- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (037)سورة الصافات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
مقدمة:
أيها الإخوة المؤمنون، مع الدرس الثامن من سورة الصافات، ومع الآية الثالثة والثمانين.
بعد أن ذَكَرَت هذه الآيات التي مضت في درسٍ سابق قصة سيدنا نوحٍ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، وكيف أنه نادى ربه، وكيف أن الإنسان من شأنه أن ينادي، وعليه أن ينادي خالقه وربه، وكيف أن الله جلَّ جلاله نجَّاه وأهله من الكرب العظيم، والكرب العظيم كما وصفه رب العالمين، هو كربٌ عظيم حقاً.
وبعد قصة سيدنا نوح ننتقل إلى قصة سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، يقول الله جلَّ جلاله:
وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ
﴿ وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ(83)﴾
1 ـ معنى: شِيعَتِهِ:
أي أن من شيعة نوحٍ إبراهيم، أي سار على منهجه، وسار على خطَّته، وفعل فعله، وآمن إيمانه، ودعا دعوته، فلانٌ من شيعة فلان، أي على منهجه، وعلى شاكلته، وعلى مبدئه، وعلى استقامته، وعلى إخلاصه.
2 ـ مَن تتبع ؟
3 ـ الحق واحدٌ لا يتعدد:
أهل الحق متَّفقون، الحق واحدٌ لا يتعدد، كما أن من نقطتين لا يمر إلا مستقيمٌ واحد، كذلك: أي حقٍ ينطبق على أي حق، ربنا عزَّ وجل يقول:
﴿
الحق واحد
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ. ))
أبعد الناس عنك مكاناً إذا كان مؤمناً هو أقربهم إليك نفساً، ترتاح معه، تطمئن إليه، فنحن يجب أن نكون مع أهل الحق، مع المؤمنين، يجب أن نتبع سبيل المؤمنين، فإذا اتبعنا سبيل غير المؤمنين فلسنا مؤمنين.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ
فربنا جل جلاله يقول:
(( الْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ. ))
الجماعة رحمة، إذا شعرت إنك مع المؤمنين فهذه رحمة الله عزَّ وجل، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(( يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ ))
(( يَدَ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ ))
فالأنبياء لا نفرق بين أحد من رسله، دعوة الحق واحدة، سيدنا جعفر حينما خاطب النجاشي، وحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
سيدنا عيسى يقول:
لو قرأت الإنجيل الذي نزل على السيد المسيح لرأيته مطابقاً للقرآن، الحق لا يتعدد، ولا يتغير، ولا يتبدل، فأحيانا تلتقي بأخ، تعجب من توافق أفكارك مع أفكاره، تعجب من تشابه التصرُّفات، لا تعجب؛ لأن الأصل واحد، والمَنبع واحد، والمَنهل واحد، والروح واحدة، والحق واحد، فإذا كنا مع الحق، كنا أقوياء، قال تعالى:
﴿
إذاً: معنى: من شيعته أي على شاكلته، وعلى منهجه، وعلى طريقه، وعلى خطته.
﴿ وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ(83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(84) ﴾
إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
1 ـ جَاءَ رَبَّهُ
هنا:
كل واحدٍ منا إذا قام ليصلي يرى عمله أمامه؛ فإن كان صالحاً أقبل على الله، وإن كان سيئاً حُجِبَ عن الله، وأكبر عقابٍ يُعاقَب به الإنسان أن يحجب عن ربه..
﴿ كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ(15)﴾
أكبر عقابٍ يُعاقَب به الإنسان أن يُحجَب عن ربه، فلذلك كلمة:
بماذا تجيء ربَّك ؟
أنت إذا ذهبت لأداء فريضة الحج، جئت ربك، فبماذا جئته؟ باستقامةٍ؟ بإخلاصٍ؟ بوفاءٍ؟ بصدقٍ؟ بخدمة للخلق؟ بماذا جئته؟ في أثناء الطواف تلتقي مع الله عزَّ وجل، في أثناء السعي، تلتقي مع الله عز وجل فبماذا جئته؟ كلما قمت لتصلي كأنك تأتي ربك.
2 ـ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ(88)﴾
لو تركت كذا مليون، أربعة آلاف مليون، هناك شاب ببلد عربي عمره حوالي أربعٍ وثلاثين سنة، يملك أربعة آلاف مليون دولار، سوف يتركها كلها، مهما كانت أموالك طائلة فلابدَّ من تركها، مهما كان البيت فخماً فلابدَّ من تركه، مهما تكن الزوجة رائعة فلابد من مفارقتها، مهما يكن شأنك عظيماً فلابد من النزول عن هذا الشأن عند الموت، تأتي الله عزَّ وجل، فبماذا تأتيه؟ قال:
﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ(88) إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)﴾
3 ـ ما هو القلب السليم ؟
﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ(27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً(28)﴾
إذاً:
لابد من الاعتناء بالقلب:
يا رب تعرَّفْتُ إليك في الدنيا، استقمت على أمرك، خدمت عبادك، دعوت إليك، أصلحت من سريرتي، نقَّيت قلبي من كل مرضٍ، من كل كِبْرٍ، من كل درنٍ، لذلك سيدنا عمر يقول:
العين تنتهي في الدنيا، لكن القلب هو زادك إلى الله عز وجل، بقلبك شكّ؟ بقلبك رَيْب؟ هل هناك شبهات؟ هل هناك أسئلة؟ لكن سلامة القلب من كل عقيدةٍ زائغة، من كل شبهة، من كل بدعةٍ، من كل انحرافٍ، من كل تقصيرٍ، من كل إساءةٍ، من كل مرضٍ نفسيٍ؛ من حقدٍ، من حسدٍ، من ضغينةٍ، من كبرٍ، من عُجبٍ، فهذه كلمة جامعة مانعة، قلب سليم.
لك قلبان، لك قلب جسدٍ وقلب نفسٍ، هذا الجسد فيه القلب، إن صلُح صلح الجسد كله، أما الإنسان فمهما كان جسمه قوياً، إذا ضعف قلبه فهذه مشكلة، وكما قال عليه الصلاة والسلام:
(( أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ. ))
قاس عليها العلماء فقالوا: وللنفس قلب، قلبٌ ذاكر، وقلبٌ غافل، وقلب محب، وقلبٌ مبغض، قلبٌ سامٍ، وقلبٌ دنيء، قلبٌ ممتلئٌ علماً، وقلب ممتلئٌ جهلاً.
وفي إنجيل سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام: "ابن آدم طهرت منظر الخلق سنين أفلا طهرت منظري ساعة" والقلب كما قال العلماء: منظر الرب، منظر الخلق بيتك، مدخل بيتك، جدران بيتك، سقف البيت، يا ترى هل فيه ثريَّات؟ أمطلي طلاء جيداً؟ هل الأثاث فخم، وهل الأثاث مريح؟ منظر الخلق ثيابك، هندامك، أناقتك، نظافتك، منظر الخلق مركبتك، منظر الخلق مكتبك، دُكانك، مكان عملك، هذا كله منظر الخلق، لكن المُعوَّل عليه منظر الرب، طهرت منظر الخلق سنين، أفلا طهرت منظري ساعة؟
فكلمة القلب السليم هذه نهاية النهاية، هذه محطُّ الآمال، هذه منتهى كل أمل، أن تمتلك قلباً سليماً، وصفٌ جامعٌ مانع، مختصرٌ مفيد، أي سليم، سلم من كل عيب؛ هناك عيب فكري، عيب اعتقادي، عيب سلوكي، عيب نفسي، إلا
والمؤمن ليس سلبياً؛ لا يهرب من مجتمعه، لا ينزوي، لا يبتعد، بل يتحرك، ويدعو إلى الله عزَّ وجل..
﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ(85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ(86)﴾
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ(85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ
أتعبدون شيئاً اشتريتموه أنتم، أنتم اختلقتموه، أنتم منحتموه هذه القدسية، هو ليس شيئاً، من الذي ينبغي أن يُعْبَد؟ من بيده كل شيء، من الذي ينبغي أن يُعبَد؟ من يسمعك إذا دعوته، من يستجيب لك إذا سألته، من يراك إذا تحرَّكت، من يعلم خواطرك إذا خطرتْ لك، من يراك في تقلبك.
﴿ فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنْ الْمُعَذَّبِينَ(213) وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ(214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ(215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ(216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ(217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ(218)﴾
اعبد الذي يراك حينما تقوم، وتقلبك في الساجدين:
كل إنسان له حياة خاصة؛ لكن إذا جاءه ضيف يرتدي أجمل ثيابه، يتكلم معه الكلمات اللطيفة، يرحِّب به، ولكن الذي يراك حين تقوم، مَنْ؟ هو الله جل جلاله، الذي يراك حين تقوم، وتقلبك في الساجدين، إذاً: المعبود هو الذي بيده كل شيء..
﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
ينبغي أن تعبد من يُرْجَعُ الأمر كله إليه، ينبغي أن تعبد من مصير الخلائق كله إليه، هذا الذي يعبد، أتعبد إنساناً مثلك؟ فقيراً مثلك، ضعيفاً مثلك، الإنسان ضعيف.
تصور إنشاء بناء قضينا ثلاث سنوات حتى أخذنا رخصته، وإلى أن انصبت الأساسات سنة، إلى أن صعدنا إلى الطابق الأول، والطابق الثاني، والطابق الثالث، الأعمدة والدعائم، ثم التقاطيع، ثم السقوف، ست سنوات أو سبع سنوات حتى انتهى البناء.
دخلنا في كسوة البناء؛ الطينة، والصحية، والخشب، والبلاط، والطِلاء، والبياض، والكهرباء، والأبواب، والستائر، ثم أردنا أن نفرش هذه البيوت بالأثاث؛ الثريات والمصابيح، والطنافس، والمقاعد، وغرف الطعام، والمطبخ، والأدوات الكهربائية.
أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا
وبناءٌ بأكمله كهذا بثوانٍ معدودات يصبح ركاماً، إسمنتاً مطحوناً، بأساساته، وبفرُشه، وبأشخاصه، وبالزوجات مع الأولاد مع الأثاث مع الأدوات، ذلكم الله رب العالمين، قال: لو أن زلزال القاهرة استمر عشر ثوانٍ بالضبط لتهدمت نصف أبنيتها، ولمات أكثر من خمسة ملايين إنسان، لكن الله تلطَّف.
تركب طائرة أحياناً فتحس بقلق، فتسأل نفسك: لماذا أنا ركبت الطائرة؟ تركب باخرة فتحس بقلق، لكنك لا تطمئن إلا إذا وقفت على الأرض، والذين يركبون الطائرات لا تطمئن مشاعرهم إلا إذا شعروا أن عجلات الطائرة قد دَرَجَت على المطار، فنقول: الحمد لله على السلامة، مشينا على الأرض، هذه الأرض التي هي مصدر أمنٍ وطمأنينة، تصبح في ثوانٍ مصدر قلق، فيمكن المصاب الذي أصاب إخواننا في مصر من الذعر النفسي كان أشد من أي شيء آخر، الذعر النفسي قاتل، فربنا عزَّ وجل بيده كل شيء.
ذات مرة سأل سيدنا عمر، عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال له:
الله عزَّ وجل قال:
﴿
الأصل في الأرض أنها مستقرة، الأرض تسير حول الشمس بسرعة ثلاثين كيلو متر بالثانية الواحدة، الواحد منا يحضر الدرس ساعة، الساعة ستون دقيقة، الدقيقة ستون ثانية، ستون ضرب ستين ثلاثة آلاف وستمائة، ضرب ثلاثين، اضرب ثلاثة بستة وثلاثين وضع ثلاثة أصفار، هذا ما قطعته الأرض في درس واحد، أي أن ستة وثلاثين بثلاثة تقريباً مائة وثمانية، مائة وثمانية وثلاثة أصفار، مائة ألف وثمانية آلاف كيلو متر، وأنتم في هذا المجلس، وأنتم في هذا الدرس، نقطع جميعاً ـ هذه حقيقة بديهية ـ نقطع جميعاً في الفضاء الخارجي مائة ألف وثمانية آلاف كيلو متر ونحن في أدق استقرار، ولا حركة في الجدران، فالجدران كلها قائمة، بناء من ثلاثمائة سنة ولا حركة
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ(2)﴾
يمكن أن تقرأ عشرات المقالات عن الزلزال، وعن أسباب الزلزال، وعن الحركات الباطنية في الأرض، وعن الالتواءات في الطبقة التحتية، وعن الضغط الشديد حينما تتقارب القارَّات، وحينما يبلغ هذا الضغط أوجه يحدث الزلزال؛ فإما انكسار، وإما زلزال هكذا، وتبدأ التعليلات من العلماء، وإما هكذا، وإما هكذا، وإما هكذا، هذا الزلزال، لكن الله عزَّ وجل يقول:
﴿ إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا(1) وَأَخْرَجَتْ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا(2) وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا(3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا(4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا(5)﴾
هذا هو تفسير القرآن:
﴿
وإذا وُجِّه الأمر إلى الإنسان فهو الإلهام:
﴿
وإذا وُجِّه الوحي إلى الأنبياء فهو وحي الرسالات، إذاً هناك وحي أمرٍ، ووحي غريزةٍ، ووحي إلهامٍ، ووحي رسالة، معنى قول الله عزَّ وجل:
هذا هو التفسير:
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ(117)﴾
مستحيل، هناك آياتٌ كثيرة، استمع إلى قول الله عزَّ وجل:
﴿
ثورات البراكين لا يعلمها إلا الواحد الديَّان، رماد بركاني حرارته ثمانمائة درجة، يتراكم أمتاراً فوق كل شيء، كل شيء يموت فوراً، هذه من فوقكم.
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(112)﴾
استمعت إلى خبر، سألوا عالماً كبيراً من علماء الزلازل في أمريكا: هل بإمكان العلم الحديث أن يتنبأ متى يقع الزلزال؟ فأجاب: لا، اسمعوا الآية الكريمة:
﴿ قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ(54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ(55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ(56)﴾
الله غفور رحيم، لكن إن لم تعد في الوقت المناسب فقد يأتي العذاب بغتةً، تصور بناء فيه مصرف بأول طابق وفيه مكتبة، وبيوت، البيت مطلي، وله جبصين، وأقواس، وقطع الأثاث موزعة فيه توزيعاً أنيقاً، وغرفة الطعام، وغرفة الضيوف، والمطبخ، والبرادات، والمكيفات، والثريات، خلال تسع وخمسين ثانية صار البناء كله طحيناً من الإسمنت، ويُخرجون منه الأشخاص قتلى أو جرحى أو ما شاكل ذلك.
﴿ إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ(85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ(86)﴾
أي أن هذه التي تعبدونها من دون الله أصنام، أحجار، أنتم نحتّموها، لا تسمع، ولا تبصر، ولا تجيب، ولا تتكلم، ضعيفة.
﴿ فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(87)﴾
فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ
أي ما قولكم؟ كيف تواجهون الله عزَّ وجل يوم القيامة؟ كيف تقفون بين يديه وقد عبدتم أحجاراً من خَلْقِهِ، كيف تقف بين يدي الله عزَّ وجل يوم القيامة وقد اتخذت آلهةً من دونه، ألا تخجل، ألا تستحي، شيءٌ لا يقدم ولا يؤخِّر.
﴿ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ(88)﴾
فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِِ
نظر إلى السماء وما فيها من آيات، وتعجب، كيف أن هؤلاء يعبدون أصناماً، وقد نسوا رب العالمين، نسوا الذي خلقهم من ماءٍ مهين، نسوا الذي أمدَّهم بالأولاد والبنين، نسوا الذي يسير الكواكب والمجرات، نسوا الذي ينبت النبات، نسوا الذي ينزل الأمطار، نسوا الذي يهبهم كل شيء، فقال:
﴿ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ(88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ(89)﴾
أي أنا ليس بي قوةٌ أن أذهب معكم إلى أعيادكم، كما جاء في بعض التفاسير، وبعضهم قال: ما دمت سأموت فأنا سقيم، عن كلٍ اعتذر عن أن يذهب معهم.
﴿ فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ(90)﴾
فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِم فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ
انطلقوا إلى الحقول والبساتين وتركوه..
﴿ فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91)﴾
معنى راغ أي ذهب خفيةً. سيدنا إبراهيم..
﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ(26)﴾
من آداب الضيافة في القرآن الكريم:
أي أن المُضيف لا ينبغي أن يذهب لإحضار الطعام بجلبةٍ وضجيج، كما يقول المضيف: أتحب أن نغديك؟ الضيف: لا والله تغديت، نحضر لك طعاماً يا أخي؟ فهذا لا يليق مع الضيف بل من آداب الضيافة أن تنسلَّ لتصنع الطعام، لا أن تحدث ضَجيجاً أو حركة لإحضار الطعام، راغ أي انسلَّ أو ذهب سريعاً..
حدثني أخ زار اليابان، هناك ديانة بوذية، وفي كل معبد صنم كبير جداً يزيد طوله عن ثلاثين متراً، بوذا متربِّع وجالس، يضعون أمامه أطيب أنواع الفواكه ليأكل في غيبتهم، والحقيقة أن الكُهَّان يأكلون هذه الفواكه، لأنه حجر، هذا تقليد، فمن عادة قوم إبراهيم عليه السلام أنهم يضعون أطيب الطعام وألذ الفواكه والثمار عند أصنامهم، ويذهبون إلى أعيادهم، ويعودون ليأكلوها، وقد تباركت بأصنامهم، جاءتها البركة، وهذه كلها خرافات.
أحد الأشخاص قرأ عن بعض الديانات: أن الله عزَّ وجل حينما خلق الأجناس البشرية، فالعرق الأسود كما يزعمون خلقهم، ونسيهم في المقلاة، والجنس الأبيض سلقهم سلقاً، والآخرون حمَّرهم تحميراً، ففي الديانات الأرضية الوثنية خرافات لا يعلمها إلا الله، ولكن الأديان السماوية من عند خالق الكون.
آلهة لا تنفع ولا تضر:
﴿ مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ(92)﴾
ولا حركة، ولا حرف، عندئذٍ..
﴿ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ(93)﴾
أمسك فأساً وضربهم حتى قطَّع رؤوسهم، ضرباً باليمين بعضهم قال: باليمين التي أقسمها:
﴿ وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ(57)﴾
وبعضهم قال: بيده اليمين، لأنها أقوى، وبعضهم قال: باليمين بالعدل، هذا صنم لا يقدِّم ولا يؤخِّر، لأن الله عزَّ وجل قال:
﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ(44) لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)﴾
أي بالعدل.
فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ
طبعاً هذه القصة جاءت هنا موجزة وقد وردت في أمكنةٍ أخرى مفصَّلة، فلما سألوه: من فعل هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ قال: بل فعله كبيرهم، أي وضع الفأس في عنق أكبر صنمٍ وقال: بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون، أيعقل أن نسألهم؟ لكن هل معقول أن تعبدوهم؟! أيعقل أن يعبد هؤلاء من دون الله عزَّ وجل؟ طبعاً هنا جاءت الآية مختصرة.
فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ
﴿ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ(94)﴾
معنى يزفون أي يسرعون، قال:
﴿ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ(95)﴾
أي هل يمكن ذلك؟! هناك قبيلة بالجاهلية اسمها ودّ صنعت صنماً من تمر فلما جاعت أكلته، فقال أحد الشعراء:
﴿ فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ(94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ(95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ(96)﴾
﴿ قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ(95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾
أي خلقكم وخلق هذه الأحجار التي نحتموها، أنتم مخلوقون، وهي مخلوقة مثلكم، وهو الخالق.
سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام واجه أمةً بأكملها، واجهها في مقدَّساتها، في أوثانها، في أصنامها، في معتقداتها، لم يكتف بمهاجمتها بلسانه، بل حطم أصنامها، ومن أجل أن تعلموا من هو الله رب العالمين الذي نعبده؟
الله ينجي دائما أنبياءه:
الله جل جلاله كان من الممكن أن ينجي رسوله بطريقةٍ أو بأخرى، قد يختفي، قد لا يستطيعون القبض عليه، قد يُضْرِمون النار فيُنزِل الله الأمطار فتطفئها، ولكن أراد الله عزَّ وجل أن يُريَ الناس من آياته فمكَّنهم من أن يقبضوا عليه أجل، مكّنهم من أن يقبضوا عليه، ومكّنهم من أن يتخذوا قراراً بإحراقه، ومكّنهم من أن يجمعوا الحطب، ويُضرِموا النيران، ومكّنهم من أن يلقوه في ذلك الجحيم، بكلمةٍ واحدةٍ قالها الله عزَّ وجل، قال:
﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ(69)﴾
لو قال كوني برداً لمات من البرد
لما سيدنا موسى كان باتجاه البحر، وخلفه فرعون، وما أدراكم ما فرعون؛ فرعون ببطشه، وحقده، وجبروته، وجنوده، وأسلحته، يتَّبع سيدنا موسى والذين آمنوا معه، فلما وصلوا إلى البحر، والتفتوا نحو أخراهم فإذا فرعون من ورائهم.
﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ(61)﴾
أي نحن قد انتهينا، فهذا البحر أمامنا، وهذا فرعون وراءنا، فأنت تعبد من؟ تعبد الله، قال:
﴿ قَالَ كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ(62)﴾
انتهى الأمر
﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ
دخل موسى وجماعته في هذه الطرق اليابسة، تبعهم فرعون، فلما خرج موسى مع أصحابه عاد البحر بحراً، وغرق فرعون وجنوده، وعندئذٍ قال:
﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ
قال:
﴿
الإيمان خيارُ وقتٍ فقط:
دققوا في هذه الكلمة: قضية الإيمان ليست أن تؤمن أو لا تؤمن، الأمر ليس كذلك أبداً، بل قضية الإيمان متى تؤمن؟ لأنه لابدَّ من أن تؤمن، لابدَّ من أن تؤمن بل في حالتين؛ إما قبل فوات الأوان، وإما بعد فوات الأوان، فقط هذه هي القضية، لابدَّ من أن تؤمن، فهذا الذي يقول للنار:
طبعاً هذه معجزة، لكن والله يا إخوان لكلٍ أخٍ كريم مؤمن كرامة، أحياناً الأمور تجري على خلاف منطق الأحداث، على خلاف قوانين الله عزَّ وجل، تجري الأمور هكذا من أجلك، إكراماً لك:
﴿ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمْ الْأَسْفَلِينَ(98)﴾
فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمْ الْأَسْفَلِينَ
يجب أن تعلم أن العاقبة للمتقين، أبداً، الأمور تدور وتدور، والأمور لا تستقر إلا على إكرام المؤمنين، إلا على إكرامهم، وعلى نصرهم، وعلى تأييدهم لأن الله معهم.
﴿ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمْ الْأَسْفَلِينَ(98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ(99)﴾
فما شأني وهؤلاء القوم؟! أي عافهم، وخرجوا من نفسه، قال بعضهم مستوحياً من هذه الآية: إذا الإنسان عاش بين أعداء، بين كفار عتاة، مصرِّين على كفرهم، فاتركهم، ودعهم.
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ
﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ(100)﴾
رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ
هنا السؤال: سيدنا إبراهيم تمنَّى أن يخلفه ولدٌ يدعو إلى الله من بعده، وهذه أمنيةٌ كل مؤمن أن يكون من نسله ولدٌ صالح يعلم الناس من بعده، لذلك سيدنا زكريا نادى ربه نداءً خفياً، طلب سيدنا زكريا من ربه أن يكون له ذرية صالحة، فهذا طلب مشروع، وأسعد الناس من وهبه الله ذريةً صالحة، تنفع الناس من بعده.
(( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ.))
فالولد الصالح من أكبر النِّعَمِ على الإنسان، أن يخلفك ولدٌ صالح يكون استمراراً لك بعد موتك.
﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِي(99) رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ(100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ(101)﴾
خاتمة:
والقصة لها تتمةٌ في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى عن ذرية إبراهيم، سيدنا إسماعيل، سيدنا إسحاق، وكيف جاءه هذا الغلام؟ وسوف ترون في الأسبوع القادم أعلى درجات العبودية لله عزَّ وجل، لكن الله عزَّ وجل لا يضيِّع المؤمن، يمتحنك ولكن لا يضيعك، يمتحنك، ولكن يدعمك، يمتحنك ولكن يقويك، فهنيئاً لمن كان مع الله، هنيئاً لمن أخلص لله، هنيئاً لمن اتَّبع رضوان الله، هنيئا لمن جعل همه مرضاة الله عزَّ وجل، هنيئاً لمن جعل كل قدراته في خدمة الحق، هذا هو السعيد، فهذه القصة:
﴿ وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ(83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(84) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ(85)أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ(86) فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ(87) فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ(88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ(89) فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ(90) فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ(91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ(92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ(93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ(94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ(95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ(96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ(97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمْ الْأَسْفَلِينَ(98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ(99). ﴾
وإن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم نتابع هذه القصة.
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين.