- ندوات إذاعية / ٠09برنامج حياة المسلم - إذاعة حياة إف إم
- /
- ٠1برنامج حياة المسلم 1
مقدمة :
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، اللهم صلّ وسلم وأنعم وأكرم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم مستمعينا الكرام على الهواء مباشرة عبر أثير إذاعتكم حياة fm في مجلس العلم والإيمان، مع فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، فأهلاً وسهلاً بكم مستمعينا، ومرحباً بكم فضيلة الدكتور محمد أهلاً وسهلاً يا دكتور.
الدكتور راتب:
بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
المذيع :
أهلاً وسهلاً بك نتحدث شيخنا الكريم في هذه الحلقة تحت عنوان: " جسد بلا روح "، يبدو أن كثيراً منا ولو لم يكن بشكل دائم يمتلك جسداً مسلماً لكن روحه لا ترتبط بهذا الإسلام، إما أنه يصلي ولا يدري ما صلى، ولا يقطف لا من خشوعها، ولا من ثمارها، ولا من حلاوتها، وإما أنه يصوم ولكن لا ينال من هذا الصيام إلا الجوع والعطش، لا يدرك معانيه، ولا يدرك جمال الدعاء فيه، ونبدأ بهذا السؤال الكريم عليكم شيخنا الجليل: لماذا نعيش أحياناً جسداً بلا روح؟
الإخلال بالعبادات جعلت وعود الله عز وجل غير محققة :
الدكتور راتب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
وضعت يدك على شيء خطير هناك حقائق الإيمان، كتب بالعقيدة، بالشرع، بالواجبات، بالفرائض، بالمستحبات، مليون كتاب، هذه حقائق الإيمان معلومات..
المذيع :
مثل ماذا؟
الدكتور راتب:
أحكام الصلاة، أحكام الزكاة، أحكام الحج، بر الوالدين، أحكام لا تنتهي، مئات ألوف الأحكام المستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله، هذه الأحكام لها نصوص تحتاج إلى قراءة، إلى فهم، إلى حفظ، إلى كتابة، إلى تلخيص، إلى تعليق، هذه كلها نصوص، هذه حقائق الإيمان، أما حلاوة الإيمان فهي شيء آخر، يمكن أن تقتني كتالوج لمرسيدس 2018، صور رائعة جداً، المحرك، الفرش، لوحة البيانات، الخصائص، قوة المحرك، معلومات غزيرة جداً، ورائعة جداً، لكن هذه صور وليست سيارة، حلاوة الإيمان أن تركب هذه السيارة، وأن تمتلكها، فالمسافة كبيرة جداً بين حلاوة الإيمان وبين حقائق الإيمان، قصر مساحته الطابقية، إطلالاته، المسبح، ملعب التنس، الحديقة، المطبخ، غرف الاستقبال، غرف الخدم، تفاصيل مذهلة عن قصر منيف، لكن هذا الكلام كلام ورق، وخطوط، ومساحات، وأبعاد.
المذيع :
الاكتفاء وحده لا يفيد.
الدكتور راتب:
لا يقدم شيئاً، فنحن حينما يعد الله المسلمين من خلال نبيه الكريم:
(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))
فإذا كان المسلمون ملياراً وثمانمئة مليون، وليست كلمتهم هي العليا، وليس أمرهم بيدهم، وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل، وخمس عواصم إسلامية محتلة، أين وعود الله؟ المشكلة أن الله عز وجل وعد، قال تعالى:
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾
الحقيقة المرة نحن لسنا مستخلفين، قال تعالى:
﴿ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾
قانون، هل هذا الدين الإسلامي الآن ممكن في الأرض؟ لا، بل يواجه حرباً عالمية ثالثة، كانت تحت الطاولة اليوم فوق الطاولة:
﴿ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾
نحن لسنا آمنين، هناك قلق شديد من اجتياحات، من حروب، من قصف، إلى آخره، فوعود الله عز وجل غير محققة لأن آخر الآية:
﴿ يَعْبُدُونَنِي ﴾
فإذا أخلّ الطرف الآخر بما كلفه الله به من عبادة فالله جل جلاله في حلّ من وعوده الثلاثة، قال تعالى:
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾
وقد لقي المسلمون ذلك الغي، وضع الشرق الأوسط مؤلم جداً، تكالبت عليه شعوب الأرض مجتمعة.
المذيع :
تقاس هذه القاعدة شيخنا في نصرة الله عز وجل للأمة الإسلامية على النصر الفردي للإنسان على نفسه وإحساسه بصيامه وصلاته أيضاً.
من استقام على أمر الله قطف كل ثمار استقامته :
الدكتور راتب:
الفردي قائم، النقطة الدقيقة جداً لو إنسان وحده من بين مليار وثمانمئة مليون، وحده استقام يقطف كل ثمار استقامته الفردية.
المذيع :
وما هي هذه الثمار الفردية؟
الدكتور راتب:
الراحة النفسية، الإيناس، الإحساس بالتفوق، السكينة، الرحمة، الإقبال على الله، يوجد مليون جائزة، لكن كلها فردية يتمتع بها وحده، أما كأمة فإذا أقامت أمر الله في حياتها، قال تعالى:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
مادامت سنة النبي عليه الصلاة والسلام قائمة في حياتهم فهم في مأمن من عذاب الله:
﴿ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ ﴾
لا ينزل بلاء إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة.
المذيع :
الآن ما يشهده كثير منا عندما يصلي ولا يدري ما يصلي، ويصوم ولا يشعر بلذة الصيام.
الدكتور راتب:
هذه عبادات فرغت من مضمونها، فرغت، كلامي دقيق جداً، مثلاً سيارة غلاف معدني، مقاعد، لا يوجد عجلات ولا محرك، هذه وقّافة..
المذيع :
ما الذي يحصل معنا لماذا نصلي ولا نشعر بالصلاة؟
المعصية تحرم الإنسان من أن يتذوق لذة العبادة :
الدكتور راتب:
لأنه اختلطنا مع الغرب، والغرب المعاصي كلها عندهم، والشاشة نقلت لك الغرب بأكمله، فهذه الشاشة لها آثار سلبية لا يعلمها إلا الله، الشيء المستهجن في الإسلام محبب لك في الشاشة، أكثر الأفلام خطورتها طرحها بخلاف القرآن، مادام له زوجة وصاحبة أيضاً هذه مقبولة في المجتمع الغربي أو عشيقتان، هذا الوضع خلاف القرآن، فالإنسان عندما يتابع الأفلام دون أن يشعر يتسلل إلى عقله الباطن مشروعية هذه المعاصي والآثام، المعصية في المجتمع المسلم كبيرة جداً، جريمة، بمجتمع متفلت يقول لك: عادي، هذه كلمة عادي الآن يقولها معظم الناس، عادي أن يكون للإنسان صاحبة، زميلة بالعمل، له علاقات معها مقبولة مثلاً.
المذيع :
حينما عصى الإنسان ربنا حرم أن يتذوق لذة العبادة؟
من عصى الله عز وجل فقد حلاوة الإيمان :
الدكتور راتب:
حرم حلاوة الإيمان:
(( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ))
أن يكون الله في قرآنه والنبي في سنته أحب إليك مما سواهما، متى؟ عند التعارض، طبعاً أي إنسان مسلم في الأرض كلها تقول له سائلاً: أليس الله عز وجل ورسوله أحب إليك من أي شيء؟ يقول لك: طبعاً، أما حينما تعارضت مصلحته المادية، يجب أن يستورد بضاعة فيها شيء محرم، فيقول لك: مضطرون، عندنا أولاد، هو عندما سمح لنفسه أن يقترب من المعصية فقد لذة القرب من الله عز وجل، أجمل شيء في الدين القرب من الله عز وجل، أي حلاوة الإيمان، عندماما عصى الله عز وجل فقد حلاوة الإيمان، بقي الدين شكلاً؛ صلوات، أذاناً، إقامة، فرضاً، سنة، قراءة، تجويداً، ركوعاً، سجوداً، كله تمام، أما هل انعقدت الصلة مع الله؟ هل بكى في الصلاة؟ هل شعر بالقرب من الله؟ مادام عنده مخالفات، اختلاط، طريقة بالشراء غير مقبولة، بيع ربوي، شراء بالتقسيط الربوي، مادام خالف الله عز وجل حرم حلاوة الإيمان وبقي الدين شكلياً.
المذيع :
أصبح جسداً بلا روح، يصلي لا روح بهذه الصلاة.
أشقى الناس من يحرم من الاتصال بالله لأسباب تافهة :
الدكتور راتب:
وعندئذ تتعطل وعود الله للمسلمين، كلها معطلة، مثال تصور بيتاً، فيه براد، ثلاجة، غسالة، مكيف، مروحة، فيه جميع الأجهزة من دون استثناء، لكن لا يوجد فيه كهرباء، كل هذه الأجهزة لا قيمة لها، وكلها قطع بلاستيكية وهي عبء عليك، فإذا جاءت الكهرباء الغسالة غسلت، والثلاجة بردت، والمكرويف سخن الطعام بدقائق، والمروحة كيفتك، كله اشتغل، لو أن التيار الأساسي مقطوع بقدر سنتمتر أو متر مثل بعضها، التيار انقطع، من هم أشقى الناس؟ هم من يحرمون من الاتصال بالله لأسباب تافه، ليس مرتكباً جريمة الزنا، ولا قتل، ولا شرب خمر أبداً، بيوتات المسلمين لا يوجد بها كبائر أبداً، لكن الصغائر تتراكم، أي أنت تمشي بطريق، عرضه ستون متراً، على اليمين ثلاثون، وعلى اليسار ثلاثون، على اليمين واد سحيق، وعلى اليسار واد سحيق، الصغيرة حرفت المقود سنتمتراً واحداً ولكن ثبته، ثبت الإنسان على هذه المخالفة البسيطة، إطلاق البصر ما استغفر الله، الصغيرة إذا ثبتت قادته إلى الوادي، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع استغفار ))
المذيع :
نحن أمرنا من الله عز وجل بكثير من العبادات، كالصلاة والصيام وقراءة القرآن، بهدف أن تنعقد الصلة بيننا وبين الله عز وجل، أما حينما تأتي المعاصي فتصبح جسداً بلا روح، هذه القاعدة؟
بطولة الإنسان أن يأخذ أمر الله وكأنه يرى نتائجه :
الدكتور راتب:
مثلاً يبلغونك أن السفر في الصيف يكون الدولاب فيه كمية هواء محددة، بحيث على السرعة الهواء يتمدد، إذا ضغطت العجلة لأقصى شيء تنفجر، إذا انفجرت حادث مريع ومميت، أنت حريص في السفر أن تتبع تعليمات الصانع، يقول لك: يجب في السفر أن يكون حجم الهواء غير حجمه بالمدينة، يمشي مئتين أو مئة وخمسين، والهواء حار، والهواء تمدد، إذا انفجر الدولاب الأمامي حادث مميت، لماذا بكل شيء تتبع تعليمات الصانع؟ لاعتقادك الجازم أن الصانع هو الجهة الوحيدة الخبيرة في سلامة هذه الآلة، وفي فعاليتها، فأنت بدافع من حرصك على سلامتك وسعادتك في الدنيا تتبع تعليمات الصانع، والكتاب والسنة تعليمات الصانع، يوجد نقطة دقيقة، لو أن أباً منع ابنه أن يستخدم هذا الباب، وللبيت بابان، فمنع ابنه من استخدام الباب الأول، وسمح بالباب الثاني، وأعطى أمراً لأبنائه أن باب غرفة الضيوف يجب ألا يستعمل، إلا إذا جاء ضيف، لو أن ابنه استخدم الباب الأول الذي هو للضيوف، قد يضربه، لكنه ما فعل شيئاً بخلاف الطبيعي، هذا الباب معد من أجل الخروج، خالف حكماً وضعياً فاستحق العقاب، أما إذا إنسان وضع يده على المدفأة وهي مشتعلة، تحترق يده ليس بحكم وضعي بحكم علمي، يوجد فرق بين أن تتلقى النتيجة بحكم علمي أو وضعي، أحكام الدين وضعية كلها، أنا أستطيع أن أعصي الله، والدفع ثمن باهظ بعد ذلك، فالبطولة أن تأخذ أمر الله وكأنك ترى نتائجه.
المذيع :
دكتورنا المعادلة الإلهية يفترض في كل إنسان يصلي أن يذوق حلاوة الصلاة؟ والصائم أن يذوق جمال الصيام؟
المعصية حجاب بين العبد و ربه :
الدكتور راتب:
طبعاً خمس صلوات بإقامة وأذان، وسنة قبلية وبعدية ولا يوجد صلة بالله؟ معقول العبادة الأولى المتكررة التي لا تسقط بحال أن تؤدى شكلاً؟
المذيع :
الاستثناء أنك لا تشعر بهذه الصلاة، هل هذا في قوله تعالى:
﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾
الدكتور راتب:
طبعاً بالمعصية، حجبوا بسبب المعصية، سيدي أي معصية من أي إنسان تحجبه عن الله.
المذيع :
الحجب يعني أن الله لا يسمح له أن يصلي؟
الدكتور راتب:
الحجب على قدر المعصية، كلما كبرت، الزنا غير إذا شخص أطلق بصره بالحرام.
المذيع :
عندما يحجب عن الله ليس معنى هذا أنه لا يصلي؟
الدكتور راتب:
لا، يصلي، لكن الصلاة لم يقطف ثمارها، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( قم فصلِّ إنك لم تصلِّ))
الصلاة صارت شكلية، حركات وتمتمات وقراءات وأفعال، السلام عليكم، ركوع، سجود، هذه حركات، والصيام ترك الطعام والشراب.
المذيع :
لكن لا تنعقد الصلة بسبب أنه حجب بذنوبه والحل؟
الاستقامة ضرورية لانعقاد الصلة بالله عز وجل :
الدكتور راتب:
الحل الاستقامة، لا يوجد حل آخر، الحقيقة مرة، هذا الدين تعليمات الصانع، ما لم يطبق لن تقطف ثماره، بالعكس تصبح ثماره سلبية، يصنف أن هذا متخلف، هذا ضبابي، هذا ملتزم، متزمت، صنف تصنيفاً سيئاً.
المذيع :
شرعت هذه العبادات لتنعقد الصلة بيننا وبين الله، تأتي الذنوب والمعاصي فتحجبنا عنها.
الدكتور راتب:
والحجاب مؤقت بحسب الذنب، انتهت المعصية انتهى الحجاب.
المذيع :
وحل هذا الحجاب التوبة، والاستغفار، ومحاولة عدم العودة إليه، وإلا يصبح الإنسان جسداً بلا روح، يصلي ولا يدرك، يقرأ القرآن ولا يخشع.
الدكتور راتب:
كلام النبي صلى الله عليه وسلم كلام المعصوم:
(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))
مليار وثمانمئة مليون ليست كلمتهم هي العليا، وليس أمرهم بيدهم، وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل.
المذيع :
كنا نتحدث عن الذين يحجبون عن الله عز وجل، من هم الذين يحجبون؟ ماذا ارتكبوا في حياتهم؟
أكبر عقاب يصيب المؤمن أن يحجب عن ربه :
الدكتور راتب:
أي إنسان وقع في معصية يحجب قطعاً، قد يكون الحجاب كثيفاً أو قليلاً، طويلاً أو قصيراً، المعصية حجاب بين العبد وربه، قال تعالى:
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾
أكاد أقول: أكبر عقاب يصيب المؤمن أن يحجب عن ربه، تماماً أب كامل تربوي عالم جليل رحيم، له علاقة مع أولاده طيبة، إذا قال لأحد أبنائه: لا تكلمني، هذا أكبر عقاب، هذا أكبر من الضرب، فالحجاب أبلغ شيء للذي عنده إحساس، عنده مشاعر لطيفة، هذا عقاب كبير جداً.
المذيع :
الحجاب أي لا تنعقد صلة بينه وبين الله، ممكن أن يصلي ولا يذوق ..
الدكتور راتب:
لأن ذنبه حجبه عن ربه، حتى قيل: من صلى فلم يشعر بشيء، من قرأ القرآن فلم يشعر بشيء، من ذكر الله فلم يشعر بشيء، فليعلم أنه لا قلب له. ليس له قلب أساساً، قال تعالى:
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴾
مثلاً بائع جاءته امرأة تريد شراء قماش، متفلتة، ملأ عينيه من محاسنها، وكلمها كلاماً لطيفاً فيه نوع من الغزل، هذا اللون يليق بك مثلاً، أذن العصر ذهب إلى الصلاة، أنا لا أصدق أنه يستطيع أن يعقد له صلة مع الله، عندما استمتع بمحاسنها، عندما كلمها كلاماً رقيقاً لا يليق ببائع.
المذيع :
لا يحرم الصلاة بل يحرم حلاوة الصلاة.
من غابت عنه حلاوة الإيمان كره الصلاة :
الدكتور راتب:
حلاوة الإيمان، فلما غابت عنا حلاوة الإيمان كرهنا الصلاة، ليس لها معنى، حركات وسكنات، وتصبح الصلاة عبئاً كبيراً عليه، ركعتان سنة قبلية، والفرض، وسنة بعدية، وهو محجوب عن الله عز وجل، لذلك كل الخواطر تأتيه في الصلاة، تاجر عنده ثلاثة صناديق، يحل مشاكل أول صندوق في أول ركعة، والصندوق الثاني في ثاني ركعة، والثالث في ثالث ركعة، عندما حجب حجبنا عن العبادة الأولى في الإسلام.
المذيع :
أما حينما تنعقد الصلة مع الله فيسر بالصلاة؟
الدكتور راتب:
((أرحنا بها يا بلال ))
كلمة واحدة، الآن أرحنا منها، والفرق كبير بين أرحنا منها وأرحنا بها.
المذيع :
نأخذ اتصالاً من أبي جمال..
السلام عليكم، كل الحب والتقدير لهذه الإذاعة، وللدكتور، حفظكم الله جميعاً، أنا ملتزم بالمسجد، ولا أحب الصلاة إلا بالمسجد، والسنة معروفة في البيت، وأنا لا أحب إلا أن أصليها في المسجد، ممكن أن يكون البيت لا يوجد فيه خشوع؟
ضرورة صلاة النوافل في البيت لئلا تكون البيوت قبوراً :
الدكتور راتب:
الملمح الدقيق لئلا تكون البيوت عندنا قبوراً:
((.... لا تجعلوا بيوتكم مقابر..))
الفرض في المسجد، والسنة في البيت، السنة أنت تصلي أمام أولادك، أمام زوجتك، دخلت العبادة وسط البيت.
المذيع :
دكتور لو صلى مرة في البيت ومرة في المسجد؟
الدكتور راتب:
لا يوجد مشكلة، هذه مشكلة تحسينية.
المذيع :
أبو جمال..
لماذا أشعر إذا لم أصلّ في المسجد أن الصلاة غير مقبولة؟
الدكتور راتب:
لا، مقبولة، لكن أقل قبولاً، أريد أن أذكر شيئاً، إنسان عنده خمسة أولاد وبنتان وزوجة، أقاموا الصلاة وصلوا جماعة، أنا باجتهادي المتواضع هذه تعد صلاة جماعة، إذا غلب على ظنك أنك إذا صليت في المسجد لا يصلون العشاء مثلاً ناموا فوراً، فإذا بقيت في البيت وصليت بهم إماماً، الزوجة وراءك، وثلاث بنات، وأربعة شباب، فأنت كأنك صليت صلاة الجماعة في البيت.
المذيع :
أو إذا صلى في المسجد وعاد وصلى معهم ركعتين.
أختي فاطمة تفضلي..
السلام عليكم، قبل الصلاة مباشرة يكون مشغولاً ويريد أن يقف للصلاة كيف يفرغ بكل ما بقلبه للصلاة؟
الانتهاء من الأشياء الحاسمة ثم الاستعداد للصلاة :
الدكتور راتب:
ينتظر هاتفاً من ابنه في أمريكا، أنا أنصحه ألا يصلي، ينتظر يتكلم معه ثم يصلي، لأنه سوف يصلي وهو يشعر أنه سيتصل، عندما لم يتصل هل أحد منعه من الاتصال؟ فإذا كان هناك شيء حاسم أدّ هذا الشيء الحاسم ثم صلّ، لا يؤخر الصلاة، بعد الأذان بربع ساعة وليس أكثر، أما بعد ذلك فصار هناك كراهية.
إذا الطعام على النار والآنية بخارية يمكن أن تنفجر، لا، تنهي الطعام ثم تصلي، قضية عشر دقائق، ربع ساعة، لا يوجد مشكلة..
المذيع :
الأخ يوسف..
لباس كثير من نساء المسلمين اللباس الذي يرتدونه خفيف، وعندما تريد أن تنصح، يقولون: أنت رجعي، ما العمل؟
الحق قديم ومستمر وأبدي و مبني على قوانين :
الدكتور راتب:
إذا قلنا: إن المحرك شيء قديم في السيارة، لماذا المحرك؟ لم تعد سيارة، الحق قديم ومستمر وأبدي، الحق مبني على قوانين، الإنسان حينما يعصي الله ينشأ حجاب بينه وبين الله، بقي الدين عبئاً، عليه الصلاة مملة، ليس لها معان، حركات وسكنات وقراءات، أما عندما أنت تعقد الصلة بينك وبين الله إذا لم تقل: ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني فعندك مع الله مشكلة.
المذيع :
يمكن لكثرة انتشار المعصية أصبحت مألوفة، نوعاً ما هناك استسهال بالربا، بالتبرج، صار البعض..
الدكتور راتب:
الحجاب استمر استمر فأصبح عادة، ألف الحجاب عن الله عز وجل، قال تعالى:
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾
دقيقة أول كلمة أموات غير احياء، قال تعالى:
﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾
﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾
﴿ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ﴾
هذا تدين من دون صلاة..
المذيع :
حديثنا عن جسد بلا روح، نتحدث عن أنفسنا كمسلمين حينما نصلي ولا نشعر، حينما نصوم ولا نتذوق حلاوة هذا الصيام، ولا الدعاء، حينما نقرأ القرآن ولا نخشع، حينما ندعو ما الذي يحصل معنا؟ معنا اتصال أخي عصام..
أنا أعاني من وسواس قهري من انفصام شخصية، حالات خوف شديد حينما أصلي لا أشعر بحلاوة الإيمان ولا الإيمان ماذا أفعل؟
ضرورة الاعتماد على الله و عدم الخوف لأن الله وحده هو الفعّال :
الدكتور راتب:
أما لا يوجد عندي غير حل واحد اسمه بالإنكليزي: فوركيت، أنساه، أهمله، طالما تفكر به يزداد، إذا أهملته يذهب لوحده، لا يوجد إلا الله هو الفعال، لا يوجد سحر ولا سحرة، يوجد سحرة محترفون هذا موضوع ثان، أما أنت مع الله فلا يوجد سحر، ما دمت متصلاً بالله لا يوجد سحر أبداً، من أجل أن أطمئنك، وما يقال خلاف ذلك باطل.
المذيع :
أخي عصام..
أنا منذ ثماني عشرة سنة آخذ دواء عندما يأتيني الخوف الشديد لا أستطيع أن أفعل شيئاً كأني مربوط، أخاف من كل شيء، أخاف من أن أحدهم قد يعمل لي شيئاً.
محاسبة الإنسان على السلوك فقط :
الدكتور راتب:
سأقول لك كلمة دقيقة مطمئنة: الله يحاسب على السلوك فقط، كلامي دقيق، الخواطر الإيجابية والسلبية خاطرة معصية، لا تحاسب إلا على ما تفعل، حتى ترتاح من الشيطان، أنت لست جيداً، أنت عصيت، لا يوجد معصية، المعصية الحقيقية هي الفعل، ما دام تصور، خاطر، لا تحاسب عليه، كلما خففت دور الشيطان ترتاح.
المذيع :
خوفه من أن أحداً يضره ومن المستقبل والمجهول.
حاجة كل إنسان إلى حاضنة إيمانية :
الدكتور راتب:
لا يوجد مجهول بل معلوم، قال تعالى:
﴿ قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا ﴾
يصيبنا هذا معلوم، ولم يقل علينا، لنا خير، المؤمن لا يوجد أمامه إلا الخير، من حالة لأحسن، لن يصيبنا لتأبيد المستقبل، لنفي التأبيد، كتب الله لنا وما قال علينا، علينا شر، لنا خير، ومن أجل الوسواس لا بد له من حاضنة إيمانية، يحتاج إلى صديق مؤمن، سهرة مع مؤمنين، يجلس مع أهل الدنيا ييئسونك من حياتك، يكرهونك بدينك، بمعاشك، بدخلك، صاحب المؤمن:
(( لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنا، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ ))
طبعاً العلاقة الحميمة، علاقات العمل لا يوجد بها شيء، لك مدير تسلم عليه سلاماً مؤدباً، تنفذ تعليماته المشروعة، علاقات العمل مقبولة، أما العلاقات الحميمة فتذهب أسبوعين مع شخص بعيد عن الدين يخلط لك دينك كله، لأن عنده كل شيء حلال، لقاءات مختلطة لا تناسب أبداً.
المذيع :
أم داود تفضلي..
هل يجوز أن يستغفر الله عن ذنوب مضت سواء ذكرها أو حتى نسيها، أي كان يستخف ببعض الأمور أيام الطيش فأنا أستغفر ربنا عن المتذكر والذي نسيته؟
المداومة على الاستغفار مع إخراج الصدقات وعمل الخيرات :
الدكتور راتب:
يجوز، استغفري الله عز وجل مطلقاً، الأفضل لك ألا تحددي زمناً ولا فعلاً، يا ربي اغفر لي ذنبي، ارحمني، اقبلني، لا تدققي، الله غفور رحيم، خلقنا ليرحمنا، ما أمرنا لنتوب إلا ليتوب علينا، أن نستغفر إلا ليغفر لنا.
المذيع :
أم داود تفضلي..
إخراج الصدقات وعمل الخيرات بنية أن الله يغفر لنا الذنوب التي مضت علاوة على الاستغفار.
الدكتور راتب:
لا يوجد مشكلة أبداً.
المذيع :
ذكرتم سيدي أن العبادات سبب تشريعها حتى تنعقد الصلة بيننا وبين الله، تأتي الذنوب لتكون حجاباً بيننا وبين الله، بعض الذنوب لا نلقي لها بالاً، اسمح لي بالمثال الذي ضربته عن التاجر الذي يقول لامرأة تشتري من عنده: هذا اللون يليق بك، هناك شباب يبيعون في محلات الملابس الشرعية، ويدخل في أكثر من ذلك، هذا ضيق عليك، أو ينظر إليها، وكثير من البنات لا تتحرج أن تشتري من رجل أشياء خاصة أكثر من ذلك، هل هذه معاص تحجبنا عن الله؟
النطق بالكلمة الضرورية فقط عند الاختلاط :
الدكتور راتب:
طبعاً هذا بعد عن الله عز وجل، أولاً: كل سنتمتر من ثياب المرأة معلق بدينها، وكل حرف تنطق به معلق بدينها، لماذا قلبك قاس علينا؟ ما هذا الكلام؟! أنت تتكلمين مع بائع، من غير أي انعطاف في الكلام، قال تعالى:
﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾
لماذا قلبك قاس علينا؟ يطمع بك، أبداً ليكن كلامنا نظامياً، ممكن أن تخفض لنا في السعر، لا، شكراً، وتمشي، الكلمة الضرورية، ما دليلها؟ سيدنا موسى، قال تعالى:
﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ﴾
الآنسات لماذا أنتن موجودات هنا؟ الآنسات الكريمات هل يلزم أي خدمة أخدمكن بها؟
﴿مَا خَطْبُكُمَا﴾
كلمة واحدة، مع المرأة التي لا تحل لك يجب أن تختصر، الكلمة الضرورية، وإلا أي كلمة أخرى تفهمها هي فهماً آخر.
المذيع :
أنا كرجل عندما يكون هناك حاجة للاختلاط أتواصل ولكن بالحد الأدنى، وللضرورة، وكذلك المرأة، البائع أو سائق التكسي، لكن الأخذ والعطاء والترقق بالكلمات أصبحت معصية.
الدكتور راتب:
أنا أسميها، سامحني بها تحرش المرأة بالرجل، وهناك تحرش الرجل بالمرأة.
المذيع :
رنا تفضلي...
بالنسبة لموضوع الإنجاب والأرزاق، قال تعالى:
﴿ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾
الذي يقول: أنا مؤجل موضوع الإنجاب لأن وضعي المادي سيئ، وأنا أتخذ الأسباب، لو ربنا أريد أن يوسع عليّ لأنجبت.
لكل ولد رزق عند الله :
الدكتور راتب:
هذا إنجاب مشروط، توسع أنجب، لا توسع لا أنجب، لمجرد أن ينعقد الولد في بطن الأم له رزقه:
﴿ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ﴾
الله بدأ بهم، يوجد آية ثانية:
﴿ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾
الأولى أبلغ، مادام الولد نزل له عند الله رزق، لا تقلقي أبداً.
المذيع :
كيف نفرق بين التوكل والتواكل؟
الفرق بين التوكل و التواكل :
الدكتور راتب:
الحقيقة التوكل أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، إذا مثلاً كان هناك مشكلة بالولادة، ولد مشوه، جمع من الأطباء المؤمنين الورعين نصحوك ألا تنجب، هذا بمثابة أمر إلهي، قال لك هذا الخبير: لا تنجب، أنت عندك مشكلة، قد يأتي ولد بعاهة دائمة، يمكن أن يأتي ولد لا يوجد به شيء، إذا أنت أخذت الاحتياط لا يوجد مانع.
المذيع :
أقصد بالجانب المالي دكتور، إذا إنسان ظروفه المالية صعبة وأراد أن ينجب، كيف يكون متوكلاً على الله وبنفس الوقت يأخذ بالأسباب؟
الدكتور راتب:
يبحث عن عمل إضافي، الله يرزقه، والله أعرف أشخاصاً دخلهم غير معقول، كل شيء عندهم ولكن بشكل مضبوط، ممكن، بالاقتصاد الله يطرح البركة هذا ليس كلام العوام، هذه حقيقة.
المذيع :
محمد تفضل..
عندي استفسار بالنسبة للصدقات، يدفع لإنسان لا يستحق في الشارع، أنا أعطي شخصاً في الشارع لوجه الله.
ضرورة إعطاء الصدقة لمن يستحق :
الدكتور راتب:
هناك أشخاص يجمعون أشياء من الشوارع عندهم في البنك مليون، وأنا أعرف هذا الشيء. وأما السائل فلا تنهر، أعطيه مبلغاً لا أندم عليه إذا كان كاذباً، لأني لا أعرفه.
المذيع :
إنسان يصلي ولم تنعقد الصلة بينه وبين الله ولا يشعر بحلاوة الإيمان هل هذا صلاته باطلة؟
على الإنسان أن يؤدي الذي عليه و يطلب من الله الذي له :
الدكتور راتب:
أدّ الذي عليك واطلب من الله الذي لك، أنا علي أن أتوضأ وأصلي السنة، والفرض، وأجهر بالصلوات الجهرية، فاتحة وركوع وسجود، هذا الذي عليّ، أنا أديت الذي عليّ، بقي الذي لي، هذه التي لي نفحات من الله، تأتي بشكل غير دائم، ألا إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها، بالاستقامة، والإقبال، ودفع الصدقات، تصلي والغداء موضوع، لا تغدى أولاً، تصلي وسيأتي هاتف من أمريكا، لا استقبل ثم صلّ.
المذيع :
محمد تفضل...
لو يعطينا الدكتور دعاء عن أفضل شيء نفعله في رمضان؟
أفضل شيء يفعله الإنسان في رمضان :
الدكتور راتب:
تريد رمضان الناس ولائم، ومسلسلات، وسهرات، هذا ليس رمضان، الله وكيلك ولائم كل يوم يوجد وليمة، وسهرة للسحور على المسلسلات، وكلها معاص وآثام، هذا ليس رمضان، رمضان شهر عبادة، شهر قراءة القرآن، شهر تدبر الآيات، شهر العمل الصالح، شهر الإنفاق، قيام الليل، غض البصر، ضبط اللسان، هذا رمضان بقي شهر ترك الطعام والشراب فقط، صار رمضان عادة من عاداتنا ليس له علاقة بالدين إطلاقاً، تجد سهرة على الإفطار نساء كاسيات عاريات، اختلاط، يصومون رمضان.
المذيع :
أخي إبراهيم تفضل...
إذا إنسان معه سيارة ووجد أناساً مقطوعين في الطريق، هل يخبر الأمن ليأخذوا الإنسان أم يأخذه هو؟
مساعدة من هو بحاجة ماسة للمساعدة :
الدكتور راتب:
هذه معلقة بك إذا كنت لا تعرفه إطلاقاً يوجد مشكلة.
المذيع :
عمل لله تعالى.
الدكتور راتب:
لله، الله يحفظك، أنت ممكن أن تعرف أن إنسانة مقطوعة، معها حقيبة كبيرة، ومعها ابنها الصغير أوصلتها، إذا كان هناك خلوة فهذه مشكلة، أما معها ابنها الصغير، ومعها أغراض طبخ للبيت، و لا تجد سيارة أجرة فلابأس.
المذيع :
بالنسبة إلى أصوات قراء القرآن، يوجد قراء قراءتهم ليست كما ينبغي...
سماع القرآن من إنسان نحبه :
الدكتور راتب:
اسمع القرآن من إنسان تحبه.
المذيع :
هذه الأوضاع التي في سوريا الإنسان أعصابه بصراحة لم تعد تتحمل.
ما نزل بلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة :
الدكتور راتب:
هذا سؤال ليس له جواب، أولاً كقاعدة أصولية: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة، من الأخير، هذا صار بلاء عاماً، نحن نحسن الظن بالله ونستقيم.
المذيع :
أنا أنوه دكتور أنه كان لنا حلقة كاملة مع فضيلتكم متى يأتي نصر الله؟ وتوسعتم في هذا حتى يكون من أراد ذلك فليعود إلى النت.
في الختام شيخنا جاءت العبادات لكي تنعقد الصلة بيننا وبين الله فيطمئن قلبه وتسعد حياته تأتي الذنوب والمعاصي فتكون حجاباً..
العبادات في الإسلام معللة بمصالح الخلق :
الدكتور راتب:
الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول: العبادات في الإسلام معللة بمصالح الخلق. قولاً أصيلاً واحداً.
المذيع :
وتأتي الذنوب لتكون حجاباً من الله فتحجب قلوبنا ولا تنعقد لنا صلة أي جسد بلا روح.
الدكتور راتب:
وعندئذ تصبح العبادات شكلاً، لا مضموناً.
المذيع :
وتصبح ثقيلة على النفس...
الدكتور راتب:
شخص دعاك إلى طعام ، لا يوجد طعام ولكن يوجد صحون ومعالق وعدة كؤوس فقط، لا تأتي مرة ثانية.
المذيع :
وهكذا الإنسان حينما يقصر في حق نفسه، وحل هذا الحجاب التوبة الصالحة لله تعالى، جزاك الله خيراً، نختم حلقتنا بالدعاء؟
الدعاء :
الدكتور راتب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، اجعل هذا البلد الأردن آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وأعنا على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.
خاتمة و توديع :
المذيع :
بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، إلى هنا مستمعينا ينتهي هذا اللقاء، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.