- ندوات تلفزيونية / ٠01برنامج ويتفكرون - قناة ندى
- /
- ٠1ويتفكرون 1
جهاز المناعة المكتسب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، و ارضَ عنا وعنهم رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة المشاهدون ؛ مع لقاء جديد نتحدث فيه عن إعجاز الله عز وجل من خلال خلق الإنسان ، وفي الإنسان جهاز بالغ الدقة خطير جداً تتوقف على سلامته حياة الإنسان ، إنه جهاز المناعة المكتسب ، هكذا اسمه في كتب الطب ، هذا الجهاز يشبه جيشاً عرمرماً ، فيه قيادات ، فيه فرق ، فيه خدمات ، هذا الجيش أول فرقة الكريات البيضاء ، لكن فرقة من هذه الكريات مهمتها استطلاعية استخباراتية ، مهمتها المعلومات ، وهذا حتى في الجيوش المعاصرة اسمه إدارة الاستطلاع ، فهذه الكريات البيضاء الاستطلاعية مهمتها معلومات، مهمتها شيفرات ، مهمتها خصائص ، فإذا حدث ودخل إلى الجسم جرثوم ، تتوجه هذه الكريات إلى هذا الجرثوم وتأخذ شيفرته الكيمياوية و خصائصه ونقاط ضعفه ، وتعود بالمعلومات إلى مركز اسمه العقد اللمفاوية ، هذا المركز بالحقيقة مصنع أسلحة ، هذه المراكز تصنع مصلاً مضاداً لهذا الجرثوم ، هذا المصل المضاد تصنعه ليكون سلاحاً فتاكاً بيد الكريات البيضاء المقاتلة . عندنا فرق استخباراتية ، فرق استطلاع ، الآن عندنا فرق مقاتلة تحمل هذا المصل المضاد لهذا الجرثوم ، وتنتقل به إلى الجرثوم وتقضي عليه . إذاً هناك فرقة استطلاعية ، وفرقة مقاتلة ، لكن هذا الجرثوم بعد هذه المعركة هناك مخلفات ، هناك جثث ، هناك دماء ، إلى آخره ، فلا بد من فرقة ثالثة فرقة الخدمات ، هذه تنظف الأرض ، تزيل الجثث وما إلى ذلك ، فنحن أمام جيش بالغ الدقة والتعقيد والإتقان ، هذا الجيش هو جهاز المناعة المكتسب .
لكن الشيء الذي يلفت النظر أن هذا الجيش - وهذه الخصائص له - يتمتع بذاكرة مذهلة ، فعندما يصاب إنسان بمرض معين ، ويصنع لهذا المرض مصل مضاد ، تركيب هذا المصل يحفظ في ذاكرته ، وقد يعود المرض بعد سبعين عاماً ، بعد سبعين عاماً المصل محفوظ في الذاكرة ، هذا اسمه المناعة ، الإنسان حينما يمرض ويشفى كوّن مناعة ، أي المصل المضاد لهذا المرض تركيبه جاهز ، لا يحتاج الجسم إلى البحث عن مصل مضاد آخر لهذا المرض ، المصل موجود يعطى من هذا المصل مضاداً حيوياً لهذا المرض .
قمع الخلايا السرطانية من قِبل صنف معين من الكريات البيضاء :
أيها الأخوة الكرام ؛ لا زلنا في قوله تعالى :
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾
لكن حينما يغفل الإنسان عن ربه ، يتبع شهوته ، يقيم مصالحه فوق مبادئه ، عندئذ قال تعالى :
﴿ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ﴾
إلا أن هناك حالة استثنائية هناك صنف من الكريات البيضاء تسمى اليوم كوماندوس باللغة الأجنبية ، وباللغة العربية المغاوير ، لها أوضاع استثنائية ، لها خصائص ، إن ثبت أن في الإنسان خلايا سرطانية ، هذه الخلايا السرطانية لها قامع يمنعها أن تتوالد ، هذا السلاح الأخير الكوماندوس مهمته أن يقمع هذه الخلايا السرطانية ولا يسمح أن تفعل فعلها، الخلايا السرطانية موجودة بكل إنسان ، إلا أن هناك قامعاً يقمعها أن تفعل .
الأشياء التي تدمر الجهاز المناعي عند الإنسان :
لكن العلماء استنبطوا أن هناك مواد عديدة لو تناولناها بكثرة لعل هذه المواد تزيل هذا القامع فينشأ السرطان ، من هذه المواد البترول ، من كان عمله في البترول في محطة بترولية للسيارات ، فلا بد من أن يكون دقيقاً جداً في تنظيف يديه قبل الطعام ، فإذا تسرب شيء من البترول إلى طعامه هذا البترول يزيل القامع ، هذه واحدة ، ومن المواد التي تزيل هذا القامع المواد البلاستيكية فنحن إذا استخدمنا المادة البلاستيكية في الأواني والأوعية بشكل حار ، الحرارة مع البلاستيك تذيب بعض ذرات البلاستيك ، وتدخل مع أغذيتنا ، أو المادة الحامضية ، أنا أنصح الأخوة المشاهدين في الأواني البلاستيكية ممنوع استخدام المادة الحامضية أو المادة الحارة ، المادة الحارة تذيب بعض ذرات البلاستيك والحامضية كذلك .
شيء آخر الخوف ، الشدة النفسية ، الحقيقة أن أجدادنا كانوا يتمتعون بصحة عالية جداً ، بعضهم علل لك أن حياتهم فيها جهد عضلي عال ، ومع هذا الجهد العضلي العالي راحة نفسية ، الحياة المعاصرة فيها كسل عضلي ، كل شيء أوتوماتيك ، كل شيء جاهز ، مع هذا الكسل العضلي يوجد شدة نفسية ، فأحد أكبر أسباب أمراض القلب راحة بالغة ، وشدة نفسية مؤلمة ، والأجداد تمتعوا بحالة نفسية رائعة ، معرفة لله ، استقامة على أمره ، تعاون ، تحابب ، تواصل ، وعندهم جهد عضلي عال ، فهذا الجهد العضلي العالي له فائدة إيجابية كثيرة جداً .
شيء آخر ؛ الحقيقة الدقيقة جداً والتي لا بد من ذكرها بالتفصيل أن الشذوذ يلغي هذا الجهاز المناعي ، لذلك كلما ازداد الشذوذ بالعالم ازدادت هذه الأمراض الخبيثة التي تنهي حياة الإنسان ، لذلك الاستقامة صحة ، وطاعة الله صحة ، والتعاون بين المؤمنين صحة .
نصائح طبيّة دقيقة :
آخر شيء أريد أن أقوله لكم من النصائح الطبية الدقيقة : ما من مادة غذائية إلا وفيها تغطية لوظيفة في الجسم ، والنصيحة الثانية كُل قليلاً .
(( ...حسب ابن آدم ثلاث أكلات يقمن صلبه ...))
والناحية الثالثة : ابذل جهداً ، والناحية الرابعة : ابتعد عن الشدة النفسية ، والحقيقة الدقيقة أن الشرك وضعف الإيمان مرتبط مع الشدة النفسية ، قال تعالى :
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾
أرجو الله عز وجل لأخوتنا التوفيق والنجاح ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .