والمتعة، المتعة أولاً حسية، معنى حسية تستمتع بها الحواس الخمس، قد تمتع نظرك ببحر، بفندق مطل على بحر، قد تمتع نظرك بوجه صبوح مثلاً، قد تمتع نظرك بفاكهة طيبة، بغابة جميلة، بمنظر رائع، هذه المتع حسية، هذه المتع لم يسمح الله لها أن تمد الإنسان بسعادة متنامية ولا مستمرة بل متناقصة، لذلك البيت الكبير يمل بعد حين، والمنصب الرفيع يمل بعد حين، والطعام الطيب يمل بعد حين، أما المؤمن فيتمتع بقربه من الله عز وجل، هذه المتع متنامية لا متناقصة.
عندنا شيء دقيق أن الإنسان له خط بياني، هذا الخط البياني صاعد صعوداً مستمراً، كان ابناً في بيت، أخذ شهادة، تعين موظفاً، تزوج، اشترى بيتاً، اشترى سيارة، يوجد تنام في هذه السعادة، أما عندما يأتي الموت فيعود بالإنسان إلى الصفر، إلى قبر، من بيت إلى قبر، من منصب إلى قبر، من مركبة فارهة إلى قبر، من زوجة تروق له إلى قبر، هذا الهبوط المفاجئ للقبر هذا المؤمن معافى منه.
 أنا أقول: الموت نقطة على خط المؤمن الصاعد، ينتقل إلى جنة، لذلك أهل الجنة إذا اقترب أجلهم يقولون: ما رأينا شراً قط، وأهل النار إذا اقترب أجلهم يقولون: ما رأينا خيراً قط، أنا أقول: السعادة والتوفيق والذكاء والنجاح والفلاح والتفوق في طاعة الله عز وجل، أنت أعقد آلة في الكون، ولك صانع عظيم، خلقك الله عز وجل للسعادة، للعطاء، والدليل قوله تعالى:

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود:119]

 والله يوجد كلمات للعوام هي الكفر بعينه، الله خلقنا للشقاء، من قال لك ذلك؟ خلقك لتسعد في الدنيا والآخرة، والدليل قال تعالى:

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾

[ سورة الرحمن : 46]

 أنا أقول: السعادة حينما تحقق الهدف، أنت لك هدف معين، أنت عندك الآن فحص بمادة هامة جداً، وهي مادة أساسية في هذا الليسانس، والسؤال أنت درسته جيداً، أنت بهذه اللحظات في الامتحان أسعد طالب في الأرض، لكن لا تأكل، ولا تشرب، ولا يوجد كأس عصير، ولا كأس مياه غازية، لا يوجد شيء، معنى هذا أن السعادة تأتي من تحقيق الهدف، لهذا أنا أقول: أنت لأنك خلقت لمعرفة الله عز وجل الله جعل نفسك لا نهائية، كلامي دقيق، أنت مصمم لمعرفة الله، قال تعالى:

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود:119]

 خلقك ليرحمك، أنت عندما تختار هدفاً، دون هذا الهدف تشقى به، وأنت لا نهائي، والهدف نهائي، فبعد شراء البيت انتهى البيت، بعد الزواج انتهى الزواج، أي شيء في الدنيا لا يمكن أن يمدك بسعادة متنامية، ولا مستمرة، بل متناقصة، إلا المؤمن هدفه الله عز وجل، نفسية المؤمن اللانهائية هكذا صممت لا يشبعها إلا الهدف الكبير، اللانهائي، هو الله عز وجل.
 أنا أقول والله لا أبالغ: قد تجد مؤمناً بوظيفة متواضعة جداً، لكنه عرف الله، له سعي في الآخرة، يحاول أن يدعو إلى الله بكل ما أوتي من إمكانات، هذا المؤمن الصغير في بيت صغير مع زوجة متواضعة بدخل محدود أسعد من مليون ملياردير، دون أن يشعر أحد السعادة أن تعرف الله، لأن الله هو الجمال والكمال والنوال، وأنت مجبول ومفطور على حب الكمال، والجمال، والنوال، فإذا وصلت إلى الله وصلت إلى كل شيء..

(( ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء))

[ تفسير ابن كثير]

المذيع:
 ونعم بالله، إذاً دكتور السعادة هي ليست شيئاً محسوساً، قد يكون هناك ملذات أو متع تحيط بالإنسان يتمتع بها كما تفضلت بحواسه الخمس لكنها ليست مفهوم السعادة، السعادة شيء يعيشه الإنسان في قلبه.

السعادة متنامية و اللذائذ حسية متناقصة :

الدكتور راتب :
 تقريباً للتلخيص اللذائذ متع حسية تحتاج إلى وقت، وإلى مال، وإلى صحة، ودائماً ينقصك واحدة، في البدايات يوجد صحة طيبة ووقت لكن لا يوجد مال، في وسط العمر الصحة موجودة وصار المال موجوداً عندك معمل، عندك وظيفة عالية جداً، لكن لا يوجد وقت، في خريف العمر صار عندك وقت ومال لكن لا يوجد صحة، دائماً الصحة والمال والوقت هذه اللذائذ، ودائماً الإنسان ينقصه واحدة، أما إذا عرف الله فسعادته متنامية، اللذائذ متناقصة، السعادة متنامية.
المذيع:
 السعادة شيء قلبي؟
الدكتور راتب :
 أبداً، أن تصل إلى الله، إن وصلت إلّي يا عبدي وصلت إلى كل شيء..
المذيع:
 بعض الناس يحتجون بهذه الآية الكريمة وقد يكون فهمهم خاطئاً لقوله تعالى:

﴿ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾

[سورة القصص:76]

السعيد من جعل هدفه الله عز وجل :

الدكتور راتب :
العلماء المفسرون الكبار أكدوا الفرحين في الدنيا، فرح بمنصب، سوف يتركه، فرح بمال، سوف يغادره، دائماً وأبداً كل ما في الدنيا من متع إما أن تتركها بالموت، وإما أن تتركك، شخص كان في بلد، صار مشكلة كبيرة كالذين ينزحون الآن، كان يسكن في بيت أربع غرف وصالون، وعنده سيارتان على الباب، بقي يسكن في خيمة، هذه المتع إما أن تتركها مجبراً، وإما أن تتركك عند الموت، لا يوجد شيء دائم، من هو البطل؟ من هو الذكي؟ من هو العاقل؟ من هو المتفوق؟ من هو السعيد؟ الذي جعل هدفه الله عز وجل، الله عز وجل موجود دائماً، قال تعالى:

﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾

[ سورة البقرة: 255 ]

 أنا أقول: إن أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإن أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإن أردتهما معاً فعليك بالعلم.
المذيع:
 يقول الله عز وجل:

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾

[ سورة النحل: 97 ]

 فهل المقصود هنا الحياة الطيبة هل يشمل هنا السعادة التي يبحث الإنسان عنها هي ذاتها الحياة الطيبة التي بشر الله عنها عباده الصالحين؟

سعادة المؤمن تأتي من قربه من الله لأنه أصل الجمال والكمال والنوال :

الدكتور راتب :
 ذكر الله عز وجل عباده بحياتهم الدنيا، فقال تعالى:

﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾

[ سورة محمد : 6]

ذاقوا طعمها في الدنيا إنها جنة القرب من الله، سعادة المؤمن لا تأتي من طعام، ولا من شراب، ولا من بيت واسع، ولا من منصب رفيع، ولا من متع رخيصة، سعادته تأتي من قربه من الله، لأن الله عز وجل أصل الجمال والكمال والنوال، إن اتصلت به فأنت أسعد الناس، إن شعرت أن الله يحبك فأنت أسعد الناس، إن تحركت وفق منهجه فأنت أسعد الناس، حالة الأمن التي يعيشها المؤمن لا يذوق إنسان آخر هذه السعادة، والدليل قوله تعالى:

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

[سورة الأنعام81-82]

 والله لا أبالغ ليس على وجه الأرض من هو أسعد من المؤمن، على اختلاف أمور الدنيا، قد تكون وظيفته متواضعة، قد يكون بيته صغيراً، قد يكون عنده الكثير من العيال، قد يكون دخله قليلاً، هو سعد بالله، سعد بأصل الكمال والجمال والنوال، هذه السعادة سعد بها الأنبياء، سعد بها الصديقون، المؤمنون في كل أقطار الأرض، أنت اتصلت بالخالق، بأصل الجمال والكمال والنوال، أنت تعتمد على القوة العظمى في الكون، التي لا يوجد غيرها، هو القوي، هو الغني، هو الرحيم، هو الودود، هو اللطيف، أسماء الله الحسنى هي السعادة، فأنا أقول: عجيب السعادة بين أيدينا والله، والله أي إنسان التفت إلى الله، أقبل عليه، خدم عباده، تقرب إليه، يشعر بسعادة لا توصف، أنا والله لا أبالغ، مرة إنسان ذهب إلى بيت الله الحرام، وزرته مهنئاً بعودته، قال لي كلمة أبكاني، أقسم بالله العظيم أيماناً مغلظة أنه ليس على وجه الأرض من هو أسعد منه إلا أن يكون أتقى منه، كلامه دقيق، وأنا أقول للأخوة المستمعين: إذا عرفت الله المعرفة التي تحتاجها، وطبقت منهجه تطبيقاً بدقة، وتقربت إليه بالعمل الصالح، إن لم تقل: أنا أسعد الناس في الأرض عندك مشكلة بإيمانك، خلقك للسعادة، أنت مع من؟ مع القوي، مع الغني، مع العليم، مع الحكيم، مع المسعد، أنت مع الذات الإلهية، الناس كلهم مع بعضهم بعضاً، أنت مع الله، إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ ويا رب ماذا وجد من فقدك؟ وماذا فقد من وجدك؟
المذيع:
 يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

(( مَنْ أصبَحَ منكم آمِنا في سِرْبه، مُعافى في جَسَدِهِ، عندهُ قوتُ يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها ))

[ الترمذي عن عبيد الله بن المحصن ]

 هل ممكن أن نعتبر هذه العناصر هي سرّ السعادة في هذه الحياة؟

عناصر السعادة هي الأمن و الرزق و الصحة :

الدكتور راتب :
 والله الذي لا إله إلا هو هذا الحديث أنا أعده فيصلاً، إذا شخص يسكن في بيت فوقه سقف من البيتون، وعياله لم ينقص واحد منهم، ومعه قوت يومه، ما فاته من الدنيا شيء.

(( مَنْ أصبَحَ منكم آمِنا في سِرْبه.. ))

[ الترمذي عن عبيد الله بن المحصن ]

 لا يوجد عليه مذكرة بحث، ليس مرتكباً جريمة، ليس متابعاً من قبل الدولة:

(( ..آمِنا في سِرْبه، مُعافى في جَسَدِهِ، عندهُ قوتُ يومِه... ))

[ الترمذي عن عبيد الله بن المحصن ]

 ما فاته من الدنيا قط، لذلك مرة ملك سأل وزيره: من الملك؟ قال له: أنت، قال له: لا، لست أنا، الملك رجل لا نعرفه ولا يعرفنا، له بيت يؤويه، ورزق يكفيه، وزوجة ترضيه، إنه إن عرفنا جهد في استرضائنا، وإن عرفناه جهدنا في إذلاله.
 أقول: بيت صغير في أي مكان في العالم الإسلامي، فيه أسرة متواضعة، فيه زوج يحب زوجته، وأولاد يملؤون البيت فرحاً وسروراً، عندهم طعام يكفيهم، هذا البيت المتواضع في الدنيا والله جنة.
المذيع:
 دكتور يبقى الإنسان قلقاً على رزق الغد، أنا لا يكفيني قوت اليوم، أفكر في مستقبل أولادي، بطعامي، بعملي، بجمعي النقود للمستقبل.

من ربّى أولاده تربية صالحة تولى الله رعايتهم و حفظهم :

الدكتور راتب :
أنا أقول كلمة: لا تقلق على أولادك من بعدك، إذا ربيتهم تربية صالحة، أو غير صالحة، إن ربيتهم تربية صالحة الله في عليائه يتولاهم،وأنا والله عندي آلاف القصص ترك ثروة طائلة بددت في أيام معدودة، في سنوات معدودة، وإنسان ترك علماً لأولاده، أدبهم، عرفهم بربهم، هم أسعد الناس، عندي آلاف القصص، لذلك ابن آدم أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه؟ يقول: يا رب لم أنفق منه شيئاً مخافة الفقر على أولادي من بعدي، فيقول الله له: إن الذي خشيته على أولادك من بعدك قد أنزلته بهم.
 يسأل عبداً آخر أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه؟ يقول: يا رب أنفقته على كل محتاج ومسكين، لثقتي بأنك خير حافظاً، وأنت أرحم الراحمين، فيقول الله له: أنا الحافظ لأولادك من بعدك. أنا لا أصدق إنساناً دخله حلال، وإنفاقه حلال، وترك أولاداً إلا في رعاية الله، في بحبوحة خالق السماوات والأرض، في توجيه الله عز وجل.
المذيع:
 معنا اتصال أخي أبو حسام.
السائل:
 أنا من كلام الدكتور استنتجت عدة نقاط ممكن أن تجلب السعادة للإنسان، أولها الإيمان بالله وبأركان الإيمان، ثم النقطة الثانية أداء ما كلفه الله به، والثالثة الرضا بقضاء الله وقدره، هذه النقاط أرجو الدكتور محمد أن يصحح لي.

من أحبّ الله رضي بقراره :

الدكتور راتب :
 أنا أقول لأخوتي: يوجد بلاد أصابها بعض السوء، أقول له كلاماً دقيقاً، هذا لا يعني أن نلغي السعي للإصلاح إطلاقاً، لكن هذا الذي تحبه وهو الله عز وجل، وتعبده، وتموت في سبيله، هذا قراره، فمن علامة حبك له أن ترضى بقراره مبدئياً، لكن الإنسان يتحرك إلى الأصلح، هذا مسموح، ولا يوجد عندنا في حياة المؤمن يأس، ولا إحباط، ولا سحق، كل هذه الأمراض النفسية الوبيلة التي تنهي سعادة الإنسان المؤمن معافى منها، قال تعالى:

﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾

[سورة الأنعام81-82]

 الأمن لهم لا لغيرهم، لا يتمتع بنعمة الأمن إلا المؤمن.
المذيع:
 معنا أبو يوسف تفضل..
السائل:
 أنا عندي عسر في الرزق بشكل غير طبيعي، كل يوم أخرج وأحاول أن أشتغل أجد عسراً في الرزق، ومطلوب مني مبلغ مالي يوم الأحد القادم، لا يوجد خيار إلا أن آخذ قرضاً من الشركات التي تعطي القروض.
المذيع:
 هل هو قرض ربوي يا أبا يوسف؟

ما عند الله لا ينال بمعصيته :

الدكتور راتب :
 أنا أؤمن أن زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، فأنا لا أقبل أن أصل إلى شيء عن طريق معصية الله، ما عند الله لا ينال بمعصية الله، لكن تحتاج إلى صبر، وإلى يقين، إله خلقك، كل شيء بيده، وأمرك أن تفعل كذا، وأن تدع كذا، ثم تدع الأمر وتفعل المعصية؟ هذا شيء مستحيل وألف ألف مستحيل، قال تعالى:

﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾

[ سورة الحج: 15]

 الجواب:

﴿ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ ﴾

[ سورة الحج: 15]

يعمل عملاً طيباً:

﴿ ثُمَّ لِيَقْطَعْ ﴾

[ سورة الحج: 15]

 يقطع كل منكر، كل مخالفة، كل معصية، كل تجاوز، كل تفلت، قال تعالى:

﴿ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾

[ سورة الحج: 15]

 إله يقول لكم ذلك، قال تعالى:

﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ ﴾

[ سورة الحج: 15]

 يعمل عملاً صالحاً إلى الله، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم:

(( استمطروا الرزق بالصدقة))

[الجامع الصغير عن جبير بن مطعم]

 الأمور معسرة ادفع مبلغاً رمزياً صدقة لله عز وجل، لعل الله يفتح لك باب رزق لم تكن متوقعاً له.
المذيع:
 إن ضاقت عليه الأمور هل يحق له أن يأخذ قرضاً ربوياً ليسد هذا الدين؟

الاضطرار الحقيقي لا يعلمه إلا الله وصاحب الحاجة :

الدكتور راتب :
 انظر يا سيدي إذا شخص ضاقت الأمور يجوز أن يشرب خمراً، إذا لقمة علقت في حلقه ولا يوجد ماء يقدر، لكن حالات نادرة جداً، يقدر أن يأكل لحم خنزير، سوف يموت من الجوع.
المذيع:
 في مثل هذه الحالة يوم الأحد هو مطالب بمبلغ من المال إن لم يسدده سوف يحول إلى القضاء والسجن هل يحق له الآن أن يأخذ؟
الدكتور راتب :
 قد تكون ضرورة لكن لست أنا من أقدرها، هو يعلمها، كل إنسان يقول لك: أنا مضطر لكن من يعلم الاضطرار الحقيقي؟ الله عز وجل والسائل.
المذيع:
 ما هو معيار الاضطرار دكتور لديكم حتى يبيح للإنسان.
الدكتور راتب :
 الاضطرار حينما تخاف أن تفقد حياتك، هذا نوع، أو أن تفقد أحد أعضائك، أو أن تفقد مالك كله، هذا الاضطرار.

(( إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلي السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له؟ حتى يطلع الفجر))

[أحمد عن أبي هريرة]

 قبل الفجر بربع ساعة صلّ ركعتي قيام الليل، وفي السجود اطلب من الله حاجتك، الله يتكفل بهذه الحاجة.
المذيع:
 إذا عدنا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:

(( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ))

[ مسلم عَنْ صُهَيْبٍ]

 هل ممكن للسعادة أن ترافقنا في السراء والضراء أم أن السعادة تقتصر فقط على السراء؟

حقيقة السعادة :

الدكتور راتب :
والله حينما نفهم حقيقة السعادة قد نرى أن الخضوع لأمر الله، والرضا بقضاء الله وقدره، نوع من السعادة، الابن حينما يتلقى تأديباً من والده، وهو يعلم رحمته، ومحبته، وعلمه، يتلقى هذا التأديب بنفس رضية، هذه سعادة أيضاً، أنت حينما تطبق منهج الله فإذا زلت القدم لا سمح الله جاء التأديب الإلهي، ما معنى ذلك؟ أنت غال على الله عز وجل، وبالإمكان أن تعود إلى رشدك، شخص عنده ثلاثة أولاد مثلاً، ولد ذكي جداً متفوق، تركه لأنه حقق الهدف كلياً، وعنده ولد منغولي أيضاً تركه لأنه لا يوجد أمل منه، من يتابع إذاً؟ الولد الذكي المقصر، أنا حينما أعرف الله أعرف منهجه، يوجد تقصير تأتي المعالجات الإلهية تدفعني إلى الله، مصيبة المؤمن مصيبة دفع ورفع فقط، مصائب الأنبياء مصائب كشف، غير المؤمنين مصائب ردع ومصائب قصم، أما المؤمن فدفع ورفع، تكون سرعته إلى الله بطيئة، يلوح له شبح مصيبة يصلي قيام الليل، يتقن الصلاة، يقرأ القرآن الكريم، كلما تأتي مصيبة للمؤمن أو شبح مصيبة تدفعه إلى الله، إذاً هذه مصيبة دفع، وحينما يفعل عملاً طيباً ويكتفي به يلوح له شبح مصيبة أخرى، عندما اكتفيت بهذا العمل أكثر من هذه الأعمال، مصائب المؤمنين مصائب دفع ورفع، مصائب الأنبياء مصائب كشف، مصائب أهل الدنيا مصائب ردع ومصائب قصم.
المذيع:
 معنا أختي أم خالد تفضلي...
السائل:
 أريد أن أسأل أن خلق الإنسان في كبد، فأجاب الشيخ لكن عن سؤال ثان ..

الافتقار إلى الله عز وجل :

الدكتور راتب :
 دقيقة قال تعالى:

﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾

[سورة النساء: 28]

 ليفتقر في ضعفه، ليسعد في افتقاره، ولو خلقه قوياً لاستغنى بقوته فشقي باستغنائه.
المذيع:
 معنا أختي أم خالد تفضلي...
السائل:
 قال تعالى:

﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾

[سورة الأنعام: 164]

 نسمع قصصاً كثيرة أن الأب الذي يعمل عملاً يجده في أحد أفراد أهله، ما ذنب هذه البنت أو الولد؟

الإنسان محاسب على عمله فقط :

الدكتور راتب :
 ليس لها ذنب، الله وكيلك الفهم غير صحيح، صحابة كبار كان آباؤهم كفاراً ما أصابهم شيء، قال تعالى:

﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾

[سورة الأنعام: 164]

 كل إنسان محاسب على عمله فقط، لا تحمل حاملة حمل أخرى.
المذيع:
 إلا إذا كان لله حكمة أن يعاقب ذلك الابن.
الدكتور راتب :
 هذا موضوع ثان، وهذه الحكمة الله يبينها له.
المذيع:
 اتصال جديد أخي حسني تفضل...
السائل:
 نعود إلى عنوان الحلقة وهو السعادة، نحن نعيش في ظروف صعبة من حيث الفقر، فهل العطاء الذي يمكن أن يقدم للفقراء من نفس طيبة يكون جزءاً من السعادة؟ من خلال الإنسان الذي يعطي يكون جزءاً من شيء مهم جداً يعود عليه بالسعادة؟

أسعد الناس من يعطي و لا يأخذ :

الدكتور راتب :
 أنا أسأل سؤالاً دقيقاً: افحص نفسك ما الذي يسعدك أن تعطي أم أن تأخذ؟ الأنبياء العظام وكلهم عظام أعطوا ولم يأخذوا، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، الأنبياء عاشوا للناس، الأقوياء عاش الناس لهم، الأنبياء ملكوا القلوب، الأقوياء ملكوا الرقاب، فأنت لمجرد أن تعطي أنت أسعد الناس، اللهم صلّ على أسعدنا محمد النبي صلى الله عليه وسلم كان فقيراً، وعانى ما عانى من شدائد، وهو أسعد الناس، أنت إذا فهمت على الله حكمته أسعد الناس بأي وضع:

(( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ))

[ مسلم عَنْ صُهَيْبٍ]

المذيع:
 يقول الله عز وجل:

﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾

[سورة هود: 108]

 ما هو فهمنا لهذه الآية الكريمة؟

الدنيا امتحان وابتلاء والآخرة عطاء وجزاء :

الدكتور راتب :
 مادامت السماوات والأرض تتبدل يوم القيامة، فبقاؤه في الجنة مادامت أفعال الله قائمة، هذا تطمين، السماوات والأرض لا تزول، لكن هذه جنة من نوع ثان، من نوع تكريم، هنا امتحان، حياتنا في الدنيا حياة امتحان وابتلاء، أما الحياة في الآخرة فحياة عطاء، والدليل قال تعالى:

﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾

[ سورة ق : 35]

 اطلب تعطى، المزيد الإقبال على الله عز وجل.
المذيع:
 أختنا محبة المصطفى عبر الفيس بوك تقول: كيف لي أن أعرف أن الله راض عني وكيف أعرف أنه يحبني وأنه رزقني السعادة في ظل الابتلاءات التي نعيشها؟

من خطب ودّ الله يلقي الله في روعه أنه يحبه :

الدكتور راتب :
 الجواب من هذا النص: من وقف في عرفات، ولم يغلب على ظنه أن الله غفر له فلا حج له. أنا لا أصدق أن تخطب ود الله، ثم لا يشعرك الله أنه يحبك، أبداً.
المذيع:
 لكن لا يشترط أن يكون تيسير الأمور هي العلامة.
الدكتور راتب :
 ليس لها علاقة، لكن الله يلقي في روعك أنه يحبك، هذه تسمى تجلياً، سكينة.
المذيع:
 هذه الحالة من السكينة ليس لها علاقة بالابتلاءات وتيسير الأمور؟
الدكتور راتب :
 ليس لها علاقة، الإنسان قد يمتحن، الأنبياء امتحنوا بالهجرة، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، وهو نبي كريم.
المذيع:
 هل لنا أن نختم بدعاء..

الدعاء :

الدكتور راتب:
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، كان حديثنا تحت عنوان: "المسلم السعيد"، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور