من أسماء الله الحسنى: الخلاق.

 تجليات ( الخلاق ) في رمضان.

الآيات التي ورد فيها هذا الاسم:

 هذا الاسم ورد مطلقاً يفيد المدح والثناء على الله عز وجل، في قوله تعالى:

﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾

[ سورة الحجر الآية: 86]

 وفي قوله أيضاً:

﴿ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾

[ سورة يس الآية: 81]

معنى الخلاق.

 والخلاق مبالغة من الخالق، فالله سبحانه وتعالى خلق كل شيء من لا شيء، على غير مثال سابق، لكن الله جل في علاه سمح للإنسان أن يعطى هذا الاسم، قال الله عز وجل:

﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾

[ سورة المؤمنون الآية: 14]

 الإنسان يصنع شيئاً من كل شيء، وعلى مثال سابق، المواد الأولية كلها يأخذها من الأرض، والفكرة يراها بعينه، بينما خالق السماوات والأرض يصنع كل شيء من لا شيء، وعلى غير مثال سابق.
الله عز وجل خلق للإنسان كلية صغيرة، تعمل بصمت بلا ضجيج، بلا تكلفة، ليلاً نهاراً، وأنت نائم، وأنت تمشي، وأنت تتحرك، وأنت مسافر، وأنت مقيم، وكل كلية فيها عشرة أضعاف حاجتك، أما الكلية الصناعية فهي بحجم الطاولة، ويجب أن يستلقي المريض على السرير، لساعات، وأن يدفع مبالغ طائلة، وأن يتعطل ثلاث مرات في الأسبوع، وأن يتألم، هذه كلية صناعية، وتلك كلية طبيعية.
 آلة التصوير، فيها بكل ميليمتر عشرة آلاف مستقبل ضوئي، بينما في العين مئة مليون مستقبل ضوئي في الميليمتر.

﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾

 إذاً: اسم "الخلاق" يعني إتقان الصنعة، واسم "الخلاق" يعني الخلق اللانهائي، كل شيء الله عز وجل يخلقه فلا حدود له.

﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾

[ سورة الحجر الآية: 21]

 لذلك تقتير الرزق لا يمكن أن يكون تقليل عجز، إنه تقليل تأديب فقط.

﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾

[ سورة الجن الآيات: 16-17]

الخلاصة.

قرأت بحثاً عن سحابة في الفضاء الخارجي يمكن أن تملأ محيطات الأرض ستين مرة في اليوم بالمياه العذبة، لذلك البشر لم يختلفوا على مفهوم الربوبية أبداً، حتى الذين عبدوا الأوثان.

﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾

[ سورة لقمان الآية: 25]

 لماذا تعبدون الأصنام إذاً؟

﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾

[ سورة الزمر الآية: 3]

 يمكن أن نستنبط أن الجهة الوحيدة التي يمكن أن تطاع هي الجهة الخالقة.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾

 يعني مفهوم الربوبية مفهوم عطاء، خلق، إكرام ، منح، مفهوم الإلوهية مفهوم انضباط، في الأمر، والنهي، والحلال، والحرام.