قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)﴾
أمر من الله عز وجل للرسول بتبليغ أمته.
الآن الأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته بالتبليغ.
(( عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: بلِّغُوا عني ولو آية ))
[ أخرجه البخاري والترمذي ]
للتوضيح قال تعالى:
﴿ وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105)﴾
معنى يعلمون: أي أنهم أرادوا أن يعلموا، لا تستطيع أن تقول كلمة لمن صمّم ألّا يسمع، حتى إن بعضهم قال:
لم أجد أشد صمماً من الذي يريد ألا يسمع.
المؤمن إذا أراد الحقيقة كل شيء يدله عليها، فإذا أعرض عنها لو رأى كل الآيات الدالة على عظمة الله لا يؤمن.
لذلك هذا التبيان لقوم يعلمون، لقوم أرادوا الحقيقة، أرادوا أن يؤمنوا، أرادوا أن يعرفوا رسالتهم في الحياة، أرادوا أن يعرفوا سر وجودهم وغاية وجودهم.
لذلك إذا أردت الحقيقة كل شيء في خدمتك يدلك عليها .
﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ(69)﴾
(وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) لذلك الحكمة من أعطاها لغير أهلها فقد ظلمها، ومن منعها أهلها فقد ظلمه.
﴿ فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى(9)﴾
قال تعالى:
﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)﴾
أنت مبلغ فقط .
﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ(56)﴾
من يشاء الهداية (وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) قال تعالى:
﴿ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ(23)﴾
أنت مبلّغ فقط .
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُۥ ۚ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْكَٰفِرِينَ(67)﴾
والداعية مبلّغ، وكل عالم مبلّغ، لا يملك أكثر من أن يُبلغ، الأمر بيدك، إما أن تستجيب أو لا تستجيب، قال تعالى:
﴿ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)﴾
والحمد لله رب العالمين
مقتبس من الدرس :