محاضرات خارجية - مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء - الموسم 7 لعام 2019- تركيا : من الحلقة (04) - القدوة قبل الدعوة والإحسان قبل البيان
- محاضرات خارجية / ٠31مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء
- /
- مقتطفات من الموسم السابع 2019 تركيا
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
مقولةٌ مهمةٌ جداً، لولا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بشر، تجري عليه كل خصائص البشر، لما كان سيد البشر، ولولا أن أصحابه بشر تجري عليهم كل خصائص البشر لما كانوا سادة البشر، ومن أقوال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( لَيَبْلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بلَغَ اللَّيلُ والنَّهارُ، ولا يَترُكُ اللهُ بَيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أَدخَلَه اللهُ هذا الدِّينَ، بعزِّ عَزيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ؛ عِزًّا يُعِزُّ اللهُ به الإسلامَ، وذُلًّا يُذِلُّ اللهُ به الكُفرَ. ))
هذه بشارة منه ، يعني أقصى قارة في جنوبها مدينة مالبورن فيها مسجد وإذاعة إسلامية وفيها دعوة (لَيَبْلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بلَغَ اللَّيلُ والنَّهارُ) ، هذه بشارة.
القدوة قبل الدعوة والإحسان قبل البيان:
النبي الكريم أرسى مبادئ، أحياناً يوجد دعوة شخصيّة ودعوة موضوعيّة، فالدعوة الموضوعيّة لها استمرار، فالنبي أعطى مبادئ، وأعطى صور، وأعطى نماذج، والصحابة كانوا قُدوة، وأنا أرى أنَّ هذه الدعوة الآن لا تنجح إلا بشروط، القدوة قبل الدعوة، الناس يتعلمون بعيونهم لا بأذانهم، قيل القرآن كونٌ ناطق، والكون قرآنٌ صامت، والنبيُّ الكريم قرآنٌ يمشي، واجتهادي المتواضع ما لم يرى الآن الناس إسلاماً يمشي أمامهم، إن حدَّثهم فهو صادق، إن وعدهم فهو أمين، إن استُثيرت شهوته فهو عفيف، الإسلام لا تنجح دعوته بالكلام، بالقدوة، القدوة قبل الدعوة.
شيء آخر لنجاح الدعوة والإحسان قبل البيان، إذا ملأت قلب هذا المدعوّ بإحسانك يفتح لك عقله لبيانك، املأ قلبه بإحسانك ليفتح لك عقله لبيانك.
شيء آخر الإنسان له مكونات، له عقلٌ يُدرك، وقلبٌ يُحبّ، وجسمٌ يتحرك، ما لم يُغذّى عقله بالعِلم، وما لم يُغذّى قلبه بالحُبّ الذي يسمو به، وما لم يُغذّى جسمه بطعامٍ وشرابٍ اشتُريَّ بمالٍ حلال، يجب أن تدلَّ الناس على عملٍ يرتزقون منه لأجل كرامتهم، وتأمين حاجتهم، إذاً القدوة قبل الدعوة والإحسان قبل البيان ومُخاطبة القلب والعقل معاً، الإنسان عقل وقلب.
﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) ﴾
خاطب قلبه.
﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) ﴾
خاطب عقله.
يجب أن يكون هناك توافق بين العقل والنقل للدعوة:
وأي دعوة الآن تتجه إلى العقل وحده لا تنجح، أما إذا اتجهت إلى القلب وحده لا تنجح، لابُدَّ من أن تتجه إلى القلب والعقل والجسم، بتأمين عملٍ يعيش منه الإنسان، فالقدوة قبل الدعوة، والإحسان قبل البيان، والأصول مع الفروع، نحن عندنا مرض اسمه الغرق في الجزئيات مرض، يعني ممكن يُحدثك، سمعت أنَّ إنسان فرنسي أسلم على يد شيخ في بلد عربي أبقاه في أنواع المياه ستة أشهر! في كتب الفقه يوجد هذه الأبحاث، فلما التقى ببعض العلماء قال له: الماء الذي تشربه توضأ منه، أنا أرى نحن بحاجة ماسّة الآن إلى التبسيط والعقلنة والتطبيق، تبسيط الدين أما هذه العمليات المُعقدة دعها للاختصاصين، دعها في كُلّيات الشريعة، في الأزهر الشريف، أما العوام يحتاجون إلى معلومة بسيطة، التبسيط والعقلنة، هناك دُعاة يقيمون حاجزاً بين العقل والنقل، العقل جهازٌ أودعه الله فينا، والنقل وحيُّه والمصدر واحد، فلا بُدَّ من توافق العقل والنقل معاً، فإن لم يتوافقا هناك مشكلة، هناك عقلٌ غير صريح أو نقلٌ غير صحيح، مادام العقل والنقل في الأصل متوافقان لأُحادية المصدر إذاً لا بُدَّ من التوفيق، فالإنسان حينما يوفق بين العقل والنقل، والدنيا والآخرة، والتفاصيل المتعددة في حياتنا صار منهج كامل الإنسان، والإنسان بالمنهج الكامل يستمر.
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الملف مدقق