وضع داكن
29-03-2024
Logo
الترغيب والترهيب - الدرس : 102 - كتاب النكاح وما يتعلق به - الترغيب في غض البصر والترهيب من إطلاقه ومن الخلوة بالأجنبية ولمسها
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

الشهوة الجنسية التي أودعها الله في الإنسان حيادية:

(( مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ وَيْلٌ لِلرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ وَوَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنْ الرِّجَالِ ))

[ابن ماجه وصححه الحاكم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ]

  أيها الأخوة الكرام، الإنسان مخير، وما دام مخيراً كل شيء أودعه الله فيه من شهوات، وكل الحظوظ التي أتيحت له حيادية، يمكن أن تكون سلماً نرقى به أو دركات نهوي بها، فهذه الشهوة الجنسية أودعها الله في الإنسان، هو مخير إذاً هي حيادية ؛ بمعنى أنها توظف في الخير وفي الشر، وما ركب الله في الإنسان شهوة النساء إلا ليكون هذا الإنسان زوجاً، وله زوجة، وله أولاد، فكل الخير الذي ينتج عن الأسرة بسبب هذه الشهوة التي أودعها الله في الإنسان، وكل شرور الأرض الآن بسبب هذه الشهوة التي وضعها الله في الإنسان، هي حيادية إن مارستها وفق منهج الله سعدت بها، وإن حدت عن منهج الله شقيت بها، فالرجال:

 

(( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ ))

 

[ مسلم عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ]

  الإنسان له مأخذان يؤخذ منهما، له نقطتا ضعف يقاد منهما ؛ المال والنساء، فإذا حصن نفسه تجاه النساء والمال فقد ملك دينه كله، فلذلك أكثر الشر يأتي من المرأة حينما تتفلت، ومن الرجل حينما ينصاع لها:

 

﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي (2) ﴾

 

(سورة النور)

  بدأ بالزانية لأنها الأصل في إغراء الرجل، أما في السرقة قال تعالى:

 

﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ﴾

 

(سورة المائدة: الآية 38)

 في السرقة بدأ بالسارق، في الزنا بدأ بالزاني:

 

(( مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ وَيْلٌ لِلرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ وَوَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنْ الرِّجَالِ ))

 

 

[ابن ماجه وصححه الحاكم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ]

 

أي نظام يتجاهل انجذاب الرجل للمرأة والعكس سيقع أمام مشكلات لا تنتهي:

 الذي يلفت النظر أن هناك تجاهل لحقيقة خطيرة جداً ؛ هي أن الإنسان ينجذب إلى المرأة، فقد نسمح لامرأة تعمل مع رجل في غرفة واحدة، قد نسمح بالاختلاط، قد نسمح لإنسان بالسفر مع امرأة لا تحل له، فحينما نتجاهل هذه الشهوة المتغلغلة في أعماق الإنسان إلى أدق جزئيات جسمه، إذا سمحنا بالاختلاط، سمحنا بالتفلت، سمحنا بالتكشف من قبل المرأة، سمحنا بلقاءات ليست بريئة، يجب أن نتحمل النتائج الوخيمة، وأي نظام يتجاهل هذه الحقيقة انجذاب الرجل للمرأة والعكس و لا نعبأ بهذا نحن أمام سلسلة مشكلات لا تنتهي.
 هناك رجل ببلد إسلامي ألّف كتاباً، الكتاب وثائقي لم يأت من عنده بكلمة واحدة جاء بأخبار الصحف الغربية في أمريكا وأوربا عما يجري في الأماكن الذي فيها اختلاط في الجامعات، في المعاهد، في الدوائر، ما دام هناك امرأة ورجل في غرفة واحدة، ما دام هناك مدير عنده سكرتيرة، ما دام هناك صاحب منصب رفيع عنده موظفة، ما دام هناك اجتماع بين رجال ونساء لا على أساس الزواج بل على أساس العمل، فالنتائج الذي يذكرها هذا الكتاب تفوق حدّ الخيال ولم يأت من عنده بكلمة واحدة، جاء بأخبار في الصحف والمجلات، تبين أن الذي أمر المرأة أن تتحجب هو خالقها، وأن الذي أمر المرأة أن تكون مربية في البيت هو خالق البيت، وأنكل فساد ينتج من اختلاط المرأة بالرجل، إن كانت محجبة لا شيء عليها.

الله عز وجل أودع في الإنسان هذه الشهوة لتكون وقوداً دافعاً له إلى الخير لا إلى الشر:

 أحد الكتاب المعاصرين ألّف كتاباً عن المرأة، لفت نظري في هذا الكتاب هذه الحقيقة ؛ يقول: لو أن امرأة محجبة حجاباً كاملاً ألقت محاضرة أمام مئة ألف رجل، أو أمام ألف رجل، كل الرجال ينصرفون إلى كلامها، وإلى أفكارها، وإلى ما تنطوي عليه من مبادئ، أما حينما تلقي هذه المحاضرة نفسها وهي متكشفة تبرز مفاتنها من هؤلاء المئة ألف كم واحد يفكر في كلامها ؟ ولا واحد، الله عز وجل أودع في الإنسان هذه الشهوة، لتكون وقوداً دافعاً له إلى الخير، أما حينما يساء استخدام هذه الشهوة تكون هذه الشهوة أداة تفجير ذاتي، فالإنسان إذا عرف أن البارود ينفجر بالنار وقرب النار من البارود، هل هذا عمل بطولي ؟ لا.
 مرة فرنسا قدمت محطة فضائية إباحية لشمال إفريقيا كهدية، تبث إلى شمال إفريقيا، إذا فجرت الإنسان انتهى، حينما تفجره من داخله بإثارة هذه الشهوة إلى أعلى درجة انتهى الإنسان.
 والعالم الإسلامي الآن يعاني من غزو ثقافي عن طريق هذه الصحون، آلاف الأسر دمرت في بلدنا، طلاق مضى على الزواج ثلاثين سنة، انتهى بطلاق، لأن الإنسان تفجره من داخله، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

(( مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ وَيْلٌ لِلرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ وَوَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنْ الرِّجَالِ ))

[ابن ماجه وصححه الحاكم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ]

الإنسان له مأخذان يقاد منهما ؛ المال والنساء:

 المأخذ الكبير للرجل ؛ المرأة والمال، الإنسان متى يخضع ؟ متى يذل ؟ متى يلقى القبض عليه ؟ متى تكف يده ؟ أكثر الأشخاص المهمين إذا سافروا هناك مطب كبير أمامهم، تدس له امرأة ساقطة يخلو بها والقاعة مصورة، يبلغ أن هذه الجلسة مصورة، انتهى، لن يستطيع أن يتكلم بأي كلمة، حتى بلغني أن بعض البنوك في أوربا وأمريكا أصحاب الودائع الكبيرة يغرون بفتاة، ويصورون، فإذا طالب أن يسحب المبلغ أعطيت له هذه الصور و يهدد بالفضيحة، فالإنسان قوي إذا حصن نفسه تجاه المرأة والمال، أما إذا تساهل في هاتين انتهى، سقط، فالنبي يقول:

(( وَيْلٌ لِلرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ ))

[ابن ماجه وصححه الحاكم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ]

  أي الهلاك، هلاك المرأة بالرجل وهلاك الرجل بالمرأة، هذا إذا خرج عن منهج الله، أما إذا تزوج، هذه الشهوة التي أودعها الله في الإنسان لها قناة نظيفة تسري خلالها.
 فلذلك لا تعجبوا أن تجدوا في القرآن الكريم أحكاماً كثيرة عن الاختلاط، والاستئذان، وغض البصر، وعدم التجاوزات، من أجل أن تبقى هذه الشهوة مضبوطة، أي البنزين، هذا السائل المتفجر إذا وضع في مستودعات محكمة، و سار في أنابيب محكمة، وانفجر في المحرك في المكان المناسب، وفي الوقت المناسب، ولّد حركة نافعة، هكذا الشهوة، البنزين حيادي قد يحرق بناء بكامله، وقد يسهم بنقل أسرة من مكان إلى آخر، هو نفسه هذا الوقود السائل، هكذا الشهوات.

 

كل إنسان يزني له عقوبة من الله لا محالة:

 

(( كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ ))

[متفق عليه عَنْ أبي هريرة]

  الحقيقة أن الإنسان قبل أن يخلق كتب عليه أن يزني، مدرك ذلك لا محالة، هذا المعنى لا يستقيم مع أبسط مبادئ الدين، إلا أن العلماء فسروا هذا الحديث على الشكل التالي: الإنسان حينما يزني كتب عليه أن ينال نصيبه من عقوبة الزنا مدرك ذلك لا محالة، وقد تكون هذه العقوبة شقاق في زواجه، وقد تكون مرضاً خطيراً، هذا الزنا له عقوبة مدرك ذلك لا محالة:

 

(( كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا ))

 أي أن ينال نصيبه من عقوبة الزنا

 

(( أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ ))

 إطلاق البصر نوع من الزنا، والأذنان زناهما الاستماع والإصغاء إلى لأغاني الفاحشة المنحرفة، أو إلى حديث ساقط، أو إلى إنسان زان مغامر، الإصغاء إليه نوع من الزنا، (( وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ )). اللسان زناه الكلام، الكلام المعسول، أن تدير حديثاً لطيفاً مع امرأة لا تحل لك، زميلتك في العمل مثلاً، مسافرة في سيارة عامة، أن تكلمها كلاماً لطيفاً، ليناً، هذا نوع من الزنا، كما أن الله عز وجل قال:

 

﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) ﴾

 

( سورة الأحزاب)

خير الكلام ما قلّ و دل:

 الرجل أيضاً لا يكون كلامه مع امرأة لا تحل له، تطمع فيه وتتوهم أنه سيتزوجها، فتقدم له بعض التنازلات، وهذا أول الزنا، فالكلام المعسول نوع من الزنا:

﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ﴾

( سورة القصص: الآية 23 )

  كلمة واحدة، الآنسات لماذا يقفن هنا خير إن شاء الله ؟ لا يوجد:

 

﴿ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ﴾

 

( سورة القصص: الآية 23 )

﴿ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾

(سورة القصص: الآية 25 )

 لا تحتاج إلى جواب، والدي يدعوك، خير ما المناسبة ؟ ما جعلت حواراً إطلاقاً، ما المناسبة ؟ من والدك ؟

 

﴿ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾

 

(سورة القصص: الآية 25 )

الابتعاد عن مقدمات الزنا لأنها تقود إلى الزنا المحرم:

 صوت المرأة ليس بعورة إذا كانت جادة فيما تقول، يمكن امرأة شريفة تشتري حاجة، تسأل البائع بكم ثمن هذه الحاجة ؟ كل إنسان يعرف ما هو الكلام المعسول، والكلام الجاد، فالمرأة ليس من حقها أن تقول كلاماً معسولاً ليناً، راعينا نحن جيرانك، لا يكن قلبك قاسٍ علينا، هذه زانية، هذا رجل أجنبي، و هذا الكلام مرفوض، فالمرأة عليها ألا تخضع في القول لئلا يطمع الذي في قلبه مرض، و الرجل عليه ألا يخضع في القول لئلا تطمع التي في قلبها مرض

﴿ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) ﴾

 معروف أنها جادة فيما تقول.
 فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، المصافحة، والرجل زناها الخطا، نحو مكان فيه مشكلة، نحو مكان فيه اختلاط، نحو مكان فيه امرأة:

 

((وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ))

 

[متفق عليه عَنْ أبي هريرة]

  على كل: بدءاً من النظر، والاستماع إلى اللسان، إلى اليد، إلى الرجل، والزنا الكبير هو زنا الفرج، لكن كل هذه مقدمات الزنا، وهي وحدها زنا لكنه مخفف.
 أفعال الكتابة إذا عزيت إلى الله عز وجل تدل على أن هذا قانون ثابت لا يتبدل ولا يتغير:

(( كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ ))

[متفق عليه عَنْ أبي هريرة]

  كلمة كتب أي قانون، مع أن الله عز وجل ليس عنده كتابة إطلاقاً، يتكلم كلاماً على لسان النبي عليه الصلاة والسلام ليطمئننا، كتب ربكم على نفسه الرحمة، الله لا يوجد عنده ورق وقلم، كن فيكون، زل فيزول، لكن إذا قال: كتب حتى يطمئننا، هذا قانون ثابت، أحياناً الإنسان تخاطبه على قدر عقله، فكل أفعال الكتابة إذا عزيت إلى الله عز وجل تعني تطمين الإنسان على أن هذا قانون ثابت، لا يتبدل ولا يتغير:

 

(( كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا ))

 

[متفق عليه عَنْ أبي هريرة]

  أي لابدّ أن ينال حظه من عقوبة الزنا، لا يوجد شيء يمر من دون عقوبة، صار في تجاوز، صار في كلمة غير لائقة، صار في نظرة غير بريئة، صار في حركة، صار في يد، صار في لمس، كل أنواع الزنا لها عند الله عقوبات دقيقة:

 

من يَزن يزنَ به ولو بجدارهِ         إِن كنْتَ يا هذا لبيباً فافهم

 

***

 فالإنسان عندما يتفلت أيضاً هناك من يعتدي على عرضه، إذا اعتدى الرجل على أعراض الناس هناك من يعتدي على عرضه.

بطولة الإنسان ألا يسمح لنفسه بأن يخلو بامرأة لا تحل له:

(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينه وبينها محرم ))

[ الطبراني عَنْ ابن عباس ]


 أي إنسان إذا خلا بامرأة دخل الشيطان، فالبطولة ألا تسمح لنفسك بأن تخلو بامرأة.

 

(( لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ))

 

[رواه الطبراني بسند صحيح عَنْ معقل بن يسار]

  أحياناً أكثر الأسر من رواد المساجد، سهرات، واحتفالات، واختلاطات، ومزح، ونظرت غير بريئة، وأحياناً لمس، وبالاسم نحن أهل، مثل أختي إن شاء الله، أختك التي من أمك وأبيك فقط، هذه ليست أختك إطلاقاً هذا كلام الشيطان، إدخال الحق بالباطل والباطل بالحق، هذا نوع من الختل، أي المراوغة، هذه ليست أختك إطلاقاً:

 

(( لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ))

 

[رواه الطبراني بسند صحيح عَنْ معقل بن يسار]

الترغيب في غض البصر والترهيب من إطلاقه:

 والحديث الأخير:

(( إياك والخلوة بالنساء والذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما ))

[رواه الطبراني بسند صحيح عَنْ أبي أمامة ]

 أكثر حالات الزنا أساسها خلوة، أي استقبلت قريب زوجها بغياب زوجها، دخلت إلى بيت فيه رجل لوحده، الآن تأتي أم فلان ادخلي، تفضلي، ارتاحي، من هنا، بدأ الموضوع، فالواحد بهذه الموضوعات لا يوجد مجاملة، طرقت أخت زوجتي والله ليس هنا، جاءت من الميدان، خير إن شاء الله ليست هنا، أو اخرج وقل لها: تفضلي، أما أن تلتقي بها في بيت واحد هذا شيء محرم.

 

(( إياكم والخلوة بالنساء والذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا ودخل الشيطان بينهما ولأنْ يزحم رجلاً خنزير متلطخ بطين أو حمأة خير له من أن يزحم منكب امرأة لا تحلُّ له ))

 

[رواه الطبراني بسند صحيح عَنْ أبي أمامة ]

  هذه كلها ترغيب في غض البصر، وترهيب من إطلاقه، ومن الخلوة بامرأة أجنبية ولمسها، المصافحة، هذا كله يسبب بدايات الزنا، ودائماً الوقاية خير، ودائماً بالقرآن قال تعالى:

 

﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى ﴾

 

( سورة الإسراء: الآية 32 )

  نهاك عن أن تقترب لا عن أن تزني، يبدو أن هناك مشكلة، أنا قرأت عنها مقالة حلت لي مشاكل كثيرة، الإنسان إذا استثير، الدماغ يفرز مادة تعطل محاكمته، مادة غريبة يفرزها الدماغ حينما يثار جنسياً، هذه المادة تعطل محاكمته، تجد شخصاً له مكانة كبيرة، وعلمه كبير، كيف تورط بالزنا ؟ وهذه التي زنا بها أقل من زوجته بمئات المرات، لأنه صار في خلوة وتعطلت محاكمته، لأن هناك مادة يفرزها الدماغ، وينتج عنها تعطيل محاكمة الإنسان، لأن الإنسان قد يستغرب كيف فعل هذا ؟ هذا هو التفسير، فلذلك أنت منهي لا عن الزنا منهي عن مقدمات الزنا، لأنك إذا تساهلت بالمقدمات قد لا تستطيع أن تقف، أنا أقول: مثل صخرة برأس جبل أنت مخير أن تبقيها في رأس الجبل، أو أن تدفعها، أما إذا دفعتها لست مخيراً لأنها لن تستقر إلا في قعر الوادي إن دفعتها، فالمقدمات تتلاحق وتتعاون إلى أن تصل إلى النهاية التي ما كان الإنسان يتصورها في البداية، ما دام سمح لنفسه بالخلوة، بشيء لا يحل له، انتقل من حال إلى حال

 

فتنة العالم كله بالمرأة:

  هذه بعض التوجيهات النبوية في موضوع النساء، والآن فساد العالم كله بالمرأة:

 

 

(( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ ))

 

[ مسلم عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ]

  الآن فتنة العالم كله بالمرأة، والمرأة هي كل شيء الآن، وهي معبود البشر، وكل وسائل الإعلام، وكل الدعايات أساسها المرأة، لو أردت أن تروج أي بضاعة عن طريق امرأة، هكذا الغرب اكتشف أن هذه محببة، إذاً عن طريقها تفعل ما تشاء، هذا هو الفساد بعينه، وهذا خلف العالم الإسلامي، أن الإنسان ترك دينه، ضعف، صار مثل القماش من السهل جداً قهره، أما الإنسان باستقامته قوي، و عندما ترك الاستقامة ضعف.
 أنا أتمنى على الأخوة الكرام بهذا العصر الفاسد أن يضبط نفسه من النساء هو وأولاده، وألا يدع وسائل مغرية في البيت أو يترك أي منافذ للشيطان، عندما الإنسان يسمح بمنافذ شيطانية في البيت، يكون قد أنهى بذلك أسرته، أنهى بناته، أنهى أولاده.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور