- الحديث الشريف / ٠1شرح الحديث الشريف
- /
- ٠1الترغيب والترهيب المنذري
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
من أنشأ خصومة بين المسلمين و فرّق شملهم فقد كفر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إنَّ أبغض الرجالِ إلى اللّه تَعَالَى: الأَلَدُّ الْخَصِمُ ))
هذا الذي ينشئ خصومة مع الناس، هذا الذي يفرق شمل المسلمين، هذا الذي الذين يجعل الدين شعياً وأحزاباً وطوائف، هذا الذي يفتت وحدة المسلمين، هذا الذي يقيم خصومة على فروع الدين لا على أصوله، أعداء المسلمين يتعاونون على عشرة بالمئة من المتفق عليه، والمسلمون يقيمون خصومة على تسعين بالمئة من المتفق عليه، على عشرة بالمئة خلاف تقام خصومات لا تنتهي، هذه الخصومة سماها الله عز وجل في القرآن كفراً.
مرةً غاظ اليهود أن يتفق الأوس والخزرج، بعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام فجاء أحدهم بقصيدة قيلت في أيام الجاهلية في هجاء للأوس، فدفعها إلى غلام من الخزرج ليلقيها على مسامع الأوس، ونشبت خصومة، وتلاسن الطرفان، وأخذتهم حمية الجاهلية ، ثم سلوا سيوفهم وكادت تقع فتنة، بلغ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخبر فخرج غاضباً وقال: أفتنة وأنا بين أظهركم ؟ ثم نزل قوله تعالى:
﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ﴾
فَسَمّى الله سبحانه وتعالى هذه الخصومة الجاهلية كفراً.
fما كل من وقع في الكفر وقع عليه الكفر:
بالمقابل أي إنسان ينشئ خصومة بين المسلمين، لو أن إنساناً خرج عن أصول الدين، وجاء ببدع ما أنزل الله بها من سلطان، لا مانع أن نخاصمه، أما إذا كنا متفقين على تسعين بالمئة من الدين، وهناك خلافات في عشرة بالمئة لا يبغي أن نفتت وحدة المسلمين من أجل هذه الخلافات التي هي في فروع الدين.
الإمام الشافعي في هذا المقام له مقال رائع، يقول: " نتعاون فيما اتفقنا ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا ".
بل إن أحدهم عدَل هذه المقولة فقال: "نتعاون فيما اتفقنا، وينصح بعضنا بعضاً فيما اختلفنا ".
لذلك بعض العلماء يقول: " نحن لا نُكفّر بالتعيين، لا يجوز أن تقول فلان كافر من كَفّر أخاه فقد كفر، ومن كَفّر أخاه فقد باء بالكفر أحدهما ".
ماذا تقول ؟ من قال كذا فقد كفر، من اعتقد كذا فقد كفر، دون أن تُعين، لا تعيين، ولبعض العلماء مقولة أخرى: ما كل من وقع في الكفر وقع عليه الكفر.
هذا البدوي الذي ركب ناقته وعليها زاده وشرابه، وانطلق بها في الصحراء فلما جلس بها ليستريح أخذته سنة من النوم، فاستيقظ فلم يجد الناقة، فبكى حتى كاد يهلك من شدة البكاء، لأنه أيقن بالهلاك فغفل لحظة فأفاق فرأى الناقة، فقال: يا رب أنا ربك وأنت عبدي، يقول عليه الصلاة والسلام: "لله أفرح بتوبة عبده من ذلك البدوي بناقته".
هذا الذي قال: أنا ربك وأنت عبدي ألم ينطق بالكفر ؟ هل وقع الكفر عليه ؟ لم يقع.
فما كل إنسان يقول كلمة لا يقصد مضمونها لك أن تكفره.
مرة قال لي أحدهم: لله رجال إذا أرادوا أراد، سمع هذه المقولة إنسان يحضر هذه الجلسة، فقال: هذا كفر، فقلت له: لعله أراد أن يقول رجال مستجابو الدعوة، إذا دعوا ربهم استجاب لهم، ولك أن تؤول تأويلاً آخر، لك أن تقول إذا كان لهؤلاء الرجال إرادة مستقلة عن إرادة الله هذا كفر طبعاً، التمس أخيك عذراً، حاول أن تؤول كلامه، أما أن نأخذ الكلام على ظاهره وأن نُكفّر الناس و نقيّمهم وكأننا أوصياء عليهم فهذا لا يجوز.
تقييم الناس ليس من شأن الإنسان هذا من شان الله عز وجل:
هناك فرق إسلامية ـ والعياذ بالله ـ أي إنسان لو قال: يا رسول الله يقولون: هذا مشرك، يوزعون ألقاب الشرك والكفر على الناس بغير حساب.
هذا الذي يضيق على الناس، ويجعل نفسه وصياً عليهم، ويوزع ألقاب الكفر والشرك كما يريد، هذا يفتت وحدة المسلمين، نحن لا نُكَفّر أهل القبلة، أي إنسان يقف باتجاه القبلة ويريد أن يصلي لا نُكَفّره، لا نُكَفّر أهل لا إله إلا الله، أي إنسان شهد أنه لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله لا نُكَفّر، بل إن الأصوب من ذلك أن تقييم الناس ليس من شأن الإنسان، هذا من شان الله عز وجل، أنت لست مؤهلاً أن يقيم الناس، لأن الله عز وجل يقول:
﴿ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ﴾
المؤمن الصادق يكون عوناً لأخيه على الشيطان ولا يكون عوناً للشيطان على أخيه:
لذلك أيها الإخوة، الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حق من الله تعالى.
ثلاثة أنا فيهن رجل، وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس، ما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى.
هناك إنسان وظيفته مع الناس قناص، ما معنى قناص ؟ يقرأ الكتاب لا ليفهم ما فيه بل ليبحث عن أخطاء مؤلفه فقط، إن جلس إليك لا ليستفيد منك، يبحث عن كلمة لا تروق له فيقنصها، وينقلها عنك ليشهرك بين الناس، هذا الإنسان قناص هو الألد الخصم، الذي يبغضه الله عز وجل.
(( الأَلَدُّ الْخَصِمُ ))
النبي عليه الصلاة والسلام بكماله الخُلقي أحد أصحابه وهو حاطب بن بلتعة، هذا الصحابي ارتكب في العرف الدولي والسياسي والإداري في كل الأنظمة على مرور الدهور والعصور ما يسمى بالخيانة العظمى، أرسل كتاباً إلى قريش يقول فيه: إن محمداً سيغزوكم فخذوا حذركم، جاء الوحي إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وأطلعه على فعل حاطب، أرسل النبي سيدنا علي بن أبي طالب، إلى المرأة التي كانت تحمل هذا الكتاب، إلى مكان اسمه الروضة فيما بين مكة والمدينة، طبعاً هذا الكتاب استخرج من المرأة، أُخذ من ظفيرة شعرها، وقد كتب فيه: من حاطب بن بلتعة إلى قريش، إن محمداً سيغزوكم فخذوا حذركم، سيدنا النبي استدعى حاطب وسأله: ما حملك على ما صنعت ؟ سيدنا عمر واقف، قال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، قال: لا يا عمر إنه شهد بدراً، أرأيتم إلى وفاء النبي ! أرأيتم إلى اتساع صدر النبي ! أرأيتم إلى رحمة النبي ! قال: والله يا رسول الله ما كفرت، ولا ارتددت، اغفر لي ذلك يا رسول الله، إنني لصيق في قريش، ولست منهم، أردت بهذه المبادرة أن أحمي أهلي ومالي، النبي عليه الصلاة والسلام ما كان منه إلا أن قال: "إني صدقته فصدقوه، ولا تقولوا فيه إلا خيراً ".
قال كُتّاب السيرة: لقد نظر سيدنا عمر لذنب حاطب فرآه خيانة عظمى، فأراد أن يضرب عنقه، ونظر النبي إلى صاحب الذنب، لا إلى الذنب، فرأى هذا الذنب ضعفاً أصاب هذا الإنسان في بعض اللحظات، فبدل أن يسحقه في قدمه أنهضه، وأعانه على شيطانه.
والمؤمن الصادق دائماً يكون عوناً لأخيه على الشيطان، ولا يكون عوناً للشيطان على أخيه.
(( الأَلَدُّ الْخَصِمُ ))
الذي ينشئ خصومات، الذي ينشئ عداوات، الذي يفرق بين المسلمين، الذي يفتت جمعهم، يفرق وحدتهم، هذا ممن يبغضهم الله عز وجل.
أكبر جريمة أن تجعل المسلمين شيعاً وأحزاباً:
لذلك أنا أقول دائماً: لا يجوز أن تنتمي لجماعة صغيرة وتعادي بقية المسلمين، ينبغي أن تنتمي لمجموع المؤمنين، يجب أن تشعر أن كل أخ مسلم أخوك في الله، من أية جماعة أخرى ما دامت عقيدته صحيحة، ومنهجه صحيح، في الكليات لا في التفاصيل، في التفاصيل قد نختلف.
يقول الإمام الشافعي: " أنا على حق، وخصمي على باطل، وقد أكون مخطئاً " ويقول: " أنا على حق، وخصمي على باطل، وقد يكون مصيباً ".
اجعل احتمالاً للصواب عند خصمك، واجعل احتمالاً للخطأ عندك، بهذا تقف موقفاً معتدلاً، ما من جريمة أكبر من أن تجعل المسلمين شيعاً وأحزاباً، ما من جريمة أكبر من أن تفرقهم، وتشتتهم، وتفت في عضدهم، فإن هذا يضعفهم، قال تعالى:
﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾
ويا أيها الإخوة الكرام، ما من محنة أصابت المسلمين على ضعفهم، وعلى كثرة أعدائهم، وعلى هجمة خصومهم، أشد من تفرقهم.
التقيت في مصر قبل شهرين أو أكثر بعالم كبير، وداعية كبير هناك، طرحت عليه هذا السؤال، قلت له: هذه الصحوة الإسلامية ما سببها ؟ قال: التفرقة، التفرقة بين الدعاة، لأنه بهذه التفرقة يسقط الدعاة جميعاً من نظر الناس، أما إذا تعاونوا، وتناصروا، وأثنى بعضهم على بعض، وعرف بعضهم قدر الآخر، وكَمّل بعضهم بعضاً، حببوا الناس بالدين.
كنت أقول دائماً: النبي صلى الله عليه وسلم معصوم بمفرده، بينما أمته معصومة بمجموعها، أي أن كل واحد من أمة النبي يحتاج إلى أخيه، تفوق في جانب وغاب عنه جانب، والثاني تفوق في جانب، وغاب عنه جانب، مجموع أمة النبي لا تخطئ، ماذا يقول عليه الصلاة والسلام ؟
(( لا تجتمع أمتي على ضلالة ))
مجموع الأمة معصوم، أما النبي وحده معصوم.
إذاً بدل التنافس نتعاون، بدل التنافس نتناصح، بدل التنافس يستمع الواحد منا لأخيه.
الدعوة إلى الله و الدعوة إلى الذات:
لذلك أقول دائماً: هناك دعوة إلى الله خالصة، ودعوة إلى الذات مغلفة بدعوة إلى الله، أخطر دعوة أن تدعو إلى ذاتك، وأن تغلف هذه الدعوة بدعوة إلى الله، هذا الذي يدعو إلى ذاته يبتدع ولا يتبع، لأنه إن لم يبتدع ماذا سيقول ؟ صار واحداً من المسلمين، أما إذا ابتدع يقول: أنا وحدي على حق، وما سواي على باطل.
لذلك قالوا: اتبع لا تبتدع، اتضع لا ترتفع، الورع لا يتسع.
سيدنا الصديق يقول في أول خطبة له: لقد وليت عليكم ولست بخيركم، إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، إنما أنا متبع، ولست بمبتدع.
فالذي يدعو إلى الله بإخلاص يتبع ولا يبتدع، إذا اتبع لم يعد له ميزة كبيرة جداً.
تقريباً منهج اللغة العربية في القطر، في كل المحافظات، في كل المدارس، أية مدرسة في هذه المحافظات العديدة، الكتاب واحد، أما المدرسون يختلفون، كل مدرس له أسلوبه، أما الموضوعات واحدة، الصفحات واحدة، وكذلك المسلمون منهجهم واحد، كتابهم واحد، نبيهم واحد، سنتهم واحدة، عقيدتهم واحدة، هدفهم واحد، كل داعية له أسلوب في الدعوة يتميز به، هذا لا ينبغي أن يجعل البقية على ضلال، أو على خطأ، لكن يتفاوت الدعاة في إخلاصهم، وفي أساليبهم، وفي قدراتهم على نقل الحقائق للناس.
الابتعاد عن الغلو في الدين:
لذلك أيها الإخوة، هذا حديث خطير جداً:
(( إنَّ أبغض الرجالِ إلى اللّه تَعَالَى: الأَلَدُّ الْخَصِمُ ))
الألد بالتشديد، الشديد في الخصومة، لذلك ما هو الغلو في الدين ؟ الغلو في الدين أن تأتي بفرع من فروع الدين وتجعله أصلاً، وأن تحارب من أجله، أن تأتي بقضية فرعية لا تقدم ولا تؤخر، فتجعلها أساساً في الدين وتخاصم من أجلها.
بالمناسبة لا يجوز أن تنكر شيئاً فيه خلاف بين الصحابة، إنسان صلى وقد أسبل يديه، فعل هذا النبي، لا ينبغي أن تنكر عليه ذلك، الشيء الذي اختلف فيه العلماء، ليس موضعاً للإنكار، أما شيء أتفق عليه فإذا خرج عليه الإنسان يمكن أن ننصحه، أما في الخلفيات ليس هناك أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، لأن كل عبادة وافقت أحد المذاهب المتعمدة فهي صحيحة عن علم أو عن غير علم.
خصائص الفرق الضالة:
لو أخذنا القواسم المشتركة لتوحدنا، وكنت أقول دائماً: الفرق الضالة في العالم الإسلامي منذ العصر الأموي وحتى الآن، الفرق الضالة تجمعها خصائص ثلاث، أول خصيصة أنها تعتمد على أحاديث ضعيفة أو موضوعة، نصها غير موثق، لو ألغيت الأحاديث الموضوعة والضعيفة، لاتفقنا جميعاً، لأن الصحاح تجمع و لا تفرق، لذلك في الدعوة إلى الله ابتعد عن الأحاديث الموضوعة والضعيفة:
(( ومن كذبَ عليَّ مُتعمِّداً فلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار ))
(( مَنّ حدَّثَ عنِّي بحديث يرُى أنه كذب فهو أحد الكاذَّبين ))
الشيء الثاني: أي فرقة ضالة يكبر فيها الشخص على حساب المبدأ، نحن في عالمنا الإسلامي ليس عندنا رجل كلامه دليل، إلا أن يأتي بدليل على كلامه، المنهج إن كنت ناقلاً فالصحة، مبتدعاً فالدليل، فالدليل أساس ديننا، لولا الدليل لقال من شاء ما شاء.
الشيء الثالث: تخفيف التكاليف، تخفف التكاليف، ويؤله الأشخاص، ويعتمد على نصوص موضوعة أو الضعيفة، لو درست الفرق الضالة من العهد الأموي وحتى الآن لما وجدت الفرق تخرج عن هذه الخصائص الثلاث.
الآن أهل السنة والجماعة يعتمدون على النصوص الصحيحة والمبادئ أكبر من الأشخاص، والشيء الثالث ما هو ؟ بالمقابل المبادئ أكبر من الأشخاص، والنصوص صحيحة، والتكاليف كاملة، هؤلاء هم على حق.
على كل إنسان أن يبتعد عن الخصومات التي تضعف المسلمين ليرقى عند الله تعالى:
على كلٍ الإنسان دائماً حينما يعتدل حتى في خصومته يرقى عند الله عز وجل، يعتدل.
(( أحْبِبْ حبِيبَك هَوْنا مَّا، عسى أن يكونَ بَغِيضَكَ يوماً مَّا وأبْغِضْ بغيضَك هَوْنا مَا عسى أن يكونَ حبيبَك يوماً ما ))
(( الأَلَدُّ الْخَصِمُ ))
الألد بالتشديد الشديد في الخصومة، هو الشديد في الخصومة.
فلذلك الآن نحن بحاجة ماسة إلى أن نبقى في المتفق عليه، أنا أقول لكم: بإمكان كل داعية في العام الإسلامي أن يدعو إلى الله خمسين عاماً دون أن دون أن يتعرض للخلفيات، ابقَ في المتفق عليه.
هذا الأعرابي الذي قال للنبي: عظني ولا تطل، قال له:
﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾
قال كُفيت، إذاً آية واحدة كفت أعرابياً، فقال عليه الصلاة والسلام: "فقه الرجل " فما قولكم في قرآن يتلى علينا صباحاً و مساءً ؟
أنا أتمنى على كل أخ كريم أن ينفتح على الناس لا أن ينغلق، لا أن يدعي على أنه على حق والناس على باطل، لا يدعي أن جامعه هو الأوحد وما سوى ذلك كله هراء بهراء، هذا موقف غير أخلاقي، وغير موضوعي، والله عز وجل يحب عباده جميعاً.
أحياناً الإنسان يتوهم في ساعة جهل أن الله له وحده، وأن الجنة له وحده، مع أن الله فضله عميم، والله لكل عباده، ولكل الناس، فهذه النظرة الضيقة تنشئ خصومات، وتضعف المسلمين، وتفتت في عضدهم، هذا الحديث الشريف:
(( إنَّ أبغض الرجالِ إلى اللّه تَعَالَى الأَلَدُّ الْخَصِمُ ))
(( غَفرَ الله لرجل كان قبلكم سهلاً إذا باع سَهلاً إذا اشترى سهلاً إذا اقتضى ))
وقس على ذلك حتى في أية علاقة أخرى، وحينما أثنى الله على نبيه الكريم أثنى عليه بخلقه العظيم، والدين هو حسن الخلق، ومن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين.