وضع داكن
24-04-2024
Logo
برنامج ويتفكرون - الحلقة : 19 - الدماغ والكبد والعينان والعظام من آيات الله الدالة على عظمته
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الدماغ آية من آيات الله الدالة على عظمته :

 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً .
 أيها الأخوة المشاهدون ؛ مازلنا مع الآيات الدالة على عظمة الله ، ومع الآيات في خلق الإنسان ، والحقيقة الدقيقة أن الدماغ هو أعقد آلة في الكون ، ومع أن هذا الدماغ أعقد آلة في الكون فهو عاجز عن فهم ذاته ، هذا الدماغ مؤلف من مئة وأربعين مليار خلية سمراء استنادية في أحدث البحوث العلمية لم تعرف وظيفتها بعد ، وعلى القشرة أربعة عشر مليار خلية قشرية ، فيها المحاكمة ، وفيها الذاكرة ، فيها التصور ، وفيها الرؤية ، شيء لا يصدق ، أقول ولا أبالغ إن أعقد آلة في الكون على الإطلاق هي دماغ الإنسان ، قال تعالى :

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾

[ سورة التين: 4]

 إن عرف ربه ، واستقام على أمره ، وعمل الصالحات ، استحق جنة ربه ، قال تعالى:

﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾

[ سورة التين: 5]

 إذا غفل عن ربه وعصاه ، وتبع شهوته ومصالحه ، ونسي الدار الاخرة ، لذلك كما يقال : ما رأيت عاصياً عاقلاً لأنه أخطأ في حق ذاته قبل كل شيء ، قال تعالى :

﴿ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾

[ سورة البقرة : 57]

 فهذا الدماغ مؤلف من مئة وأربعين مليار خلية سمراء استنادية لم تعرف وظيفتها بعد ، وعلى القشرة أربعة عشر مليار خلية قشرية ، فيها الذاكرة ، مثلاً مساحة الذاكرة في دماغ الإنسان لا تزيد عن حبة العدس ، فيها سبعون مليار صورة ، أي جهاز هذا ؟ سبعون مليار صورة ، والإنسان بلا ذاكرة لا يعيش إطلاقاً ، يتذكر أهله وأولاده ، أحياناً هناك أمراض فقد الذاكرة طبيب في دمشق يأتي ابنه من أمريكا ، قال له : من أنت ؟ الأب فقد ذاكرته ، كل نشاطاتنا العلمية والحياتية أساسها الذاكرة .

 

العاقل من عرف الله من خلال التفكر في خلقه :

 لذلك أخواننا الكرام ؛ يجب أن نعرف عظمة الواحد الديان ، عظمة خالق الإنسان ، يجب أن تشكره أنت حينما تصلي تقول : الحمد لله رب العالمين ، هذا الإله العظيم منحك نعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، ونعمة الهدى والرشاد ، نعمة الإيجاد قال تعالى :

﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ﴾

[ سورة الإنسان : 1]

 هذه نعمة الإيجاد ، أمدك بالطعام والشراب ، أمدك بالهواء ، أمدك بالفواكه والخضراوات ، أمدك بوالدين يحرصان عليك ، هذا الإمداد ، وفضلاً عن كل ذلك أعطاك نعمة الإيجاد والإمداد وهداك إلى ذاته العلية ، وإذا أردت أن تعرف الله فآيات الله الكثيرة الدالة على عظمته بين يديك ، إذا أردت أن تتقرب منه قم فصلِّ ، أردت أن ترتقي عنده عامل البشر بالإحسان ، فكل أسباب السعادة بيدك ، أسباب السلامة بيدك ، فالإنسان العاقل هو الذي عرف الله ، والذي لا يعرف الله عز وجل هو جاهل شقي ، لذلك قال تعالى :

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾

[ سورة البلد: 8-10 ]

 هاتان العينان ينبغي أن ترى بهما عظمة الله ، وعظمة خلقه ، وعظمة الكون، وعظمة خلق الإنسان ، ومن آيات الله الدالة على عظمته في خلق الإنسان هذه العظام ، العظام تنمو جيداً ، هناك غذاء يأتي للإنسان العظام تنمو ، السؤال المحير : حينما تصل العظمة بعد النمو إلى مكان محدد كيف يقف النمو ؟ حتى الآن ليس هناك فهم دقيق أو تعليل دقيق لهذا الوقف ، مع أن الله هو القابض الباسط ، يبسط ويقبض ، أن تنتهي العظمة في مكان معين ولا تنمو هذا شيء دقيق جداً . شيء آخر هذا الإنسان مخلوق من ماء مهين ، أقسى وأمتن مكان في الإنسان عنق الفخذ ، عنق الفخذ يتحمل مئتين وخمسين كيلو - ربع طن - والعنق الآخر ربع طن ، الإنسان يتحمل نصف طن ، من ماء مهين ، صار بهذه القسوة !! فالعظام من آيات الله الدالة على عظمته ، لكن حينما تصل العظمة إلى المكان الطبيعي بالنمو تقف ، ما معنى تقف ؟ قال الخلية العظمية تنام ، لم يقولوا تموت بل تنام ، هناك خلية عظمية حية لكنها نائمة ، لا سمح الله ولا قدر أصيب الإنسان بكسر ، قال : تستيقظ هذه الخلية العظمية وترمم هذا الكسر ، لذلك الطب الحقيقة في معظمه طب ذاتي ، ترميم العظم وحده يتم ، مهمة الطبيب أن يضع الطرفين بمكان صحيح فقط وتنتهي مهمته ، فلذلك هذا الإنسان عنده وقاية ذاتية ، عنده إصلاح ذاتي، هذا من أسباب عظمة الله عز وجل ، لذلك العظم من آيات الله الدالة على عظمته ، لكن لو كان العظم مليئاً لكان وزن الإنسان مئتي كيلو ، أما العظم فمتين جداً واسفنجي ، أي متين وخفيف ، هذا من لوازم خلق الإنسان في أحسن تقويم ، الإنسان معه جهاز توازن في أذنه ، لولا هذا الجهاز لاحتاج إلى قاعدة استناد تقدر بأربعين سنتمتراً كخف الجمل ، هذه القدم اللطيفة الدقيقة سببها أن هناك جهاز توازن قنوات ثلاث في الأذن ، فيها سائل ، فإذا مال الإنسان يسرة يرتفع السائل في المكان المقابل فيشعر أنه مال فيصحح ، هذه الأذن تتضح جلياً عند راكب الدراجة ، لولا هذه الأذن المتوازنة لا يمكن للإنسان أن يركب دراجة لأنه سيقع ، أما حينما يميل فيغير .

 

الكبد وحده من آيات الله الدالة على عظمته :

 الحقيقة أن بين أيدينا أجهزتنا ، حواسنا ، أعضاءنا ، عضلاتنا ، جهاز الهضم ، جهاز التنفس ، جهاز القلب ، جهاز فرز الفضلات ، جهاز الكبد ، من يصدق أن الكبد له خمسة آلاف وظيفة ، ولكن هذه الوظائف ليست متنوعة في خلايا الكبد ، كل خلية من خلايا الكبد تقوم بكل هذه الوظائف ، والدليل أن الجراح لو استأصل أربعة أخماس الكبد لأعاد الكبد بناء نفسه في ستة عشر أسبوعاً ، يرمم ذاته ويعيد بناءه في ستة عشر أسبوعاً ، فالكبد وحده من آيات الله الدالة على عظمته ، يقوم الكبد بخمسة آلاف وظيفة .

 

بناء إيماننا على آيات الله في خلق الإنسان :

 أنت حينما تقرأ القرآن الكريم :

﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾

[ سورة البلد: 8-10 ]

 حليب بارد في الصيف ، دافئ في الشتاء ، فيه كل حاجات الطفل بلا جهد ، وبلا تصنيع ، وبلا احتياطات .
 أرجو الله عز وجل أن يمكننا أن نبني إيماننا على آيات الله في خلق الإنسان ، والإنسان أقرب شيء له ذاته ، وأرجو الله عز وجل أن ينفعنا بهذه الأفكار ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

إخفاء الصور