وضع داكن
27-04-2024
Logo
ومضات في آيات الله - الدرس : 27 - ما أنت بنعمة ربك بمجنون
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

سر المؤمن :

 أيها الأخوة الكرام, في سورة القلم في قوله تعالى:

﴿مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾

[سورة القلم الآية: 2]

 ورد في بعض الأحاديث:

((أن أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً))

 فكلما كبر العقل ونضج, آثر الله على ما سواه، ومن عرف الله زهد فيما سواه، وقد مر النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه الكرام برجل مجنون، فسألهم سؤال العارف: من هذا؟ قالوا: هذا مجنون، قال: لا، هذا مبتلى، المجنون من عصى الله.
 الله عز وجل يطمئن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول:

﴿مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾

[سورة القلم الآية: 2]

 دققوا في هذه الآية:

﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ﴾

 -الأمر واضح وضوح الشمس، روعة الإيمان أن المؤمن يملك رؤية أساسها الوحيان؛ الكتاب والسنة، رؤية لحقيقة الكون، لحقيقة الحياة، لحقيقة الإنسان، رؤية لحقيقة مهمته، لغايته، لما بعد الموت، لما قبل الموت، من أين وإلى أين؟ ولماذا يتمتع المؤمن برؤية شمولية منسجمة متناسقة عن كل قضايا الحياة؟ لأنها مأخوذة من عند الخبير، لذلك مهما امتد به العمر, فلا يمكن أن يظهر شيء ينقض عقيدته، بينما هناك مذاهب وضعية كثيرة التطور, نقضت النظرية الشيوعية وأصبحت في الوحل، لا يمكن لمسلم أن يواجه هذه المشكلة، كلما تقدم الزمان تأكد ما في القرآن، بل إن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن-:

﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ﴾

 -لا يمكن لمسلم أن يواجه هذه المشكلة، كلما تقدم الزمان تأكد ما في القرآن الكريم، بل إن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن-:

﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ﴾

 -الأمور واضحة.
 وقد قال عليه الصلاة والسلام:

((تركتكم على بيضاء نقية, ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا ضال))

المؤمن على نور من ربه والكافر محجوب عنه :

﴿وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ ﴾

 -الأمور عند المؤمن ليست واضحةً فحسب، بل هو أسعد الناس، هو في رحمة الله، هو في عناية الله، هو تحت ظل الله، هو بتوفيق الله-:

﴿أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ﴾

 -الناحية العلمية, العقائدية, الفلسفية, الإيديولوجية-:

﴿وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ ﴾

 -الناحية النفسية, الناحية الشعورية, الاستقرار, التوازن-.

﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ﴾

 -القرآن الكريم عمى على الظالمين، وهو عمى عليهم، قال تعالى:

﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً﴾

[سورة الإسراء الآية: 82]

 وأدق ما في الأمر:

﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾

[سورة فصلت الآية: 44]

 إنسان مجرم بعيد عن الله، معتد، لو قرأ القرآن كأنه يقرأ كتاب اللغة الفارسية، سيان بين أن يقرأه بالعربية أو بالفارسية، لا يفهم منه شيئًا، وهو عمى عليه-.

﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾

[سورة هود الآية: 28]

 وأنتم لها كارهون، لا إكراه في الدين، لذلك: لو أن إنساناً ما ذاق طعم العسل إطلاقاً، لا يأكل إلا الدبس، وجاء بمصحف، وأقسم أيمانًا مغلظة أن أطيب شيء حلو المذاق هو الدبس، هو صادق، لأن طعم العسل عمي عليه، آية دقيقة جداً.
 المؤمن على بينة من ربه، وآتاه الله رحمة من عنده، لكنها عميت على الطرف الآخر.

الإسلام لا يكره الطرف الآخر على اعتناقه :

 قال:

﴿أَنُلْزِمُكُمُوهَا﴾

[سورة هود الآية: 28]

 لا إكراه في الدين؛ أي سيد الخلق، وحبيب الحق، قمة الكمال البشري هناك من أبغضه في حياته؛ عمه:

﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾

[سورة المسد الآية: 1-2]

 فلذلك:

﴿مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾

[سورة القلم الآية: 2]

 المؤمن لو بقي وحده في الأرض، هو وحده جماعة، ولا يعبأ، علامة الإيمان الصادق والعميم: لو أن أهل الأرض كفروا المؤمن لا يتزعزع، لا يعبأ بالمجموع، يعبأ بمصداقية هذا القرآن.

حكاية أصحاب الجنة :

 يوجد نقطة ثانية -أخواننا الكرام- رائعة جداً في هذه السورة، قال:

﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ﴾

 -أناس عندهم مساكين، ولها غلات وفيرة، وقد علقوا آمالاً عريضة على جني هذه الغلات، وقبض أثمانها بالدرهم والدينار-:

﴿إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾

 -أرادوا ألا يعطوا أحداً منها شيئاً، لا فقيرًا ولا قريبًا أبداً.
 الآن يقول لك: المزرعة مرشوشة بالمبيدات.
 مرة في بعض البلاد أتلفوا كميات من البرتقال تكفي قارة حفاظاً على سعرها، كيف أتلفوها؟ وضعوها في مكان، وسوروا المكان كي تتلف بشكل طبيعي, كميات كبيرة جداً، فالفقراء والزنوج تسللوا من وراء الجدر، وبدؤوا يأكلون، في العام القادم سمموا المحصول حتى لا يأكله أحد، وفي أستراليا أعدموا عشرين مليون رأس غنم بالرصاص، ودفنت للحفاظ على السعر المرتفع، هؤلاء منعوا حق الفقير، قال تعالى-:

﴿وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ﴾

 -أخواننا المزارعون يعرفون إذا هبطت درجة الحرارة عن ست تحت الصفر لدقيقة واحدة ينتهي المحصول كله, هبطت, يكون ثمن الغلة قريبًا من خمسمئة ألف, هبطت, تصبح صفرًا، العقد يسود-.

﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴾

 -كأنها قد صرمت، ثاني يوم متفائلون، مستبشرون، فرحون، اليوم جني الثروات، وقبض الغلات-:

﴿فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ﴾

 -سراً لئلا يأتي المسكين ليحرجهم، يريدون ألا يطعموا منها أحداً-:

﴿فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾

 -وصلوا إلى المزارع-:

﴿فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ﴾

 -ليس هذا بستاننا، نحن تركناها البارحة مثقل بالثمار.

 

النتيجة التي نتحصدها من قصة أصحاب الجنة :

 قال تعالى-:

﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ﴾

 -أوسطهم؛ أي أقربهم إلى الله، لو أنكم سبحتم ربكم، واشتققتم منه كمالاً وكرماً، ولم تمنعوا حق المسكين, لما حصل ما حصل، لذلك: لو ممنوعة في الإسلام، لو السلبية، لكن لو الإيجابية مسموحة.
 إذا قال واحد: لو لم أقترن بهذه المرأة, لكان لي حظ كبير بامرأة أخرى, واحد, هذا غلط واحد, لا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا واحد, ولكن قل: قدر الله واحد وما شاء فعل, لكن لو أكل إنسان الربا، والله عز وجل توعد آكل الربا بمحق ماله، فمحق ماله, لقال: أنا لولا أنني أكلت مالاً حراماً لما محق مالي، هذه مسموح بها، لو السلبية ممنوعة، لو الإيجابية مسموحة-:

﴿أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴾

 -في التجارة إذا كان فيها أرباح, فثمة تفاهم عجيب بين الشركاء؛ مودة، ومحبة، إيثار، وولائم، فإذا بدأت الخسائر, لولا أنك استوردتها لما خسرت؛ يدققون في الدوام، يدققون بنسب الأرباح، يدققون بكل مشكلة، من السبب؟ قال تعالى-:

﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴾

 -أنت السبب-:

﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا﴾

 -هذه القصة أيها الأخوة: والله كلمتان فقط تفسران ما يجري في العالم كله، قال تعالى-:

﴿كَذَلِكَ الْعَذَابُ ﴾

 -يعني يا عبادي, كل أنواع العذاب الذي أسوقه إليكم من هذا النوع عذاب تأديب، هناك عذاب تأديب، وعذاب تشفٍّ، وعذاب حقد، لكن هذا العذاب الإلهي عذاب تأديب، الآن: لو أن الله ما عذبنا، لو ترك المزرعة بغلاتها الوفيرة، وهناك بخل، وحرمان للفقير، إلى أن يموت الإنسان، ما الذي يحصل؟ يذوق نار جهنم إلى أبد الآبدين، قال تعالى-:

﴿كَذَلِكَ الْعَذَاب﴾

 -وهذا العذاب أقل بكثير من العذاب الذي ينتظر الإنسان البعيد عن الله-:

﴿وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾

[سورة القلم الآية:17-33]

قصة مزرعة :

 سمعت أن إنساناً اضطر إلى ثلاثمئة ألف ليرة قرضًا، بحث عند كل من يتوقع أن يقرضه فلم يقرضه أحداً، إلا أن واحداً عرض عليه أن يطوّب له مزرعة ثمنها يزيد على المليونين كضمان لهذا القرض، وقبِل شخص إعطاءه الثلاثمئة ألف، ونقل له ملكية المزرعة على أساس رهن، فإذا أدى له المبلغ يعيد له المزرعة، بعد سنتين أو ثلاث صار المبلغ موجودًا، طلب من صاحب القرض أن يعيد له المزرعة، والمبلغ موجود فقال له: كل منا معه حقه، هذا الذي أقرضه الثلاثمئة ألف وجد في يده مليونًا أو مليونين، مبلغ كبير، فاغتصب هذه المزرعة، صاحب المزرعة من شدة ألمه, أصابته أزمة قلبية كادت تودي بحياته، قبل أن يموت كتب وصية, أمر ابنه بعد أن يجهزوه، ويكفنوه، وبعد أن تمشي الجنازة، -فرضاً فيما أذكر البيت في المهاجرين، والذي اقترض منه في الميدان فرضاً، والمقبرة في المهاجرين-، أمر ابنه أن تسير الجنازة من المهاجرين إلى الميدان، وأن تقف أمام الدائن، وينطلق ابن المتوفى إلى دكان الدائن، ويقدم له رسالة، وبالفعل الابن نفذ الوصية, الجنازة سارت من المهاجرين إلى الميدان، وفي الميدان أمام الدكان توقفت الجنازة، وخرج ابنه الأكبر معه رسالة، ودخل إلى الدائن، وقال: هذه الرسالة كتبها أبي بخط يده قبل أن يموت، وهو في النعش، وتابعت الجنازة سيرها، ماذا كتب له؟ كتب له: إنني ذاهب إلى دار الحق، فإذا كنت بطلاً فلا تتبعني، وهناك سأحاسبك، لذلك: رأس الحكمة مخافة الله، سمعت أنه أرجع المزرعة للورثة بعد أن مات الأب:

﴿كَذَلِكَ الْعَذَابُ﴾

[سورة القلم الآية: 33]

 كل أنواع العذاب الذي يسوقها الله عز وجل للإنسان من هذا النوع, عذاب تأديب فقط، قال تعالى:

﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾

[سورة السجدة الآية: 21]

الوعيد الذي ينتظره كل من يأبى معرفة الإسلام :

 قال تعالى:

﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾

[سورة القلم الآية: 35-36]

 يعني ماذا يقابل المسلم؟ الكافر، لمَ لمْ يقل الله عز وجل: أفنجعل المسلمين كالكفار؟ قال تعالى: أومن كان مؤمنا كمن كان فاسقاً، يعني كل إنسان غير المؤمن فاسق، وكل إنسان غير مسلم مجرم، بالمعنى الدقيق، بمعنى الإسلام الشمولي، ما الإسلام الشمولي؟ الذي تعرف إلى الله، وخضع إلى منهجه، أما الذي أبى أن يعرفه، وتفلت من منهجه، وطغى، وبغى، وبنى مجده على أنقاض الآخرين, هذا ينتظره عذاب أليم.

﴿وَأُمْلِي لَهُم﴾ْ

 -بالتعبير القريب: وأرخي لهم الحبل، أحياناً تأتي بفرس تربطها بحبل من قدمها، والحبل متين، لكن الحبل طويل، طوله خمسون متراً، هي تتوهم ما دامت تدور خمسة أمتار، عشرة أمتار، أربعين، ثلاثة وأربعين، خمسة عشر ماذا تظن؟ أنها طليقة، هي ليست طليقة، في أية لحظة يجر الحبل، فإذا هي في قبضة صاحبها، قال تعالى-:

﴿وَأُمْلِي لَهُم﴾ْ

 -أعطيهم الأموال والأولاد والمناصب أحياناً، والوجاهة، والعز، والصحة، واللذة، قال تعالى-:

﴿وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾

[سورة الأعراف الآية: 183]

 في أية لحظة يجر الحبل، فإذا الإنسان في قبضة الله.

لن تقطف ثمار الدين إلا بالاستقامة :

 عظمة هذا الدين أن سيد الخلق وحبيب الحق لو قال تعالى:

﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾

[سورة الحاقة الآية: 44-47]

 لن تتقرب إلى الله إلا باستقامتك، ولن تقطف ثمار هذا الدين إلا باستقامتك، ولو أن سيد الخلق تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين، فمن أنت أمامه؟ من أنت حتى تعصي الله وأنت مطمئن؟ من أنت؟ هذا إنسان ساذج، عندنا سذاجة قبيحة بالإنسان، يكون بخطر شديد، يقول لك: أنا في أمن، أي أمن هذا؟ إذا كان سيد الخلق, قال تعالى:

﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ﴾

[سورة الحاقة الآية: 44-45]

 فأنت كيف تعصيه وأنت مرتاح، وأنت مطمئن؟ هذا تفاؤل للأبله.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور