وضع داكن
27-04-2024
Logo
الترغيب والترهيب - الدرس : 087 - كتاب البيوع وغيرها - الترغيب في الورع وترك الشبهات وما يحوك في الصدور -1
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

لا ينبغي للعبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس:

 أيها الأخوة الكرام، حديث اليوم يقول:

(( إنّ الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن وبينها أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعِرْضهِ ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يَوشك أن يرتَعَ فيه ألا ولكِّ ملك حمى إلا وإنّ حمى الله محارمُه ألا وإنَّ في الجسد مضغة إذا صلَحتْ صلَحَ الجسدُ كلُّه، وإذا فسدت فسدَ الجسدُ كلُّه ألا وَهِي القلبُ ))

 

[ متفق عليه عن النعمان بن بشير]

  بتعليمات وضع الأسئلة في امتحان الثانوية العامة الفقرة التالية: أنه يجب أن يوضع سؤال يعرفه معظم الطلاب، سؤال سهل , وسؤال آخر يعرفه المتوسطون فقط , و سؤال في الامتحان لا يستطيع الإجابة عنه إلا المتفوقون , هذه من تعليمات الامتحان، فالطالب عندما يجيب على السؤال الأول معنى هذا أنه ضعيف، لأن السؤال سهل , و إذا استطاع أن يجيب على السؤال الثاني فهو متوسط، أما هؤلاء الذين يجيبون على السؤال الثالث، هؤلاء متفوقون حكماً، سؤال محاكاة، سؤال استنباط , لا يعتمد على الذاكرة إطلاقاً يعتمد على قوة الإدراك.
 لو أن كل شيء في الحياة حلال أو حرام , الإنسان صار أبيض أو أسود , إما أنه فعل الحلال فنجا , أو فعل الحرام فهلك , لكن لحكمة بالغةٍ بالغة أرادها الله , هناك شيء واضح حلال، و هناك شيء واضح حرام , لكن هناك أشياء يوجد أدلة تؤكد أنها مسموح بها, و هناك أدلة أخرى تؤكد أنها محرمة , فإذا كان هناك دليل المنع , و دليل الإباحة هذه قضية شبهة، هذا السؤال الثالث من ينجح به ؟ الورع، الأقل ورعاً، يقول لك: يوجد فتوى , أما الورع يقول لك: لا الأولى تركه، هناك أشياء كثيرة من هذا القبيل.
 فالإنسان حينما يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس بلغ درجة المتقين، كل إنسان ترك ما حرمته الفتوى هذا سؤال بسيط، السرقة حرام، شرب الخمر حرام، الزنا حرام , الزواج حلال، الكسب المشروع حلال، هناك أشياء متفق عليها أنها حلال، والإنسان إذا فعلها لا يشعر بشيء أبداً , وهناك أشياء متفق عليها أنها حرام إذا فعلها سقط، لكن يوجد أشياء تجعل في الإنسان قلقاً، هذه الأشياء المشتبهات، الأورع تركها.

 

 

(( ركعتان من رجل ورع خير من ألف ركعة من مخلط ))

 

[ الجامع الصغير عن أنس، وفي إسناده مقال كبير ]

  أحياناً هناك أجهزة لها مضار، و المذاهب تختلف في بيعها , بعض المذاهب لا تجيز بيعها أبداً , العود مثلاً، هناك مذهب يقول لك: هذا العود أساسه من الخشب , و الخشب ينتفع به بإشعاله، هل من الممكن أن يشتري الإنسان العود حتى يتدفأ عليه ؟ هناك فتوى ؛ أنه ما دام مصنوع من الخشب، والخشب ينتفع به لغير هذه الآلة، هل من الممكن مثلاً أن إنساناً عنده حمام على الحطب يشتري عوداً سعره خمسة آلاف ليكسره ويشعله ؟ لا يمكن هذا , لكن فيها فتوى.

 

(( فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعِرْضهِ ))

 

[ متفق عليه عن النعمان بن بشير]

 و من حام حول الحمى يوشك أن يواقعه، الإنسان إذا ترك الشبهات ترك ما اشتبه عليه فهو لمن استبان أترك , و من وقع فيما اشتبه عليه فهو لمن استبان أوقع، فالإنسان إذا اقترف الشبهات صار أسهل أن يقترف المحرمات.

 

ما يؤكد ورعك و حذرك و خوفك من الله أن تدع شيئاً تجيزه بعض المذاهب:

 

 الآن الله عز وجل أمرنا بالصلوات , و الفرائض , و هناك سنن فالإنسان إذا ترك السنة صار من السهل عليه أن يترك الفرض، إذا نفسه حدثته أن يترك السنة و يصلي الفرض فقط، هو بعد حين سوف يترك الفرض , و إذا أدى السنن طبعاً صارت الفرائض مفروغاً منها، فهذا السؤال الثالث، أول سؤال بسيط لكل الطلاب , والسؤال الثاني للمتوسطين، أما الثالث للمتفوقين.
 فالذي يؤكد الورع , والحيطة , والحذر , والخوف من الله أن تدع شيئاً تجيزه بعض المذاهب، بعض الفتاوى , و بعض الفتاوى الأخرى لا تجيزه.
 مثلاً ما قيل في بعض المذاهب عند الأحناف، أنه يجوز أن تأكل مالاً حراماً في بلد المستأمن برضاه، بقصد إضعافه، أنا من الممكن أن أضع مالاً ببنك بأوربا , طبعاً تكون الدولة غير معادية، دولة مسالمة، هناك تمثيل دبلوماسي فيما بيننا، هذا اسمه بلد مستأمن أما عندك بلد الحرب , ديار الحرب , وديار السلام , وديار المستأمنين، فديار الحرب مع اليهود مثلاً، ديار السلام بلاد المسلمين , أما ديار المستأمنين دولة أجنبية لا يوجد حرب بيننا، هناك تمثيل دبلوماسي , و معاهدات، قيل في بعض المذاهب عند الأحناف: يجوز أن تأكل المال الحرام في بلد المستأمن بقصد إضعافه، هذه فتوى دقيقة جداً.
   مرة جاءتني رسالة من ألمانيا، طالب طب دخل كلية الطب، واشترى مجلة مشهورة هناك , و لم ينتبه أبداً إلى أن على الغلاف رقماً , وهناك سحب , و جائزة، كان من حظه بتعبيره هو طبعاً، أنه ربح الجائزة الأولى و التي تقدر بأربعين ألف مارك، قال لي: ماذا أفعل بهم ؟ طبعاً أخذ مالاً في بلد مستأمن دون أن يقصد لقصد إضعافه، قلت له: خذها، جاء الناس وأخذوها بمعنى ثان، أخذ خمسة ملايين وضعها ببنك بأوربا وأخذ فائدتهم، يقول لك: فيها فتوى، لا، هذه غير هذه، أنت هنا قويتهم، أنت حينما تأخذ تنتزع المال من بلدك المسلم تضعه هناك من أجل أن تأخذ ريعه أنت لم تضعفهم بل قويتهم.
 فهناك فتاوى دقيقة جداً، يقول لك: أخي هذه أختي من الرضاعة لا توجد مشكلة أبداً، مع أن القرآن الكريم قال:

﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ ﴾

( سورة النساء الآية: 23 )

  واضحة، الزواج ممنوع، لكن:

﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ﴾

( سورة النور الآية: 31 )

  لم يرد الأخ من الرضاعة، معنى هذا أن هناك شبهة، هذه المرأة التي لا يجوز أن تتزوجها، أما التبذل، هذه أختي بالرضاعة، الخلوة ممنوعة بها، فهنا القضية فيها شبهة، هناك أناس بشكل مطلق مادام في رضاعة لها أن تظهر أمامك بأبهى زينة لكن لا، العلماء حددوا، الخلوة لا تجوز مع الأخت من الرضاعة , و السفر خلوة، من منا ابنه راضع مع بنت الجيران خمس رضعات مشبعات، وأصبحت بنت الجيران عمرها سبع عشرة سنة في أبهى زينة، يضع ابنه وابنته في بيت لوحدهم ويرتاح ؟ لا يرتاح ولو كان في رضاعة.

 

على كل عالم أن يبالغ في الخوف من الله إن أصدر أي فتوى في موضوع ما:

 

 هناك قضايا في الدين هي شبهات، هناك فتوى تجيز , وفتوى تحرم، هنا هذا السؤال الثالث سؤال امتحان التفوق , سؤال الورع , سؤال الخوف من الله , المبالغة في الخوف من الله.
   سيدنا الصديق عندما شرب لبناً من مال حرام تقيأه , طبعاً الفتوى لا يوجد حرج إذا إنسان أكل مالاً حراماً دون أن يدري، لا يوجد عليه شيء كفتوى , أما الورع يقتضي أن يتقيأه، طبعاً لا يوجد مجال لذكر هذه الأشياء الدقيقة جداً.
 يقول لك: رفعت السعر مقابل الزمن، لكن فيها فتوى، لكن الأورع تركها إن لم يكن هناك فتوى، أي هذا الذي يفتي لا يخلصك من الله عز وجل، لو كان القضية أصبح بها سماح ومنع، الآن أكثر الناس يعتمدون على فتوى بمصر أن الربا حلال لكن عوضاً عن فوائد عوائد , والله الأمر سهل جداً أن تقيم حرفاً و تضع حرفاً محله، أزلنا الفاء ووضعنا العين مكانه , وصارت كل أعمال المصارف , والفوائد , وكسب الربا حلالاً، هل هناك إنسان بمصر يخلصني من عذاب الله عز وجل ؟ هل من الممكن إنسان يحمي الناس كلهم ؟ الإنسان ضعيف.
 أحد علمائنا الأجلاء كان بمصر قال لي: والله من أغرب الغرائب أنني كنت في زيارة شيخ الأزهر، وكان على فراش الموت في النزع الأخير، قال لي: والله بأم عيني رأيته يرفع إصبعيه من يديه الاثنتين , و يقول: يا رب أنا بريء من كل فتوى أفتيتها في المصارف، لكن قال له ؟ الآن ؟ الفتاوى مطبوعة , ومنشورة , وقد عمل بها , فلن تجدي هذه التوبة بينك وبين الله , وقد أصدرت هذه الفتاوى ؟ عندما شعر أنه قريب من الموت، رفع يديه وقال: يا رب أنا بريء من هذه الفتاوى , أنت يجب أن تقول: أنا بريء حينما أصدرتها، حينما كنت في منصبك، حينما كانت الأضواء مسلطة عليك.
 المفتي الأخير الذي أفتى بالربا، حدثني أخ بمصر، قال لي: في اليوم التالي وضع بمصارف مصر ما يقدر بأربع وثمانين مليار جنيه، المفتي العام لمصر أفتى بجواز أخذ العوائد بدل الفوائد , أن هذا المبلغ الموضوع في المصارف عبارة عن أمانة أودعتها في مصارف الدولة , وهذه الدولة تقديراً لهذا الجهد قدمت لك هدية هي العوائد , فلا أنت أودعت إيداعاً ربوياً , ولا هي أعطتك فوائد، بدل الفوائد عوائد , وله مقالات , ويدافع عنها , و هاجمه سبعة وعشرين عالماً في اليوم الثاني و مع ذلك عُمل بها.
 الآن هنا بالشام أكثر من مئة أخ سألني عن الموضوع أن هذه الفتوى صدرت عن مفتي مصر فلماذا تعارضوها ؟

الحلال بين و الحرام بين:

 نحن سؤالنا الثالث الذي فيه فتوى، فتوى ضعيفة، فتوى من إنسان مغرض، فتوى من إنسان يبتغي رضا من فوقه , فتوى يوجد معها ضغط , فتوى يوجد معها إغراء، طبعاً هناك إغراء وهناك ضغط، أحياناً الإنسان يتكلم بخلاف قناعته، إما خوفاً أو طمعاً، فكل شيء يقال خوفاً أو طمعاً هذا ليس له علاقة بالدين، هذه قضية مصلحة إنسان ضعيف النفس أمام إغراء شديد , إغراء منصب مثلاً , أو أمام تهديد يصدر فتوى.
 فدرسنا اليوم عندك سؤال رقم ثلاثة، هذا السؤال الثالث للمتفوقين، شاءت حكمة الله أن يجعل في الأشياء ما هو محرم بشكل واضح , إذا الإنسان ذهب لينام هل يشعر أنه أذنب ؟ النوم لا يوجد به مشكلة، الطفل إذا رضع من أمه، وعندما كبر يقول لك: أنا آكل مالاً حراماً ؟ لكن رضع من أمه، و لا يوجد أحل من أن الإنسان يرضع من حليب أمه , لأن الله تعالى هو الذي أودع الحليب في ثديها، فلا يوجد إشكال بهذه الرضعات، انظر الحلال واضح جداً , و الحرام الخمر , و الزنا , و القتل واضح جداً، فهذه لا يوجد بها خلاف.
 أحياناً أخ ماذا يقول لي ؟ هذه القضية ما رأيك فيها ؟ أقول له: لأنك سألتني عنها , ولأنك قلق من أجلها فيها شبهة، لو لم يكن فيها شبهة لما سألتني عنها، هناك ألف أمر كل يوم لم تسألني عنه، و الدليل أن الشيء الواضح لا يسأل عنه.

ضرورة سؤال العلماء عن الشبهات إن أشكل علينا شيء:

(( إنّ الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن، وبينها أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ))

[ متفق عليه عن النعمان بن بشير]

  ماذا تفهمون من هذه الكلمة ؟ أي أن هناك علماء يعلمون هذه الشبهات، لكن النبي نفى.

 

(( لا يعلمهن كثير من الناس ))

  إذاً القليل يعلمون هذا الأمور.

 

﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾

( سورة النحل )

  الآن إنسان مثلاً يعاون آخر بشراء بيت، البيت ثمنه أربعة ملايين، و هذا الإنسان نقصه مليون، يأتي إنسان و يقدم له هذا المليون، و يقول له: أريد أجرة، من حقه أن يأخذ أجرة، هذا البيت أجرته فرضاً بالشهر عشرة آلاف يعطيه ألفين و خمسمئة، لأن له الربع لا يوجد بها شيء مثل الشمس، لا ليست مثل الشمس، بعد سنتين هذا الذي اشترى البيت لزمه مليون ضمن لأخيه المليون، فهذا البيت غير خاضع للتقييم إطلاقاً، يأتي بعد سنتين يعطيه المليون ليفرغ له، فهذه الأجرة التي أخذها ليست حلالاً، هذه الأجرة أخذها ربا، لماذا ؟ لأن أصبح هناك ضمان، أما لو أنه أعطاه المليون , وعندما صار معه المليون قيّم البيت، و كان سعره خمسة ملايين يأخذ مليون ومئتين وخمسين ألفاً , قيمه كسعره الآن، مثلاً صار سعره ثلاثة ملايين، يريد أن يأخذ سبعمئة وخمسمئة ألفاً، إذا قبل أن يأخذ ربع ثمن البيت حين السداد الأجرة حلال، حلال مئة بالمئة، لكن إذا لم يقبل أن يأخذ إلا المليون بأكمله أصبحت الأجرة ربا.

 

موضوع الشبهات موضوع دقيق جداً:

 

 هناك أشياء واضحة عند العلماء، أما عند الجهلة غير واضحة , معظم الناس يشغل ماله بنسبة ثابتة على الألف نأخذ عشرين، أخي لا نريد حسابات , و لا نريد مشاكل، لن أدخل بملفات الجرد، والحسابات , والمتاجرة، وبضاعة فاسدة، ماذا تريد من وجع الرأس، خذ على الألف عشرين وانتهى كل شيء، لا هذا هو الربا بعينه، مادام هناك ربح ثابت صار هناك ربا، أنا لا أقبل إلا أن آخذ ربحاً حقيقياً، ربح، و متاجرة , و مصاريف.
 فلذلك موضوع الشبهات موضوع دقيق جداً، هذا موضوع امتحان الورع، الشبهات هناك ألف قضية بالعالم الإسلامي فيها فتوى , وفيها وجه آخر.
 أنا أقول لإنسان: لك أن تشتري بأي ثمن , ولك أن تدفع بأي طريقة , ولك أن تبيع بأي ثمن , ولك أن تقبض بأي طريقة , أما حينما تسمي للزمن ثمناً، يقول له: وقعت في شبه الربا، لا يقول له في الربا الصحيح، لا، في شبهة الربا , فإذا كنت تريد هناك فتوى، هناك تقوى , وهناك فتوى , إن كنت تبحث عن الفتوى فالفتوى موجودة , والحمد لله لكل معصية الآن هناك فتوى، لا يوجد مشكلة أبداً، مهما تكن المعصية طبعاً هذا من باب السخرية، مهما تكن المعصية كبيرة لها فتوى.
 إنسان يستطيع أن ينظر إلى امرأة شبه عارية لكن بالمرآة، ليس حراماً، هكذا أفتى بعض الأئمة، ما هي الشاشة ؟ ليست حقيقة، هذه خيال، أي إذا إنسان خرج إلى الشرفة وهناك مغسلة , وفوق المغسلة مرآة، و خرجت الجارة في البناء المقابل بقميص النوم رآها كما هي بالمرآة، هو لم يعمل شيئاً، لكن رآها  بالمرآة، هذه فتوى تفضل، خذ حريتك, وهذا المذياع صدى ليس صوتاً حقيقياً، المحرم أن تجلس إلى قينة، تدخل إلى مسرح، تصعد مغنية تسمع لها، أما ضع ما تريد في المسجلات، كلها أغان ساقطة، هذا صدى , والله أصبحت الفتوى سهلة، فإذا كان كل شيء تسمعه غلطاً هو صدى , وكل شيء تراه غلطاً هو خيال , وهذه بها شبهة , و هذه بها فتوى، لم يعد بالدين شيء، وصلنا إلى درجة انتهى الإسلام، كل شيء مسموح فيه، الإنسان الذي يفعل هذا انتهى وليس الإسلام انتهى، هو انتهى إن لم يكن هناك تناسق.

الإسلام له شكل ثابت علينا الحفاظ عليه:

 الآن هناك أناس يعملون إسلاماً مائعاً، يفوت بأي زجاجة كبيرة، صغيرة، طويلة، عريضة، سهل مائع، يتشكل بأي إناء، هذا ليس إسلاماً، هذه مرونة إلى درجة ألغت الإسلام، الإسلام له شكل ثابت، إذا لم يكن هناك شكل ثابت فهذه مشكلة.
 فنحن درسنا اليوم من السؤال الثالث، السؤال الذي يمتحن به المتفوقون، هو الورع، هناك حلال بين لا يوجد عليه خلاف , وحرام بين لا يوجد عليه خلاف، وبينهما أمور مشتبهات، هذه الأمور هي مناط الورع، ومن ترك مالا بأس به هو الورع، ولا يبلغ الإنسان التقوى حتى يدع مالا بأس به خوفاً مما به بأس.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور