أحاديث رمضان 1444هـ - مقتطفات رمضانية : 16 - التفكر في مخلوقات الله
- أحاديث رمضان
- /
- ٠23مقتطفات رمضانية 1444 هـ
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
التفكر في مخلوقات الله:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أصل الدين معرفة الله، ذلك أن الإنسان إذا عرف الله ثم عرف أمره تفانى في طاعته، أما إذا عرف أمره ولم يعرفه تفنن في معصيته، وكأنني وضعت يدي على مشكلة العالم الإسلامي الآن، الأمر بين أيديهم لكن ما عرفنا من هو الآمر، إن عرفنا من هو الآمر نعد للمليون قبل أن نعصيه، فأصل الدين معرفة الله إلا أن الذات الإلهية لا ترى، قال تعالى:
﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ﴾
ولكن قال بعضهم: ولكن العقول تصل إليه ولا تحيط به. لذلك كان هذا الكون بسمواته وأرضه، بمخلوقات الله جميعاً، النبات الحيوان الإنسان، الجبال الأنهار البحار، الفواكه الثمار، هذا كله من آيات الله الدالة على عظمته، فالتفكر في خلق السموات والأرض هي الطريق السالكة الوحيدة إلى معرفة الله، قال تعالى:
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ﴾
الإنسان له حالات ثلاث إما أنه قاعد أو قائم أو مضطجع، الثلاث وردت، إذاً دائماً يذكر الله، قال تعالى:
﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
أصل في الدين، فالتفكر جاء بالفعل المضارع، والمضارع يدل على الاستمرار:
﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
فالتفكر هو أرقى عبادة على الإطلاق، لأن التفكر يضعك وجهاً إلى وجه أمام عظمة الله، والله عز وجل له آيات لا تنتهي في خلقه، في أفعاله، في كلامه، وكل شيء في الكون من دون استثناء يدلك على وجود الله، ووحدانيته، وكماله، من هنا كان التفكر طريق سريع لمعرفة الله عز وجل لأنه يضعك وجهاً إلى وجه أمام عظمة الله.