بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

الحقيقة هناك ملمحان، الملمح الأول ورد في الأثر النبوي:" يؤجر في الوليمة، صاحب البيت، وأهله، وأولاده، والضيوف"، صاحب البيت دفع، والأهل طهوا، والأولاد خدموا، والضيوف حضروا.

أقيس على هذا النص أنَّ صاحب الفكرة، الممول، الحضور، الضيوف، الإخوة المُصورون، كل من يشترك في هذا العمل له نصيب من هذا الأجر هذا كرم الله عز وجل.

الشيء الثاني كلمة أُردّدها كثيراً:"إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك" أعظم شيء أن يسمح الله لك، والله أنا أقول لإخواني، إيّاك أن تقول أنا داعية، قل سَمَح الله لي أن أكون داعية، سَمح الله، فإذا واحد الله عز وجل أكرَّمه، بمعرفة معقولة، واستقامة معقولة، وعمل صالح طيّب، وله سُمعة حسنة هذا إكرام من الله كبير، وكلما ازدّدنا معرفةً بحجم هذا العمل نزداد شُكراً لله، لذلك الله ماذا قال؟ 

إله، ليس على وجه الأرض إنسان أفضل ممن دعا إلى الله، (وَعَمِلَ صَالِحًا) جاءت حركته في الحياة مُطابقة لدعوته، ولم يقل أنا لوحدي، لا يوجد غيري، أنا لا أقول من فراغ هناك علماء يظنون أو يتوهمون أنهم الوحيدين (وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ، "إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك"   مرة التقيت بإنسان يعمل في الأوقاف، قلت له: اشكر الهِ، قال: على ماذا؟! قلت له: الله جعلك مدير أوقاف، قال: و ماذا في ذلك؟ قلت له: أنت تفتح مسجد وتُعيّن خطيب، قال لي: وما في ذلك؟ شيء عجيب والله! قلت له: يوجد واحد أهم منك بكثير، قال: من هو؟ قلت له: وزير السياحة ، يفتح ملهى ويُعيّن راقصة، يجب أن يعرف الإنسان بأن الله كيف سمح له أن يكون داعية، فمهما بذل جهد (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ) .

فأرجو الله أن يجعل هذا العمل في واقعه الآن وفي نتائجه في الإعلام في ميزان حسنات كل من ساهم في هذا المشروع، من صاحب الفكرة، والمدير الدكتور، والحضور.

لذلك الغرب تفوَّق وتقدّم بما يسمى بفريق العمل، فريق العمل، لا يوجد واحد أوحد، يوجد فريق عمل كل واحد له وظيفة يقوم بها النجاح للمجموع، بارك الله بكم ونفع بكم.

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.