الخاتمة 02 - المؤمن مسير ومخير.
- الكتب الإلكترونية / مفردات الكتب الإلكترونية
- /
- مفردات كتاب الإنسان مخير أم مسير
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
الخاتمة 02 - المؤمن مسير ومخير.
قال تعالى : (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) .
لذلك: أنت مُسيَّر ومُخيَّر، أنت مسير في كونك ذكراً أو أنثى، أنت مسير في أبيك، في أمك ، في مكان ولادتك ، في شكلك، في قدراتك، في إمكاناتك، هذه كلها أنت فيها مسير.
أما حينما كلفك فأنت مخير، كلفك أن تكون صادقاً، وأميناً، وعفيفاً، وكلفك بالصلاة، والصيام ، والحج ، والزكاة ، وكلفك بغض البصر، وكلفك بالنطق بالحق، ونهاك عن الغيبة ، والنميمة ، والبهتان ، وقول الزور ، ونهاك أن تؤذي إنساناً بكلمة أو بتصرف.
فهناك أوامر وهناك منهيات، أنت في هذا النطاق مخير، بالتعبير الدقيق مخير فيما كلفت به .
قال تعالى :
﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)﴾
﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29)﴾
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً(3)﴾
ففي اللحظة التي تتوهّم فيها أنك مُسيَّر في كل شيء وقعت في خطأ قاتل، عندئذٍ لا معنى لا للجنة، ولا للنار، ولا للثواب، ولا للعقاب، ولا للأمانة، ولا للتكليف، ولا للمسؤولية، وكل ما في الدين يصبح تمثيلية سمجة .
والحمد لله رب العالمين
مقتبس من الدرس :