وضع داكن
23-04-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 153 - الشبهات3 – مكانة المرأة في الإسلام2
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، يا ربنا صلّ وسلم، أنعم وأكرم على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، مرحباً بكم مستمعينا الأكارم من جديد في حلقة جديدة، مع فضيلة العلّامة الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله أستاذنا .
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
المذيع:
 اللهم آمين، نحن وإياكم شيخنا، وشكراً لكلماتكم ودعائكم الطيب، نتحدث عن الشبهات التي تثار حول الإسلام، ومنها مكانة المرأة في الإسلام، بدأنا هذا النقاش في الحلقة الماضية شيخنا الكريم، نتمه بحول الله تعالى.
 نلخص لمستمعينا أن الله سبحانه وتعالى كرم الرجل والمرأة، وأن المرأة متساوية مكانة عند الله سبحانه وتعالى مع الرجل، ولا قيمة لأحد منهما على الآخر، وإنما لكل منهما خصائص مختلفة، الله فرض الحجاب والحشمة على المرأة باعتبار أنها منبع الجمال إن جاز التعبير، وأن الرجل يتأثر بالشكل، بينما المرأة تتأثر بالمعاملة والكلمة، فكلفت بالاحتشام أكثر من الرجل، وأن التعدد في ملف الزواج جعله الله سبحانه وتعالى حلاً ومخرجاً لكثير من الحالات، كي لا يكون هنالك طلاق، وانهيار للعائلة، وإهمال للمرأة، وإنما بقاؤها وإكرامها والعدل مع زوجة أخرى، وأن الرجل عليه إن اختار التعدد أن يعدل بالنفقة، والوقت، والمعاملة، ومن مزح وزعج زوجته في هذا الملف كان آثماً.
 إذا كان لفضيلتكم أي إضافة أو نقطة تريد أن تؤكد عليها في ملف التعدد دكتور؟

مساواة الرجل للمرأة في التكليف و التشريف :

الدكتور راتب :
 امرأة اشتكت، فسمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، قالت: "إن زوجي تزوجني وأنا شابة، ذات أهل ومال وجمال، فلما كبرت سني، ونثر بطني، وتفرق أهلي، وذهب مالي، قال: أنت عليّ كظهر أمي، ولي منه أولاد - دقق - إن ضممتهم إليّ جاعوا، وإن تركتهم إليه ضاعوا"، كلمة بكلمة، إن ضممتهم إليّ جاعوا؛ هو ينفق عليهم، وإن تركتهم إليه ضاعوا؛ أنا أربيهم.
معنى ذلك هناك أدوار مختلفة للرجل والمرأة، هي تربيهم، لذلك:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾

[ سورة الطور: 21]

 العلماء قالوا: ألحقنا بهم أعمال ذريتهم إلى يوم القيامة.

﴿ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾

[ سورة الطور: 21]

 أي أكبر تجارة مع الله على الإطلاق أن تنجب أولاداً صالحين، صدقة جارية إلى يوم القيامة، لذلك كنت أقول في أمريكا قلت: لو بلغت منصباً ككلينتون- في ذلك الوقت كان كلينتون رئيس أمريكا، القصة من عشرين سنة- وثروة كأوناسيس، وعلماً كأنشتاين، ولم يكن ابنك كما تتمنى، فأنت أشقى الناس، الابن امتداد للأب والأم، والحقيقة أن نظام الأسرة نظام رائع جداً، هذا النظام هو الأصل في نمو الإنسانية، لذلك خصائص الرجل الجسمية، والنفسية، والاجتماعية كمال مطلق للمهمة التي أنيطت به، وخصائص المرأة الجسمية، والفكرية، والنفسية، والاجتماعية كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها، لأن المرأة والرجل متساويان، هذه من مسلمات هذا الدين، في التكليف، مكلفة كما هو مكلف، وفي التشريف مشرفة كما هو مشرف.
المذيع:
 إذاً التساوي شيخنا في التكليف، وفي التشريف.

خصائص الرجل و المرأة كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بهما :

الدكتور راتب :
 أما خصائص الرجل الفكرية، والنفسية، والاجتماعية، والمرأة كذلك هي كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بهما، إذاً:

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا ﴾

[ سورة الروم: 21]

 أخي الكريم؛ الرجل يسكن إلى عاطفة امرأته، وهي تسكن إلى قيادة زوجها، ليسا متشابهين، لكنهما متكاملان، هي تسكن إلى قيادة زوجها الفكرية، وهو يسكن إلى عاطفتها المتأججة.
المذيع:
 في قوله تعالى:

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ﴾

[ سورة آل عمران: 36]

 هي فروقات لكن ليست تفضيلاً، لا الذكر أحسن، ولا الأنثى أحسن.
الدكتور راتب :
 جوابها بالضبط: خصائص الرجل الجسمية، والنفسية، والاجتماعية، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت به، وخصائص المرأة الجسمية، والنفسية، والاجتماعية، والفكرية أيضاً، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها، يوجد تكامل لا تشابه.
المذيع:
 تكامل لا تشابه، وبالتالي لا يوجد تفاضل بينهما أصلاً، تكامل لا تشابه.
 شيخنا الكريم، يطرح أحياناً بعض القضايا في ملف مكانة المرأة في الإسلام، القضايا التي يساء إلى بعض النساء فيها، مثلاً في قضية الميراث، يساء الفهم عند بعض الناس فيها أنه:

﴿ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾

[ سورة النساء: 11]

الميراث نظام متكامل :

الدكتور راتب :
 لأنه نظام متكامل، الزوج مكلف بالإنفاق، لو كانت الزوجة تملك مليوناً، والزوج دخله محدود، هو المكلف بالإنفاق، هي مكلفة برعايته، بتحصينه، بتربية أولاده، أما الإنفاق فعلى الزوج، نظام إلهي، هو ينفق، وهي تربي.
المذيع:
 وهذه يمكن ليس بكل الحالات الميراث دكتور، بحالات محددة من الميراث، أي هذه حالات محددة للأب، ولمن يموت، وللأخت، والأخ، وكل حالات الميراث أن الرجل دائماً يأخذ ضعفي المرأة.
الدكتور راتب :
 الميراث عالم قائم بذاته، أحياناً تأخذ البنت كل شيء.
المذيع:
 في حال وفاة الأب هذه الآية الكريمة:

﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ﴾

الدكتور راتب :
 الذكر يتزوج، يدفع مهراً، ويشتري بيتاً، وينفق على أهله، وينفق على أمه وأخواته، هي مستهلكة فقط، هو منفق.
المذيع:
 هو يحتاج مبلغاً مالياً أكبر حتى يؤدي هذه المهام الموجودة عنده.
 شيخنا الكريم، في بعض القضايا أيضاً الموروثة اجتماعياً عند بعض الناس أن مثلاً صوت المرأة عورة، بغض النظر عن هذه القضية هل أصلاً شيخنا صوت المرأة عورة؟

صوت المرأة عورة عند الترقق بنبرة الصوت أو بكلمات مجاملة :

الدكتور راتب :
 صوتها العادي ليس عورة، العادي، لكن مثلاً تشتري شيئاً، لماذا لا تخفض الأسعار لنا؟ لماذا قلبك قاس علينا؟ هذا لا يصح، صار هذا خضوعاً بالقول.
المذيع:
 حتى نوضح شيخنا، الخضوع بالقول هو إما الترقق بنبرة الصوت، أو كلمات مجاملة.
الدكتور راتب :
 عند بائع أقمشة، والله هذا اللون يليق بك، أنت بيضاء مثلاً، ما هذا الكلام؟
المذيع:
 هنا البائع آثم.
الدكتور راتب :
 طبعاً آثم، آثم جداً.
المذيع:
 الترقق بنبرة الصوة، أو بكلمات جذابة، هنا يعد خضوع.
الدكتور راتب :
 هو يغض بصره، وهي محتشمة في ثيابها.
المذيع:
 لكن صوتها كقاعدة ليس عورة شيخنا، تتحدث، وتشارك، قد تكون مدرّسة.
الدكتور راتب :
 من أجل ألا ترقق صوتها خصوصاً لجلب الرجل، أو لإثارته، وألا تتكلم بكلمات لا ترضي الله عز وجل.
المذيع:
 شيخنا أيضاً الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم:

((اسْتَوْصُوا بالنساء خيراً فإن المرأةَ خُلقت من ضِلَع أعوج))

[الترمذي رواية البخاري عن أبي هريرة]

خصيصة المرأة تناسب طبيعتها ودورها في الحياة :

الدكتور راتب :

((وإن أعوجَ ما في الضِّلَع أعلاه، فإِن ذهبتَ تُقيمُهُ كسرتَهُ، وكسرهن طلاقهن، وإِن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عِوَج ))

[الترمذي رواية البخاري عن أبي هريرة]

 أنا قلت قبل قليل: إنهما متكاملان، خصيصة المرأة تناسب طبيعتها ودورها في الحياة.
المذيع:
لكن نوضح المقصود فيه البعض يسيء للمرأة، يقول: إن المرأة خلقت من ضلع أعوج إذاً فهي عوجاء، عقلها أعوج .
الدكتور راتب :

((أكرموا النساء فوالله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم))

 عفواً، أنت عندما يكون عندك جهاز، جهاز طابع، وجهاز مبرمج، أيهما أفضل؟ أنت تبرمج وتطبع، الجهازان متكاملان، وليسا متناقضين، جهاز برمجة، وجهاز طبع.
المذيع:
 هذا الرجل والمرأة، ما المقصود شيخنا خلقت من ضلع أعوج؟
الدكتور راتب :
 لو أن طبيعتها ليست كذلك لا تحبها، هي عاطفية، هي تسامح كثيراً.
المذيع:
 هذه العاطفة والمسامحة تعتبر اعوجاجاً عند الرجل، بميزان عقل الرجل.
الدكتور راتب :
 بميزان عقله اعوجاج، وهذا عندها بطولة، لأنها لو كانت بإدراك الرجل الواسع جداً لما بقيت عنده زوجة، سيدي خصائص المرأة - كلمة دقيقة جداً- الفكرية، والنفسية، والاجتماعية، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها.
المذيع:
 إذاً الاعوجاج هنا في ميزان تفكير الرجل، وقد يكون الرجل بجفافه إن جاز التعبير اعوجاج بتفكير المرأة، بطريقة تفكيرها.

على الزوج و الزوجة التخلي عن جزء من طباعهما إكراماً لبعضهما :

الدكتور راتب :
 روت كتب الأدب والسيرة أن القاضي شريح، لقيه صديقة الفُضيل، قال: يا شريح كيف حالك في بيتك؟ قال: والله منذ عشرين عاماً لم أجد ما يعكر صفائي، قال: وكيف ذلك يا شريح؟ قال: خطبت امرأة من أسرة صالحة، فلما كان يوم الزفاف وجدت صلاحاً وكمالاً، يقصد صلاحاً في دينها، وكمالاً في خلقها، فصليت ركعتين شكراً لله على نعمة الزوجة الصالحة، فلما سلمت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي، وتسلم بسلامي، وتشكر شكري، يوم عرسه، فلما دنوت منها قالت لي: على رسلك يا أبا أمية، انتظر، وقامت فخطبت، قالت: أما بعد يا أبا أمية إنني امرأة غريبة، لا أعرف ما تحب، ولا ما تكره، فقل لي ما تحب حتى آتيه، وما تكره حتى أجتنبه، ويا أبا أمية لقد كان لي من الرجال من كان كفء لي، وكان لك من نساء قومك من كانت كفء لك، ولكن كنت لك زوجة على كتاب الله، وسنة رسول الله، ليقضي الله فينا أمراً كان مفعولاً، فاتق الله فيّ، وامتثل قوله تعالى:

﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾

[ سورة البقرة: 229]

 ثم قعدت، قال: فألجأتني إلى أن أخطب، صار خطابات ليلة العرس، وقفت وقلت: أما بعد فقد قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكون لك ذخراً وأجراً، وإن تدعيه يكون حجة عليك، أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا.
 كتعليق: يتزوج، ما بلغها ولا كلمة عن طلباته، رأساً يعاتبها، بلغها يا أخي، قل لها أنا أحب كذا وكذا وكذا، وأكره كذا وكذا وكذا، هي لا تعرف شيئاً عنك، هي اجتهدت وعملت غلطة.
المذيع:
 هل هو أيضاً عليه أن يراعي ما تحب امرأته وما تكره؟
الدكتور راتب :
 أقول لك كلمة من الأخير؟ الزوجة هنا على اليمين، والزوج على اليسار، لن يأتي أحد إلى الثاني لآخر الطريق، تمشي نصف الطريق لعندها، هذا ملخص الملخص، لك طلبات، لك طباع معينة، لك عقلية خاصة، ولها نفس الشيء لها طباع، وعقلية، وخصائص، هي يجب أن تتخلى عن جزء من خصائصها إكراماً لك، وأنت عليك أن تتخلى عن جزء من خصائصك إكراماً لها، اللقاء في نصف الطريق.
المذيع:
 يكثر في بعض الدروس مجموعة من العلماء والمشايخ توصية النساء بحقوق الرجل، وحسن تبعل الزوجة لزوجها، وينسون جانب توصية الرجل بحقوق المرأة، فهل فعلاً الأمور هكذا؟

الحقوق متبادلة بين الزوج و الزوجة :

الدكتور راتب :
 الحقوق متبادلة، لكن أنا لا أعتقد أن هناك أم بالعشر أمهات تبلغ ابنتها قبل العرس ما واجبات الزوجة، لا تهتم، لا تعرف شيئاً، معها لسانس، لكن الزوج ما حقوقه، ما واجباته، كيف يتعامل، كيف تنتظره، كيف تتجمل من أجله، لا تعرف، فهناك تقصير كبير كبير من الأمهات مع بناتهن، والآباء مع أولادهن، لا يوجد معلومات، لكل حق عند الآخر.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور، ويجزيكم الخير لهذا الكلام الطيب.
 حياكم الله أستاذنا وشيخنا من جديد، ونفعنا الله بعلمكم، وأمد في عمركم يا دكتور محمد.
 حلقتنا الماضية كان حديثنا فيها في الجزء الأول عن مكانة المرأة في الإسلام، والرد على الشبهات التي تثار، واليوم نواصل هذا المشوار.
 دكتورنا كنت تحدثنا عني قصة القاضي شريح.

المحافظة على العلاقات الزوجية و عدم نقلها لأي إنسان آخر :

الدكتور راتب :
 فلما خطبت، وقفت أنا وقلت: أما بعد فقد قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكون لك ذخراً وأجراً، وإن تدعيه يكون حجة عليك، أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا.
 أيها الأزواج: زوجتك لا تعرف شيئاً عنك، أعطها شيئاً من طباعك، شيئاً من حاجاتك، شيئاً من رغباتك، شيئاً من تمنياتك، من طموحاتك، بلغها، أيضاً الزوجة تبلغه أنني أتمنى أن يكون زوجي حليماً، كريماً، يعاملني بلطف، هي تبلغه، وهو يبلغها، لا يوجد أية توصية فينفجران رأساً.
 قلت كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكون لك ذخراً وأجراً، وإن تدعيه يكون حجة عليك، أحبّ كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما وجدت من حسنة فانشريها، وما وجدت من سيئة فاستريها.
 لذلك يوجد حديث شريف دقيق جداً، النبي الكريم يحب المرأة الستيرة، التي لا تفضح زوجها، وأتمنى على المستمعين جميعاً والمشاهدين العلاقات الزوجية ينبغي ألا تنتقل لإنسان آخر، هذا سر.
 هناك ملمح لم ينتبه له أحد.

﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾

[ سورة النساء: 34]

 هذا قرآن، لماذا بالمضاجع؟ لو هجرها بغرفة الجلوس عرف الأولاد أن هناك مشكلة بين الزوجين، يجب أن تبقى بين الزوجين، حتى الأولاد ينبغي ألا يعلموا، في المضاجع، في غرفة النوم، في غرفة الجلوس يوجد أريكة، غضب منها فذهب ونام على هذه الأريكة، علم الأولاد أن أباهم لم ينم مع أمهم.

﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾

 ليبقى ما بينهما سراً بينهما حصرياً.
المذيع:
 ما أجمل هذا الملمح القرآني!
الدكتور راتب :
 اهجرها بالمضاجع، كلما خرجت المعلومات للخارج تتدخل الأم، والكنة، والأب، والأخ، والضرة، عملوا مداخلات لكنها مدمرة، وكلما حافظ الزوج على السر بينه وبين زوجته هو آمن.
 فأنا أقول: إذا كان الزوج قد تزوج يبلغها أنا أحب ألا تصل أخبارنا لأحد حتى ولا لأمك، وأنت كذلك لا تصل الأخبار إلى لأمك، يشتكي لأمه، تتصور أمه المسكينة ما سيحصل مع ابنها، وهو بعد يومين يكون قد تصالح مع زوجته، لا يوجد شيء بينهم، أما أمه فتقول: مسكين ابني لأن امرأته لئيمة، تبقى شهرين أو ثلاثة تشتكي منها، لأن ابنها تكلم لها هذا الكلام.
 أنا أتمنى من الأخوة المستمعين والمشاهدين المعلومات تبقى بين الزوجين، أتت من كلمة:

﴿ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾

المذيع:
 الله يجزيكم الخير يا دكتور، في الحديث النبي عليه الصلاة والسلام دكتور:

((يا معشرَ النساءِ، تصدَّقْنَ، فإني أُرِيتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النار، فقلن: لِمَ يا رسول الله؟ قال: تُكْثِرْنَ اللعنَ، وتكفُرنَ العشيرَ، وما رأيتُ من ناقصاتِ عقل ودين أذْهَبَ لِلُبِّ الرجل الحازِمِ من إِحداكن))

[النسائي، رواية مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه]

 هذه العبارة تجتث من هذا الحديث دكتور ولا يكمل عادة، عندما قالت النساء: وما ينقص ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام:

((أليس شهادةُ المرأة منكنَ مثلَ نصفِ شهادةِ الرجل؟ قُلْنَ: بلى؟ قال: أَليس إِذا حاضت لم تُصَلِّ ولم تصم؟ قُلْنَ: بلى، قال: وذلك من نُقْصَانِ دينها))

[النسائي، رواية مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه]

 بالعادة دكتور الحديث لا يتم، وتبقى هذه العبادة ناقصات عقل ودين، ويحاول أن يشاع أن الإسلام أساء للمرأة ما رأي فضيلتكم؟

الحكمة من رجاحة العاطفة على العقل عند المرأة :

الدكتور راتب :
 هذا نقص حكمة سيدي، لو أن المرأة لا تملك هذه العاطفة لا يحبها زوجها، تحبه بعاطفة جياشة، هذا سبب محبته لها، هو لو كان عنده عاطفتها لا يتقدم بعمله، هو يغلب عليه الإدراك الفكري، يغلب عليها الجيشان العاطفي، هما متكاملان، وليسا متشابهين، فإذا قلد الرجل المرأة أخطأ خطأ كبيراً.
المذيع:
 إذاً:

((ناقصاتِ عقل ودين))

 نقصان العقل المقصود به هنا بأنها عاطفتها جياشة بطريقة أكبر من الرجل.
الدكتور راتب :
 أكبر من إدراكها العميق والبعيد، وهو إدراكه البعيد والعميق أكبر من عاطفته، بل هما متكاملان، وليسا متشابهان.
المذيع:
 هذا النقصان في العقل ورجاحة العاطفة حتى يتوافق مع دورها في رعاية الأولاد والصبر عليهم، وما شابه، ونقصان دينها للظرف الذي هي فيه.
الدكتور راتب :
 سلبي وإيجابي، لا يتطابقان إلا بسلبي وإيجابي، لو الاثنان مثل بعضهما لا يتطابقان.
المذيع:
 جميل أن توضح هذه التفاصيل للمسلمين دكتور حتى لا يساء فهم هذه النصوص الشرعية خارج الإطار.
الدكتور راتب :
 خصائص المرأة الفكرية، والنفسية، والاجتماعية، والجسمية، كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها، وخصائص الرجل الفكرية، والجسمية، والنفسية، والاجتماعية كمال مطلق للمهمة التي أنيطت به.
المذيع:
 وهذا من كمال الله سبحانه وتعالى في خلقه.
 قول الله سبحانه وتعالى شيخنا:

﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾

[ سورة النساء: 34]

 لماذا كانت القوامة للرجل؟

الحكمة من أن القوامة للرجل لا للمرأة :

الدكتور راتب :
 لا يوجد طائرة تطير بالأرض، سمعت آخر رقم مئة ألف طائرة باليوم، ويوجد قائدان، لكن في الأزمات القرار لواحد.
 أي المرأة مساوية للرجل في التشريف، والتكليف، والمسؤولية، ولكن في الأزمات القرار له وحده.
المذيع:
 والسبب؟
الدكتور راتب :
 من أجل القيادة، لا يوجد قائدان في العالم، أي وزارة فيها وزير، عنده مساعدان، بالأزمات يأخذ قراراً بإلغاء هذه الصفقة.
المذيع:
 لماذا كان القرار له شيخنا والقوامة له ولم يكن لها؟
الدكتور راتب :
 خصائصه الفكرية، والنفسية، والاجتماعية، والجسمية، تؤهله أن يأخذ هذا القرار، كطيارين أحدهما درس بدولة عظمى، معه خبرات أعلى بكثير، والثاني بدولة أقل، بالأزمات القرار للطيار الأول، أي المساواة التامة التامة هذه مستحيلة، هذه مساواة غير واقعية، هي امرأة، لها عاطفة جياشة، هو بحاجة لعاطفتها، هو رجل له إدراك عميق، هي بحاجة إلى إدراكه العميق.
المذيع:
 أليس في هذا تفضيل للرجل بأن القوامة له دون لها؟

الحبّ هو أصل الحياة الزوجية :

الدكتور راتب :
 اختصاص، الآلة آلة، هذه الآلة فيها خاصة، وهذه الآلة فيها خاصة، الآن بعملهم مع بعضهم يعملان عملاً عظيماً، أول شيء تعليمات الصانع، من هي الجهة الوحيدة بالكون كي تتبع تعليماتها؟ الجهة الخبيرة، الله ماذا قال:

﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾

[ سورة فاطر: 14]

والله لا يوجد بيت يقيم منهج الله عز وجل بالتمام والكمال، إلا يشعر كل زوج أنه أسعد إنسان في الدنيا، والله ولا أبالغ، لا أتكلم عن الغنى إطلاقاً، مرة دخلت إلى بيت، مساحته ستون متراً، رأيت الأولاد، أنا شعرت أن هذا البيت جنة، والله جنة، دخلت لبيت سعره مئات الملايين، شقاء، تنافر بين الزوجين، نحن نريد حباً الآن، حاجة الإنسان للحب، الزوج للزوجة، أبلغ من حاجته لبيت واسع، أو لمظاهر فخمة، أو لسيارة فارهة، الحب هو أصل الحياة الزوجية، الله قال:

﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾

[سورة المائدة : 54]

 الإله العظيم هو إلهنا، وربنا خلقنا، حياتنا بيده، موتنا بيده، السعادة بيده، الشقاء بيده، الغنى بيده، الفقر بيده، ومع كل ذلك قال:

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾

[ سورة البقرة: 256]

 لا يريدنا مكرهين، قال:

﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾

 كل شيء هو الله، ما أراد أن تكون العلاقة مع عبادة علاقة إكراه، قال:

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّين ﴾

﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾

المذيع:
 إذاً فكرة القوامة دكتور هي اتخاذ القرار في بعض الجوانب في الحياة باعتبار أن خصائص الرجل لقدرته على إزالة الأزمات، والقيادة أولى، لكن في المقابل مثلاً دكتور رجحت المرأة في ملفات أخرى.

قدرة الرجل على تولي القيادة و إزالة الأزمات أفضل من المرأة :

الدكتور راتب :
 دقيقة، جنس الرجال هذه خصائصه، وجنس النساء هذه خصائصها، لكن لا يمنع أن تكون امرأة أذكى من الرجل، وأقوى منه.
 يروون في بعض القصص أن حاكمة بريطانيا تاتشر مع البرازي أقوى من الرجال، لا يمنع أن تكون المرأة أقوى من الرجل، لكن جنس الرجال وجنس النساء كقاعدة هكذا.
المذيع:
 في المقابل دكتور مثلاً فضلت المرأة على الرجل في حالات، مثال:

((مَنْ أحَقُّ الناس بِحُسْن صَحابتي؟ قال: أمُّك، قال: ثم مَنْ ؟ قال:أمُّك، قال: ثم مَنْ ؟ قال: أمُّك))

[ صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه]

 ثلاثاً، هل هذا مكافأتها لأنها هي من كانت ترعى الابن أكثر؟

رفع مستوى البر بالأم و الأب إلى مستوى عبادة الله سبحانه :

الدكتور راتب :
 لأنه لا يوجد ابن مهما كان باراً بأمه وأبيه عندما يتقدمون بالسن إلا و يكونون عبئاً عليه، أي إذا توفاهم الله يرتاح، لكن لا يتكلم بأية كلمة إطلاقاً، لكن لا يوجد أم وأب عندهم ولد يتمنون أن يموت، هناك فرق كبير.
 عفواً، لا يوجد إنسان إلا ويغار إلا الأم والأب، لا يغارون من ابنهم، لو صار ابنها وزيراً تفتخر به، لو صار ابنها أكبر عالم، لكن الأخ يغار، ويحسد، أما الأم والأب فيتمنى كل منهما أن يكون ابنه في أعلى مرتبة، فهذا المقابل يكون:

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾

[ سورة الإسراء: 23]

 رفع مستوى البر إلى مستوى عبادته.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور، معنى هذا شيخنا ليس كل الأبناء يستثقلون رعاية أمهم وأبيهم، يوجد أناس يدعون الله ليلاً نهاراً أن يمد في عمرهم.
الدكتور راتب :
 أنا الله أكرمني بخدمة والدتي تسع سنوات، كنت باراً بها كثيراً، كثير، و أنا أعزو أكثر توفيقاتي بالحياة إلى بري بها.
المذيع:
 ووالدكم شيخنا؟
الدكتور راتب :
 أنا لا أعرفه، أنا يتيم الأب، توفي عندما كان عمري خمس سنوات، أعرفه بالصورة .
المذيع:
 رحمة الله عليه، إن شاء الله ولد صالح يدعو له، إن شاء الله ببركة حسناتكم، وبميزان حسنات والدكم، رحمه الله، والوالدة رحمها الله أيضاً.
الدكتور راتب :
 لكن والدي له ميزة، كلما أمشي في الطريق يترحمون عليه، كان محسناً كبيراً، له أعمال طيبة جداً، فأنا أسعد بثنائهم عليه، وكأني لست يتيماً والله، أحياناً يترك الأب لأولاده خبراً طيباً، أحياناً يترك لهم خبراً سيئاً، يستحي من والده أحياناً.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور.
 شيخنا الكريم، يشاع هذا الحديث:

(( لَنْ يُفْلِحَ قَومٌ وَلَّوْا أمْرَهُمْ امْرَأة ))

[النسائي مثل الترمذي عن أبي بكرة رضي الله عنه]

 ما المقصود به، وهل هو حديث صحيح دكتور؟

عاطفة المرأة وسام شرف لها لكنها لا تنجح في القيادة :

الدكتور راتب :
 طبعاً، لأن المرأة عاطفتها تغلب قرارها، لا يمنع أن يكون هناك امرأة أقوى من الرجل، هذا موضوع ثان.
المذيع:
 هل يفهم من الحديث دكتور قاعدة و هي منع المرأة أن تتولى المناصب العامة؟
الدكتور راتب :
 أنا هكذا أفهم، الكبرى، قيادة أمة، لأن عندها عاطفة، العاطفة وسام شرف لها، لكن هذه العاطفة لا تنجح في القيادة، العاطفة وسام شرف لها، لكن القيادة تحتاج إلى إدراك عميق، وقرار حاسم، وعاطفة باردة، هكذا قوّاد العالم.
المذيع:
 قول الله تعالى:

﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾

[ سورة الأحزاب: 33]

 لماذا جاءت الدعوة للنساء دون الرجال دكتور؟

التصميم الإلهي للمرأة يقوم على تربية الأولاد و رعاية الزوج :

الدكتور راتب :
 التصميم الإلهي أن تربي المرأة أولادها، وتحسن رعاية زوجها.

((اعلمِي أيتها المرأة، وأعلمِي من دونك من النساء أن حُسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله))

 كلام دقيق جداً.

((يعدل الجهاد في سبيل الله))

 والجهاد ذروة سنام الإسلام.
المذيع:
 شيخنا الكريم، أيضاً القضايا التي تُشاع لماذا المرأة عند الزواج هي تطالب بولي أمرها بينما الرجل لا يُطالب بولي أمر للزواج، الرجل يزوج نفسه؟

الحكمة من مطالبة المرأة بولي أمرها عند زواجها :

الدكتور راتب :
 المرأة عاطفية قد تؤخذ بشكل الرجل، أما الأب فيعرف وضعه المادي، وضعه الاجتماعي، وضعه المالي، وضعه الديني، هي تؤخذ بعاطفتها.

﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ ﴾

[ سورة الأحزاب: 32]

 فميزة الأب الولي أنه يعرف الرجال، وأقدارهم، وإيجابياتهم، وسلبياتهم، فهي معها ولي أمر محام كبير عنها.
المذيع:
 من أجل ذلك طُولب الناس أن يفهموا دكتور من قوله تعالى:

﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾

 أن المرأة ليس من المفروض أن تغادر البيت، ولا تذهب للعمل، ولا للدراسة، ولا...

شروط خروج المرأة من البيت :

الدكتور راتب :
 لأنها هي تقود أكبر عملية في المجتمع، تربية الأولاد.

الأم مدرسة إذا أعددتها  أعددت شعباً طيب الأعراق
***

 الأم لها مهمة كبيرة جداً، مثلاً: طائرة فيها خمسمئة راكب، لو قلنا للطيار اقعد مع الركاب، لماذا تجلس وحدك؟ أربعمئة راكب برقبته، محله الطبيعي بقاعة القيادة.
المذيع:
 شيخنا، لكن هذا لا يمنع أن هي بإمكانها أن تغادر البيت، وتذهب للدراسة، وتذهب للعمل.
الدكتور راتب :
 أن تدرس وأن تعمل وفق الشروط الإسلامية، بحجابها، وضبطها لنفسها، لا يمنع أبداً.
المذيع:
 وليس على حساب البيت، تكون أدت واجبها في التربية، ورعاية الأولاد وما شابه.
 نقاط كثيرة تثار حقيقة ودائماً تُشاع عن المرأة وعن فهمها للنصوص الشرعية، فأثقلنا عليكم شيخنا، لكن حتى توضح إن شاء الله.
 دكتورنا نواصل حديثنا في مكانة المرأة في الإسلام، والرد على بعض الشبهات التي تُثار، لماذا دكتورنا يحق للرجل المسلم أن يتزوج من امرأة كتابية يهودية، أو مسيحية، بينما هذا الحق لا يعطى للمرأة المسلمة؟

جواز زواج الرجل المسلم من كتابية بينما لا يحق للمرأة المسلمة ذلك :

الدكتور راتب :
 الجواب سهل جداً، إذا تزوج امرأة كتابية هي تؤمن بالسيد المسيح كنبي، وزوجها كذلك، السيد المسيح نبي من أنبياء الله عز وجل، أما إذا تزوجت هي من رجل مسيحي فهو لا يؤمن بالمسلمين، الدين المسيحي لا يؤمن بسيدنا محمد، أما العكس فصحيح، تزوج كتابية، زوجها يؤمن بنبيها، إذا كان تزوجت إنساناً غير مسلم، هذا الغير مسلم لا يؤمن بنبيها، فرق كبير بينهما.
المذيع:
 أما أنا كرجل مسلم يمكن أن أتزوج بامرأة لا تؤمن بالنبي عليه الصلاة والسلام وهذا مسموح لي.
الدكتور راتب :
 لأنها كتابية أنا مؤمن بنبيها، هذه ميزة كبيرة، أنا لا أكفرها مؤمن بنبيها.
المذيع:
 سؤال شيخنا، لماذا يحق للرجل المسلم الزواج من كتابية بينما لا يحق المرأة المسلمة؟
الدكتور راتب :
 هو القائد، هي قيادية، عندك قائد سيارة، و راكب يجلس في الخلف.
المذيع:
 من سيربي الأولاد دكتور؟ المرأة.
الدكتور راتب :
 يجب أن يتولى تربيتهم هو، يجب أن يوجهها توجيهاً صحيحاً.
المذيع:
 إذا تزوج المسلم من كتابية يتدخل دينياً بتربية الأولاد.
الدكتور راتب :
 لا تصدق أن مسلماً حقيقياً مطبقاً لهذا الدين إلا وزوجته تسلم مثله بعد حين، أعرف مئة قصة بهذا الموضوع، مسلم حقيقي، رأته عفيفاً، يغض بصره، يضبط لسانه، تحبه، هناك آلاف القصص حينما تزوج امرأة غير مسلمة رأت من إخلاصه وعطفه وحكمته وعقلانيته فأحبته.
المذيع:
 إذاً قدرة الرجل على التأثير بالأولاد والمرأة أكبر من المرأة.
الدكتور راتب :
 هو القائد، هو الطيار، يوجد مضيفة و طيار، من الأهم؟ الطيار.
المذيع:
 شيخنا الكريم، في شرعنا شهادة الرجل بشهادة امرأتين.

سلبيات المرأة إيجابيات وميزات لها :

الدكتور راتب :
لأنها عاطفية، لكن تقول ما شاهدت هي دكتور، هي ليست قاضية هي شاهدة.
الدكتور راتب :
 القاضي يغلب على ظنه أنها عاطفية، قد لا تسمح لنفسها أن تدلي بشهادة، أي يمكن أن تسبب لهذا المشهود عليه مشكلة كبيرة، الاثنتان.

﴿ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى ﴾

[ سورة البقرة: 282]

 نقص كمال، عندنا نقص كمال، يوجد عندنا بالبارودة الدافع وهو غير قوي، مرونته ميزة فيه أحياناً، أحياناً السلبيات هي الإيجابيات، أنا هكذا أرى، سلبيات المرأة إيجابيات لها، وميزات لها، لأن المرأة إن كان عندها قوة شخصية كبيرة كالرجل لا تقبل أن تكون زوجة.
المذيع:
 لا تحتمل عبء الأولاد، وتعبهم، وغسيل، وتنظيف، وكذا.
 شيخنا الكريم، ما المقصود بقول الله سبحانه وتعالى:

﴿ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾

[ سورة النساء: 34]

 ما المقصود بقول الله سبحانه وتعالى:

﴿ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾

معالجة نشوز الزوجة بالضرب غير المبرح :

الدكتور راتب :
 سيدي، هذا وضع يحتاج إلى دقة بالغة، أي إذا كان الزوجة نشزت.

﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ ﴾

[ سورة النساء: 34]

المذيع:
 ممكن توضح ما المقصود بالنشوز دكتور؟
الدكتور راتب :
 انحراف كبير، أحبت غير زوجها، تمام هذه الكلمة، عندك حل، عندك خمسة أولاد منها، لو أنت ضربتها ضرباً غير مبرح، ضرباً رمزياً، وعادت إلى رشدها، أولى ألا تطلقها: " ليس بخيركم من عرف الخير، ولا من عرف الشر، لكن من عرف الشرين، وفرق بينهما واختار أهونهما " أهونهما أن تؤدبها، وتبقى زوجتك، وتربي أولادك، أما إن لم تضربها ضرباً غير مبرح بالضبط، اتقوا الوجه، ضرب على الوجه لا يوجد إطلاقاً، فقط كي تشعر أنها هي الآن أخطأت، فإذا أنت ضربتها ضرباً غير مبرح حسب القرآن، وبقيت زوجتك، وربت أولادك أفضل من أن تطلقها.

﴿ تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ ﴾

 فقط، إشعارها بخطئها، النشوز انحراف، وجد معها مثلاً رسائل من شخص- معها شخص بالوظيفة- وفيها عواطف، هذا لا يصح، يستطيع فوراً أن يطلقها، لا، لا يطلقها، عاقبها، لا أقول لك: الضرب وحده، عاقبها، إذا أنت عاقبتها واستفادت من عقابك وبقيت عندك أفضل، لأنه لا يوجد إنسانة بالأرض أفضل من الأم لأولادها، عندك أربعة أولاد منها.
المذيع:
 المقصود بالضرب هنا إشعار بالذنب.
الدكتور راتب :
 رمزي.
المذيع:
 ليس الضرب بمعنى الضرب والجلد؟
الدكتور راتب :
 أعوذ بالله كل هذا فهم خاطئ.
المذيع:
 المقصود كما يربت الأب على كتف ابنه بمعنى أنه ينبهه ولا يضربه.
الدكتور راتب :
 هذا كلام خالق الأكوان، أنا لست مستعداً أن يخضع الناس للمرأة بالغرب ليصبحوا عبيداً لها، أنا أبقيها زوجة طاهرة، يوجد أشياء لا ترضي الله، لكن أريد أن أسامحها فقط؟
المذيع:
 كيف تتعامل المرأة دكتور، حتى نتحدث من الجانب الآخر لو وجدت نشوزاً وانحرافاً من زوجها؟

طلب المرأة المخالعة في حال نشوز أو انحراف زوجها :

الدكتور راتب :
 تطلب مخالعة فوراً.
المذيع:
 كيف ممكن أن تصلحه قبل المخالعة دكتور؟
الدكتور راتب :
 تقاطعه، أو لا ترحب به، أو تقول له: أنا حزينة منك، تحتاج إلى إصلاح، إلى أن تفصح عن سلبياته وتتلافاها، و يفصح عن سلبياتها ويتلافاها.
المذيع:
 هذه من النقاط المهمة جداً.
 شيخنا، أعود إلى نقطة الزواج العصمة دائماً تكون بيد الرجل لماذا؟

وجوب كون العصمة بيد الزوج :


الدكتور راتب :
 لأنه إدراكه أقوى، هو معه القيادة، هي عاطفتها أقوى، هي بساعة تغضب أحياناً، قرارها بالغضب غير صحيح، هو عنده نظر للمستقبل.المذيع:
 إذا صار خلاف أسري هل يستطيع هو كظم غيظه أكثر من المرأة دكتور والحفاظ على البيت؟
الدكتور راتب :
 طبعاً طبعاً، عنده أولاد يضيعون سيدي، أنا عندي مئات القصص عن ضياع الأولاد، الذي يدفع الثمن وحده الأولاد، هي قد تتزوج، وهو قد يتزوج، الأولاد يدفعون الثمن.
المذيع:
 شيخنا الكريم، كان يشاع أيضاً عن الجيوش الإسلامية أنه عندما يكونون بالفتوحات من يأخذ الجواري، وما شابه، هل هذا الكلام صحيح أن هذا العمل إهانة؟

الحكمة من معاملة الأسرى معاملة حسنة :

الدكتور راتب :
 هذا الكلام يحتاج إلى شرح طويل، هذه الأمَة تؤسر وتعامل أرقى معاملة، حتى تقتنع بالإسلام، امرأة خاضعة لزوجها، أو قيادياً لمن يقودها، فهذا الكافر الذي قاتلنا، إما أننا أسرناه، فعاملناه معاملة طيبة حتى أحبّ الإسلام وأسلم، كنا نأكل أردأ الطعام، ونطعم الأسرى أطيب الطعام فأحبونا، هكذا صار بالإسلام، نحن عندنا تطبيقات للدين غير صحيحة، عندما قاتلناه، وأسرناه، وعاملناه، كنا نأكل أردأ الطعام، ونطعم الأسير أطيبه، فأحبنا وأسلم، المرأة من باب أولى أن نعاملها معاملة طيبة جداً كي تسلم، أصبحت حرة، انتهت العملية.
 كان هناك خطأ بالتطبيق كبير، إذا رجعت لأصول الدين لا يوجد مشكلة إطلاقاً، أنت إما أن تقنعني بالفكر أو بالمعاملة، قصة متواضعة جداً: أحضرت خادمة غير مسلمة، والله أنا عاملتها مثل ابنتي، وكنت أقول لها: كلي قدر ما تشائين دون استئذان، اشتهت تأكل، عاملتها مثل ابنتي، على العيد أحضر لها لباساً جديداً، والله أسلمت، والله لا يوجد عندي علم، فهمت الإسلام أنه عمل عظيم، لم تجد كلمة قاسية، الساعة العاشرة نطلب منها أن تذهب للنوم، كل هذا كي تطمئن، يوجد طعام طيب أكلته، ولباس، ومعاملة طيبة، فأحبتنا كثيراً، هي من كينيا، استأذنت أهلها بالإسلام، هذا الشيء ليس صعباً سيدي، الطرف الآخر عندما يرى هكذا معاملة طيبة يحبك.
المذيع:
 شيخنا واحدة من النقاط التي تُثار أن الإسلام يريد للمرأة أن تكون خادمة لزوجها ولأولادها، ولا دور لها في بناء الحضارة ولا التاريخ ولا العلم ما رأيكم فضيلتكم؟

طلب العلم فريضة على كل مسلم :

الدكتور راتب :
 غير صحيح هذا الكلام، والله يوجد نساء بطلات في الإسلام، وعالمات كبيرات، طلب العلم فريضة على كل مسلم، على كل شخص مسلم ومسلمة، كل مسلم شخص، طلب العلم فريضة على كل مسلم، أي على كل شخص مسلم، ذكراً كان أو امرأة، ر يوجد أروع من امرأة ثقافتها عالية جداً، تتفاهم معها تفاهماً سريعاً، تكون قيادية لأولادها، قيادية.
المذيع:
 هل تستطيع أن توفق شيخنا المرأة بين مهامها في البيت، ورعاية الأولاد، وبين العمل والدراسة؟

مهام المرأة في البيت أولى من عملها خارجه :

الدكتور راتب :
 الأصل مهامها في البيت، لكن بعد حين كبروا أولادها، عندها وقت فراغ كبير.
المذيع:
 لو تعارض شيخنا البيت وحياتها الشخصية البيت واجبها الأول؟
الدكتور راتب :

﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾

[ سورة الأحزاب: 33]

 هو الأصل، فإذا الأمور استقرت على تخفيف عبء إدارة البيت ممكن أن يكون لها عمل لكن بشروط ليست سهلة، ألا يكون هناك اختلاط، أوتبرج، أو ثياب غير شرعية.
 أنا مرة كنت بالقاهرة، دخلت لمتحف رأيت شيئاً أكاد أتقيأ، وعندما رأيت امرأة محجبة أقسم بالله ما وقعت عيني على امرأة أكثر جمالاً و حشمة من جمالها، كمال المرأة بالحشمة.
المذيع:
 شيخنا الكريم، لماذا المرأة تكلف باستئذان زوجها إذا أرادت الخروج من المنزل؟

ضرورة استئذان المرأة زوجها عند الخروج من البيت :

الدكتور راتب :
 لأنه يوجد قيادة بالبيت، إذا سمح لها من دون استئذان لا يوجد مانع، لكن الأصل أن هناك قيادة.
المذيع:
 لكن هو لا يستأذنها.

السمو بالعلاقات الزوجية فوق القوانين و التشريعات :

الدكتور راتب :
 قلت لك: هو القائد، هي تستأذن، لكنه هو ليس مكلفاً أن يستأذنها، لكن طبعاً إذا سافر إن لم يقل لها: أنا مسافر لا يكون زوجاً صالحاً، إذا عنده سفر مدة يومين أو ثلاثة ليس من المعقول ألا يخبرها.
 في كل مكان يوجد حب، لم يعد هناك قيود، هو يستأذنها بالسفر، و يسألها إن ترغب بالذهاب معه مثلاً، أم تبقى بالبيت، متى وقع الحب ارتفع التكليف، الجدل العقيم ينتهي.
المذيع:
 هذه القوانين يفترض أن تكون في الحد الأدنى من العلاقات، الأصل أن تسمو العلاقات الزوجية بما هو فوق هذه القوانين، والتشريعات.
الدكتور راتب :
 مرة كنت أنا بجدة يدعون كل سنة عالماً ليحتفلوا به، دعوا حوالي عشرين أو ثلاثين عالماً بالسعودية، وأنا من المحتفى به، فجاء سؤال من أخت كريمة بقسم النساء، أن الداعية لا يوجد عنده وقت لزوجته إطلاقاً، كيف يحل أمره؟ قلت لها: أنا عملتها داعية مثلي، اشتغلت مثلما أنا اشتغلت، بهذه الطريقة حللت مشكلتي، الحمد لله بعمان لها دروس.
المذيع:
 زوجة حضرتك؟
الدكتور راتب :
 نعم.
المذيع:
 جميل، الله يفتح عليكم يا دكتور، إذاً قضية استئذان الزوج هي قضية من القوانين الإلهية لكن يفترض بالعلاقة أن تسمو أكثر من هذا الجانب.
 هل المرأة مكلفة شيخنا بكل مهام البيت شرعاً تربية الأولاد؟ إطعامهم؟ إرضاعهم؟

الحكمة من سكوت الشرع عن تكليف المرأة بكل مهام البيت :

الدكتور راتب :
 لو كُلفت لأصبحت خادمة، سكوت الشرع عن هذا الموضوع إكراماً للمرأة، المرأة تفعل كل هذا برضا من نفسها، لو كلفناها صارت خادمة، لمكانتها، ليست مكلفة هي بأن تخدم، لكنها تخدم، هو بعمله، أنا أربيهم، وهو ينفق عليهم، واحدة بواحدة.
المذيع:
 ينفق عليهم وعليها، فهذا تكامل كما تفضلتم شيخنا.
الدكتور راتب :
 لكن إذا أدخلنا الخدمة بشروط أصبحت خادمة و ليست زوجة.
المذيع:
 أي هي ليست ملزمة بكل هذه التفاصيل.
الدكتور راتب :
 سيدي لا يوجد امرأة في الأرض يكون زوجها ملء سمعها وبصرها ولا تخدمه، وتخدم أولادها.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور، نختم حلقتنا بالدعاء ثم نلخص لمستمعينا كل ما تفضلت به.

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارضَ عنا، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان.

خاتمة و توديع :

المذيع:

الحمد لله رب العالمين، بارك الله بكم فضيلة الأستاذ الدكتور العلّامة محمد راتب النابلسي، جزاك الله خيراً شيخنا لهذه الكلمات الطيبة.

حدثينا عن سلسلة من الشبهات التي تثار حول الإسلام، كان حديثنا في الحلقتين الماضيتين عن مكانة المرأة في الإسلام، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرفع من مكانتنا جميعاً رجلاً ونساءً بطاعته والقرب منه عز وجل.

في الختام سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور