وضع داكن
01-11-2024
Logo
الخاتمة 01 - حقيقة الاختيار.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخاتمة 01 - حقيقة الاختيار.


الله سبحانه وتعالى منح الإنسان والجانُّ من بين كل المخلوقات حرية الاختيار، قال تعالى : 

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72)﴾

[ سورة الأحزاب ]

سخَّر الله للإنسان ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه لأنه قَبِلَ حمل الأمانة.
ولأنه قبل حمل الأمانة جعل الله الكون كله تجسيداً لأسماء الله الحسنى، ومظهراً لصفاته الفُضلى، ، وسخَّره تسخيرين ؛ تسخير تعريفٍ، وتسخير تكريم.
ولأنه قبل حمل الأمانة منحه نعمة العقل أداة معرفة الله.
 ولأنه قبل حمل الأمانة أعطاه شهوةً من أجل أن تدفعه صابراً أو شاكراً إلى الله عزَّ وجل، فهي قوى محرِّكة. 
ولأنه قبل حمل الأمانة فطره فطرة عالية تدلُّه على خطئِه. 
ولأنه قبل حمل الأمانة أنزل الله على رسوله كُتُبُاً هي منهجٌ تفصيليٌ لحياته.
ولأنه قبل حمل الأمانة منحه حرية الاختيار كي يُثَمَّن عمله، ومنحه أيضاً شرعاً حكيماً دقيقاً ومنهجاً تفصيلياً، لكن أبرز ما في حياة الإنسان أنه مخيَّر: (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) الإنسان مولِّيها، أي أنك تتمتَّع في الدنيا بحرية الاختيار، ولكن هذه الحرية تعد بشكلٍ أو بآخر سبب سعادتك الأبدية.
أي أن بإمكانك أن تؤمن أو أن لا تؤمن، بإمكانك أن تكون صادقاً أو كاذباً، بإمكانك أن تكون مستقيماً أو منحرفاً، بإمكانك أن تكون محسناً أو مسيئاً، بإمكانك أن تكون مخلصاً أو خائناً، بإمكانك أن تكون منصفاً أو جاحداً، بإمكانك أن تصلي أو أن لا تصلي...........
والحمد لله رب العالمين

مقتبس من الدرس : 

إخفاء الصور