- ندوات إذاعية
- /
- ٠10برنامج فاسألوا أهل الذكر - إذاعة القدس
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المرسلين و على آله و صحبه كل أجمعين.
أيها الإخوة الركام:
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، أهلاً و مرحباً بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم اسألوا أهل الذكر.
أيها الإخوة:
روى أبو هريرة و عائشة رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان منذ قدم المدينة إلى أن توفاه الله سبحانه و تعالى، و قال الزهري عجباً من الناس كيف تركوا الاعتكاف و رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يفعل الشيء و يتركه و ما ترك الاعتكاف حتى قبض.
و روي عنه صلى الله عليه و سلم أنه إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شدّ المئزر بما ثبت من فضل عظيم و أجر كريم بالعشر الأواخر كما قال عليه الصلاة و السلام:
(( و آخره عتق من النار.))
عن فضل العشر الأواخر و استقبالها يحدثنا فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي الأستاذ و المحاضر بكلية التربية بدمشق، أستاذ مادة الإعجاز العلمي في الكتاب و السنة في كليات الشريعة و أصول الدين و خطيب جامع النابلسي.
السلام عليكم و رحمة الله أهلاً بكم أستاذ.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
و لتوجيه الأسئلة و المداخلات بالإمكان الاتصال على الرقم 4465564 و الفاكس 4448374، أستاذي الكريم شهر رمضان شهر كله خير، هو شهر فضيل، لكن ماذا عن فضل العشر الأواخر كيف نستعد لها ؟ كيف نستقبلها ؟ كيف نحياها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أستاذ زهير جزاك الله خيراً، في العشر الأواخر موضوعان أساسيان: موضوع الاعتكاف و موضوع ليلة القدر، النبي عليه الصلاة والسلام قبل البعثة كان يعتكف في غار حراء الليالي ذوات العدد، و الإنسان في زحمة الحياة، و في متاعب الحياة، و في ضغوط الحياة، و في هموم الحياة، تأخذه الحياة و ينسى سر وجوده و غاية وجوده، ينسى لماذا خلقه الله عز وجل ؟ ينسى الأمانة التي حمّله الله إياها، ينسى أنه مكلف أن يعرف ربه، و أن يعرف منهجه، و أن يطيع ينسى أن هذه الدنيا مزرعة للآخرة ينسى أن هذه الدنيا دار تكليف لا دار تشريف ينسى أن هذه الدنيا دار عمل لا دار أمل فالإنسان حينما تأخذه الحياة ويصبح رقماً لا معنى له وتصبح الهموم تحوطه من كل جانب في مثل هذه الأحوال الصعبة ينبغي أن يصحو ينبغي أن يخلو بنفسه ينبغي أن يراجع نفسه ينبغي أن يخلو مع ربه ينبغي أن يسأل الإنسان من أين وإلى أين ولماذا من أين جئت وإلى أين المصير ولماذا جئت ؟
الدكتور راتب: أستاذ زهير لا يصح عمل الإنسان إلا إذا عرف سر وجوده لعلي ذكرت هذا في لقاءات سابقة أن إنساناً سافر إلى بلد غربي ونزل في أحد الفنادق واستيقظ في صبيحة اليوم الأول وسأل إلى أين أذهب عجيب هذا السؤال نسأله نحن لماذا جئت إلى هذا البلد ؟ إن جئت سائحاً اذهب إلى المقاصف والمتنزهات وإن جئت تاجراً اذهب إلى المعامل والمؤسسات هذا الكلام معناه أنه لا يصح عمل الإنسان في مكان ما إلا إذا عرف سر وجوده في هذا المكان.
يعني لو أن طالباً ذهب إلى بلد غربي لينال الدكتوراه إذا كان هدفه واضحاً جداً جداً كل حركاته التفصيلية كل تصرفاته كل جزئيات حياته مربوطة بهذا الهدف، فإذا أراد أن يستأجر بيتاً يختاره إلى جانب الجامعة وإذا أراد أن يصاحب صديقاً يصاحب صديقاً يتقن اللغة التي هو بحاجة إليها لو أراد أن يقتني مجلة يشتري مجلة لها اتصال باختصاصه لو أراد أن يأكل يأكل أكلاً يعينه على الدراسة فالإنسان في زحمة الحياة وانشغالات الحياة وضغوط الحياة وهموم الحياة تأخذه الحياة وينسى حقيقة وجوده وينسى أنه مكلف وأنه إنسان متميز وأن الله سخر له ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه لابد إذاً من وقفة متأنية مع الذات لابد من اعتكاف لابد من طرح مشاغل الحياة جانباً لابد من الانسحاب من الهموم إلى حين ليعيد تشكيل نفسه، ليعيد برمجة نفسه ليعيد تخطيط المستقبل لنفسه من هنا كان الاعتكاف كان عليه الصلاة والسلام يعتكف الليالي ذوات العدد وأنا أقول إذا كان صعباً جداً أن تعتكف في رمضان أي أن تدع عملك وأن تأخذ إجازة لا أقل من أن يكون الاعتكاف جزئياً أن تكثر من الصلوات أن تكثر من التأمل والتفكر أن تكثر من تلاوة القرآن أن ترجئ المشكلات الطاحنة إلى ما بعد العيد.
الأستاذ زهير: هذه النصائح والتوجيهات أستاذ نشرحها الآن بالتفصيل ولكن بعد أن نأخذ أول اتصال يبدو أننا فقدنا الاتصال.
الدكتور راتب: إذاً الاعتكاف الانقطاع إلى الله عز وجل، الانقطاع إلى الله متأملاً متفكراً باحثاً دارساً تالياً لكتابه مقيماً لسلوكك باحثاً في العيوب والثغرات باحثاً في العقبات والصوارف عملية إعادة ترتيب عملية سد ثغرات وفتح منافذ إلى الله عز وجل.
الأستاذ زهير: الإنسان أدرى بنفسه ما الذي يحتاج إليه.
الدكتور راتب: مرة أحد أكبر زعماء غطفان جاء ليحارب النبي عليه الصلاة والسلام في الخندق وكان في خيمته فكر ساعة قال أنا لماذا جئت إلى هنا ؟ لأقاتل هذا الإنسان الصالح ماذا فعل هذا الإنسان حتى أقاتله ؟ هل سفك دماً حراماً ؟ هل انتهك عرضاً ؟ هل سلب مالاً؟ أين عقلك يا نعيم أيليق بك أن تفعل هذا ؟ وقف انتقل إلى معسكر المسلمين ودخل على خيمة النبي عليه الصلاة والسلام قال له النبي نعيم قال نعيم قال له ما الذي جاء بك ؟ قال جئت مسلماً. لحظة تأمل واحدة نقلته من الشرك إلى الإيمان وكان من أعظم أبطال الإسلام وربما كان أكبر سبب لانتصار المسلمين في الخندق ما فعله نعيم مع اليهود والمشركين، إذاً الاعتكاف أن تراجع نفسك أن تتأمل أن تمحص أن تعيد ترتيب أوراقك أن تقول من أنا لماذا خلقت ؟
الأستاذ زهير: هذه المسألة هذه برمجة هذه البرمجة نرجو أن توضحها للإخوة المستمعين بعد قليل نأخذ هذا الاتصال.
السلام عليكم أمين صيام ستة من شوال فرض عليه أن يصومها من ثاني يوم العيد ؟ أم ستة أيام من شهر شوال ؟
الدكتور راتب: الأفضل أن تأتي هذه الأيام عقب رمضان ولكن لا عليك أن تصومها في شهر شوال متتابعة أو غير متتابعة عدا اليوم الأول من العيد هذا يحرم الصيام فيه.
السلام عليكم خالد حديث يقوله أحد المنشدين يقول كان أعرابياً يطوف بالكعبة ويقول يا كريم فقال وراءه النبي يا كريم إلى نهاية الحديث آخر شيء ينزل سيدنا جبريل إلى الأرض ويقول لهذا الأعرابي أن لا يحاسبنا ولا نحاسبه. وهو منشور كثير وتتداوله الناس ويسمعونه هل هذا الحديث صحيح أم غير صحيح ؟
الدكتور راتب: قال تعالى:
﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً﴾
الحقيقة أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا مشى كأنه ينحط من صبب كان مسرعاً في مشيه وكانت السيدة عائشة تقول رحم الله عمر ما رأيت أزهد منه كان إذا سار أسرع وإذا أطعم أشبع وإذا ضرب أوجع وإذا قال أسمع. إذاً لم يؤثر عن النبي ولا عن الصحابة أنهم كانوا يمشون هوناً مع أن الآية الكريمة و هي القرآن الكريم يصف الله عباد الرحمن بأنهم يمشون على الأرض هوناً الحقيقة قال عن هذه الآية علماء التفسير معنى يمشون هوناً أي لا يسمحون للدنيا أن تأخذهم، لا يسمحون للدنيا أن تشغلهم عن هدفهم الكبير في الحياة، لا يسمحون لمصيبة أن تنهي وجودهم، لا يسمحون للدنيا أن تنسيهم الآخرة، يمشون هوناً إذاً لابد من وقفات تأمل، تأمل مع الذات لابد من وقفات مراجعة الحسابات تبيان الثغرات البحث عن حلول لابد من وقت تتصل فيه بالله عز وجل تناجيه تستغفره تسترجع في أقوالك فهذا الاعتكاف عملية خلوة مع الله عز وجل أو جلسة تأمل مع الذات أو مراجعة حسابات أو تفكر في خلق السماوات والأرض لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾
الأصل أن الدين معرفة الله بل إن معرفة الله أصل الدين والإنسان إذا عرف الله ثم عرف أمره تفانى في طاعته أما إذا عرف الأمر ولم يعرف الآمر هذا شيء وهذا شأن معظم المسلمين تفنن في التفلت من أمره عن طريق أحاديث ضعيفة وفتاوى وما إلى ذلك.
الأستاذ زهير: تأكيداً لما تفضلت به ينبغي أن يعرف الإنسان نفسه كي يعرف ربه هذه هي الدعوة إلى التأمل.
الدكتور راتب: يعرف أنه مخلوق أول رتبةً قال تعالى:
﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ﴾
يعلم أنه مخلوق في دنيا ليدفع فيها ثمن الآخرة.
الأستاذ زهير: اسمح لي أن نأخذ هذا الاتصال.
السلام عليكم أيمن أمي كانت عندما تلدنا كانت تقول على السبحانية سأذبح خاروفاً للست هل هذا جائز أم لا ؟
حجاب المرأة جائز أم لا، بالنسبة للمرأة سمعنا أنه إذا واحدة ما وضعت حجاب صيامها مقبول وأنا أعرف أنه يجب عليها السؤال هل مقبول صيامها أم لا ؟
الدكتور راتب: الاعتكاف تفكر في خلق السماوات والأرض الاعتكاف مناجاة لله الاعتكاف مراجعة الحسابات الاعتكاف عزم على متابعة السير إلى الله عز وجل، لذلك كان الاعتكاف انسحاباً مؤقتاً من زحمة الحياة من هموم الحياة من مشكلات الحياة وليس من وقت أليق بهذا المراجعة من رمضان لأن النبي عليه الصلاة والسلام حينما صعد المنبر قال آمين فلما صعد الدرجة الثانية قال آمين فلما صعد الدرجة الثالثة قال آمين فقال أصحابه بعد الخطبة علاما أمنت يا رسول الله قال:
((جاءني جبريل وقال لي رغم أنف عبد أدرك رمضان فلم يغفر له إن لم يغفر له فمتى. رغم أنف عبد أي خاب وخسر، فقال في الدرجة الثانية رغم أنف عبد أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين فجاء في الدرجة الثالثة وقال له رغم أنف عبد ذكرت عنده فلم يصلِ علي قلت آمين.))
إذاً المناسبة الوحيدة في العام لمراجعة الحسابات والتأمل في خلق الأرض والسماوات، المناسبة الوحيدة شهر رمضان ولا سيما العشر الأخير.
الأستاذ زهير: معنا اتصال.
السلام عليكم محمد عندي نصاب مثلاً خمسين ألف وحال عليهم الحول ونصابي برمضان لكن جاءني قبل شهر ميراث ثلاثمئة ألف أو هدية هل يجب أن أدفع فقط على النصاب أم على الكل الدفع ؟
عندنا بيت اشتريناه للسكن وبما أنه بعيد ما سكنا به عندما بعناه هل عليه زكاة ؟
الأستاذ زهير: كم سنة صار له البيت ؟
صار زمان اشتريناه قبل أن يحول عليه الحول بعناه منذ شهر هل عليه زكاة أم حتى يحول عليه الحول أو منذ وقت عرضه للبيع ؟
الأستاذ زهير: هل هناك إضافات أم نجيب عن الأسئلة.
الدكتور راتب: العشر الأخير من رمضان في موضوعان كما قلت في البداية موضوع الاعتكاف بقي موضوع ليلة القدر، ليلة القدر انطلاقاً من قول الله عز وجل:
﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾
المعنى المخالف أن نقدر الله حق قدره، المعنى الذي يلزم من هذه الآية أن نقدر الله حق قدره لذلك فرق كبير بين العابد والعالم ولعالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. الحقيقة ينبغي أن نعرف الله لذلك قال تعالى من بعض معاني هذه السورة لأنه لا يستطيع إنسان أن يقول معنى هذه الآية كلام الله لا يحده شيء يعني خواطر إيمانية حول هذه السورة:
﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)﴾
الألف شهر تساوي ثمانين عاماً وهذا أقصى عمر الإنسان أي لو أن الإنسان عبد الله ثمانين عاماً ولم يقدر الله حق قدره ما أفلح أما في ليلة واحدة وفي شهر واحد وفي عام واحد لو أنه قدر الله حق قدره عرف عظمة الألوهية عظمة الربوبية عرف أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى عرف أنه إله في السماء وفي الأرض عرف أنه إليه يرجع الأمر كله بيده مقاليد السماوات والأرض عرف أنه الإله الفعال فعال لما يريد عرف أنه هو الرافع والخافض وهو المعطي والمانع وهو المعز والمذل وهو القابض والباسط فحينما يعرف أن الله موجود وواحد وكامل ويعرف أن الله هو الخالق وهو المربي وهو المسير وعرف طرفاً من أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى يكون قد قدر الله حق قدره ومن لوازم معرفة الله طاعته من لوازم طاعته محبته لذلك ما عبد الله من أطاعه ولم يحبه وما عبد الله من أحبه ولم يطعه إذاً ليلة القدر ليلة ينبغي أن تكتمل فيها معرفة الإنسان بربه وتقديره له هذه الليلة خير من ألف شهر يتوقع أن تكون في رمضان عقب الثلاثين يوماً أو عشرين يوماً أو أربعة وعشرين يوماً أمضاها في الصيام نهاراً وفي القوم ليلاً فلعل الله سبحانه وتعالى يكشف له عن بصيرته بالمناسبة أحد الصحابة الكرام وهو سيدنا الصديق رضي الله عنه كان يمشي في طرق المدينة فرأى صحابياً اسمه حنظلة رآه يبكي قال يا حنظلة ما لي أراك تبكي ؟ فقال نافق حنظلة قال لما يا أخي ؟ قال له نكون مع رسول الله ونحن والجنة كهاتين فإذا عافسنا الأهل ننسى، فسيدنا الصديق من تواضعه وأدبه قال وأنا كذلك يا أخي انطلق بنا إلى رسول الله عرضا الأمر عليه فقال عليه الصلاة والسلام:
((أما نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا أما أنتم يا أخي فساعة وساعة لو بقيتم على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة ولزارتكم في بيوتكم.))
معنى ذلك أنك حينما تعتكف في المسجد وحينما تصلي في المسجد وحينما تقرأ القرآن الكريم في المسجد فهذا الاعتكاف مناسبة لتلقي تجليات الله عز وجل مناسبة لهبوط السكينة على قلب المؤمن فهذه السكينة يسعد بها الإنسان ولو فقد كل شيء ويشقى بها ولو ملك كل شيء.
في العشر الأواخر من رمضان ينبغي أن نعتكف وأن نتفكر في خلق السماوات والأرض، ملاحظة سريعة.
الأستاذ زهير: اسمح لي حتى لا أتأخر على الإخوة المستمعين.
السلام عليكم سجود، تعقيباً على حديث البارحة وهو الحديث عن غزوة بدر الكبرى بالإضافة لما ذكره الأستاذ هشام الحمصي عن الدروس والعبر الذي تعلمناها من غزوة بدر هناك درس في غاية الأهمية وهو التضرع لله وشدة الاستعانة فعلى الرغم من أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يطمئن أصحابه بأن النصر لهم حتى أنه كان يشير إلى أماكن متفرقة في الأرض ويقول هذا مصرع فلان وكان كما ذكر وعلى الرغم من ذلك رأيناه يقف طوال ليلة الجمعة في العريش الذي أقيم له يجأر إلى الله داعياً متضرعاً ضابطاً كفيه إلى السماء يناشد الله عز وجل أن يؤتيه النصر الذي وعده حتى سقط عنه رداءه وأشفق عليه أبو بكر، فالترع في الدعاء تلك هي وظيفة العبودية التي خلق من أجلها الإنسان وذلك هو ثمن النصر وما تقرب متقرب إلى الله بصفة أعظم من صفة العبودية، وما أنواع المصائب والمحن المختلفة التي تهدد الإسلام في هذه الحياة إلا أسباب وعوامل.
الأستاذ زهير: في أي سؤال أخت سجود.
يقال أن هذا طلباً ليس دعاء حبذا لو يوضح لنا الدكتور راتب ما هو الفرق بين الطلب والدعاء وما هو الدعاء ؟
الدكتور راتب: أنت حينما تقرا آية فيها أمر ماذا يقتضي أن تفعل ؟ أن تأتمر بما أمر الله وحينما تقرأ آية فيها نهي ماذا ينبغي أن تفعل ؟ أن تنتهي عما نهاه الله، وإذا قرأت آيةً كونيةً في القرآن الكريم ماذا ينبغي أن تفعل ؟ أن تتفكر في خلق السماوات والأرض ولعل النبي عليه الصلاة والسلام حينما يخلو بنفسه في غار حراء كان يتفكر، أنا أخاطب الإخوة المستمعين إن لم يتح لنا غار حراء ينبغي أن تكون زاوية في البيت هي غار حراء، وحينما لا يتح لنا أن نعتكف طوال العشر الأخير يمكن أن نقوم باعتكاف يومي جزئي فالاعتكاف الجزئي أفضل من ترك الاعتكاف وأن تكون جانب في البيت يشبه غار حراء أفضل من أن نلغي غار حراء كلياً نحن في العشر الأواخر ينبغي أن نزداد تأملاً ومعرفة بالله عز وجل وأن نزداد انقطاعاً له وأن ننسحب من بعض المشكلات والضغوط والصوارف والعقبات التي من طبيعة الحياة الدنيا هو شهر رمضان إعادة تأهيل شهر رمضان دورة مكثفة إعادة تأهيل أو ترميم أو دورة مكثفة أو مناسبة لقفزة نوعية إلى الله أو مناسبة للتوبة النصوح.
الأستاذ زهير: معنا اتصال.
السلام عليكم سامر الحج إذا إنسان استطاع الحج ولم يحج يخشى عليه أن يموت على ملة غير الإسلام، من يستطيع الباءة ولم يتزوج ويتوفى هل هو آثم ؟
فاصل قصير...
بسم الله الرحمن الرحيم نعود ونتابع برنامج اسألوا أهل الذكر.
الأستاذ زهير: كان عندنا اتصال من السيد خالد يقول هناك حديث أي أرجو إن كان هذا الحديث صحيحاً أن نعطيه طرف الحديث و أين يجده، قصة الأعرابي الذي كان يطوف و يقول يا كريم، فقال الرسول عليه الصلاة و السلام يا كريم، ثم قال قل لهذا الأعرابي ألا يحاسبنا و ألا نحاسبه، هل هذا حديث ؟
الدكتور راتب: هو حديث لا علاقة له بالصحاح، أي نحن بما أن الدين نقل، أخطر ما في الدين صحة النقل، و الأمة الإسلامية حينما أدخلت في الدين ما ليس منه تفرقت و تشرذمت و أصبح بأسها بينها، لذلك نحن نكتفي بالصحاح، و في الصحاح غنية، و الصحاح تجمعنا، و الصحاح تجعلنا على الطريق الصحيح، مثل هذه الأحاديث يرويها القصاصون في العصور السابقة، القصاص ليس منضبطاً لا بمنهج و لا بكتاب و لا بسنة و لا بعلم حديث و لا بعلم دراية و لا بعلم رواية، القصاص يريد أن يمتع الناس، أي كأن عمله فنياً، يريد أن يبحث عن قصة غريبة، عن قصة غير مألوفة، عن كلمة قيلت و لا ندري من قالها، فهو يريد إمتاع الناس و ليس يريدهم إعطاءهم العلم الصحيح، إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، أي لا نحاسبه و لا يحاسبنا، انتهى الدين، انتهت المسؤولية، هناك من يقول يا رب لا تسألنا عن شيء، إذا كان الله عز وجل يقول:
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)﴾
فكيف يتجرأ هذا الإنسان و يقول يا رب لا تسألني عن شيء، فهذا الدين ينبغي أن نجدده بمعنى أن ننزع عنه كل ما علق به مما ليس منه، فهذا الحديث حديث كما قلت في بداية السؤال.
اتصال: السلام عليكم من موفق، ما هو حكم مانع زكاة المال و صدقة الفطر، ما العلامات التي تدل على ليلة القدر هل هي رؤية منام ؟ هل هي تجليات ؟ ما هي إرهاصات هذه الليلة ؟ و مداخلة بسيطة إن المخاطر التي يتعرض لها المسلمون في كل مكان ما هي نهايتها، ما هي أخطارها على المسلمين ؟
الدكتور راتب: نهايتها بيدنا يا أخي هذه الأخطار.
الأستاذ زهير: السيد أيمن خليل يقول كانت أمي يقول إذا يسر الله هذه الولادة خاروف للسيدة زينب، أي بهذا اللفظ هل يترتب عليها ذلك، هل يعتبر ذلك نذراً ؟
الدكتور راتب: هو لعله نذر لكن النذر ينبغي أن يكون لله، أنا لا أعلم ما نيتها في قولها للسيدة زينب، أما إذا قالت أو نوت أن يكون هناك في هذا المكان و يوزع هناك ليس هناك من مشكلة، أما أن يقصد بذبيحة غير الله عز وجل، أو يقصد غير الله عز وجل فهنا المشكلة:
أخوف ما أخاف على أمتي من الشرك الخفي، أما إني لست أقول إنكم تعبدون صنماً ولا حجراً و لكن شهوة خفية و أعمال لغير الله.
ينبغي أن يكون هذا النذر لله وحده و لا أن يكون لغير الله عز وجل.
الأستاذ زهير: يسأل الأخ أيمن عن حكم الصائمة بلا حجاب ؟
الدكتور راتب: تماماً البيت يحتاج إلى أربعة جدران و سقف، الجدران لابد منها فما حكم بيت بلا سقف ؟ الجدران قائمة و تؤدي وظيفة لكن لابد من سقف، أي هذا الدين كل لا يتجزأ يجب أن نأخذه بكامله، لا أقول أو ندعه بكامله، أنا أقول ضمي إلى الصيام الحجاب، فكيف تستطيع فتاة مؤمنة كريمة أن تنعقد صلتها بالله عز وجل و هي تؤذي الشباب في كل لمحة يلمحونها، لأن الفتاة كلفها الله بعبادة لا تعلم قيمتها، إنها عبادة إعفاف الشباب فحينما تستر مفاتنها إلا لمن يحل له أن يستمتع بها كزوجها فقط عندئذ تكون من المؤمنات الطاهرات العفيفات المحصنات....لكن حينما تبرز الفتاة مفاتنها لكل من هبّ و دبّ فهي كأنها عامة، أصبحت مفاتنها لكل الخلق، هذا يسبب الفساد في المجتمع، و يسبب الفتن، لكن نقول لها ضمي إلى صلاتك الحجاب و لا أحد يجرؤ أن يقول دعي الصيام لأنك لست مسلمة، الصيام فرض نتمنى عليها أن تضم إلى صيامها الحجاب.
اتصال: السلام عليكم من محمد نبيل أريد أن أطلب من فضيلة الدكتور راتب شيئاً ليس من حقي و لكن أتمناه أن يهيئونا في آخر العصر لقبض الجائزة إن شاء الله، لا تدعنا في آخر العصر يا سيدي، نحن بحاجة إليك.
الدكتور راتب: نحن في لقاء آخر إن شاء الله يوم الخميس القادم.
اتصال من محمد نبيل: ثانياً سيدي أرجو من جنابك أن تقارن لنا شرعاً بين الإرهاب و الجهاد و السلام عليكم ؟
الأستاذ زهير: سؤال من الأخ محمد تيسير كان معه خمسون ألف ليرة حال على هذا المبلغ الحول لكن قبل شهر أخذ ميراث ثلاثمائة ألف أضيفت إلى المبلغ هل يجب أن تكون الزكاة على الثلاثمائة و خمسين أم على الخمسين فقط ؟
الدكتور راتب: أنا أنصح الإخوة المستمعين جميعاً في موضوع حسابات أموال الزكاة أن يلجؤوا إلى هذا الحساب البسيط جداً الواضح الذي يستطيعه كل إنسان، قبل أن أشرح هذا النموذج الجيد كل المبلغ على حدة متى قبضته ؟ ماذا أنفقت منه ؟ ماذا بقي منه ؟ كم يوم بقي على إنفاقه ؟ هذه عملية تحتاج إلى مجموعة من المحاسبين، لكن ماذا يمنع أن تحدد يوماً و ليكن في رمضان في واحد رمضان أو في آخر رمضان أو في منتصف رمضان تحصي كل ما تملك من أموال، من عروض تجارة، من ممتلكات يجب فيها الزكاة و أن تدفع عنها الزكاة، بصرف النظر عن المبلغ الذي قبضته قبل رمضان بيوم أو بصرف النظر عن الذي دفعته قبل رمضان بيوم هذه طريقة عملية واضحة بسيطة قريبة أي أنا في كل عام بيوم من الأيام أحسب ماذا أملك و أخرج عنه الزكاة، أما أن آخذ مبلغاً مبلغاً قبضت مئة ألف في واحد من الشهر السادس ثم دفعت منه عشرة آلاف ثم عاد إلي عشرين ألفاً تريد هيئة محاسبة، الأولى أن تحسب ما تملك في رمضان و أن تدفع عنه الزكاة دون أن تدخل في حساباتك تواريخ كل رقم، فقد تدفع مبلغاً قبل رمضان.
الأستاذ زهير: علمت أستاذي الكريم هناك بعض التجار و هم قلة يجرون حساباتهم يومياً و يحددون هذا مبلغ الزكاة. فإذا انتهى الشهر عرفوا تماماً كم هي زكاة مالهم خلال هذا الشهر، و أنفقوها مباشرة، أي لا ينتظرون أن يحول الحول فكل شهر بشهره، لكن حساباتهم تجرى كل يوم بيوم ؟
الدكتور راتب: هذا الإسلام لكل الناس لا لبعض التجار، الإسلام سهل، الإسلام بسيط، و الإسلام ينبغي أن يكون كاستنشاق الهواء، عملية سهلة، أنا أرى أن هذه القضية سهلة جداً، مادام الزكاة أساساً تدفع بعد حولان الحول، إذاً كأن التوجيه أن تدفع كل عام مرة، لكن لا عليك أن تدفع الزكاة مسبقاً، أي مثلاً أنا كتاجر أو كإنسان لي دخل معين، أفتح بحساباتي صفحة للزكاة، بعد أن أكون قد أديت زكاة مالي في العام الماضي بالتمام و الكمال، أنا الآن بخمسة عشر من شوال جاءني إنسان يحتاج لإجراء عملية لابنه، الحالة واضحة جداً و مؤثرة جداً مدروسة جاهزة، أدفع هذا المبلغ و أسجله في حساب الزكاة زكاة مسبقة للعام القادم، أنا أتلقى حالات طوال العام حالات مرضية، حالات فقر شديدة، إنسان يحتاج إلى أجرة بيت مثلاً، هذه الحالات سهل دراستها، لأنها تأتي متفرقة و تأتي بمناسبات، و الحالة معها دراستها تقريباً، فأنا ألبي كل هذه الحاجات على مدار العام آتي في الخامس عشر من رمضان فرضاً أحسب دفعت ثمانية آلاف أو عشرين ألفاً، زكاتي خمسة و عشرون ألفاً بقي عليّ خمسة آلاف، أنا يمكن أن أفتح حساباً للزكاة من أول شوال و حتى نهاية شعبان و أتابع القضايا بهدوء و بتؤدة و بدراسة مستفيضة و تحليلية و من يلوذ بي و من أعرفه و من لي اتصال به بهذه الطريقة تأتي الزكاة بمكانها الصحيح، و في واحد رمضان حينما أحسب زكاة أموالي قد يكون الحساب في زيادة عما دفعت أدفع الفرق، أما أن أحشر نفسي بأيام لأدفع مبلغاً كبيراً لابد من أن تكون الدراسة ضعيفة جداً و لابد من أن يحتال عليّ بعض الناس، و لابد من أن يقع في الحساب، لذلك أنا أرتئي أن يدفع الإنسان زكاته في رمضان و أن يدفعها على موجوداته في رمضان دون إدخال حسابات فرعية بتواريخ المبالغ التي قبضتها أو التي دفعتها، و الشيء الثاني أن أدفع الزكاة على مدى العام، تكون الدراسة جيدة جداً و عميقة.
آخر اتصال في الحلقة: من شما، السلام عليكم، أريد أن اسأل عن الاستخارة عن الدعاء، هل الدعاء ضمن الصلاة أم بعد الصلاة ؟
الدكتور راتب: يمكن أن يدعوه في السجود قبل أن يسلم.
أستاذ زهير: الأخ محمد يسأل كان عندهم بيتاً للسكن شروه قديماً لكن قبل فترة اشتروا بيتاً آخراً غيره و باعوه هل تجب عليه الزكاة، أي باعوا البيت الأول ؟ أي كان عندهم هذا البيت لم يسكنوا فيه لأنه بعيد أو لأسباب أخرى، اشتروا غيره لكن تم موجوداً، الآن بيع هذا البيت؟
الدكتور راتب: أنا سأوضح حالات الزكاة المتعلقة بالبيوت، البيت الذي أشتريه لأسكنه معفى من الزكاة، و البيت الذي أسكنه معفى من الزكاة سواء اشتريته لأسكنه فهو معفى أو أنا أسكنه فعلاً فهو معفى، البيت الذي أشتريه لأؤجره الزكاة على أجرته و ليس على ثمنه، أما حينما أكون ساكناً في بيت مستقراً فيه و أنوي أن أتاجر بالعقارات فأشتري بيتاً بنية أن أبيعه و اربح فيه عندئذ الزكاة على قيمة البيت بأكمله هذا هو الأصل، لكن يجوز أن تتحول النية من بيت أسكنه إلى بيت أتاجر فيه، أو من بيت اشتريته للتجارة فوجدت نفسي متعلقاً به فسكنته و استهلكته ممكن أن تتحول النية من نية إلى نية، هذا هو الحكم الشرعي.
أستاذ زهير: الأخت سجود تسأل أولاً ما أشارت به أخت سجود حول الملاحظة من دروس غزوة بدر شكراً لك لهذا التوضيح أما سؤالك عن الفرق بين الطلب والدعاء ؟
الدكتور راتب: الحقيقة لا أكون داعياً لله عز وجل إلا بشروط حينما أتيقن من وجود الله أولاً وأتيقن من أنه يسمعني ويعلم ما في نفسي وأتيقن أنه قادر على تنفيذ طلبي وأتيقن من أنه يحب أن يرحمني، فحينما أؤمن بوجوده وبسمعه وعلمه وبقدرته وبرحمته فأنا داع له هذا دعاء لذلك قال تعالى:
﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ﴾
بل إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول الدعاء هو العبادة، يعني مؤدى العبادة أن أدعيه وأناجيه وأستغفره وأسبحه وأوحده وأكبره وأهلله هذا مؤدى العبادة أما الطلب أنا قد أطلب منك شيئاً ولا أحبه لا سمح الله وأقد أطلب منك شيئاً وأعلم أنك لن تستطيع أن تؤديه لي وقد أطلب منك شيئاً لست محقاً به فالطلب حينما تسأل جهة أخرى هذا طلب أما الدعاء مقترن بالإيمان الكامل بوجود الله وبعلمه وبقدرته وبرحمته أنا أتوجه بالدعاء على الله وأنا موقن أن الله يسمعني وأنه قادر على تلبية دعائي وقادر على أن يفعل ما أريد ثم أنه يحب أن يرحمني.
الأستاذ زهير: ثم إن الدعاء إلى الله تعالى أما الطلب بين الناس.
الدكتور راتب: الدعاء الضمني قال تعالى:
﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3)﴾
من عظمة الدعاء أنه يمكن أن تدعو الله دون أن تحرك شفتيك الإنسان قد يكون في ظرف صعب جداً لا يستطيع أن يحرك شفتيه، أنا يمكن أن أدعو الله بقلبي دون أن يشعر بي أحد والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وعلم ما كان وعلم ما يكون وعلم ما سيكون وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، طبعاً الطلب مجرد جهة تسأل جهة إنسانين إنسان وقوي وإنسان وغني، غني وفقير.
الأستاذ زهير: السيد سامر يسأل من استطاع الحج ولم يحج ومن استطاع الباءة ولم يتزوج وتوفي ما حكم ذلك ؟
الدكتور راتب: الحج فرض أما الباءة ليست فرضاً الأمر بالزواج أمر ندب قال تعالى:
﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ﴾
هذا أمر ندب ومعنى أمر ندب أنه لا يترتب على تركه عقاب إذاً ليس فرضاً شيء آخر الناس حول الزواج يتفاوتون قال العلماء من طاقت نفسه إلى الزواج وخشي العنت أي الزنا فالزواج في حقه فرض وقبل أن يحج لو أنه يملك مالاً يحج به أم يتزوج نقول له تزوج. من طاقت نفسه إلى الزواج ولم يخش العنت الزواج في حقه واجب من يستطيع أن يعيش من دون زوجة منشغل في تحضير دكتوراه في تأمين مستقبل لا عليه أن يؤجل الزواج، إذاً بحكم الإباحة لكن من كان جاهلاً ويرتكب أخطاء ماحقة يضر بها نفسه فإذا تزوج آذى امرأة معه حملها ما لا تطيق عاملها بقسوة عاملها كسلعة هذا الزواج في حقه مكروه أما الذي يمكن أن يكون سبب شقاء زوجته الأبدي فالزواج في حقه محرم.
الأستاذ زهير: إحدى المستمعات اتصلت قبل البرنامج قالت الرجاء تفسير قوله تعالى إنه كان للأوابين غفورا.
الدكتور راتب: الأوابين جمع أواب والأواب صيغة مبالغة لاسم الفاعل آيب أب يؤوب إياباً أي راجع إلى الله فكل إنسان مرجعه هو الله هدفه هو الله عز وجل يهتدي بهدي الله يأتمر بأمر الله ينتهي عما عنه نهى الله يعني له مرجعية هي الله هذا الأواب أول جزاء له المغفرة يعني شديد الأوبة إما نوعاً أو كماً في كل قضية يرجع إلى الله أواب فعال صيغة مبالغة جمع أوابين فالذي يرجع إلى الله في كل شؤون حياته في طعامه وشرابه وزواجه وسفره وحله وترحاله ولهوه ومرحه وأيام حزنه وأيام فرحه هو أواب أو في معضلة كبيرة جداً استسلم لله عز وجل إما كماً أو نوعاً وهو الأواب والأواب له مغفرة من الله تعالى.
الأستاذ زهير: أيضاً فاكس وردنا قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً﴾
تفسير قوله تعالى مخلقة وغير مخلقة إلى قوله تعالى علمه شيئاً أيضاً تفسير هذه الآية
الدكتور راتب: هذه النطفة لها أطوار في الجنين البحث طويل جداً وأنا لي في القناة الثانية الخميس وغداً الجمعة والأربعاء القادم والخميس والجمعة حلقات في الإعجاز العلمي وأظن أن هذا الموضوع داخل في هذه الحلقة.
الأستاذ زهير: نحيل هذا السؤال إلى متابعة حلقات الإعجاز.
الأستاذ زهير: الأخ موفق يسأل حكم مانع الزكاة وصدقة الفطر.
الدكتور راتب: هذا حكم العاصي لفرض بالمناسبة إذا امتنع عن أداء الزكاة استخفافاً بها وإنكاراً لفرضيتها فقد كفر أنت حينما تمتنع عن فعل فريضة علمت من الدين بالضرورة فهذا كفر أما حينما يقصر في دفع الزكاة تهاوناً تكاسلاً شحاً هذا عاص ففرق كبير بين الكفر والمعصية، الكفر قطيعة مع الله كلية أما المعصية ترميمها سهل بالتوبة، أنا حينما لا أؤدي الزكاة استخفافاً بها وإنكاراً لفرضيتها فقد أنكرت ما علم من الدين بالضرورة أما حينما أقصر في دفعها أرجو أن أستغفر الله تعالى وأرمم ما سبق.
الأستاذ زهير: سأل عن علامات ليلة القدر.
الدكتور راتب: والله أنا بحسب مفهومي لليلة القدر ليس في هذه الليلة خوارق للعادات أما فيها معرفة برب الأرض والسماوات فالإنسان حينما يعرف الله ويصلح معه هو في قمة السعادة لأن المعرفة تورث سعادة كبيرة في النفس لو وزعت على أهل بلد لكفتهم إذا رجع العبد العاص إلى الله نادى مناد في السماوات والأرض أن هنؤوا فلان فقد اصطلاح مع الله كليلة فيها مزيد من الاتصال بالله مزيد من تلقي النفحات الإلهية مزيد من تلقي السكينة الإلهية في قلب المؤمن هذه ليس لها علامات صارخة أما ما يرويه العوام أنه في هذه الليلة الأشجار تسجد والأبنية تترنح هذا كلام عوام لا يقدم ولا يؤخر.
الأستاذ زهير: محمد نبيل طلب مقارنة بين المقاومة والإرهاب والتقى مع طلب الأخ موفق بتوجيه كلمة عن المخاطر الذي يتعرض لها المسلمون ؟
الدكتور راتب: أولاً أنا حينما أريد أن أستعيد أرضي أو ما سلب مني وفق منهج الله عز وجل فأنا في جهاد، حينما أريد أن أقاوم العدو الذي استباح أرضي وانتهك حرماتي ودنس معتقداتي وأراد أن يجعلني في محل لا يليق بالإنسان أنا حينما أقاومه فأنا مقاوم وأنا محترم في كل ثقافات العالم أما حينما أفعل شيئاً يضر بأبناء أمتي ويضر بقضيتي ويضر بسلامة أخواني المؤمنين هذا ليس مقاومة لكنه أقرب إلى العمل الذي يغضب الله عز وجل أنا لا ينبغي أن أعطي الطرف الآخر مبرراً لإيقاع أشد الأذى بالمسلمين إذا ما كان في عمل وفق منهج الله منضبط بالضوابط الشرعية له آثار سلبية كبيرة جداً يمكن أن ندفع ثمنها غالياً هل يسمى زعماء العالم الغربي الذين حرروا بلادهم إرهابيين يعني ديغول إرهابي الذي رفض احتلال ألمانيا لفرنسا حينما تحتل ارضي وتنتهب ثرواتي وحينما يذل شعبي وحينما يقتل أبنائي فأنا أقاوم هذه المقاومة حق مشروع في كل ثقافات العالم فضلاً عن الزاوية الإسلامية أما حينما أفعل شيئاً من دون ضوابط شرعية وهذا الشيء يجر البلاء الكبير على المسلمين ويعطي الطرف الآخر مبرر أن يسحق المسلمين فهذا ليس عملاً جهادياً ولا مقاومة هو نوع من الأنواع المرتجلة غير المدروسة و التي تعود على القضية العامة بالويلات.
الأستاذ زهير: بارك الله فيك أستاذنا جزاك الله عنا كل خير باسمكم جميعاً أيها الإخوة في نهاية هذه الحلقة نشكر فضيلة الشيخ الدكتور راتب الأستاذ المحاضر في كلية التربية أستاذ مادة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة في كلية الشريعة وأصول الدين وخطيب جامع النابلسي بارك الله فيكم وبعلمكم ونفعنا وإياكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.