وضع داكن
21-12-2024
Logo
أحاديث رمضان 1444هـ - مقتطفات رمضانية : 12 - محبة الله
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

محبة الله:


والله لابن القيم كلمة رائعة: من أعجب العجب أن تعرفه ولا تحبه، ومن أعجب العجب أن تحبه ثم لا تطيعه، كلام جامع مانع قاطع، محبة الله أصلها أن تعرفه، هو لا تدركه الأبصار، ماذا قال تعالى؟ 

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة الجاثية :6 ]

 كأن الله جعل قنوات ثلاث لمعرفته، قناة الخلق، والموقف هو التفكر، وقناة العمل أفعال الله، والموقف النظر، وقناة الكلام والموقف التدبر، أنا بين التفكر والنظر والتدبر، هذه القنوات الثلاث السالكة لمعرفة الله، وأصل الدين معرفة الله، هذا الأصل الذي جاء به الوحي لسنوات عشر في مكة، تسمى المرحلة المكية في القرآن الكريم، أنا أقول: إذا أغفلت هذه المرحلة وقعنا في مشكلة كبيرة، لأنك إذا عرفت الآمر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر، أما إذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفننت في معصية الآمر، وكأنني وضعت يدي على مشكلة المسلمين، المسلمون يزيدون عن مليار وثمانمئة مليون، المسلمون يملكون نصف ثروات الأرض، ما من أمة على وجه الأرض بينها عوامل وحدة كالأمة الإسلامية، اللغة والدين والآلام والآمال إلى آخره، ومع ذلك بأسهم بينهم، لأنها ما طبقت منهج الله كما ينبغي، الموضوع خطير جداً، فلذلك الإنسان حينما يعرف الله يحبه، وإذا أحبه أطاعه، أما إذا اكتفى بمعرفة عامة تلقاها من مجتمعه من دون ضوابط، ومن دون نصوص، ومن دون دلالات، فهذا إيمان العوام، هذا إنسان تنهار مقاومته أمام شهوة معينة.
 المظلي الذي ينزل بالمظلة يمكن أن يجهل شكل المظلة، يا ترى دائري؟ بيضوي؟ مربع؟ قد يجهل نوع القماش، خيوط صناعية؟ عدد الحبال، لون الحبال، قد يجهل خمسين معلومة، إلا شيئاً واحداً إذا جهله ينزل ميتاً، طريقة فتحها، عبر عنه العلماء ما ينبغي أن يُعلم بالضرورة. أنا لا أطالب عامة الناس بتفاصيل الدين، بالتعمق بالدين، أما أنا فأطالب عامة الناس بتطبيق الشريعة، فأنت حينما تطبق الشريعة لو طبقتها عن غير علم قطفت ثمارها، أنت غضضت بصرك، هذه فضيلة، صدقت في كلامك، كنت أميناً أتقنت عملك، نحن إذا طالبنا الخواص بأصول الدين والعوام بأحكام الدين نجونا.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور