سؤال:

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 ما المقصود بمنهج السلف الصالح ؟ وما الأدلة على وجوب اتباع منهج السلف الصالح ؟
وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
 

إن أصل دين الإسلام الوحيان القرآن والسنة الصحيحة .والأخذ من غيرهما إدخال في الدين ما ليس منه وما لم يأذن به الله .وهذا الأمر محل اتفاق بين المسلمين جميعا ,من الناحية النظرية على الأقل .وحينما ينتقل المسلمون إلى مرحلة العمل بهما تتعدد السبل , وتتشعب المناهج ,وتتفاوت الأفهام , وتكثر الأقوال , ويظهر الاختلاف . فإذا انطلقنا من الحقيقة الشرعية والعقلية (  أن الحق لا يتعدد ) كان الحق إذا تعددت الأقوال في واحد منها ,ولابد من البحث للوصول إليه .فما السبيل إلى ذلك…؟إن سلف هذه الأمة ممثلين في القرون الثلاثة الأولى وعلى رأسهم صحابة النبي ,صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين ,هم الجيل الأقرب من مشكاة النبوة ,وهم أهل البلاغة والفصاحة واللغة والبيان , عليهم أنزل القرآن ومن النبي أخذوا عنه البيان ,وفوق ذلك كله شهادة رسول الله  صلى الله عليه وسلم لهم وبهم

(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )

.وخيريتهم هي خيرية شرعية تعني خيرية فهمهم للدين والعمل به كما أراد الله ورسوله . وما كانوا عليه هو المرجح الذي تطمئن النفس إليه ,بل الوحيد عند الاختلاف .يؤكد هذا ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,في وصف الفرقة الناجية

(هي ما أنا عليه وأصحابي )

.ولقد جعل الله اتباع أولئك قرين اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ,وتوعد من يتبع غير سبيلهم في قوله

(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً)

من هنا نعلم أن اتباع هدي السلف الصالح واجب شرعي على كل مسلم لا تبرأ الذمة بتركه لأنه طريق الوصول إلى الحق والصواب والدين الخالص ,في خضم الاختلاف والتنازع والتعددية ,وليس خياراً , أو شعاراً , أو ادعاءً لمسلم دون آخر أو لفئة دون أخرى ,والله أعلم .
الدكتور محمد راتب النابلسي