الإنسان مخير من خلال القرآن الكريم 09 - متى يكون الانسان مسيرا ومتى يكون مخير؟.
- الكتب الإلكترونية / مفردات الكتب الإلكترونية
- /
- مفردات كتاب الإنسان مخير أم مسير
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
الإنسان مخير من خلال القرآن الكريم 09 - متى يكون الانسان مسيرا ومتى يكون مخير؟.
قال تعالى:
﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
مركز الثقل في هذه الآية، (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا) أي الإنسان مخير، ولو أن الله عز وجل أجبر العباد على الطاعة لبطل الثواب، وإذا أجبرهم على المعصية لبطل العقاب، ولو تركهم هملاً لكان عجزاً في القدرة، إن الله أمر عباده تخييراً، ونهاهم تحذيراً، وكلف يسيراً ولم يكلف عسيراً، وأعطى على القليل كثيراً.
الإنسان مسير في وقت ولادته، في مكان ولادته، في أمه وأبيه، في كونه ذكراً أم أنثى، مسير في قدراته العامة، هذه أشياء لصالحه.
الإنسان مخير فيما كلف به ، كلف بالصلاة، فهو مخير يصلي أو لا يصلي، كلف بالصدق فهو مخير يصدق أو لا يصدق، فهو مسير في أشياء كثيرة فيما لم يكلف بها، ومخير فيما كلف به، ولولا هذا الاختيار لما كان معنى للثواب والعقاب، لما كان من معنى للجنة والنار، لما كان من معنى للإيمان والكفر، فالإنسان مخير إذاً أعماله التكليفية إذا أخذ بها عن اختيار ارتقى عند الله، وهذه الآية تبطل توهم المتوهمين قال تعالى:
﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148)﴾
والحمد لله رب العالمين
مقتبس من الدرس :