- أحاديث رمضان / ٠10رمضان 1424هـ - موضوعات مختلفة
- /
- 2- رمضان 1424 - ومضات في آيات الله
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
من الشبه التي قد يطرحها الطرف الآخر:
أيها الأخوة, قضية دقيقة جداً، هي أنك حينما تدعو على الله ضمن المسلمين قضية سهلة جداً، لأن المسلم مؤمن أن هذا الكلام كلام الله، فإذا أتيته بآية يستسلم، لكن بعض المؤمنين أو بعض الدعاة قد يلتقون بأناس من الطرف الآخر، فيفاجؤون بأن عندهم من تفنيدات وطعون في القرآن والسنة ما لا سبيل على وصفه، سآتيكم بمقولة صغيرة:
القرآن الكريم حفظه الله لنا، الدليل على حفظ القرآن نقلي وليس عقليًا، لأن الطرف الآخر يقولون: لماذا الرجال الذين نقلوا الإنجيل والتوراة حوروا وغيروا وبدلوا؟ ولماذا الرجال الذين نقلوا القرآن لم يغيروا؟ هؤلاء رجال وهؤلاء رجال، فهذه قضية إيمانية.
الرد على هذه الشبهة :
أريد أن أبين لكم: أنك ينبغي أن تؤمن بالكون وهو شيء ثابت، أكبر عاقل في الأرض يخضع لحقائق الكون، الكون هو الشيء الثابت الأول، تؤمن أن هذا الكون له خالق موجود وواحد وكامل، هذا القرآن فيه إعجاز، الدليل الأول على أنه كلام الله إعجازه، فالإعجاز في القرآن الكريم دليل أنه كلام الله، الذي جاء بهذا الكتاب هو رسول الله، فأنت بأدلة عقلية قطعية ثابتة مقطوع بها, تؤمن أن لهذا الكون إلهاً، وهو بين يديك، الكون تحت سمعك وبصرك، وأن هذا القرآن كلامه من إعجازه، وأن هذا الذي جاء به رسوله، انتهى دور العقل، دور النقل، أخبرك الله أنه حفظ هذا الكتاب، هذا الذي نقرأه هو الذي نزل على محمد --صلى الله عليه وسلم- من دون زيادة ولا نقص، ولا حذف ولا تعديل، ولا تطوير ولا اقتباس، ولا شيء من هذا القبيل، فأنت حينما تعرف هوية أي فكرة لأيّ قضية تنتمي حفظ القرآن؛ قضية نقلية سمعية إخبارية، لا يستطيع العقل إثباتها ولا نفيها, قضية أن الله يعلم قضية إيمانية سمعية إخبارية، عقلك لا يستطيع أن يثبت عدل الله إلا أن يكون لك علم كعلم الله، وهذا مستحيل، لكن الله أخبرك أنه لا يظلم، وانتهى الأمر، بهذه الطريقة تحس أنك كالجبل، تخوض موضوعات باحثاً مناقشاً مدللاً، وأنت مطمئن، يوجد موضوعات تقول: هذه قضية إيمانية، فلا عقلي ولا عقلك ولا أكبر عقل بإمكانه أن يكشفها، فما لم يكن في حياتك قضايا عقلية وقضايا إيمانية, فلن تستطيع الدعوة إلى الله، الطرف الآخر قوتهم تبدو: أنه يأتي بقضية إخبارية إيمانية يناقشها بعقله فلا تصمد.
أكبر مشكلة تواجه المسلمين:
أعني ما أقول: أكبر مشكلة تواجه المسلمين إذا التقوا بالطرف الآخر: أنهم لا يصدقون أن هذا كلام الله، كما أن الإنجيل غيّر وبدّل، والذين نقلوه أشخاص، والذين نقلوا هذا القرآن أشخاص، إن الله لم يحفظ الإنجيل، لكن الله حفظ القرآن بهذه الآية، فهذه قضية إيمانية.
أنت حينما تؤمن أن هناك قضية عقلية حسية إيمانية تستريح، كل توفيقك أن تعرف أن تضع أي قضية في أيّ حقل، الإيمان بالجن في حقل إخباري، لذلك: ممنوع أن تخاطب إنسانًا من الطرف الآخر بالجن، ليس معك دليل عقلي، ولا يوجد إمكان للعقل أن يثبت وجود الجن، الملائكة، اليوم الآخر، الجن، جهنم، الحوض، الصراط، هذا كله إيمان إخباري، الماضي السحيق سيدنا آدم، أكلُه من التفاحة، دخوله الجنة، وخروجه منها، هذه كلها قضايا إخبارية، هذه ممنوع أن تطرحها أمام الطرف الآخر، الطرف الآخر تطرح له وجود الله ووحدانيته وكماله من خلال هذا الكون، هذا الكون تحت سمعنا وبصرنا، الطرف الآخر تطرح له أن هذا كلام الله من خلال إعجازه العلمي، وأن الذي جاء به رسول الله شيء بديهي، هنا ينتهي العقل ، ويبدأ النقل، فحينما تعرف متى يبدأ العقل، وينتهي النقل، وبالعكس, تكون قد أمسكت بالمجد من أطرافه كلها.