- العقيدة الإسلامية
- /
- ٠7حقائق الإيمان والإعجاز
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
على الإنسان أن يتلو شيئاً من القرآن الكريم كل يوم:
أيها الأخوة الكرام، مع الدرس السادس عشر من دروس حقائق الإيمان والإعجاز العلمي، ولا زلنا في حقائق الإيمان في موضوع القرآن الكريم، واليوم الحديث عن تلاوته أناء الليل وأطراف النهار، هذا الكتاب المعجز الذي أنزله الله على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم، وتعبدنا الله بتلاوته، فلذلك من الذكر أن تتلو شيئاً من القرآن الكريم كل يوم، الله عز وجل يقول:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾
أنت إذا قرأت القرآن الكريم دائماً قراءة صحيحة، وبالتجويد إن أمكن، وبفهم دقيق، وبتدبر، وبتطبيق، تكون قد تلوته حقّ تلاوته.
مراعاة القواعد التالية عند قراءة القرآن الكريم:
1 ـ اختيار الوقت المناسب لتلاوته:
لذلك حينما تقرأه ينبغي أن تراعي القواعد التالية، أولاً:
﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾
ينبغي أن تختار الوقت المناسب لتلاوته، وفي هذا الوقت يتجلى ربنا عز وجل على قارئ القرآن تجلياً خاصاً، وتتنزل على قارئ القرآن رحمة الله، طبعاً هذا كتاب:
(( فَضْلُ كَلامِ اللَّهِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ ))
البون شاسع بين كلام الله عز وجل وبين أي كلام آخر، هذا الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
أفضل أوقات تلاوة القرآن الكريم:
1 ـ الثلث الأخير من الليل:
أفضل شيء في تلاوته أن تختار الوقت المناسب، العلماء قالوا: أفضل أوقات تلاوة القرآن الكريم الثلث الأخير من الليل، الثلث الأخير له خصوصية:
(( إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلى السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له ؟ حتى يطلع الفجر))
إذاً أفضل أوقات تلاوة القرآن الكريم في الثلث الأخير من الليل.
2 ـ الفجر:
ثم قراءة الفجر:
﴿ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78) ﴾
بعضهم قال: القرآن الكريم الذي يتلى في صلاة الفجر. لذلك ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها:
(( ولو علموا ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً ))
في هذا الوقت تتنزل الرحمات.
أضرار النوم المديد:
لكن الذي يلفت النظر أنني قرأت بحثاً علمياً حول موضوع النوم المديد، العلماء قالوا: الإنسان إذا نام نوماً مديداً أي وضع رأسه على الوسادة بعد منتصف الليل وما استيقظ إلا بعد الضحى، حتى كما يقول العامة شبع من النوم، ما الذي يحصل ؟ الإنسان إذا استغرق في النوم تباطأت ضربات القلب، وقد تهبط إلى خمس وخمسين ضربة في الدقيقة، الوضع الطبيعي يقدر بثمانين ضربة، حينما ينام الإنسان نوماً مديداً القلب ينخفض نبضه، حينما يقل نبض القلب يسير الدم في الأوعية في بطء شديد، قال فإذا سار في بطء شديد المواد العالقة في الدم تترسب على جدران الشرايين، وإذا ترسبت تصلبت، العلماء قالوا: الشريان قلب آخر لأنه مرن، حينما تأتيه نبضة القلب هو مرة يتوسع، ولأنه مرن بعد التوسع ينقبض، صار قلباً ثانياً، الشريان قلب آخر، قلب بعد القلب، والدليل ضع يدك ترى هناك نبض كلما جاءت نبضة من القلب انتقلت هذه النبضة إلى الأوعية الشريانية فتوسعت ثم تقلصت، بتوسعها وتقلصها غدت قلباً آخر أعان القلب الرئيسي، أما حينما تترسب المواد الدهنية على جدران الأوعية والشرايين تضعف مرونة الشريان، حينما تضعف لا يتوسع كثيراً ولا ينقبض، فإذا تصلب الشريان تضخم القلب، هذا البحث العلمي الذي قرأته يشير ويترجى قارئ المقال أن يقطع نومه المديد، ليؤدي حركات رياضية بعد أربع ساعات من بدء النوم لربع الساعة ثم يعود ويستأنف النوم، قلت: سبحان الله المسلمون جميعاً إذا استيقظوا على صلاة الفجر قطعوا نومهم المديد، وتوضؤوا، وصلوا، وأدوا حركات رياضية رائعة، وعادوا، وناموا.
تصلب الشرايين من أخطار النوم المديد:
إذاً من أخطار النوم المديد تصلب الشرايين.
يعني أكل وجبة دسمة ثم نام، هذه المواد الدهنية العالقة في الأوعية تترسب، فإذا ترسبت تصلب الشريان، فإذا تصلب الشريان ضعفت مرونته، فإذا ضعفت مرونته جهد القلب وتضخم، أحد أسباب تضخم القلب تصلب الشرايين
إذاً الوقت المناسب لتلاوة القرآن الكريم الثلث الأخير من الليل، يأتي بعده الفجر قال تعالى:
﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78) ﴾
3 ـ قراءة الصبح:
ثم قراءة الصبح، يعني بعد صلاة الصبح لك أن تقرأ القرآن الكريم.
4 ـ باقي أوقات النهار:
ثم باقي أوقات النهار، لكن هناك ملاحظة، سيدنا عمر رأى شاباً يقرأ القرآن في وقت العمل فسأله:
(( مَن يطعمك ؟ قال: أخي، قال: أخوك أعبد منك، إنما أنزل هذا القرآن ليعمل به، أفاتخذت قراءته عملاً ؟ ))
إن لله عملاً بالليل لا يقبله في النهار، وإن لله عملاً بالنهار لا يقبله في الليل.
حينما جاء سفير عامل عمر بن الخطاب على أذربيجان وصل المدينة في الليل، فكره أن يطرق باب أمير المؤمنين فتوجه إلى المسجد، فسمع رجلاً يبكي ويصلي ويقول: ربي هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي أم رددتها فأعزيها ؟ سأله من أنت يرحمك الله ؟ قال: أنا عمر، قال: عمر أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، قال: يا أمير ألا تنام الليل ؟ قال: أنا إن نمت ليلي كله أضعت نفسي أمام ربي، وإن نمت نهاري أضعت رعيتي.
أوقات تلاوة القرآن الكريم الثلث الأخير من الليل ثم قرآن الفجر ثم قرآن بعد صلاة الصبح ثم في بقية أوقات النهار.
2 ـ اختيار المكان المناسب لقراءة القرآن الكريم:
الآن اختيار المكان المناسب، ينبغي أن تقرأ القرآن الكريم في الأعم الأغلب في المسجد، جو عبادة، جو إقبال، جو طهر، لا يوجد فيه شيء من الدنيا إطلاقاً، بيت الله، أنت في هذا البيت أقرب ما تكون إلى الله، الدليل: إنّ بيوتي في الأرض المساجد، وإن زوّارها هم عمّارها، فطُوبى لِعَبْد تطهّر في بيته ثمّ زارني، وحُقّ على المزور أن يُكْرم الزائر.
الله عز وجل يكرم زوار المساجد في كأس شاي، زبدية حليب ؟ ماذا يوجد ؟ هناك حكمة، تؤتى الحكمة، تؤتى الرحمة، تؤتى الرضا، تؤتى النور يلقى في قلبك ترى الحق حقاً والباطل باطلاً، تؤتى طلاقة اللسان، تؤتى رؤية صحيحة لا تضل بها ولا تشقى، عطاءات الله عز وجل لا تعد ولا تحصى، وإن لم يكن هناك جلوس في بيت من بيوت الله لك غرفة خاصة، زاوية في غرفة على أن تكون بعيدة عن غرفة الجلوس، صخب وضجيج وأخبار وكلام، هذا الجو غير مناسب لتلاوة القرآن الكريم، يعني في غرفة الجلوس، اجلس في زاوية واقرأ القرآن الكريم، في غرفتك الخاصة، في مكان فيه هدوء.
تهيئة النفس كتربة خصبة لقبول الإمدادات التي تأتيها من الله أثناء تلاوة القرآن:
هناك ملاحظة مهمة جداً أن القرآن الكريم كالمطر لا يؤثر في الصخر ولا في الجماد يؤثر في تربة خصبة، ما لم تهيئ نفسك لتكون تربة لهذا الغيث الذي يأتي من الله في أثناء تلاوة القرآن الكريم فلن تنتفع من تلاوة القرآن الكريم، لا تنسوا أن الله عز وجل يقول:
﴿ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى (44) ﴾
﴿ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) ﴾
ولا تنسوا قول النبي عليه الصلاة والسلام:
(( ورُبَّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه ))
لذلك لا بد من أن تهيئ نفسك كتربة خصبة لقبول الإمدادات التي تأتيك من الله في أثناء تلاوة القرآن.
ولكن أيها الأخوة، حينما تقرأ القرآن الكريم ولا تشعر بشيء، وحينما تصلي ولا تشعر بشيء، وحينما تذكر الله ولا تشعر بشيء، فهناك مشكلة خطيرة تعاني منها، لابدّ من أن تتعاهد قلبك.
3 ـ الاستعاذة والبسملة:
ثم إنك إذا تلوت القرآن الكريم فاستعذ بالله، استعذ بالله من الشيطان الرجيم، يعني كن مع الله، احتمِ به، الجأ إليه، ادعه قبل أن تقرأ القرآن الكريم أن يشرح لك صدرك لتلاوة القرآن الكريم، أن يلهمك المعاني التي أرادها الله من تلاوة القرآن الكريم، أن يعينك على تطبيق القرآن الكريم، ولا تنسى أن الاستعاذة والبسملة لهما شأن كبير في تلاوة القرآن، بسم الله الرحمن الرحيم، يعني هذا كلام الله عز وجل، من عند الرحمن الرحيم، من عند الحكيم العليم، من عند التواب الكريم، البسملة بشكل عام لها معنى أنك إذا أردت أن تشرب الماء فقلت بسم الله الرحمن الرحيم أي هذا الماء نعمة من الله كبرى، وينبغي أن أشربه وفق سنة رسول الله:
(( مصوا الماء مصاً، ولا تعبوه عباً فإن الكباد من العب ))
وكان النبي عليه الصلاة والسلام يشرب الماء على دفعات ثلاث، وكان بين الدفعتين يبعد الإناء عن فمه:
(( فأبن القدح عن فيك ))
إذاً البسملة تعني أن الذي تفعله من نعم الله عز وجل، هذا الماء الذي تشربه من نعم الله، وهذا الطعام الذي تشربه من نعم الله، وينبغي أن تنفذ تعليمات الصانع في شرب الماء وفي تناول الطعام.
4 ـ تفريغ النفس من مشاغلها و همومها:
النقطة الدقيقة في تلاوة القرآن الكريم، إذا في مشاغل و هموم، رسالة أتتك وأنت متشوق إلى فتحها وقراءتها، أنا أنصحك أن تفتح الرسالة، وأن تقرأ الرسالة، وبعدها أن تقرأ القرآن الكريم، فرغ نفسك من مشاغلها، وفرغ نفسك من همومها، هذا من آداب تلاوة القرآن الكريم.
5 ـ حصر الفكر في معاني القرآن الكريم:
ومن آداب تلاوة القرآن الكريم أن تحصر فكرك في معانيه، القرآن لا تنقضي عجائبه، صدق أيها الأخ أي شيء تسمعه بشكل مستمر بعد حين تمل منه إلا القرآن الكريم لو تلوته كل يوم، كلما قرأت القرآن الكريم زادك الله قرباً منه، وازداد فهمك فهماً عميقاً له، فلذلك لا تنقضي عجائبه، لذلك ينبغي أن تحصر تفكيرك، وأن تركز على المعاني التي تقرأها.
6 ـ الفرح بآية البشرى و الخوف عند آية التحذير:
وشيء آخر من كمال آداب تلاوة القرآن أن تفرح بآية البشرى:
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نزلاً من غفور رحيم (31) ﴾
ينبغي أن تقرأ القرآن الكريم وأنت مستبشر عند آية البشارة، وأنت خائف عند آية التحذير:
﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) ﴾
آيات الوعيد ينبغي أن تخاف، وآيات الوعد ينبغي أن ترجو، وآيات البشارة ينبغي أن تستبشر، وآيات هلاك الأمم ينبغي أن تتعظ، أي لابدّ من أن يكون لك حال مع فحوى الآيات التي تقرأها، هذا أيضاً من آداب تلاوة القرآن الكريم.
7 ـ أن تشعر حينما تقرأ القرآن الكريم أن الله يخاطبك:
لكن لعل أهم أدب من آداب تلاوة القرآن الكريم أن تشعر حينما تقرأ القرآن الكريم أن الله يخاطبك، إذا قرأت قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا، أنت مؤمن إذاً الله عز وجل يخاطبك، مثلاً للتقريب وأنت في الصلاة تركع سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، فإذا رفعت رأسك ماذا تقول ؟ سمع الله لمن حمده، الله الآن يسمعك، كأن الله يقول لك يا عبدي أنا أسمعك احمدني، سمع الله لمن حمده، أنت إذا قرأت القرآن الكريم ينبغي أن تشعر أنك مخاطب، بل كلما قرأت قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا، تشعر يقيناً أن الله يخاطبك، ويأمرك وينهاك:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ (14) ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا (69) ﴾
إذاً كلما قرأت قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا، ينبغي أن تشعر يقيناً أنك معني بالخطاب.
8 ـ قراءته قراءة موضوعية:
أيها الأخوة الكرام، أتمنى عليكم إذا قرأتم القرآن الكريم أن تقرؤوه قراءة موضوعية، ماذا تعني القراءة الموضوعية ؟ يعني أن تستنبط منه موضوعات.
تيسير تفسير كلمات القرآن الكريم في الوقت الحالي بشكل كبير:
طبعاً هذا الآن متيسر بكلمات القرآن الكريم، أي معجم مفهرس بألفاظ القرآن الكريم من خلال هذا المعجم المفهرس بألفاظ القرآن الكريم يمكن أن تستنبط موضوعات رائعة جداً في القرآن الكريم، أو عن طريق الحاسوب، مثلاً اكتب في البحث إن الله يحب تجد الجواب أكثر من عشر آيات:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ﴾
﴿ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾
صار معك بحث، ماذا يحب الله ؟ بالحاسوب سهلة جداً بثوان، اكتب يحب وابحث، تأتي الآيات كلها المتعلقة بالذي يحبه الله، اكتب لا يحب، تأتي الآيات كلها المتعلقة:
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ﴾
صار معك موضوع مستنبط من كلام الله، ابحث يا أيها الذين آمنوا، جميع الآيات تزيد عن مئتي آية، تبدأ بيا أيها الذين آمنوا، أنت معني بهذا الخطاب، هذا البحث الموضوعي أو القراءة الموضوعية.
تيسير البحث عن موضوع أية آية في القرآن الكريم بالإضافة إلى تلاوته كعبادة:
أنت فضلاً عن أنك تلوت القرآن كعبادة لكن الآية تبحث بالقرآن كموضوعات، من كتاب الله، من الكتاب المعجز، مثلاً: ما كان الله، هذه الصياغة يعني هناك أشياء، قال تعالى:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33) ﴾
﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ (179) ﴾
ابحث عن الآيات التي تبدأ وما كان الله، تجد بحثاً رائعاً جداً بين يديك.
عدم مخاطبة الله عز وجل النبي عليه الصلاة والسلام إلا بلفظ النبوة أو الرسالة:
لذلك أتمنى عليك إن كان عندك حاسوب، والآن مبذول في كل مكان، الحاسوب وبرامج القرآن الكريم لا تعد ولا تحصى، بالبحث اكتب كلمة، مثلاً سيدنا محمد كم مرة ؟ أربع مرات، أن هذا النبي هو الأول الذي لم يخاطبه الله باسمه أبداً ما قال يا محمد، قال تعالى:
﴿ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ﴾
﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾
﴿ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي (144) ﴾
لكن لا يوجد ولا آية يا محمد، جاءت كلمة محمد بالخبر:
﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾
مثلاً ما خاطب الله عز وجل النبي عليه الصلاة والسلام إلا بلفظ النبوة أو الرسالة:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ﴾
عدم مخاطبة الله عز وجل النبي عليه الصلاة والسلام إلا بلفظ النبوة أو الرسالة:
والله أيها الأخوة، يمكن أن تبحثوا عن موضوعات لا تعد ولا تحصى بطريقة رائعة جداً، وبطريقة ميسرة جداً، البحث بالقرآن يتم بثوان، فأتمنى عليك إذا تلوت القرآن الكريم أن تضيف على تلاوته أناء الليل وأطراف النهار، بالثلث الأخير من الليل، وفي مكان مريح، وفي مسجد، وأنت تبحث عن المعاني، وتبحث عن الدلالات، تفاعل مع الآيات، فضلاً عن كل ذلك أتمنى أن تقرأ القرآن وفق موضوعات مستنبطة من آياته، والآن هناك بعض البرامج فيها بحث ذكي، البحث الذكي يعني أنك تكتب علم، هذا فعل ثلاثي أثناء البحث في القرآن تطلب البحث في المشتقات، كل الآيات التي بها أو فيها مشتقات علم:
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾
﴿ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(5) ﴾
كل مشتقات عَلِمَ الفعل الماضي، والمضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، واسم الآلة، واسم الزمان، واسم المكان، وصيغ المبالغة باسم الفاعل، اسم التفضيل، كل المشتقات يمكن أن يبحث لك هذا البحث الذكي أو عن طريق المشتقات بآن واحد، أنت يمكن أن تبحث بموضوعات رائعة جداً، اكتب الآيات جمعها بصفحة واحدة، هذا البحث عنوانه كذا، إن الله يحب، صار عندك بحث، إن الله لا يحب بحث ثانٍ، مثلاً يا أيها الذين آمنوا بحث ثالث، ما كان الله بحث رابع، إن الذين كفروا، مثلاً.
عدم مخاطبة الكفار في القرآن الكريم إلا بآية واحدة لأن الكافر لا يستأهل أن يخاطبه الله:
الله عز وجل خاطب المؤمنين بمئتين وخمس وثمانين آية، ولم يخاطب الكفار ولا بآية، إلا آية واحدة يوم القيامة:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ (7) ﴾
ماذا تستنبط ؟ أن هذا الإنسان البعيد عن الله لا يستأهل أن يخاطبه الله، هو أحقر من ذلك، أما المؤمن:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا (8) ﴾
على المؤمن قراءة القرآن قراءة موضوعية أساسها البحث:
أنا أدعوكم أن تقرؤوا القرآن قراءة موضوعية، قراءة أساسها البحث، والآن قضية الحاسوب مبذول في أي بيت، وبرامج القرآن لا تعد ولا تحصى، وبأي برنامج حتى هناك برامج بالهاتف المحمول، وهناك بحث وتفسير و يوجد تفسير باللغة الأجنبية، يعني القرآن الكريم مخدوم خدمة مذهلة، فلذلك هذا الدرس أرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون باعثاً لنا على تلاوة القرآن أناء الليل وأطراف النهار، قراءة تبدأ بالقراءة الصحيحة وفق قواعد اللغة، وبالقراءة المجودة إن أمكن، ثم بفهم الآيات وفق علم الأصول ووفق فهم الصحابة الكرام، ثم بتدبر الآيات أن تعرض نفسك عليها، ثم بتطبيقها، ثم بالبحث الموضوعي إن أمكن.
الموضوع العلمي:
الآن ننتقل إلى الموضوع العلمي.
خلق السماوات والأرض وإفنائهما وإعادة خلقهما :
أيها الأخوة الكرام قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام لخص لنا ربنا جل جلاله في صياغة كلية شاملة عملية خلق السماوات والأرض وإفنائهما وإعادة خلقهما، كيف خلق الله السماوات والأرض، وكيف سوف يفنيهما، وكيف سوف يعيد خلقهما.
ورود خلق السماوات والأرض وإفنائهما وإعادة خلقهما في خمس آيات قرآنية:
هذه الموضوعات الكبرى الثلاثة وردت في خمس آيات قرآنية، لولا أن العلوم تطورت تطوراً كبيراً، وفي مطلع هذا القرن تبلورت نظرية أصل خلق الكون لما جاءت هذه الآيات في تناسق عجيب:
1 ـ الآية الأولى:
مثلاً الآية الأولى:
﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا (30) ﴾
عندنا مرحلة اسمها مرحلة الرتق، مرحلة الرتق: الكون كله كان كوكباً واحداً، هذا الكوكب انقسم إلى مليارات مليارات الكواكب:
﴿ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا (30) ﴾
وعندنا مرحلة اسمها مرحلة الرتق، والمرحلة الثانية اسمها مرحلة الفتق:
﴿ فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) ﴾
2 ـ الآية الثانية:
الآن الآية الثانية:
﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ(47) ﴾
الكون يتمدد، أول آية كان الكون كوكباً واحداً فانفجر وانشطر وانفتق إلى ملايين الكواكب، ثم جاء التوسع بشكل مستمر:
﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ(47) ﴾
3 ـ الآية الثالثة:
﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ(11) ﴾
المرحلة الثالثة مرحلة الدخان، مرحلة الدخان ومن الدخان خلقت السماوات والأرض.
4 ـ الآية الرابعة:
لكن هذا التمدد ليس إلى ما لا نهاية، هذا التمدد سوف يعقبه فناء الكون:
﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) ﴾
5 ـ الآية الخامسة:
وبعد يوم القيامة:
﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ والسماوات وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾
تطابق تصور العلماء لمرحلة بدء الخلق مع آيات القرآن تطابقاً تاماً:
والله أيها الأخوة، شيء يكاد لا يصدق أن أحدث تصور لعمالقة العلماء لبدء الخلق ولمصير العالم يأتي وفق هذه الآيات بالتمام والكمال، وهذه الآيات الخمس أعيدها على أسماعكم مرة ثانية:
الآية الأولى:
﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ (30) ﴾
هناك مرحلة الرتق ثم مرحلة الفتق.
الآية التي بعدها:
﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ(47) ﴾
الكون في توسع ثم في انكماش ثم يطوى هذا الكون بقدرة الله تعالى:
الكون في تمدد مستمر إلا أن هذا التمدد ليس إلى ما لا نهاية لابدّ له من حد، المرحلة الرابعة مرحلة الدخان:
﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ(11) ﴾
ثم مرحلة خلق السماوات والأرض، ثم نهاية العالم:
﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ (104) ﴾
الكون في توسع ثم في انكماش ثم يطوى هذا الكون:
﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) ﴾
﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) ﴾
إلى آخر الآيات وبعد يوم القيامة:
﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ والسماوات وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾
معجزة النبي الكريم معجزة مستمرة و دليل على أن القرآن خاتم الكتب:
أيها الأخوة الكرام، كلكم يعلم أن أي نبي جاء على قومه هناك من سيكذبه:
﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً ﴾
كيف يؤكد هذا النبي لقومه أنه رسول فعلاً ونبي حقيقة ؟ لابدّ من أن يشهد الله له على رسالته، أو على نبوته بمعجزة هي في الأصل خرق لنواميس الكون، إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام أرسله الله إلى كل البشر وإلى الأمم والشعوب قاطبة:
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾
وكتابه كتاب خاتم، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، والقرآن خاتم الكتب، فما الذي ينبغي أن يكون ؟ لابدّ من أن تكون المعجزة مستمرة، ولن تكون مستمرة إلا إذا كانت علمية، يا أخوان هناك شيء يلفت النظر، يعني هناك أكثر من أربعمئة ألف حديث، ألف وثلاثمئة آية في القرآن الكريم لا يوجد ولا حديث يفسرها، هناك من قال إما أنه توجيه من الله جلّ جلاله للنبي ألا يفسر هذه الآيات إطلاقاً، أو أنه اجتهاد منه، على كل الحكمة واضحة لو أن النبي عليه الصلاة والسلام فسر هذه الآيات تفسيراً مبسطاً يفهمه من حوله لأنكرنا عليه، ولو فسر هذه الآيات تفسيراً عميقاً جداً كما أراه الله من آيات ربه الكبرى لأنكر عليه أصحابه، الألف وثلاثمئة آية تركت من دون أي تفسير، فكلما تقدم العلم كشف عن جانب من عظمة هذه الآيات، إذاً هذا القرآن دليل أنه كلام الله، من آياته الكونية، يعني الإنسان يوقن يقيناً قطعياً مئة في المئة أن الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن، هذه الآيات تتوافق مع أحدث تفسير لبداية الكون ولنهايته ولإعادة خلقه مرة ثانية، خمس آيات متفرقة في كتاب الله تطابق أحدث نظرية في تفسير بدء الخليقة.
إذاً الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن، الله عز وجل جعل هذه الآيات شهادة منه على أن القرآن كلامه، ولأن القرآن كلامه هو شهادة أخرى على أن النبي الذي جاء بهذا القرآن هو رسوله.