وضع داكن
26-04-2024
Logo
الترغيب والترهيب - الدرس : 060 - كتاب الصدقات - الترغيب في إطعام الطعام وسقي الماء والترهيب من منعه
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

العمل الصالح أثمن شيء في الحياة الدنيا :

 أيها الأخوة الكرام ، شكوى يكثر تردادها من بعض الأخوة ، يقول الأخ الكريم ، أصلي فلا أشعر بشيء ، أقرأ القرآن فلا أشعر بشيء ، ما سبب هذه الحالة المؤلمة ؟
 الجواب : أن الإنسان حينما يستقيم على أمر الله يسلم من العطب ، يسلم من الهلاك ، يسلم من المصائب ، أما حينما يعمل أعمالاً صالحة يسعد ، فإن كنت تبتغي السلامة فاستقم على أمره ، وإن كنت تبتغي السعادة فاعمل صالحاً ، والدليل أن أثمن شيء في الحياة الدنيا هو العمل الصالح ، لقوله تعالى :

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ﴾

( سورة المؤمنون )

 المؤمن كلما ازداد علمه ، وكلما تعمق إيمانه ، وكلما اتسعت آفاقه ، يرى أنه مخلوق في الحياة الدنيا من أجل العمل الصالح الذي هو ثمن جنة الآخرة .
 لذلك منذ أن يستيقظ وحتى ينام لا يشغله شيء إلا أن يخدم الخلق ، إن أردت أن تسلم فاستقم على أمر الله ، إن أردت أن تسعد فاعمل صالحاً ، وأبواب العمل الصالح مفتحة على مصارعها ، في أي زمان ، في أي مكان ، في أي ظرف ، في أي بيئة ، في أي عصر ، في أي مصر ، الأعمال الصالحة بين يديك ، آلاف الأعمال الصالحة في بيتك ، تربية أولادك ، معاونة زوجتك ، في الطريق ، في العمل ، في السفر ، في الحضر .

 

المؤمن كله خير يعتني بمخلوقات الله ولو كان لا ينتفع بها :

 اليوم من هذه الأعمال الصالحة السقيا ، فقد ورد في الحديث الشريف :

(( بينما رجلٌ يَمشي بطريق اشْتَدَّ عليه العطشُ ، فوجد بئرا ، فنزل فيها فشرب ثم خرج ، فإذا كلبٌ يَلْهَثُ ، يأكل الثَّرَى من العطش ، فقال الرجلُ : لقد بلغ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الذي كان بلغَ بي ))

[ البخاري عن أبي هريرة]

 كلب ! الكلب لا يستطيع أن يشكر ، ولا يستطيع أن يعبر عن شكره بخبر ينشره في جريدة ، يمكن أن يخدمك طبيب خدمة عالية ، تعمل له مقالة بالجريدة في اليوم التالي ، نشكر الطبيب الاختصاصي ، الكبير ، الماهر ، الذي أجرى عملية ناجحة ، هذا الكلب لا يستطيع أن يفعل شيئاً ، لا شكر ، ولا كلمة ، ولا إشارة ، ولا عبارة ، قال :

(( فنزل البئر ، فملأَ خُفَّهُ ماء ، ثم أمْسَكه بِفيهِ ، حتى رَقِيَ ، فسقى الكلبَ ، فشكرَ اللهُ له ، فغفر له ))

[ البخاري عن أبي هريرة]

 يغفر لإنسان بسقيا كلب ؟ لأن هذا العمل في الصحراء ، لا في مجتمع يراقب ، لا في مجتمع يشكر ، لا في مجتمع يجذب ، لا في إنسان تبتغي أن يراك ، لا تبتغي إلا وجه الله ، فبقلب هذا الرجل رحمة على الكلب ، وهذه الرحمة على الكلب كانت سبب مغفرته ، هذا الحديث ورد في الصحاح .

(( قالوا : يا رسول الله ، إِن لنَا في البَهَائِمِ أجرا ؟ ))

 إذا الواحد أطعم قطة ، سقى كلباً ، أحياناً يكون هناك حيوان مكسور بحادث ، يأخذه إلى طبيب بيطري ، يعتني به ، يجبر كسره ، إلى أن يشفى ، ماذا ينتظر هذا الإنسان ؟ من سيشكره؟ من يمجده ؟ من يرفع قدره ؟ لا أحد ، إنما يبتغي وجه الله عز وجل .

(( قالوا : يا رسول الله ، إِن لنَا في البَهَائِمِ أجرا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : في كُلِّ كَبدٍ رَطبَةٍ أجرٌ ))

 في كل مخلوق ، إلى درجة أنك إذا أردت أن تتوضأ فرأيت نملة فحاولت ألا تميتها انتظرت حتى صعدت إلى طرف المغسلة ، ثم توضأت ، هذا عمل صالح ، المؤمن كله خير ، يعتني بمخلوقات الله ولو كان لا ينتفع بها .

 

 من تضايق و شعر بجفوة بينه و بين ربه فعليه بعمل صالح يبتغي به وجه ربه :

 حتى من أغرب التفاسير في درس الجمعة أنه :

﴿ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾

( سورة الذاريات )

 هناك حيوانات ينتفع بها ، الغنم ، والدجاج ، والخيل ، والحمير ، فأصحابها يطعمونها لأنهم ينتفعون بها ، أما هناك حيوانات لا ينتفع بها ، لذلك لا يطعمها أحد ، لا يوجد مصلحة .
 حدثني أخ معين بقرية قال لي : الكلاب صباحاً جائعة ، يأتي بخبز يطمعهم بالطريق ، والقرية بعيدة عن الطريق العام ستة كيلو متر ، ويمشي إلى القرية ليعمل هناك ، هذه الكلاب تتبعه ستة كيلو متر لشكره على إطعامها ، هناك حيوان لا أحد يطعمه إطلاقاً ، إذا تضايقت وشعرت بجفوة ، أنكرت قلبك ، أنكرت صلاتك ، أنكرت تلاوتك ، أنكرت ذكرك ، عليك بالعمل الصالح ، بعمل تبغي به وجه الله ، كل إنسان متاح له أن يخدم الناس .
 هذا الحديث متفق عليه ، ورد في البخاري ومسلم .
 إنسان يغفر له كل شيء ، ويستحق جنة الله عز وجل لأنه سقى هذا الكلب ، لكن الحديث ظروفه دقيقة جداً ، ينفى عن هذا العمل كل شرك ، كل نفاق ، كل رياء ، فأنت تريد عملاً من نوع آخر ، خدمة لوجه الله ، أحياناً تجد إنساناً مريضاً ، إنساناً مصاب ، نحن الآن نتكلم عن كلب ، فكيف إنسان ؟ الإنسان هو المخلوق الأول .

أبواب العمل الصالح لا تعد ولا تحصى :

 لذلك البارحة مرّ الحديث التالي :

(( سُئل النبي عليه الصلاة والسلام : أي الأعمال أفضل ؟ قال : إدخالك السرور على مؤمن ))

[ أخرجه الطبراني عن عمر بن الخطاب ]

 هذا كريم على الله ، عنده مشكلة ، مشكلة مالية ، مشكلة صحية ، مشكلة اجتماعية ، أحياناً تجد إنساناً هو وزوجته في خلاف ، لا أحد يهتم ، كل واحد مرتاح قاعد مع أهله ، لا يخطر ببال إنسان أن يدخل وسيطاً بينهما ، يذهب إلى أهل الزوجة ، يحسن سمعة الزوج عندهم ، يذهب إلى الزوج يلين قلبه ، هناك أشخاص يعنيهم هذا الأمر ، فيسعون في إصلاح ذات البين ، فهذا الإنسان نفسه غالية عليه ، وعزيزة ، وزوجته تحدته ، وذهبت إلى بيت أهلها ، فيصعب عليه أن يأتي هو ، وهؤلاء تمسكوا بابنتهم ، فالذي يدخل وسيطاً بين هؤلاء وهؤلاء ليعيد المياه إلى مجاريها، ويجمع الزوجين ببيت واحد ، ويوفق بينهما ، رحمة بالأولاد الصغار ، هذا عمل عظيم قال :

(( إدخالك السرور على مؤمن ، أشبعت جوعته ، أو سترت عورته ، أو قضيت له حاجة ))

[ أخرجه الطبراني عن عمر بن الخطاب ]

 والله أيها الأخوة ، لا أعجب إلا من إنسان معه مال ، وبهذا المال يصل إلى أعلى درجات الجنة ، لا تتوهموا أن الجنة بالدعاة إلى الله فقط بل كل إنسان أقامه الله بشيء ، يمكن بهذا المال أن تصل إلى أعلى درجة بالجنان ، بالمال تعين شاباً على الزواج ، بالمال تعالج مريضاً، بالمال تجمع زوجين في بيت واحد ، بالمال يمكن أن توفق إلى زواج ، الفتاة ما الذي يشغلها كل حياتها ؟ أن تُخطب ، أن يأتي من يخطبها ، فإذا خُطبت حققت النجاح كله في حياتها ، فأبواب العمل الصالح لا تعد ولا تحصى .
 مرة حدثني أخ عنده سيارة يعيش منها ، إنسان أخلاقه شرسة جداً ، دخل بمؤخرتها فحطمها ، أي تحتاج خمسين ألف ليرة ، امرأة تمشي في الطريق رأت هذا الحادث ، رأت تظاهر المعتدي ، وبعد أن ضربه ، وعطب سيارته ، يريد أن يضربه أيضاً ، قالت له : يا بني أنا أصلحها لك ، ولا تتألم ، ودفعت من جيبها الخاص مبلغ خمسين ألفاً ، هناك مليون مشكلة بالحياة ، مليون مرض ، مليون مريض ، مليون فقير ، مليون بائس ، مليون أرملة ، مليون أرمل ، مليون طالب علم لا يجد ما يأكل ، لا أعجب إلا من إنسان ينفق المال جزافاً بلا حساب ، على شهواته ، على ملذاته ، على احتفالاته ، تجد حفلة مكلفة ما يقدر بثلاثين مليوناً ، سمعت رقم بكيت جداً عشاء كلف ستين مليوناً ، وهؤلاء الشباب الذين يتلوون ؟ يتمنون غرفة يسكنوها في أقصى الأرض ليتزوجوا بها ، ما مصيرهم ؟ .
 إذاً :

(( أي الأعمال أفضل ؟ قال : إدخالك السرور على مؤمن ، أشبعت جوعته ، أو سترت عورته ، أو قضيت له حاجة ))

[ أخرجه الطبراني عن عمر بن الخطاب ]

تأمين الماء للآخرين من أجلّ الأعمال الصالحة :

 وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

(( ليس صدقة أعظم أجراً من ماء ))

 هذا أصل الحديث ، الناس يحرصون على أن ينشؤوا السبل ، أن يمددوا للناس مياهاً ، من الصدقات الراقية جداً تؤمن ماء لإنسان ، الماء بعد الهواء ، هواء ، ماء ، بعدها طعام ، هواء ، ماء ، طعام .

(( ليس صدقة أعظم أجراً من ماء ))

[ رواه البيهقي عن أبي هريرة]

 وعن أنس رضي الله عنه أن سعد بن عبادة أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله :

(( إن أُمِّي تُوفِّيَتْ وَلَمْ تُوْصِ أَفَيَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّق عَنْهَا؟ قَالَ :«نَعَمْ وَعَلَيْكَ بِالْمَاءِ ))

[ الطبراني عن أنس ]

 هذه البلدة الطيبة نحن عندما كنا صغاراً ، كل عشرين متراً تجد سبيل ماء في الطريق ، إنسان يقف يشرب ، يرتوي ، شيء جميل ، تذهب إلى بلاد أخرى لا يوجد ماء إلا أن تدفع ثمنه ، السبيل في الطريق ماء بارد ، فرات ، يرتوي به العطش ، بلا مقابل ؟ هذا من أجلّ الأعمال الصالحة .
 وفي رواية :

(( إِن أُمي ماتت ، فأيُّ الصدقةِ أفضلُ ؟ قال : الماءُ ، فحفر بئرا وقال : هذه لأمِّ سَعْد))

[ رواه أبو داود والنسائي عن سعد بن عبادة ]

المسلمون شركاءُ في ثلاثٍ : في الماء والكلأِ والنار :

 كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( ثلاثة لا يُكَلِّمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إِليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : رَجُل على فَضْل ماء بِفَلاة يمنعه من ابن السبيل ))

[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة]

 حدثني أخ في خان الشيح قال : سبع عشرة مزرعة ، كلها فيها آبار ، الرعيان يأتون مع أغنامهم يدخلون إلى هذه المزارع ليشربوا ، أكثر أصحاب هذه المزارع يطردونهم ، ويقفلون الباب ، إلا مزرعة واحدة تستقبلهم ، وتسمح لهؤلاء الرعيان أن يسقوا أغنامهم ، بل إن صاحب هذه المزرعة فعل أكبر من ذلك ، بنى لهم جدولاً طويلاً للشرب ، فيملأ الجدول ماء ، ويقف الخرفان إلى جانب بعضهم بعضاً ويشربون ، أقسم بالله وهو قريب لي ، أنه مرّ عام لم يبقَ مزرعة فيها ماء ـ جفت الآبار كلها ـ إلا هذه المزرعة ، ما تأثرت ولا سنتيمتر .
 هناك آيات كبيرة جداً .

(( أنفق بلالُ ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ))

[أخرجه الطبراني عن بلال ]

(( المسلمون شركاءُ في ثلاثٍ : في الماء ، والكلأِ ، والنار ))

[أخرجه أبو داود عن رجل من المهاجرين]

 شركاء في ثلاث ، الماء ينبغي ألا يمنع .

(( ثلاثة لا يُكَلِّمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إِليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم : رَجُل على فَضْل ماء بِفَلاة يمنعه من ابن السبيل ))

[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة]

 أصحاب المزارع عندهم ماء زائد يعطون جيرانهم دائماً ، إذا في ثمن وقود لإخراج الماء يمكن أن يأخذ ثمن الوقود ، أما أن يمنع الماء ، ويموت البستان الذي إلى جانبه ، هذا لا ينظر الله له يوم القيامة .

من تقرب إلى الله بأعمال صالحة سلم و سعد في الدنيا و الآخرة :

 اليوم درسنا من أجلّ الأعمال ؛ السقيا ، وأول موضوع دقيق جداً أن تعمل عملاً خالصاً لوجه الله ، لا تبتغي به إلا وجه الله ، فكلما أكثرت من هذه الأعمال كلما اتصلت بالواحد الديان ، عندئذٍ تسعد ، أطع أمره تسلم ، تقرب إليه بالعمل الصالح تسعد ، والسلامة والسعادة مطلبان أساسيان لكل مخلوق أن يسلم وأن يسعد .
 الأجداد والسلف الصالح يقول لك إذا مركب لم يوجد به شيء لله يغرق .
 مرة حدثني أخ ، قال لي : كنت بحلب دخلت إلى مطعم لآكل ، فوجدت طفلاً صغيراً ـ صحن الفول ثمنه خمس ليرات ـ قال لصاحب المطعم : أعطيني فول بربع ليرة ، قال له : ادخل يا عمو ، وضع له صحناً عادياً ، وسرفيساً عادياً ، فقال له ابنه بالمحل : معقول أن تضع له؟ قال له : يا بني اشتهى أن يأكل الفول ، يجب أن نطمعه .
 تجد محلات تجارية فيها خير ، و رحمة ، حدثني أخ زوجته كانت بالحج ، في المدينة المنورة محل أقمشة ، دخلت فوجدت قماشاً مناسباً ، اشترته ، و طلبت من صاحب الدكان أن يراعيها في الثمن ، قالت له : من أجل رسول الله راعيني ، قال لها : والله لا آخذ ثمنه ، قال لها : تفضلي خذيه .
 تجد محلاً فيه خير ، من أين أتى الخير ؟ من البذل ، والعطاء ، والتسامح ، والليونة بالبيع ، أحياناً طبيب ، والله أعرف طبيباً إذا دخلت عليه تشفى من النظر إلى وجهه ، كلما رأى مريضاً فقيراً لا يأخذ أجراً ، و يدفع ثمن الدواء من جيبه ، مثقل بالديون للصيادلة ، كلما زاره مريض ـ فقير طبعاً ـ لا يأخذ منه ، يبعثه للصيدلي على حسابه الدواء أيضاً ، تحتاج عملاً ترقى به ؟ تحتاج عملاً يرضى الله عنك فيه ؟
 طبعاً هذا الطبيب لا يملك شيئاً ، وضعه المادي أقل من عادي ، و لكن لأن إنفاقه كبير جداً له أحوال مع الله ، له صلة بالله شيء عجيب .

من أكثر من العمل الصالح تمنى لقاء الله عز وجل :

 ففي كل مهنة محامون أتقياء ، أطباء ، مهندسون ، فالإنسان إن لم يكن له عمل صالح لله عز وجل مطرود من رحمة الله ، لا يتحرك إلا بأجر ، إذا دلّ إنساناً يقول له : ليس لنا شيء ، لا يتحرك ، ولا يشير إشارة إلا بأجر ، هذه مشكلة كبيرة بالحياة ، يحتاج الإنسان إلى عمل يبتغي وجه الله ، أحياناً يطعم الطيور ، أحياناً يطعم الكلاب ، أحياناً يطعم القطط ، والأعمال لا تعد ولا تحصى ، وأبلغ من ذلك أن تطعم الإنسان الفقير الجائع .
 والله قال لي أخ البارحة : والله لي شهر ونصف لم يدخل لبيتي قطعة لحم ، لأني لا أملك ثمنها ، و تجد شخصاً آخر يبعد اللحم هكذا ، لا يستطيع أن يأكل اللحم ، الذي عنده مال ، وعنده إمكان فليطعم الفقراء ، أعطهم ثمن لحم ، أو أعطِهم لحماً ، أو وزع اللحم ، أحياناً يكون الشخص عليه ديون تعطيه ألفي ليرة ليوفي ديونه ، وأولاده جائعون ؟ وزع لحماً ، الأعمال الصالحة ، ولا سيما في هذه الأيام ، لا تعد ولا تحصى مفتوحة على مصارعها ، وهذا ثمن الجنة ، والناس تريد أن ترفه نفسها ، يترفه بالدنيا فقط ، وهناك بوادر مرض قد يودي به إلى القبر ، ينخلع قلبه من الخوف ، يجب أن يهيئ للقبر أعمالاً صالحة كبيرة ، الموت يأتي فجأة ، والقبر صندوق العمل ، المؤمن أعماله الصالحة كثيرة جداً ، الموت لا يحدث عنده رجة قوية ، إلى أنت ذاهب ؟.

﴿ وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ ﴾

( سورة آل عمران )

 فكلما أكثرت من العمل الصالح تمنيت لقاء الله عز وجل ، هذا لقاء الله واقع لا محال أي ليس لك أي خيار فيه ، يأتي وقت لا تجد منا واحداً فوق الأرض ، كلنا تحت الأرض ، هذا بباب صغير ، وهذا بالجبل ، كلنا ، إن حسنت بيتك كما تريد ، و إن زخرفته ، بالأخير لباب صغير، هذا مصير كل حي .
 إذاً من الآن على كل إنسان أن يهيئ للقبر ، أن يملأه بأعمال صالحة ، أعمال صالحة خالصة لوجه الله ، لا تحتاج كتاب شكر ، ولا أحد ينوه لفضلك ، ولا المحسن الكبير ، ولا تحتاج رخامة ، لا تحتاج شيئاً ، تحتاج عملاً يرضى الله عنك فيه .
 اليوم درسنا عن السقيا ، عن سقيا الماء ، والإنسان يمكن أن يغفر الله له ذنوبه بإطعام حيوان جائع أو عطش .

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور