- أحاديث رمضان / ٠10رمضان 1424هـ - موضوعات مختلفة
- /
- 2- رمضان 1424 - ومضات في آيات الله
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
من أمثلة الخلل في عقيدة الإنسان :
أيها الأخوة, هناك خلل كبير في عقيدة الإنسان، وهناك بالمقابل خلل في سلوكه.
مثل من أمثلة خلل العقيدة:
﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾
الأمر بيد الله، والناصر هو الله، والمعطي هو الله، والمانع هو الله، والمعز هو الله، والمذل هو الله:
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾
هذا هو التوحيد، هذه العقيدة هي العقيدة التي ينبغي أن يعتقدها كل مسلم، بماذا أجابوا؟:
﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾
معناها: أن هناك عوامل للنجاح في الأرض لا علاقة لها بالله عز وجل، قال تعالى:
﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾
أنواع الاعتقاد :
الملخص: إما أن تفهم الحوادث فهماً توحيدياً، وإما أن تفهم الحوادث فهماً شركياً، الحادث وقع، والعالم كله مشترك في علمه بما وقع، ولكن الناس لا يتفاوتون في تصديق ما وقع، ولكن في فهم ما وقع، فالبطولة: في سلامة تحليله للأحداث، فالإنسان في النهاية؛ إما أن يكون في فهمه لما يجري حوله مشركاً، أو أن يكون موحداً، الفهم الشركي: تعزو الحوادث والتفوق والنصر وعدم النصر إلى عوامل أرضية لا علاقة لها بالدين إطلاقاً، أما التفسير التوحيدي للأشياء: فأن تعزو التوفيق إلى الله، أما إذا جاء شيء لا تحبه, فينبغي أن تراجع نفسك: ما الذي فعلت؟ لأن الله عز وجل يقول:
﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً﴾
في الاعتقاد: هناك اعتقاد توحيدي: يلقي لك ضوءاً على كل الحوادث، فتفهمها فهماً توحيدياً، وهناك اعتقاد شركي: ينحّي عامل ألوهية الإله، وعامل أن الله:
﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
من مخاطر الفهم الشركي :
من مخاطر الفهم الشركي: أن الإنسان يقهر، هناك ضعيف وهناك قوي، والقوي قد يقهر الضعيف، من دون توحيد الحياة لا تحتمل ولا تطاق، لأنه الطرف الآخر أقوى بكثير، ويتمنى أن يدمرك، وكل شيء بيده فيما يبدو، بيده المال والقوة، وأنت يراك إنسانًا متخلف ينبغي أن يبني مجده على أنقاضك، مع الشرك هناك قهر، وحقد، ويأس.
مع التوحيد :
مع التوحيد هناك مراجعة للنفس، لأن الله سلطه عليك لعلة فيك، ما هذه العلة؟ يبحث عنها، فإذا وجدها أزاحها، فإذا أزاحها عاد النصر كما كان.
مع التوحيد ليس هناك قهر، ولا حقد، ولا يأس، ولا سئم، ولا ضجر، لكن الكرة عندك:
يا عبدي ما سقت لك ما سقته إليك إلا لعلة منك، أَصلح أُصلح، غير أغير.
فالإنسان يبقى عزيز النفس، ويبقى متفائلا مع التوحيد، مع التوحيد الله عز وجل لا يسلمك لأحد، لو أنه أسلمك إلى عبد قوي وأنت ضعيف بين يديه, لا يستحق أن تعبده، متى أمرك أن تعبده؟ بعد أن طمأنك، قال:
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ﴾
طمأنك أن الأمر كله راجع إليه، فالآية واضحة جداً.
سيدنا موسى يقول:
﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ
-أي توكلوا عليه-.
وَاصْبِرُوا
-على ما أنتم فيه، والعاقبة لكم، لأن الأرض لله-:
إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾
النماذج التي تميز بين الفهم التوحيدي وبين التفسير الشركي للأحداث :
1-في موضوع الأمطار :
هذه الأحداث التي تأتي, فترفع أقواماً وتخفض أقواماً, لا علاقة لها بالدين إطلاقاً, لأننا:
﴿قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾
أنت لاحظ أحياناً بجلسة، بسهرة، أنت تربط المطر بصلاة الاستسقاء مثلاً، هناك من يرفض ذلك, لا ما في علاقة، هذا منخفض جوي جاء, لذلك: الشرك والتوحيد على مستوى المطر، قال: أصبح مؤمن بي وكافر.
حديث قدسي صحيح في البخاري:
((من قال: أمطرنا بنوء كذا فقد كفر, ومن قال: أمطرنا برحمة الله فقد آمـن))
حتى في موضوع الأمطار، حتى في موضوع الجفاف، الفهم التوحيدي: أن هذا الجفاف تأديب من الله، لأن الله عز وجل يقول:
﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً﴾
أما التفسير الشركي: هذا الجفاف انتقال خطوط المطر.
2-في موضوع الزلزال :
يحصل زلزال بأفسق بلد في الأرض، قال تعالى:
فإذا أردت أن تفسر هذا الزلزال تفسيرا توحيديا؛ أن الله سبحانه وتعالى:
﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾
يقول لك: هذا اضطراب في القشرة الداخلية للأرض، لا علاقة له بالدين، دائماً الكافر يفسر الأحداث تفسيراً أرضياً شركياً، ما دام في قوي وضعيف، ما دام في غني وفقير، ما دام في ذكي ومحدود، فينشأ يأس.
في سؤال كبير: ما دام هناك قوي وضعيف, وغني وفقير، وحاكم ومحكوم، ومستغِل ومستَغل، طيب: أين الله؟ لا بد من التوحيد:
وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد.
أنت كلما حاولت أن تعطي تفسيراً توحيدياً لكل شيء, يأتي الطرف الأخر ويعطيك تفسيراً أرضياً شركياً.
3-في موضوع الحرب الأهلية في بلد :
أحياناً تقوم حرب أهلية في بلد، يقوم اجتياح في بلد آخر، الله عز وجل قال:
﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾
ما الشيء الذي يريح النفس ويجعلها مطمئنة ؟ :
أيها الأخوة, ما من شيء يريح النفس ويجعلها مطمئنة، ويجعلها متفائلة، ويجعلها مستبشرة كالتوحيد، وما من عذاب يحيط بالنفس كالشرك، والدليل:
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾
المؤمن ينساق لأمر الله موحداً، مستسلماً، راضياً، لذلك: حاول أن تفهم كل شيء فهماً توحيدياً، فممكن أن تفهم الأحداث فهماً أرضياً، وممكن أن تفهم الأحداث فهمًا توحيديًا، الفهم التوحيدي يجعلك متوازنًا، الفهم التوحيدي يجعلك متفائلاً، الفهم التوحيدي ينفي عنك الحقد، الفهم التوحيدي ينفي عنك الألم والضجر، الفهم التوحيدي يجعلك مع الله عز وجل.
هذه هي البطولة :
ومرة ثانية أقول: لا يمكن أن يقول لك الله: اعبدني وأمْرك بيد زيد أو عبيد، أما على الشبكية: فيبدو أن أمرك بيد زيد فيما يبدو، لكن الله يقول:
﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
البطولة: أن تفهم الأحداث فهماً توحيدياً، وحينما تأتيك مشكلة -لا سمح الله-, راجع نفسك، وحاول أن تفهمها فهم إلهي، لماذا كان هذا الأمر؟ لأن الله يقول:
﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ﴾
هذا شق.
إليكم هذه الآية التي تريح الإنسان وتحل مشكلاته :
الشق الثاني في الموضوع:
﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
شهد الله -أيها الأخوة-, ما من آية في كتاب الله، وفي معها آية ثانية:
﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
ما من آية تريح الإنسان وتحل مشكلاته كهذه الآية.
من مسالك الشيطان في ابن آدم :
قال سيد لعبد: سمعت أن سيدك سيبيعك، قال له: يعرف شغله، قال له: أرغب أن أشتريك، قال له: تعرف شغلك؟ قال له: اهرب، قال له: أعرف شغلي.
فأنت عليك أن تطيعه، وعلى الله الباقي، ما الذي يحصل؟ يأتي إبليس اللعين ويزهدك بما تستطيع، بإمكانك أن تكون صادقًا، وأمينًا، وعفيفًا، بإمكانك أن تكون محسنًا، بإمكانك أن تربي أولادك، بإمكانك أن تحجب زوجتك، بإمكانك أن تبيع المسلمين بيعًا شرعيًا، بإمكانك أن تعمل أعمالا صالحة، هذا كله تزهد فيه، ويقحمك إلى ما لا تستطيع، لا بد أن تقاوم, هذا شيء فوق طاقتك، تعمل حركة تتلقى مليون ضربة مثلاً، فيزهدك فيما تستطيع، ويدفعك إلى ما لا تستطيع.
هذه هي مهمتك :
أما الآية:
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
هذا المعنى مأخوذ من كلمتين:
﴿فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
مهمتك تنتهي بعبادتك، وعليّ الباقي.
((كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد, ولا تعلمني بما يصلحك، أنت تريد وأنا أريد, فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد))
ما النتيجة التي يحصل عليها العبد إذا أطاع الله؟ :
هذا الملخص: كلنا جميعاً حل مشاكلنا بكلمتين:
﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
أنت أطع الله وارتح، تأتيك الأمور كما تتمنى، هذا الذي عليك، أدِّ الذي عليك، واطلب من الله الذي لك، أقم أمر الله فيما تملك, يكفيك ما لا تملك، لا المسلمون يقصرون فيما يملكون, يتطلعون إلى ما لا يملكون.
مشكلة الناس :
لو تصورنا طالبًا داخلاً بمدرسة راقية جداً، وهو مكلف أن يطالع ويدرس، وهناك غرفة مطالعة راقية جداً مكيفة، ومراجع وأساتذة، وذهب إلى المطبخ، وقال: أنهيتم البصلات ؟ هذا ليس من شأنك، أنت الساعة الثانية الطعام يأتيك بالتمام والكمال، ارتح، وادرس، تركت دراستك، ولحقت عمل غيرك!؟ ما أنت مكلف به قصرّتَ فيه، وما لست مكلف فيه تحشر أنفك فيه؟.
هذه مشكلة الناس، يزهد فيما تستطيع، ويتطلع إلى ما لا يستطيع، وفي النهاية ما فعل شيئاً.
انظر إلى هذه الآية:
﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
هناك ملمح رائع في الآية: أنت حينما تأخذ ما آتيتك, سيأتيك الخير والبركة والتوفيق فاشكر:
﴿فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
الآية الثانية:
﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
نقطة مهمة في العقيدة :
هناك نقطة في العقيدة: كن توحيدياً، فسر الأمور تفسيرًا توحيديًّا.
هناك بلد إلى جوارنا كان فيه حرب أهلية، سمعت تفسيرات عديدة، سمعت تفسيرًا أن مكان للصراع العربي في هذا البلد، كل بلد عربي له في هذا البلد قوة مسلحة، وإذاعة، وإلخ .... ساحة صراع عربي، هذا تفسير عربي، هناك تفسير طائفي، حروب قديمة بين الطوائف، هناك تفسير دولي، مركز المال نما نموًّا كبيرًا، وهناك تفسير نسائي، قال: حكمتها عين، وهناك تفسير توحيدي:
﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾
ماذا نستنتج من هذا المثال؟ :
أخواننا الكرام, بالملخص: أنت راكب في سيارتك، تألق ضوء أحمر بلوحة العدادات، تألق أو ما تألق، تألق أكيدًا، رأيته أنت، أين بطولتك؟ بفهم سبب تألقه، إذا توهمت أن هذا ضوء تزييني احترق المحرك، هذا ضوء الزيت، إذا فهمت القضية تزينية, تسلية لك في الطريق, أشعلوا لك ضوءًا أحمر, هذا أسوأ فهم لهذه الحادثة، وإن فهمت أن هذا ضوء الزيت تقف، ولم يحصل شيء، فبين أن تقف وتصب الزيت ما كلفك شيء، بين أن تدفع خمسين ألفًا احترق المحرك!؟ من أين جاءت الغلطة؟ من سوء فهم هذا الضوء، فهمت الضوء فهمًا تزيينيًا, احترق المحرك، فهمت الضوء فهمًا تحذيريًا وقفت، فالبطولة: بإدراكك أن الضوء تألق أو ما تألق، لا، ليست هنا البطولة، تألق أكيدًا، رأيته تألق، البطولة في تفسيرك لهذا الـتألق.
انظر إلى فهم المؤمن وغير المؤمن للأحداث :
فأيضاً الأحداث تجري ما تفسيرها؟ المؤمن توحيدي، يفهم الأمور من عند الله عز وجل، يراجع نفسه دائماً، وغير المؤمن شركي يعزو كل شيء إلى الأرض، الطريق مسدود، لذلك: أكبر مصيبة تصيب الإنسان: من يقول؟
من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر
أصبح هو المصيبة، إذا جاءت المصيبة ولم يتعظ بها, أصبح هو المصيبة، إنسان غير طبيعي، الله عز وجل يرسل أحيانا رسالة.
صدقوا أيها الأخوة: ما من مصيبة تساق للإنسان إلا وهي رسالة من الواحد الديان، أحياناً الله يرسل لك رسائل كثيرة، فالبطولة: أن تفهم على الله، لأن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَءَامَنْتُمْ﴾
خاتمة القول :
فهذا الكلام فهم توحيدي: أدِّ الذي عليك، واطلب من الله الذي لك، إذا أحسنا فهم هاتين النقطتين, كنا في حال غير هذا الحال، افهم الأمور فهماً توحيدياً، وحاول أن تؤدي الذي عليك، وأن تطلب من الله الذي لك.
دائماً الناس الكسالى يضعون أهدافًا مستحيلة، فإذا لم يتحقق شيء لا يفعل شيئًا، والناس ينتظرون أن يأتي شيء من السماء يحل مشكلتنا مع اليهود ، ومع الاقتصاد، ومع الأخلاق، هذا كله أحلام مجانين، هذا المستقبل يكون من صنع أيدينا، باستقامتنا, بتحاببنا, بتعاطفنا، لا تنتظر معجزة، هذا فهم سقيم، وفهم متخلف، وفهم ضيق، لا تنتظر معجزة، كن أنت المعجزة، غير حتى الله يغير.
مخلص ملخص الملخص: يا عبدي أنت مرتاح, لا تغيّر لا أغيّر، ويا عبدي الآخر متضايق, غيّر أغيّر، فإذا كنت مرتاحًا لا تغير، طاعتك لله, وتواضعك, وإقبالك, وتوحيدك, وافتقارك, وخدمتك للناس، لا تغيّر لا يغيّر، ولأحسن: عندك مشكلة؛ غيّر أغيّر.