وضع داكن
23-11-2024
Logo
موضوعات فقهية متفرقة - الدرس : 01 - حقوق الزوجة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحقوق المعنوية للزوجة :

1 ـ حسن المعاشرة :

أيها الأخوة المؤمنون : وصلنا في موضوع الزواج إلى حقوق الزوجة ، وحقوق الزوجة كما بينا من قبل حقوق مادية ، كالمهر ، والجهاز ، والنفقة ، وحقوق معنوية .
أولى هذه الحقوق المعنوية حسن المعاشرة .

2 ـ صيانة الزوجة :

والحق الثاني غير حسن المعاشرة صيانة الزوجة ، فماذا تعني صيانة الزوجة ؟ يجب على الزوج أن يصون الزوجة ، ويحفظها من كل ما يخدش شرفها .هناك أزواج يأخذون من زوجاتهم حظوظهم ، ولكن لا يعنون بشرف زوجتهم ، وسمعتها ، وصيانتها ، فهم يستهترون بالقواعد الشرعية التي شرعها الله عز وجل ، فكلما يسلم عرضها ، ويمتهن كرامتها ، ويعرض سمعتها لمقالة السوء ، هذا مما يتحمله الزوج أمام الله عز وجل .
وقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(( إن الله يغار - الغيرة على الزوجة خلق عظيم - وإن المؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حُرم عليه ))

[البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه]

الفرق بين غيرة الله و غيرة المؤمن :

ما الفرق بين غيرة الله عز وجل وبين غيرة المؤمن ، الله سبحانه وتعالى يغار على عبده أن يعصيه ، لذلك مما يدل على غيرة الله عز وجل أن العبد إذا عصاه ساق له من الشدائد ما يجعله يعود إليه راشداً غانماً .
الله سبحانه وتعالى يغار أيضاً أن يرى عبده يعتمد على مخلوق مثله ، من علامة غيرة الله عز وجل أن هذا المخلوق الذي اعتمد العبد عليه يخذله ، هذه علامة ثانية . إذا اعتمدت على عبد من عباد الله ، وعلقت عليه الآمال يغار الله عز وجل ، إذا تذللت أمام فلان وفلان عبد مثلك لا يملك شيئاً ، لا يقدم ولا يؤخر ، يغار الله عز وجل ، فيجعل الإساءة عن طريق هذا الذي اعتمدت عليه ، إذا التفت إلى ما سواه يغار الله عز وجل ، حتى أن بعضهم يفسر أن سيدنا إبراهيم عليه أتمّ الصلاة والتسليم حينما التفت إلى ابنه إسماعيل وهو نبي كريم غار الله عز وجل ، فأمره أن يذبح ابنه . لما يركن المؤمن لشيء مما سوى الله عز وجل ، إذا ركن المؤمن لزوجته ، وظن فيها سعادته لابد من أن تسيء هذه الزوجة ، لأن الله يغار خلقتك من أجلي ، لم أخلقك من أجلها .
إذا تعلق الإنسان بأي جهة من الجهات ، ورأى فيها خلاصه فإن الله يغار ، هذه غيرة الله ، من غيرة الله عز وجل أن العبد إذا بقي شارداً عن الله ، ملتفتاً إلى الدنيا بعث إليه شيئاً يذكره بالله ، حتى يسمع صوت عبده .
أي إذا إنسان زوج ابنه ، كان يأتي إليه كل يوم مرة ، بعدما زوجه لم يعد يأتيه بالشهر مرةً ، يتألم الأب ، أنسيتنا ؟ . .
الأب زوج ابنه ، النفقات على الأب ، هو اختار له إياها ، لما رآها نسي الأب . الأب يغار ، والله سبحانه وتعالى إذا رأى عبداً مؤمناً ، في الشدة ملتفت إليه ، فلما آتاه الدنيا نسيه ، يغار ، يسلبها منه . إذا أحب الإنسان ألا يسلبه الله النعم فلا يتعلق بها ، إذا تعلق بها سلبها الله منه ، هذه غيرة الله عز وجل ، أما غيرة المؤمن :

(( وإن المؤمن يغار ، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حُرم عليه ))

[البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه]

وروي عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(( ما أحد أغير من الله ، ومن غيرته حرم الفواحش ))

[متفق عليه عن ابن مسعود]

لأن الله يغار حرم الفواحش ، أي أن يتعلق إنسان بغير زوجته الله يغار ، وهذا محرم ، زوج يميل إلى غير زوجته ، زوجة تميل إلى غير زوجها ، يصير استلطاف ، إن الله يغار ، هذا لم يسمح الله به عز وجل ، سمح لك بالزوجة ، قال تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ ﴾

[ سورة المعارج: 29-31 ]

(( ما أحد أغير من الله ، ومن غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وما أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل ، ومن أجل ذلك أثنى على نفسه ، وما أحد أحب إليه العذر من الله عز وجل ومن أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ))

[متفق عليه عن ابن مسعود]

الحديث جميل جداً ، يوضح أخلاق الله عز وجل .

((قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ وَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ ))

[متفق عليه عن المغيرة بن شعبة]

أي إذا إنسان وهو في محله التجاري دخلت عليه امرأة ، إذا كان يحب الله عز وجل فالله يغار أن يلتفت هذا الرجل إلى هذه المرأة ، يجب أن تكون التفاته إلى زوجته فقط ، والزوجة إذا كانت مؤمنة تصون نفسها ، وتخاف أن تكون غيرة الله عز وجل قد اطلعت عليها، لذلك من علامات إيمان المؤمن العفة عند الرجال وعند النساء .
هناك فكرة ساذجة ، سخيفة أن الرجل لا يعيبه شيء ، والله الذي لا إله إلا هو إن الذي يعيب المرأة يعيب الرجل ، في عالم الإيمان ما يعيب المرأة يعيب الرجل ، أما في عالم الجهلة فالرجل لا يعيبه شيء ، أما المرأة فقط فيعيبها كل شيء ، المرأة والرجل سواء في العيب .

ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم :

1 ـ العاق لوالديه :

(( ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى ))

[النسائي وأحمد عن عبد الله عن أبيه]

العاق لوالديه : لا يوجد إنسان أقرب لإنسان من الأب لابنه ، فالذي يعق والديه لا يدخل الجنة أبداً ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:

(( ليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة ))

[الحاكم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ]

وفي رواية " فلن يُغفر له . . " . لو أن في اللغة أقل من كلمة أف لقالها الله عز وجل ، أي أقل كلمة ، أقل صوت ، أف اسم صوت ، يعني أتضجر ، أقل كلمة في اللغة إصدار صوت من الشفتين هو الفاء ، في هذه الكلمة عقوق للوالدين : " ما بر أباه من شدّ النظر إليه "
قال له : أحضر لنا هذه الحاجة من السوق ، فنظر له هكذا وقال : طيب . ذهب فأحضر الحاجة من السوق ثم عاد ، ولكن هذه النظرة فيها عقوق للوالدين . لذلك من علامات أهل الإيمان أن الأبناء يعتزون بآبائهم .
والنبي الكريم قال:

(( رحم الله والداً أعان ولده على بره ))

[ كشف الخفاء رواه أبو الشيخ في الثواب بسند ضعيف عن علي وابن عمر مرفوعا]

2 ـ الديوث :

(( ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى ))

[النسائي وأحمد عبد الله عن أبيه]

من هو الديوث ؟ النبي الكريم في أحاديث أخرى عرف الديوث قال: " الذي لا يغار على عرضه ، أو يرضى الفاحشة في أهله " أي إذا أخذنا التعريف الدقيق : الذي يرضى الفاحشة في أهله بالمئة خمسة في بلادنا ، الذي يبلغه أن امرأته تأتي المنكر وتأتي الفاحشة ويسكت هؤلاء قلة قليلة ، ولكن الذي لا يغار على عرضه كثرة كثيرة ، أي إذا الأب جالس وزوجته على الشرفة تنشر الغسيل ، وهي متبذلة في ثيابها ، هذا الذي يرى زوجته هكذا ، ولا يتحرك فيه شيء ، هذا في عرف رسول الله ديوث ، الديوث لا يدخل الجنة ، الذي يفتخر أن تظهر زوجته بأكمل زينتها أمام الأجانب ، ويدعو الناس إلى التعرف على زوجته . .أعرفك عليها زوجتي المصون . أي مصون هذه ؟

هذا الذي يرضى الفاحشة في أهله ، أو لا يغار على عرضه ديوث ، والديوث لا يدخل الجنة ، ولا يذهبن الظن بكم إلى أن هذا تشدداً ، حينما تبدو المرأة بزينتها أمام أجنبي لابد من أن تقع أشياء لا تُحمد عقباها ، أقل هذه الأشياء ميل القلب ، أي أطهر إنسان إذا التقى إنسانة في مكان ، في دائرة ، في غرفة ، وتملى منها ، لو لم ينبس ببنت شفة أقل شيء أنه يميل إليها وينقطع عن الله عز وجل ، لكن الإنسان إذا مال إلى زوجته لا ينقطع عن الله ، يقوم ويصلي ويقبل في صلاته ، لأن هذه حلاله ، يصلي العشاء ، ويصلي الفجر ، ويقبل على الله ، ويستغرق في كمال الله ، وهو مائل إلى زوجته ، لأن هذا يرضي الله عز وجل ، حتى أن النبي الكريم قال : "إذا نظر الرجل إلى امرأته نظرة رحمة أظلهما الله برحمته " ، و أن تضع اللقمة في فم زوجتك هي لك صدقة ، كأن الله في عليائه يرضى عن زوجين متحابين ، سبحان الله ! يرضى عن زوجين ودودين ، يرضى عن زوجة تؤثر رضا زوجها وعن زوج يؤثر رضا زوجته ، هذا كله شيء مباح ، هذه القناة الصحيحة ، هذا الشيء المسموح به .

﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ ﴾

[ سورة المعارج: 29-31 ]

3 ـ المرأة المترجلة :

إذاً العاق لوالديه ، والديوث ، ورجلة النساء ، أي المرأة المسترجلة التي تبدو كالرجال فيما تلبس ، أو فيما تقول ، أو تقلدهم فيما يفعلون ، في كلامهم ، في حركاتهم ، في تصرفاتهم ، في أشياء ترى أنها ترتفع في نظر الناس إذا قلدت الرجال . . شيء يقوله علماء النفس : المرأة هي أنثى وفيها أنوثة ، إذا استرجلت المرأة فقدت أنوثتها ، وإذا فقدت المرأة أنوثتها فقدت أجمل ما فيها ؛ فالوقاحة ، والصوت المرتفع ، والتصرفات التي تكون معهودة عند الرجال إذا فعلتها النساء فقدن أنوثتهن .
الطلاقة ، أحياناً أنت تغض بصرك وهي تنظر إليك ، أنت مستح منها وهي تنظر إليك ، هذه امرأة مسترجلة ، رجلة .

(( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حَجَّاجٌ لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ ))

[متفق عليه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ]

فالمرأة الرجلة ، والديوث ، والعاق لوالديه هؤلاء لا يدخلون الجنة .
ويقول عليه الصلاة والسلام :

((ثلاثة لا يدخلون الجنة أبداً الديوث والرجلة من النساء ، ومدمن الخمر قالوا : يا رسول أما مدمن الخمر فقد عرفناه ، فما الديوث ؟ قال: الذي لا يبالي من دخل على أهله ))

[الدلائل في غريب الحديث عن عمار بن ياسر]

تقول : والله جاء رفيقك في غيابك ، يقول : أدخلته ؟ ليس من اللائق ألا تدخليه ، لماذا أدخله ؟ أأستقبله في البيت في غيابك ؟ لا يبالي . يأتي رفيقه يقول : هاتي القهوة أم فلان. ماذا هاتي القهوة ؟؟ هذا شيء لا يجوز ، هذا ديوث .
" قالوا: يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه ، فما الديوث ؟ قال : الذي لا يبالي من دخل على أهله ، قلنا : فما الرجلة من النساء ؟ قال: التي تتشبه بالرجال " .

الغيرة :


إذاً وكما يجب على الرجل أن يغار على زوجته فإنه يُطلب منه أن يعتدل في هذه الغيرة ، هنا حالتان ، حالة سليمة ، وحالة مرضية . مرضان ووضع سليم ، المرض الأول المبالغة في الغيرة ، هذه مرض ، والمرض الثاني عدم الغيرة ، ديوث ، لا يبالي ، لا يهمه . أما الوضع السوي فالاعتدال في الغيرة ، فلا يبالغ في إساءة الظن بها ، ولا يسرف في تقصي كل حركاتها وسكناتها ، ولا يحصي جميع عيوبها ، فإن ذلك يفسد العلاقة الزوجية ، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل .

(( إِنَّ مِنَ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنَ الْخُيَلَاءِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ وَالِاخْتِيَالُ الَّذِي يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اخْتِيَالُ الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ وَعِنْدَ الصَّدَقَةِ وَالِاخْتِيَالُ الَّذِي يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخُيَلَاءُ فِي الْبَاطِلِ))

[النسائي وأبو داود وأحمد عن جابر بن عتيك الأنصاري]

الغيرة في الريبة : شعرت الوضع غير طبيعي ، صار هناك ريبة ، هناك وضع لست مرتاحاً له ، الآن الغيرة يحبها الله . لكن زوجتك مؤمنة طاهرة ، لم تر أبداً في سلوكها شيئاً شاذاً ، تقصي الحركات والسكنات ، ومن خبّرك ؟ وأريد أن أحضر جهازاً يسجل لي المخابرات الآتية في البيت ، المبالغة في هذا الموضوع يفسد العلاقة الزوجية ، إن كانت هذه الغيرة مبنية على ريبة فهي التي يحبها الله عز وجل ، وإن كانت هذه الغيرة غير مبنية على ريبة فهذه التي يبغضها الله عز وجل ، وهي التي تسيء العلاقة بين الزوجين .
كذلك المرأة ، هناك امرأة غيورة ، والغيرة في النساء مرض وضعها الطبيعي سوي ، هناك امرأة لا تبالي ، هذه مريضة ، وهناك امرأة تبالي كثيراً لدرجة أنها ترهق زوجها بالتحقيقات ؛ أين كنت ؟ ومع من ذهبت ؟ وامرأة بين بين ، هذه تغار على زوجها إن ارتابت في سلوكه ، ولا تغار عليه إذا كانت واثقة من أخلاقه .

((وَالِاخْتِيَالُ الَّذِي يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اخْتِيَالُ الرَّجُلِ بِنَفْسِهِ عِنْدَ الْقِتَالِ ))

أي إذا كنت أمام عدو لله يجب أن تظهر بمظهر قوي ، إن هذه المشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن .

الله عز وجل يحب الرجل رابط الجأش عند الصدمات :


وعند الصدمة ، أحياناً الإنسان يبلغ نبأ مفجعاً ، الله يحب الإنسان إذا تبلغ نبأ مفجعاً أن يكون متماسكاً ، الصبر عند الصدمة الأولى ، أي إذا المرأة بكت لا مانع ، المرأة تبكي ، والطفل يبكي ، والصغير يبكي ، والشاب يبكي ، والشابة تبكي ، والبكاء لا يزلزل مكانة الباكي ، أما إذا الزوج بكي فتنهار الأسرة كلها ، أي بكاء الزوجة شرف لها ، بكاء الابن شرف له ، لكن بكاء الرجل عند المصيبة ، بكاؤه إذا تجلى الله على قلبه هذا بكاء الصحابة الكرام ، هذا بكاء الصديقين ، هذا البكاء الذي يحبه الله عز وجل ، إن لم تبكوا فتباكوا ، أي إذا إنسان جلس بذكر الله عز وجل وفاضت عيناه في الدموع أقول لك : هنيئاً له، قلبه حي ، هناك حياة بقلبه ، هناك نبض ، تذرف عيناه بالدموع ، هذا البكاء ليس له علاقة في حديثنا ، أما إنسان بلغه نبأ فبكى ، هو الرجل هو القيم في البيت ، لذلك من صفات الرجال محنكون في الأزمات ، متماسكون عند الزلازل ، أحياناً قائد جيش إذا فرطت أعصابه تفرط المعركة كلها ، القيادة العالية ، التماسك الداخلي ، مهما كانت الأخبار سيئة في الحرف ، مهما كان هناك تقدم واجتياح ترى القواد الكبار متماسكين ، لأنه إذا انهارت أعصابه انتهت المعركة . حتى ربان السفينة ، يكون هناك أخطار هائلة ، على وشك الغرق ، ربان الطائرة ، قائد الطائرة يكون في مطبات جوية خطيرة جداً ، أحياناً يكون في عطل خطير بالطائرة ، إذا انهار الربان ينتهي ، ويموت الركاب جميعهم . هناك مناصب قيادية أحوج ما يحتاج فيها الإنسان إلى رباطة الجأش وتماسك الأعصاب . فالله عز وجل يحب الإنسان أن يكون عند الصدمة رابط الجأش متماسكاً .
" ثلاثة أنا فيهن رجل ؛ ما سمعت حديثاً من رسول الله إلا علمت أنه حق من كتاب الله تعالى ، ما مشيت في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول ، ما صليت صلاة فشُغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها " رجولة :

﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾

[ سورة النور: 37]

سُئلت امرأة مسترجلة : أنك على هذا الموقف ثابتة ؟ قالت لهم : هل أنا رجل حتى أقلب ؟ أي نحن في عصر ضاعت قيمة الرجال ، أي هي تترفع عن أن تكون رجلاً فتغير موقفها . شيء مؤلم .

الاختيال :


الاختيال الذي يبغضه الله عز وجل الاختيال بالباطل ، يقولون إن أحد الصحابة كان له شأن - ليس اختيالاً حاشا لله ، كبر لا - في موقف ظنه الصحابة تيهاً ، فقيل له : ما هذا التيه يا فلان ؟ قال: هذا ليس تيهاً ولكنها عز وطاعة .
الطائع يشعر بعزة ، إذا إنسان طائع لله عز وجل يحس نفسه غالياً على الله ، أحياناً بحياتنا الاجتماعية إذا رجل له مكانة كبيرة في دائرة ، عنده موظف مخلص ، ومستقيم وإنجازه شديد ، ومقرب من هذا المسؤول الكبير ، ترى هذا الموظف المخلص المستقيم النزيه عنده نوع من أنواع الكبرياء ، هذه مقبولة . . الحمد لله الذي أخرجنا من ذل معصيته إلى عز طاعته . والله الذي لا إله إلا الله في قلب المؤمن عزة لو جمعت أهل الأرض كلهم وما فيهم من كبر لا يبلغون ما عنده من عزة ، قال تعالى :

﴿فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ﴾

[سورة النساء: 139]

المؤمن عزيز .
سيدنا عبد الرحمن بن عوف ، جاءه رجل يقول له: يا أخي أنت أخي في الله ، خذ هذا البستان بكامله ، هدية ، قال له: بارك الله لك في مالك ، ولكن دلني على السوق . أحياناً إذا قلت لإنسان : خذ هذا المبلغ ، يتألم ، إذا دين آخذه ، أنت كن رقيقاً ، وقل له: دين . بكلمة دين حفظت له ماء وجهه .
وقال علي كرم الله وجهه :" لا تكثر الغيرة على أهلك فتؤتى بسوء من أجلها"
أي إذا شخص أكثر الغيرة ، هناك شخص كان يقفل الباب ، ما هذا الكلام ؟ الشباك مفتوح ، إذا قفلت الباب هناك هاتف ، لا يوجد حل وسط ، إما ثقة ، أو عدم ثقة ، أنت ابحث عن زوجة من أرقى الناس ، من أشرف العوائل ، ادرس الأمر دراسة ملية ، لا تتسرع بالزواج لأن الشك يتلف الأعصاب .

 

* * *

أحاديث تبدأ بكلمة إنما :

إلى بعض الأحاديث الشريفة . هناك بعض الأحاديث القصيرة التي تبدأ بكلمة إنما . .

تفسير إنما البيع عن تراض :

(( إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاض))

[أبو داود عن أبي سعيد]

طبعاً المعنى واضح ، والحديث من الأحاديث الواضحة ، لكن أردت أن أذكره لفكرة واحدة ، هو أن بعض الباعة يستغلون جهل بعض الزبائن ، يقول لك: هو راض . مثلاً يأتي زبون ، هذه الحاجة سعرها عشرة ، رآه غشيماً قال له: ثلاثون ، قال له: راعينا ، قال بخمس وعشرين من أجلك ، أنت ابن حلال ، يقول : إذاً أعطني ، ماذا يظن هذا البائع ؟ أن هذا البيع عن تراض ، لو كُشف لهذا الشاري أن هذه الحاجة سعرها عشر ليرات ، هل يرضى ؟ لا يرض ، لذلك التراضي هنا ليس معناه أن يرضى وهو لا يعلم ، أن يرضى وهو يعلم السعر الحقيقي ، هذه الناحية أضعها بين أيديكم لأنها خطيرة .
أخي هو رضي ، أحياناً يخفي العيب ، النبي الكريم قال : " من باع عيباً " ما سماه سلعة ، باع عيباً ، فكلمة تراضي ، الإنسان لا يرضى إذا كان مغبوناً ، أما يرضى إذا كان جاهلاً ، فرضاه وهو جاهل لا قيمة له ، ولا علاقة له بهذا الحديث إطلاقاً .
رضا الشاري الجاهل لا علاقة له بهذا الحديث ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:

((غبن المسترسل حرام ))

[الطبراني عن أبي أمامة]

من هو المسترسل الغشيم ؟ الجاهل ، سبحان الله إذا الباعة غير مؤمنين و عرفوا أن هذا الشاري جاهل يرفعون السعر إلى درجة مذهلة ، لذلك عندما يسخر الله أناساً لقمع أناس فالله حكيم ، وهؤلاء دواء لهؤلاء ، وأما المستقيم فلا سلطان لأحد عليه .

(( إِنَّمَا الْبَيْعُ عَنْ تَرَاض))

[أبو داود عن أبي سعيد]

أي التراضي الحقيقي .

 

تفسير إنما الحلف حنث أو ندم :

حديث آخر : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(( إِنَّمَا الْحَلِفُ حِنْثٌ أَوْ نَدَمٌ ))

[ابن ماجه عَنِ ابْنِ عُمَرَ]

أي نوع من أنواع الأيمان حنث أو ندم ، حلفت ألا تزور بيت أختك ، إن زرتها حنثت في يمينك ، وإن لم تزرها تندم وتقول : ما كان يجب عليّ أن أحلف هذا اليمين . هناك حالة ندم ، فالإنسان يكون حراً طليقاً يقيد نفسه بيده . حلفت يميناً ألا تذهب زوجتك إلى عند أمها ، الآن إذا ذهبت صار هناك طلقة ، وإن لم تذهب فأنت متألم أي زودتها في هذا اليمين ، أمها !! مثل ما تحب أن تزور أمك هي تحب أن تزور أمها ، فكل إنسان يحلف لابد من أن يندم ، ولا بد من أن يحنث ، والحنث مشكلة ، والندم مشكلة .

وقال أصيحابي الكرار أو الردى فقلت : هما أمران أحلاهما مر
***

انظر إلى هذا الكلام الموجز :

(( إِنَّمَا الْحَلِفُ حِنْثٌ أَوْ نَدَمٌ ))

[ابن ماجه عَنِ ابْنِ عُمَرَ]

أحياناً يكون له جار سمان ، يتشاجر هو وإياه ، يحلف بالله ألا يشتري منه ، يأتيه أحياناً ضيف ، ويلزمه أوقية لبن ، وهو بجانبه ، والباعة بعيدون ، فيتغلب غلبة لأنه حلف اليمين ، لا تحلف يميناً ، لا تقيد نفسك أبداً ، كن حراً طليقاً ، أنت قل بنفسك : لن أشتري من عنده ، وأنا أجد من علامة جهل الإنسان كثرة أيمانه ، كيفما تحرك يحلف يميناً ، تراه مقيداً ، من شيخ إلى شيخ ، حلفت طلقت أم لم أطلق ، والله نحتاج نحن إلى مجلس خبراء من أجل هذا الموضوع .

تفسير إنما الطاعة في المعروف :

 

(( إنما الطاعة في المعروف ))

 

[ البخاري عن علي]

أحاديث كلها موجزة ، أحياناً تظن الزوجة أن الله أمرها بطاعة زوجها ، وإذا أمرها بالسفور ؟ فهذه ليست طاعة ، إذا أمرها أن تدخل على رفيقه وتسلم عليه ، هذه ليست طاعة . حيثما وردت كلمة طاعة في القرآن والحديث فيعني في المعروف ، فيما شرع الله ، فيما أمر به ، فيما سمح به ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، أي مخلوق . من يطيع مخلوقاً في معصية الخالق كمن يتلقى أمراً من عميد ، ويتلقى أمراً من عريف ، فيطيع العريف ويعصي العميد ، يكون لا يعرف الرتب إطلاقاً ، لا يعرف الصلاحيات ، هذا إنسان لا تقدم طاعته ولا تؤخر ، ولا تقدم معصيته ولا تؤخر ، ولكن ذاك الذي يملك الثكنة ، هذا مثل منتزع من حياتنا ، فالذي يطيع إنساناً ويعصي إلهاً ، هذا منتهى الحمق ، إنه من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله .

 

تفسير النساء شقائق الرجال :


ربنا عز وجل يزوج الرجال بما يشبههن من النساء ، وأغلب الظن أنه هذه الزوجة أنسب زوجة لي . أي الزواج حدث ضخم . طبعاً في حالات شاذة ، لها تفسير ، أما الحالة العامة فإن الطيبين للطيبات .
الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين ، والزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة . له غلطة ، لها غلطة ، له خبرات سابقة ، لها خبرات سابقة ، عفيف جداً ، عفيفة جداً ، ورع ، ورعة:

(( إنما النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ))

[ الترمذي عن السيدة عائشة ]

هناك رجل فطن و هناك امرأة فطنة ، رجل عنده ذكاء اجتماعي و رجل أحمق و امرأة حمقاء .

((لا تسترضعوا الحمقاء ؛ فإنَّ اللبن يورِّث ))

[البزَّار عن عائشة]

هذه الحقيقة اكتشفت حديثاً أن جزءاً من أخلاق المجتمعات يتأثر بنوع الطعام بنوع اللحوم التي يأكلها المجتمع .

((لا تسترضعوا الحمقاء ؛ فإنَّ اللبن يورِّث ))

[البزَّار عن عائشة]

وتخيروا لنطفكم فإن العرق دسـاس ، فهذه الأحاديث : " إنما النساء شقائق الرجال " ، " إنما الطاعة في معروف " ، " إنما الحلف حنث أو ندم " ، " إنما البيـع عن تـراض " .
حقائق أساسية : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . لا تحلف يميناً مهما يكن السبب ، إلا إذا استحلفت ، إذا استحلفت لا خيار لك .
قال له : أنا والله حلفت ، ولكن نويت على غيرها . قال : له أخذت منه المبلغ؟ قال : ما أخذتهم أنا سيدي ، قصده المفاتيح ما أخذهم ، اليمين على نية المستحلف لا على نية الحالف . يحنث بيمينه بحسب نية المستحلف لا بحسب نية الحالف .

* * *

فن الانتقاد الناجح المثمر مبني على حقيقتين :

والآن إلى السيرة التي نتحدث عنها كل أسبوع ، وهي متابعة لقصة سيدنا عمير ابن سعد .
عمير هذا الشاب الصغير الذي لا يزيد عمره عن عشر سنين ، والذي حدثتكم عنه في الدرس السابق ، وكيف أنه كان سبباً في توبة عمه زوج أمه الجلاس ، وكيف أنه وقف موقفاً رائعاً .
اليوم خطر في بالي خاطر ، النبي الكريم كان يصلي ، بعد أن نوى الصلاة وائتم به الصحابة الكرام ، جاء رجل متأخراً فأحدث من الجلبة والضجيج في الجامع ما شوش على المصلين صلاتهم ، بعد أن انتهى النبي الكريم من صلاته ، قال لهذا الرجل : " زادك الله حرصاً ولا تعد ". استنبط العلماء من هذا القول أن فن الانتقاد الناجح المثمر مبني على حقيقتين ؛ الحقيقة الأولى : أن تبدأ بالثناء على الذي تنتقده .
عندك ابن غلط ؛ أنا والله يا بني مسرور من أمانتك ، ومن أدبك ، ومن صلاتك، لكن هذا الموضوع لا أحبه لك . لما الابن سمع كلمات الثناء بما هو أهله ، الشيء الواقعي صار بعد هذا الثناء يتحمل النقد ، هذه بتلك ، صار هناك تعادل .
أساساً ألّف كتاب اسمه : كيف تكسب الأصدقاء ؟ لدييل كارينجي ، هذا مؤلف أمريكي ، الكتاب طُبع منه خمسة ملايين نسخة ، من أوسع الكتب انتشاراً ، أي كيف تعامل الناس معاملة يحبوك فيها ؟ هناك رجل عالم في مصر ، ألف كتاباً تعقيباً على هذا الكتاب ماذا فعل ؟ دلل على أن كل قواعد هذا الكتاب إنما هي آيات كريمة ، وأحاديث شريفة . ففي أحد الفصول ، أنه إذا أردت أن تنتقد مرؤوساً لك ؛ أنت مدير معمل ، مدير مؤسسة ، رئيس دائرة، مدير ثانوية ، مدير مدرسة ، ضابط في قطعة عسكرية ، عندك عنصر أساء ، لابد من أن تحاسبه ، لما تحاسب هذا العنصر على خطئه ولا تذكر محاسنه ، هذا العنصر ينقم عليك ، هذا العنصر عامل جهده ، جاء باكراً ، عامل أعمالاً لا بأس بها ، غلط غلطة مع مراجع مثلاً استدعاه المدير ، هذه كيف تغلطها ؟ يتألم بنفسه ، أنه أما رأى دوامي مضبوطاًَ ؟ أما رأى إخلاصي ؟ ألم ير أني لم أرتشِ في حياتي ؟ لما المدير العام يقول له : أنا مسرور من نزاهتك وأنا أعرف أن دوامك مضبوط . وأنا بلغني أنك إنسان نبيه ، لكن هذا الموضوع لا تريد أن توصف به ، والموضوع كذا وكذا وكذا . الثناء الحقيقي ، المعتدل ، الواقعي ، إذا بدأ به الذي يحاسب ، ثم ثنى بالخطأ هذا الخطأ يُتقبل ، فالنبي الكرم لما ركض هذا الإنسان أحدث جلبة وضجيجاً وصياحاً في المسجد ، وشوش على المصلين ، هذا عمل سيئ ، ولكن بدافع ماذا؟ بدافع حرصه على الصلاة ، قال له عليه الصلاة والسلام: " زادك الله حرصاً ولا تعد"
جربوا هذه القاعدة ، لا يوجد واحد منا إلا و يكون تحت يده أحد ، قد يكون أباً ، قد يكون معلماً ، قد يكون عنده موظفون في محل تجاري ، أنت أثني على ما هو موجود ، ثم ثني بالخطأ ، وعلى انفراد ، إذا فعلت هذا أمام الناس صار تشهيراً ، والإنسان قلّما يعترف بخطئه إذا كان في ملأ . لا يعترف بخطئه .

تذكير الآخرين بفضلهم قبل انتقادهم :

لذلك سيدنا عمير بن سعد كان الجلاس أمامه قد تكلم بكلمة فيها كفر ، لكن أحسن له كثيراً ، قال له: والله يا عماه ، ما من رجل على ظهر الأرض أحب إلي بعد رسول الله منك . بدأ بموقفه ، حتى لا يقول ما هذا اللؤم ؟ ربيته ، أطعمته ، كسوته ، اعتنيت به و هكذا تكلم ، أي أنا أعرف فضلك عليّ .
سيدنا رسول الله بلغه أن بعض الأنصار في أنفسهم حزن ، قال له: يا رسول الله: إن قومي وجدوا عليك في أنفسهم - سيدنا سعد بن عبادة - قال: ولمَ ؟ قال: في هذا الفيء الذي وزعته على الأنصار ؟ قال له : يا سعد أين أنت منهم ؟ قال: ما أنا إلا من قومي . والله أنا مثلهم حزين أيضاً . قال له : اجمع لي قومك ، فجمع قومه ، قال لهم : " يا معشر الأنصار، مقالة بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ، من أجل لعاعة تألفت بها قوماً ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ، يا معشر الأنصار ، أما أنكم لو قلتم لصدقتم ولصدقتم به ، أتيتنا مكذباً فصدقناك ، أتيتنا عائلاً فأغنيناك ، أتيتنا ضعيفاً فنصرناك - هذا صحيح - لو قلتم هذا أنتم صادقون ، ولو قلتم للناس هذا أنتم مصدقون ، أنتم صادقون ومصدقون . ولكن يا معشر الأنصار ، ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ؟ ألم تكونوا أعداءً فألف بين قلوبكم ؟ ألم تكونوا عالة فأغناكم الله ؟" متى بدأ بفضله عليهم ؟ بعدما ذكر فضلهم كما يتوهمون ، لا ينسى الجميل صلى الله عليه وسلم .
صهره دخل مع المشركين في حربه ، أبو العاص ، كان أحد الجنود أو أحد الأبطال إن كان هناك بطولة لجيش الكفار في بدر . ألقي القبض عليه أسيراً ، استعرض الأسرى فرأى صهره . . قال : والله ما ذممناه صهراً . كصهر ممتاز ، أما هنا فيحارب رسول الله . بكلمة ما ذممناه صهراً ذوبه ذوباناً . وضمه إلى بيته ، وأكرمه ، وقبل الفداء الأقل من المطلوب وأرجعه إلى زوجته . انظر هذه المواقف كلها ، أنت تريد أن تنتقد .
الآن معظم مشاكل الناس الانتقاد ، ينتقده بقسوة فيقطعه ، إن كان الأب مع ابنه ، إن كان الأخ مع أخيه ، الشريك مع شريكه ، الزوجة مع زوجها ، انتقاد حاد ، مؤذ ، كلمة قاسية ، اذكر الميزات ، هذه التي تشكو منها ، أليست عفيفة ؟ نعم ، أليست شريفة ؟ نعم . أليست سيدة منزل جيدة ؟ نعم . تطبخ ؟ تطبخ ، نظيفة ؟ نظيفة ، إذا كنت تريد أن تعاتب زوجتك ، قل لها : والله أنا ممنون من اهتمامك ، ومن ترتيبك ، ومن نظافتك ، ومن ، ولكن لي عندك ملاحظة . انظر الآن كلمة ممنون برد وسلام . أما إذا بدأت بالنقد تلقى بركاناً . . لذلك إذا أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت منك شيئاً قالت: لم أر منك خيراً قط .
إذا إنسان بلغ سيدنا رسول الله ما معنى هذا ؟ أنه صار نماماً ، أنه تكلم عنك هكذا ، قال له: إني ذاهب إليه ، لأقول له ما قلت . وبهذا الكلام أعطاه فرصة ليتوب . ذكر فضله وانتقده ، وأعطاه فرصة ، وذهب وما غدر به ، وطفل عمره عشر سنوات .

كيفية اختيار عمر بن الخطاب ولاته :

سيدنا عمر رضي الله عنه كان يختار ولاته ، وكأنه يختار قدره . مهم كثيراً أن يحسن الخليفة اختيار الولاة ، لأنه أحد أسباب نجاحه في خلافته حسن اختياره للولاة ، وأحد أسباب إخفاق الخليفة سوء الاختيار للولاة ، هؤلاء الحواشي خطيرون جداً ، لأنه إن كانوا محسنين فالناس في بحبوحة ، وإن كانوا سيئين فالناس في بلاء .
قال : وكان رغم بصيرته النافذة ، وخبرته المحيطة يستأني طويلاً ، ويدقق كثيراً في اختيار ولاته ومعاونيه . اسمعوا هذه العبارة كان يقول سيدنا عمر: أريد رجلاً إن كان ليس عليهم أمير بدا وكأنهم أميراً عليهم ، وإن كان أميراً عليهم بدا وكأنه واحد منهم ، هكذا يريده. والله هذا مقياس من أرفع المقاييس ، يعين أميراً عليهم إنساناً منهم متواضعاً ، هو ليس أميراً عامل حاله أمير بالرعاية والاهتمام والشؤون والخدمة . إن كان ليس عليهم أمير بدا وكأنهم أميراً عليهم ، وإن كان أميراً عليهم بدا وكأنه واحد منهم . أريد والياً ، لا يميز نفسه على الناس في ملبس ، ولا في مطعم ، ولا في مسكن . يقيم فيهم الصلاة ، ويقسم بينهم بالحق، ويحكم فيهم بالعدل ، ولا يغلق بابه دون حوائجهم .
هذه الشروط الواجب توافرها في الولاة . والدليل هكذا كان سيدنا عمر ، ترك اللحم أثناء المجاعة أربعين يوماً فكركب بطنه فحدثه ، قال: يا بطني ، قرقر إن شئت أولا تقرقر ، فوالله لن تأكل اللحم حتى يشبع منه صبية المسلمين ، جاءته هدية من أذربيجان طعام نفيس ، فلما أكلها قال : يا هذا أيأكل عندكم عامة المسلمين هذا الطعام ؟ قال: لا هذا طعام الخاصة . فلفظها من فمه .

إلزام أمير المؤمنين عمر عمير بن سعد بولاية حمص :

في ضوء هذه المعايير اختار سيدنا عمر عمير بن سعد بعدما كبر والياً على حمص ، وحاول عمير أن يخلص منها وينجو ، ولكن أمير المؤمنين ألزمه بها إلزاماً وفرضها عليه فرضاً ، واستخار الله عميراً ومضى إلى واجبه وعمله ، وفي حمص مضى عليه عام كامل ، لم يصل إلى المدينة منه خراج ، ولا كتاب ، ولا خبر ، ولا شيء ، بل ولم يُبلغ أمير المؤمنين رضي الله عنه كتاباً ، و نادى أمير المؤمنين كاتبه وقال له: اكتب إلى عمير ليأتي إلينا ، فدعاه على جناح السرعة سيدنا عمير جاء من حمص إلى المدينة ، وسيدنا عمر كتب فقال: ذات يوم شهدت في شوارع المدينة رجلاً أشعث أغبر تغشاه وعاء السفر ، يكاد يقتلع خطاه من الأرض اقتلاعاً ، متعباً ، من طول ما لاقى من عناء ، وما بذل من جهد ، على كتفه اليمنى جراب وقصعة – قصعة : صحن - وعلى كتفه اليسرى قربة صغيرة فيها ماء . مطرة ، وصحن ، وجراب . وإنه ليتوكأ على عصا لا يؤودها حمله الضامر الوهنان ، وجلس إلى مجلس عمر في خطا وئيدة وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين . من هذا ؟ سيدنا عمير ، ما استدعاه عمر ، جاء .
ويرد عمر السلام ثم يسأله ، وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء ما شأنك يا عمير ؟ قال : شأني ما ترى ، ألست تراني صحيح البدن ؟ قال: بلى ، معي الدنيا أجرّها بقرنيها ، هذه معي ، كل الدنيا أجرها ، هذا الجراب ، وهذه القصعة ، وهذه المطرة ،
قال: يا عمير ما معك ؟ قال: معي جرابي أحمل فيه زادي ، وقصعتي آكل فيها ، وأدواتي أحمل فيها وضوئي وشرابي ، وعصاي أتوكأ عليها ، وأجاهد بها عدواً إن عرض ، فوالله ما الدنيا إلا تبع لمتاعها ، هذا كل دنياي ، جئت من حمص أنا وأغراضي كلها ، قال عمر: أجئت ماشياً ؟ قال : نعم . قال : أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها ؟ قال: إنهم لم يفعلوا ، وإني لم أسألهم .
قال له : فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟ قال : أتيت البلد الذي بعثتني إليه فجمعت صلحاء أهله ، ووليتهم جباية فيئهم وأموالهم - انظر إلى هذه الإشارة ، الصلحاء ولاهم جباية الأموال ، أحياناً يكون هناك أخطاء كبيرة جداً في جباية الأموال ، أحياناً يتحمل الإنسان فوق طاقته ، أحياناً تنهار أسر - قال له عمر: فما جئتنا بشيء ؟ طبعاً الوالي يجبي الأموال ينفقها على المحتاجين ، والفائض يرسله إلى الخليفة . فقال له : أما جئتنا بشيء ؟ قال له : أتيت البلد الذي بعثتني إليه ، فجمعت صلحاء أهله ، ووليتهم جباية فيئهم وأموالهم ، حتى إذا جمعوها وضعتها في مواضعها ، ولو بقي منها شيء لأتيتك به .
قال له: أما جئتنا بشيء ؟ قال : لا ، فصاح عمر وهو منبهر سعيد : جددوا لعمير عهداً ، تمديد سنة ثانية ، فأجابه عمير في استغناء عظيم : تلك أيام قد خلت ، لا عملت لك ولا لأحد بعدك .
سيدنا عمر ماذا قال ؟ قال : وددت لو أن لي رجالاً مثل عمير ، أستعين بهم على أعمال المسلمين أي نزاهة فوق التصور ، لم يملك من الدنيا إلا هذا الجراب ، وهذه القصعة ، وهذه المطرة كما يسمونها الآن ، وهذه العصا ، جاء بكل متاعه من حمص ، مشياً على قدميه ، فأمير حمص سيدنا عمير رسم واجباته فقال : ألا إن الإسلام حائط منيع ، وباب وثيق ، فحائط الإسلام العدل ، وبابه الحق .
له حائط ، وله باب ، الحائط هو العدل ، والباب هو الحق ، فإذا نُقض الحائط ، أي لا يوجد عدل ، وحطم الباب ، استفتح الإسلام ، ولا يزال الإسلام مينعاً .
طبعاً استفتح الإسلام أي انتهى ، فتحت بلاد المسلمين ، وأخذت أرضهم ، وانتهكت حرماتهم ، وفعل بهم أعداؤهم ما يشاؤون ، متى ؟ إذا انهار الحائط وهو العدل ، وتخرب الباب وهو الحق ، ولا يزال الإسلام منيعاً ما اشتد سلطانه ، وليست شدة السلطان قتلاً بالسيف ، ولا ضرباً بالسوط ، ولكن قضاءً بالحق ، وأخذاً بالعدل ، هذا كان منهجه في إدارة شؤون حمص .
سيدنا عمير رأيتم في الأسبوع الماضي حينما كان شاباً صغيراً كيف وقف من عمه الجلاس ، وحينما كبر وعينه سيدنا عمر والياً على حمص ، رأيتم تقشفه ، وزهده وورعه ، وتقاه . وكل واحد منا إذا تعفف عن الحرام ، إذا زهد في الدنيا ، وأحب الله ، وكان عند أمره فهو من أسعد الناس بلا شك ، ولا يزيده الزمن إلا سعادة ، والزمن في صالحه ، ومهما امتد به العمر يزداد رفعة ، وسعادة ، ومكانة ، فإذا جاء الموت كان الموت عرسه ، وفرحته الكبرى ، لأن الله عز وجل أعدّ للمؤمنين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

إمكانية الهدى موجودة عند كل إنسان :

هناك سؤال : هؤلاء الصحابة هل هم من طينة ونحن من طينة ثانية ؟ لا والله . والله الذي لا إله إلا هو حينما خلق الله الخلق لم يميز أحداً على أحد ، فرعون عنده استعداد أن يكون مؤمناً كبيراً ، لذلك :

﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً ﴾

[ سورة طه: 43 -44 ]

إمكانية الهدى عند فرعون موجودة ، إذا رأيت إنساناً ضالاً بعيداً عن الحق ، عنده استعداد أن يكون من كبار المؤمنين ، كهؤلاء الصحابة الذين بلغوا الأوج ، سعدوا وأسعدوا ، أخلصوا لله فكسبوا الدنيا ، هم ملوك الآخرة ، هؤلاء الصحابة هم ملوك الآخرة .
أحياناً يكون الإنسان له عمل متواضع ، يأتي إلى مكان آخر له شأن كبير ، فالإنسان قد يكون في الدنيا إنساناً عادياً ، لكن إذا انتقل إلى الدار الآخرة قد يكون ملكاً من ملوك الآخرة ، يُشار له بالبنان .

﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ ﴾

[سورة الواقعة]

الإنسان ألا يغار ، هذه القصص ألا تبعث الغيرة في نفس أحدنا ؟ والإله موجود كما هو ، وأبواب البطولة مفتوحة ، أبواب التقوى ، والعمل الصالح ، ومد يد المعونة للناس ، وذكر الله ، وقراءة القرآن ، والتفكر في آلاء الله ، كله مفتوح ، والله هو هو ، وكل الفرص التي كانت متاحة لهؤلاء الصحابة متاحة لكم ، ولي الآن . ألا تستطيع أن تكون ورعاً ؟ نعم . ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط ، ألا تستطيع أن تكون محسناً ؟ نعم . ألا تستطيع أن تكون محباً لله ؟ نعم . كله بيدك ، فلماذا هؤلاء كانوا هكذا ولماذا نحن هكذا? نحن ألف كألف ، وكانوا واحداً كألف ، فلذلك سُمي عصر رسول الله عصر الأبطال . إذا الطفل هكذا مواقفه ، ولما كبر صار والياً على حمص ، هكذا مواقفهم ، الإنسان يستطيع أن يسلك هذا الجانب .

على الإنسان محاسبة نفسه ليرتفع عند الله عز وجل :

أنا أردت من هذه القصص ليس المتعة ، أي إذا خطر ببال أحدكم أن هذه القصص ممتعة ، هي ممتعة ، ولكن والله ما أردتها لأنها ممتعة ، ولكني أردتها كدرس عملي أمامنا ، وحافز يحفزنا إلى أن نكون على قدم هؤلاء ، قال: لا تسبوا أصحابي من بعدي ، فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغتم مد أحدهم ولا نصيفه .
ورع ، محبة ، استقامة ، طهر ، إخلاص ، صدق ، تضحية ، هكذا كانوا والأبواب مفتحة ، فالإنسان يحاسب نفسه ، أنا ماذا فعلت من هذه القصص ؟ من هذه المواقف المشرفة ؟ هل لي مواقف مثلها ؟ هل لي مواقف أفخر بها عند الله عز وجل ؟ لقد رضي الله .
الآن أرقى لقب ، يقول لك : معه بورد ، يكتبها عند أحسن خطاط يضع لها إضاءة من الداخل . والله كلمة رضي الله عنه والله أرقى من بورد ، إذا كان إنسان مذنب رضي عنك فأعطاك هذه الشهادة ، فكيف إذا رضي عنك الإله ؟
ما معنى منحوه شهادة ؟ رضوا عنه . متى يمنح الدكتور الطالب الإجازة ؟ عندما يرضى عن مستواه العلمي ، كأنها رضي فلان عنه ، فإذا رضي فلان عنه فمنحه هذه الشهادة فكيف إذا رضي الله عنه ؟ فكلمة رضي الله عنه أعلى لقب علمي ، أعلى لقب أخلاقي ، أعلى لقب إنساني ، الإنسان يسعى أن يرضي الله عز وجل ، لذلك :

﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾

[ سورة الفتح : 18]

لذلك : "ما ضر عثمان ما فعله بعد اليوم " . إن شاء الله عز وجل يكرمنا ، ويكون لأحدنا موقف مشرف ، موقف أخلاقي ، موقف فيه نبل ، موقف فيه تضحية ، فيه معاونة ، فيه ورع ، فيه عفة . قال لي مرة شخص : دُعيت إلى امرأة ذات منصب وجمال ، فقلت : إني أخاف الله رب العالمين . . هذه القصة وقعت معه من ثلاثين سنة كلما رأى شخصاً يحكيها له ، يفتخر فيها ، هذا موقف ، موقف مشرف ، لا أحد يخشاه إلا الله .
والإنسان كلما تقدم بهذا الموضوع يسعد ، في فترة يحس حاله كتلة من السعادة متنقلة ، شيء عظيم عند الله عز وجل ، أما المال وحده فلا يرفع الإنسان عند الله عز وجل ، لا المال ولا الشهرة ولا أي شيء من متاع الدنيا . 

نص الزوار

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور