وضع داكن
28-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 160 - الشبهات9 – الحدود والقصاص.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، يا ربنا صلِّ وسلم، أنعم وأكرم على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام على الهواء مباشرةً عبر أثير إذاعتكم حياة FM، متواصلين في حلقة جديدة من حلقات برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حياكم الله دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم .
المذيع:
 كل عام وأنتم بخير إن شاء الله.
الدكتور راتب :
 وأنتم بألف خير.
المذيع:
 ربا يتقبل الطاعات.
 شيخنا الكريم بدأنا مع مستمعينا هذه حلقتنا التاسعة قبل شهرين أو أكثر في حديثنا عن موضوع الشبهات التي تُثار حول الإسلام للرد عليها.
 اليوم نتحدث عن قضية بالغة الأهمية أيضاً تُثار، أنطلق من قول الله سبحانه وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾

[ سورة البقرة : 179]

 حلقتنا اليوم عن الحدود وعن القصاص، حيث تُثار شيخنا الكريم عدة شبهات في هذا الملف أبرزها ما يتحدثون فيه أن هذه الحدود الشرعية إنما هي نوع من القسوة، خاصة التي تتعلق بقطع اليد، أو الرجم حتى القتل.
 الشبهة الثانية: التي تثار أيضاً هي إزهاق الأرواح، وتقطيع الأطراف، بالتالي إسقاط للطاقات البشرية.
 والشبهة الثالثة: أن في هذه الحدود هنالك سلب لحق الإنسان بحياته، وهو حق نقدس تحرمه من الحدود الشرعية هكذا يقال.
 والشبهة الرابعة: أنها تبعد عن المظاهر الإنسانية الراقية.
 نطرح كل هذه الشبهات على فضيلتكم في حقلة اليوم، وأبدأ معكم شيخنا الكريم من المفاهيم، ما هو المفهوم الشرعي لكلمة القصاص أو الحدود؟

 

الجهة الصانعة هي الجهة الوحيدة التي تعلم ما يسعد الإنسان :

الدكتور راتب :
 قبل أن أذكر هذه التعريفات الدقيقة.
 إنسان يركب مركبة، تألق ضوء أحمر في لوحة البيانات، فإذا فهم أن هذا التألق تألقاً تزيينياً احترق المحرك، وإن فهمه تألقاً تحذيراً أوقف المركبة، وأضاف الزيت، وسلم المحرك.
 فالحقيقة معي إحصاء دقيق جداً، أنه في كل ثلاثين ثانية ترتكب في دولة قوية جداً جريمة قتلٍ، أو سرقةٍ، أو اغتصاب، الحدود حدود للسلامة، حدود للعافية، حدود للتفوق، حدود للتألق، كلمة حدّ تفهم فهماً ما أراده الله عز وجل، أي المكبح في المركبة يضرها؟ أحد أكبر أسباب سلامتها بالمكبح، فإذا كانت الشهوة محركاً يدفع المركبة إلى أعلى سرعة، والمكبح أداة تقي جنوح المحرك، فالشهوات تحتاج إلى روادع، وإلى مكابح، والشرع هو الطريق المعبد، والمصائب هي المكابح، إذاً يوجد قوة اندفاع، وقوة كبح، وعندنا منهج هو الطريق.
 فلذلك الحقيقة عندنا جهة صانعة هي الله عز وجل، الجهة الوحيدة التي تعلم يقيناً ما يسلمك ويسعدك هي الله، فاتباع التعليمات الشرعية هو اتباع تعليمات الصانع، والجهة الصانعة هي الجهة الخبيرة الوحيدة.

﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾

[ سورة فاطر : 14]

 فأنت حينما ترى الضوء تألقاً إن كان الفهم خاطئاً أي ترى أن هذا التألق تألق تزييني احترق المحرك، وإن فهمت التألق حقيقةً أنه ضوء تحذيري أوقفت المركبة، أضفت الزيت، سلم المحرك، فالإنسان إنطلاقاً من حبه لذاته بتعريف آخر؛ من أنانيته، من محبته لذاته، ينبغي أن يتبع تعليمات الصانع ضماناً لسلامته وسعادته.

 

حرص كل إنسان على سلامته و سعادته :

 أخي الكريم، في الأرض الآن تقريباً ثمانية مليارات إنسان يشتركون في ثلاث خصائص، يتمنون السلامة، والسعادة، والاستمرار، السلامة من الأمراض، أو من الفقر، أو من القهر، لا يوجد إنسان بالأرض من بني البشر إلا ويكره القهر، والفقر، والمرض، فمادام هناك تبنّ للسلامة، السلامة والسعادة أساسها اتباع تعليمات الصانع، لأن الصانع هو الجهة الخبيرة، فالإنسان عند يبفكر، الله عز وجل قال:

﴿ اقْرَأْ﴾

[ سورة العلق : 1]

 لماذا؟ هذا الجماد له وزن، وحجم، وطول، وعرض، وارتفاع، لكن النبات يزيد عليه بالنمو، والحيوان بالحركة، والإنسان بالقوة الإدراكية التي أودعها الله فيه، هذه القوة الإدركية تلبى بطلب العلم، لذلك طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، المسلم شخص، المسلم لا يعني أنه ذكر، على كل مسلم ومسلمة المعنى بالضبط، لأن الإنسان كائن متحرك، ما الذي يحركه؟ شهواته، عنده شهوة الطعام والشراب، ينطلق من أجل حفاظه على بقائه في الطعام والشراب.
 وأحياناً بعدما ينضج يبحث عن زوجة، لماذا؟ دون أن يشعر حفاظاً على بقاء النوع، لولا هذه الرغبة في المرأة، ولولا رغبة المرأة في الرجل، لانقرض النوع البشري، عندك حاجة للطعام والشراب، حفاظاً على بقاء الفرد، والحاجة إلى الزواج، حفاظاً على بقاء النوع، الإنسان بعدما أكل وشرب وسلم جسده، وتزوج وأنجب، وحقق الهدف التاني، عنده حاجة ثالثة مهمة جداً الحاجة الى أن يشار إليه البنان، المهندس الأول، الطبيب الأول، الداعية الأول، العالم الأول، على بقاء الذكر، عندنا حاجة إلى بقاء الفرد كجسم، وبقاء النوع بالزواج، وبقاء الذكر بالتفوق، والحاجات الثلاث متحققة في هذا الدين.
المذيع:
 إذاً عندما نتحدث للناس بهذا الكلام دكتور، فيقول لك: عندكم حدود القصاص، والحدود الشرعية تأتي الى إزهاق الروح، إلى تعطيل الحركة، إلى بتر الأطراف.

 

القصاص من رحمة الله بالعباد :

الدكتور راتب :
 ياسيدي في موضوع الحدود القاتل يقتل، وإذا ما قتلنا القاتل، الآن ماذا أقول لك؟ الحرب العالمية الثانية تركت خمسين مليون قتيل، لا يوجد مشكلة عندهم، خمسون مليون قتيل، موضوع القتل هذا اسمه: حدّ ردعي، لا يطبق أحياناً, ما دام هناك حد ردعي فالقتل أنفى للقتل، القتل ليس أن نقتل، أن يكون الوعيد بالقتل، القتل أنفى للقتل.
 عندنا محكمة جنائيات في دمشق، حدثني القاضي موضوع أمامه آية كبيرة على عرض الجدار، الآية تقول:

﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾

[ سورة النساء :58]

 الآية من يقرؤها؟ القاضي، وهناك آية فوق رأسه، من يقرؤها؟ المذنب.

﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾

[ سورة البقرة :179]

 مثلاً: عندك ابن مقصر في الدراسة، إذا أدبته، وقسوت عليه أحياناً حتى درس، ونال شهادة عليا، وصار طبيباً، واشترى عيادة، واشترى سيارة، وتزوج، وعنده أولاد، كلما يتذكر قسوة والده عليه حتى صار طبيباً يذوب محبةً له، لو أهمله لا تدرس، عندما يكبر ينقم على والده، هناك الكثير من الآباء يتساهلون مع أولادهم، يكبر الابن، أبوه مات، لا يوجد معه شهادة، ولا عنده حرفة، ولا عنده وظيفة، ولا معه ثروة، ينقم على والده، فلذلك الأب الذي يضبط أولاده، ويقسو عليهم أحياناً قسوةً هادفةً، يدرسون، يتفوقون، يتألقون في المجتمع، يتزوجون، عندهم أولاد، وأشياء، يثني على أبيه ثناءً لا حدود له، لولا شدة الأب ما كان هذا الابن في هذا المقام، فلذلك الله رحيم.
المذيع:
 شيخنا الكريم، نبدأ بتوضيح المفاهيم، ما المقصود بالحدود الشرعية؟ ما المقصود بالقصاص في شريعتنا الاسلامية؟

 

الشهوات حيادية :

الدكتور راتب :
 القصاص أي الله عز وجل- الكلام دقيق جداً- أودع فينا الشهوات، ولتكن شهوة الزواج، الشهوة هذه أنا أمثلها بنصف دائرة، أي مئة وثمانون درجة، قال لك: من درجة لمئة وعشر مسموح، والسبعين الأخرى غير مسموح، في الإسلام لا يوجد حرمان، أي ما من شهوةٍ أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفةً طاهرة تسري خلالها، الشهوة قوة اندفاع كالبنزين.
المذيع:
 قد تؤدي في لحظة من اللحظات شيخنا إلى قيامه بمخالفة فيحاسب عليها دكتور؟
الدكتور راتب :
 طبعاً قوة اندفاع، أي بنزين، أي سائل متفجر هذه الشهوة، إذا وضع البنزين في المستودع المحكم، وسال هذا البنزين في الأنابيب المحكمة، وانفجر في البستونات، مكان الانفجار في الوقت المناسب، والمكان المناسب، ولّد حركة رائعة قد تقلك في العيد إلى العقبة، ما الذي يجري في المركبة؟ انفجارات، صفيحة البنزين نفسها إن صُبت على المركبة من فوقها، وأصابتها شرارة، أحرقت المركبة ومن فيها، فالشهوات إما أنها قوة دافعة، أو قوة مدمرة، لكن قبل أن تبدأ، ما من شهوة على الإطلاق أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفةً طاهرةً تسري خلالها، أي بالإسلام لا يوجد حرمان.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور، شيخنا الكريم نتحدث عن القصاص والحدود الشرعية.

معاقبة المسيء ضمان سلامة المجتمع و نموه :

الدكتور راتب :
 وعاء فيه برتقالة، جيد جداً، واحدة من هذه البرتقالات فاسدة، إذا أبقيتها مع البرتقالات أفسدت كل الوعاء، أما إذا نزعتها فضمنت السلامة.
 فنحن عندما نعاقب المسيء ضمنا سلامة المجتمع، ضمنا صونه، ضمنا حيويته، ضمنا تقدمه، ضمنا نموه.
المذيع:
 عندما تأتي الآية الكريمة يقول ربنا سبحانه وتعالى:

﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾

 كيف يكون دكتور في قتل الإنسان حياة؟

 

القصاص ردع للناس :

الدكتور راتب :
 حياة للأمة، صار الذي من يريد أن يقتل يعد للمليون، لأن هناك عقوبة، هذه عقوبة ردعية، هو قتل، شخص ثان نوى أن يقتل ورأى كيف انتهت حياة هذا القاتل، صار عنده ردع، القتل أنفى للقتل، أنا أحجم القتل بالقصاص

﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾

 للأمة، للمجتمع، أنت عندما تبعت ابنك للمدرسة صباحاً، وضمنت سلامته ترتاح، إذا كان من الممكن أن ينخطف، والخاطف لم نعاقبه فالمشكلة كبيرة جداً.
المذيع:
 إذاً من قام بهذا الجرم سيطبق عليه حد الله سبحانه وتعالى، لكن الآخرين من يتابعونه سيرتدعون خوفاً، جميل!
 هل القصاص والحدود الشرعية تقام بشكل علني دكتور؟

 

الحكمة من إقامة القصاص و الحدود الشرعية بشكل علني :

الدكتور راتب :
 طبعاً، ولها فائدة كبيرة.
المذيع:
 ما الهدف من ذلك؟
الدكتور راتب :
 الردع طبعاً، الإنسان عندما يرى إنساناً قُتل لأنه قاتل، يعد لمليار قبل أن يقتل، عندنا وازع، وعندنا رادع، الوازع قوة اندفاع، والعقوبات رادعة، قوة ردع، فأنا بين الوازع والرادع أسلم.
المذيع:
 إذا خف الوازع الديني يخشى من الحدود، فهذا كان قول الله سبحانه وتعالى:

﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾

أكبر أسباب المعصية الغفلة عن الله :

الدكتور راتب :
 لأن الوازع داخلي، عفواً سيدي أوضح من مثل: ماشي بالطريق، والإشارة حمراء، لماذا أقف؟ لأن هذا الشرطي يمثل وزير الداخلية، هناك مخالفة، ما دام وزير الداخلية واضع قانون السير علمه يطول هذا المخالف من خلال هذا الشرطي، وقدرته تطوله، فلا يخالف، تقرأ القرآن:

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾

[ سورة الطلاق : 12]

 الله اختار من كل أسمائه العلم والقدرة، علمه يطولك، وقدرته تطولك، لا يمكن أن تعصيه، أنت لا يمكن أن تعصي شرطياً، لأنه هو عين وزير الداخلية، فكيف بخالق الأكوان؟ مادام الله علمه يطولنا، وقدرته تطولنا، بالمنطق والفطرة لا يمكن أن نعصيه، من أين تأتي المعصية؟ من ساعة غفلة، والغفلة عن الله أكبر أسباب المعصية.
المذيع:
 في الآيات الكريمة كان خطاب الله تعالى:

﴿ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾

 كأن الألباب جمع العقول، لماذا الآية خاطبت عقولنا ولم تخاطب قلوبنا؟

 

مخاطبة الله تعالى العقل لا القلب ضمان لسلامتنا و سعادتنا :

الدكتور راتب :
 سيدي النبات لا يوجد عنده عقل، ولا الحيوان، ولا الجماد، لكن الله عز وجل قال:

﴿ اقْرَأْ﴾

 خاطب الإنسان بأول كلمة، بأول آية، بأول سورة في القرآن:

﴿ اقْرَأْ﴾

 الله أعطاه قوة إدراكية، القوة الإدراكية تغذى بطلب العلم، أي بشكل أو بآخر خيار الإنسان مع العلم ليس خيار وردة حمراء يزين بها صدره، خياره مع العلم خيار هواء يستنشقه وإلا يموت، لأنك أنت كائن متحرك فيوجد عندك شهوات، والشهوة تلبى بمئة وثمانين درجة، الله سمح لك بمئة وعشر درجات، كي تعرف أن هناك حدوداً، الشهوة الجنسية مسموح لك بالزواج:

﴿ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ﴾

[ سورة النساء : 3]

 لكن الزنا معصية، الزنا عدوان، سمح لك بالمرأة لكن ضمن حدود، أي تزوج، والحدود لسلامتنا ولسعادتنا.
المذيع:
 والعقل هو الذي يجب أن يستوعبها، جميل!
 إذاً شيخنا الكريم - وهذه حقيقة- اليوم لا توجد دولة خلافة إسلامية بالمعنى الكامل، كما كانت أيام النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة، والخلفاء الراشدين، هل يجوز لأحد اليوم أن يطبق الحدود الشرعية؟ أم أنها مسؤولية الحاكم؟

 

تطبيق الحدود الشرعية من قِبل أولي الأمر فقط :

الدكتور راتب :
 الحدود الشرعية لا يطبقها إلا أولي الأمر، وإلا دخلنا في فوضى لا نهاية لها، الحدود الشرعية من مهمات أولي الأمر:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾

[ سورة آل عمران : 59]

 هؤلاء الحكام أنيطت قدرتهم بالكتاب والسنة، أي:

﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ ﴾

 في قرآنه، ورسوله في سنته، وأولو الأمر لم يأت وأطيعوا، لم تأتِ أطيعوا الأمر أتت تبعاً، أي ما دام الله أمر بشيء، والنبي أمر بشيء، أولو الأمر ينفذون أوامر الله ونبيه فقط، لكن هو ليس له مطلق بالقتل، أطيعوا الله وأطيعوا رسوله، ما قال: وأطيعوا أولي الأمر منكم، أصبحت مطلقة، أطيعوا الله مطلقاً، أطيعوا رسوله مطلقاً، وأولي الأمر منهم أطيعوهم ما أطاعوا الله فيكم، فأصبحت مطلقة، أطيعوا الله مطلقاً، أطيعوا الرسول مطلقاً، وأولي الأمر منهم أطيعوهم ما أطاعوا الله.
 وهكذا قال سيدنا عمر: أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم.
المذيع:
 كلام مهم، والمهم أن تكون هذه القضية واضحة تماماً.
 شيخنا الكريم، من يرى بأن الحدود الشرعية فيها نوع من أنواع الوحشية، أنت عندما تأتي على سارق فتقطع يده، هل فعلاً فيها هذا الجانب؟ كيف ترفض هذا الأمر؟

 

الفرق بين الوازع و الرادع :

الدكتور راتب :
 صدق ولا أبالغ، في كل ثلاثين ثانية- وأنا أخذت الإحصاء من مصادر موثوقة-ترتكب في أقوى دولة في العالم بكل الولايات جريمة قتلٍ، أو سرقةٍ، أو اغتصاب، وإذا مضى عشر سنوات لا يوجد إنسان يخالف الشرع، سيدنا عمر بن عبد العزيز، عيّن وزير عدل ليس له عمل إطلاقاً، وهذا من آثار الإسلام لأن هناك وازعاً دينياً، الإسلام نما الوازع، وهناك رادع، أما الوازع فهو الأصل.
المذيع:
 ما الشاهد من الدراسة بأمريكا دكتور في كل ثلاثين ثانية يوجد جريمة؟
الدكتور راتب :
 إحصاءات فيدرالية.
المذيع:
 ما الشاهد؟ لماذا استخدمتها؟ ما الرسالة هنا دكتور؟
الدكتور راتب :
 إذا لم يكن هناك شرع إلهي، إذا لم يكن هناك ضوابط مادية فقط، مثلاً لا تبتعد، السرعة بالسيارة، هناك أجهزة تلتقط السرعة الزائدة، ما دام واضع القانون إنسان ذكي له عقل، المواطن أذكى منه، صنعوا جهازاً يكشف أجهزة المراقبة، فهو ينبهه.
 أنا ركبت سيارة بأمريكا، فالسائق نبه بعد قليل أن هناك جهاز مراقبة فخفف السرعة، ما دام واضع القانون عاقل ذكي فالمواطن أذكى.
 أما مع الله فلا يوجد مزح، الحقيقة التشريع لا يمكن أن يقبل إلا من الخالق.
المذيع:
 نتحدث دكتور الآن لا تقام الحدود الشرعية في الدول الإسلامية، عندما نتحدث عن الزمن الماضي دكتور عندما نقول: حد القتل، وحد قطع اليد، هل معنى هذا أنه كان يومياً هنالك حدود وقتل؟

الانضباط الشديد يبعد الناس عن العقاب :

الدكتور راتب :
 ولا سنوياً والله، هذا اسمه حدّ ردعي، لا تبتعد إذا دولة فيها انضباط شديد، سأضرب مثلاً لا علاقة له بالدين: فرنسا تطلب من التاجر أنت قدم بياناً بأرباحك، و نحن نثق بك، إذا عندهم فرضاً خمسة ملايين تاجر، أو عشرة ملايين تاجر، يقدم بياناً، فرنسا تختار مئة تاجر عينات عشوائية، وبتدقق على مستوى الفرنك الفرنسي، إذا وجدوا شخصاً قدم تصريحات كاذبة يربون فيه فرنسا كلها، هذه سياسة ذكية جداً، نوفر وقتنا وجهدنا، ونعطي ثقة للمجتمع، لكن هناك مراقبة أحياناً تسبب أن يدمر الإنسان كلياً، أنت نحن نثق بك لكن نحن أيضاً لنا عيون.
 مرة أخ قال لي: بفرنسا الأسعار مطلقة لا يوجد، يدخل مواطن عادي إلى السوبر ماركت لا يعرفونه، يأخذ عشر قطع مشكلة، يذهب بها إلى التحليل يهمهم أن يكون المضمون معبراً عنه بالتعليمات مئة بالمئة، ما دام المواصفات المضمونة مكتوبة لا يوجد مشكلة، صار هناك تنافس، صار العرض الأرخص هو الذي يباع، المواصفات مضبوطة.
 الحقيقة مرة أخ تكلم لي عن بلد: أنت مثلاً لك هذه المعاملة التي تحتاج إلى أربعة أيام، ومضطر تريدها اليوم، إياك أن تدفع رشوة لموظف، هناك نافذة ثانية تدفع مئة بالعملة الخاصة بهم وتأخذها فوراً، التغت الرشوة، أنت مضطر عندك سفر، مضطر للمعاملة بعد ربع ساعة، ادفع مبلغاً معيناً أخذته الدولة، الميزانية ازدادت، صار هناك انضباط، لست مضطراً قدم الطلب بعد أسبوع تأخذ الجواب.
 أي لا يوجد شيء ليس له حل سيدي، لكن البطولة أن نملك نية الحل.
المذيع:
 إذاً ما يشاع دكتور أن المسلمين يقطعون الأيدي، ويضربون، ويرجمون بالحجارة.

حكمة الله من القصاص :

الدكتور راتب :
 والله مبالغات.
المذيع:
 هذه كانت حكمة من الله، لكن التطبيق كان محدوداً لأنه صار هناك وازع عند الناس.
الدكتور راتب :
 وازع بعد ذلك شروط قاسية جداً للتطبيق.
 حد الردة، مثلاً حد الردة شخص ارتد عن الإسلام، هو يستطيع ألا يدخل بالإسلام أساساً، لا يوجد عليه شيء، أما دخل وبدأ يشيع أشياء غير صحيحة عن الإسلام، يستتاب سنة أو سنتين، يرسل له علماء كبار، متى يحاسب على الردة؟ حينما يريد أن يخلق مشكلة في المجتمع، إذا عندك توهم نحن نحله لك، علماء كبار يستتاب لسنة تقريباً، ويفرز له علماء كبار، هذا حد الردة.
 سيدي عفواً، ما دام هذا المنهج من عند الخالق الرحيم، لا تتوقع أن يكون هناك ثغرة إطلاقاً، الله كماله مطلق، ومنهجه كمال مطلق، من أين أتى الأمر؟ من سوء التطبيق.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور، شيخنا الكريم لماذا فرض القصاص والحدود الشرعية على بعض المخالفات الشرعية ولم يفرض على كل المخالفات، أتمنى أن أستمع إلى إجابتكم بعد فاصل قصير.
 حديثنا لليوم عن الحدود والقصاص، شيخنا الكريم بداية سؤال: إذا أرادت دولة ما أن تستبدل الحدود الشرعية بعقوبات هي تضعها، هل هذا كلام مقبول أم أنه تزييف لشرع الله؟

الجهة الوحيدة التي ينبغي أن نتبع تعليماتها هي الجهة الإلهية :

الدكتور راتب :
 حينما قال الله عز وجل:

﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾

[ سورة فاطر : 14]

 الجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتبع تعليماتها هي الجهة الإلهية، هي الخبير.
المذيع:
 إذاً، يعد ذلك مخالفة للشرع، لكن هذه المخالفة لا تبرر للأفراد أن يقوموا بتطبيق الحدود بشكل فردي؟
الدكتور راتب :
 أبداً، لا يمكن أن يقام حد إلا من قبل الحاكم، لا يمكن.
المذيع:
 لو أن إنساناً وقع في حد من الحددود الشرعية، وأراد أن يكفر عن ذنبه، وأن يقام الشرع عليه، لكن دولته لا تقيم الحدود.

 

من ستره الله ليس مكلفاً أن يفضح نفسه :

الدكتور راتب :
 يكون كفر بستر الله له، الله ستره، عمل له ميزة، لأن الله ستير، ليس مكلفاً أن يبلغ عن نفسه، الله ستره.
المذيع:
 لكن لو كان دكتور هناك حدود شرعية تقام عليه أن يقيمها.
الدكتور راتب :
 هو بنفسه؟
المذيع:
 لا، لو كانت الدولة وولي الأمر يقيم في تلك اللحظة يبلغ ويقيمها.
الدكتور راتب :
 طبعاً، إقامة الحدود من مهمات ولي الأمر، فقط.
المذيع:
 فطالما لا يقيمها أنا لا أفضح نفسي، وأغلق الملف، وماذا يفعل؟ يتوب دكتور؟
الدكتور راتب :
 يتوب إلى الله، الله عز وجل أعطاه فرصة ستره فيها.
المذيع:
 شيخنا الكريم أيضاً يوجد نقطة من النقاط المهمة الإنسان الذي يقام عليه الحد الشرعي هل تسقط عنه العقوبة يوم القيامة؟

سقوط العقوبة عن الإنسان يوم القيامة إن رافقها توبة :

الدكتور راتب :
 أغلب الظن تسقط، لأنه إذا كان رافق إقامة الحد توبة لا يوجد مشكلة.
المذيع:
 لماذا هنالك مخالفات شرعية عليها حدود وأخرى لا؟ أي الربا حرام، وحرمته في القرآن، لكن لا حد شرعي للمرابي؟

أنواع الذنوب :

الدكتور راتب :
 لا، قبل الإنسان أحياناً يخطئ، هذا ذنبه مع الله، ما دام الذنب مع الله فمغفرته سهلة جداً، ذنب يغفر، ما كان بينك وبين الله.
 ثانياً الصلحة بلمحة، يا ربي لقد تبت، وكأن الله يلقي في روعي ويا عبدي وأنا قبلت، ما دام الذنب بينك وبين الله، متعلق بصلاة، بصيام، بعبادات قصرت فيها سابقاً، ما دام الذنب بينك وبين الله فهذا أهون ذنب، لأن الله عز وجل تكون معه الصلحة بلمحة، ما دام بينك وبين العباد فهذا الذنب لا يغفر إلا بإحدى شرطين، ما دام بينك وبين العباد هذا الذنب لا يغفر إلا بشرطين الأداء أو المسامحة، سامحك، لابأس، إما أن تؤديه أو يسامحك فيه، أما الذنب الذي لا يغفر فهو الشرك بالله.

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ ﴾

[ سورة النساء : 48]

 أي مات مشركاً، إذا لم يمت ممكن أن يتوب لله عز وجل، ذنب يعفر ما كان بينك وبين الله، وذنب لا يترك ما كان بينك وبين العباد، وذنب لا يغفر لأنه شرك مع الله عز وجل.
المذيع:
 من مات على الشرك.
الدكتور راتب :
 مات عليه.
المذيع:
 والعياذ بالله، شيخنا، لماذا هناك مخالفات شرعية لها حدود وأخرى لا؟

 

ارتباط الحدود بالذنوب :

الدكتور راتب :
 عندما تكون المخالفة تمس الإنسان وحده هذه أخف مخالفة، أما عندما تتجاوز المخالفة لزوجته أو لأولاده أهمل أولاده، أو لمجتمعه، أو لزبائنه، كلما اتسعت دائرة الأذى يزداد العقاب، أما إذا كان الإنسان يحتاج لعمل جراحي فوري وأنت أخذته لنزهة، قتلته، فهذا الذنب الذي لا يغفر، الذي يغفر ما كان بينك وبين الله.
المذيع:
 إذاً الحدود مرتبطة بالذنوب بينه وبين الناس.
الدكتور راتب :
 بالدوائر، كالقتل، كالسرقة، بالزنا، أنت أفسدت إنسانة، قد تُقتل من أقاربها لو حملت.
المذيع:
 فهنا يوجد حدود شرعية أما الذنوب الفردية فبين الإنسان وبين ربه.
الدكتور راتب :
 هذه بينك وبين الله عز وجل، هذا أخف ذنب ما كان بينك وبين الله.
المذيع:
 ما تفسد المجتمع هذه عليها حدود، شيخنا الكريم من النقاط المهمة في قضية الحدود، البعض دكتور إذا أراد أن يعرف إنساناً عن الإسلام يبدأ يذكر له الحدود، فتتولد صورة في ذهن ذلك الإنسان الجديد هذه الحدود.

حاجة الدين إلى تبسيط و تطبيق و عقلنة :

الدكتور راتب :
 منتهى الحمق، الإله العظيم كيف حرم الخمر؟ بالتدريج.

﴿ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى ﴾

[ سورة النساء : 43]

 الآية تعني ممكن أن تشرب خمراً بين الصلاتين، إذاً الإله العظيم لحكمته البالغة كان التحريم بالتدريج، أنت لا تعطي للإنسان فرصة يستوعب جزئيات الدين أولاً.
المذيع:
 التركيز الزائد على الحدود يعتبر خللاً؟
الدكتور راتب :
 شخص فرنسي أسلم على يد أحد شيوخ الأذهر، أبقاه في أحكام المياه ستة أشهر حتى خرج من جلده، أحكام المياه، طاهر لذاته، طاهر لغير ذاته، طاهر مطهر، التقى مع الإمام محمد عبدو، قال له: الماء الذي تشربه توضأ منه، ألغى له ستة أشهر.
 أنا رجائي الحار لكل من يشاهد أو يستمع هذا الدين يحتاج إلى تبسيط، ويحتاج إلى عقلنه، وإلى تطبيق، نبسطه، ونعقلنه، أي لا تحارب العقل بالدين، العقل الله أعطانا إياه، إذا الإله خلق العقل، والإله أنزل الوحي، فالوحي مرجعه للإله، والعقل للإله، إذاً الاثنان يساويان طرفاً واحداً، لذلك:

﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ ﴾

[ سورة الروم : 30]

 أنت مبرمج على محبة الأوامر، وكراهية المعاصي والآثام، فأنت عندك عقل، عندك فطرة، عندك جسد، وعندك شهوات، فالعقل مبادئه تتناسب مع الشرع، والفطرة تتناسب مع الشرع، والشهوات لها حدود.
المذيع:
 في المقابل دكتور هناك مجموعة من الأشخاص وكأنهم يخجلون من وجود الحدود والقصاص والأحكام الشرعية وكأنهم ينفونها من الإسلام، هل هذا مقبول؟

 

الافتخار بمنهج الخالق :

الدكتور راتب :
 هذا تشويه كبير جداً، لأن الإله هو الخبير، إذا أنت تستحي بدينك هذه مشكلة كبيرة جداً، الطرف الآخر لا يستحي، تجدهم جهاراً نهاراً يشيدون بدينهم، أما أنا فأستحي بمنهج الخالق، بوحي السماء.
المذيع:
 أفخر بالمنهج الكامل، بما في الحدود والقصاص وكل شيء، على أن يكون توضيح الحكمة الشرعية فيه.

الحكمة أكبر عطاء إلهي على الإطلاق :

الدكتور راتب :
 الحقيقة أكبر عطاء إلهي على الإطلاق الحكمة، أنت بالحكمة تجعل المنحرف مستقيماً، من دون حكمة تجعل المستقيم منحرفاً، بالحكمة تسعد بزوجة من الدرجة العاشرة، من دون حكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى، أنت بالحكمة تدبر أمرك بالمال المحدود، من دون حكمة تتلف المال الكثير، أكاد أقول لك: أعظم عطاء إلهي الحكمة، الدليل:

﴿ وَمَنْ يُؤْتَ ﴾

[ سورة البقرة : 269]

 ما قال: من يأخذ، ما قال: ومن يكن حكيماً.

﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾

[ سورة البقرة : 269]

المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور، إذاً القصاص والحدود الشرعية هي عبارة عن منهج لتأهيل وتعديل السلوك في المجتمع، وعلى أرض الواقع، لم يتم تطبيقها كثيراً في الفترة السابقة لأنه اهتمت بتنمية الوازع الديني، وكان هنالك رادع أمني، فكانت الناس تخاف أن تقع في العقوبات حتى تطبق عليها.

 

انعدام الوازع و الرادع ينهي المجتمع :

الدكتور راتب :
 فإذا ألغي الرادع، وكان لا يوجد وازع، انتهى المجتمع.
المذيع:
 أصبحت الجرائم منتشرة في كثير من الدول الغربية، اليوم ولي الأمر فقط هو المخول لتنفيذ هذه الحدود، وعدم تنفيذ هذه الأحكام الشرعية هو مخالفة، لكن لا يبرر للأفراد أن يطبقوه بشكل فردي بأنفسهم دكتور.
 ما يشاع كثيراً أن ديننا دين دموي، ودين عنيف، ودين يقتل، ودين يقطع هو افتراء؟

الافتراء على الدين الإسلامي :

الدكتور راتب :
 سيدي إذا بكل حرب راح خمسون مليوناً أليس هذا دموياً؟ بالحرب العالمية الثانية مثلاً كم إنسان قتل؟
 عندي كان موضوع إن شاء الله أقوله في اللقاء القادم، يوجد خمسة اشخاص أقل واحد قتل مئة مليون، خمسين مليوناً، لا يوجد ولا كلمة عنهم، لكنهم يقولون: إن الإسلام إرهابي، اللقاء القادم أعطيك أسماءهم، خمسة حكام بين الصين، وبين ألمانيا، قتلوا حوالي أربعمئة مليون، ولا كلمة عنهم، لكن نحن إذا كان نريد أن نصلي فنحن إرهابيون.
المذيع:
 الله المستعان، إن شاء الله نفخر بديننا وبتطبيقه.
الدكتور راتب :
 قال الشاعر:

يد بعشر مئين عسجد وديت
***

 لو قطعت يد بحادث سير ديتها ألف دينار ذهبي.

ما بالها قطعت في ربع دينارِ
***

 إذا سرقت، فأجاب المجيب:

عز الأمانة أغلاها وأرخصها  ذل الخيانة فافهم حكمة الباري
***

 لما كانت أمينة كانت ثمينة، فلما خانت هانت.
المذيع:
 يا سلام! الله يفتح عليكم يا دكتور، نختم حلقتنا بالدعاء ونسأل الله القبول.

 

الدعاء :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسينا ذكرك، أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وراضَ عنا، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 الحمد لله رب العالمين، بارك الله بكم فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، نور الله قلبكم بالإيمان، ونفعنا بعلمكم، وأمدّ في عمركم.
 إذاً هناك شبهات تحام حول الإسلام، من الجميل أن يتسلح المسلم بعلمه وبدينه، حتى يستطيع أن ينقل الصورة المشرقة الحقيقية التي أرادها الله سبحانه وتعالى لنا في هذا الدين.
 في الختام نودعك على أمل اللقاء في الأسبوع المقبل، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور