وضع داكن
29-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 037 - هل هناك وجود للجن؟
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام، نتواصل في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 نطمح أن يكون حديثنا مع فضيلتكم عن الجن، هذه القضية التي تشغل بال كثير من الناس، بعض الناس قد علق حياته على موضوع الجن والمس، والأعمال والسحر والشعوذة، نريد من فضيلتكم تأصيلاً شرعياً لهذا الموضوع، وأبدأ بسؤالي الأول هل هناك وجود للجن؟

الجن موجود والإيمان به إيمان إخباري :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين.
 الحقيقة الأولى أن هناك عالم الغيب وعالم الشهادة، عالم الشهادة الحياة التي نعيشها؛ الكواكب، الأرض، البحار، الجبال، الحيوانات، الأطيار، الأسماك، هذا الواقع، هذا عالم الشهادة، ترى الشيء بعينيك، الله عز وجل في عالم الغيب غاب عنا، نحن لا نرى الآن مصير الإنسان، الله أخبرنا عن الجنة، عن النار، أخبرنا عن الجن، فالجن.

﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ﴾

[سورة الأعراف: 27]

إنهم يرونكم من حيث لا ترونهم، وكذلك الملائكة، الإيمان بالجن والملائكة إيمان إخباري، نحن عندنا يقين حسي، يقين عقلي، يقين إخباري، اليقين الحسي، أدواته الحواس الخمس، أو استطالاتها، الميكروسكوب استطالة لحس البصر، والتليسكوب استطالة، أنا أستعين بالميكروسكوب و والتليسكوب، وهذان الجهازان هما في الحقيقة استطالة لحاسة البصر، ويمكن أن نرى الشيء بالأشعة تحت الحمراء، فالإنسان بعقله وعلمه وتفوقه استطاع أن يصل إلى هذه الحواس بامتداد، باستطالة، لكن كل هذا العالم المادي عالم الحس، لكن أحياناً ترى دخاناً وراء جدار وأنت تقول: لا دخان بلا نار، فأنت موقن بوجود النار لا بعينك لكن بدليل، لأنه لا دخان بلا نار، أنت استنبطت أن هناك ناراً وراء الجدار، رأيت دخاناً، هذا عمل العقل كله، العقل يستنبط المؤثر من الآثار، والخالق من الخلق، و المسير من التسيير، والمربي من التربية، فأنت لا ترى ذات الله أبداً، ترى آثار أعمالها، آثار نعمها، فالإيمان بالله يدخل في هذا القسم، الأقدام تدل على المسير، و البعرة تدل على البعير، أفسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج ألا تدلان على الحكيم الخبير؟
المذيع:
 نحن نتحدث عن الجن، النظرة الشرعية أنهم موجودون؟
الدكتور راتب :
 لكن لا نراهم.
المذيع:
 لا يستطيع أحد أن ينكرهم؟
الدكتور راتب :
 كيف أثبتنا وجودهم؟ بإخبار الله لنا فقط، دليل إخباري لا دليل يقيني، لا يوجد دليل حسي، ولا عقلي، لهم آثار لا نراها.
المذيع:
 لا يستطيع أحد أن ينكر وجود الجن، لأن الله عز وجل في القرآن الكريم ذكرهم.
الدكتور راتب :
 أعظم مخبر هو الله عز وجل.
المذيع:
 تفضلت وقلت: لا نراهم، هل هناك تعامل بين الإنسان وبين الجن؟

 

لكلّ إنسان قرين من الجن يوسوس له وقرين من الملائكة يلهمه الصواب :

الدكتور راتب :
 نعم، أولاً الإنسان له قرين من الجن، مرافق من الجن يوسوس له دائماً، وله قرين من الملائكة يلهمه الصواب دائماً، أنت بين توجيهين، توجيه ملك وتوجه جن، وأنت مخير، وجود كائن يوسوس لك، ووجود كائن آخر يزين لك العمل الصالح، أنت أمام دافعين، الله عز وجل جاء بك إلى الدنيا لتتحرك، قال تعالى:

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

دقق لا يمكن و مستحيل وألف ألف مستحيل أن يكون للشيطان علينا سلطان، قال تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

 سؤال: شخص يرتدي ثياباً غالية جداً جداً، بيضاء، وأرقى أنواع الأحذية، والقمصان، وثيابه غالية جداً، وهناك حفرة فيها ماء أسود، ماء مجاري، ونزل بهذه الحفرة، ثم ذهب ليدّعي على شخص، قال له القاضي: هو دفعك إلى هذه الحفرة؟ قال: لا والله، قال له: أمسكك ووضعك فيها؟ قال: لا والله، قال: لم تشتكي عليه؟ قال: قال لي: انزل فنزلت، هذا الإنسان أين مكانه؟ في مستشفى المجانين، قال تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

 لذلك أي إنسان يرتكب المعصية يتوهم وهماً أنها قدره، جيء لسيدنا عمر بشارب خمر فقال: أقيموا عليه الحد، فقال: والله يا أمير المؤمنين إن الله قدر عليَّ ذلك، فقال: أقيموا عليه الحد مرتين، مرة لأنه شرب الخمر، ومرة لأنه افترى على الله، قال له: ويحك يا هذا إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار.
 أتمنى أن أبلغ أخوتي المستمعين أي وهم يتوهمه الإنسان أن الله قدر على الإنسان المعصية هذا كفر بعينه، الله عز وجل خلقنا ليرحمنا، قال تعالى:

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود:119]

 خلقنا ليسعدنا، خلقنا لجنة عرضها السماوات والأرض، خلقنا لسعادة الأبد، والإنسان عندما يقصر، وتغلب شهوته على عقله، ويرتكب المعصية يكون قد دفع ثمنها، مثلاً الجامعة أنشئت للتعليم، أنشئت لتخريج قادة للأمة، والمناهج معقولة، وضمن الإمكانية المتوسطة، والأستاذ موجود، والكتب موجودة، والطالب لم ينجح، لا نعزو عدم نجاحه للجامعة، نعزو هذا له فقط.
المذيع:
 إذاً الجن موجودون لا ينكر وجودهم، لكن بالنهاية ليس لهم من سلطان على الإنسان.
الدكتور راتب :
 الدليل، قال تعالى:

﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾

[ سورة البقرة: 102 ]

المذيع:
 نحن نريد أن نتوسع، أنت ذكرت أكثر من مصطلح، قرين، وهو من الجن يرافق الإنسان، لا نراه، يوسوس بالشر.
الدكتور راتب :
 طبعاً القرين الملائكي بالخير، معه ملك مرافق، ومعه جني يوسوس له.
المذيع:
 الجني يوسوس له بالأعمال السيئة، والملك يحثه على الخير، بين خير و شر، هذا يكون وسوسة مرافقيه، ما الفرق بين الملك وبين الجن وبين الشيطان؟

 

من قبِل حمل الأمانة أعطاه الله شهوات و عقلاً و منهجاً :

الدكتور راتب :
 الشيطان منصب، هذا زعيم الجن، الله عز وجل حينما عرض الأمانة في عالم الأزل على السموات والأرض والجبال، السماوات والأرض مصطلح قرآني يعني الكون، والكون ما سوى الله، فحينما عرض الأمانة، ما الأمانة؟ أي عرض الأمانة على كل الخلائق، نحن عندنا عالم الذر، عالم الذر هو عالم الأزل، كل هذه المخلوقات، هذه قطعة الحديد نفس، لكن نفس من نوع معين، الذرة نفس، فكل شيء خلقه الله هو نفس، وعرض عليه الأمانة، أن يمكّن الإنسان أن يتولى إدارة نفسه، قال تعالى:

﴿ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب : 72 ]

 الآن عندنا فريق من المخلوقات في عالم الذر قبِل حمل الأمانة، فلما قبِل حمل الأمانة جاء الله به إلى الدنيا، في الدنيا أعطاه شهوات، وأعطاه عقلاً، وأعطاه منهجاً، شهوات قوى دافعة، عقل أي مقود، وأعطاه طريقاً هو الشرع، إذا سيارة فيها محرك هذه الشهوة، وفيها مقود هو العقل، وفيها طريق معبد هو الشرع، مهمة المقود أن يبقي السيارة على الطريق المعبد الذي هو الشرع، أنت معك عقل، ومعك فطرة، ومعك نفس، معك جسم، هذه خصائص الإنسان، عقله جهاز كجهاز الكومبيوتر، ونفسه هي ذاته، من فلان؟ نفسه، النفس المؤمنة، الكافرة، الصالحة، الطالحة، الأخلاقية، سيئة الأخلاق، هي النفس، هي الأصل، قال تعالى:

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴾

[ سورة الشمس: 9]

 عرفها بربها، اتصلت به، طهرت من كل الأدران، سمت إليه بأخلاقها، قال تعالى:

﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾

[ سورة الشمس: 10]

 أغرقها في وحل الشهوات والمعاصي.
المذيع:
 الملائكة هم خلق من خلق الله عز وجل؟

الملائكة عقل بلا شهوة و الإنسان هو المخلوق الأول المكرم :

الدكتور راتب :
 الملائكة أعطاهم الله عقلاً، يقول سيدنا علي رضي الله عنه: رُكِّب الملَك من عقل بلا شهوة، وركِّب الحيوان من شهوة بلا عقل، وركِّب الإنسان من كليهما، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان.
 الإنسان هو المخلوق الأول، الإنسان هو المخلوق المكرم، الإنسان هو المخلوق المكلف..
المذيع:
 الفرق بين هذه المخلوقات أن الملائكة مخلوقات أوجدها الله و تختلف كل الاختلاف عن الجن.
الدكتور راتب :
 الملائكة عقل بلا شهوة، اختارت الطاعة من دون تبعاتها.
المذيع:
 الجن فيه مؤمن وفيه كافر؟

الجن نوعان ؛ مؤمن و كافر :

الدكتور راتب :
طبعاً الشيطان يشبه الإنسان، شياطين الإنس والجن.
المذيع:
 من كفر من الجن فهو شيطان يوسوس بالسوء، ومن آمن من الجن ماذا نطلق عليهم؟ جن مؤمنون.الدكتور راتب :
 قال تعالى:

﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴾

[ سورة الجن: 1 ]

المذيع:
 لا بد من طرح سؤال هل يستطيع الجن أن يؤذي الإنسان، وممكن أن يتلبس الإنسان ويدخل في داخله؟ يقول أحدهم: فلان يركبه جني، حتى بعض الذين يرقون يتحدثون ويضربه ضرباً شديداً ويقول: أنا لا أضربك أضرب الجن الذي بداخلك ما حقيقة هذا شرعاً؟

 

الجن ليس له سلطان على الإنسان إلا بإذن الله :

الدكتور راتب :
 أولاً: الجن لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إلا بإذن الله، الدليل قال تعالى:

﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾

[ سورة البقرة: 102 ]

هذا قرآن، تركل بقدمك مليون معلومة بخلاف لهذه المعلومة.
 الشيء الثاني، قال تعالى:

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

 أي إذا سلم الله أمرك إلى شيطان لا سمح الله، أو إلى جني، أو إلى قوي من بني البشر لا يستحق أن تعبده، لقوله تعالى:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 لو أسلمك الله إلى غيره لا يستحق أن تعبده، أكد لك فقال:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

المذيع:
 إن اجتمعت الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك..
الدكتور راتب :
 عليك من عملك، عليك من شهوتك، عليك من معصيتك..
المذيع:
 لكن الجن ليس له سلطان علينا؟
الدكتور راتب :
 أبداً أبداً، من أجل أن نرتاح، لك رب واحد، إله واحد هو الضار والنافع، هذا الشيء يريحك، لو فرضنا هناك وحوش كاسرة مخيفة منذ شهر لم تأكل، والوحوش في مكان، وألقينا بهذا المكان إنساناً يؤكل بلقمتين، لكن كل هذه الوحوش مربوطة بأزمة محكمة بيد جهة، هذه الجهة عادلة ورحيمة وقديرة، هذه الجهة لو أرخت زمام أحد هذه الوحوش، لوصل إلى هذا الإنسان وأكله، لكن إذا كان هذا الإنسان علاقته طيبة مع من يملك هذه الوحوش، فلا يوجد عنده أية مشكلة، قال تعالى:

﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ﴾

[سورة هود: 55]

 تحدٍّ:

﴿ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ ﴾

[سورة هود: 55]

 أي شيء يدب على وجه الأرض، النملة دابة، والزرافة دابة، والأسود دابة، والوحوش دابة..

﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ ﴾

  حينما تأتي على مع الذات الإلهية معنى ذلك أن الله ألزم ذاته العلية بالاستقامة، لذلك الطمأنينة أكبر ثمرة للإيمان، علاقتك مع واحد هو الله، إن أحسنت إلى خلقه وأطعت أمره حفظك.
المذيع:
 هل يمكن للجن أن يتلبس الإنسان وأن يسكن في داخله؟

 

غفلة الإنسان تتيح للجن أن يتدخل به :

الدكتور راتب :
 طبعاً إن رآه غافلاً، لكن لا يستطيع الجن أن يصل إلى الإنس إلا حين الغفلة، إنا وجدناه غافلاً.
المذيع:
 إذا وجده غافلاً ما الذي يحصل؟
الدكتور راتب :
يوسوس له، ويزين له المعصية.
المذيع:
 إنسان يتحدث هذا ليس صوته.
الدكتور راتب :
 هذا الموضوع أنا لا أحب أن أمضي فيه طويلاً، حوله خزعبلات كثيرة، هذا الإنسان إذا كان غافلاً عن الله عز وجل الشيطان يوسوس له، يتلبس به، بمعنى كل حركة وكل سكنة من الشيطان.
المذيع:
 أما إنسان يتحدث وليس هو و يفعل ولا يدري ما يفعل الشيطان يتحكم به؟
الدكتور راتب :
 هذا الشيء أنا لا أدخله في برنامجي الدعوي، كل شيء ليس له دليل قطعي من الكتاب والسنة أنا أفضل ألا نخوض به إطلاقاً.
المذيع:
 دكتورنا الكريم العمل والشعوذة وما شابه ذلك بعضهم إذا أراد أن يضر إنسان يصنع له عملاً ونعرف أنه يتعامل مع الجن هل نوضح؟

الجن عند غفلة الإنسان يفرقون بين المرء و زوجه :

الدكتور راتب :
 الجن في حالة غفلة الإنسان لهم عمل، يفرقون بين المرء وزوجه.
المذيع:
 يمكن أن يفرق بين زوج صالح وزوجة صالحة؟
الدكتور راتب :
 مستحيل، وألف ألف مستحيل طالما لك صلة بالله أنت محصن، وكلامي دقيق، مادمت موصولاً بالله أنت محصن، أنت في حصن حصين.
المذيع:
 كيف تتم الشعوذة والسحر؟

 

الشعوذة و السحر :

الدكتور راتب :
 الجن يعينون السحرة، من سحر فقد كفر، إذا كان الساحر عنده رغبة كبيرة بإضلال الناس يستعين بالجن، والجني لا يقدر أن يصل للإنس إلا بغفلة الإنسي.
المذيع:
 موضوع الأعمال والربط والتفريق هل هو موجود؟
الدكتور راتب :
 والله يا أخي هذه المعلومات الكثيرة جداً تحتاج إلى تأصيل، أتمنى على الأخوة المستمعين، " إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، دينك، دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا ". موضوع الجن إذا لم يكن فيه تأصيل، لا يمكن فيه دليل لا تقبل به، وأنا أتمنى على الأخوة المستمعين هذا الدين خطير جداً، لا تقبل شيئاً في الدين من دون دليل، ولا ترفض شيئاً من دون دليل.
المذيع:
 يوجد وسوسة عند الكثير أن هذه البنت لم تتزوج لأنه عمل لها عمل، فلان لم يوفق صنع له حجاب.
الدكتور راتب :
 والله ليس صحيحاً الله وكيلك، أنا لا أؤمن.
المذيع:
 هذه وجهة نظرك الشخصية؟

الله عز وجل إلهنا جميعاً و لا يمكن أن يسلمنا إلى غيره :

الدكتور راتب :
 لا، معي أدلة أنا أرى أن الله إذا أسلمك إلى جهة ما؛ جن، إنس، ساحر، قوي، ظالم، طاغية، إن الله إذا أسلم عبده إلى جهة ما وترك لهذا العبد أن يتصرف لم يعد الله إلهاً:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

المذيع:
 في الطرف المقابل الذين يقولون إن هناك عملاً، يقولون: هناك إنسان يستطيع أن يضر إنساناً، في بعض البلاد هناك جيوش تتحكم في شعوبها، وتقتلها، وتفعل ما تشاء.
الدكتور راتب :
لا تتحرك إلا بأمر الله، ولا تنفذ إلا خطة الله، أبداً، هذا الدين، إذا الله أسلمك إلى غيره، جيش، اكتساح، وتهديم، وقنابل، كله ضمن علم الله عز وجل، عندها لا بها، عند مشيئة الله.
المذيع:
 يمكن أن يقع أذى من الجني إلى الإنسان إذا سمح الله به.
الدكتور راتب :
 ممكن أن يضر الجن الإنسان الغافل فقط، أي أحد نتائج الغفلة تسليط الجن على الإنسان:

﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ ﴾

[سورة النساء: 90]

المذيع:
 كثير من الناس تتوقع أن أعمالها معطلة بسبب عمل.
الدكتور راتب :
 حدوة حصان، أو حذاء طفل صغير وراء السيارة، كله كلام ترهات وأباطيل.
المذيع:
 هل تدخل الخرزة الزرقاء في باب الشرك؟
الدكتور راتب :
 طبعاً.
المذيع:
 دكتور أنت لا تؤمن بالعمل والحجب؟

 

من طبق أمر الله تولى الله حفظه :

الدكتور راتب :
 لا أؤمن أصلاً، أنا مؤمن بطاعة الله، يوجد إله أمرني افعل ولا تفعل، أنا عندما أطبق أمره تولى حفظي، قال تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾

[سورة الحج: 38]

 تولى الله عز وجل الدفاع عني.
المذيع:
 بعض الأشخاص الذين يذهب بهم إلى الرقية الشرعية، هذا في داخله جن يتحدث عنه؟ هل هذا وارد شيخنا؟

 

الرقية علاج و وقاية :

الدكتور راتب :
 النبي صلى الله عليه وسلم رقى، الرقية واردة في الدين، تحصين من الله دلّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
المذيع:
 هل الرقية هي للعلاج أم للوقاية؟
الدكتور راتب :
 وقاية وعلاج، تحصين وعلاج، كل شيء النبي صلى الله عليه وسلم شرعه قطعاً صحيح، ومفيد مئة بالمئة.
المذيع:
 موضوع المس أن يمس الجن الإنس هل هذا أيضاً وارد؟

المس حالة عالية من تدخل الشيطان في حياة الإنسان :

الدكتور راتب :
 المس وارد، حالة عالية من تدخل الشيطان في حياة الإنسان.
المذيع:
 تحت بند الوسوسة أم أكثر من ذلك؟
الدكتور راتب :
 قال تعالى:

﴿ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾

[سورة الأعراف: 201]

 علامة المؤمن عنده حساسية، عندما يأتيه خاطر سيئ كأن الشيطان وسوس له، إذا تحرك سوف ينفذ الخاطر، المس أخذ وضعاً عملياً، إذا تذكر نجا.
المذيع:
 أنت ترى أن علاقة الجن بالإنسان هي تقتصر على جانب الوسوسة.

 

علاقة الجن بالإنسان تقتصر على جانب الوسوسة فقط :

الدكتور راتب :
 أبداً، قال تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

 هل هناك أوضح من ذلك؟ هل هناك آية أشد وضوحاً من هذه الآية؟

﴿ وَمَا كَانَ لِيَ ﴾

 هذه في اللغة بليغة، لو إنسان سأل شخصاً قال له: هل أنت جائع؟ يقول: لا فقط نفيت الحدث، لكن إنسان محترم تقول له: هل أنت سارق؟ ليس معقولاً أن يقول لك: لا، يقول: ما كان لي أن أسرق، هذه الصيغة في اللغة تنفي عشرة أفعال، لا أفعل، ولا أرضى، ولا أسمح، ولا أبارك، ولا أسكت، أي بالتعبير المعاصر مستحيل وألف ألف مستحيل، قال تعالى:

﴿ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

المذيع :
 موضوع التفريق بين الأزواج.
الدكتور راتب :
 يوسوس لها تهمل نفسها أمامه، يكرهها، تتزين لغيره، هذه وسوسة، بأبهى زينة، أبهى مكياج لغيره، للضيوف، للطريق.
المذيع:
 نعود لنقطة الوسوسة.

 

على الإنسان معاملة الله فقط لأنه هو من يحميه و يدافع عنه :

الدكتور راتب :

﴿ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

المذيع:
 لكن إذا وضعوا لذلك الرجل شيئاً في شرابه فلم يعد يحب زوجته مهما فعلت من خير.
الدكتور راتب :
 والله كلها اركلها بقدمك.
المذيع:
 كله مرفوض عندك.
الدكتور راتب :
 عندي وعند الشرع، معي دليل، أريد أن أريح الناس لا يوجد إلا الله، عامله فقط، يحميك، يدافع عنك، لا يوجد شيطان، ولا وسوسة، ولا جن، ولا شيء أبداً.
المذيع:
 الذين يزورون بعض الأشخاص الذين يرقونهم يقول له: أنت معمول لك عمل، أنت عندك ربط، عندك حجاب لن تتزوج حتى يفك الربط، حتى تتعالج.
الدكتور راتب :
 أنا لا يوجد عندي يقين بهذه الأشياء إطلاقاً.
المذيع:
 لو شعر الإنسان أن حياته معطلة، مثلاً فتاة كلما يتقدم شاب لخطبتها تنتهي الأمور بمصيبة، تكرر ذلك خمس مرات أو عشر متتاليات.

 

التقرب من الله بصدقة من شعر أن حياته معطلة :

الدكتور راتب :
 تتقرب إلى الله بصدقة، والصدقة تقع في يد الرب قبل أن تقع في يد الفقير، أنا عندي هذه النقطة أتقرب إلى الله بصدقة، بعمل صالح، بنية طيبة.
المذيع:
نتحدث عن العلاج، وكيف إذا ما شعر الإنسان بضر أو وسوسة داخلية أن يقوى عليها.
 إذا شعر الإنسان أنه غير موفق في حياته تفضلت لنا بنصيحة أن يتقدم إلى الله بصدقة، هل الرقية يحافظ عليها؟
الدكتور راتب :
 واحدة واحدة، غير موفق في حياته، قال تعالى:

﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ﴾

[ سورة الحج: 15]

 متوهم أن الله ضده، أينما يتوجه الباب مسدود، قال تعالى:

﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ﴾

[ سورة الحج: 15]

 يتصدق، يعمل عملاً صالحاً، يقدم خدمة لإنسان، يعمل عملاً يرضى الله عنه به، قال تعالى:

﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ﴾

[ سورة الحج: 15]

 لا يكفي، قال تعالى:

﴿ ثُمَّ لِيَقْطَعْ ﴾

[ سورة الحج: 15]

 بعضهم قال: يقطع كل معصية، يستقيم ويتقرب إلى الله، قال تعالى:

﴿ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾

[ سورة الحج: 15]

 هذه الآية أصل في الموضوع، يقول لك: أنا ليس لي حظ، لست موفقاً، مسكينة هذه البنت ليس لها حظ، تكون متبرجة، عندها غيبة، عندها نميمة، عندها كبر.
المذيع:
 اسمح لي قد تكون صالحة، ومتدينة، ومحجبة، ولم توفق إلى الخير.
الدكتور راتب :
 متدينة وصالحة ترضى بقضاء الله وقدره.
المذيع:
 ليس معنى ذلك أن أحداً قد عمل لها عملاً؟
الدكتور راتب :
 أنا أقول لك ما أعتقد.
المذيع:
 على سبيل المثال موسم الأمطار في أكثر من دولة عربية كثير، مع سيول الأمطار الكثيرة كثير من الأعمال خرجت من المقابر التي صنعها المشعوذون أي طلاسم وعبارات مكتوب عليها، هل هذه الأعمال يمكن أن تضر الإنسان إذا عمل له عمل؟ يخبئون هذا السحر في القبر وما شابه ذلك، هل يمكن أن تضر الإنسان؟

 

من كان مع الله فلن يضره الله أبداً :

الدكتور راتب :

﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾

[ سورة البقرة: 102 ]

 إذا الله أذن يضره.
المذيع:
 كيف أحمي نفسي حتى لا يأذن الله لهم؟
الدكتور راتب :
 أن أكون مع الله دائماً، مطيعاً، قال تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾

[سورة الحج: 38]

المذيع:
 لكن هم يسيرون في مضرة الناس.
الدكتور راتب :
 لا يستطيع أن يصل إلى هدفه، الله عز وجل إذا سمح لإنسان أن يصل إلى إنسان سامحني بهذه الكلمة عندئذ لا يستحق أن تعبده، قال تعالى:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 إذاً الإله العظيم ما حصنك، ما هذه العبادة؟
المذيع:
 كيف نحصن أنفسنا من هذه الوساوس من السحر من الشعوذة؟

 

كيفية تحصين النفس من الوساوس :

الدكتور راتب :
 بطاعة الله، أولاً: طاعة الله، ثم إنسان عنده حاضنة غير صالحة، نقول له: يجب أن تكون مع المؤمنين، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة: 119 ]

 ما لم يكن لك حاضنة إيمانية لا تقدر، أنت مكلف أن تؤمن، وتطيع، وأن تعيش مع المؤمنين.
المذيع:
 والله يتولانا، موضوع الرقية الشرعية، يقرأ سورة البقرة ثلاثة أيام فهي تطرد الشيطان.

 

الرقية الشرعية :

الدكتور راتب :
 الفاتحة وآية الكرسي هذه كلها آيات الرقية.
المذيع:
 كيف نحصن أنفسنا من هذه المخاوف حتى لا يمسنا سحر؟

كيفية تحصين أنفسنا من المخاوف حتى لا يمسنا السحر :

الدكتور راتب :
 سيدي تحتاج إلى علم، لو فرضنا علبة محارم، هذه لا يوجد بها قنبلة، محارم فقط، إذا شخص قال لك: فيها قنبلة، وأنت عندك يقين أن هذه علبة محارم، ليس من المعقول أن تصدقه، أنا لا أقبل إلا بالدليل، هذا دين، مصير إنسان، مصير أبدي، سعادة وشقاء، والله يوجد خزعبلات وإضافات وأوهام وبدع والله ما أنزل الله بها من سلطان، يجب أن ترجع إلى أصل الدين، الكتاب والسنة، الصلوات الخمس متقنة، غض البصر، الدخل الحلال، الإنفاق الحلال، تطبيق منهج الله عز وجل الشمولي في كل حياته، أدّ الذي عليك واطلب من الله الذي لك. وأنت في حفظ الله، وفي رعايته، سيدي:

(( مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))

[سنن ابن ماجة عَنْ سَمُرَةَ ابْنِ جُنْدَبٍ]

(( مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ كَمَنْ قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ))

[ مسلم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

المذيع:
 ما المقصود في ذمة الله أو حديث النبي صلى الله عليه وسلم:" احفظ الله يحفظك "، أي لا يمسه سوء؟

 

من يؤدي الذي عليه فهو في حفظ الله و رعايته :

الدكتور راتب :
 أغلب الظن إلا لحكمة بالغة، أغلب الظن السوء يمسه لكن له أثراً إيجابياً لصالحه.
المذيع:
 ليس عقاباً من الله؟
الدكتور راتب :
 أعرف شخصاً- القصة قديمة جداً - بوظيفة مدير سجن صالح جداً، ويدفع ثلث دخله للمساجين الفقراء، وصدقات، جاءت فترة عزل بلا أي ذنب، أثناء عزله تمّ إعدام ستة عشر مسجوناً، الله عز وجل شاء ألا يكون إعدامهم بسببه، ثم رجع إلى منصبه، هناك حكم بالغة جداً، لو دققت بأفعال الله عز وجل ليست سهلة، إذا شيء يمس سمعتك الله يبعدك عنه، أنت في حفظ الله ورعايته، هذه القصة وقت فرنسا، ليست معاصرة.
المذيع:
 الوقاية أن يربط الإنسان قلبه بالله، ويضبط صلواته الخمس، والعمل الصالح، والصدقات، حتى يحفظه الله عز وجل من هذه المضار التي يتوهمها الإنسان في لحظة من اللحظات، لمن زار راقياً وأخبره أن لديه شيئاً، أنا صنع لي عمل، كيف يمكن أن يعود إلى حياته من جديد هو يعامل على أنه مريض؟

لكلّ مشكلة سبب :


الدكتور راتب :
 هناك امرأة تتعامل مع الجن، جاءتها امرأة تشكو لها أن زوجها لا يحبها، وتخشى أن يطلقها، انظر بما أمرتها وهي ذكية، قالت: أول شيء تنظفين بيتك جيداً، والبسي أجمل ثيابك أمامه، وجهزي الطعام في الوقت المناسب، حوالي ثلاثين نصيحة، طبقتهم فأحبها كثيراً، من جهلها توهمت أن محبته لها ناتجة من توجيه المنجمة، الأمور موجودة في الشرع، أي مشكلة لها سبب ألغ السبب يذهب العجب.المذيع:
 هل يمكن للإنسان أن يؤذي الجن، منطقة صحراء وفي الليل أردت أن تلقي شيئاً، حجارة مثلاً سمّ الرحمن بصوت عال كي يستمع الجن؟

التجديد في الدين هو أن ننزع عنه كل ما علق به مما ليس منه :

الدكتور راتب :
 لم يرد معي شيء كهذا، هناك إضافات وأشياء لا يعلمها إلا الله، أنا أقول بالضبط: عندنا في الشام نهر بردى، النهر عند ينابيعه الماء كالألماس، صاف، زلال، شيء لا يتصور، بمصبه المياه سوداء، فبطولتك أن تذهب إلى الينبوع، والخطأ الكبير أن تشرب في المصب، دخل على الدين ما ليس فيه، التجديد في الدين ما هو؟ الدين توقيفي لا يجدد، أما التجديد في الدين فأن ننزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه، هذه غلط، وهذه ليس لها أصل، وهذه شبه، وهذه بدعة، التجديد في الدين أن ننزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه، هذا هو التجديد، نحن لا ننتفع بهذا الدين إلا إذا أزحنا عنه ما ليس منه، يوجد مليون بدعة، مليون وهم، مليون وسوسة، هذه مشكلتنا، لذلك أقول لأخواننا: تسمع درس علم ممتاز، خطبة جمعة ممتاز، إياك أن تقبل شيئاً من دون دليل، إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، دينك، دينك، إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا، أي دعوة صالحة من عالم جيد تلغي لك مليون قصة من حياتك.
المذيع:
 ماذا عن السحر هل يمكن لإنسان أن يسحر إنساناً آخر؟

 

الغفلة عن الله مدخل للشيطان :


الدكتور راتب :
 طبعاً يسحر الغافل، شخص غافل عن الله عز وجل، يأتي الشيطان ينتقل من الساحر إلى المسحور، يقول لك: لبسه جني، السحر لا يكون إلا بالغفلة، يوجد غفلة عن الله صار عندك مدخل للشيطان، قال تعالى:

﴿ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾

[سورة آل عمران: 155]

 بعلمه السيئ، بسهرة مختلطة، بمال حرام، بمال ربوي:

﴿ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾

[سورة آل عمران: 155]

المذيع:
 ما حكم الساحر عند الله؟

 

حكم الساحر عند الله :

الدكتور راتب :
 كافر، من سحر فقد كفر.
المذيع:
 ومن لجأ إلى ساحر؟
الدكتور راتب :
 كفر، من أتى ساحراً أو عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد.
المذيع:
 إذا أنا أردت أن أنتقم من أحد فأذهب إلى ساحر وأعتقد أنه يستطيع أن يساعدني هذا كفر بالله.
الدكتور راتب :
 فقد كفر بما أنزل على محمد، ومن سحر فقد كفر.
المذيع:
 هل لهم من توبة؟

من تاب من السحر فتوبته مقبولة :

الدكتور راتب :
 نعم، أنا أريد أن أشكرك على أسئلتك لعلك أردت من هذه الأسئلة أن تبين للناس حقيقة السحر.
المذيع:
 أردت أن أنقل نبض المجتمع والأسئلة التي تدور على لسان كثير من الناس.
الدكتور راتب :
 مع غياب العلم التوحيدي الصحيح يقبل الناس مليون أكذوبة، مليون شطحة، مليون افتراء، مليون قصة، هذه المشكلة.
المذيع:
 أنا أؤكد في ختام الحلقة ما نوهت له أكثر من مرة أن الضار والنافع وحده الله عز وجل، وحاشا لله أن يخلقنا ويكلنا إلى غيره، الله وحده الضار النافع.

تلخيص لما سبق :

الدكتور راتب :
 لو أسلمك الله إلى غيره لا يستحق أن تعبده، وسعها أكثر لو أسلمك لإنسان أحياناً يوجد طغاة في الأرض وأسلم أمر هذه الأمة لإنسان طاغية، وتوهم الإنسان أن أمورنا كلها بيده، هذا شرك بالله عز وجل.
المذيع:
 الجن موجودون والله عز وجل أثبت وجودهم، ولا يستطيعون لنا حولاً ولا قوة إلا إذا أذن الله عز وجل.
الدكتور راتب :

﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾

[ سورة البقرة: 102 ]

 انتهى الأمر.
المذيع:
 النقطة الثالثة أن دور الجن يقتصر على الوسوسة، ولا يتعدى ذلك ولا يتحكم بنا، ولكن الإنسان الغافل عن الله قد يصيبه الضر، ويحصن الإنسان نفسه بالصلوات الخمس، والأعمال الصالحة، وبالرقية، والأذكار، كل ما يقربنا بالله، نختم حلقتنا بالدعاء.

 

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

 

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور