- (007)-سورة-الأعراف
- /
- (007)-سورة-الأعراف
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الإخوة الكرام ، مع الدرس الثالث من دروس سورة الأعراف ، ومع الآية الرابعة ، وهي قوله تعالى :
﴿وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴾
مسائل لغوية متعلقة بالآية : وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ
1 ـ( كَم ) الاستفهامية ، و( كَم ) الخبرية :
أيها الإخوة ، نحتاج أحياناً لشرح الآيات إلى بعض قواعد اللغة ، كم في اللغة على نوعين ، تأتي كم استفهامية ، وتأتي كم تكثيرية ، أو خبرية ، فإذا سألتُ : كم كتاباً قرأتَ ؟ يقول لي : خمسة كتب ، هذه كم استفهامية ، أما إذا كان الذي أمامي قد قرأ كتباً لا تعد ولا تحصى ، يقول لي : كم كتابٍ قرأتُ ، هذه كم خبرية ، أو تكثيرية ، إذا كان الشيء يعدّ يذكر العدد ، فإن كان لا يعدّ تأتي كم التكثيرية أو كم الخبرية .
فالله عز وجل لأنه رب العالمين ، لأنه خلق الإنسان ليسعده في الدنيا والآخرة ، فإذا ضل الإنسان عن طريق سعادته ، وسلامته ساق الله له من الشدائد ما يحمله على التوبة .
وقد بينت في دروس سابقة كيف أن الله سبحانه وتعالى يتوب على عباده ليتوب عليهم ، أن يسوق لهم بعض الشدائد ليحملهم بها على التوبة ، أو يتوبون فيتوب عليهم أي يقبل توبتهم .
2 ـ المجاز في قوله : مِن قريةٍ :
إذاً
﴿ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ ﴾
وعندنا في اللغة أيضاً ما يسمى في المجاز ، فأحياناً يقول الله عز وجل :
﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾
القرية مكان ، والقرية جماد ، والقرية غير عاقلة ، والقرية لا تجيب ، أي اسأل أهل القرية ، ونقول أحياناً في بلاغاتنا اليومية : اجتمع مجلس الوزراء ، المجلس هو الكرسي ، هل يعقل أن تجتمع مقاعد الوزراء وتتخذ قرارات ؟! المقصود بالمجلس مَن على الكرسي ، هذا اسمه مجاز عقلي ، قد يعبر عن صاحب المكان بالمكان ، وقد يعبر عن الكل بالجزء ، وقد يعبر عن الجزء بالكل .
﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ ﴾
لا تدخل .
﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ﴾
ذكر الكل وأراد الإصبع الواحد ، الكل يحل محل الجزء ، والجزء يحل محل الكل ، والمكان محل السكان ، وهكذا ، هذا اسمه مجاز عقلي ، والكناية فرع من المجاز العقلي .
مثلاً :
وإذا المنية أنشبتْ أظفارها
المنية ليس لها أظافر .
ألفيتَ كلَّ تميمة لا تنفـع
شُبهت المنية بإنسان ، وحذف الإنسان ، وبقي بعض لوزامه ، أو شُبهت المنية بوحش ، وحذف الوحش ، وبقي بعض لوازمه ، وهو إنشاب الأظافر ، هذا بحث في البلاغة يطول في المجاز العقلي والكناية .
إذاً :
﴿ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ ﴾
أي كم من أهل قرية أهلكناها .
فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ
1 – ملمحٌ لطيف في الآية :
أيها الإخوة ، في القرآن ملمح دقيق جداً ، أهلكناها وانتهى الأمر ، قال :
﴿ فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴾
أي لم تهلك بعد ، كيف نوفق في الآية بين :
﴿ أَهْلَكْنَاهَا ﴾
والفعل ماضي ؟ ثم يقول الله عز وجل
﴿ فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴾
هناك ملمح دقيق جداً في هذه الآية ، حينما ترى مصيبة قد وقعت سأوضح لك الحقيقة بالمثل التالي :
هناك موظف حامت حوله الشبهات ، صار حوله لغط كثير ، هناك من يقول : يأخذ مالاً ليس له ، أو إنه يشترط على أية موافقة مبلغًا من المال ، صار حوله لغط ، و تساؤلات ، وهمس ، وغمر ، ولمز ، الإدارة العامة أجرت تحقيقاً سرياً ، أرسلت له من يدفع له المال ، فقبله ، أرسلت له من يطالبه بمخالفة للقانون ، فاشرط مبلغ من المال ، بعد غمز ، ولمز ، وتحقيقات ، وإشارات ، ولغط ، وبعد وفضيحة شاعت ، وبعد تحقيقات دقيقة ومتأنية ، ومديدة ، حتى اجتمعت الأمور ، والمعلومات الدقيقة على أنه ليس مستقيماً ، واجتمع مجلس الإدارة ، وطرح أمر هذا الموظف ، وكان من يدافع عنه ، ومعلوماته غير دقيقة ، والذي أدلى بالمعلومات الدقيقة ، وبالأدلة الدقيقة أيضاً ، فاتخِذ قرارٌ بالأكثرية بكف يده عن العمل ، وكلف أمين السر بكتابة مسودة لهذا القرار ، والقرار وقعت مسودته ، ثم كتب على الكمبيوتر ، ثم وقعت النسخة الأخيرة ، وعممت على كل الدوائر ، وبعدها صدر القرار بكف يده عن العمل .
الآن دقق ، هل كفُّ اليد عن العمل قرار طارئ ؟ لا ، إنه مدروس ، هل هو قرار صدر فجأة ؟ لا ، بل كان قبْله في دراسة طويلة .
هذا الكلام أسوقه كي تؤمن معي أن كل مصيبة وقعت ، ليست هذه المصيبة ارتجالية ، ولا مزاجية ، ولا طارئا ، بل هي مصيبة وقعت لحكمة بالغة ، وبعد دراسة وافية ، وبعد تعنت الإنسان ، وبعد استكباره عن أن يتوب ، وبعد مباهاته بهذا العمل السيئ ، وبعد إجراءات كثيرة تنبيهية ، وبعد تحذيرات ، وبعد أعمال عديدة لحمله على أن يكون صالحاً فلم يصلح ، فاتخذ هذا القرار .
2 – كل مصيبة بقدَر ولحكمة :
إياك أن تظن أن مصيبة كبيرة نزلت بإنسان ، قضية فجائية ، أو قضية مزاجية ، أو قضية طارئة ، الأمر أعقد من هذا بكثير .
﴿ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ﴾
ترى مجتمعا غارقًا في الربا ، غارقا في الزنا ، غارقا في الكذب ، غارقا في النفاق ، غارقا في القسوة ، غارقا في الظلم ، يجب أن تعتقد أن هذا المجتمع هالك عند الله ، لكن متى يأتي الإجراء الذي يجسد هذا الهلاك ؟ لا نعلم .
الفكرة دقيقة جداً ، حينما يشرد الإنسان عن الله ، وحينما يبتعد الإنسان عن ربه ، وعن منهج ربه ، وحينما يبني مجده على أنقاض الناس ، حينما يبني حياته على موتهم ، حينما يبني عزه على ذلهم ، حينما يبني غناه على فقرهم ، حينما تأخذه العزة بالإثم ، حينما ينصح فلا يقبل ، تقدم له المعلومات الدقيقة التي لصالحه ، فيرفضها حينما يركب رأسه ، عندئذٍ يصدر قرار من الله عز وجل بإهلاكه ، مع وقف التنفيذ ، يأتي التنفيذ بحكمة بالغة وبتقدير كبير .
لذلك :
﴿ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا ﴾
بعد أن صدر القرار بإهلاكها ، الآن بعد حين جاء تنفيذ هذا القرار .
لذلك إخواننا الكرام ، من أدق الأدعية :
(( اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، وابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيّ حكمك ، عدلٌ فيّ قضاؤك ))
(( أعوذ بنور وجهك التي أشرقت له السماوات والأرض ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن تحل بي غضبك ، أو أن تنزل بي سخطك ، أعوذ بك من فجأة نقمتك ، وتحول عافيتك ، وجميع سخط ، لك العتبى حتى ترضى ))
فجأة خثرة بالدماغ ، شلل ، هذه ليست جاءت فجأة ، أنت توهمتها فجأة ، بل للمعاصي ، والآثام ، أحياناً طبعاً ، نحن لا نحكم إلا على الظاهر .
3 – المصيبة إمّا ردعٌ أو رفعٌ أو دفعٌ أو كشفٌ أو قصمٌ :
إن المصائب أنواع ، لئلا يتوهم أحدكم أن الإنسان إذا أصابته خثرة فهو عاصٍ ، لا ، المعاصي أنواع ، هناك مصيبة دفع ، هذه مصائب المؤمنين ، يدفعه إلى بابه ، هناك مصيبة رفع ، هذه مصائب المتقين ، ليرفع درجته عند الله ، هناك مصائب ردعٍ للعصاة والمذنبين ، هناك مصائب القصم للمجرمين ، مصائب الأنبياء كشفٌ ، فإنهم ينطوون على كمال لا يظهر إلا في ظروف صعبة .
يذهب النبي عليه الصلاة والسلام إلى الطائف مشياًً على قدميه ليدعو أهلها إلى الإسلام ، ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، ليهديهم إلى سواء السبيل ، فيكذبونه ، ويسخرون منه ، يغرون أبناءهم كي يؤذوه ، فيسيل الدم من قدمه الشريفة ، فيأتيه ملَك الجبال ليمكّنه من أن ينتقم منهم ، فيقول : لا يا أخي ، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون ، هذه مصيبة ، ولكنها مصيبة كشف .
الأنبياء مصائبهم مصائب كشف لكمالهم ، والمؤمنون مصائبهم دفع إلى بابِه ، ورفع في مقاماتهم ، بينما العصاة والمذنبون مصائبهم ردع ، إن كان فيهم بقية خير ، أو قصم إذا كانوا قد شردوا عن الله شرود البعير .
لكن أحياناً قد يأتي مرض مفاجئ ، أحياناً إذا كان صاحب هذا المرض غارقًا في المعاصي والآثام ، والفسق ، والفجور ، والزنا ، نقول : هذا الذي جاء من الله هو فجأة نقمته وتحول عافيته ، سبقه تحذيرات ، وإنذارات ، ودعوة صامتة ، وتأديب تربوي ، وسبقه إكرام استدراجي ، وسبقته محاولات ، والله عز وجل حلم عليه ، وأمده ، وحذره ، فلما أصر على معصيته ، ونسي ربه ، وشرد عنه شرود البعير جاءت المصيبة .
إذاً : أخطر شيء في الإنسان أن يكون قد صدر قرار من الله بإهلاكه ، مع وقف التنفيذ ، هذا فجأة قد يكون حادث سير أحياناً يشله نصفين ، قد يكون مصيبة تودي بماله كله ، على كلٍ نعوذ بالله من فجاءة نقمته ، وتحول عافيته ، وجميع سخطه ، وله العتبى حتى يرضى لكن عافيته أوسع لنا ، قل هذا الدعاء :
اللهم إني عبدك ، وابن عبدك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيّ حكمُك ، عدل فيّ قضاؤك ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له نور السماوات والأرض ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن تنزل بي سخطك ، أو أن تحل علي غضبك ، أعوذ بك من فجأة نقمتك وتحول عافيتك ، وجميع سخط ، ولك العتبة حتى ترضى ، لكن عافيتك أوسع لي .
(( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليّ ـ أعترف يعني ـ وأبوء لك بذنبي ، فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ))
4 – فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا
إذاً :
﴿ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا ﴾
بياتاً في الليل .
إنّ الإنسان يأوي إلى فراشه ، يستقر في سريره ، السرير دافئ ، والبيت مريح ، وقد تناول طعام العشاء ، وكل شيء على ما يرام ، فجأة زلزال يجعل عالي المدينة سافلها .
والله سمعت عن إنسان في مدينة عربية أصابها زلزال ، من شدة الخوف الذي ملئ قلوب أهل البيت ، خرجت الأم ، وحملت وليدها الصغير على صدرها ، وانطلقت إلى الشارع من شدة الخوف نظرت إلى وليدها فإذا هو حذاء زوجها .
﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾
أحياناً نستمع إلى الزلازل ، إعصار تسونامي ، ساحل من أجمل سواحل العالم ، يرتاده كبار أغنياء العالم في عيد الميلاد ، البرد شديد بأوربا ، وثلوج ، وكذا في أمريكا ، فيأتون إلى منتجعات من نوع العشر نجوم ، لكنهم رأوا فيها نجوم الظهر ، فقد أتوا إلى بلاد الزنا ، والشذوذ ، والتعري ، إنهم أغنياء العالم ، فجاءهم زلزال تسونامي على قدرهم ، وأمامنا مشاهد كثرة ، فقد تجد جزيرة كلها نوادي للعُراة تغرق كلياً .
على كلٍ :
﴿ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ﴾
(( يا رب ، أي عبادك أحب إليك حتى أحبه بحبك ؟ قال : أحب عبادي إلي تقي القلب ، نقي اليدين ، لا يمشي لأحد بسوء أحبني ، وأحب من أحبني ، وحببني إلى خلقي قال : يا ربي إنك تعلم إني أحبك ، وأحبك من يحبك ، فكيف أحببك إلى خلقك ؟ قال : ذكرهم بآلائي ونعمائي وبلائي ))
يجب أن تذهب إلى المستشفى أحياناً ، هذا بلا رجل ، هذا معه مرض جلدي مخيف ، هذا معه فشل كلوي ، هذا معه تشمع كبد ، هذا معه خثرة بالدماغ ، أنت صحيح معافى ، يا رب أتم علينا الصحة .
فأحياناً المصائب مفيدة جداً ، تحدث قوة ردع المصائب ، وأحياناً النعم تحدث محبة لله عز وجل ، وأحياناً الآيات الكونية تحدث شعور بالتعظيم ، فكأن المؤمن يجب أن يعظم ربه أولاً ، وأن يخافه ثانياً ، وأن يحب ثالثاً .
5 – القرية مكان مثالي للمعيشة :
﴿ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ﴾
هنا إشارة إلى أن القرية هي المكان المثالي للمعيشة ، وبعض رؤساء الدول الكبرى في أوربا جمع عددا كبيرا من العلماء في منتجع ، وأقاموا فيه شهراً ليجيبوا عن سؤال واحد : لماذا انتشر العنف في العالم ؟ طبعاً الإجابات طويلة ، وأنا ذكرت بعضها في دروس سابقة ، لكن أشاروا عليه بأن التجمعات السكانية الكبيرة يضعف فيها الضبط الاجتماعي ، أما التجمعات القليلة فالضبط أشد بكثير ، فلذلك اقترحوا عليه ألا تزيد مدينة على 200 ألف إنسان ، أما 18 مليونا فشيء مرعب !!! ففي مثل هذه المدينة وحشة ، وأعمال عنف ، وجرائم ، واحتيالات ما لا سبيل إلى وصفه .
﴿ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا ﴾
هو نائم
﴿ أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴾
في وقت القيلولة ، يعني تأتي المصيبة فجأة ، يأتي المرض فجأة ، يأتي الزلزال فجأة .
6 – لا أحد يتوقع توقيت المصيبة والهلاك فاحذورا نقمة الله :
بالمناسبة : سبحان الله !
لحكمة أرادها الله أن الإنسان الذي وصل إلى القمر ، والذي وصلت مركباته إلى المشتري ، والذي نقل الصورة عبر القارات الملونة ، نقل الصوت ، اخترع الغواصات ، اخترع الطائرات ، البوارج ، اخترع أسلحة فتاكة ، لا يستطيع أن يتنبأ بالزلزال ، ولا قبل ثانية واحدة ، مع كل علمه ، بينما الدواب تتنبأ بالزلازل قبل عشرين دقيقة ، لذلك قلما تصاب دابة بأخطار الزلازل ، قبل عشرين دقيقة تنطلق بعيدة عن مكان الزلزال ، وفي بلدة واحدة في زلزال تسونامي رأوا الحيوانات تعدو مسرعة فقلدتها فنجت .
فقد تأتي المصيبة ليلاً ، وقد تأتي عصراً وقت القيلولة ، لذلك إذا رأى الإنسان أن الله يمده بالنعم وهو يعصيه فليحذره ، لا سمح الله ولا قدر أنْ تصيبه مصيبةٌ .
﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴾
وترون رأي العين الزلازل ، والفيضانات ، والصواعق ، والحروب الأهلية :
﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ﴾
هذه الصواعق ، ومعها الصواريخ .
﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾
هذه الزلازل ، ومعها الألغام .
﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ﴾
﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴾
(( رأس الحكمة مخافة الله تعالى ))
7 – طاعة الله وقاية من العذاب :
لذلك أنت حينما تطيع الله فأنت في ظل الله ، في رعاية الله ، في توفيق الله ، في حفظ الله ، في ذمة الله .
(( من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي ، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح ))
(( ابن آدم لا تعجز عن ركعتين قبل شروق الشمس وقبل غروبها ، أكفيك ما بينهما ))
إنسان صلى الفجر في جماعة ، وصلى قيام الليل ، وقرأ قرآن ، وذكر الله ، هذا في النهار في حصن حصين ، في توفيق ، في سداد ، في حكمة ، له هيبة
﴿ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴾
﴿ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾
الإنسان على نفسه بصيرة ، والإقرارُ سيد الأدلة :
ما معنى هذه الآية ؟ معنى هذه الآية أن الإنسان :
﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾
﴿ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ * انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾
هذا ذكرني بإنسان كان يتولى الدعاية بالدخان في الشاشات الغربية ، شاب في ريعان الشباب ، يرتدي الكوبوي ، ويركب على حصان ، ويدخن ويقول : تعال إلى حيث النكهة ، هي نكهة الخمر ، لأن معظم الدخان منقوع في الخمر ، هذا قبل أن يموت قال : كنت أكذب عليكم ، الدخان قتلني .
لذلك :
﴿ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾
عند الموت تنكشف كل الحقائق :
أنا أؤكد لكم أن أي إنسان على وجه الأرض من دون استثناء ، من أي دين ، من أي ملة ، من أي طائفة ، من أي مذهب ، ولو كان ملحدا ، عند الموت تنكشف له الحقائق التي جاء بها الأنبياء ، فيقول :
﴿ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴾
أليس من دليل أقوى من هذا الدليل ؟
لما أدرك فرعونَ الغرقُ قال :
﴿ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
أي إنسان من الستة آلاف مليون حينما يأتيه الموت يكتشف الحقيقة التي جاء بها الأنبياء ، لذلك :
﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾
النبي عليه الصلاة والسلام خاطب كفار قريش وهم قتلى فقال :
(( يا فلان ـ بأسمائهم واحداً واحداً ـ يا فلان ، يا فلان ، يا فلان ، يا فلان ، يا عتبة بن ربيعة يا صفوان بن أمية ، هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً ))
لقد كذبتموني وصدقني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس .
إياك ، ثم إياك ، ثم إياك أن تكون في خندق معادٍ للدين ، لأنك إذا وقعت في هذا الخندق هل تعلم من هو الطرف الآخر ؟ الله رب العالمين ، لذلك الله عز وجل توعد إنسانين بحرب منه ، الوعيد الأول في القرآن الكريم ، والثاني في السنة ، الأول :
﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾
آكلوا الربا ، وبالسنة :
(( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ))
إذاً :
﴿ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾
لكن متى ؟ بعد فوات الأوان .
خيارك مع الإيمان خيارُ وقت فقط :
إخواننا الكرام ، خيارك مع مليون موضوع خيار قبول أو رفض ، مع مليون إلا أن خيارك مع الإيمان خيار وقت فقط ، إما أن تؤمن في الوقت المناسب ، وتنتفع بإيمانك أو أن تؤمن بعد فوات الأوان .
مَن هو أكفر كفار الأرض ؟ فرعون ، الذي قال :
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾
والذي قال :
﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾
عندما أدركه الغرق قال :
﴿ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾
لذلك البطولة أن تضحك أخيراً لا أن تضحك أولاً ، ثم تبكي كثيراً ، من ضحك أخيراً ضحك كثيراً .
﴿ وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً ﴾
أما الأول فـ :
﴿ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً ﴾
كان فاسقا ، قويا ، غنيا ، يدخل إلى بيته فيضحك ضحك الحيوانات أحياناً ، لكن المؤمن يخاف في الدنيا ، فيضحكه الله في الآخرة .
﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾
فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا
ما هو البأسُ ؟
ما هو البأس ؟ هو قوة لا تقاوم .
مثلاً : الرشح مرض طارئ لأسبوع ، أحياناً كسر عظم فيُجبر ، هناك مئات الأمراض شفاؤها مضمون وسريع ، أما الورم الخبيث فهذا مرض قاضٍ ، فهناك أورام ، واحتشاء ، وخثرات بالدماغ ، وفشل كلوي ، وتشمع كبد .
فلذلك هذا هو البأس ، فهو قوة مدمرة لا تقابل ، ولا تقاوم ، زلزال تسونامي خلَّف خمسة ملايين متشرد ، و ثلاثمئة ألف قتيل ، ولا في عشر سنوات يمكن أن تقف هذه البلاد على قدميها ، هذا بأس ، فإما كوارث طبيعية ، أو أمراض وبيلة ، أو حروب أهلية كما تسمعون كل يوم .
أقسم لي إنسان التقى بي قبل أيام ، قال لي : بيني وبين أهلي عشرة كيلو مترات ، ومن أشهر مديدة لم أرَهم ، فلو ذهبت إليهم لكنت مقتولاً حتماً ، اشكروا الله عز وجل ، واسألوا الله أن يديم نعم الأمن والسلامة ، وأن يجعل هذا الأمن والسلامة في كل بلاد المسلمين .
﴿ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾
إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
1 – لا تستطيع خداع كل الناس لكل الوقت :
هذه الفطرة تستطيع أن توهم بعض الناس لأمد طويل بشيء ما ، وبإمكانك أن توهم كل الناس لأمد قصير بشيء ما ، أما أن توهمهم جميعاً لأمد طويل فهذا مستحيل ، أما أن تخدع نفسك ، أو أن تخدع ، أو أن تخدع ربك ولو لثانية واحدة فهذا من رابع المستحيلات ،
﴿ بَلْ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ﴾
2 – الإنسان ثلاثةُ أثلاث :
إخواننا الكرام ، الإنسان فيه ثلاثة أثلاث ، فيه ثلث يعرفه جميع الناس ، مهندس طبيب ، معلم ، طويل ، أبيض ، متزوج ، من سكان دمشق مثلاً ، وثلث ثانٍ لا يعرفه إلا أقرب الناس إليه ، زوجته ، وأولاده ، وجيرانه ، وشريكه في العمل ومن سافر معه ، ومن حاككه بالدرهم والدينار ، أما الثلث الثالث فلا يعله إلا الله ، والمشكلة دائماً في هذا الثلث .
قد يخطب الرجلُ بنتا فتجده ملاكًا ، سبحان الله ! تقول لك : مَلك ! بعد حين أصبح وحشًا ، كيف انقلب من مَلَك إلى وحش ؟ هذا من الثلث الثالث .
لذلك إذا أراد الإنسان أن يمدح إنساناً فليقل : أظنه صالحاً ، ولا أزكي على الله أحداً سيدنا الصديق لمّا ولى سيدَنَا عمر ، قال : << هذا علمي به ، يا رب ، لو سألتني : لمَ وليته ؟ أقول : يا رب ، وليت عليهم أرحمهم ، هذا علمي به ، فإن بدل وغير فلا علم لي بالغيب >> .
كن متأدباً مع الله ، فإن بدل وغير فلا علم لي بالغيب .
لذلك ورد :
(( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما ))
أيها الإخوة الكرام ،
﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴾
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنّ المُرْسَلِينَ
شبهة مدفوعة في نص هذه الآية :
التوفيق بين آيات إثبات السؤال وآيات عدم إثبات السؤال :
أحياناً يتوهم الإنسان أن في القرآن تناقضا ، يأتيك بقوله تعالى :
﴿ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً ﴾
﴿وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾
مرة سألني أخ عن هذه الآية ، قلت له : إنسان عليه مخالفة سير ، ثم ارتكب جريمة قتل ، حكم عليه بالإعدام ، وهو ذاهب ليعدم يقول أحدهم : عليه مخالفة سير ، لا يحاسبوه عليها ، هذه هو معفى منها ، لأنه سيعدمونه .
﴿وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾
﴿ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ﴾
لكن الله عز وجل يقول : أنا سوف أسأل الذين أرسلت إليهم رسلي ، هل استجابوا ؟ هل صدقوا ؟ هل آمنوا ؟ هل كذبوا ؟ وسأسأل الرسل : هل بلغتموهم ؟ هل طبقتم ما تقولون ؟ المتكلم له حساب ، تكلمت ، هل أنت مطبق لما قلت ؟ ألا تستحي مني ؟ ألا تستحي أن تقول شيئاً أنت لا تفعله ؟.
﴿ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾
فالمتكلم يُسأل له حساب ، والمستمع يُسأل ، هل طبقت الذي سمعت ، أم ماذا كنت تعمل ؟ .
أيها الإخوة الكرام ، الكفار في عهد النبي كانوا كفاراً ، وكانوا وقحين ، فلو رأوا في القرآن تناقضاً لما سكتوا ، ولكنهم كانوا عرباً ، وكانت لغتهم عربية ويعرفون آثار العربية .
بين السبب والفاعل :
حتى أوضح لكم هذا أضرب مثلاَ :
أحياناً تقول : هذا الطالب رسب في صفه ، ماذا تريد أن تقول ؟ كان كسولاً فاستحق الرسوب ، والذي جعله يرسب كسله فقط ، لو قلت بعد حين : إن إدارة المدرسة رسبته في الصف ، ماذا تقصد ؟ اتخاذ القرار بترسيبه ، إعطاءه جلاء الراسب ، هذا قرار يحتاج إلى منفذ ، فإذا عزوت الرسوب إلى الطالب فهو السبب ، وإذا عزوته إلى الإدارة فهي الفاعلة ، ولا تناقض بين الأمرين ، أنت قد تقول : هناك تناقض يا أخي ، فمرة قلت : الطالب رسب ، مرة قلت : الأستاذ رسبه ، لا تناقض أبداً ، إذا عزوت الرسوب إلى الطالب ، أي بسبب كسله رسب ، وإذا عزوت الرسوب إلى المدير ، معنى ذلك أنه اتخذ قراراً بترسيبه .
أحياناً تعزى المصيبة إلى الإنسان .
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُم﴾
ْ
أنتم السبب ، وفي آية :
﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾
من الله فعلاً ، لكن من الإنسان سببا ، فإذا كان الرجل عربيًا يتقن هذه اللغة فما عنده مشكلة أبداً ، هناك تنوع في العبارة ، أحياناً نقصد الفاعل ، وأحياناً نقصد المتسبب ، أما كفار قريش فلو رأوا تناقضاً لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها على النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول لك : أخذ بنتا عمرها 13 سنة ، هذا شيء ضمن العادات والتقاليد هناك ، ليس معنى هذا أنه تزوجها في هذه السن ، كان كبراء الأمة الناس يتقربون إليهم بتزوج بناتهم ، هو لم يقاربها إلا بعد أن بلغت ، لو كان في هذا الزواج مأخذا لأقام المشركون الدنيا ولم يقعدوها عليه ، فقد تكون بعيدًا عن العادات والتقاليد .
الآن مثلاً : من يستطيع أن يخاطب إنسانا كبيرا ، ويقول عنه : إنه جرثومة ؟ لا تستطيع ، أما أن يأتي شاعر كبير كأبي تمام ليخاطب المعتصم من أكبر خلفاء بني العباس ويقول له : أنت جرثومة الدين والإسلام والحسب
***
معنى الجرثومة وقتها أصل الشيء ، ما الآن الجرثومة معناها أصل المرض ، أي أنك علة المرض ، فالكلمة لها معاني عديدة .
حينما قال عليه الصلاة والسلام :
(( اللهم إن تهلك هذه العصابة لم يبق على وجه الأرض أحد يعبدك ))
العصابة جماعة الخير كان معناها سابقاً ، الآن المعنى : مجموعة لصوص وعصابة ، اختلف المعنى ، استعمار ، كلمة رائعة :
﴿ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾
أما الآن فهناك قوى غاشمة تنهب الثروات ، تقتل الناس ، كلمة استعمار بغيضة الآن ، أما أصلها فرائع ، فالإنسان لضعفه باللغة ، ولعدم اهتمامه بتطور الألفاظ قد لا يفهم بعض الآيات ، وقد يرى فيها بعض التناقض .
﴿ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ﴾
فَلَنَقُصَّنّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ
أعمالهم ، الآن أحدث طريقة في التحقيق أن تريه الصورة ، فتسكته :
﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى* قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾
الله معنا .
﴿ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ﴾
﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾
ومع المؤمنين بالتوفيق ، والنصر ، والتأييد ، والحفظ .
وفي درس قادم إن شاء الله ننتقل إلى قوله تعالى :
﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾