- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (037)سورة الصافات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون، مع الدرس السابع من سورة الصافات، ومع الآية الخامسة والسبعين:
﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ(75)﴾
وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ
1 ـ من شأن الإنسان الضعيف أن ينادي ربَّه القويَّ:
الإنسان لابدَّ من أن يُنادي، لابدَّ من أن يدعو، لابدَّ من أن يطلب، لابدَّ من أن يرجو، لابدَّ من أن يتوسَّل، لأن الإنسان خُلِقَ ضعيفاً؛ يصيبه ضعفٌ في جسمه، ضعفٌ في دخله، ضعفٌ في قوَّته، الإنسان في الأصل ضعيف، ومن شأن الضعيف أن يدعو، من شأن الضعيف أن يستجير، أن يستغيث، أن يطلب، أن ينادي، فهذا من شأن الإنسان، من طبيعة الإنسان، ما منَّا واحدٌ إلا ويدعو.
من هو المؤمن؟ هو الذي يدعو الله عزَّ وجل، من هو غير المؤمن؟ هو الذي يلتفت إلى غير الله، هو الذي يتضعضع لغير الله، هو الذي يرجو غير الله، هو الذي يُهْرِقُ ماء وجهه لغير الله، هو الذي يتمسكنُ لعبدٍ مثله لا يقوى على شيء.
الفيصل بين المؤمن وغير المؤمن أن غير المؤمن يدعو غير الله، وأن المؤمن يدعو الله عزَّ وجل، ثقة المؤمن كلها في الله عزَّ وجل، ثقة أهل الدنيا ببعضهم بعضاً، لذلك المؤمن موحِّد، والكافر مشرك، المؤمن يدعو من هو أهلٌ للدعاء، الكافر يدعو من هو ضعيفٌ لا يستجب له، لا يسمعه، وإن سمعه لا يستجيب له، لذلك دقِّق في كلمة:
وأنا في طريقي إلى المسجد خطر في بالي السؤال التالي: من هو أكمل المجيبين؟ ألم يقل الله عزَّ وجل:
2 ـ الله أكملُ وأكرمُ مجيبٍ:
من هو أكمل مجيب؟ هو الله جلَّ جلاله، فلماذا؟ لأنه يسمع دعاءك ولو دعوت بنفسك، سيدنا زكريَّا.
﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا(3)﴾
بإمكانك أن تضمَّ شفتيك، وأن تجعلهما لا تنبُسان ببنت شفة، وبإمكانك أن تدعو في سرَّك، تقول: يا رب أعني، يا رب أنقذني، يا رب لا تكلني إلى أحدٍ سواك، يا رب ليس لي أحدٌ سواك، يا رب أنا ضعيفٌ فقوني، يا رب أنا فقيرٌ فأغنني، يا رب أنا جاهلٌ فعلمني، بإمكانك أن تدعو وأنت ساكت.
لكن سيدنا يونس أين نادى الله عزَّ وجل؟ ناداه في بطن الحوت، في ظلماتٍ ثلاث؛ في ظلمة بطن الحوت، وفي ظلمة البحر، وفي ظلمة الليل، البحر فيه مكان دامس الظلام، ينعدم الضوء كلياً بعد مئتي متر تقريباً، فالحوت إذا غاص في أعماق البحر، ففي بطن الحوت ظلمة، وفي البحر ظلمة، والوقت ليل، فظلمة الليل، على ظلمة البحر، على ظلمة قلب الحوت
﴿ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ
فيا أخي المؤمن، هل تجد مجيباً كالله عزَّ وجل؟ يسمعك أينما كنت، أينما حللت، أينما ارتحلت، في يُسرك، في عُسرك، في غناك، في فقرك، في صحَّتك، في مرضك، الإنسان يحتاج إلى اتصال، إلى هاتف، إلى برقيَّة، إلى مخابرة، إلى صياح، إلى كتابة، إلى ترجمة أحياناً، أما الله عزَّ وجل وأنت ساكت يعلم السرَّ وأخفى، يعلم سرَّك ويعلم ما خفي عنك، ما معنى:
﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(43) فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى(44) قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى(45) قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى(46)﴾
أنا معكما، و:
﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ(61)﴾
إنهم لحقوا بنا، البحر أمامنا، وفرعون من ورائنا، فرعون، وما أدراك ما فرعون بقوَّته، وجيشه، وبطشه، وحقده، وجبروته..
﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ(61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ(62)﴾
سيدنا إبراهيم جاءه جبريل قبل أن يُوضَع في النار، سأله جبريل: ألك حاجة؟ قال: "منك؟ قال: "لا ليس مني، ولكن من الله" قال:
فهذه القصص ليست للاطلاع، هذه القصص القرآنيَّة للاعتبار، فسيدنا إبراهيم قبل أن يُلْقَى في النار، وسيدنا يونس وهو في بطن الحوت، وسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام وهو في الغار..
(( مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا ))
فأنت مؤمن، أما عندك ورطة إطلاقاً؟ أما عندك مشكلة؟ أليس لديك ضائقة؟ أما يلوح لك شبح مصيبة؟ لا يمكن إلا يكون لديك شيء من ذلك.
3 ـ الله يسوقنا إليه بالمصائب والابتلاء:
بالمناسبة؛ المتفوِّقون، المؤمنون الصادقون يزداد نشاطهم في الرخاء، وفي الطمأنينة، وفي الصحَّة، وفي الغنى، لكن ضعاف الإيمان الرخاء لا يناسبُهم، الرخاء يعني: الكسل، الرخاء يعني النوم، الرخاء يعني التواني، الرخاء يعني صلاة فيها تكاسل، الرخاء يعني غفلة عن الله عزَّ وجل، لذلك حكمة الله جلَّ جلاله ـ وهذا من فضله علينا ـ أنه يسوقنا إلى بابه بالمشكلات، والإنسان لولا المصائب لما اندفع إلى باب الله عزَّ وجل، لما اندفع إلى الله، وإلى رسوله، وإلى بيته، وإلى مجالس العلم، فهذه نعمة، لو تركنا الله عزَّ وجل هَملاً، وبقي الناس في غفلةٍ إلى أن جاء وقتهم المعلوم، فاستحقوا النار.
الله جلَّ جلاله مُرَبٍّ، هو ربُّ العالمين، معنى ربُّ العالمين، أي أنه يربي هذه النفس، ينقلها من حالٍ إلى حال، من طَوْرٍ إلى طور، من منزلةٍ إلى منزلة، من مرتبة الإسلام، إلى مرتبة الإيمان، إلى مرتبة الإحسان، إلى مرتبة الشهود، إلى مرتبة الفناء، إلى وإلى، ينقلك، يُقَلِّبُك.
أكثر شيء أنت أيها المؤمن تتعامل مع الله من خلال الدعاء.
هل أقول لكم كلمة أوضح من ذلك؟ إن الدعاء هدفٌ لذاته، وما يسوق الله للإنسان ما يسوق إلا كي ندعوه، إلا كي نتضرَّع إليه، إلا كي نُقبل عليه، إلا كي نتوسَّل إليه..
4 ـ الله يسمع:
الله يسمع، يسمعك في أشدِّ الحالات، يسمعك وأنت ساكت، فإذا خطر في بالك، أو إذا توجَّهت إلى الله في قلبك، وقلت: يا رب أنقذني ليس لي سواك، أنا عبدٌ ضعيف، فإذا قلت:
هذا شيء جميل جداً.
أليست لك مناجاة مع الله؟ أليست لك ساعة صفاء؟ ساعة إقبال وساعة دعاء؟
قلت لكم قبل قليل: المتفوِّقون المؤمنون الصادقون، وهم في جو الراحة النفسيَّة، والأمن، والدَّعة، فهذا يزيدهم شوقاً إلى الله عزَّ وجل، واجتهاداً في طريق الله عزَّ وجل؛ لكن الضِعاف إذا اطمأنوا، أو اغتنوا، أو أمورهم كانت ميسَّرة تماماً هذا من شأنه أن يقعدهم، أن يبطئ بهم السير إلى الله عزَّ وجل، لذلك فالله هو الحكيم يسوق لنا من الشدائد ما يدفعنا إلى بابه، ما يجعلنا نلوذُ به، نقبل عليه، نتوسَّل إليه، نعتمد عليه، نستغفره.
الشيء الثاني: أحياناً إنسان يسمعك، لأنه معك، وواقف بجانبك، تقول: أرجوك يا فلان؟ يقول لك: والله ما بيدي شيء، الأمر ليس بيدي، أتمنى والله، إذا ألمَّ وجعٌ بأحشاء الإنسان الداخليَّة، فمهما كان إنسان آخر يحبه وقريب منه يقول: العين بصيرة، واليد قصيرة، الأمر بيد الله عزَّ وجل، انتقلنا من صفة السمع، وهو في أرقى حالاته، أرقى حالات السمع أن يسمعك وأنت ساكت، يكفي أن تتوجَّه إليه بقلبك، يا رب ليس لي إلا أنت، يسمعك.
5 ـ الله يسوقنا إليه بالمصائب والابتلاء:
ولكن الله عزَّ وجل ليس فقط يسمعك، يسمعك وهو قادرٌ على كل شيء، قادر أن يوقف نمو الورم الخبيث بلا دواء، والله الذي لا إله إلا هو أشخاصٌ كثيرون أعرفهم، أُخِذَت خزعاتٌ من رئاتهم، أُخِذَت إلى بلدٍ غربي لتحليلها، فإذا مرضٌ خبيث من الدرجة الخامسة، ولا سبيل إلى بقائه حياً أبداً، لأن زرع الرئة ليس ممكناً حتى الآن، هذا الإنسان التجأ إلى الله، واعتمد عليه، وتوسَّل إليه، والله الآن هو حيٌّ يُرْزَق لا يشكو شيئاً، وقد مضى على هذه الحادثة أكثر من عشر سنين.
الشيء اللطيف أن الله ليس فقط سمعك، بل إنه على كل شيء قدير، يفتح المجاري، يحرِّك الأعصاب، يحرِّك العضلات، يذوِّب الجَلطة، يجعل الدَسَّام محكماً، هذا الذي حار به الأطباء، هذا الذي يقول عنه الأطبَّاء: الشفاء الذاتي، أي شفاءٍ ذاتي؟ إنه شفاء رب العالمين.
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ(78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ(79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ(80)﴾
ألا تحبُّ أن يكون الله معك؟ كن مع الله، ألا تحبُّ أن يكون الله جليسك؟ ـ
قلت لكم في الدرس الماضي على ما أعتقد: طائرةٌ على ارتفاع ثلاثة وأربعين ألف قدمٍ، فوق جبال الألب، احترقت، وانفجرت، وانشطرت شطرين، أحد الركاب سقط منها في مكان الانشطار، وظلَّ يهوي ثلاثاً وأربعين ألف قدمٍ، إلى أن سقط على غابةٍ مكسوَّةٍ بالثلج بسماكة خمسة أمتار، هذه الأمتار الخمسة مع مرونة الأغصان ـ أغصان السرو والصنوبر ـ امتصَّت كل هذه الصدمة والاندفاع، فنزل واقفاً.
وإذا العناية لاحظتك عيونُهـا لا تخشَ من بأسٍ فأنت تصانُ
وبكل أرض قد نزلت قفارها نم فالمخاوف كلهن أمـــــــان
إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان الله عليك فمن معك؟
6 ـ الله يحبّ ويرحم:
أحياناً شخص استمع إليك، أجل استمع إليك، وهو قادرٌ على أن ينقذك من ورطتك، لكنَّه لا يحبُّك، لا يرحمك، ربنا عزَّ وجل يستمع إليك، وهو قادرٌ على أي شيءٍ تطلبه منه، والله عزَّ وجل لحكمةٍ يريدها يخلق من الضعف قوَّةً، من الفقر غنىً، تجده فقيراً، عجيب أمره، فما هي إلا سنة أو سنتان حتَّى أصبح غنياً، ضعيف أصبح قوياً، عليل أصبح صحيحاً.
ربنا عزَّ وجل رحمنٌ رحيم، أنت مطلوب، أنا اخترت ثلاث صفات، أنه سميع، وأنه قدير، وأنه محب، هذا معنى:
فكم هو أحمقُ هذا الذي يتوجَّه لغير الله؟ كم هو أحمقُ هذا الذي يعلِّق آمالاً على غير الله عزَّ وجل؟ كم هو أحمقُ هذا الذي يبذل ماء وجهه لغير الله عزَّ وجل؟ كم هو أحمقُ هذا الذي يتضعضع لغنيٍّ يريد ماله؟ كم هو أحمق؟ اسأل الله من فضله..
ملك الملوك إذا وهــــــب لا تسـألنَّ عن السبب
الله يعطي مـن يشـــــــاء فقـف على حـدِّ الأدب
7 ـ إذا كان الله أكرمَ مجيبٍ فاسألْه الجنة:
اسأل الله من فضله، اطلب من الله كل شيء، إن سألت الله عزَّ وجل فاسأله الجنَّة وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، استعذ به من النار، وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، اسأله خير الدنيا والآخرة، اسأله ما سأله النبي عليه الصلاة والسلام، واستعذ به مما استعاذ به النبي عليه الصلاة والسلام:
(( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ، وَمَا لَمْ أَعْلَمِ ))
كن طمَّاعاً، هنا الطمع، فالطمع مع الله عزَّ وجل، كن طموحاً، لا ترضَ بالقليل.
سألت امرأةٌ أميراً عطاءً فأعطاها عطاءً كثيراً، فقال له وزيره:
﴿
إذا قال ملكٌ لرجلٍ: اطلب مني، فقال له: قلم رصاص يا سيدي، يقول له: قلم رصاص فقط؟ اطلب سيارة، اطلب بيتاً، اطلب منصباً رفيعاً، ملك يطلب منك أن تسأله فأكثر المسألة، فكيف إذا دعاك الله عزَّ وجل لتسأله، قال تعالى:
﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ(61)﴾
اطلب الجنَّة، اطلب سعادة الأبد، الآن نجد أشخاصاً يكتفي أحدهم أن يشتري بيتاً يؤويه، هذا كل مناه، فقط؟ هذا البيت، وهو يكتفي أن يتزوَّج هذه المرأة، انتهت كل طلباته من الله عزَّ وجل، ما أضعف هذا الإنسان، ما أضعف بصيرته، ما أقلَّ طموحه، إن كنت لا تعرف الله فاعرفه بأنه أكرم الكُرَمَاء.
إذاً أول نقطة: نعم المجيبون؛ لأنه يسمعك أينما كنت، يسمعك بلا كلام، يسمعك وأنت ساكت، والدليل سيدنا زكريَّا:
(( إِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا، وَهُوَ مَعَكُمْ ))
النقطة الثانية: لا يعجزه شيءٌ في السماوات ولا في الأرض، هناك أشخاص لضعف إيمانهم يقولون لك: ليس هناك أمل في أن أتزوَّج، فلماذا ليس هناك أمل لتتزوَّج؟ يقول لك: ما معي ثمن بيت، فما هذا الكلام؟ أنت أكرم من الله عزَّ وجل؟ عندما يريد الله فإنه يخلق لك شيئاً على غير قوانين الحياة، الله عزَّ وجل جعل للحياة قواعد، ويخرقها دائماً إكراماً للمؤمن "أبى الله إلا أن يجعل رزق عبده المؤمن من حيث لا يحتسب"
﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ
8 ـ عطاء الله خير ومنعه خير:
ومعنى مخرجاً أي: أن الأمر كان مغلقاً، نزلت فلمَّا استحكمت حلقاتها، أحياناً يكون هذا الطريق مغلقاً، فباب الوظيفة مغلق، لا تعيين لموظفين جدد، عمل حر غير متوافر، لا في شركة ولا في غيرها، وباب السفر موصد، ومثل ذلك الزواج، ولا أمل في شراء بيت، هذه استحكمت حلقاتها، يبدو أنك تطرق أبواب الأرض فتجد أنها كلها مغلقة، أما إذا طرقت باب السماء فُتِحَت لك كل الأبواب.
نزلت فلمَّا استحكمت حـلقاتها فُرِجَت وكنت أظنُّها أنها لا تفرجُ
هذا معنى قول الشاعر:
كن عن همومِك معرضــــــاً وكِـلِ الْأمور إلى القضـا
وأبـشــــر بخيــــرٍ عـاجـــلٍ تـنسَ بـه ما قد مضـــــى
فـلـربَّ أمــــــــــرٍ مُسـخـط لـك فـي عواقبه رضــــى
ولـربَّمـــــــا ضـاق المضيق ولـربَّمـــا اتّـسعَ الفَضـــــا
الـلــــــه يفعـل ما يشـــــــاء فــــــلا تـكوننَّ معترِضـــا
الـلــــــه عـوَّدك الجـميـــــل فقِـس عـلى ما قد مضــى
أنت مؤمن لك اتصالٌ بالله، مؤمن لك ثقةٌ بالله، مؤمن لك يقينٌ بحكمة الله عزَّ وجل، مؤمن لك يقين أنه يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعزُّ من يشاء، ويذل من يشاء؛ لكن بيده الخير، كلُّه خير، عطاؤه عطاء، ومنعه عطاء، وإذا كشف لك حكمته في المنع عاد المنع عين العطاء.
9 ـ المؤمن راضٍ عن عطاء الله ومنعه:
إذا كشف لك حكمته في المنع عاد المنعُ عين العطاء، والمؤمن يتلو قوله تعالى فيقشعرُّ جلده:
﴿ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(216)﴾
المؤمن مستسلم.
إذاً:
(( إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ اعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ. ))
﴿
(( لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ، وَمَا بَلَغَ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ. ))
هذا هو الإيمان، الإيمان طمأنينة، الإيمان تسليم، الإيمان رضى بقضاء الله وقدره، المؤمن دائماً يقول: يا رب أنا راضٍ بقضائك.
حدَّثني أخ طبيب في مستشفى، قال لي: والله جاءنا مريض معه ورمٌ خبيثٌ في أمعائه، وقال لي: إن هذا المرض من أشدِّ الأمراض إيلاماً، بل إنَّ معظم المصابين بهذا المرض مهما كانوا متجلِّدين يصيحون صياحاً عجيباً من شدَّة الآلام، قال: جاءنا مريضٌ مؤمن معه ورمٌ خبيثٌ في أمعائه، وقال لي: والله ما دخل عليه إنسانٌ إلا وقال له: اشهد أنني راضٍ عن الله، يا رب، لك الحمد، بقي أيَّاماً عدَّة في المستشفى وبعدها توفي.
ركنتم إلى الدنيا، إلى المال، إلى الطعام، إلى النوم، تركتم الصلاة، تركتم التفكُّر، التذكُّر، تلاوة القرآن، العمل الصالح، الله عزَّ وجل يقول:
﴿ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ(38)﴾
آية ثانية:
﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا(77)﴾
آية ثالثة:
﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ(60)﴾
﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ(76)﴾
قد يبتلى الإنسان بكرب عظيم، كرب لا يُحتمل، أمراض وبيلة، ذُل، إهانة، تقييد حريِّة، مسجون لمدة ثلاثين سنة ـ شيء صعب ـ في غرفةٍ صغيرة، وأحياناً يكون الكرب العظيم فقدَ الحريَّة، يكون الكرب العظيم مرضاً كبيراً، مرضاً خطيراً، أحياناً يكون الكرب العظيم ذُلاً، أو فقراً مدقعًا تشتهي أن تأكل التراب، أحياناً عضو من أعضاء الإنسان يتعطَّل، واحد أُصِيب مستقيمه بشلل، آخر مكان من الأمعاء الغليظة، إذاً: القذر لا يخرُج، عرضَ على إنسان عشرة آلاف ليرة كل شهر لينزل بإصبعه هذا القَذَر فرفض، فنعمة كبرى أن الإنسان يَخْرُج غائطه من دون مساعد، هذه نعمة لا يعرفها إلا مَن فقدها.
لو أن القناة الدمعيَّة سُدَّت لأصبحت حياة الإنسان جحيماً، دائماً الدمع نازل، والدمع قلوي، والجلد حسَّاس، دائماً في وجنتيه خط ملتهب، والقناة الدمعيَّة دقيقةٌ جداً، هل فقد البصر قليل؟ أو فقد السمع قليل؟ أو الشلل قليل؟ الإنسان ثقيل، كل مكانتك، وكل كرامتك، وكل محبة الناس لأنك تتحرَّك بنفسك، لو فُقِدَت هذه الحركة، والله لتمنَّى أقرب الناس إليك أن تموت، الله يخفِّف عنه، لم نعد نستطيع أن نتحمَّله، أقرب الناس إليك، ابنك الذي من صلبك يتمنى لك الموت، طبعاً فأنت محبوب لأن الله أعطاك قوَّة، ظلَّك خفيف لأنك خفيف، أما إذا أُصيب الإنسان بالشلل، وأصبح طريح الفراش، عندئذٍ يتمنَّى أهله ـ وأقسم بالله ـ يفرحون بوفاته، ولو لبسوا السواد، ولو أطالوا لحاهم، هذه مظاهر، لكنه إذا فقد الإنسان سمعه، أو بصره، أو قوَّته، أو عقله، إذا فقد عقله يخاف الناس منه، يحتاج إلى واسطة ليدخل مشفى المجانين، هذا كرب عظيم..
وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ
1 ـ الكرب العظيم:
الكرب العظيم يراه الناس رأي العين؛ فيضانات، أعاصير، الإعصار الذي ضرب أمريكا ترك خسائر تبلغ ثلاثين مليار دولار، أي بقدر نفقات حرب الخليج بالضبط، فيضانات، ألف وخمسمائة إصابة في الباكستان، فيضانات، صقيع أحياناً، وأحياناً حرائق، وأحياناً نزوح، حروب أهليَّة، أمراض، الإيدز هذا كرب عظيم، يقدِّرون بعد عدة سنوات أن يموت بالإيدز عشرون مليون إنساناً، انتشار الأمراض كرب عظيم، والوباء كرب عظيم، فيضان كذلك، ومثلها أعاصير، وكما قال الله عزَّ وجل:
﴿
هناك مدينة في إيطاليا اسمها ـ فيزوف ـ تقع بسفح جبل فيزوف في إيطاليا، ثار بركانٌ الساعة الثانية ظهراً، هذا البركان قذف حُمَماً من اللهب مع رماد بركاني، رفع الحرارة إلى ثمانمائة درجة، ومعه غاز خانق، فهذا الرماد تراكم فوق هذه المدينة ودمَّرها عن آخرها، بعد مئات الأعوام في أثناء التنقيب وجدوا مدينة، وهم يأكلون الطعام، هذا الرماد أصبح كالصخر، والأشياء التي كانت وقتها فراغات، حقنوها بالجبصين السائل، فإذا مشاهد لا تصدَّق، امرأةٌ تنحني على طفلها، أناسٌ يجمعون الحلي من الخزائن، مدينة جاءها الكرب العظيم بعد الظُهر، كل إنسان مات في حالة، حتَّى بعض الكلاب في حالة ذُعر، حتى المساجين في السجون، نقَّبوا في هذه المدينة كل شيء، كل شيء فيه فراغ حقنوه جبصيناً سائلاً، فلمَّا تجَّمد هذا الجبصين ظهر الشكل؛ طعامهم، شرابهم، حمَّاماتهم، قصورهم، بيوتهم، هذا كرب عظيم.
كذلك هناك زلازل تضرب المدينة بأكملها، أو قنابل نوويَّة كما جاء لمدينة هيروشيما، ثلاثمئة ألف قتيلاً في ثماني ثوانِ أصبحوا قتلى.
2 ـ لا ينجو الإنسان من الكرب العظيم إلا إذا كان مع الله:
إذاً: هناك كرب عظيم، فالإنسان لا ينجو من الكرب العظيم إلا إذا كان مع الله
اسمعوا الآية:
﴿ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ(77)﴾
وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ
لأن كل من ركب في السفينة التي صنعها سيدنا نوح نجا، ومن لم يركبها هلك، قال:
﴿ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرينَ(42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ(43)﴾
قيل: جاءت امرأةٌ لسيدنا نوح ـ هكذا تروي القصص ـ وقالت له: يا نوح، متى الطوفان؟ قال:
﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ(78)﴾
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ
السمعة الحسنة والذكر الجميل بعد الموت:
معنى هذه الآية أي تركنا له اسماً طيِّباً، وسمعةً حسنةً، وذكراً عطراً في الشعوب التي جاءت بعده، هذا شيء مهم جداً، فالإنسان يموت فإما أن يقال في كل مجلس: لعنة الله عليه، أو أن يُذْكَر بالحسنى، فجزء من إكرام الله للإنسان أن المؤمن يثني عليه الناس، له سمعةٌ طيِّبة، له ذكرٌ حَسَن، تتعطَّر المجالس بذكره، أما أهل الكفر والنفاق أينما حلوا يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، هنا:
﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ(78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ(79)﴾
في الدنيا والآخرة..
﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(80)﴾
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
1 ـ كن مع لله تلق التوفيق والنصر:
يا إخوان، العاقبة للمتقين، أنت ماشٍ مع رب العالمين، ماشٍ مع خالق الكون، إذا كنت معه فالعاقبة لك، ينصرك، ويؤيِّدك، ويوفِّقك، ويسدِّد خطاك، وهذا معنى قول الله عزَّ وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ۚ
قالوا: هذه معيَّةٌ خاصَّة، فهو معهم بالنصر، والتأييد، والتوفيق.
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ
فهذه معيَّة عامَّة، فالله حتى مع الكافر في المعية العامة، لكن:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ
2 ـ القصة قانون عامٌّ:
أروع ما في هذه الآية أن الله عزَّ وجل بعد أن قال:
﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ(14)﴾
أروع ما في القصَّة أن الله بهذا التعقيب جعلها قانوناً، معنى هذا أنت أيها المؤمن، أنتَ أنت، أجل أنت المعني بهذه القصَّة، أنت المُطالب بها، إذا جاءك كربٌ عظيم توجَّه إلى الله عزَّ وجل، واعتمد عليه، وتوكَّل عليه، ولذْ بحِماه، وقل: يا ربِّ ليس لي إلا أنت، من أجل أن ترى كيف أن الله جل جلاله يزيح عنك هذا الكرب العظيم.
هذه قصَّةٌ من أجل أن نعيشها، من أجل أن نمارسها، من أجل أن تكون لنا نبراساً في حياتنا، كلَّما ألمَّ بك شيء لُذ بالله عزَّ وجل، لذلك كان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمرٌ بادر إلى الصلاة، ليس لنا إلا الله عزَّ وجل، نحن عبيد، نحن ضِعاف، نحن مستضعفون، لكن الله هو القوي، لذلك: يا رب، كيف نضلُّ في هداك؟ وكيف نذل في عزِّك؟ وكيف نفتقر في غناك؟ وكيف نضامُ في سلطانك؟ يا رب حاش أن نضلَّ في هداك، وحاش أن نفتقر في غناك، وحاش أن نذلَّ في عزِّك، وحاش أن نضام في سلطانك.
هذا هو الإيمان يا إخوان، الإيمان أن تكون مع الله، أن تكون معه في طاعتك، وفي التجائك، وفي توكُّلك، وفي ثقتك به، هذا هو الإيمان، هذه القصَّة يجب أن تكون شعاراً لكل مؤمن:
(( للصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ. ))
وبين إنسان يكون أكبر كرب عظيم عنده الموت، إذ موته نهاية كل المتع، بداية كل التبعات.
طبعاً
﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ(1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ(2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ(3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ(4)﴾
وأنت كمؤمن الله يرفع شأنك، ويجعل لك ذكراً طيِّباً
(( فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ. ))
وهو يقوم بذبحه، فهل هناك إحسان؟ قال:
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا أضجع شاة، وهو يحد شفرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( أتريد أن تميتها موتتين؟ هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها؟ ))
هناك إحسان بالذبح إذاً، وإحسانٌ حتى بقتل العقرب، لا تعذِّبها، ضربة واحدة، إحسان في التربية، إحسان في البيع والشراء، إحسان في الكلام، والله عزَّ وجل أمرنا بالإحسان، إذا كنت محسناً فلا تخف، لأن الله عزَّ وجل معك، وسينجيك من الكرب العظيم، هذه قصَّة على إيجازها قصَّة موجزة جداً.. اسمها حدث واحد.
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين.