وضع داكن
29-03-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 008 - الأنا بين الغرور وتحقيق الذات.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأتم الصلاة وخير التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم، اللهم صلّ وسلم وأنعم وأكرم على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
 السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم مستمعينا الكرام على الهواء مباشرة عبر أثير إذاعتكم حياة fm في مجلس العلم والإيمان، في رحلتنا في طلب العلم مع فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، فأهلاً وسهلاً بكم مستمعينا، ومرحباً بكم فضلية الدكتور محمد، أهلاً وسهلاً يا دكتور.
الدكتور راتب:
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع :
 دكتورنا الكريم، عنوان حلقتنا لهذا اليوم: " الأنا بين الغرور والأنا بين إثبات الذات " فبعض الناس بات يدافع عن الأنا، ويمجد الأنا، حتى بات مغروراً مستعلياً على الناس، وكأنه نسي قول النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكيناً ". ومن كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لم يدخل الجنة، وأن النبي لما طرق عليه الباب قال: من الطارق؟ قال: أنا، أنا فكأن النبي كرهها منه، وبعض الناس بات يبتعد عن الأنا خوفاً من تمجيدها، بات يحقر من ذاته وكأنه نسي قوله تعالى:

﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾

[سورة الضحى: 11]

 أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا أن كل واحد منا يحب أن يكون لباسه حسناً، وسمعته حسنة، الأنا بين الغرور وبين إثبات الذات، مع فضيلة الشيخ..

 

الإنسان هو المخلوق الأول عند الله :

الدكتور راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألوِيَتِه، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وُحول الشهوات إلى جنّات القربات.
 أخي الكريم بارك الله بك، وعلى هذا السؤال بالذات، قالوا: من عرف نفسه عرف ربه، البطولة أن تعرف من أنت، أنت المخلوق الأول عند الله، هذه الإيجابيات، لأن الله قال:

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾

[ سورة الأحزاب : 72 ]

 فمادمت أنت إنساناً كائناً من كان فأنت ممن قبِل حمل الأمانة في عالم الأزل، والذي حمل الأمانة في عالم الأزل مرشح أن يكون فوق الخلائق جميعاً والدليل:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾

[ سورة البينة: 7 ]

 لكن الإنسان حينما لا يحمل هذه الأمانة يخون الأمانة بالمقابل هو أسوأ مخلوق على الإطلاق، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾

[ سورة البينة: 7 ]

 فالإنسان بين أن يكون فوق الملائكة، أو أن يكون دون الحيوان، لذلك سيدنا علي له كلمة دقيقة جداً: رُكِّب الملَك من عقلٍ بلا شهوة، وركب الحيوان من شهوة بلا عقل، وركب الإنسان من كليهما، فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان، قال تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾

[ سورة البينة: 7 ]

 أنت مرشح أيها الإنسان أن تكون فوق الملائكة والأمر بسيط جداً، دقق قال تعالى:

﴿ وَمَن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾

[سورة القصص: ٥٠]

 عند علماء الأصول المعنى المخالف الذي يتبع شهوته وفق منهج الله لا شيء عليه، أريد أن أنزع من تصور أعداء الدين أن الدين حرمان، الدين كله قيود، الدين حدود وليس قيوداً، إذا كنت تمشي بطريق فلاة، وهناك لوحة مكتوب عليها: حقل ألغام ممنوع التجاوز، لا تعد هذه اللوحة إذا كنت مثقفاً حداً لحريتك، تعدها ضماناً لسلامتك، كل أوامر الدين لا تزيد عن أن تكون تعليمات الصانع، والإنسان أعقد آلة في الكون، ولهذه الآلة البالغة التعقيد صانع عظيم، ولهذا الصانع العظيم تعليمات التشغيل والصيانة، فانطلاقاً من حرصك على سلامتك، وعلى سعادتك، وبعبارة أخرى قد لا ترضي بعضهم: انطلاقاً من أنانيتك ينبغي أن تتبع منهج ربك.
المذيع :
 هذه تحتاج لتوضيح؟

 

مأساتنا الكبيرة أننا أضعنا الدنيا و الآخرة :

الدكتور راتب:
 إنسان دعك من حبه لغيره، لمن حوله، دعك من حبه لكل شيء، خلاف ذاته إذا كنت تحب نفسك فأنت حريص على سعادتها وسلامتها، ولهذا الخالق العظيم تعليمات السلامة والسعادة، فانطلاقاً من حبك لذاتك، من حرصك على سلامتك وعلى سعادتك، ينبغي أن تتبع تعليمات الصانع، لذلك تجد في العالم الغربي إنساناً، أكله معتدل جداً، مواعيده مضبوطة، يقوم بمعظم إيجابيات الدين، وأنا أقول كلمة دقيقة وأعني ما أقول: إيجابيات الغرب أساسها إسلامي دون أن يشعروا بذكائهم توصلوا إلى أن الصدق أفضل من الكذب، وإتقان البضاعة أفضل من عدم إتقانها، توصلوا بذكائهم إلى الاستقامة في العمل، لذلك دقق العمل العبادي أن تعبد الله، والعمل الذكي يلتقيان بالنتيجة، ويختلفان اختلافاً كبيراً بالبواعث، شخص يدقق في عمله، مدير عام مؤسسة يعدل بين العمال، يكافئ المحسن ويعاقب المسيء، ينضبط تماماً هو حفاظاً على منصبه، وعلى بقائه في المنصب، هذا عمل ذكي، يأتي مدير عام مؤمن يقيم الحق، يكافئ المحسن مثل الأول، ابتغاء وجه الله، الأول كسب الدنيا فقط أما الثاني فكسب الدنيا والآخرة معاً، أنا هذا إيماني، لذلك إيجابيات الغرب كلها إسلامية لا لأنهم يعبدون الله أبداً، بل لأنهم يعبدون الدولار من دون الله، أما مأساتنا الكبيرة فهي لأننا أضعنا الدنيا والآخرة معاً.
المذيع :
 ما هي النظرة الشرعية للأنا؟ هل الإسلام يحث الإنسان على أن يهتم بذاته أم بالأنا؟ دكتورنا كنت تتحدث عن الأنا وأن الفضيلة تقع بين سيئتين، وبعض الناس ممكن أن يؤله الأنا، وبعضهم يحقر ذاته..

الموضوعية قيمة أخلاقيّة و علميّة معاً :

الدكتور راتب:
 أقول والله هو المستعان أن الموضوعية قيمة أخلاقية وقيمة علمية معاً، فأنت إذا كنت موضوعياً كنت أخلاقياً، وإذا كنت موضوعياً كنت عالماً.
المذيع :
 ما المقصود بالموضوعية؟
الدكتور راتب:
 أن تعطي الشيء حجمه الحقيقي، فإذا بالغت في حجمه وقعت بالمبالغة والغرور، وإذا قللت من شأنه وقعت في الاحتقار، فالإنسان بين حدين؛ بين حد الغرور أن يؤله ذاته، أن يرى نفسه فوق البشر، أو أن يحتقر نفسه، أما الاحتقار فيضعف لك الصلة بالله، قد ورد في السنة أن أيها الإنسان نفسك مطيتك إلى الله فارفق بها، أنت بشر، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم إنني بشر"، أي يشتهي الطعام، يشتهي المرأة:

(( إنما أنا بشر، أرضى كما يرْضى البشر، وأغْضَبُ كما يغضب البشر ))

[مسلم عن أنس بن مالك]

 لا تلغ بشريتك، الله أودع فيك الشهوات، ولكن الرأي الدقيق وما أودع الله فيك الشهوات إلا لترقى فيها إلى رب الأرض والسماوات.
المذيع :
 ما تفسير ارفق بنفسك؟

 

ضرورة الرفق بالنفس :

الدكتور راتب:
 يوجد حالة مرضية اسمها: جلد الذات، نحن لسنا جيدين، على مستوى الأمة العربية أينما تجلس يوجد اتهام للذات، والله عندنا فضائل بالعالم الإسلامي تفوق الغرب بمليار مرة، نحن لا نعرف شيئاً ألفناه، مثلاً شخص زوجته صالحة، ذهب إلى أمريكا، غاب شهرين بأكملهما، ولا ثانية واحدة يخطر في باله أن دخل إلى بيته شخص غريب، والتقى بزوجته، هذه نعمة كبيرة جداً، لكن لأنه ألفها نسيها، أنا أتمنى أن نعمل توازناً، هذه النعم التي أكرمنا الله بها.
 كنت في أستراليا وحينما غادرتها ودعني رئيس الجالية هناك، وبكى، صار هناك ألفة بيننا ومحبة، تألم من مغادرتي لأستراليا، وقال لي: بلغ أخواننا في الشام أن مزابل الشام خير من جنات أستراليا، وأنا على الشبكية أستراليا جنة، قارة فيها ثمانية عشر مليوناً، فيها صحارى، فيها غابات، فيها جبال، فيها ثلوج، فيها سواحل، قارة بأكملها وفيها مما تشتهي، والله حجم الفواكه لا يصدق، التربة في الشرق الأوسط وأمريكا وأوروبا استهلكت مدة ألفي عام، هناك التربة من مئتي سنة فقط، أي الفاكهة ثلاثة أضعاف حجمها، يوجد رخص كبير جداً، لما سألته لماذا؟ قال: لأنك وأنت في استراليا ابنك 50% ملحد، 50% شاذ، وإن لم تصدق فاسأل.
 هذه هي المشكلة، نحن عندنا إيجابيات، نحن عندنا أب، والأب أب عندنا، والأم أم، والزوجة زوجة، والأخت أخت، كم أخت باعت بيتها من أجل أخيها؟ لتزوجه، والله يوجد قصص أقسم بالله أنا زرت إنساناً بحمص بقي بفراشه ستاً وثلاثين سنة، تخدمه زوجته، طريح الفراش، أي زوجة تقبل هذا الشيء؟ عندنا علاقات متينة جداً يجب أن نفتخر بها، ونرفع رأسنا.
المذيع :
 يجب أن نعزز الإيجابيات.
الدكتور راتب:
 عندنا إيجابيات لا تعد ولا تحصى.
المذيع :
 نخاف إن بقينا نعزز أنفسنا وهو عكس جلد الذات أن نصل إلى مرحلة الغرور.
الدكتور راتب:
 سيدي التوازن، أنت لا تتغافل عن الأخطاء ولا السلبيات، ولا تتغافل عن الإيجابيات، إذا فعلت ذلك توازنت، أما شخص يحتقر ذاته دائماً، فهذا ليس تواضعاً بل مرضاً.
المذيع :
 بعض الدعاة يتلفظون بكلمات فيها احتقار للذات، مثلاً يقول للناس: والله لولا ستر الله لما رضي أحدكم الجلوس معي لكثرة ذنوبي ورائحتها، هل هذا من باب التواضع؟

على الداعية أن يكون ظاهره كباطنه :

الدكتور راتب:
 من باب الخطأ، أنا كيف أحترم الشيخ إذا هو في بيته لا يطبق دينه، عفواً سيدي أنت تقبل طبيباً معه بورد لا يصلي، أو له علاقات لا ترضي الله، تريد فقط علمه، تقبل من مهندس علمه، ولا يهمك استقامته، لكن أي إنسان في الأرض لا يقبل من رجل الدين إلا أن يكون ظاهره كباطنه.
المذيع :
 يتلفظ بعبارات ظاناً أنها تواضع لكنها تحقر من ذاته، بالمقابل بعض من يعمل في الدعوة يتحدث كثيراً عن نفسه، أنا أتممت حفظ القرآن في سن السابعة، أنا درست على يد فلان، أنا حصلت على شهادة كذا، هل هذا تعظيم للذات؟

على الإنسان أن يعزو الفضل لأهله :

الدكتور راتب:
 إذا قالها مفتخراً ومعتزاً ومتعالياً غلط، أما إذا قالها تواضعاً واعترافاً بفضل فلان، الله أكرمني نلت دكتوراه، أكرمني الله تعرفت على شيخ صالح، عندما تقول: الله أكرمني توازنت، أن تعزو الفضل لأهله.
المذيع :
 توازن، أن يرى السلبيات والإيجابيات.

 

الإسلام قيم أخلاقية :

الدكتور راتب:
 هذا الدين الذي أنت متمسك به، وأنت تجلد ذاتك، وأنت ضمنه، هذا دين غير صالح لتطهير الذات، الناس يجب أن يشاهدوا صدقك، هذا النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء برسالته ماذا قالت عنه خديجة: كان صادقاً، نعرف أمانته، وصدقه، وعفافه، ونسبه، عندما سئل سيدنا جعفر رضي الله عنه حينما سأله النجاشي عن الإسلام، فقال:

(( أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه...))

[ ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب ]

 إن حدثكَ فهو صادق، وإن عاملتهُ فهو أمين، وإن استثيرت شهوته فهو عفيف، وتاج فوق كل ذلك نسبه.

(( ... فدعانا إلى الله لتوحيده، ولنعبده..)

[ ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب ]

 الإسلام قيم أخلاقية، ما قال له: صوم وصلاة وحج وزكاة، هذا الإسلام، هذا اسمه العبادة التعاملية، وأخي الكريم من الأخير إن لم تصح العبادة التعاملية العبادة الشعائرية لا قيمة لها إطلاقاً، أتمنى من الأخوة المستمعين:

(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))

[ سنن ابن ماجه عن ثوبان ]

 راحت الصلاة، الصوم:

(( مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ، فَليسَ للهِ حاجة فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ))

[البخاري عن أبي هريرة ]

 راح الصوم والحج كذلك، والزكاة كذلك.
المذيع :
 الله يفتح عليك، أهمية التوازن في هذه القضية مهم، حينما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم:

(( لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ))

[‏مسلم عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]

 يخشى الإنسان إذا حاول أن يبحث عن الأنا أن يقع بالغرور كيف ذلك؟

 

أمراض النفس لا يتاب منها لأن الإنسان ألفها واعتبرها جزءاً من وجوده :

الدكتور راتب:
 إذا عندك غشرة ضيوف، و لا يوجد عندك شيء لتضيفهم، ولكن عندك كيلو لبن، تضيف له أربعة أمثاله ماء صار عيران، ومع الثلج شراب رقم واحد، كم ضعف أضفت؟ أربعة أمثال من الماء، لكن هل يتحمل كيلو اللبن نقطة كاز واحدة؟ تلقيه في المهملات، الكبر هذه النقطة تفسد العمل:

(( لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ))

[‏مسلم عن ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]

المذيع :
 أخشى أن أقع دون قصد بالكبر.
الدكتور راتب:
 دون قصد هذا سؤال دقيق جداً، لا يوجد إنسان يتكبر وهو يعلم أنه متكبر، يغفل، لو علم المتكبر أنه متكبر لا يتكبر، المشكلة أن أمراض النفس لا تراها مرضاً، تراها طبيعة في الإنسان، أمراض الجسم من السهل أن تعالجها، ورم صغير يعالج باستئصال مثلاً، هناك آلام مستمرة في المعدة تعالج، بموضوع معين، أمراض الجسم سهلة جداً، أعراضها ظاهرة وسلبية كلها وتعالج، أمراض النفس لا يتاب منها، لأن الإنسان ألفها، واعتبرها جزءاً من وجوده.
المذيع :
 كيف يحذر الإنسان؟

 

طلب العلم سبيل الإنسان للتخلص من الغرور :

الدكتور راتب:
 يجب أن يطلب العلم، هنا وصلت إلى مرحلة حرجة، الإنسان إذا ما طلب العلم جاهل، طلب العلم فريضة على كل مسلم، يجب أن تعرف من أنت؟ ما ميزة العلم؟ يضعك في المكان الصحيح، من دون علم يوجد غرور، من دون علم يوجد جلد ذات، أما العلم فيضعك في المجال الصحيح، أنا لي إيجابيات وعندي سلبيات، أحاول أن أنمي إيجابياتي، وأقلل من سيئاتي، هل تريد مصدراً علمياً؟ حتى يضع على البطاقة الخاصة بالمعايدة حرف دال، كم شهادة معه؟ ابتدائي متوسط ثانوي ليسانس في الأدب وليسانس في العلوم دبلوم عامة دبلوم خاصة ماجستير دكتوراه، ثلاث عشرة شهادة يا سيدي، وثلاثون سنة دراسة من أجل دال، تريد جنة عرضها السماوات والأرض بلا جهد؟
 أخي الكريم من الأخير الإيمان مرتبة علمية ومرتبة أخلاقية ومرتبة جمالية، إذا كنت لا تعرف حقيقة الكون، وحقيقة الحياة الدنيا، وحقيقة الإنسان، والمنهج الإلهي، وطريق الجنة والنار، فهناك مشكلة تحتاج إلى مرتبة علمية وأخلاقية، لا يوجد مؤمن خداع، لا يوجد مؤمن فاسق، مرتبة جمالية أنت أسعد إنسان، إن لم تقل: والله لا يوجد على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني ففي الإيمان خلل.

أسئلة و أجوبة :

المذيع :
معنا اتصال أخونا بشار تفضل.
 أشكرك على البرنامج القيم، أنا أحب أن أسمع صوتك دكتور وسعيد بذلك وأسلم عليكم وتدعو لي بالفرج.
الدكتور راتب:
 تريد شيكاً مفتوحاً أنت تعبئة كما تريد، أسأل الله أن تنال مرادك إن شاء الله، ولجميع المستمعين والمستمعات الأحياء منهم والأموات هذه لا تزبط..
المذيع :
 معنا أبو عمر تفضل.
 شاب تزوج امرأة من أوروبا وحصل على فيزا، تزوج من بنات البلد، فقال: أخرج إحداهن من دينها أم أتزوج امرأة تخرجني من ديني..

ما اتخذ الله ولياً جاهلاً لو اتخذه لعلمه :

الدكتور راتب:
 لكن هذا كلام مبالغ به، والله هناك فتاة مسلمة ومؤمنة تقربك من الدين مليون سنة.
 سؤال أنت سائق ألا تأكل صباحاً؟ ألا تتنفس هواء؟ والعلم حاجتك له كالحاجة إلى الطعام والشراب، ما اتخذ الله ولياً جاهلاً لو اتخذه لعلمه، عليك أن تتفرغ للعلم، إذا سمعت درس علم تطبقه، قرأت مقالة، سمعت ندوة..
المذيع :
 أخي أيمن تفضل..
 السؤال عن النفس، كلمة النفس وردت أكثر من مرة في القرآن وهي أقوى للشيطان، وكيف كيد الشيطان ورد بأنه ضعيف؟ ما الذي يوسوس لنا أكثر من الشيطان؟

الوسوسة من الشيطان و الإنسان يأخذ القرار :

الدكتور راتب:
 اسمع الجواب قال تعالى:

﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

 شخص ذهب إلى مركز شرطة ليشتكي على إنسان، يرتدي ثياباً بيضاء جميلة جداً، غالية جداً، وقع في حفرة مياه سوداء آسنة، قال له: تشتكي على من؟ قال له: على فلان، قال له: هل دفعك؟ قال له: لا والله لم يدفعني، هل أنزلك بالقوة؟ لا، فقط قال لي: انزل بها فنزلت، هذا يحتاج إلى مستشفى مجانين.

﴿ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم ﴾

[ سورة إبراهيم: 22 ]

المذيع :
 هي وسوسة من الشيطان والإنسان يأخذ قراراً..
الدكتور راتب:
 يستطيع أن يركلها بقدمه بالاستعاذة بالله من الشيطان، وانتهت العملية كلها.
المذيع :
 إذا خطر لي خاطر فعل سوء فيه معصية أقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وأنصرف عنه إلى طاعة.
الدكتور راتب:
 فقط.
المذيع :
 تفضل أخي رأفت..
 الحمد لله الله أكرمني وشاهدتك في الدانمارك وحضرت محاضرة، سؤالي الوساوس التي تأتي للإنسان ويكون فيها شرك، أو كبر، عندما يستعيذ بها ولا يفعل شيئاً؟

 

الله عز وجل يحاسب على العمل فقط :

الدكتور راتب:
 أنا أحب أن أطمئنك وأطمئن كل مستمع، الله عز وجل لا يحاسب إلا على العمل دقق، عندما تقترف معصية باختيارك وبإرادتك ومع إصرار وتصميم، أما الخواطر فلا تحاسب عليها، ولكن إذا كانت الخواطر سلبية باستمرار، وما تابعت إيمانك، وما قويت إيمانك، قد تنتقل الخواطر إلى سلوك، على الخواطر لا يوجد محاسبة مبدئياً، جاءه خاطر ألا تطلب العلم؟ هل تستطيع أن تدخل إلى الطبيب من دون مال في جيبك؟ طبيب، محام، مهندس، إلا رجل الدين كله مجاناً، ألا يوجد جوامع؟ اسأل سؤالاً؟ كله بالمجان، يريد العالم من يسأله سؤالاً حتى يقدم له روحه، فالقضية بين يديك، ماذا قال تعالى؟

﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة النحل: 43 ]

المذيع :
 للتوضيح أي خاطر لم يتبع بسلوك..
الدكتور راتب:
 لا تحاسب عليه إلا أنك إذا أهملته، يتطور إلى شهوة، ثم إلى إرادة، ثم إلى تنفيذ، ويعالج بالعلم.
المذيع :
 تفضل أبو خليل..
 دكتور أنت وعدتنا بحلقة عن الهم والحزن، ثانياً الخواطر مثلاً وضع خاطراً في باله وتخيله، ألا يحاسب عليه؟
الدكتور راتب:
 قال تعالى:

﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾

[ سورة الأعراف: 200 ]

 استعذ بالله، انتهى، إذا جاء خاطر سيئ، لا أبقى ساكتاً، يا رب سامحني، أعوذ بالله منك، أيها الشيطان..
المذيع :
 إنسان لا يحاول أن ينتج هذه الخواطر، إذا جاءته خواطر دون إرادة.
الدكتور راتب:
 يوجد مقياس دقيق دقيق إن جاءتك هذه الخواطر، وارتحت إليها، وتابعتها، وطورتها هناك خطأ كبير من الإنسان، أما إذا جاءت فأزعجتك، انزعاجك منها علامة براءتك منها، هذا مقياس دقيق، أما حينما تستمرئها وتتفاعل معها وقد تطورها وقد تنقلها إلى إرادة ثم إلى سلوك، هنا المشكلة.
المذيع :
 الأخت نسيم السحر تقول على الفيس بوك: أفضل تعريف للأنا أنك لست أفضل من أحد وليس أحد أفضل منك.
نوريس تقول: أكرمك الله..
 سؤال: هل مدح الله للإنسان لأنه خالقه أم التفضيل للنبي؟ ومدحه الله لصفات ذاتية اكتسبها النبي صلى الله عليه وسلم أم لصفات ربانية أوحيت للنبي؟

 

مدح النبي بأخلاقه لأنها من كسبه :

الدكتور راتب:
 إذا أنت منحت ابنك سيارة ممكن أن تقوم له باحتفال تكريمي، ليس منه، منك أنت، إذا أنت منحت ابنك بيتاً، أما عندما يحضر دكتوراه بتفوق فتعمل له حفلاً، يجب أن يكون الشيء من ذات الشخص، النبي صلى الله عليه وسلم كل خصائصه النبوية من الله، ما الذي منه فقط؟ أخلاقه، فالله مدحه بأخلاقه، الوحي من الله، السداد من الله، لأنه نبي أعطاه وسائل النبوة، لكن عندما كان حليماً، لطيفاً، رحيماً، كان متواضعاً، هذه أخلاقه.
المذيع :
 وعرفت قبل النبوة.
الدكتور راتب:

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾

[ سورة القلم: 4 ]

 والآن لا يوجد دعوة تنجح إلا بالأخلاق، يجب أن يكون المؤمن الداعية مقتدياً برسول الله، بأخلاقه.
المذيع :
 استكمالاً للموضوع عن الأنا، بين الأنا التي تقوم على تمجيد الإنسان إنجازاته، فيصل إلى سيئة التأليه للذات، أو أن يحقر ذاته، النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، كيف يمكن أن نربط هذا بموضع الأنا؟

 

على الإنسان أن يتحدث بالنعم المشتركة بينه و بين غيره لا بالخاص به :

الدكتور راتب:
 هذا الحديث دقيق جداً، ويفهم على خلاف ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم، أي شخص اشترى بيتاً، مساحته أربعمئة متر، كلما جاء ضيف يريه البيت كله، هذا البلاط استيراد من إيطاليا، وهذه الثريا أصلية، وهذا الجدار كذا، هذا الذي زارك قد يكون لا يملك بيتاً، قد يكون بيته ستين متراً، فأنت حرقت قلبه بهذه العملية، إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، النعم المشتركة، نعمة الماء، نعمة الهواء، نعمة الصحة، نعمة الزواج الطيب، يوجد مليار نعمة مشتركة بين الناس كلها، تحدث بالنعم المشتركة وليس الخاص بك.
المذيع :
 هل يفهم من هذا الحديث إذا كنت إنساناً ثرياً أن أعبر عن رأي باقتنائي لسيارة مكلفة، ولبيت واسع، وجميل.
الدكتور راتب:
 هذا افتخار وكبر.
المذيع :
 لكن ليس محرماً إذا الله فتح عليه ان يشتري بيتاً كبيراً وسيارة فارهة.
الدكتور راتب:
 هو يتكلم مع من؟ إذا تكلم مع أكبر منه لا يوجد مشكلة، أما إذا تكلم مع أناس ضعاف وأقل منه بالمال، فهذه مشكلة كبيرة.
المذيع :
 هنا الكبر إذا راح يفتخر بها على الناس، أما إذا اشترى الثري أشياء باهظة الثمن فلا حرج فيه.
الدكتور راتب:
 لا، لكن ما من داع ليتباهى بها.
المذيع :
 ما المقصود بقوله تعالى:

﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾

[سورة الضحى: 11]

الدكتور راتب:
 أنا أفهم هذا النص النعم المشتركة بين الخلق.
المذيع :
 حينما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يحب أن يكون شعره حسناً وثيابه حسناً فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم؟

 

العناية بحياتنا الدنيا جزء من ديننا :

الدكتور راتب:
 لكنه قال:

((الكبر بطر الحق وغمص الناس))

[مسلم وأبو داود والترمذي عن عبد الله بن مسعود]

 هذا ليس كبراً، أنت أنيق، ثيابك نظيفة، ومتناسبة، عندك ذوق في الثياب، في الألوان، أحياناً يكون اللون رمادياً، مثل حضرتك ألوان متنوعة، هناك أذواق بالثياب، أذواق في البيت، بيته مرتب، يوجد منظر جمالي:

((إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ))

[أحمد عن عبد الله بن مسعود]

 لماذا أولادنا كرهوا بلادنا؟ لأنه لا يوجد بها أناقة، ذهبوا إلى الغرب وجدوا شوارع نظيفة، أبنية شاهقة، حدائق غناء، وسائل مواصلات راقية جداً، جذبوهم، العناية بحياتنا الدنيا جزء من ديننا.
المذيع :
 سؤال هل يؤجر اليوم من يحاول أن يعيد البريق للأمة الإسلامية ولدولها؟ شخص يعمل حديقة وتكون جميلة حتى يستقطب الناس هل يؤجر من يفعل ذلك؟

 

ارتباط الزهد بالفقر :

الدكتور راتب:
 إذا كان بهذه النية نرجو الله أن يقبلها منه، لكن هناك مزلة قدم، الإنسان يكون فقيراً، تسعون بالمئة قريب من الله، عندما يكون غنياً الذلل أكبر، خمسة و ثمانون بالمئة من الفقراء قريبون من الله، الفقر يرتبط بالزهد أحياناً لكن الأغنياء عشرة بالمئة، لأن المال يغري، ويعطي الإنسان قوة، وقد يستعلي به على الناس.
المذيع :
 الله يحب الغني الشاكر، والفقير الصابر، سيدنا جابر بن عبد الله يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب فقال: من؟ فقلت: أنا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أنا وكأنه كرهها. لم كره النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؟ هل لأنه لم يذكر اسمه أو لأن الأنا ليست محببة؟

الأنا التي يمجد بها الإنسان نفسه مرفوضة :

الدكتور راتب:
 أنت كمدرس مثلاً دخل إلى الصف فوجد السبورة كتب عليها النص بخطّ جميل، قال: من كتب النص؟ قال أحدهم: أنا، هذه لا شيء فيها إطلاقاً، لا نريد مبالغات، كلمة أنا المقصود بها الكبر، أنا فضلت عليك، لحم أكتافك من خيري، هنا المشكلة، أما تقول: أنا عملت هذا فلا شيء.
المذيع :
 الإنسان إذا أنجز شيئاً يحب أن يفتخر بإنجازه ليس من الاستعلاء.
الدكتور راتب:
 هذه حاجة إنسانية طبيعية.
المذيع :
 أنا حصلت على شهادة جامعية فأحببت أن أقول للناس: أنا حصلت على شهادة جامعية والله أكرمني.
الدكتور راتب:
 ماذا قلت؟ الله أكرمني وانتهى الأمر، أنت حينما تعزو الفضل إلى الله لا يوجد كبر، أما أنا بعرق جبيني، ولحم أكتافك من خيري..
المذيع :
 فكرة الاستعلاء.
الدكتور راتب:
 وفي منّ، استعلاء كبر ومنّ، أما إذا بينت فضل الله، ممكن أن تتكلم عن ذاتك عشر ساعات، الله أكرمني بهذه الشهادة، أعانني على الدراسة، أخذت بعثة، وسافرت، والله حفظني بالبعثة، ما غلطت إطلاقاً.
المذيع :
 فطرتنا أن نتحدث عن إنجازاتنا، وأن نعزو هذا لله سبحانه وتعالى.
الدكتور راتب:
 أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب، النبي قالها.
المذيع :
 الله يفتح عليك، الأنا التي يمجد بها الإنسان نفسه مرفوضة...

الدعاء :

الدكتور راتب:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، اجعل هذا البلد الأردن آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي، إلى هنا مستمعينا ينتهي هذا اللقاء، نلتقي الثلاثاء المقبل في الساعة الثالثة، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور