وضع داكن
30-06-2024
Logo
برنامج خواطر مع النابلسي - قناة النهار الجزائرية - الحلقة : 05 - يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
هناك حكمة دقيقة جداً؛ أن هناك طِباع، الطباع غير الأخلاق:

(( يُطبَع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب ))

[ مسند أحمد ]

فيبدو أن الشعوب لكل شعب هوية، وأنا معلوماتي المتواضعة هناك بداية لإنشاء علم نفس الشعوب.
يرون شعوباً المواطن فيها حريص على المال، هناك شعب آخر حريص على دينه، فيبدو أنه في عالم الأزل كل شخص بحسب طبيعته فرزه لشعب معين، فهناك مرحلة قادمة لعلم نفس الشعوب، فهذا البلد عانى ما عانى 130 سنة مع الاستعمار الفرنسي، شكلت له طبيعة خاصة، شجاعة، وأمل بالمستقبل، فالحقيقة هذا البلد كان جزءاً من فرنسا، ومن غير الممكن لفرنسا أن تتخلى عنه، ثم خرجت منه قسراً، هذا الجهاد، فالجهاد عمل عظيم جداً.

أنواع الجهاد:


﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) ﴾

[ سورة الفرقان ]

1. هناك جهاد النفس والهوى ، هذا أعظم جهاد على الإطلاق. 
2. وهناك جهاد بنائي ، يكون هناك جيش قوي، فيه فرص عمل لكل الشباب، هذا جهاد بنائي. 
3. ويوجد جهاد دعوي ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ .  
4. ويوجد جهاد قتالي.
جهاد النفس والهوى رقم واحد ، فالمهزوم أمام نفسه لا يستطيع أن يواجه نملة، هناك جهاد فطري، وجهاد بنائي؛ فرص عمل، إنشاء معامل، إنشاء سدود، حدود، هذا الجهاد البنائي، وهناك جهاد دعوي؛ أن تجاهد في سبيل الله، وهذا الجهاد هو علة وجودنا وغاية وجودنا، بين دعوي، وبين جهادي، وبين النفس والهوى.
محبة شعب الجزائر للعلم: 
فأرجو الله أن يكون هذا البلد متميزاً بهذه النواحي، أنا أرتاح لهذا البلد راحة كبيرة، هو تجربته المؤلمة مع فرنسا أكسبته صفات معينة، هي الإصرار على الهدف، والعمل الطيب، أرجو الله أن يكون هذا للجميع طبعاً، والله هذا البلد الطيب يتميز بهذا، هم ألمهم بـ 130 سنة مع فرنسا، فرنسا غير أنها مستعمرة أرادت إنهاء العلم بهذه البلاد، كان هناك موقف خطير جداً، ما فعله أحد، تجهيل الشعب، فالفعل المؤلم له رد فعل معاكس، فأنا فيما أرى تعلق هذا الشعب بالعلم سببه المرحلة السابقة التي أراد الآخر أن يلغي العلم بحياة المواطنين، فرد الفعل التعلق الزائد بالعلم، فأنا قلتها كثيراً إن خُيِّرت أن أسكن ببلد آخر، أسكن في هذا البلد، فيه رغبة بالعلم، فيه طيبة، وشعب على الفطرة، هذه كلها أشياء إيجابية بحياتنا، أنا قلت قبل قليل هناك مرحلة جديدة لتأليف كتاب علم اسمه علم نفس الشعوب، يحب العلم والعلماء، ويرحب بهم كثيراً، وقد يتابع الدروس بشكل أكثف من غير بلاد، نحن لدينا إحصائيات بالفضائيات نعرف كل بلد كم يتلقى من العالم، والله العبد الفقير أنا منذ حوالي 45 سنة بالدعوة، يعني رأيت هذا أعظم شيء بالإنسان.

اقتران الدعوة إلى الله بالعمل الصالح:


﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) ﴾

[ سورة فصلت ]

كلام خالق الأكوان، لا يكفي ﴿دَعَا إِلَى اللَّهِ﴾ يتقن الدعوة أي إنسان متكلم، فصيح، ﴿وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ الحركة اليومية في بيته، كسب ماله، إنفاق ماله، علاقته بالجيران، بالأقوياء، بالضعفاء، بالمال...إلخ وفق منهج الله، ﴿دَعَا إِلَى اللَّهِ﴾ بلسانه، بخطابه، ﴿وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ دخله حلال، إنفاقه حلال، خروج بناته محتشمات، زوجته كما ينبغي، علاقاته كلها علاقات إيمانية، علاقات عطاء (يُطبَع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب) هذه ليست من صفات المؤمن، فأنا أرى أن الشعب والله قريب جداً من أن يكون شعباً متميزاً عند الله عز وجل، بحسب معلوماتي التي أردت أن تكون موظفة في هذا الموضوع، والله كل إنسان داعية يحب أن تتسع دعوته لتشمل الخمس قارات، وبعضها تحقق من فضل الله عز وجل، والله  ذهبت إلى أستراليا، إلى كندا، إلى البرازيل، بكل هذه الدول المتباعدة والله كأنني أعرفها منذ سنوات طويلة، والله من فضل الله الموقع الأول بالعالم ترتيبه 20 ألفاً من 6 مليارات موقع، فيه سبع لغات، وفيه أنماط عديدة جداً في نشر الحقائق، فيه سبع لغات، والتحديث يومي، وهذا بين أيدي الناس جميعاً، وكله بلا مقابل، لا يوجد دفع إطلاقاً من فضل الله عز وجل.

دور الإنترنت في نشر الدعوة:


دائماً الدعوة إلى الله أساسية، الآن الإنترنت له دور كبير في هذه الدعوة، وأنا اعتمدت على هذه الأداة التي تنشر الدعوة، ذهبت إلى أستراليا، آخر مدينة بالعالم، كأنني بالشام، رحت إلى كندا، رحت إلى الصين، زرت معظم بلاد العالم، الدعوة واصلة إلى البلاد كلها، الإنترنت مشكلته أنه حيادي، قد يُستخدَم لأقذر الأعمال، وقد يُستخدَم لأعظم الأعمال، كالسكّينة؛ نقشر بها الفاكهة، أو نقتل بها إنسان.

الصيام عبادة الإخلاص:


 الله عز وجل حرّم أشياء كثيرة، أما أن يأكل ويشرب فهذا شيء طبيعي، فالإنسان برمضان من فعل الواحد الديّان ممنوع أن يشرب، أو يأكل، يعني كما لو كان هناك أب غني وقوي وعالم كبير، وعنده ابن يحبه كثيراً، والطعام على الطاولة، قال له لا تأكل يا بني، قال له: حاضر يا أبي، هذه ليست سهلة، نحن برمضان مُنعنا شرب الماء، أكل الطعام، هذه أشياء مباحة، فالله عز وجل أحب أن يمتحن إيماننا، وتعظيمنا لله عز وجل في هذا الشهر بترك المباحات، ليس هناك أكل ولا شرب، فالصيام يتناقض مع حياتنا كوجود، السرقة ممنوعة طبعاً، القتل ممنوع، هذه أشياء بديهية كلها، أما برمضان ندع الشيء المُحلَّل لنا، كما لو أن أباً غنياً جداً، وعالماً كبيراً، والطعام على الطاولة فقال لابنه: لا تأكل يا بني، قال له: حاضر، هذه فيها أجر كبير لأنها ليست واضحة، فامتناعنا عن الطعام والشراب لإيمان كبير، فالإنسان ببيته والساعة الثانية ظهراً، والحر لا يُحتمل، ولا أحد يراه، يستطيع أن يشرب كأساً من الماء؟ هذا التوحيد.
من لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلا لم يعبأ الله بشيء من عمله ، فأنا برمضان أدع الطعام والشراب، ولو كنت وحدي في البيت، لا أحد يراني إطلاقاً، أدع الطعام والشراب، هو مثل تأكيد على التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
والله أن نكون بعد رمضان بخلاف ما كنا قبل رمضان، فإذا عدنا ما بعد رمضان إلى ما كنا قبل رمضان كأننا ما صمنا رمضان.
قال شوقي:

رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي     مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ

[ أحمد شوقي ]

وأقسم بالله ما فعلها، لكن هكذا حال أكثر الناس، عادوا بعد رمضان إلى ما كانوا عليه قبل رمضان، معناها ما صام شيئاً.
حفظ الله إيمانكم جميعاً، ومن يلوذ بكم من أهل، وصحتكم، ومالكم، والأخيرة أهم شيء استقرار بلادكم، هذه نعمة لا تُعرَف إلا إذا فُقِدت.

الملف مدقق

والحمد لله رب العالمين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور