وضع داكن
18-04-2024
Logo
الترغيب والترهيب - الدرس : 090 - كتاب البيوع وغيرها - الترغيب في إقالة النادم
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

من أقال أخاه بيعاً أقاله الله عثرته يوم القيامة:

 

 قال عليه الصلاة والسلام:

(( من أقال أخاه بيعاً أقاله الله عثرته يوم القيامة ))

[ أخرجه الطبراني عن أبي شريح ]

  أقال ؛ أي هناك عقد بيع، الشاري ندم على هذا الشراء , فالبائع أراد أن يعين أخاه فأعانه على أن يلغي هذا البيع.

 

(( من أقال أخاه بيعاً أقاله الله عثرته ))

 

[ أخرجه الطبراني عن أبي شريح ]

  الحقيقة لو تمّ عقد بيع بين شخصين إما أن يُمضي البيع , وإما أن يُقيله، أما الذي يفعله الناس يأخذون عربوناً , فإذا نقض أحد الطرفين أخذ العربون و هذا المبلغ الذي يأخذه الإنسان على أثر نقض البيع لا وجه له، أنت مخير إما أن ترفع الأمر إلى القاضي فتمضي البيع , وإما أن تقيل النادم , إن رفعت الأمر إلى القاضي فهذا هو العدل، وأن أقلت النادم هذا هو الإحسان , والله عز وجل:

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾

( سورة النحل الآية 90 )

  قد تغيب هذه الآية عن أذهان كثير من المسلمين، أنت مأمور من قبل الله عز وجل بالإحسان كما أنت مأمور بالعدل.
 هذه الآية واسعة جداً أية قضية بينك وبين أخيك إن لم تُحل على مبدأ العدل تُحل على مبدأ الإحسان , فأنت موجود في الدنيا من أجل الإحسان , فلو أن هذا الذي اشترى منك اشترى بسعر معتدل , وكان هناك إيجابٌ وقبول , والبيع شرعي ولا شيء عليه، اكتشف الشاري أن هذه السلعة ليس بحاجة إليها , وأن ثمنها لو أنفقه في مكان آخر لكان أولى , حينما دخل إلى محلك أعجبته السلعة فاشتراها، ثم اكتشف أنه ليس بحاجة إليها , وأن هذا المبلغ لو أنفقه في مكان آخر لكان أولى، فجاءك يرجوه أن تقيله من هذا البيع.
 هؤلاء الكفار ـ هكذا سمعت في أمريكا ـ أن ترجع الشيء الذي اشتريته شيء مألوف جداً أي مكان لو دخلت له , أخذت السلعة يومين، ثلاثة، خمسة، ثم أعدتها يعطونك ثمنها، هنا طبعاً يفعلون هذا لترويج البيع والشراء في الدنيا.
 أما المؤمن حينما يعيد السلعة ـ طبعاً إذا كان استعملها هذا شيء ثان ـ أنا أقول سلعة لم يستعملها، لم يفتحها، دفع ثمنها وأخذها، أكثر المحلات يخسرونه الآن مبلغاً يعادل ربحها هذا لا يجوز , فأنت أمام خيارين، إما أن تلزمه بهذا العقد , وإما أن تقيله، أما أن تأخذ مبلغاً هذا مقابل ماذا ؟

 

من بنى ربحه على خسارة إنسان آخر فربحه باطل:

 

 نحن عندنا قاعدة ذكرتها البارحة في الخطبة، قاعدة أساسية جداً في كسب المال، أي كسب للمال بُني على خسارة أخ، على خسارة طرف آخر، فهو غير مشروع، أما إذا بُني على التراضي بين أخوين فهذا مشروع.
 إنسان يربح مقابل خسارة إنسان هذه أعم قاعدة هذا غير مشروع، لماذا اليانصيب حرام ؟ جمعتْ من مليون شخص كل شخص دفع مئة ليرة، أخذهم إنسان واحد، هذا الذي دفع مئة ليرة لم يأخذ شيئاً , وهذا الذي أخذ لم يدفع شيئاً، أخذ ألف ضعف عما دفعه.
 فحينما يبنى الربح على خسارة إنسان هذه العلاقة باطلة , أما إذا بُني الربح على تبادل منافع , وهناك إيجاب، وقبول، ورضا، هذا هو الشيء المشروع صوناً للعلاقات بين بني البشر.
 فلذلك من أقال نادماً.

(( من أقال أخاه بيعاً أقاله الله عثرته يوم القيامة ))

[ أخرجه الطبراني عن أبي شريح ]

 هذا صار إحساناً.
 أخي البائع: إذا بعت بيعة شرعية، المواصفات جيدة، السعر معتدل , هناك إيجاب , و قبول , والعيب لم تخفه، من أقال نادماً، ثم جاء هذا الذي اشترى البضاعة نادماً على هذه الصفقة، يرجوك أن تعيد له الثمن , وأن تأخذ البضاعة , فأنت مخير،عندك حالتان؛ عندك أمر بالعدل , وعندك أمر بالإحسان , أمر العدل أن تلزمه هذه الصفقة إما مباشرة , أو عن طريق القضاء، أما أمر الإحسان أن تقيله.

 

إقالة الشاري من الإحسان:

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾


 إلا أن العدل قسري , والإحسان طوعي , فنحن في علاقاتنا كلها حتى في علاقاتنا ببيوتنا , علاقاتنا مع جيراننا , مع أقربائنا , مع كل من نتعامل معهم، هناك مبدأ العدل، وهناك مبدأ الإحسان، شيء رائع جداً ويحل لنا كل مشاكلنا، إذا القضية لم تقع على وجه العدل أوقعها على وجه الإحسان.

 

(( من أقال أخاه بيعاً أقاله الله عثرته يوم القيامة ))

 

[ أخرجه الطبراني عن أبي شريح ]

  هذا شيء ملاحظ جداً عند الباعة، باع , والمبيع لم يُفتح إلا بعد نصف ساعة انتهى الأمر إما أن يدفع مبلغاً كبيراً نظير إقالته , أو أن يلزمه , أو أنه يرجو رحمة الله بهذه الإقالة.

 

(( من أقال نادماً بيعاً أقاله الله عثرته ))

 

[ أخرجه الطبراني عن أبي شريح ]

  وإقالة الشاري من الإحسان , والمحسنون عند الله لهم مكانة عالية.

﴿ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾

( سورة الأعراف )

  رحمة الله عز وجل هي كل شيء، رحمة الله عز وجل هي مطلق العطاء، تبدأ من صحتك تنتهي بالجنة , هذه الرحمة ثمنها الإحسان، وأنت في الدنيا مخلوق من أجل الإحسان , والإنسان حينما يلقى الله عز وجل لا يندم إلا على شيء فاته من الدنيا وهو العمل الصالح.

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

( سورة المؤمنون الآية 99 – 100 )

  من العدل أن تقيل النادم.
 طبعاً يمكن أن يكون هناك إنسان محتال , المؤمن كيس فطن حذر، المؤمن كما قال سيدنا عمر: " ليس بالخب , ولا الخب يخدعه".
 أما هناك حالات كثيرة جداً، الشاري إنسان بريء ظهر له شيء بعدما اشتراه، المصلحة تقتضي أن يعيد المبيع , فأنت لم ترضَ، إن لم يسعك العدل يسعك الإحسان

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾

  فالعدل قصري بينما الإحسان طوعي.

 

على الإنسان أن يحب للآخرين ما يحب لنفسه حتى يلقى الله عز وجل و هو عنه راض:

 

 قال النبي صلى الله عليه وسلم:

(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه ))

[ متفق عليه عن أنس]

 النبي الكريم ربط الإيمان بهذا العمل، أي أقل درجة بالإيمان أن تحب للناس ما تحب لنفسك , وفي رواية أخرى:

 

(( وأن تكره لهم ما تكره لنفسك ))

  تطبيق هذا الحديث يبعد المشاكل عن حياتنا , إذا كل إنسان، البائع، الموظف , وضع نفسه مكانك، بإمكانه أن يحل المشكلة بثانية، تعال غداً أرجأك إلى الغد , قد يكون هذا المواطن مسافراً، من بلد بعيد، سيضطر إلى أن ينام في فندق , أولاده ينتظرونه , لا يملك ثمن الفندق، أنت قلت كلمة لا تعني ما تقول، قلت: تعال غداً، لو وضعت نفسك مكانه انتهت المشكلة، فالحديث:

 

 

(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه ))

  عندك بضاعة فيها عيب، أخفيت العيب وبعت البضاعة، أنت ابتعدت عن الإيمان , وهذا أخوك، لو كشفت له العيب، وخفضت له السعر لا يوجد مشكلة، أما أخفيت العيب ورفعت السعر، أنت الآن خرجت من الإيمان، و هذا شيء خطير جداً , بحياتنا اليومية، ببيعنا , وشرائنا , وعلاقاتنا , وزواجنا، بكل شيء إذا بينّا كل شيء نَسعدْ ونُسعد , أما حينما تعامل أخاك وكأنه عدو تقتنصه خسرت كل شيء.
 والله قال لي شخص: الحمد لله بعنا هذه السيارة، ولبسناها لإنسان، فيها عيب بالمحرك خطير جداً، تخلصنا منها، أخفى عنه العيب , وكان في ذلك الوقت سيارات بالميناء جاهزة بشحمها، اشترى واحدة جديدة , وسعدَ بها , خمسة أيام صار معه حادث فنزل سعرها للنصف، فجاءني يشكو، قلت له: ألم تقل لي قبل خمسة أيام أنك أخفيت العيب , وبعتها وارتحت منها ؟ هذا الجزاء.
 الإنسان إذا أخفى العيوب في البضاعة , في البيع، ارتكب معصية، لأن هذا الأخ ما أحببت له ما تحب لنفسك , ولا كرهت له ما تكره لك , فالمؤمن إن كان المال تحت قدمه عليه ألا يعصي الله , ولا يفعل شيئاً يغضب الله عز وجل.
 فالإنسان إن كشف عيوب البضاعة و بيعت، لابأس، يستطيع أن يبيعها بسعر رخيص.
 البارحة صلى عندي أخ، يصنع ملبوسات ويصدرها لألمانيا , ويأتي بأرقي أنواع السحابات، قال لي: السحاب له قفل مطلي بمادة معينة مسرطنة، و عندما وصلت البضاعة إلى هناك قيل له: هذه القطعة ممنوع استعمالها عندنا، عبارة عن قفل السحاب مطلي بمادة الكروم هذه المادة تعمل إشعاعاً، فلها مشكلة، قال لي: نزلنا ربع القيمة حتى بيعت البيجامات بربع القيمة.
 هناك دقة بالغة , فأنت الشرع يعلمك الدقة البالغة بكل شيء، ابحث عن الصواب لكي تلقى الله وهو راض عنك.

 

 

الدين ليس في المسجد الدين في المعاملة مع الآخرين:

 

 والله الدين ليس في المسجد , الدين في المعمل , الدين في الدكان , الدين في العيادة , الدين في مكتب المحاماة , الدين في الحياة العملية , الدين في التعامل اليومي، الدين في المحاككة , الدين في البيت , الدين في علاقتك بزوجتك، بأولادك , هذا الدين، هنا الدين، أنت تتلقى بالجامع التعليمات وتنفذها في البيت، تتلقاها بالجامع تنفذها بالعمل، بالمعمل، فإذا لم يكن سلوك المؤمن صارخاً , واضحاً، جلياً، المؤمن يلتزم بالأمر والنهي، المؤمن عنده منهج يسير عليه، لانتهى الدين.
 والحقيقة علماء الحديث فسروا هذا الحديث تفسيراً مخيفاً:

(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ))

[ متفق عليه عن أنس]

  هذا الأخ الذي ذكره النبي الكريم هو أخوك في الإنسانية لأن المطلق على إطلاقه، النبي قال: " أخيه "، أي أخ هذا ؟ أوسع دائرة في الأخوة دائرة الإنسانية.
 مثلاً: إنسان غير مسلم اشترى من عندك حاجة، هل تغشه ؟ لا تستطيع أن تغشه، لأنك إذا غششته أبعدته عن الدين مسافة كبيرة جداً , إذا غششته اتهم دينك , إذا غششته فتنته، هو متمسك بكفره، فلما وجد منك كذباً وغشاً لا سمح الله، تمسك بكفره زيادة، هذا هو الحق، وهذا هو الباطل.

﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾

( سورة الممتحنة الآية 5 )

  آية خطيرة جداً، الكافر عندما يجد إنساناً له مظهر ديني , ويغشه، و يكذب عليه، يعتقد أن كفره صح، والمظهر الديني الخداع هو الباطل , فكل إنسان له مظهر ديني , أو له خلفية دينية , أو له انتماء ديني , يسيء لكافر، الكافر يتشبث بكفره لهذا السبب.

 

على كل مؤمن أن يكون صادقاً مخلصاً ووفياً في تعامله مع الآخرين:

 

﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾

 ما الكافر إن عامل مؤمناً يعامله بأرقى درجة، متى يختل توازن الكافر ؟ عندما تعامله بأعلى درجة من الكمال، يقول لك: والله هذا الدين حق، لكن عندما يكون هناك انتماء ديني وسلوك شائن، الكافر يتشبث بكفره , ويعتقد أنه على حق وأنك على باطل.

 

﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾

 لا نكون سبباً لتشبث الكافر بكفره، ألا نكون سبباً بقناعة الكافر أن الكفر هو الصح , والإسلام هو الغلط , فأنت إذا وقفت يجب أن تقف موقفاً كاملاً منصفاً.
 قال لي أخ يصلح السيارات: جاءه لعنده شخص غير مسلم قال له: هذا المحرك يحتاج إلى قمصان ـ سيغمان، فتحه فوجده يحتاج إلى خراطة، فقال له: هذا المحرك يحتاج إلى خراطة لا إلى سيغمان، فقال له صاحب المركبة: طبقه وأعطني إياه، بعد أن طبقه ذهب صاحب المركبة إلى محل ثان ليتأكد من كلام الأول، فوجد أن كلامه صحيح، فندم على موقفه من الأول ثم رجع لعنده، لأنه كان صادقاً معه قربه من الإسلام.
 فالإنسان إن كان دينه رقيقاً، وكنت معه صادقاً , وما غششته , وما كذبت عليه, وما احتلت عليه , ماذا تفعل معه يختل توازنه، يقترب منك، يقتنع بالدين , أما لو أن لك مظهراً دينياً وغششته، تشبث بكفره واعتقد أن كفره هو الصح , وإسلامك هو الغلط , فأنت فتنته أنت كنت عكس الداعية، الداعية مقرب،  الداعية مقرب إلى الله و أنت بعملك تنفر من الله عز وجل، عملت عكس الداعية.

 

 

من أساء إلى الآخرين أساء إلى دينه:

 

 هذا الحديث من خطورته أكثر الناس يفهمونه على أن المقصود من هذا الحديث هو أخوك المؤمن، لا، أخوك في الإنسانية , أوسع دائرة.

(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه )

)

 

[ متفق عليه عن أنس]

 جاءك إنسان مجوسي , جاءك واحد ملحد , قال لك: انصحنِي، نصحته، فعملت له اختلال توازن , والله الدين حق , أما قال لك: انصحنيِ نصحته بالشيء السيئ انتهى لم يعد إلى الدين، إذاً عليك أن تكون داعية فعلاً، حتى مع غير المسلمين ليرووا أن الإسلام شيء عظيم , هذا الحديث شعار لنا كلنا.

 

 

(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه ))

 

[ متفق عليه عن أنس]

  الشيء الذي تفعله أنت افعله مع غيرك.
 مرة زرنا أخاً ـ ما شاء الله ـ هو في بحبوحة كبيرة , وعنده بيت خاص بالضيوف, فأنا لفت نظري هذا ـ هو خياط ـ قلت له: الحمد لله تكلم لنا عن أسباب توفيقك؟ قال: والله أنا أنهيت الخدمة الإلزامية و لا أملك قرشاً واحداً، لي شيخ علمني , أن الشيء الذي تخيطه كأنك تخيطه لنفسك , هذه النصيحة، فأتقنت عملي، وعندما أتقنت عملي كثر الناس حولي وأقبلوا علي.
 أنت اعمل عملاً كأنه لك، الذي تأكل منه بع منه , الذي تلبس منه بع منه، الشيء الذي تستخدمه أنت ويعجبك تعامل فيه , أما أنت بواد والبضاعة بوادٍ آخر ؟!
 مرة إنسان قال لي: أخذت ألف بيضة لأبيعهم في السوق، فوجدت أن البيض كله فاسد، فبعتهم بسرعة في سوق الجمعة و الحمد لله , معنى هذا أنك لست مؤمناً، أنت غُششت فكيف تغش الآخرين ؟ كان يجب أن ترميهم وعلى الله رزقك.
 فالناس ليسوا منضبطين، و من يصلي من دون انضباط فصلاته لا قيمة لها أبداً.

 

(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه ))

 

[ متفق عليه عن أنس]

ارتباط الإيمان بنصح المسلمين

 أخوه في الإنسانية بأوسع دائرة، لا تقل من فلان ؟ من أين أنت ؟ لا يوجد من أين أنت ؟ هذا عبد لله، إذا أسأت إليه أسأت إلى دينك، ونفرته من الإسلام , عامل الناس ولا يهمك المادة، يمكن أن تخسر بهذا الكلام قليلاً إذا كشفت عيب البضاعة، ويمكن أن تبيعها بنصف القيمة , لا يوجد مانع، لكن أنت  كسبت دينك، كسبت مرضاة الله عز وجل , كسبت أن الطريق إلى الله سالك , كسبت أنك إذا وقفت في الصلاة لا تستحي من الله، هذه ليست قليلة.
 إنسان أحياناً مع صديق حميم يضحي بأي شيء من أجل العلاقة الطيبة معه، يضحي بأشياء كثيرة لئلا يخدش العلاقة التي بينه وبينه.
 هذا الحديث أخواننا من أهم الأحاديث.
(( لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ )) نفى عنه الإيمان كلياً، النبي الكريم ربط الإيمان بنصح المسلمين.

(( حتَّى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه ))

 وأخيه في الإنسانية.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور