وضع داكن
22-02-2025
Logo
محاضرات خارجية - مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء - الموسم 7 لعام 2019- تركيا : فقرة ممكن سؤال – هل تعلم سر وجودك؟
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد الصَّادق الوعد الأمين، اللّهم لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
المقدم:
مسرورون بك، سعداء بك، نحن نحبك في الله. 
الدكتور محمد راتب النابلسي:
وأنا كذلك الحب مشترك.
 المقدم:
جزاك الله خيراً.
الدكتور محمد راتب النابلسي:
والاحترام مشترك، والتقدير مشترك.
 المقدم:
فاروق أحضر لي علبة حلاوة، قال لي: هذه هدية من الشيخ. 
الدكتور محمد راتب النابلسي:
أقل واجب.
 المقدم:
جزاك الله خيراً، الله يكرمك ويبارك فيك، شيخ لماذا خلقنا الله؟
الدكتور محمد راتب النابلسي:
يوجد إجابة جامعة مانعة.

﴿ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)﴾

[ سورة هود ]

خلقنا ليرحمنا، ليسعدنا في الدنيا والآخرة، خلقنا لجنة عرضها السماوات والأرض فيها..

((  قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ))

[ أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة  ]

خلقنا لأنه يحبنا، محبة الله سبقت محبتنا له، فلذلك الإنسان إن علم سر وجوده صحت حركته، أحدهم أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراة من السوربون، إذا علم سر بعثته إلى باريس يدرس، العلة الوحيدة الدراسة، فإذا علمنا أن علة وجودنا في الدنيا العبادة.

﴿  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)﴾

[  سورة الذاريات  ]

والعبادة في أدق تعريفها: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية تفضي إلى سعادة أبدية ، أولاً آليتها: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية، في هذا التعريف الدقيق جداً يوجد كليات ثلاثة: العبادة هي طاعة، هي حركة، هي تطبيق لمنهج الله، هي افعل ولا تفعل، هي خضوع لتعليمات الصانع الخبير العليم الحكيم الذي خلقنا ليسعدنا فهي طاعة، هو خلقنا وحياتنا بيده، والموت بيده، والصحة بيده، والمرض بيده، والسعادة بيده، وكل شيء بيده، ومع كل ذلك ما أراد أو ما قبل أن نعبده إكراهاً.

﴿   لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256) ﴾

[ سورة البقرة ]

بل أراد أن تكون المحبة أصلاً في العلاقة به، قال:

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍۢ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍۢ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ (54)﴾

[ سورة المائدة ]

الذات الكاملة العلية، العظيمة، الغنية عن العباد جميعاً، أراد أن يكون ما بين العباد وربهم الحب، الحب نوعان: حب في الله، وحب مع الله، الحب في الله عين التوحيد؛ أن تحب الله، أن تحب أنبياءه جميعاً، أن تحب رسله جميعاً، أن تحب المؤمنين جميعاً.
المقدم:
 أنا أحبك.
 الدكتور محمد راتب النابلسي:
الله يخليك، وأنا كذلك، أن تحب العلماء الربانيين، أن تحب العمل الصالح، أن تحب الأسرة لا السفاح، أن تحب الطاعة، بر الوالدين، يتفرع عن محبة الله مليون فرع، كل هذه الفروع حب في الله، أي وسائل، تشعيبات، أنواع، مناسبات مكانية زمانية، ظرفية، عبادية، أما الحب مع الله عين الشرك، أن تحب جهة تمنعك أن تصلي، تمنعك أن تدفع زكاة مالك، تراقبك، هذا حب مع الله عين الشرك، لذلك نحن أُمرنا بالعبادة، فأي مكان أتاح لنا أن نعبده هذا وطننا، وكأني أرى أن المعنى الدقيق للوطن: مكان تستطيع أن تعبد الله فيه، مكان يحفظ لك حياتك، يحفظ لك مالك، يحفظ لك كرامتك، هذا الوطن الذي ينبغي أن يكون بمفهومه الحديث، الآن الآية تقول: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فالعبادة علة وجودنا الوحيدة، لكن إيانا أن نفهم العبادة شعائرية تبدأ العبادة من فراش الزوجية وتنتهي بعلاقات دولية.
المقدم:
جزاك الله خيراً شيخي الحبيب، وسعداء بك.
الدكتور محمد راتب النابلسي:
 وأنا كذلك والله.
المقدم:
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور