مقومات التكليف الاختيار01 - الاختيار مقتضى التكليف.
- الكتب الإلكترونية / مفردات الكتب الإلكترونية
- /
- مفردات كتاب الإنسان مخير أم مسير
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
مقومات التكليف الاختيار01 - الاختيار مقتضى التكليف.
الاختيار: أي أن الله عز وجل ترك للإنسان محض الاختيار في كثير من شؤونه، فيما كلف به، وأن هذا الاختيار مقتضى التكليف، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)﴾
حتى يكون الإنسان مكرماً يجب أن يكون حراً في الاختيار ، والله عز وجل يقول :
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)﴾
كيف يكون الاختيار مقتضى للتكريم؟.
الإنسان هو الأول وهو المكرم ، من مظاهر هذا التكريم : أن الإنسان فرد بمعنى أنه ما من إنسان على وجه الأرض يشبهه إطلاقاً فرد واحد.
بصمة الإنسان، قزحية العين، رائحة الجلد، نبرة الصوت، بلازما الدم، نطفة الرجل، كل هذه الأشياء ينفرد بها الإنسان لوحده.
تكريماً له أعطاه صفة الفردية ، وصفة الإبداع، وصفة الاجتهاد، لذلك أساس العلاقة بين الله والناس علاقة محبوبية، قال تعالى:
﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)﴾
لكنه كرمهم، وأعطاهم حرية الاختيار، هذا كلام دقيق جداً، لمجرد أن تكون مكرهاً على طاعة الله انتهت طاعة الله ، ولا قيمة لها.
والحمد لله رب العالمين
مقتبس من الدرس :