سؤال:

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 1. الأول يتعلق بدعاء القنوت نعلم أن الشافعية يقنتون بعد الركوع ويرفعون أيديهم , أما الأحناف فهم يقنتون قبل الركوع مع وضع اليدين فوق بعضهما, وأنا لا أعلم ما استند عليه في كلا المذهبين . ولكن منذ فترة قرأت حديثاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقنت قبل الركوع وكان يرفع يديه ، أي أن هذا الحديث اتفق مع الأحناف من كونه قيل الركوع , واختلف في رفع اليدين .
والسؤال أيهما هو الصحيح وما هو مستند كل إمام في ما ذهب إليه ( الشافعي والحنبلي رضي الله عنهما ).
2. السؤال الثاني هو أي كتب السيرة من الكتب التالية أصح وأدق وإذا كانت محققة يرجى تزويدي باسم المحقق الأفضل , وهذه الكتب هي : سيرة ابن هشام - سيرة ابن حبان - سيرة ابن كثير
وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد .
الأخت الكريمة
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
 1 ـ البحث في القنوت طويل . والخلاف بين العلماء في شأن القنوت كبير , ينحصر في ثلاثة أمور : معناه والغاية منه , محله وكيفيته ,توقيته ,وملخص ذلك أن القنوت أنواع :
• قنوت للنازلة : من أجل الدعاء لقوم أو على قوم , أو لرفع بلاء ,ومحله الركعة الأخيرة من كل صلاة من الصلوات الخمس , ويكون بعد الاعتدال من الركوع ويقتصر فيه على الدعاء بما يخص النازلة , ويشرع فيه رفع الأيدي والتأمين.
• وقنوت في الركعة الأخيرة من وتر العشاء , ومحله قبل الركوع كما عند الأحناف , وهو الراجح , ويقتصر فيه على أحد الدعاءين المأثورين (اللهم اهدنا في من هديت....إلخ ) أو (اللهم إنا نستعينك ونستهديك...إلخ) ولا يزاد على الدعائين كما وردا .
• والنوع الثالث هو الذي يلتزمه الشافعية في صلاة الفجر .
و سبب الاختلاف تعدد الأدلة واختلاف فهم العلماء لها ,والبحث الدقيق يصل بالإنسان إلى الصواب. و لطول البحث لا يتسع المقام لأكثر مما ذكر .وإن أردت المزيد مما يروي الغليل ,تجده في كتاب ابن القيم (زاد المعاد من هدي خير العباد )
2 ـ الكتب المذكورة في السيرة لا تخلو من حوادث ضعيفة السند أو لا سند لها شأن أكثر كتب السيرة . وأنصحك بكتاب (السيرة النبوية الصحيحة ـ للدكتور أكرم ضياء العمري ) .
الدكتور محمد راتب النابلسي